![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 36391 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() صورة الغفران الإلهي في مثل الابن الضال ![]() إن الأمثال التي نطق بها الرب يسوع لهي قصص تنطبق في معظمها على أحداثٍ من الحياة البشرية ولكنها تستهدف إلى إبراز معانٍ روحية يُسهِّل المثل فهمها. فكلما تكلم الرب بمثل، صوّر حقيقة روحية بحيث نستطيع إدراك مقاصد الله الصالحة من خلال ذلك المثل. وتتصف أمثال المسيح بأنها بسيطة جداً في ظاهرها يستطيع الطفل فهمها، وعميقة جداً في غورها يُحار فيها العلماء والفلاسفة. في مثل الابن الضال المدوّن في الأصحاح الخامس عشر من بشارة لوقا، يصوّر لنا المسيح غفران الله بكرمه وكماله العجيب، إذ يرينا صورة الأب المنتظر بترقّب وشوق عودة ابنه الذي ضلّ في الكورة البعيدة. ويصوّره مندفعاً بمحبة لا مثيل لها لكي يستقبل هذا الولد الذي أساء إليه إساءة كبيرة، فيضمّه إلى صدره الحنون، ويقع على عنقه، ويقبّله، ويغفر الإساءة التي أساء إليه بها غفراناً كاملاً. ثم يسبغ عليه من عطايا النعمة فيُلبسه الحلّة الأولى كناية عن البر لستر عري الخطية التي غشيته، ويضع خاتماً في يده رمزاً لعهد جديد يعيد له الاسم الحسن كالابن الحقيقي، وحذاء في رجليه رمزاً لحماية مسلكه الجديد من التهوّر في طرق إبليس، ويذبح له العجل المسمن ليشبعه شبعاً كاملاً فينسيه جوع الماضي وخرنوب الخنازير! يريد المسيح بهذا أن يظهر لنا الكلفة الهائلة للغفران الإلهي، فنحن نعلم أننا بالطبيعة البشرية عاجزون عن تقديم غفران كهذا الذي كلف الله موت المسيح مصلوباً مهاناً بأيدي الخطاة، ليعلن للذين أهانوه ورذلوا كلامه أنه يصفح عنهم، ويقبلهم من جديد في ملكوته إن قبلوا غفرانه، واعترفوا بزلاتهم أمامه كما قال اللص على الصليب، وكما قال العشار "ارحمني يا رب أنا الخاطئ". فذلك الابن الأصغر أساء وتجنّى على حقوق الأب وكرامته ومحبته، فهو: 1- ملّ وجوده في محضر أبيه. 2- أخذ ما لا حقّ له به من مال الأب كإرث وما زال أبوه على قيد الحياة. 3- بذّر أموال أبيه بعيش مُسرف. 4- أساء إلى سمعة وكرامة أبيه بمعاشرته الأشرار الأردياء. وطبيعيّ أن يحصد الخاطئ في الحياة نتائج ما جنت يداه، فلقد عاش هذا الولد العاق في الكورة البعيدة بعيداً عن دفء محبة الأب الحنون، وعن صدق مشورته؛ فقيراً، جائعاً، يحسد الخنازير على طعامها؛ مدنَّساً حيث أن الخنزير في عُرف اليهود وفي التوراة، حيوان نجس ومن يتعامل معه يصبح نجساً، فكيف براعٍ للخنازير عارياً، حافي القدمين تجرح الأشواك قدميه ويلهب الحرّ ظهره كما يُضني البرد أعضاء جسده. وذلك الأب الذي استقبله لم يخجل بأن يعانقه ويقبّله رغم حالته المزرية تلك. نحن كبشر حينما نريد أن نصفح عن إنسان لإساءة كبيرة آذانا بها نقول له: "أنا أريد أن أسامحك متحمّلاً الخسارة بنفسي لكي تستمر علاقتنا حسنة"؛ فيتوجّب على الطرف الآخر: 1- أن يقبل هذا العرض، فإن رفضه كانت الإساءة مضاعفة. لذلك يقول الرب في إنجيل يوحنا 8:16 عن الروح القدس: "ومتى جاء ذاك يبكت العالم على خطية وعلى بر وعلى دينونة". وفي عدد 9 "أما على خطية فلأنهم لا يؤمنون بي" أي يرفضون عرض الصفح والمسامحة بدم المسيح، الذي يعتبره الرب أعظم الخطايا. 2- أن يقدّر كرم الأخلاق، وهكذا فالله أيضاً يريد من الإنسان الخاطئ أن يقدّر غنى النعمة ومحبة الله ويعتبر نفسه غير مستحق لهذه المحبة والغفران. 3- أن يعترف ويعتذر عن إساءته وهذا يستلزم من الخاطئ التوبة الحقيقية وعدم العودة إلى الفعل الرديء والعصيان مرة أخرى. وفي المثل يصعب أن يتصور أحد من قرائه أن ذلك الابن يمكن أن يعود إلى كورة البعد ورعي الخنازير مرة أخرى. ويرينا المثل تلك الصورة الرائعة لإرادة الصفح والغفران الموجودة دائماً لدى الآب السماوي، كما يرينا أن المصالحة مع الله تتم حين تلتقي إرادة الإنسان التائب المعترف بذنبه مع إرادة الله، فنحن نقرأ عن ذلك الولد: أنه رجع إلى نفسه وحاسبها عن الخطأ: "كم من أجير لأبي يفضل عنه الخبز وأنا أهلك جوعاً؟"، وصمم في قلبه "أقوم وأرجع إلى أبي وأقول له: يا أبي أخطأت إلى السماء وقدامك ولست مستحقاً بعد أن أُدعى لك ابناً". وقام ورجع معترفاً مفضلاً أن يعيش ولو أجيراً في بيت أبيه بعد أن عانى الأمرّين في تلك الكورة البعيدة. ويصوّر لنا أيضاً صفح الآب الكامل، فذلك الأب لم يطلب من ابنه أن يعوّض ما قد فُقد ولم يُهنه لأجل فعلته، ولم يرض أن يجعله خادماً في بيته، أجيراً ليستوفي دينه منه، بل ترك له كل هذا وتحمّل بنفسه كل نتائج عناد ابنه وعصيانه. هذا هو عمل الصليب ولا سيما وأن الإنسان كائناً من كان ليس عنده ما يعوّض لله عما سبّبه من إهانة للعدالة الإلهية. ولكن المسيح الذي ليس هو من بذرة آدم بل من روح الله فقد ملك الكمال الأدبي الذي به يستطيع أن يقدّم كفارة نقية مقبولة على مذبح عدالة الله كافية لتغطية خطايا كل الذين يُقبلون إليه من أفراد الجنس البشري. وكونه ابن الله المتجسد فهو إنسان كامل بصفات الجسد "مثلنا في كل شيء ما عدا الخطية". وكونه الوحيد من ذوي الأجساد البشرية الذي يقدر على عمل الفداء فقد ألزم نفسه بالطاعة الكاملة لمشيئة الآب منفّذاً خطة الله لفداء الجنس البشري التي وُضعت وصُممت في المشورات الأزلية، إذ عرف الله بسابق علمه ما سيؤول إليه حال الإنسان الذي سيخلقه في الأرض من عصيان لوصية الله بتحريض من عدو الخير إبليس. وبموت ابن الله المتجسد على الصليب صار لنا القبول في ملكوت الله بكفارة دم المسيح، الذي قَبـِل - رغم كونه الله الذي ظهر في الجسد - أن يتحمّل نتيجة عصيان بني البشر فقدّم ذاته بديلاً عن الخطاة لإرضاء عدالة الله، واستجلاب صفحه وغفرانه كما تقول كلمته الإلهية: "ولكن الكل من الله، الذي صالحنا لنفسه بيسوع المسيح، وأعطانا خدمة المصالحة، أي إن الله كان في المسيح مصالحاً العالم لنفسه، غير حاسب لهم خطاياهم، وواضعاً فينا كلمة المصالحة" (2كورنثوس 18:5-19). ويصوّر لنا هذا المثل الأب مستخدماً كل أعضاء جسده عند استقبال ابنه العائد: "وإذ كان لم يزل بعيداً رآه أبوه [العينان] فتحنن [القلب] وركض [الرجلان] ووقع على عنقه [اليدان] وقبّله [الفم]"، واستخدم فكره لتجديد الهبات، وعواطفه للرضى والقبول. فما أعظم تلك المحبة الإلهية! وما أمجد غفران الله وصفحه دون أن يطالب بتعويض الماضي أو عمل شيء سوى الاعتراف والتوبة! قارئي الكريم، إن رفض هذا الغفران المقدَّم إليك من الله يُعتبر إهانة له، وطعنة لكرمه ومحبته، وجحوداً لعمل المسيح على الصليب الذي أُسلم من أجل خطايانا وأُقيم من أجل تبريرنا. وما أجمل - في نظر الله - قول الخاطئ "اللهم ارحمني أنا الخاطئ"! فيقبل بذلك هبة الله بالحياة الأبدية وميراث ملكوت السموات حيث الفرح والسعادة الأبدية. إذ تقول الآية الأخيرة في المثل فابتدأوا يفرحون، ولم نسمع أن فرحهم هذا قد انتهى. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 36392 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() الابن الضال بين العصيان والتوبة ![]() مثال الابن الضال مشاعر الله الذي يريد أن يردَّ الضال إنه يصور حالة الضال قبل عودته، فهو يثور ضد أبيه ويرفض تكليفاته، ويحيا في خطاياه، ويتصرَّف مثل أهل المدينة الذين قالوا عن حاكمهم: «لاَ نُرِيدُ أَنَّ هظ°ذَا يَمْلِكُ عَلَيْنَا» (لوقا 19: 14)، ومثل المستأجرين الأشرار الذين رفضوا أن يقدِّموا ثمر الكرم لصاحبه، فلما أرسل إليهم ابنه لعلهم يهابونه، قالوا: «هظ°ذَا هُوَ ظ±لْوَارِثُ. هَلُمُّوا نَقْتُلْهُ وَنَأْخُذْ مِيرَاثَهُ!» (متى 21: 38)،فأضرّوا أنفسهم أبلغ الضرر، كما أضرَّ الابن الأصغر نفسه بصورة مؤقَّتة، أنهاها برجوعه، وكما أضرَّ الابن الأكبر نفسه بصورة دائمة، إذ انتهت قصته به خارج بيت أبيه. إننا ننرى في مثل الابن الضال ثلاث شخصيات الابنين الأكبر والأصغر، والأب الذي هو بطل القصة ومع أننا نسمّي المثل «مثل الابن الضال» إلا أننا يجب أن نسميه «مثل الأب المحب» فليس هناك بطولة في الضلال، لكن هناك بطولة عظيمة في قبول الضال الراجع. وأوضح أن هذا المثل يعتبر من أشهر الأمثال، ونرى فيه قلب الله المملوء بالحب ونعمته الغنية التي تقبل أشرّ الخطاة التائبين الراجعين، المَثَل الذي نرى فيه الأحضان والقبلات والهبات لمن لا يستحق إلا الضربات إنه مَثَل الابن الضال. فالإبن الضال لم تكن نهايته المعيشة مع الخنازير، لكنه عاد بينما الإبن الأكبر تذمر بعد أن كان يظهر أنه في طاعة كاملة لأبيه لذلك يقول بولس الرسول أنظروا إلى نهاية سيرتهم (عب7:13) فالعبرة بالنهاية لذلك علينا أن لا ندين أحد، فالله وحده يعلم ما في القلوب، ومدى إستعداد كل واحد، ونهاية طريق كل واحد. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 36393 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() مثل الابن الضال ![]() أن آلاف الناس ممّن يتذكّرون هذا المثل يُخفقون في فهم معناه الحقيقي. إننا نتذكّر كيف تبدأ قصة الابن الضال. فالمسيح يسوع يُصوِّر المشهد الأول مُتحدِّثًا عن إنسان غني كان له ابنان حيث طلب الابن الأصغر من أبيه أن يعطيه القسم الذي يصيبه من المال قبل أن يموت الأب. وما نلاحظه هنا هو أن هذا المثل يحكي لنا عن كيف ينظر الله إلى الجنس البشري ليس أكثر. فبداية القصة واضحة، وكأنّ المسيح يسأل، "ما هي نظرتي حِيال الجنس البشري؟ فالابن الأصغر هو ابن متعجرف ومدلَّل وطمّاع وغير مكترث بالآخرين، فقط مهتم بنفسه. وقد جاء اليوم الذي فيه عبَّر هذا الابن عن احتقاره لأبيه فإذ به يقول، "ليتك كنت ميّتًا! لا أحتملُ رؤيتك في ما بعد! أنا أُبغضك وأُبغض قِيَمَك، ولا أُريد أن أسمع منك أي أمر ولا أن يكون لي أي علاقة بك. إنني أتمنّى فقط لو أن كل ما هو لك يكون لي عندما تموت وترحل!" " هكذا يرانا الله. فهو كخالق يتوقَّع منّا أن نُقدِّره، أمّا نحن فكل ما نريده هو أن نتمتّع بعطاياه ويكون هو خارج حياتنا. فنحن نشبه الابن الضال عندما نتيه في هذه الحياة ونقول، "أريد أن أعيش وكأن الله غير موجود. لا أريد أن يكون لي أي علاقة به. وأريد أن كل ما خلقه الله يكون لي وكأنه هو ميّت." في هذا المثل، سمَحَ الأب لابنه أن يأخذ حصَّته من الميراث ويرحل. وهذا ما يفعله معنا الله. فهو لا يُعاقبنا فور احتقارنا أو رفضنا له. إنّ هذه الحياة هي بمثابة مدخل إلى ما سيأتي بعد، وفي هذه الأثناء الله يعطينا الحرّية بأن نصدَّه أو حتى نرفضه. إلاّ أنه سيأتي اليوم الذي فيه سنُعطي حسابًا عن سلوكنا. لكن في الوقت الحاضر، إنَّ الآب صاحب السلطان، قد ترَكَ لنا المجال لأن نُحوِّل عن الطريق التي رسمَها لنا ونذهب في طريقنا. إنّ كل عبارة في هذا المثل هي ذات أهمية، فنقرأ في القصة هذه الكلمات، "وبعد أيامٍ ليست بكثيرةٍ جَمَع الابن الأصغر كلّ شيءٍ وسافَرَ إلى كورةٍ بعيدةٍ" – وليس إلى كورة مجاورة. وهذا أيضًا ما نفعله نحن. حالَ ما نبدأ في التفكير بأنفسنا وبما نريده، نهرب من الله ونبتعد عنه قدر الإمكان. لِمَ نذهب كل هذه المسافة البعيدة؟ لأننا مثل الابن الضال، لا نريد أن نسمع أي أمر من الآب صاحب السلطان ولا حتى أن نسمع عنه. كلّنا حصَلنا على الحياة وتمسّكنا بها. لقد استولَيْنا على شبابنا وعمرنا، وعلى قدراتنا وطاقاتنا مهما كانت، وعشنا وكأنها ملكنا بالتمام، وكأننا لا ندين بشيء لله. فبعض الناس يمتلكون عقولاً أكاديمية ولديهم ذاكرة قويّة. والبعض الآخر يتمتّعون بطاقات جسدية وقدرات رياضية وبنية جسدية قويّة. والبعض يمتلك موهبة التجارة أو مواهب خلاّقة أخرى، إلاّ أنّ كل ما أعطانا إياه الله من مواهب ومقدّرات قد استولَينا عليها من أجل خدمتنا الشخصية. إن مَثَل الابن الضال الذي رواه لنا المخلِّص يوجّه تحذيرًا رسميًّا، إذ يقول المثل بأن الابن الضال – "بذّر مالَه بعيشٍ مُسرِفٍ". ومع مرور الزمن بدأ هذا الابن يخسر موارده تدريجيًّا. وهكذا هي الحال معنا. تمر السنون ومرحلة الشباب ونصبح في مرحلة الشيخوخة ونحن لا نزال بعيدين عن الله. ويومًا ما كل قوانا ومقدّراتنا التي لطالما تمسّكنا بها سوف تخذلنا. سوف نضعف ويخفّ نشاطنا، فكل الأمور التي عشنا لأجلها وتَعبنا في سبيلها لن تعطينا الاكتفاء أو الشبع. ورغم علمنا بأن جيلًا جديدًا سوف يحلّ مكاننا إلاّ أننا نعيش وكأن هنالك عقد إيجار بيننا وبين الله وكأننا سنعيش حياة الشباب في هذا العالم إلى الأبد. وفجأة ينتقل بنا هذا المثل المميّز ليوصِّف ما يحصل عندما يتجدّد الانسان. فقد بدَأت ثروة الابن الضال تنهار، "فلمّا أنفَقَ كلّ شيءٍ، حدَثَ جوعٌ شديدٌ في تلك الكورة، فابتدأ يحتاج." وهكذا تجرّد الابن الضال من كل شيء، وما زاد الوضع سوءًا، هو أنه حدَث جوع، ممّا جعله في يأس مُطلَق. يُخبرنا هذا المثل بأنه حين يُقرّر الإنسان أن يأتي إلى الله، يحدث نوع من الجوع في حياته. ليس جوع إلى الطعام بل جوع إلى المعنى والحقيقة. فيدرك الإنسان عندها بأن الحياة من دون الله هي بلا هدف ويبدأ ألم الضمير. وهذا كلّه لأن الله يعمل في روح هذا الإنسان ليجعله يسأل نفسه هذا السّؤال، "لِمَ أنا مليء بالأنانية والخطية؟" نشعر حينها بأنه قد قُضي علينا وأنّ كل شيء قد انتهى. ونفقد ثقتنا بأنفسنا وبقدراتنا، وتصبح الحياة فجأة بلا معنى وفارغة. ونشعر وكأننا عاجزون عن أن نتخلّص من هذه المشاعر عبر اللهو والتسلية. هذا لا يعني بأننا سنأتي فورًا إلى الله ونطلبه، ذلك لأنّ الإنسان يتّسم بالكبرياء والعناد. فالابن الضال لم يرجع إلى بيته عندما تعرّض لكل الضغوطات، لكنه حاول أن يُعالج مشكلته بنفسه، ووجد لنفسه عملاً وهو رعاية خنازير. وأحيانًا كثيرة نتصرّف نحن بالطريقة نفسها. عندما نتألّم في نفوسنا نحاول بشتّى الطرق أن نعالج الأمور على طريقتنا بدلاً من أن نطلب من الله. في حالة الإبن الضال، نقرأ في نهاية المثل بأنه، "رجع إلى نفسه". رجع إلى! استفاق من غيبوبته! لقد تلاقى مع الحقيقة وتلاشت نشوة الوهم. يا لَه من وصف لحالتنا حين نكون في بعد عن الله. نصبح كأننا نمشي ونحن نائمون. نكون كحالمين غير واعين للحقيقة. نعيش بعيدين عن الله غير مدركين الفخاخ الروحية في الحياة، وغير واعين لمرور السنين، ولا حتى نهر الموت الذي ينتظرنا. فالتجديد يجعلنا نستفيق من سباتنا ونعي الحقائق الروحية، وندرك مدى بُعدنا وانفصالنا عن الله، كما ندرك حالة الدينونة التي نحن فيها أمامه. لقد قالَ الابن الضال، "أقومُ وأذهبُ إلى أبي وأقول له: يا أبي، أخطأتُ." بهذه الكلمات قام لعمل الشيء الوحيد الذي كان بإمكانه أن يعمله، ألا وهو الرجوع والتوبة، وهذان الأمران يشكّلان أساس التجديد. نحن لا يمكننا أن نصنع حياة روحية داخل أنفسنا ولا أن نُكفّر عن خطايانا الماضية. لا يمكننا أن ندفع دين الخطية التي تجعلنا بعيدين عن الله، ولا يمكننا أيضًا أن نُغيّر أسلوب حياتنا لنستحق أو لنكسب بركات الله. فالله هو مَن يستطيع أن يعمل كل هذه بدلاً عنّا من خلال رحمته. كل ما علينا فعله هو أن نرجع إليه ونتوب. كما يوضح لنا المثل، عليّ، أن أحذو حذو الابن الضال، في أن أتوب عن حياتي الماضية وعن خطاياي. فالله لا يمكنه أن يساعدني إذ جاز التعبير ولن يفعل ذلك إن لم أرجع وأتوب إليه. وهنا نأتي إلى النقطة الأخيرة في هذا المثل وهي النقطة الأساسية والمفتاح لفهمه. فيقول المثل بأن الابن الضال – "قام وجاء إلى أبيه. وإذ كان لم يَزَلْ بعيدًا رآه أبوه، فتَحَنّن ورَكَض ووَقَع على عنقه وقَبَّله." إنّ هذا التصريح هو مصيري ومهم إذ يوضح لنا أهم أمر في مسألة التجديد. من الواضح أنّ الابن الضال لم يكن بإمكانه أن يرجع إلى بيته من دون مساعدة. فقد كان يعاني جوعًا شديدًا في كورة بعيدة، وشعر بأنه محتاج ومتروك. وقد طالت هذه الحال لفترة طويلة. كان في وضع بائس، لدرجة أنه كان يشتهي أن يملأ بطنَه من الخرنوب التي كانت الخنازير تأكله. ربّما كان ضعيفًا وعاجزًا بما فيه الكفاية لأن يقوم بأي رحلة. وربّما كانت القروح والجروح تتآكله ويرتدي الخرق. فليس من المستحيل أن نصف حالة هذا الابن ونُبالغ في وصفِنا. وبحسب الظاهر، إنّ بين الأب والابن هوّة عظيمة لا يمكن اجتيازها. كيف يمكنه أن يقطع كل هذه المسافة ليرجع إلى بيته. كيف يمكنه أن يعبر الجبال والصحراء والأنهر، ويقطع كل هذه الحدود، وأن يتعرّض لخطر الحيوانات المفترسة، وفوق هذا كله، إنه لا يملك أي مال ليتباع له طعامًا أو مأوى. لكن في المثل، يظهر بأن الأب كان يعلم حالة ابنه، لذا خَرَج من البيت لملاقاته. إنّ الطريقة الوحيدة التي يمكننا من خلالها أن نفهم هذا المثل، هو أن نُدرك بأنّ الابن الضال كان في بداية رحلته حين خرج أبوه للقائه، "كان لم يزَلْ بعيدًا". دعونا نُطبِّق ذلك على حالتنا. فنحن مثل الابن الضال لا يمكننا أن نرجع إلى الله لنكسب رضاه أو نستحقّه، لو عاد الأمر لنا، فالهوّة بيننا وبين الله عظيمة. وجَبَلُ خطايانا الذي يقف عائقًا بيننا وبينه لا يمكننا أن نتجاوزه. كما أنه لا يمكننا أن ندخل السماء لأننا مُفلسين وضعفاء أخلاقيًّا. لو أرَدنا أن نتجدّد ونتعرّف على الله؛ ولو أرَدنا أن نتغيّر، فلا بُدَّ من أن يخرج اللآب إلينا. اننا نحتاج إلى رحمة الله، وهذا تمامًا ما فَعَله الله. الله واحد، لكن هذا الإله الواحد هو مُثلَّث الأقانيم، الآب والابن والرّوح القدس. الابن – يسوع المسيح – هو الذي سلَكَ دربًا طويلاً لكي يَصل إلى عالمنا ويقلّص الهوّة بيننا وبينه. لقد أصبح كفّارة لأجل خطايانا، وحَمَل قصاصها الرّهيب حين مات على صليب الجلجثة. لقد عانى العذاب الذي كان يجب أن نعانيه نحن في جهنّم إلى الأبد. لقد تحمّل هذا القصاص والعذاب والألم الذي كان يجب أن نتحمّله نحن، وكلّ ذلك لكي يغفر لنا ويُجدّدنا عندما نرجع إليه ونتوب عن خطايانا. إذا كان الله يعمل في داخلك وشعرت بأنك على وشك أن تفقد السيطرة على نفسك وأنك في حالة تمرّد. وإذا كان الله قد وضع في قلبك جوعًا إلى الحقيقة والهدف في هذه الحياة، فهذا كلّه لكي تستفيق إلى الحقيقة الروحية، وتتعلّم من هذا المثل الشهير بأنه عليك أن ترجع إلى الله تائبًا. وعليك أن تفعل ذلك بصدق وباجتهاد. إنّ روحك ميّتة ما لم يُحيِها الله. وحياتك ضائعة ما لم تصبح ابنًا لله. لذا تُب وسلّم حياتك للرب يسوع المسيح. قُل له بأنك كنت غبيًّا وعاصيًا وأنانيًّا وخاطئًا ساقطًا. لا تتمسّك بأي ذرّة صلاح وَهْمي فيك، بل سلّم نفسك لله. فيأتي إليك ويعمل فيك ما أنت عاجز عن فعله. سوف يُسامحك ويبدّلك ويضع في داخلك حياة روحية ويعطيك القوّة بأن تسير معه. وهكذا، بسبب محبة الله الفائقة ولطفه، نكون قد وجَدْنا ابنًا ضالاًّ آخر. ففي نهاية المثل، يقول الأب عن ابنه الضال هذه الكلمات، "ابني هذا كان ميّتًا فعَاش، وكان ضالاًّ فوُجد". هذا هو التّجديد! |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 36394 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() مثل الابن الضال و الابن المطيع
![]() الدراسة الكتابيَّة مجَّد الكثيرون الابن الضال و سبحوا لحنان الأب و شبهوه بالرب الإله الآب السماوي و أهانوا الابن الأكبر و قال الكثيرون أن الابن الضال شاطر و ناصح أما الابن الأكبر ففريسي ذو بر ذاتي و قال آخرون أن من يمثلهم الابن الأصغر هم الأمم الذين قبلوا المسيح و من يمثلهم الابن الأكبر هم اليهود الذين رفضوا المسيح و أضاف البعض أن الابن الأصغر ذهب إلى السماء و الابن الأكبر ذهب إلى الجحيم و قال البعض ان الابن الأصغر ضل خارج البيت و تاب و عاد و نال الحياة من جديد بينما الابن الأكبر ضال داخل البيت و لا يرغب في التوبة و استمر في الموت. و دخل الكثيرون في رمزيات و تأويلات كثيرة ملأوا بها المجلدات و المذكرات و التسجيلات المسموعة و المرئية و من خلال القنوات التليفزيونية العادية و الفضائية فهل يا ترى حاول أحدهم دراسة موضوع الابن الضال دراسة موضوعية غير منحازة بالمحاباة أو بالظلم لذلك سوف أتناول هذا الموضوع بدراسة تحليلية كتابية غير منحازة لأي من الثلاثة و هم الابن الأصغر و الأب و الابن الأكبر دون اللجوء للرمزيات العالية و دون محاباة الوجوه مهما كانت أفكارها و الآن لنبدأ الدراسة التحليلية العادلة الرحيمة كما يلي : – أوَّلًا : الابن الأصغر الضال : – ![]() ومن ذلك نلاحظ : أ – مخالفته للوصية و القانون الإلهي « لأَنَّهُ حَيْثُ تُوجَدُ وَصِيَّةٌ يَلْزَمُ بَيَانُ مَوْتِ الْمُوصِي لأَنَّ الْوَصِيَّةَ ثَابِتَةٌ عَلَى الْمَوْتَى، إِذْ لاَ قُوَّةَ لَهَا الْبَتَّةَ مَا دَامَ الْمُوصِي حَيّاً »( عبرانيين ظ© : ظ،ظ¦ ، ظ،ظ§ ) و من هذا يتضح أن هذا الابن كان ينتظر موت أبيه ليقاسم أخيه الميراث و لكن لما طالت أيام أبيه طلب القسم الذي يصيبه من مال أبيه و بالتالي خالف وصية الرب التي تقول « أَكْرِمْ أَبَاكَ وَأُمَّكَ لِتَطُولَ أَيَّامُكَ عَلَى الأَرْضِ الَّتِي يُعْطِيكَ الرَّبُّ إِلَهُكَ »( خروج ظ¢ظ* : ظ،ظ¢ ). ب – كان الأب طيبًا فأعطى الابن الأصغر حقوق أكثر مما يستحق رغم ما أظهره الابن الأصغر من جحود و عقوق « فَقَسَمَ لَهُمَا مَعِيشَتَهُ »( لوقا ظ،ظ¥ : ظ،ظ¢ ) فلم يعد الأب يملك شيئًا فالابن الأصغر أخذ القسم الذي يصيبه من المال بالتساوي مع أخيه الأكبر مع أن الأكبر يستحق نصيب اثنين كما هو مكتوب أن الأب يجب في وصيته أن يتذكر ابنه المحسوب « بِكْراً لِيُعْطِيَهُ نَصِيبَ اثْنَيْنِ مِنْ كُلِّ مَا يُوجَدُ عِنْدَهُ لأَنَّهُ هُوَ أَوَّلُ قُدْرَتِهِ. لهُ حَقُّ البَكُورِيَّةِ »( تثنية ظ¢ظ، : ظ،ظ§ ) فالأب لم يقسِّم المعيشة بالشدَّة والكسرة لحرف السين ليعطي الأكبر نصيب اثنين و لكن قسَم معيشته بالفتحة على حرف السين فقط و معنى ذلك أنه قسَم معيشته بالتساوي بين ابنيه وهنا نجد نوع من الظلم في تقسيم المعيشة و لكن الابن الأكبر كان في منتهى الطيبة و الخضوع لأبيه فلم يعترض على هذا التقسيم الظالم لأنه قط لم يعص وصية أو تصرف أبيه . ظ¢ – « وَبَعْدَ أَيَّامٍ لَيْسَتْ بِكَثِيرَةٍ جَمَعَ الاِبْنُ الأَصْغَرُ كُلَّ شَيْءٍ وَسَافَرَ إِلَى كُورَةٍ بَعِيدَةٍ وَهُنَاكَ بَذَّرَ مَالَهُ بِعَيْشٍ مُسْرِفٍ »( لوقا ظ،ظ¥ : ظ،ظ£ ). و هنا نلاحظ ما يلي : – أ – استمر الابن الأصغر في بيت أبيه أيام ليست بكثيرة و بكل بجاحة قضي تلك الأيام في بيع جميع ممتلكاته التي أعطاه إياها أبوه من عقارات و حقول فقضى تلك الأيام يساوم ويبيع و يحرر عقود بيع بمقتضى صك القسمة الذي أعطاه إيَّاه أبوه فكان يبيع أمام ناظري أبيه و أخيه و أنا أعتقد أنهما كانا في حزن شديد و هما يريان ممتلكاتهما تذهب للغير. ب – أكمل الابن الأصغر بيع نصيبه من أموال أبيه ثم « جَمَعَ الاِبْنُ الأَصْغَرُ كُلَّ شَيْءٍ وَسَافَرَ إِلَى كُورَةٍ بَعِيدَةٍ »( لوقا ظ،ظ¥ : ظ،ظ£ ) و أعتقد أن أباه و أخاه أصبحا في غاية الدهشة إذ كانا يظنان أنه سيعتني بقسْمه الذي ناله من أبيه و لكنه أخذ نصيبه كله ومضي إلى الكورة البعيدة و لم يترك من نصيبه شيئا عند أبيه بل بالحري عند أخيه الذي ترك له القسم الخاص به إذ جمع الابن الأصغر كل شيء وسافر إلى كورة بعيدة. ج – نلاحظ أن جميع الأموال و العقارات و الحقول الباقية كلها هي نصيب الابن الأكبر ولم يعد الأب يملك شيئًا منها و كذلك الابن الأصغر لا يملك منها شيئًا لأنه أخذ نصيبه كاملا و مضى و ليس له الحق في ذرة من الغبار و لا أي شيءٍ كان من أملاك أخيه الأكبر إذ قال الأب لابنه الأكبر « كُلُّ مَا لِي فَهُوَ لَكَ »( لوقا ظ،ظ¥ : ظ£ظ، ) بمعنى أن كل الأملاك ملك للابن الأكبر وحده. د – الابن الأصغر «سَافَرَ إِلَى كُورَةٍ بَعِيدَةٍ وَهُنَاكَ بَذَّرَ مَالَهُ بِعَيْشٍ مُسْرِفٍ»(لوقا ظ،ظ¥ : ظ،ظ£ ). ظ£ – «فَلَمَّا أَنْفَقَ كُلَّ شَيْءٍ حَدَثَ جُوعٌ شَدِيدٌ فِي تِلْكَ الْكُورَةِ فَابْتَدَأَ يَحْتَاجُ »(لوقا ظ،ظ¥ : ظ،ظ¤). و هنا نلاحظ : – أ – الابن الأصغر أَنْفَقَ كُلَّ شَيْءٍ أي افتقر : فنحن عرفنا أن الابن الأصغر جمع من بيت أبيه « كُلَّ شَيْءٍ » يخصه لم يترك شيء و في الكورة البعيدة « أنفق كُلَّ شَيْءٍ »( لوقا ظ،ظ¥ : ظ،ظ¤ ) إذ أكل معيشة أبيه « مَعَ الزَّوَانِي »( لوقا ظ،ظ¥ : ظ£ظ* ) كما هو مكتوب « لأَنَّهُ بِسَبَبِ امْرَأَةٍ زَانِيَةٍ يَفْتَقِرُ الْمَرْءُ إِلَى رَغِيفِ خُبْزٍ »( أمثال ظ¦ : ظ¢ظ¦ ) « لأَنَّ السِّكِّيرَ وَالْمُسْرِفَ يَفْتَقِرَانِ »( أمثال ظ¢ظ£ : ظ¢ظ، ). ب – الابن الأصغر في مجاعة و احتياج : كما هو مكتوب « حَدَثَ جُوعٌ شَدِيدٌ فِي تِلْكَ الْكُورَةِ فَابْتَدَأَ يَحْتَاجُ »( لوقا ظ،ظ¥ : ظ،ظ¤ ) و لك أن تتصور مقدار الاحتياج الشديد لشخصً غريب مفلسً يعيش في كورة بعيدة بها مجاعة. ظ¤ – الابن الأصغر راعي خنازير جائع : ![]() ظ¥ – الابن الأصغر يرجع إلى نفسه : ظ¦ – الابن الأصغر يعترف بالخطأ و يقرر العودة : فقد اعترف و قرر و نفذ بأن يقوم و يذهب إلى أبيه و يعترف بخطيئته إلى السماء و قدام أبيه كما هو مكتوب « أَقُومُ وَأَذْهَبُ إِلَى أَبِي وَأَقُولُ لَهُ: يَا أَبِي أَخْطَأْتُ إِلَى السَّمَاءِ وَقُدَّامَكَ »( لوقا ظ،ظ¥ : ظ،ظ¨ ). ظ§ – الابن الأصغر يقرر عدم استحقاقه للبنوة: فقد وافق أن يعمل أجيرا في حقول أبيه أو بالحري حقول أخيه لأنه ليس له الحق في ذرة من تراب أموال أخيه الأكبر كما هو مكتوب « وَلَسْتُ مُسْتَحِقّاً بَعْدُ أَنْ أُدْعَى لَكَ ابْناً. اِجْعَلْنِي كَأَحَدِ أَجْرَاكَ »( لوقا ظ،ظ¥ : ظ،ظ© ) و في الحقيقة يكون أجيرًا عند أخيه الأكبر الذي يملك كل شيء. ظ¨ – الابن الأصغر يجيء إلى أبيه و يعترف له بخطيئته و عدم استحقاقه لأن يكون له ابنًا كما هو مكتوب « فَقَامَ وَجَاءَ إِلَى أَبِيهِ. وَإِذْ كَانَ لَمْ يَزَلْ بَعِيداً رَآهُ أَبُوهُ فَتَحَنَّنَ وَرَكَضَ وَوَقَعَ عَلَى عُنُقِهِ وَقَبَّلَهُ. فَقَالَ لَهُ الاِبْنُ: يَا أَبِي أَخْطَأْتُ إِلَى السَّمَاءِ وَقُدَّامَكَ وَلَسْتُ مُسْتَحِقّاً بَعْدُ أَنْ أُدْعَى لَكَ ابْناً »( لوقا ظ،ظ¥ : ظ¢ظ* ، ظ¢ظ، ). أ – الأمور السلبية : – هو غير مطيع للقانون الإلهي الذي لا يجيز قسمة المال الا بعد موت الموصي و غير مطيع لوصية الرب بإكرام الأب و الأم و لكنه باع أموال أبيه و ترك البيت و ذهب بعيدا عن أبيه و أخيه و بذر ماله بعيش مسرف و كان زانيا فصار مفتقرًا وجائعًا و مفلسًا و محتاجًا و عاملا أجيرا في حقول الغير ليرعى الخنازير فصار ضالًا عن الحق و ميتًا بالذنوب و الخطايا. ب – الأمور الإيجابيَّة : – * رجع إلى نفسه كما هو مكتوب « فَرَجَعَ إِلَى نَفْسِهِ وَقَالَ: كَمْ مِنْ أَجِيرٍ لأَبِي يَفْضُلُ عَنْهُ الْخُبْزُ وَأَنَا أَهْلِكُ جُوعاً! »( لوقا ظ،ظ¥ : ظ،ظ§ ). * اعترف بخطيته كما هو مكتوب « أَقُومُ وَأَذْهَبُ إِلَى أَبِي وَأَقُولُ لَهُ: يَا أَبِي أَخْطَأْتُ إِلَى السَّمَاءِ وَقُدَّامَكَ »( لوقا ظ،ظ¥ : ظ،ظ¨ ). * أدرك أنه أجير فمع أنه ابن و لكن ليس له أي حق في أموال أخيه الأكبر و أدرك أن العمل كأجير في حقول أبيه أو بالحري حقول أخيه أفضل بكثير من رعاية الخنازير عند رجل غريب فقال لأبيه « وَلَسْتُ مُسْتَحِقّاً بَعْدُ أَنْ أُدْعَى لَكَ ابْناً. اِجْعَلْنِي كَأَحَدِ أَجْرَاكَ »( لوقا ظ،ظ¥ : ظ،ظ© ). * التنفيذ العملي كما هو مكتوب « فَقَامَ وَجَاءَ إِلَى أَبِيهِ. وَإِذْ كَانَ لَمْ يَزَلْ بَعِيداً رَآهُ أَبُوهُ فَتَحَنَّنَ وَرَكَضَ وَوَقَعَ عَلَى عُنُقِهِ وَقَبَّلَهُ »( لوقا ظ،ظ¥ : ظ¢ظ* ) ثانيًا : موقف الأب الطيب : – ![]() ظ¢ – الحنان : بعدما رجع الابن الأصغر مفلسا تفوح منه رائحة الخنازير لم يشمئز منه أو يعاتبه أو يعنفه على سلوكه المشين بل تحنن عليه و ركض و وقع على عنقه القذر و قبله كما هو مكتوب عن الابن الأصغر « فَقَامَ وَجَاءَ إِلَى أَبِيهِ. وَإِذْ كَانَ لَمْ يَزَلْ بَعِيداً رَآهُ أَبُوهُ فَتَحَنَّنَ وَرَكَضَ وَوَقَعَ عَلَى عُنُقِهِ وَقَبَّلَهُ. فَقَالَ لَهُ الاِبْنُ: يَا أَبِي أَخْطَأْتُ إِلَى السَّمَاءِ وَقُدَّامَكَ وَلَسْتُ مُسْتَحِقّاً بَعْدُ أَنْ أُدْعَى لَكَ ابْناً »( لوقا ظ،ظ¥ : ظ¢ظ* ، ظ¢ظ، ). ظ¤ – الإيضاح و الواجب : عندما غضب صاحب الأملاك الابن الأكبر لم يتركه الأب غاضبا بل خرج إليه و أوضح له الأمر بأن ما يحدث هو مجرد ترحيب كريم بعودة الابن و الأخ الأصغر إلى البيت لكن ليس له حق في أي ميراث لأن الميراث كله ملك الابن الأكبر كما هو مكتوب « فَقَالَ لَهُ: يَا بُنَيَّ أَنْتَ مَعِي فِي كُلِّ حِينٍ وَكُلُّ مَا لِي فَهُوَ لَكَ. وَلَكِنْ كَانَ يَنْبَغِي أَنْ نَفْرَحَ وَنُسَرَّ لأَنَّ أَخَاكَ هَذَا كَانَ مَيِّتاً فَعَاشَ وَكَانَ ضَالاًّ فَوُجِدَ »( لوقا ظ،ظ¥ : ظ£ظ، ، ظ£ظ¢ ). كان الآب حنونًا متسامحًا فقبل تقسيم ثروته و هو حي بين ابنيه حسب الطلب الغير قانوني من ابنه الأصغر و لما أفلس الابن الأصغر و رجع إلى أبيه فرح الأب بعودة ابنه الأصغر من الكورة البعيدة و اعتبره كان ميتا فعاش و كان ضالًا فوجد و لما اعترض الابن الأكبر أوضح الأب لابنه الأكبر أن الابن الأصغر ليس له أي حق في المال و ذلك لأن المال مال الابن الأكبر وحده لكن كان يجب استقبال أخيه العائد ليعمل كأجير عند أخيه الأكبر بدلًا من العمل عند الغرباء و جعل ابنه الأكبر يوافقه الرأي فهو يعلم أن ابنه الأكبر لن يتجاوز وصيته فهو ابن مطيع للسماء و له كأب كما قال « قَطُّ لَمْ أَتَجَاوَزْ وَصِيَّتَكَ ») لوقا ظ،ظ¥ : ظ¢ظ© ) « وَمَنْ خَشِيَ الْوَصِيَّةَ يُكَافَأُ »( أمثال ظ،ظ£ : ظ،ظ£ ). ثالثًا : الابن الأكبر المطيع : – ظ¢ – إكرام الوالدين : – فتمم الابن الأكبر الوصية الإلهية التي تقول « أَكْرِمْ أَبَاكَ وَأُمَّكَ لِتَطُولَ أَيَّامُكَ عَلَى الأَرْضِ الَّتِي يُعْطِيكَ الرَّبُّ إِلَهُكَ »( خروج ظ¢ظ* : ظ،ظ¢ ) و يتضح ذلك فيما يلي : – أ – أكرم أباه إذ اعتبره المالك للمال : – فرغم أن المال ماله لكنه كان يعتبر المال مال أبيه و يعتبر نفسه خادما عنده إذ قال لأبيه « أَخْدِمُكَ سِنِينَ هَذَا عَدَدُهَا »( لوقا ظ،ظ¥ : ظ¢ظ© ) و لم يكن يتصرف بدون إذن أبيه بل كان ينتظر العطية من أبيه مع أنه صاحب المال وهذا هو سلوك الابن البار لكنه اضطر في حالة غضبه أن يقول لأبيه « وَجَدْياً لَمْ تُعْطِنِي قَطُّ »( لوقا ظ،ظ¥ : ظ¢ظ© ). ب – أكرم أباه بالراحة أيضًا : – فلم يجعل أباه يذهب للعمل في الحقل معه بل جعله مستريحًا في « الْبَيْتِ »( لوقا ظ،ظ¥ : ظ¢ظ¥ ) تحت أمره العبيد والأجراء فمكتوب « فَقَالَ الأَبُ لِعَبِيدِهِ: »( لوقا ظ،ظ¥ : ظ¢ظ¢ ) و مكتوب « كَمْ مِنْ أَجِيرٍ لأَبِي »( لوقا ظ،ظ¥ : ظ،ظ§ ) و كان الابن الأكبر يعمل و يكدح « فِي الْحَقْلِ »( لوقا ظ،ظ¥ : ظ¢ظ¥ ) فلم يكن ابنًا عاقًا مثل أخيه الأصغر الذي بذر مال أبيه « بِعَيْشٍ مُسْرِفٍ »( لوقا ظ،ظ¥ : ظ،ظ£ ) أو مثل الأبناء العصاة في هذه الأيام الذين عندما ينالون كل شيء من والديهم يضعونهم في دار للمسنين بل و يهملون حتى زيارتهم. ظ£ – الابن الأكبر كان حريصًا : – فلم يكن مسرفًا و لا مبذرا بل حافظًا لماله معتبرًا أن المال مال أبيه و عمل على تنميته و الدليل على ذلك أنه كان عنده أجراء يعملون في حقوله كما هو مكتوب « كَمْ مِنْ أَجِيرٍ لأَبِي يَفْضُلُ عَنْهُ الْخُبْزُ »( لوقا ظ،ظ¥ : ظ،ظ§ ) و عبيد يعملون في بيته كما هو مكتوب « فَقَالَ الأَبُ لِعَبِيدِهِ: »( لوقا ظ،ظ¥ : ظ¢ظ¢ ) و كان يعمل في حقله الخاص كمالك حريص على أمواله كما هو مكتوب « وَكَانَ ابْنُهُ الأَكْبَرُ فِي الْحَقْلِ. فَلَمَّا جَاءَ وَقَرُبَ مِنَ الْبَيْتِ »( لوقا ظ،ظ¥ : ظ¢ظ¥ ) بينما الابن الأصغر المسرف أضاع ماله وافتقر واضطر أن يعمل في حقول غيره في رعاية الخنازير كما هو مكتوب عنه « فَمَضَى وَالْتَصَقَ بِوَاحِدٍ مِنْ أَهْلِ تِلْكَ الْكُورَةِ فَأَرْسَلَهُ إِلَى حُقُولِهِ لِيَرْعَى خَنَازِيرَ »( لوقا ظ،ظ¥ : ظ،ظ¥ ). ظ¤ – الابن الأكبر يغضب : – ظ¥ – وصف حالة الابن الأكبر بإيجاز : – لم يترك البيت و أكرم أباه و كان خادمًا مطيعًا لوصايا الرب و لوصايا أبيه و كان يعتبر المال ليس ملكًا له بل ملك أبيه فكان يعمل و يشقى في الحقل في الحر و البرد بينما ترك أباه في البيت تحت أمره العبيد و الآجراء فهو ابن يحترم أباه و لا يريد ان يتعبه في العمل معه في الحقل و كان ابنًا بارًا يحافظ على أمواله و لا يبذرها و لم يطلب حتى جديًا ليفرح به مع أصدقائه الذين يعملون في حقولهم مثله و كان غضبه مقدسًا إذ كان لا يريد تكريم من أكل معيشة أبيه مع الزواني و بعد أن أوضح له ابوه أن أخاه يجب أن يُستقبل في البيت كأجير بدلا من الهلاك في الكورة البعيدة و أن كل المال يخصه هو كابن أكبر و أعتقد أنه دخل و قبل أخاه الأصغر حسب وصية أبيه لأنه قط لم يتجاوز وصية أبيه فنعمًا له من ابن مبارك لم يخطئ إلى السماء و لا قدام أبيه. رابعًا النهاية العادلة : – ظ، – بعد أن أوضح الأب لابنه الأكبر أن المال ماله و ليس لأخيه أي نصيب لأنه بذَّره بعيش مسرف كما هو مكتوب « فَقَالَ لَهُ: يَا بُنَيَّ أَنْتَ مَعِي فِي كُلِّ حِينٍ وَكُلُّ مَا لِي فَهُوَ لَكَ »( لوقا ظ،ظ¥ : ظ£ظ، ). ظ¢ – و أنه من الواجب أن نستقبل الابن و الأخ الأصغر بفرح لأنه عاد إلينا بعد أن كان ميتا فعاش و كان ضالا فوجدناه بدلا من ضياعه في الكورة البعيدة و لكن هذا مجرد كرم استقبال فليس له عندنا أي شيء من المال كما هو مكتوب « وَلَكِنْ كَانَ يَنْبَغِي أَنْ نَفْرَحَ وَنُسَرَّ لأَنَّ أَخَاكَ هَذَا كَانَ مَيِّتاً فَعَاشَ وَكَانَ ضَالاًّ فَوُجِدَ»( لوقا ظ،ظ¥ : ظ£ظ¢ ). ظ£ – فلابد أن الابن الأكبر الذي دائما يكرم أباه و يطيع وصاياه دخل إلى الداخل وغير ملابس الحقل و ارتدي الملابس اللائقة بالحفل و دخل و رحب بأخيه العائد طاعة لوصية أبيه لأنه دائما يقول لأبيه « قَطُّ لَمْ أَتَجَاوَزْ وَصِيَّتَكَ »( لوقا ظ،ظ¥ : ظ¢ظ© ) مما أدي لفرحة الأب بعودة ابنه الضال و هدوء غضب ابنه الأكبر و كذلك فرح جميع الحاضرين. ظ¥ – و لكي لا يكون هناك شيئًا من الحرج فمعلوم أن الأخ الأكبر دائما يذهب إلى الحقل و لذلك لن يكون هناك حرج في ذهاب الابن الأصغر مع أخيه وعمله طول يوم العمل و في نهاية كل يوم ينال أجرته التي يستحقها عن عمله و طبعا أبوه و أخوه لن يظلمانه و العمل عند أخيه أفضل بكثير من رعي الخنازير عند الغرباء في الكورة البعيدة و طبعا سيكون حريصا على ما يناله من أجر و لن يعود يبذر « مَالَهُ بِعَيْشٍ مُسْرِفٍ »( لوقا ظ،ظ¥ : ظ،ظ£ ) فبعد أن اختبر حياة الفقر و الحاجة و الجوع و الذل في رعي الخنازير سوف يحرص على أمواله ليعيد بناء حياته من جديد ليكون له ماله الخاص الذي يجعله يفضل عنه الخبز و مع مرور الأيام و السنين سيصبح في يوم من الأيام مالكًا و ليس أجيرا عائشًا بسعادة مع أبيه و أخيه دون أن يحزن أباه أو يظلم أخاه الأكبر. خامسًا : المعاني الروحية : – و دون ذكر تشبيهات كثيرة فلن أشبِّه الانسان الذي له ابنان بالآب السماوي و لا الابن الأصغر بالأمم و لا الابن الأكبر باليهود لذلك أذكر بعض المعاني الواقعية كما يلي : – ظ، – ارتداد المؤمن عن حياة القداسة و الذهاب إلى كورة بعيدة ليبذر امتيازاته بعيش مسرف و يعيش مع الزواني و يرعى الخنازير أي يعيش حياة الخطيئة الرديئة و يكون حتى أشرَّ من غير المؤمن فحياته المرتدة عن القداسة هذه ليست عائقًا يمنع عودته للرب عندما يتوب و يعترف بخطاياه و يعترف بعدم استحقاقه حتي لأن يكون إبنا و لن يقلل ذلك من فرحة الأب بعودته و قبوله له كابن كان ميتا فعاش و كان ضالا فوجد. ظ¢ – المؤمن العائد من الارتداد ليس له نصيب في الامتيازات التي حصل عليها إخوته الثابتين بل عليه أن يبدأ من الصفر فقد ضاعت منه كل اختباراته و امتيازاته السابقة للارتداد وعليه أن يذهب للعمل في الحقل مع إخوته ليكسب امتيازات و اختبارات جديدة فالابن الضال عاد بلا شيء و يجب أن يبدأ من لا شيء. ظ£ – الأب دائما أكثر حنانًا على ابنه أكثر بكثير من حنان الأخ على أخيه و لكن الأب في عدالته يعطي كل ذي حق حقه فالأصغر يستحق فرحة الاستقبال و لكن لا يستحق أي شيء من المال والابن الأكبر و إن كان أساء في الاستقبال لكنه له كل المال. ظ¤ – الابن الذي يترك البيت يفقد عظمته بينما الابن الذي يبقى في البيت و يعمل باجتهاد في الحقل يكرم أباه و يزداد في العظمة حتي يقول له أبوه كل ما لي هو لك لكن يجب أن نمكن المحبه للابن الأصغر العائد إلينا كسيرًا مفلسًا محتاجًا جائعًا لنساعده على ان يبدأ حياته بيننا ليعمل كأنَّه أجير حتى يفضل عنه الخبز و لا يعود يحتاج بل يعوض بعمله باجتهاد و بوقت إضافي الخسائر التي فقدها بتبذير معيشة أبيه في الاسراف و بين الزواني و حينئذ يستطيع أن يرفع رأسه من جديد كابن مطيع حريص ناسيًا حياة الزنا و التبذير و الإسراف. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 36395 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() الابن الأصغر الضال ![]() ظ، – قال لأبيه : « يَا أَبِي أَعْطِنِي الْقِسْمَ الَّذِي يُصِيبُنِي مِنَ الْمَالِ. فَقَسَمَ لَهُمَا مَعِيشَتَهُ »( لوقا ظ،ظ¥ : ظ،ظ¢ ) ومن ذلك نلاحظ : أ – مخالفته للوصية و القانون الإلهي « لأَنَّهُ حَيْثُ تُوجَدُ وَصِيَّةٌ يَلْزَمُ بَيَانُ مَوْتِ الْمُوصِي لأَنَّ الْوَصِيَّةَ ثَابِتَةٌ عَلَى الْمَوْتَى، إِذْ لاَ قُوَّةَ لَهَا الْبَتَّةَ مَا دَامَ الْمُوصِي حَيّاً »( عبرانيين ظ© : ظ،ظ¦ ، ظ،ظ§ ) و من هذا يتضح أن هذا الابن كان ينتظر موت أبيه ليقاسم أخيه الميراث و لكن لما طالت أيام أبيه طلب القسم الذي يصيبه من مال أبيه و بالتالي خالف وصية الرب التي تقول « أَكْرِمْ أَبَاكَ وَأُمَّكَ لِتَطُولَ أَيَّامُكَ عَلَى الأَرْضِ الَّتِي يُعْطِيكَ الرَّبُّ إِلَهُكَ »( خروج ظ¢ظ* : ظ،ظ¢ ). ب – كان الأب طيبًا فأعطى الابن الأصغر حقوق أكثر مما يستحق رغم ما أظهره الابن الأصغر من جحود و عقوق « فَقَسَمَ لَهُمَا مَعِيشَتَهُ »( لوقا ظ،ظ¥ : ظ،ظ¢ ) فلم يعد الأب يملك شيئًا فالابن الأصغر أخذ القسم الذي يصيبه من المال بالتساوي مع أخيه الأكبر مع أن الأكبر يستحق نصيب اثنين كما هو مكتوب أن الأب يجب في وصيته أن يتذكر ابنه المحسوب « بِكْراً لِيُعْطِيَهُ نَصِيبَ اثْنَيْنِ مِنْ كُلِّ مَا يُوجَدُ عِنْدَهُ لأَنَّهُ هُوَ أَوَّلُ قُدْرَتِهِ. لهُ حَقُّ البَكُورِيَّةِ »( تثنية ظ¢ظ، : ظ،ظ§ ) فالأب لم يقسِّم المعيشة بالشدَّة والكسرة لحرف السين ليعطي الأكبر نصيب اثنين و لكن قسَم معيشته بالفتحة على حرف السين فقط و معنى ذلك أنه قسَم معيشته بالتساوي بين ابنيه وهنا نجد نوع من الظلم في تقسيم المعيشة و لكن الابن الأكبر كان في منتهى الطيبة و الخضوع لأبيه فلم يعترض على هذا التقسيم الظالم لأنه قط لم يعص وصية أو تصرف أبيه . ظ¢ – « وَبَعْدَ أَيَّامٍ لَيْسَتْ بِكَثِيرَةٍ جَمَعَ الاِبْنُ الأَصْغَرُ كُلَّ شَيْءٍ وَسَافَرَ إِلَى كُورَةٍ بَعِيدَةٍ وَهُنَاكَ بَذَّرَ مَالَهُ بِعَيْشٍ مُسْرِفٍ »( لوقا ظ،ظ¥ : ظ،ظ£ ). و هنا نلاحظ ما يلي : – أ – استمر الابن الأصغر في بيت أبيه أيام ليست بكثيرة و بكل بجاحة قضي تلك الأيام في بيع جميع ممتلكاته التي أعطاه إياها أبوه من عقارات و حقول فقضى تلك الأيام يساوم ويبيع و يحرر عقود بيع بمقتضى صك القسمة الذي أعطاه إيَّاه أبوه فكان يبيع أمام ناظري أبيه و أخيه و أنا أعتقد أنهما كانا في حزن شديد و هما يريان ممتلكاتهما تذهب للغير. ب – أكمل الابن الأصغر بيع نصيبه من أموال أبيه ثم « جَمَعَ الاِبْنُ الأَصْغَرُ كُلَّ شَيْءٍ وَسَافَرَ إِلَى كُورَةٍ بَعِيدَةٍ »( لوقا ظ،ظ¥ : ظ،ظ£ ) و أعتقد أن أباه و أخاه أصبحا في غاية الدهشة إذ كانا يظنان أنه سيعتني بقسْمه الذي ناله من أبيه و لكنه أخذ نصيبه كله ومضي إلى الكورة البعيدة و لم يترك من نصيبه شيئا عند أبيه بل بالحري عند أخيه الذي ترك له القسم الخاص به إذ جمع الابن الأصغر كل شيء وسافر إلى كورة بعيدة. ج – نلاحظ أن جميع الأموال و العقارات و الحقول الباقية كلها هي نصيب الابن الأكبر ولم يعد الأب يملك شيئًا منها و كذلك الابن الأصغر لا يملك منها شيئًا لأنه أخذ نصيبه كاملا و مضى و ليس له الحق في ذرة من الغبار و لا أي شيءٍ كان من أملاك أخيه الأكبر إذ قال الأب لابنه الأكبر « كُلُّ مَا لِي فَهُوَ لَكَ »( لوقا ظ،ظ¥ : ظ£ظ، ) بمعنى أن كل الأملاك ملك للابن الأكبر وحده. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 36396 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() الابن الأصغر ![]() «سَافَرَ إِلَى كُورَةٍ بَعِيدَةٍ وَهُنَاكَ بَذَّرَ مَالَهُ بِعَيْشٍ مُسْرِفٍ» (لوقا ظ،ظ¥ : ظ،ظ£ ). فنلاحظ أن الابن الأصغر في عدم تقديره للمسئولية بَذَّرَ مَالَهُ أي كان يصرف أمواله بطريقة جنونية و كأنه يلقيها إلى الأرض كما يرمي الفلاح البذور الدقيقة في كل اتجاه على الأرض و في ذلك العمل اختلاف كبير فالفلاح يبذر البذور على تربة خصبة لتخرج محصولا و لكن هذا الابن المسرف بذر أمواله كما تلقى البذور على الطريق لتأكلها الطيور فأضاع ثروته بتبذيره المسرف و قد صاحب المبذرين المسرفين أمثاله في الكورة البعيدة ومكتوب « اَلْحَافِظُ الشَّرِيعَةَ هُوَ ابْنٌ فَهِيمٌ وَصَاحِبُ الْمُسْرِفِينَ يُخْجِلُ أَبَاهُ »( أمثال ظ¢ظ¨ : ظ§ ) « لأَنَّ السِّكِّيرَ وَالْمُسْرِفَ يَفْتَقِرَانِ »( أمثال ظ¢ظ£ : ظ¢ظ، ) و الابن الأصغر لو أن أباه اشتكاه لشيوخ المدينة لتم رجمه حتى الموت كما هو مكتوب « إِذَا كَانَ لِرَجُلٍ ابْنٌ مُعَانِدٌ وَمَارِدٌ لا يَسْمَعُ لِقَوْلِ أَبِيهِ وَلا لِقَوْلِ أُمِّهِ وَيُؤَدِّبَانِهِ فَلا يَسْمَعُ لهُمَا. يُمْسِكُهُ أَبُوهُ وَأُمُّهُ وَيَأْتِيَانِ بِهِ إِلى شُيُوخِ مَدِينَتِهِ وَإِلى بَابِ مَكَانِهِ وَيَقُولانِ لِشُيُوخِ مَدِينَتِهِ: ابْنُنَا هَذَا مُعَانِدٌ وَمَارِدٌ لا يَسْمَعُ لِقَوْلِنَا وَهُوَ مُسْرِفٌ وَسِكِّيرٌ. فَيَرْجُمُهُ جَمِيعُ رِجَالِ مَدِينَتِهِ بِحِجَارَةٍ حَتَّى يَمُوتَ »( تثنية ظ¢ظ، : ظ،ظ¨ – ظ¢ظ، ). «فَلَمَّا أَنْفَقَ كُلَّ شَيْءٍ حَدَثَ جُوعٌ شَدِيدٌ فِي تِلْكَ الْكُورَةِ فَابْتَدَأَ يَحْتَاجُ » (لوقا ظ،ظ¥ : ظ،ظ¤). و هنا نلاحظ : – أ – الابن الأصغر أَنْفَقَ كُلَّ شَيْءٍ أي افتقر : فنحن عرفنا أن الابن الأصغر جمع من بيت أبيه « كُلَّ شَيْءٍ » يخصه لم يترك شيء و في الكورة البعيدة « أنفق كُلَّ شَيْءٍ »( لوقا ظ،ظ¥ : ظ،ظ¤ ) إذ أكل معيشة أبيه « مَعَ الزَّوَانِي »( لوقا ظ،ظ¥ : ظ£ظ* ) كما هو مكتوب « لأَنَّهُ بِسَبَبِ امْرَأَةٍ زَانِيَةٍ يَفْتَقِرُ الْمَرْءُ إِلَى رَغِيفِ خُبْزٍ »( أمثال ظ¦ : ظ¢ظ¦ ) « لأَنَّ السِّكِّيرَ وَالْمُسْرِفَ يَفْتَقِرَانِ »( أمثال ظ¢ظ£ : ظ¢ظ، ). ب – الابن الأصغر في مجاعة و احتياج : كما هو مكتوب « حَدَثَ جُوعٌ شَدِيدٌ فِي تِلْكَ الْكُورَةِ فَابْتَدَأَ يَحْتَاجُ »( لوقا ظ،ظ¥ : ظ،ظ¤ ) و لك أن تتصور مقدار الاحتياج الشديد لشخصً غريب مفلسً يعيش في كورة بعيدة بها مجاعة. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 36397 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() الابن الأصغر راعي خنازير جائع ![]() مكتوب « فَمَضَى وَالْتَصَقَ بِوَاحِدٍ مِنْ أَهْلِ تِلْكَ الْكُورَةِ فَأَرْسَلَهُ إِلَى حُقُولِهِ لِيَرْعَى خَنَازِيرَ »( لوقا ظ،ظ¥ : ظ،ظ¥ ) و كان يشتهي طعام الخنازير و لكن لم ينل شيئًا كما هو مكتوب « وَكَانَ يَشْتَهِي أَنْ يَمْلَأَ بَطْنَهُ مِنَ الْخُرْنُوبِ الَّذِي كَانَتِ الْخَنَازِيرُ تَأْكُلُهُ فَلَمْ يُعْطِهِ أَحَدٌ »( لوقا ظ،ظ¥ : ظ،ظ¦ ) حتى قال « أَنَا أَهْلِكُ جُوعاً! »( لوقا ظ،ظ¥ : ظ،ظ§ ) و أعتقد أن مالك الخنازير كان يعطيه كمية الخرنوب التي تخص كل خنزير على حدة ويراقبه أثناء إطعام الخنازير حتي لا يتبقى منها شيئًا. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 36398 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() الابن الأصغر يرجع إلى نفسه ![]() الابن الأصغر يعترف بالخطأ و يقرر العودة : فقد اعترف و قرر و نفذ بأن يقوم و يذهب إلى أبيه و يعترف بخطيئته إلى السماء و قدام أبيه كما هو مكتوب « أَقُومُ وَأَذْهَبُ إِلَى أَبِي وَأَقُولُ لَهُ: يَا أَبِي أَخْطَأْتُ إِلَى السَّمَاءِ وَقُدَّامَكَ »( لوقا ظ،ظ¥ : ظ،ظ¨ ). الابن الأصغر يقرر عدم استحقاقه للبنوة: فقد وافق أن يعمل أجيرا في حقول أبيه أو بالحري حقول أخيه لأنه ليس له الحق في ذرة من تراب أموال أخيه الأكبر كما هو مكتوب « وَلَسْتُ مُسْتَحِقّاً بَعْدُ أَنْ أُدْعَى لَكَ ابْناً. اِجْعَلْنِي كَأَحَدِ أَجْرَاكَ »( لوقا ظ،ظ¥ : ظ،ظ© ) و في الحقيقة يكون أجيرًا عند أخيه الأكبر الذي يملك كل شيء. الابن الأصغر يجيء إلى أبيه و يعترف له بخطيئته و عدم استحقاقه لأن يكون له ابنًا كما هو مكتوب « فَقَامَ وَجَاءَ إِلَى أَبِيهِ. وَإِذْ كَانَ لَمْ يَزَلْ بَعِيداً رَآهُ أَبُوهُ فَتَحَنَّنَ وَرَكَضَ وَوَقَعَ عَلَى عُنُقِهِ وَقَبَّلَهُ. فَقَالَ لَهُ الاِبْنُ: يَا أَبِي أَخْطَأْتُ إِلَى السَّمَاءِ وَقُدَّامَكَ وَلَسْتُ مُسْتَحِقّاً بَعْدُ أَنْ أُدْعَى لَكَ ابْناً »( لوقا ظ،ظ¥ : ظ¢ظ* ، ظ¢ظ، ). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 36399 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() وصف حالة الابن الأصغر بإيجاز ![]() أ – الأمور السلبية : – هو غير مطيع للقانون الإلهي الذي لا يجيز قسمة المال الا بعد موت الموصي و غير مطيع لوصية الرب بإكرام الأب و الأم و لكنه باع أموال أبيه و ترك البيت و ذهب بعيدا عن أبيه و أخيه و بذر ماله بعيش مسرف و كان زانيا فصار مفتقرًا وجائعًا و مفلسًا و محتاجًا و عاملا أجيرا في حقول الغير ليرعى الخنازير فصار ضالًا عن الحق و ميتًا بالذنوب و الخطايا. ب – الأمور الإيجابيَّة : – * رجع إلى نفسه كما هو مكتوب « فَرَجَعَ إِلَى نَفْسِهِ وَقَالَ: كَمْ مِنْ أَجِيرٍ لأَبِي يَفْضُلُ عَنْهُ الْخُبْزُ وَأَنَا أَهْلِكُ جُوعاً! »( لوقا ظ،ظ¥ : ظ،ظ§ ). * اعترف بخطيته كما هو مكتوب « أَقُومُ وَأَذْهَبُ إِلَى أَبِي وَأَقُولُ لَهُ: يَا أَبِي أَخْطَأْتُ إِلَى السَّمَاءِ وَقُدَّامَكَ »( لوقا ظ،ظ¥ : ظ،ظ¨ ). * أدرك أنه أجير فمع أنه ابن و لكن ليس له أي حق في أموال أخيه الأكبر و أدرك أن العمل كأجير في حقول أبيه أو بالحري حقول أخيه أفضل بكثير من رعاية الخنازير عند رجل غريب فقال لأبيه « وَلَسْتُ مُسْتَحِقّاً بَعْدُ أَنْ أُدْعَى لَكَ ابْناً. اِجْعَلْنِي كَأَحَدِ أَجْرَاكَ »( لوقا ظ،ظ¥ : ظ،ظ© ). * التنفيذ العملي كما هو مكتوب « فَقَامَ وَجَاءَ إِلَى أَبِيهِ. وَإِذْ كَانَ لَمْ يَزَلْ بَعِيداً رَآهُ أَبُوهُ فَتَحَنَّنَ وَرَكَضَ وَوَقَعَ عَلَى عُنُقِهِ وَقَبَّلَهُ »( لوقا ظ،ظ¥ : ظ¢ظ* ) |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 36400 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() موقف الأب الطيب ![]() ظ، – التسامح : لم يغضب بل تسامح و تساهل عندما طلب منه ابنه الأصغر القسم الذي يخصه من المال و هو حي بل قسم معيشته بين ابنيه وتنازل عن كل شيء كما هو مكتوب « إِنْسَانٌ كَانَ لَهُ ابْنَانِ. فَقَالَ أَصْغَرُهُمَا لأَبِيهِ: يَا أَبِي أَعْطِنِي الْقِسْمَ الَّذِي يُصِيبُنِي مِنَ الْمَالِ. فَقَسَمَ لَهُمَا مَعِيشَتَهُ »( لوقا ظ،ظ¥ : ظ،ظ، ، ظ،ظ¢ ). ظ¢ – الحنان : بعدما رجع الابن الأصغر مفلسا تفوح منه رائحة الخنازير لم يشمئز منه أو يعاتبه أو يعنفه على سلوكه المشين بل تحنن عليه و ركض و وقع على عنقه القذر و قبله كما هو مكتوب عن الابن الأصغر « فَقَامَ وَجَاءَ إِلَى أَبِيهِ. وَإِذْ كَانَ لَمْ يَزَلْ بَعِيداً رَآهُ أَبُوهُ فَتَحَنَّنَ وَرَكَضَ وَوَقَعَ عَلَى عُنُقِهِ وَقَبَّلَهُ. فَقَالَ لَهُ الاِبْنُ: يَا أَبِي أَخْطَأْتُ إِلَى السَّمَاءِ وَقُدَّامَكَ وَلَسْتُ مُسْتَحِقّاً بَعْدُ أَنْ أُدْعَى لَكَ ابْناً »( لوقا ظ،ظ¥ : ظ¢ظ* ، ظ¢ظ، ). ظ£ – الفرح : أخذ من مال ابنه الأكبر بدون إذن و قدمه للابن الأصغر المسرف لأن الحلة الأولى و الخاتم و الحذاء و العجل المسمن كلها من أموال الابن الأكبر و ليس للأب الحق في التصرف فيها بدون إذنه و لكن الأب من فرحته نسي أن الأملاك كلها ملك لابنه الأكبر كما هو مكتوب « فَقَالَ الأَبُ لِعَبِيدِهِ: أَخْرِجُوا الْحُلَّةَ الأُولَى وَأَلْبِسُوهُ وَاجْعَلُوا خَاتَماً فِي يَدِهِ وَحِذَاءً فِي رِجْلَيْهِ وَقَدِّمُوا الْعِجْلَ الْمُسَمَّنَ وَاذْبَحُوهُ فَنَأْكُلَ وَنَفْرَحَ لأَنَّ ابْنِي هَذَا كَانَ مَيِّتاً فَعَاشَ وَكَانَ ضَالاًّ فَوُجِدَ. فَابْتَدَأُوا يَفْرَحُونَ »( لوقا ظ،ظ¥ : ظ¢ظ¢ – ظ¢ظ¤ .) ظ¤ – الإيضاح و الواجب : عندما غضب صاحب الأملاك الابن الأكبر لم يتركه الأب غاضبا بل خرج إليه و أوضح له الأمر بأن ما يحدث هو مجرد ترحيب كريم بعودة الابن و الأخ الأصغر إلى البيت لكن ليس له حق في أي ميراث لأن الميراث كله ملك الابن الأكبر كما هو مكتوب « فَقَالَ لَهُ: يَا بُنَيَّ أَنْتَ مَعِي فِي كُلِّ حِينٍ وَكُلُّ مَا لِي فَهُوَ لَكَ. وَلَكِنْ كَانَ يَنْبَغِي أَنْ نَفْرَحَ وَنُسَرَّ لأَنَّ أَخَاكَ هَذَا كَانَ مَيِّتاً فَعَاشَ وَكَانَ ضَالاًّ فَوُجِدَ »( لوقا ظ،ظ¥ : ظ£ظ، ، ظ£ظ¢ ). |
||||