![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 36401 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() وصف حالة الأب الانسان بإيجاز ![]() كان الآب حنونًا متسامحًا فقبل تقسيم ثروته و هو حي بين ابنيه حسب الطلب الغير قانوني من ابنه الأصغر و لما أفلس الابن الأصغر و رجع إلى أبيه فرح الأب بعودة ابنه الأصغر من الكورة البعيدة و اعتبره كان ميتا فعاش و كان ضالًا فوجد و لما اعترض الابن الأكبر أوضح الأب لابنه الأكبر أن الابن الأصغر ليس له أي حق في المال و ذلك لأن المال مال الابن الأكبر وحده لكن كان يجب استقبال أخيه العائد ليعمل كأجير عند أخيه الأكبر بدلًا من العمل عند الغرباء و جعل ابنه الأكبر يوافقه الرأي فهو يعلم أن ابنه الأكبر لن يتجاوز وصيته فهو ابن مطيع للسماء و له كأب كما قال « قَطُّ لَمْ أَتَجَاوَزْ وَصِيَّتَكَ ») لوقا ظ،ظ¥ : ظ¢ظ© ) « وَمَنْ خَشِيَ الْوَصِيَّةَ يُكَافَأُ »( أمثال ظ،ظ£ : ظ،ظ£ ). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 36402 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() الابن الأكبر المطيع ![]() ظ، – الخدمة و طاعة الوصية : – كان الابن الأكبر مع أنه مالك لكل شيء يعتبر نفسه خادما مطيعا لوصايا أبيه ملازما له كما هو مكتوب « أَخْدِمُكَ سِنِينَ هَذَا عَدَدُهَا وَقَطُّ لَمْ أَتَجَاوَزْ وَصِيَّتَكَ »( لوقا ظ،ظ¥ : ظ¢ظ© ) فهو لم يترك البيت بل عاش مع أبيه و استمر يعمل و يكدح « فِي الْحَقْلِ »( لوقا ظ،ظ¥ : ظ¢ظ¥ ). ظ¢ – إكرام الوالدين : – فتمم الابن الأكبر الوصية الإلهية التي تقول « أَكْرِمْ أَبَاكَ وَأُمَّكَ لِتَطُولَ أَيَّامُكَ عَلَى الأَرْضِ الَّتِي يُعْطِيكَ الرَّبُّ إِلَهُكَ »( خروج ظ¢ظ* : ظ،ظ¢ ) و يتضح ذلك فيما يلي : – أ – أكرم أباه إذ اعتبره المالك للمال : – فرغم أن المال ماله لكنه كان يعتبر المال مال أبيه و يعتبر نفسه خادما عنده إذ قال لأبيه « أَخْدِمُكَ سِنِينَ هَذَا عَدَدُهَا »( لوقا ظ،ظ¥ : ظ¢ظ© ) و لم يكن يتصرف بدون إذن أبيه بل كان ينتظر العطية من أبيه مع أنه صاحب المال وهذا هو سلوك الابن البار لكنه اضطر في حالة غضبه أن يقول لأبيه « وَجَدْياً لَمْ تُعْطِنِي قَطُّ »( لوقا ظ،ظ¥ : ظ¢ظ© ). ب – أكرم أباه بالراحة أيضًا : – فلم يجعل أباه يذهب للعمل في الحقل معه بل جعله مستريحًا في « الْبَيْتِ »( لوقا ظ،ظ¥ : ظ¢ظ¥ ) تحت أمره العبيد والأجراء فمكتوب « فَقَالَ الأَبُ لِعَبِيدِهِ: »( لوقا ظ،ظ¥ : ظ¢ظ¢ ) و مكتوب « كَمْ مِنْ أَجِيرٍ لأَبِي »( لوقا ظ،ظ¥ : ظ،ظ§ ) و كان الابن الأكبر يعمل و يكدح « فِي الْحَقْلِ »( لوقا ظ،ظ¥ : ظ¢ظ¥ ) فلم يكن ابنًا عاقًا مثل أخيه الأصغر الذي بذر مال أبيه « بِعَيْشٍ مُسْرِفٍ »( لوقا ظ،ظ¥ : ظ،ظ£ ) أو مثل الأبناء العصاة في هذه الأيام الذين عندما ينالون كل شيء من والديهم يضعونهم في دار للمسنين بل و يهملون حتى زيارتهم. ظ£ – الابن الأكبر كان حريصًا : – فلم يكن مسرفًا و لا مبذرا بل حافظًا لماله معتبرًا أن المال مال أبيه و عمل على تنميته و الدليل على ذلك أنه كان عنده أجراء يعملون في حقوله كما هو مكتوب « كَمْ مِنْ أَجِيرٍ لأَبِي يَفْضُلُ عَنْهُ الْخُبْزُ »( لوقا ظ،ظ¥ : ظ،ظ§ ) و عبيد يعملون في بيته كما هو مكتوب « فَقَالَ الأَبُ لِعَبِيدِهِ: »( لوقا ظ،ظ¥ : ظ¢ظ¢ ) و كان يعمل في حقله الخاص كمالك حريص على أمواله كما هو مكتوب « وَكَانَ ابْنُهُ الأَكْبَرُ فِي الْحَقْلِ. فَلَمَّا جَاءَ وَقَرُبَ مِنَ الْبَيْتِ »( لوقا ظ،ظ¥ : ظ¢ظ¥ ) بينما الابن الأصغر المسرف أضاع ماله وافتقر واضطر أن يعمل في حقول غيره في رعاية الخنازير كما هو مكتوب عنه « فَمَضَى وَالْتَصَقَ بِوَاحِدٍ مِنْ أَهْلِ تِلْكَ الْكُورَةِ فَأَرْسَلَهُ إِلَى حُقُولِهِ لِيَرْعَى خَنَازِيرَ »( لوقا ظ،ظ¥ : ظ،ظ¥ ). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 36403 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() الابن الأكبر يغضب ![]() و كان غضبه في محله إذ أنه كان عائدًا متعبًا من العمل في الحقل و فجأة يعلم أن أخيه المسرف المبذر الذي بدد أموال أبيه مع الزواني يلبس الحلة الأولي و خاتمًا في يده و حذاءً جديدا في رجليه و العجل المسمن مذبوحًا خصيصًا له و آلات الطرب و الرقص تصدح له بينما هو لابس ملابس الحقل و قد يكون حذاءه مشققا و يداه مشققتان من العمل في الحقل و ليس فيها أي خواتم و قد يكون أكل طعامه مع الأجراء على ترعة من الترع بعجلة و طبعًا طعام الحقل ليس كمثل طعام البيت الذي أعده العبيد للابن الأصغر من لحم العجل المسمن و تفننوا في إعداده فبينما الابن الأكبر يأكل طعامه في حر الشمس أو برد الشتاء في الحقل نجد الابن الأصغر يتناول طعامه في البيت على صوت آلات الطرب والرقص فمكتوب أنه لما عاد الابن الأصغر و قال لأبيه « يَا أَبِي أَخْطَأْتُ إِلَى السَّمَاءِ وَقُدَّامَكَ وَلَسْتُ مُسْتَحِقّاً بَعْدُ أَنْ أُدْعَى لَكَ ابْناً. فَقَالَ الأَبُ لِعَبِيدِهِ: أَخْرِجُوا الْحُلَّةَ الأُولَى وَأَلْبِسُوهُ وَاجْعَلُوا خَاتَماً فِي يَدِهِ وَحِذَاءً فِي رِجْلَيْهِ وَقَدِّمُوا الْعِجْلَ الْمُسَمَّنَ وَاذْبَحُوهُ فَنَأْكُلَ وَنَفْرَحَ لأَنَّ ابْنِي هَذَا كَانَ مَيِّتاً فَعَاشَ وَكَانَ ضَالاًّ فَوُجِدَ. فَابْتَدَأُوا يَفْرَحُونَ. وَكَانَ ابْنُهُ الأَكْبَرُ فِي الْحَقْلِ. فَلَمَّا جَاءَ وَقَرُبَ مِنَ الْبَيْتِ سَمِعَ صَوْتَ آلاَتِ طَرَبٍ وَرَقْصاً فَدَعَا وَاحِداً مِنَ الْغِلْمَانِ وَسَأَلَهُ: مَا عَسَى أَنْ يَكُونَ هَذَا؟ فَقَالَ لَهُ: أَخُوكَ جَاءَ فَذَبَحَ أَبُوكَ الْعِجْلَ الْمُسَمَّنَ لأَنَّهُ قَبِلَهُ سَالِماً. فَغَضِبَ وَلَمْ يُرِدْ أَنْ يَدْخُلَ »( لوقا ظ،ظ¥ : ظ¢ظ، – ظ¢ظ¨ ) و لأنه كان على حق في هذا الغضب « فَخَرَجَ أَبُوهُ يَطْلُبُ إِلَيْهِ »( لوقا ظ،ظ¥ : ظ¢ظ¨ ) و أوضح الأب لابنه الأكبر أن الابن الأصغر ليس له أي حق في المال و ذلك لأن المال مال الابن الأكبر وحده لكن كان يجب استقبال أخيه العائد ليعمل كأجير عند أخيه الأكبر بدلًا من العمل عند الغرباء و جعل ابنه الأكبر يتوافق في الرأي معه فهو يعلم أن ابنه الأكبر لن يتجاوز وصيته فهو ابن مطيع للسماء و له كأب كما قال « قَطُّ لَمْ أَتَجَاوَزْ وَصِيَّتَكَ »( لوقا ظ،ظ¥ : ظ¢ظ© ) « وَمَنْ خَشِيَ الْوَصِيَّةَ يُكَافَأُ »( أمثال ظ،ظ£ : ظ،ظ£ ). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 36404 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() وصف حالة الابن الأكبر بإيجاز ![]() لم يترك البيت و أكرم أباه و كان خادمًا مطيعًا لوصايا الرب و لوصايا أبيه و كان يعتبر المال ليس ملكًا له بل ملك أبيه فكان يعمل و يشقى في الحقل في الحر و البرد بينما ترك أباه في البيت تحت أمره العبيد و الآجراء فهو ابن يحترم أباه و لا يريد ان يتعبه في العمل معه في الحقل و كان ابنًا بارًا يحافظ على أمواله و لا يبذرها و لم يطلب حتى جديًا ليفرح به مع أصدقائه الذين يعملون في حقولهم مثله و كان غضبه مقدسًا إذ كان لا يريد تكريم من أكل معيشة أبيه مع الزواني و بعد أن أوضح له ابوه أن أخاه يجب أن يُستقبل في البيت كأجير بدلا من الهلاك في الكورة البعيدة و أن كل المال يخصه هو كابن أكبر و أعتقد أنه دخل و قبل أخاه الأصغر حسب وصية أبيه لأنه قط لم يتجاوز وصية أبيه فنعمًا له من ابن مبارك لم يخطئ إلى السماء و لا قدام أبيه. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 36405 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() النهاية العادلة لقصة الابن الضال ![]() النهاية العادلة : – ظ، – بعد أن أوضح الأب لابنه الأكبر أن المال ماله و ليس لأخيه أي نصيب لأنه بذَّره بعيش مسرف كما هو مكتوب « فَقَالَ لَهُ: يَا بُنَيَّ أَنْتَ مَعِي فِي كُلِّ حِينٍ وَكُلُّ مَا لِي فَهُوَ لَكَ »( لوقا ظ،ظ¥ : ظ£ظ، ). ظ¢ – و أنه من الواجب أن نستقبل الابن و الأخ الأصغر بفرح لأنه عاد إلينا بعد أن كان ميتا فعاش و كان ضالا فوجدناه بدلا من ضياعه في الكورة البعيدة و لكن هذا مجرد كرم استقبال فليس له عندنا أي شيء من المال كما هو مكتوب « وَلَكِنْ كَانَ يَنْبَغِي أَنْ نَفْرَحَ وَنُسَرَّ لأَنَّ أَخَاكَ هَذَا كَانَ مَيِّتاً فَعَاشَ وَكَانَ ضَالاًّ فَوُجِدَ»( لوقا ظ،ظ¥ : ظ£ظ¢ ). ظ£ – فلابد أن الابن الأكبر الذي دائما يكرم أباه و يطيع وصاياه دخل إلى الداخل وغير ملابس الحقل و ارتدي الملابس اللائقة بالحفل و دخل و رحب بأخيه العائد طاعة لوصية أبيه لأنه دائما يقول لأبيه « قَطُّ لَمْ أَتَجَاوَزْ وَصِيَّتَكَ »( لوقا ظ،ظ¥ : ظ¢ظ© ) مما أدي لفرحة الأب بعودة ابنه الضال و هدوء غضب ابنه الأكبر و كذلك فرح جميع الحاضرين. ظ¤ – كما أن الابن الأصغر أدرك مكانته فهو و إن كان ابنا لكنه لن يقبل إلا أن يعمل أجيرا في حقول أبيه أو بالحري حقول أخيه ليعيد بناء نفسه من جديد فهو أمام الناس إبنًا حقيقيًّا لأبيه و أخًا حقيقيًّا لأخيه و لكنه يعمل كأجير لأنه بذر ماله بعيش مسرف فقد أقر هو بذلك عند عودته للبيت كما هو مكتوب « فَرَجَعَ إِلَى نَفْسِهِ وَقَالَ: كَمْ مِنْ أَجِيرٍ لأَبِي يَفْضُلُ عَنْهُ الْخُبْزُ وَأَنَا أَهْلِكُ جُوعاً! أَقُومُ وَأَذْهَبُ إِلَى أَبِي وَأَقُولُ لَهُ: يَا أَبِي أَخْطَأْتُ إِلَى السَّمَاءِ وَقُدَّامَكَ وَلَسْتُ مُسْتَحِقّاً بَعْدُ أَنْ أُدْعَى لَكَ ابْناً. اِجْعَلْنِي كَأَحَدِ أَجْرَاكَ. فَقَامَ وَجَاءَ إِلَى أَبِيهِ »( لوقا ظ،ظ¥ : ظ،ظ§ – ظ¢ظ* ). ظ¥ – و لكي لا يكون هناك شيئًا من الحرج فمعلوم أن الأخ الأكبر دائما يذهب إلى الحقل و لذلك لن يكون هناك حرج في ذهاب الابن الأصغر مع أخيه وعمله طول يوم العمل و في نهاية كل يوم ينال أجرته التي يستحقها عن عمله و طبعا أبوه و أخوه لن يظلمانه و العمل عند أخيه أفضل بكثير من رعي الخنازير عند الغرباء في الكورة البعيدة و طبعا سيكون حريصا على ما يناله من أجر و لن يعود يبذر « مَالَهُ بِعَيْشٍ مُسْرِفٍ »( لوقا ظ،ظ¥ : ظ،ظ£ ) فبعد أن اختبر حياة الفقر و الحاجة و الجوع و الذل في رعي الخنازير سوف يحرص على أمواله ليعيد بناء حياته من جديد ليكون له ماله الخاص الذي يجعله يفضل عنه الخبز و مع مرور الأيام و السنين سيصبح في يوم من الأيام مالكًا و ليس أجيرا عائشًا بسعادة مع أبيه و أخيه دون أن يحزن أباه أو يظلم أخاه الأكبر. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 36406 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() المعاني الروحية لقصة الابن الضال ![]() المعاني الروحية : – و دون ذكر تشبيهات كثيرة فلن أشبِّه الانسان الذي له ابنان بالآب السماوي و لا الابن الأصغر بالأمم و لا الابن الأكبر باليهود لذلك أذكر بعض المعاني الواقعية كما يلي : – ظ، – ارتداد المؤمن عن حياة القداسة و الذهاب إلى كورة بعيدة ليبذر امتيازاته بعيش مسرف و يعيش مع الزواني و يرعى الخنازير أي يعيش حياة الخطيئة الرديئة و يكون حتى أشرَّ من غير المؤمن فحياته المرتدة عن القداسة هذه ليست عائقًا يمنع عودته للرب عندما يتوب و يعترف بخطاياه و يعترف بعدم استحقاقه حتي لأن يكون إبنا و لن يقلل ذلك من فرحة الأب بعودته و قبوله له كابن كان ميتا فعاش و كان ضالا فوجد. ظ¢ – المؤمن العائد من الارتداد ليس له نصيب في الامتيازات التي حصل عليها إخوته الثابتين بل عليه أن يبدأ من الصفر فقد ضاعت منه كل اختباراته و امتيازاته السابقة للارتداد وعليه أن يذهب للعمل في الحقل مع إخوته ليكسب امتيازات و اختبارات جديدة فالابن الضال عاد بلا شيء و يجب أن يبدأ من لا شيء. ظ£ – الأب دائما أكثر حنانًا على ابنه أكثر بكثير من حنان الأخ على أخيه و لكن الأب في عدالته يعطي كل ذي حق حقه فالأصغر يستحق فرحة الاستقبال و لكن لا يستحق أي شيء من المال والابن الأكبر و إن كان أساء في الاستقبال لكنه له كل المال. ظ¤ – الابن الذي يترك البيت يفقد عظمته بينما الابن الذي يبقى في البيت و يعمل باجتهاد في الحقل يكرم أباه و يزداد في العظمة حتي يقول له أبوه كل ما لي هو لك لكن يجب أن نمكن المحبه للابن الأصغر العائد إلينا كسيرًا مفلسًا محتاجًا جائعًا لنساعده على ان يبدأ حياته بيننا ليعمل كأنَّه أجير حتى يفضل عنه الخبز و لا يعود يحتاج بل يعوض بعمله باجتهاد و بوقت إضافي الخسائر التي فقدها بتبذير معيشة أبيه في الاسراف و بين الزواني و حينئذ يستطيع أن يرفع رأسه من جديد كابن مطيع حريص ناسيًا حياة الزنا و التبذير و الإسراف. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 36407 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() معاني الرموز في مَثل الإبن الضال ================= ![]() 1 - المال: يرمز إلى هبات الله ونِعمته. 2- تقسيم الميراث: يرمز ذلك أن الله لا يفرض على الإنسان قيوداً في طرق إستعمال مواهبه، ويترك له الحرية في توجيه مواهبه للخلاص أو للهلاك. 3- واحد من أهل الكورة البعيدة: يرمز إلى الشيطان الذي يعذّب الإنسان. 4- رعاية الخنازير وأكل الخرنوب: ترمز إلى عبودية مهينة للخطايا والأهواء. 5- كلام الإبن الضال: يرمز إلى صورة التوبة الحقيقية التي تضمّ المكوّنات الثلاثة: الإعتراف (أخطأت إلى السماء وقدّامك) والإتضاع (لست مستحقّاً) والرجوع إلى الطريق الصحيح (فقام وجاء إلى أبيه). 6- الحلّة الأولى: إلباس الإبن الملابس الجديدة، يعني أنه قد أعيدت له كرامة الإبن بَلْ الإبن المحبوب. فلنتذكر أن يوسف أحبّ الأبناء ليعقوب، كان يلبس أحسن الملابس. وقد أعطيت الملابس الجديدة للإبن كعلامة غفران خطاياه وهي بمثابة اللباس الأبيض للمعمودية. 7- الحذاء في الرجلين: منذ أن سقط الإنسان الأول لا تزال الحية تسعى على بطنها تحاول أن تسحق عقب الإنسان، فيرمز الحذاء إلى الحماية من لدغة الحية. كما أنه يرمز إلى عزم الإنسان على أن يسلك في طريق وصايا الله بخطوات ثابتة. 8- الخاتم: علامة السلطة والكرامة وكذلك إقتران النفس بالمسيح، حيث يقطع الخاطئ علاقته بالعالم ويتبع المسيح بنعمة وقوة الروح القدس 9- العبيد: يرمزون إلى الملائكة والكهنة. 10- العجل المسمّن: يرمز إلى صورة الإفخارستيا بحسب الآباء القديسين، فعندما ترجع النفس البشرية إلى الله الآب، فلا بدّ من أن يختتم هذا الرجوع بالمأدبة. والمأدبة هي فرح الملائكة لكل خاطئ يتوب. 11 - الابن الأكبر: يمكن أن يرمز إلى الذين يدّعون بالبرّ ومع ذلك ليس لهم رحمة أو تعاطف. كما أنه يرمز إلى الشعب المختار الذي كان أوّل من سمع كلمة الخلاص ولكنه رفضها أو إلى اليهود الذين كانوا يتكبرون على الوثنيين الذين قبلوا كلمة المسيح بفرح. أما عمله في الحقل فمعناه أن الفرّيسيين كانوا حريصين على تنفيذ الناموس حرفياً وإظهار أنفسهم أمام الناس على أنهم يتعبون ويجاهدون كثيراً. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 36408 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() أحد الابن الضال ![]() الأحد الثالث من الصوم المقدس يسمى أحد الابن الضال، او أحد الابن الشاطر .. وقراءات الكنيسة فى ذلك اليوم من إنجيل لوقا(1).. وفيه يتحدث الكتاب عن مثل الابن الضال الذى انفرد معلمنا لوقا الإنجيلى بذكر.. بعض الدروس المستفادة من هذا المثل : أولاً : الحـريـة ![]() يقول لنا المثل أن أباً كان له إبنان .. طلب الابن الأصغر من أبيه نصيبه من الميراث، رغم أن أبوه ما زال حياً ولم يمت !! "فقال أصغرهما لأبيه أعطنى القسم الذى يصيبنى من المال"(2). الله يحترم إرادتى وحريتى لم يرفض الأب أو حتى يناقش رغبة ابنه بل بكل رضى قسم لإبنيه معيشتهما أى أنه أعطى الابن الأصغر نصيبه من المال أو الميراث. أراد السيد المسيح أن ندرك من خلال هذا التصرف الذى قام به الأب ابنه حرية الإرادة التى وهبها الله للإنسان .. فقد أنعم الله بنعمة العقل التى يستطيع الإنسان عن طريقها أن يميز بين الصواب والخطأ. والأدلة كثيرة على أن الله منحنا حرية الإرادة حتى عندما كان الإنسان فى الجنة حيث حذره الله قائلاً "من جميع شجر الجنة تأكل أكلاً وأما شجرة معرفة الخير والشر فلا تأكل منها لأنك يوم تأكل منها موتاً تموت"(3). لم يكن ذلك حداً من إرادة آدم بل كان تحذيراً من النتائج التى سوف تحدث إذا أكل من الشجرة، والدليل على ذلك أن الله كان يستطيع أن يمنع يد حواء عندما إمتدت لتأكل من الشـجرة، ولكنه لم يفعل احتراماً لإرادتها، فنجد الكتاب (1)-(لو15: 11- 32). (2)-(لو15: 12). (3)-(تك2: 16، 17). يقول "فرأت المرأة أن الشجرة جيدة للأكل وأنها بهجة للعيون وأن الشجرة شهية للنظر فأخذت من ثمرها وأكلت وأعطت رجلها أيضاً معها فأكل"(1). الكتاب يوضح لنا شدة إحترام الله لإرادتنا فنراه مع مريض بيت حسدا يقول له محترماً إرادته "أتـريد أن تبرأ"(2). استخدام خاطئ لحريتى المثل يوضح لنا كيف نستخدم الحرية التى وهبها لنا الله بطريقة خاطئة ".. جمع الابن الأصغر كل شئ وسافر إلى كورة بعيدة وهناك بذر ماله بعيش مسرف"(3). "وكان يشتهى أن يملأ بطنه من الخرنوب الذى كانت الخنازير تأكله فلم يعطه أحد"(لو15: 16) (1)-(تك3: 6). (2)-(يو5: 6). (3)-(لو15: 13). من خلال المثل نستطيع يا أحبائى أن نرصد نتائج استخدام الحرية بشكل خاطئ : 1- بـدأ يحـتاج .. هكذا قال الكتاب عن هذا الابن الذى بدد كل أمواله حتى أنه بدأ يحتاج .. 2- استبدل حرية أبيه بعبودية الآخرين يقول الكتاب "فمضى والتصق بواحد من أهل تلك الكورة" .. ترك مكانته فى بيت أبيه كمالك لكل شئ ورضى أن يصبح عبداً عند آخر يتحكم فى أقداره وتصرفاته ! 3- استبدل شبعه من خيرات أبيه بشهوة أكل خرنوب الخنازير ! يقول الكتاب أنه كان "يشتهى أن يملأ بطنه من الخرنوب التى كانت الخنازير تأكله"(1). 4- استبدل الكرامة والعزة فى بيت أبيه بالبؤس والشقاء فى الكورة البعيدة .. شتان هو الفرق بين وضع ومكانة ذلك الابن فى بيت أبيه، وبين مكانته الآن فى تلك الكورة البعيدة، حتى أن كرامته أهينت .. حيث يقول الكتاب إن أكل الخنازير الذى اشتهى أن يأكله "ولم يعطه أحد" أى أنهم لم يوافقوا على أن يأكل من أكل الخنازير .. أى مهانة هذه وصل إليها هذا الابن ؟! أجاب السيد المسيح على هذا السؤال عندما قال "الحق الحق أقول لكم إن كل من يعمل الخطية هو عبد للخطية .."(2). "إن حرركم الابن فبالحقيقة تكونون أحراراً"(3). الحرية التى يقصدها السيد المسيح هى الحرية الداخلية أى أن يتحرر القلب من عبودية الخطية. الحرية الداخلية أقوى بكثير من الحرية الخارجية والدليل على ذلك أن حافظ السجن فى فيلبى ارتعد أمام بولس وسيلا رغم أن أرجلهما كانتا مقيدة فى المقطرة .. أما السجان فكان حراً بالطبع (حرية خارجية)(4). كما أن فيلكس الوالى ارتعب من كلام بولس الذى كان مقيداً بالسلاسل(5). (1)-(لو15: 14). (2)-(لو15: 16). (3)-(يو8: 34). (4)-(يو8: 36). (5)-(أع16). ثانياً : التوبــة "رجـع إلى نفسـه" ![]() أى أنه بدأ يراجع نفسه ويكتشف خطأ الطريق التى سار فيها .. تأمل فى حاضره كعبد للخطية، وماضيه كإبن حر لأبيه .. تذكر مكانته التى كانت عند أبيه "كم من أجير لأبى يفضل عنه الخبز وأنا أهلك جوعاً"(1). هنا نتوقف عند فكر محاسبة النفس الذى يقود إلى التوبة .. هذا الفكر تريد الكنيسة – من خلال الصوم- أن يكون فكراً متأصلاً فى حياتنا .. أى أن يكون فكر يومى نعيشه كل لحظة. التوبة هى العمود الرئيسى لحياتنا الروحية والذى يقودنا إلى الحياة الأبدية لذلك الكتاب المقدس من خلال آياته يحثنا دائماً على التوبة .. بل يعلمنا الإنجيل أن التوبة هى بداية الحياة المسيحية الحقيقية وشرطها الأساسى، فنجد أن أول كلمات السيد المسيح له المجد فى بدء كرازته كانت "... توبوا لأنه قد اقترب ملكوت السموات"(2). ولكننا فى زحمة حياتنا اليومية، ونحن منشغلين بأعباء تلك الحياة واهتماماتنا الجسدية، قد نبتعد عن فكر التوبة، وينعكس ذلك على الممارسات الروحية مثل الصلاة والصوم فتصبح شكلاً بلا جوهر .. وهذا ما يلاحظه الكثيرون .. الواحد منهم يذهب إلى الكنيسة ويحضر قداساً ويخرج كما دخل ! يصلى فى البيت ولا يتمتع بالصلاة .. يصوم ولا يشعر أنه صائم، وهذا يرجع إلى أن التوبة من خارج هى ترك للخطية والبعد عنها وعن كل مسبباتها. ولكن قد يترك الإنسان الخطية ولا تزال فى قلبه رغبة نحوها، فهل نسمى ذلك توبة ؟! بالطبع لا لذلك لابد أن يكون هناك عمل داخلى أى داخل القلب حتى يصل الإنسان إلى كراهية الخطية، وهنا نقول أن هذا الإنسان قد وصل إلى التوبة الحقيقية. وطالما نحن فى الصوم الكبير حيث درجات النسك الكبيرة وحيث يمارس الكثيرون عمل الميطانيات سـواء فى العبادة الفرديـة فى البيت أو فى الصلاة (1)-(لو15: 17). (2)-(مت4: 17). الجماعية فى الكنيسة من خلال صلاة باكر فى قداسات الصوم يجب أن نعرف ونفهم أن الميطانيات عمل داخلى .. حيث أنه فى الميطانية يسجد الإنسان ينحنى وتلتصق رأسه بالأرض أى بالتراب .. هذا هو العمل الخارجى الظاهر. ولكن هناك عملاً داخلياً يصاحب إنحناء الجسد هو أن تنحنى النفس من الداخل فى إنسحاق نتركها لكبريائها كما قال داود النبى "لصقت بالتراب نفسى"(1). ثالثاً : الاعـتراف "... أقول أخطأت ..." ![]() ما هو الخطأ الذى قرر أن يعترف به ؟ كان الخطأ هو الابتعاد عن حضن أبيه والذهاب إلى الكورة البعيدة حيث الخطية .. وهذه هى نفس خطيتنا نحن أيضاً حيث نصير مالكين لأنفسنا ونتحول عن الله سر الحب، ونمضى إلى الأرض حيث خداع العالم والأباطيل. اعتراف الابن بخطأه يدعونا إلى أن نبحث عن حياتنا الروحية حيث كثيرون لا يعترفون أو يؤجلون الاعتراف لمدة طويلة. لماذا لا نعترف ؟ وهنا أقصد لماذا لا نعترف بخطايانا أمام الكاهن ؟ هذا المثل يتكلم عن رجوع الابن إلى بيت أبيه أى بيت الآب، وهو ما يعنى رجوعه إلى الكنيسة .. رجع لكى ما يقر بذنوبه. ما يلاحظ الآن إن كثيرين ليس لهم أب اعتراف .. وكثيرون لهم آباء اعتراف لكنهم لا يترددون عليهم لمدد طويلة قد تطول إلى سنين .. وفى دراسة أجريت فى بعض كنائس القاهرة أوضحت أن نسبة المعترفين إلى مجموع الشعب وصلت إلى 5% وهذه نسبة ضئيلة جداً تدعو إلى القلق !! حقائق غائبة عن كل من لا يعترفون 1- الاعتراف فضح لعَدوَّى قد يتصور المعترف أنه عندما يعترف يفضح نفسه، وهذا تصور خاطئ لأنه عندما يعترف إنما يفضح الشيطان عدو الخـير.. لأننا فى حالة حرب معه من (1)-(مز119). اللحظة التى جحدناه فيها قبل المعمودية واعترفنا بيسوع المسيح فادياً ومخلصاً. لذلك فهو يحاربنا لكيما يسقطنا لا لأننا شئ يستحق المحاربة، وإنما يحارب المسيح الذى فينا. 2- الاعتراف يرفع مكانتى كثيرون يتصورون أن الإقرار بالخطايا أمام الكاهن سوف يقلل مكانتهم، وسوف يُغير من نظرته نحوهم خاصة لو كانوا من الخدام أو الأشخاص المعروفين فى الكنيسة. وهذه أيضاً خديعة من إبليس لأن من يقر بخطيته إنسان يخاف على أبديته، ومثل هذا الإنسان جدير بالاحترام، وليس بالإزدراء من الكاهن .. كما أن الكاهن يعلم تماماً أن البشر كلهم تحت الضعف، وأن "الجميع زاغوا وفسدوا وأعوزهم مجد الله"(1). 3- الاعتراف مستند لأبديتى الاعتراف ليس فقط من صميم جهاد الإنسان ضد الخطية فى هذا العالم لكنه من أهم المستندات التى التى تجيز لنا دخول الأبدية .. لأنى كيف أدخل إلى الأبدية إلى عرس الخروف المذبوح وثيابى ملطخة بدم آثامى ؟ إن الذين يدخلون الأبدية ثيابهم بيضاء بيضوها بدم الحمل(2).. إنهم اعترفوا بخطاياهم، فحملها عنهم ذاك الحمل الذى بلا خطية "إذ وُضع عليه إثم جميعنا"(3). 4- الاعتراف فكر إنجيلى الكتاب المقدس بعهديه يوضح لنا فكر الاعتراف بالخطية بل يأمرنا أن نعترف ونقر بخطايانا .. فى العهد القديم "إن أخطأ إنسان ما كان يأتى بذبيحة ويضع يده على رأسها ويعترف بخطاياه أمام الكاهن. فيأخذ الكاهن الذبيحة ويذبحها ويرش الدم ويكفر عن الخطية. وهكذا تموت نفس بريئة (الحيوان) عن نفس خاطئة (الإنسان)، وكل أنواع الذبائح التى تمت فى العهد القديم كانت تشـير إلى الذبيح الأعظم يسوع المسيح (1)-(مز14: 3). (2)-(رؤ7: 14). الذى حمل خطايانا على الصليب، ومات فداءاً عنا رغم أنه كان بلا خطية. "وكلم الرب موسى قائلاً. قل لبنى إسرائيل إذا عمل رجل أو امرأة شيئاً مـن جميع خطايا الانسان وخان خيانة بالرب فقد أذنبت تلك النفس. فلتقر بخطيتها التى عملت ..."(1). "فإن كان يذنب فى شئ من هذه يقر بما قد أخطأ به. ويأتى إلى الرب بذبيحة لإثمه عن خطيته التى أخطأ بها أنثى من الأغنام نعجة أو عنزا من المعز ذبيحة خطية فيكفر عنه الكاهن من خطيته"(2). "من يكتم خطاياه لا ينجح ومن يقر بها ويتركها يرحم"(3). فى العهد الجديد "وكان كثيرين من الذين آمنوا يأتون معترفين ومخبرين بأفعالهم"(4). "من غفرتم خطاياه تغفر له ومن أمسكتم خطاياه أمسكت"(5). "الحق أقول لكم كل ما تربطونه على الأرض يكون مربوطاً فى السماء وكل ما تحلونه على الأرض يكون محلولاً فى السماء"(6). توضيحاً للآيتين السابقتين .. كيف يمكن للكهنة أن يغفروا الخطية أو يمسكوها دون أن يعرفوها أو يفحصوها ؟! أى كيف يعرفوها دون اعتراف من صاحبها ؟ كيف يمكن لقاضى أن يحكم فى قضية إن لم تُعرض عليه، ولم يسمع تفاصيلها ؟! كانت هذه يا أحبائى بعض الدروس المستفادة من مثل الابن الضال، وهى كثيرة لا يتسع المجال أن نتوقف عندها بالجملة .. ليعطنا الرب حياة التوبة المستمرة ولنكون مستعدين دائماً لمجاوبة كل من يسألنا عن "سبب الرجاء الذى فينا"(7).. ولإلهنا كل مجد وكرامة من الآن وإلى الأبد آمين |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 36409 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() الحـريـة ![]() يقول لنا المثل أن أباً كان له إبنان .. طلب الابن الأصغر من أبيه نصيبه من الميراث، رغم أن أبوه ما زال حياً ولم يمت !! "فقال أصغرهما لأبيه أعطنى القسم الذى يصيبنى من المال"(2). الله يحترم إرادتى وحريتى لم يرفض الأب أو حتى يناقش رغبة ابنه بل بكل رضى قسم لإبنيه معيشتهما أى أنه أعطى الابن الأصغر نصيبه من المال أو الميراث. أراد السيد المسيح أن ندرك من خلال هذا التصرف الذى قام به الأب ابنه حرية الإرادة التى وهبها الله للإنسان .. فقد أنعم الله بنعمة العقل التى يستطيع الإنسان عن طريقها أن يميز بين الصواب والخطأ. والأدلة كثيرة على أن الله منحنا حرية الإرادة حتى عندما كان الإنسان فى الجنة حيث حذره الله قائلاً "من جميع شجر الجنة تأكل أكلاً وأما شجرة معرفة الخير والشر فلا تأكل منها لأنك يوم تأكل منها موتاً تموت"(3). لم يكن ذلك حداً من إرادة آدم بل كان تحذيراً من النتائج التى سوف تحدث إذا أكل من الشجرة، والدليل على ذلك أن الله كان يستطيع أن يمنع يد حواء عندما إمتدت لتأكل من الشـجرة، ولكنه لم يفعل احتراماً لإرادتها، فنجد الكتاب (1)-(لو15: 11- 32). (2)-(لو15: 12). (3)-(تك2: 16، 17). يقول "فرأت المرأة أن الشجرة جيدة للأكل وأنها بهجة للعيون وأن الشجرة شهية للنظر فأخذت من ثمرها وأكلت وأعطت رجلها أيضاً معها فأكل"(1). الكتاب يوضح لنا شدة إحترام الله لإرادتنا فنراه مع مريض بيت حسدا يقول له محترماً إرادته "أتـريد أن تبرأ"(2). استخدام خاطئ لحريتى المثل يوضح لنا كيف نستخدم الحرية التى وهبها لنا الله بطريقة خاطئة ".. جمع الابن الأصغر كل شئ وسافر إلى كورة بعيدة وهناك بذر ماله بعيش مسرف"(3). "وكان يشتهى أن يملأ بطنه من الخرنوب الذى كانت الخنازير تأكله فلم يعطه أحد"(لو15: 16) (1)-(تك3: 6). (2)-(يو5: 6). (3)-(لو15: 13). من خلال المثل نستطيع يا أحبائى أن نرصد نتائج استخدام الحرية بشكل خاطئ : 1- بـدأ يحـتاج .. هكذا قال الكتاب عن هذا الابن الذى بدد كل أمواله حتى أنه بدأ يحتاج .. 2- استبدل حرية أبيه بعبودية الآخرين يقول الكتاب "فمضى والتصق بواحد من أهل تلك الكورة" .. ترك مكانته فى بيت أبيه كمالك لكل شئ ورضى أن يصبح عبداً عند آخر يتحكم فى أقداره وتصرفاته ! 3- استبدل شبعه من خيرات أبيه بشهوة أكل خرنوب الخنازير ! يقول الكتاب أنه كان "يشتهى أن يملأ بطنه من الخرنوب التى كانت الخنازير تأكله"(1). 4- استبدل الكرامة والعزة فى بيت أبيه بالبؤس والشقاء فى الكورة البعيدة .. شتان هو الفرق بين وضع ومكانة ذلك الابن فى بيت أبيه، وبين مكانته الآن فى تلك الكورة البعيدة، حتى أن كرامته أهينت .. حيث يقول الكتاب إن أكل الخنازير الذى اشتهى أن يأكله "ولم يعطه أحد" أى أنهم لم يوافقوا على أن يأكل من أكل الخنازير .. أى مهانة هذه وصل إليها هذا الابن ؟! أجاب السيد المسيح على هذا السؤال عندما قال "الحق الحق أقول لكم إن كل من يعمل الخطية هو عبد للخطية .."(2). "إن حرركم الابن فبالحقيقة تكونون أحراراً"(3). الحرية التى يقصدها السيد المسيح هى الحرية الداخلية أى أن يتحرر القلب من عبودية الخطية. الحرية الداخلية أقوى بكثير من الحرية الخارجية والدليل على ذلك أن حافظ السجن فى فيلبى ارتعد أمام بولس وسيلا رغم أن أرجلهما كانتا مقيدة فى المقطرة .. أما السجان فكان حراً بالطبع (حرية خارجية)(4). كما أن فيلكس الوالى ارتعب من كلام بولس الذى كان مقيداً بالسلاسل(5). (1)-(لو15: 14). (2)-(لو15: 16). (3)-(يو8: 34). (4)-(يو8: 36). (5)-(أع16). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 36410 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() التوبــة
"رجـع إلى نفسـه" ![]() أى أنه بدأ يراجع نفسه ويكتشف خطأ الطريق التى سار فيها .. تأمل فى حاضره كعبد للخطية، وماضيه كإبن حر لأبيه .. تذكر مكانته التى كانت عند أبيه "كم من أجير لأبى يفضل عنه الخبز وأنا أهلك جوعاً"(1). هنا نتوقف عند فكر محاسبة النفس الذى يقود إلى التوبة .. هذا الفكر تريد الكنيسة – من خلال الصوم- أن يكون فكراً متأصلاً فى حياتنا .. أى أن يكون فكر يومى نعيشه كل لحظة. التوبة هى العمود الرئيسى لحياتنا الروحية والذى يقودنا إلى الحياة الأبدية لذلك الكتاب المقدس من خلال آياته يحثنا دائماً على التوبة .. بل يعلمنا الإنجيل أن التوبة هى بداية الحياة المسيحية الحقيقية وشرطها الأساسى، فنجد أن أول كلمات السيد المسيح له المجد فى بدء كرازته كانت "... توبوا لأنه قد اقترب ملكوت السموات"(2). ولكننا فى زحمة حياتنا اليومية، ونحن منشغلين بأعباء تلك الحياة واهتماماتنا الجسدية، قد نبتعد عن فكر التوبة، وينعكس ذلك على الممارسات الروحية مثل الصلاة والصوم فتصبح شكلاً بلا جوهر .. وهذا ما يلاحظه الكثيرون .. الواحد منهم يذهب إلى الكنيسة ويحضر قداساً ويخرج كما دخل ! يصلى فى البيت ولا يتمتع بالصلاة .. يصوم ولا يشعر أنه صائم، وهذا يرجع إلى أن التوبة من خارج هى ترك للخطية والبعد عنها وعن كل مسبباتها. ولكن قد يترك الإنسان الخطية ولا تزال فى قلبه رغبة نحوها، فهل نسمى ذلك توبة ؟! بالطبع لا لذلك لابد أن يكون هناك عمل داخلى أى داخل القلب حتى يصل الإنسان إلى كراهية الخطية، وهنا نقول أن هذا الإنسان قد وصل إلى التوبة الحقيقية. وطالما نحن فى الصوم الكبير حيث درجات النسك الكبيرة وحيث يمارس الكثيرون عمل الميطانيات سـواء فى العبادة الفرديـة فى البيت أو فى الصلاة (1)-(لو15: 17). (2)-(مت4: 17). الجماعية فى الكنيسة من خلال صلاة باكر فى قداسات الصوم يجب أن نعرف ونفهم أن الميطانيات عمل داخلى .. حيث أنه فى الميطانية يسجد الإنسان ينحنى وتلتصق رأسه بالأرض أى بالتراب .. هذا هو العمل الخارجى الظاهر. ولكن هناك عملاً داخلياً يصاحب إنحناء الجسد هو أن تنحنى النفس من الداخل فى إنسحاق نتركها لكبريائها كما قال داود النبى "لصقت بالتراب نفسى"(1). |
||||