منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 28 - 03 - 2021, 11:05 AM   رقم المشاركة : ( 36331 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,296,868

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

تعالوا نتعرف على القديس سيدهم بشاي

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



استشهد سيدهم بشاى بدمياط فى يوم 17 برمهات سنة 1565 ش ( 25 مارس سنة 1844 م ) لاحتماله التعذيب على اسم السيد المسيح حتى الموت.

كان استشهاده سببا فى رفع الصليب علنا فى جنازات المسيحيين، فقد كان هذا الشهيد موظفا كاتبا بالديوان بثغر دمياط فى أيام محمد على باشا والى مصر، وقامت ثورة من الرعاع بالثغر، وقبضوا على الكاتب سيدهم بشاى واتهموه زورا فحكم عليه بترك دينه أو القتل ثم جلده وأرسله الى محافظ الثغر.

وبعد أن فحص قضيته حكم عليه بمثل ما حكم به القاضى فتمسك سيدهم بدينه المسيحي، واستهان بالقتل، فجلدوه وجروه على وجهه من فوق سلم قصر المحافظ إلى أسفله، ثم طاف به العسكر بعت أن أركبوه جاموسة بالمقلوب فى شوارع المدينة.

 
قديم 28 - 03 - 2021, 11:06 AM   رقم المشاركة : ( 36332 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,296,868

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

قصة لعازر الصديق البار

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



الصديق البار لعازر حبيب يسوع المسيح وهو أخو مرثا ومريم التى دهنت السيد المسيح بطيب ومسحت رجليه بشعرها.



وحدث لما مرض لعازر أنهما أرسلتا إلى السيد المسيح قائلتين: "يا سيد هوذا الذي تحبه مريض فلما سمع يسوع قال: هذا المرض ليس للموت بل لأجل مجد الله ليتمجد ابن الله به وكان يسوع يحب مرثا وأختها. ولعازر ".

ولكنه أقام في الموضع الذي كان فيه يومين لتعظيم الآية." ثم بعد ذلك قال لتلاميذه: لنذهب إلى اليهودية أيضا وقال له التلاميذ يا معلم الآن كان اليهود يطلبون أن يرجموك وتذهب أيضا إلى هناك أجاب يسوع أليست ساعات النهار اثنتى عشرة ان كان أحد يمشى في النهار لا يعثر لأنه ينظر نور هذا العالم ولكن ان كان أحد يمشى في الليل يعثر لان النور ليس فيه ".

وبعد ذلك قال لهم: لعازر حبيبنا قد نام لكنى أذهب لأوقظه فقالوا: ( ان كان قد نام فهو يشفى وكان يسوع يقول عن موته وهم ظنوا أنه يقول عن رقاد النوم.

فقال لهم يسوع حينئذ علانية: لعازر مات. وأنا أفرح لأجلكم أنى لم أكن هناك لتؤمنوا ولكن لنذهب إليه " فلما أتى السيد إلى بيت عنيا القريبة من أورشليم وقف أمام القبر وقال: " ارفعوا الحجر فقالت له مرثا أخت الميت: يا سيد قد أنتن لأن له أربعة أيام فقال لها يسوع ألم أقل لك ان آمنت ترين مجد الله فرفعوا الحجر وصلى إلى الأب ثم صرخ بصوت عظيم: لعازر هلم خارجا فخرج الميت ويداه ورجلاه مربوطات بأقمطة ووجهه ملفوف بمنديل.

فقال لهم يسوع حلوه ودعوه يذهب وكان ذلك لبيان حقيقة موته، فلا يظن أحد أن ذلك حيلة باتفاق سابق. ولهذا قد عظمت الآية فآمن كثيرون.

 
قديم 28 - 03 - 2021, 11:21 AM   رقم المشاركة : ( 36333 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,296,868

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

قصة (الابن الضال) أيقونة التوبة



وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



فتلك القصة تحكي مدى ثبات الأب أمام ظلام قلب إبنه العالق في الخطايا والذنوب.
كما تعكس تلك القصة الأرض الضيقة حيث الجوع
الروحي والظلام وعيشة الغربة عن الله وثمار الخطية، طيفية الرجوع إلى التوبة والخضوع للآب والتلمذة للوصايا الإلهية والشهادة لعمل بما أوصى به المسيح ومخافة الله وذلك حسب ماورد في الكتاب المقدس إنجيل(لو 15: 33)، و(لو 15: 7).
يتردد على ألسنة القراء مثل شهير وهو (الإبن الضال) نسبةً لأشهر الأمثال ألتي تكلم عنها المسيح في الإنجيل لتلاميذه وللفريسيين الموجودين معه قبل رحيله إلى السماء، ورد هذا المثل في إنجيل لوقا في الإصحاح 15 بالتفاصيل وتحكي قصة المثل عن أب غني يعيش مع أولاده الإثنين.
أنه في إحدى الأيام طلب الابن الصغير من والده أن يعطيه نصيبه من ميراثه فأعطاه إياه وهاجر بعيد وبذر ماله هناك بشكل مسرف وعندما أنفق كل ما يملكه حدثت مجاعة في منطقته، فأراد البحث عن سبيل لكسب المال، فلم يرى ما يكسب قوته إلا رعي الخنازير عند أحد الأشخاص ووصلت به الحال أثناء رعيه للخنازير أنه اشتهى أن يأكل من الخرنوب الذي يأكله الخنازير ن نفسه قائلًا:"كَمْ مِنْ أَجِيرٍ لأَبِي يَفْضُلُ عَنْهُ الْخُبْزُ وَأَنَا أَهْلِكُ جُوعًا"، فقرر أن يذهب ويعود لأبيه ويطلب مسامحته وبينما هو عائد لأبيه، رآه والده من بعيد فحن إليه وركض نحوه وعانقه وقبله في صورة بالغه العطف والإنتماء والحنان.
ردد الإبن على أبيه بعض الكلمات قائلًا:" أَبِي، أَخْطَأْتُ إِلَى السَّمَاءِ وَقُدَّامَكَ، وَلَسْتُ مُسْتَحِقًّا بَعْدُ أَنْ أُدْعَى لَكَ ابْنًا"، لكن والده طلب من عبيده أن يخرجوا الحُلة ويلبسوه خاتم وحذاء، وطلب منهم أيضاً إخراج العجل المسمن وذبحه احتفالاً بعودة إبنه وقال:"أنَّ ابْنِي هذَا كَانَ مَيِّتًا فَعَاشَ، وَكَانَ ضَالاًّ فَوُجِدَ".
وبينما كان الابن الكبير عائداً من عمله في الحقل إلى البيت، سمع أصوات غناء وحفل في بيته، فاستدعى أحد الخدام وسأله عن هذا الاحتفال، فأجابه أن أخيه الصغير قد عاد وأن والده ذبح العجل المسمن لأجل عودته بسلام. وعندما سمع كان لإبنه الكبير ردة فعل قاسية فغضب ورفض دخوله المنزل، فذهب والده إليه وطلب منه الدخول، فأجاب الابن الأكبر والده وقال: ها إنِّي أخدُمُكَ مُنذُ سِنينَ طِوال، وما عَصَيتُ لَكَ أمرًا قَطّ، فما أعطَيتَني جَدْيًا واحِدًا لأتَنعَّمَ به مع أصدِقائي، ولمـَّا قَدِمَ ابنُكَ هذا الذي أكَلَ مالَكَ مع البَغايا ذَبَحتَ له العِجْلَ المـُسَمَّن"، وناقشة والده بحكمة أن مايملكة يعود لإبنه أما أخاه فكان بمثابة الميت فعاش والضال فوجد.
 
قديم 28 - 03 - 2021, 11:25 AM   رقم المشاركة : ( 36334 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,296,868

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

أحد الأبن الضال وسفر زكريا النبي محاضرة قداسة البابا تواضروس الثاني



 
قديم 28 - 03 - 2021, 11:28 AM   رقم المشاركة : ( 36335 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,296,868

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الأحد الثالث للصوم الكبير | أحد الابن الضال


تركز الكنيسة في هذا الأحد على قصة الابن الضال، لترينا حنان الأب، وخطايا الابن وتوبته، فتلك القصة تكشف لنا عن قلب الأب المحب الشفوق، الذي يشتاق إلى رجوعنا، وترينا الأرض الضيقة حيث الجوع الروحي والظلام وعيشة الغربة عن الله، حيث ارض الخنازير، وثمار الخطية، ونلتفت في هذه القصة إلى التوبة والرجوع والخضوع للآب والتلمذة للوصايا الإلهية والشهادة لعمل نعمة المسيح ومخافة الرب وحياة القداسة حيث فرح التوبة (ينبغي أن نفرح) (لو 15: 33)، (وتفرح الملائكة) (لو 15: 7)، وحياتنا بلا توبة هي حياة خالية من الفرح.
ومن اخطر ما يواجهنا إحساسنا مع الابن الضال أننا فُهماء وحكماء، لكن هل تفتخر الفأس على القاطع بها أو يتكبر المنشار على مردده! (اش 10: 15)، من اخطر ما يواجهنا قساوة القلب والارتباك الباطل والاستهتار، فنقول لله أعطني لأعمل جميع إرادتي، لذلك تركز الكنيسة في الأحد الثالث على (بر الآب للخطاة الراجعين الذي يفوق البر الذاتي لمن يظنون في أنفسهم إنهم أبرار)، وها عقوق الابن يقابله رحمة الآب، وبر الابن الأكبر لم يجعله يفرح بعودة أخيه الأصغر الذي لا بر له إلا بالآب.
هذا المثل غنى للغاية بمعانيه، ويتضمن جوهر روحانياتنا المسيحية، فكثيرا ما نتحول عن الطريق ونمضى إلى كورة بعيدة، لقد كان الابن الأصغر المذكور في الإنجيل يعتبر الله "شيء"، وهذه هي خطيتنا، أن نصير مالكين لأنفسنا ونتحول عن الله سر الحب، ونمضى إلى الأرض حيث نحن مالكين لأنفسنا ونتحول عن الله سر الحب، ونمضى إلى الأرض حيث خداع العالم والأباطيل والغواية وتعظم المعيشة، ولكن ما أن فحص الابن الضال نفسه وجها لوجه (محاسبة النفس)، وبدأ ينظر إلى داخله، بعيدًا عن كل إغراء أو جذب، خلوا من خداع وحيلة وأصدقاء السوء، حيث ظن أن في البعد هناك الحرية، تلك التي أفقدته حياته وجعلته شريدا بلا مأوى أو دفء حتى قام وترك خلفه كل السقطات، ومضى إلى بيت أبيه وعقد النية أن يلقى بنفسه عند أقدام مراحمه، تلك الأبوة التي تكرر ذكرها خمس مرات في مثل الابن الضال.
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

إن أول كلمة نطق بها الابن البعيد، عندما عاد "أبتاه" لقد تذكر أن حب أبيه له قد وهب له مجانًا، وإن كل حب وصلاح وبركة ونعمة ومحبة مصدرها هذا الحب الأبوي، تلك الأبوة التي أعطته الرجاء وجعلته يسرع إلى بيت أبيه (الكنيسة)، وفي هذا الاسم (اسم أبيه) يكتشف طبيعة توبته الحقيقية، لأن التوبة الحقة تمزج رؤية الإنسان لخطاياه مع ضمان الغفران، لأن مراحم الله لا تفتر، هي جديدة في كل صباح وهي من دور وإلى دور، لأنه لا يشاء موت الخاطئ مثل ما يرجع ويحيا-
وعودة الابن الضال إلى بيته، هي عودتنا إلى بيتنا الكنيسة أمنا جميعًا، حيث تطهيرنا بسر الاعتراف (يا أبي، أخطأت إلى السماء وقدامك ولست مستحقًا بعد أن ادعى لك ابنًا!! اجعلني كأحد أجرائك)، فمع التوبة والرجوع (الميطانيا) يكون الاعتراف والإقرار بالخطايا التي جاهد لنقلع عنها في سر التوبة والاعتراف، وعندئذ نأخذ عطية المغفرة..
وعندما نقترب من البيت (الكنيسة)، يرانا الآب السماوي ويقابلنا ويقبلنا، فكم من المرات وقف ينتظرنا مراقبًا عودتنا إلى بيته، ونحن عائدون ممزقون تعترينا الكآبة والفم مُحملون بماضٍ مخجل..
إنها العودة إلى الحياة بعيدًا عن الظلمة الخارجية، حيث نلبس الحُلة الأولى والخاتم في أيدينا والحذاء في أرجلنا، تلك الحُلة الأولى التي يقول الآباء إنها المعمودية التي كثيرًا ما نسلك بعكس نذرها ودعوتها، وننسى أننا قطيع صغير وأننا خميرة وأننا نور وأننا ملح وأننا سفراء وأننا رائحة المسيح الذكية. تلك العودة إلى بيت الآب السماوي بعد فترة التشرد التي فصلته عنه، جعلته يأخذ الخاتم الذي هو ختم الكفالة والضمان، يضع حذاء في رجليه حتى ينتعل "باستعداد إنجيل السلام"، وما العيد الذي تعيد إلا عيد القيامة عيد الحياة الأبدية عُرس الحمل عُرس الملكوت، فالابن البعيد رجع إلى أحضان أبيه رجع إلى بيته حيث الخلاص وملكوت المحبة، وحيث البيعة المقدسة التي تنادي البعيدين وتبحث عن الضالين، ليستيقظوا ويستنيروا ويرجعوا، فالوقت وقت مقبول وزمن خلاص، يفرح به كل راجع يأكل ويشرب من عطايا العريس، وينعم بالخلاص، وهو ما نعبر عنه في مديح هذا الأسبوع عندما نقول:
(قوموا يا كهنة هيئوا الحُلة، ليلبسها ابني ويتحلى، المعمودية هي الحُلة وهي أول الخيرات، كللوا ابني بإكليل النور والبسوه خاتمًا من ذهب وفير ليكون بختم الروح مستور محروسًا من كل الزلات).
واحدة هي الحلة للآخرين والأولين واحدة هي لله، وواحدة هي الحلة التي تعطي للمعتمدين داخل الماء، واحد هو الذبيح الذي تطهر به جميع الخطاة، وبخاتم واحد يختمون خزان بيت الله، واحد هو حذاء العروس التي صعدت من داخل الماء، حذاء النور الذي تدوس به الحيات، الآب المتحنن بسط مراحمه عن الخطاة.
ورجوعنا إلى الآب السماوي يأتينا من واقع الرجاء واليقين والثقة، وما نعرفه عنه وما نلمسه فيه، فحتى لو فقدنا امتياز بنوتنا، هو لا يفقد شيئًا من أبوته، فمحبته الحانية هي التي تتوسط وتتوسل وتلح في أعماقنا، إن أحشاءه الأبوية هي التي تدفعه أن يتبني من جديد، ويصدر الصفح الكامل ويستر،. وبدلًا من أن يقاضي غلبت عليه أبوته وحكم على الفور بالبراءة هذا لأنه يود رجوع الابن لا هلاكه، وبدلًا من أن يعطي عقوبة يقدم قبلة، فقوة المحبة لا تقيم وزنًا للخطية، بقبلته يغفر ذنوبنا وبعواطفه الأبوية يغمرنا، هو لا يفضحنا ولا يشهر بنا، بل يضمد جروحنا تمامًا حتى لا تترك أثر أو عيب (طوبى لمن غفر إثمه وسترت خطيته) (مز32: 1).
ونحن أيضًا في أحد الابن الضال (الأحد الثالث من الصوم الكبير)، علينا أن نتمتع بعفو الآب، مهما كان إفلاسنا الروحي المطلق، فلنقم مهما كانت حالتنا، ولنرجع إلى من هذه أبوته متشجعين بهذا المثال، (وإذ كان لم يزل بعيدًا رآه أبوه فتحنن وركض ووقع على عنقه وقبّله) إني اسأل: أي مكان هنا لليأس؟ أو أي مجال حتى للاعتذار أو مظهر للخوف، إلا إذا كنا نعتقد عكس محبته الأبوية، ذلك الفكر المضاد لخلاصنا.
لقد فتح المسيح لنا بهذا المثل باب السماء أمام الخطاة وكشف عن فرح الآب الشديد وسروره برجوعنا، وهو ما نعبر عنه في مديحة الأسبوع الثالث من الصوم:
طبيب النفوس والأجساد احتضنه وفي حبه زاد
عندما رجع له باستعداد انعم عليه بكل البركات
وبدون البنوة لا تكون توبة ولا رجاء ولا حياة ولا رجوع ولا تمتع بأحضان الآب لذلك فالمعمودية هي بنوتنا لله وأساس توبتنا، ولذلك يعلمنا الآباء أن التوبة معمودية ثانية، وكلنا عندما نتغرب ونبعد ونذوق الخرنوب نخسر أنفسنا، ولكن مراحم الله الإلهية جديدة وهي من دور وإلى دور، هذه تعبيرات بلغة بشرية عن أمور إلهية لا توصف، لذلك نصلي (ليس شيء من النطق يستطيع أن يحد لجة محبتك للبشر)، فهو لا يطيق أن يرانا في ذل وعبودية، وعندما يرانا قادمين إليه في ثياب الخطية يغلب عليه تحننه وتغلبه محبته، ويقبلنا بقبلات فمه لأن حبه أطيب من الخمر، ويحتوينا في أحضانه ويلبسنا ثوبنا الأول معموديتنا الطاهرة ونقاوتنا الأولى وفكرنا البسيط، يعطينا بره كثوب ليكسونا بعد أن عرانا العالم والخطية، نخلع ثوب الخزي ونلبس ثوب الكمال لابسين المسيح، يلبسنا خاتم مسيحه لنعمل بعد للملكوت والحياة الأبدية، ولنخدم عمل الحصاد، يلبسنا خاتم القداسة لنعمل عمل الرب بقوة وبدون رخاوة، خاتم الخطبة والملكية عوض المسمار الذي في يد المسيح، كم هو ثمين هذا الخاتم، الذي ما هو إلا كلمة الله، أما أرجلنا التي أدمتها أشراك الخطية فقد لبست استعداد إنجيل السلام بعد أن صارت مغسولة بيد المسيح إلهنا، فلا تعرج في السير بل تبقى محفوظة من الزلل، ويا لفرحة السماء، ويا لوليمة الآب (الذبيحة) ذبيحة الفرح وطعام الحياة الأبدية، التي بها نُفرح قلب الآب بتوبتنا وبرجوعنا، بعد ذل الكورة البعيدة، نتمتع بأحضان الآب وذبيحة ابنه يسوع وفرح السمائيين الغير موصوف..
 
قديم 28 - 03 - 2021, 11:29 AM   رقم المشاركة : ( 36336 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,296,868

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

مثل الابن الضال

» لوقا 15 : 11- 32



وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



كان يسوع يتحدث الى الفريسيين، وهم القادة الدينين واخبرهم هذه القصة. كان هناك رجل عنده ولدين فقال الابن الاصغر لوالده " يا ابي، اريد ان تعطي الان نصيبي من الميراث ".
فقام الاب بتقسيم املاكه بين ولديه. وبعد فترة قصيرة اخذ الابن الاصغر املاكه ورحل عن بيت ابه الى منطقة بعيدة. وبكل تهور وعدم انضباط خسر كل املاكه هناك. وبعدما صرف كل امواله، حصلت مجاعة كبيرة في جميع انحاء تلك البلاد و بدأ يعاني. ولم يساعده احد هناك. وجد عملا عند احد الاشخاص هناك وكان عمله هو اطعام الخنازير في الحقل. كان جائعا جدا وكان مستعد أن يأكل حتى الخرنوب ولكن لم يسمع له احد.
هذا الوضع اعاده الى وعيه وقال " جميع خدام بيت ابي يحصلون عل طعام كثير، ام ان فجالس هنا اموت من الجوع. سأعود الى بيت ابي و اقول له، يا أبي اخطأت ضد الله وامامك و لا استحق ان ادعى لك ابنا. اقبلني كأحد الخدم عندك ". ثم قام وعاد الى بيت ابيه.
وبينما كان بعيدا عن بيت ابيه، رأه ابوه. فخفق قلبه بقوة وركض وحضنه وقبله. فبدأ الابن يتكلم " يا ابي لقد اخطأت ضد الله وامامك ولا استحق ان ادعى لك ابنا بعد ".
لكن الاب لم يكن يسمع لكلامه لانه كان يدعوا خدامه قائلا " اسرعوا، احضروا له ملابس جديدة ونظيفة و البسوه. ووضعوا خاتما في يده و البسوه حذاء جديدا واحضروا العجل المسمن واطبخوه لاننا سنحتفل وسيكون لنا وقتا ممتعا لان ابني هنا، كان ميتا والان حي كان ضالا والان وجد "، وبدأوا يحتفلون.

الملخص

الامثال قصص ارضية لها معنى سماوي. في هذه القصة الاب يمثل الله والابن يمثل البشرية التي هي منفصلة عن الله. الاب كان يبحث عن ابنه الضائع وكان يشتاق ليكون معه دوما.
الابن و برغبته الشخصية رحل بعيدا عن بيت ابيه وادرك انه ضائع. لكنه تاب وعاد الى ابيه وابوه قبله بكل فرح. الانسان ضال وبدون رجاء مالم يستعيد علاقته مع الله ابونا السماوي. الطريق الوحيد لاستعادة هذه العلاقة هي فقط من خلال الخلاص بيسوع. قال يسوع " انا هو الطريق و الحق و الحياة لا احد يأتي الى الاب الا بي ".

 
قديم 28 - 03 - 2021, 11:31 AM   رقم المشاركة : ( 36337 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,296,868

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

مثل الأبن الضال - أمثال السيد المسيح - كارتون - أبونا داود لمعي



 
قديم 28 - 03 - 2021, 11:34 AM   رقم المشاركة : ( 36338 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,296,868

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

Lost Son - قصص وأحداث الكتاب المقدّس - مثل الابن الضال



 
قديم 28 - 03 - 2021, 11:35 AM   رقم المشاركة : ( 36339 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,296,868

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

مثل الأبن الضال : الإبن الأكبر




 
قديم 28 - 03 - 2021, 11:48 AM   رقم المشاركة : ( 36340 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,296,868

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

مَثَل الابن الضال



وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



1- الاستقبال

اِعتُبِرَ هذا المـَثـَل دُرّةً ثمينةً في الإنجيلِ لأنّهُ يَتحدَّثُ عَن أبٍ رَحومٍ يَستقبِلُ ابنَهُ الخاطِئَ ويَدعو ابنَهُ الأكبَر للدُّخولِ إلى وَليمَةِ الفَرَح. ما خِبرَتُكَ معَ أبيكَ الأرضيّ؟ هل يُجسِّدُ لكَ الحَنان والرحمةَ والمحبّة، أم شبِعتَ منهُ تَسلُّطًا وقساوةً وتأنيبًا؟ وإن خَطِئ إليكَ أحدٌ، هل تَنتظِرُهُ وتُراقِبُ طَريقَ عَودَتهِ، أم تَتركُهُ وشأنَهُ؟ وإذا عادَ نادِمًا، هل تَستَقبِلُهُ مُنتَقِمًا أم تُسامِحُهُ وتَقبَلُ اعتِذارَهُ؟ هل تُعيدُ لهُ المـَكانَةَ الأولى التي كانَت لهُ في قَلبِكَ؟
جُلَّ مَن لا يُخطِئ! إنَّ اللهَ وحدَهُ لا خَطيئَةَ فيه. أمّا الإنسانُ فهوَ مُعرَّضٌ في كُلِّ لَحظَةٍ مِن حياتِهِ للتجربَةِ وللوقوعِ في الخطأ. تَكمُنُ العِبرَةُ في إصلاحِ السيرَةِ والعَودَةِ عنِ الباطِلِ، خاصةً إن كُنّا نَعرِفُ أنّ إلهَنا رَبٌّ شَفوقٌ رَحوم، يَغسِلُ آثامَنا مهما كانَت، كبيرةً أم صغيرة. قد تكونُ مُشكِلتُنا أننا لا نَعي أخطاءَنا، لذلِكَ يُدخِلُنا لِقاؤنا اليومَ في مَعنى الخطيئةِ ونتائِجِها، ويُلقي الضوءَ على سِرِّ التوبَةِ الذي سنَختَبِرُهُ طيلةَ حياتِنا بعدَ العِماد. يومَ العِمادِ لن نَعترِفَ بخطايانا، أمّا بَعدَ العِمادِ فسَيكونُ مِن واجِبِنا طَلَبُ سِرِّ التوبَةِ منَ الكاهِن. علَّ لِقاءَ اليَومِ يوضِحُ لنا رَحمَةَ اللهِ العَظيمةِ لنا، وفداحَةَ الخَطيئة التي نعيشُها فنَتوبَ عَنها.






2- قراءةُ الإنجيلِ وتفسيرُهُ: مَثَلُ الاِبنِ الضَّال (لو 15: 11-32)
11 وقالَ: كانَ لِرَجُلٍ اِبنان. 12 فقالَ أصغَرُهما لأبيه: يا أبَتِ أعطِني النَّصيبَ الذي يَعودُ علَيَّ مِنَ المال. فقَسَمَ مالَهُ بَينَهما. 13وبَعدَ بِضعَةِ أيَّامٍ جَمَعَ الاِبنُ الأصغَرُ كُلَّ شَيءٍ لَه، وسافَرَ إلى بَلَدٍ بَعيد، فَبدَّدَ مالَهُ هُناكَ في عيشَةِ إسراف. 14 فَلَمَّا أنفَقَ كُلَّ شَيءٍ، أصابَت ذلِكَ البَلَدَ مَجاعَةٌ شَديدة، فأخَذَ يَشْكو العَوَز. 15 ثُمَّ ذَهَبَ فالتَحَقَ بِرَجُلٍ مِن أهلِ ذلكَ البَلَد، فأرسَلَه إلى حُقولِهِ يَرْعى الخَنازير. 16 وكانَ يَشتَهي أن يَملأ بَطنَه مِنَ الخُرنوبِ الذي كانتِ الخَنازيرُ تَأكُلُه، فلا يُعطيهِ أحَد. 17 فرَجَعَ إلى نَفسِه وقال: كم أجيرٍ لأبي يَفضُلُ عنه الخُبْزُ وأنا أهلِكُ هُنا جُوعًا! 18 أقومُ وأمضي إلى أبي فأقولُ لَه: يا أبتِ إنِّي خَطِئتُ إلى السَّماءِ وإلَيكَ. 19 ولَستُ أهْلاً بَعدَ ذلك لأن أُدْعى لَكَ ابنًا، فاجعَلْني كأحَدِ أُجَرائِكَ. 20 فقامَ ومَضى إلى أبيه. وكانَ لم يَزَلْ بَعيدًا إذ رآه أبوه، فتَحَرَّكَت أحْشاؤُه وأسرَعَ فألْقى بِنَفسِه على عُنُقِه وقَبَّلَه طَويلاً. 21 فقالَ لَه الابْنُ: يا أبَتِ، إنِّي خَطِئتُ إلى السَّماءِ وإلَيكَ، ولَستُ أهْلاً بَعدَ ذلِكَ لأن أُدْعى لَكَ ابنًا. 22 فقالَ الأبُ لِخَدَمِه: أسرِعوا فأتوا بِأفخَرِ حُلَّةٍ وألبِسوه، واجعَلوا في إصبَعِه خاتَمًا وفي قَدَمَيه حِذاءً، 23 وأتوا بالعِجْلِ المـُسَمَّن واذبَحوه فنأكُلَ ونَتَنَعَّم، 24لأنَّ ابنِيَ هذا كانَ مَيتًا فعاش، وكانَ ضالاً فوُجِد. فأخذوا يتَنَعَّمون.
25 وكانَ ابنُه الأكبَرُ في الحَقْل، فلمَّا رَجَعَ واقترَبَ مِنَ الدَّار، سَمِعَ غِناءً ورَقْصًا. 26 فدَعا أحَدَ الخَدَمِ واستَخبَرَ ما عَسَى أن يَكونَ ذلك. 27 فقالَ له: قَدِمَ أخوكَ فذَبَحَ أبوكَ العِجْلَ المـُسَمَّن لأنَّه لَقِيَه سالِمًا. 28 فغَضِبَ وأبى أن يَدخُل. فَخَرَجَ إلَيه أبوهُ يَسألُه أن يَدخُل، 29 فأجابَ أباه: ها إنِّي أخدُمُكَ مُنذُ سِنينَ طِوال، وما عَصَيتُ لَكَ أمرًا قَطّ، فما أعطَيتَني جَدْيًا واحِدًا لأتَنعَّمَ به مع أصدِقائي. 30 ولمـَّا قَدِمَ ابنُكَ هذا الذي أكَلَ مالَكَ مع البَغايا ذَبَحتَ له العِجْلَ المـُسَمَّن! 31 فقالَ له: يا بُنَيَّ، أنتَ مَعي دائمًا أبدًا، وجَميعُ ما هو لي فهُو لَكَ. 32 ولكِن قد وَجَبَ أن نَتَنعَّمَ ونَفرَح، لأنَّ أخاكَ هذا كانَ مَيتًا فعاش، وكانَ ضالاًّ فوُجِد.
2. 1- الشرح
يُصوِّرُ لنا يسوعُ في هذا المـَثـَل رغبَةَ الابنِ الأصغر في الابتِعادِ والاستِقلالِ عن أبيهِ آخِذًا معَهُ حِصَّتهُ منَ الميراث. أمّا الأبُ، وبالرغمِ مِن مَحبَّتِهِ اللامحدودة ورغبَتِهِ الأبويَّةِ في أن يبقى ابنُهُ في البَيت، فنراهُ يَترُكُ الحُريةَ لهذا الاِبنَ ويَحترمُ قرارَهُ بأن يَكونَ لهُ اختِبارُهُ الخاصّ. انتظَرَهُ حتى عاد؛ قبِلَ توبَتَهُ وأعادَ إليه البُنوَّةَ وفَرِحَ كثيرًا برجوعِهِ. وفي النهايَةِ خرَجَ ليُقنِعَ الأخَ الأكبرَ بالدخولِ والمـُشاركَةِ في الفرح. كلُّها أعمالٌ يُظهِرُ اللهُ مِن خِلالِها رحابَةَ صَدرِهِ بالتعامُلِ معَنا.
اِعتَقَدَ الابنُ الأصغرُ أنّهُ سيُحَقِّقُ سعادَتَهُ في العَيشِ على هَواهُ مُنغَمِسًا في الخَطيئَةِ، ولكنَّهُ أدرَكَ أنَّ السعادَةَ التي اِقتناها بالمالِ الزائِلِ لم تَكُن سِوى سعادَةٍ مُزيَّفة أوصَلَتهُ إلى أن يَفقِدَ كرامَتَهُ كابنٍ لله. لقد طلبَ أن يأخُذَ الميراثَ بالرغمِ مِن أنَّ أباهُ كانَ لا يزالُ حَيًّا. اِختارَ أن يَبتعِدَ عن أبيهِ فصارَ في عَوَزهِ نجِسًا يَشتهي أن يَملأ بَطنَهُ مِن طعامِ الخنازير. وعِندَما عادَ إلى نَفسِهِ، وَعى في عُمقِ شقائِهِ وتعاسَتِهِ أنَّهُ قد خَطِئَ، أظهرَ ندامَةً عمليّةً مِن خِلال اقتِراحِهِ بأن يكونَ خادِمًا. فاختِبارُ الحُبِّ الذي سَبَقَ وعاشَهُ في البَيتِ الوالديّ، والتأكُّدُ مِن أنَّ أباهُ أمينٌ في مَحبَّتِهِ، أنضجا قرارَهُ بالعَودَةِ تائِبًا. فقدَ هذا الابنُ صِفةَ البُنوّة، ولكنَّ الأبَ لم يَفقِد صِفةَ الأبوّة. لقد كانَ يَنتظِرُ عَودةَ هذا الابنِ الضَّال لأنَّ حُبَّهُ أقوى من أيِّ نُكرانِ جَميل. لم يَسأل اِبنَهُ العائِدَ عن أسبابِ ذهابِهِ وإيابه؛ ولم يُعاتِبهُ على تَبذير ميراثِهِ، بل اكتفى بأن يَضُمَّهُ إلى صَدرِهِ ويُقبِّلَهُ طويلاً ليَمنَحَهُ الحُبَّ الذي افتَقدَهُ زَمناً طَويلاً.
بطَريقَةٍ مُختَصَرة، يَعرِضُ لنا هذا المـَثـَل مَحبَّةَ الآبِ الكَبيرة التي تَغفِرُ خَطيئةَ الإنسانِ عبرَ المـَراحِلِ التالية:
1- الخَطيئَةُ ونتائِجُها: الافتِقارُ للقيَم، الانحِطاطُ الاجتِماعيّ، فِقدانُ الكرامة، العَوَزُ إلى كُلِّ شَيءٍ بسبَبِ خَسارَةِ كُلِّ شَيء.
2- التَّوبَةُ ومُقوِّماتُها: الندامَةُ، الإقرارُ والتَّعويض.
3- الغُفرانُ وثِمارُهُ في الحَياةِ الجديدةِ التي رُمِزَ إليها بأربعَةِ أمور:

أ- الثوبُ الفاخِرُ هوَ حالَةُ البرارَةِ مِن خِلالِ استِعادَةِ بَهاءِ صورَةِ اللهِ فينا
ب- الخاتمُ هوَ عَهدُ الأُبوَّةِ والبُنوّة، بينَ اللهِ والإنسان، عُربونًا لميراثِ مَلكوتِ السموات.
ج- الحِذاءُ هوَ الاتجاهُ الجَديدُ على دَربِ الحَياةِ اليوميَّةِ على خُطا الربِّ يسوع.
د- وَليمَةُ العِجلِ المـُسمَّن هيَ المـُشارَكَةُ في وَليمَةِ جَسدِ الربِّ ودَمِهِ في القُدّاس.

في هذا المـَثـَل، يَخرُجُ الأبُ مرَّتَين مِنَ البيت. في المرّةِ الأولى لاستِقبالِ ابنهِ الأصغر العائِدِ مِن غُربَتِهِ، وفي المرّةِ الثانية يَخرُجُ ليَتوسَّلَ إلى اِبنهِ الأكبر ليَدخُلَ ويُشارِكَ في الفَرَح وفي العيد. وبالرغمِ مِن اتِّهامِهِ مِن قِبَلِ الابنِ الأكبَر بأنَّهُ كانَ مُجحِفًا بحَقِّ مَن بَقيَ لهُ أمينًا، لم يَتذرَّع الأبُ بالشريعَةِ ليُدافِعَ عن حَقِّهِ الوالِديّ بالتصرُّفِ بمُمتَلكاتِهِ بحُرّيةٍ ما دامَ على قَيدِ الحياة، بل نَزلَ إلى مُستوى تَفكيرِ الابنِ الأكبَر ليُساعِدَهُ على الارتِقاءِ بتَفكيرِهِ إلى مُستوى البُنوّة. وبالرغمِ مِن أنَّ الابنَ الأكبَر لا يتوجَّهُ إلى أبيهِ قائِلاً لهُ «يا أبي»، يقولُ لهُ أبوهُ بِتحَبُّبٍ «يا وَلدي» تعبيرًا عن علاقةٍ حَميمةٍ تَربطُهُ بهِ. وجوابًا على ما يَقولُهُ الابنُ الأكبر: «لمّا جاءَ ابنُكَ هذا»، يقولُ لهُ أبوه: «يَجبُ أن نتنعَّمَ ونفرَحَ لأنَّ أخاكَ هذا كانَ ميّتًا فعاش وضائِعًا فوُجِد». فالتوبَةُ الأعمَق التي يَنتظِرُها الأبُ ليسَت مِن الأصغر الذي عادَ إلى البَيتِ كي لا يَموتَ جوعًا، بل مِنَ الأكبر غيرِ القادِرِ على تَعرُّف أبيهِ مِن جِهَةٍ وتَعرُّفِ أخيهِ من جِهَةٍ أُخرى.
2. 2- التأوين
إن عُدنا إلى إطارِ هذا المـَثـَل في بِدايَةِ الفَصل 15 مِن إنجيلِ لوقا لوَجدنا أنَّ يسوعَ يَتحدَّثُ عن مَثلِ الخَروفِ الضَّال خارِجَ الحَظيرة في البَريّةِ (15: 1-7)، ويَتحدَّثُ عن دِرهَمٍ أضاعَتهُ اِمرأةٌ داخِلَ البَيت (15: 8-10). فمَثَلُ الأبِ المـُّحِب (15: 11-32) يتحدَّثُ عن وَلدَين ضاعا: الأصغر في الخارِجِ والأكبر في الداخِل. فأينما كانَ ضياعُنا، في الخارجِ أم في الداخِل، نحنُ مَدعوونَ لمـُلاقاةِ حُبِّ اللهِ الرحومِ الذي يَنتظِرُنا.
قد نرى في الابنِ الأصغر صورَةَ الخاطِئينَ والبَعيدينَ وجُباةِ الضرائِب وكُلِّ التائِبينَ الوَثنيين البَعيدينَ عَن شريعَةِ الله. ونرى في الابنِ الأكبر وَجهَ المـُتديّنينَ اليَهود الفرّيسيين وكُلَّ الذين يَدَّعونَ الانتِماءَ إلى الربِّ وإلى قَضيَّتِهِ بينما هُم في غُربةٍ رَهيبةٍ عَن جَوهَرِها وروحِها. فإن كُنّا أخطأنا كثيرًا في حياتِنا وإن اعتَقدنا أننا مُعتَدِلونَ في سُلوكِنا، يَتوجَّهُ هذا الإنجيلُ إلينا ويَدعونا إلى التوبة.
العِنادُ لا يُفيدُنا. الندامَةُ تَجلِبُ لنا الخلاصَ وتُفرِّحُ قلبَ الله. يجبُ ألاّ نَغضَبَ ممّا نَعتَبرُهُ اجحافًا بحَقِّنا. بل عَلينا دائِمًا بالتروّي والتساؤلِ إن كُنّا مُخطئين. نحنُ لسنا ديّانينَ للآخرين بل أخوَةٌ لهُم ومعَهُم سائِرونَ على دَربِ التوبةِ الدائِمة نحوَ الحُبِّ اللامَحدود.






3- التعليمُ اللاهوتيّ والروحيّ: سِرُّ التوبةِ والمُصالَحة
عِندَما يَنالُ الـمُؤمِنُ سِرَّ المـَعمودية ويَلبسُ المسيح تُمحى كُلُّ خَطاياهُ ويُصبِحُ إنسانًا جديدًا. ولكن، ما العَمَلُ حينَ يُخطِئُ مِن جَديد؟ فالمـَعموديَّةُ لا تُعطى إلا مرَّةً واحِدة. لقد كشفَ لنا الربُّ أنّ رَحمةَ اللهِ كبيرةٌ ولا حُدودَ لها. وأوصانا بأن نَغفرَ بَعضَنا لبَعض مِن دونِ حُدودٍ، كما قالَ لبُطرُس أن يَغفرَ لأخيه سَبعينَ مرّة سَبعَ مرّات. إن كانَ قد طلَبَ مِنَّا أن نَغفرَ فكَم بالحَريِّ هوَ نفسُهُ معَنا؟ لذلِكَ أعطى كنيسَتَهُ مِن خِلال رُسُلِهِ، مَهمَّةَ إعلانِ الغُفرانِ وحَلِّ النَّاسِ مِن الخطايا. لا يُريدُ الربُّ أن يَموتَ المـُؤمِنُ بخطيئَتِهِ، ولا يَرضى بأن تُبعِدَهُ خطاياهُ عَن عَلاقةِ الحُبِّ الكبيرِ التي تَجمَعُهُ باللهِ، وها هوَ مِن خِلالِ سِرِّ المـُصالَحَةِ يَحنو على التائِبِ ويُدخِلُهُ مِن جَديد في الشركَةِ معَه.
حينَ يَعي المـُؤمِنُ مِقدارَ مَحبَّةِ اللهِ لهُ يَنظرُ إلى حياتِهِ ويَكتشِفُ أنّ بعضَ أعمالِهِ ومَواقِفِه أو أفكارِهِ أو إهمالِهِ هيَ بمثابةِ الخيانةِ للعَهد الذي قَطعَهُ معَ الربِّ، يَندَمُ عَليها ويُقرِّرُ الرُّجوعَ إلى اللهِ طالِبًا المـُسامَحةَ. توصي الكنيسةُ بأن يَتقدَّمَ المـُؤمِنُ التائِبُ مِنَ الكَاهِن الذي يَسمَعُ اعتِرافَهُ بخطاياه، ثم يَقولُ لهُ ما يراهُ مُناسِبًا مِن تَعليمِ الإيمانِ، وهذا بِمثابَةِ إعلانِ كلمَةِ اللهِ – كما في كُلِّ أسرارِ الكنيسة – ثم يَمنحُهُ الغُفرانَ باسمِ الثالوثِ الأقدس.
لماذا الكاهِنُ؟ ألا يَكفي الإنسانَ أن يتوبَ مُباشَرةً إلى الله؟ إنَّ العلاقةَ معَ اللهِ شَخصيِّةٌ طبعًا، ومِنَ المـُفيدِ للمُؤمِنِ أن يَبني معَ اللهِ علاقةً خاصّة، فتتَغذى صلواتُهُ مما يَعيشُ يَوميًّا، شاكِرًا اللهَ على كُلِّ عطاياهُ وواضِعًا أمامَهُ همومَهُ ومشاكِلَهُ، وفي الوَقتِ عَينهِ طالِبًا منهُ الغُفرانَ على خطاياهُ. ولكن إضافَةً إلى هذا الطابَعِ الشخصيِّ للإيمان، للكنيسةِ دورٌ أساسيٌّ. فهيَ قد مَنحَتني المـَعموديَّةَ التي بها انتَميتُ إلى كنيسةِ المسيح، وأصبحتُ عُضوًا حيًّا فيها، وهيَ تُعلِّمُني وتُعلِنُ لي الإنجيلَ وتَشرَحُهُ، وهيَ تَمنَحُني سِرَّ الإفخارستيا. لذلِكَ اهتمَّ المسيحُ بأن يَدعو رُسُلَهُ ويُتلمِذَهُم ويُعلِّمَهُم، قبل أن يُسلِّمَهُم مهمَّةَ إعلانِ الإنجيلِ والدعوةِ إلى التوبة وسُلطانَ غُفرانِ الخطايا.
لا يُطلَبُ مِنَ المؤمِنِ أن يَتقدَّمَ كُلَّ يومٍ مِن سِرِّ التوبةِ والمصالَحة، لكنَّ الكنيسةَ توصيهِ بأن يكونَ ذلكَ أقلَّهُ مَرَّةً في السنة. هذا مِن ناحيةِ القانونِ الكَنَسيِّ، لكن في الواقِعِ مِنَ المـُفيدِ أن يكونَ ذلكَ عِدّةَ مرّاتٍ في السنةِ، أي مِن حينٍ لآخر حينَ يرى المؤمِنُ أنهُ قد ارتكَبَ خطايا كبيرة، أو حينَ يَشعُرُ أنّهُ يحتاجُ إلى أن يُجدِّدَ علاقةَ الحُبِّ معَ الله، لأن هِمَّتَهُ قد فَترَت أو إنّهُ ابتَعدَ قليلاً عَن حرارةِ الإيمان.






4- للقراءةِ والتأمُّل: قِراءةٌ مِن أوريجانوس (+253)
سِرُّ التوبَةِ المُقدَّس
قد يَقولُ المـُستِمعونَ: كانَ الأقدَمونَ أوفرَ حَظًّا مِنَّا، لأنَّ الخطأةَ كانوا ينالونَ مَغفِرةَ خطاياهُم، بِتَقدِمَةِ مُحرَقاتٍ بحَسَبِ طُقوسٍ مُختَلِفةٍ، أمّا نحنُ، فليسَ لنا سِوى مَغفِرةٌ واحِدَةٌ للخطايا، تُعطَى في البِدايَةِ معَ نِعمَةِ المـَعموديّةِ، وبعدَها لا رحمَةَ ولا تَوبةَ للخاطِئ. منَ الأكيدِ أنّهُ يَجدُرُ بالمسيحيِّ، الذي ماتَ المسيحُ من أجلِهِ، أن يخضعَ لشريعَةِ توبَةٍ أقسى. للأقدمينَ كانَتِ النِّعاجُ والكِباشُ والثيرانُ تُذبَحُ، بالإضافَةِ إلى الطُّيورِ، كما كانَت تُرَشُّ زَهرَةُ الطحين. أمّا أنتَ، فابنُ اللهِ قد ذُبِحَ لأجلِكَ، أفيَلَذُّ لكَ بعدُ أن تُخطِئ؟ معَ ذلِكَ، لا تَقطَعْ رجاءَكَ، بل تشجَّع وعِشْ حياةً فاضِلة. لقد سَمعتَ كم مِنَ المـُحرَقاتِ تَنصُّ عَليها الشريعَةُ. فإليكَ الآنَ كم نوعٍ مِنَ الغُفرانِ مَعروفٍ في الإنجيل:
الأوّلُ هوَ المـَعموديّةُ لِغُفرانِ الخطايا، والثاني هوَ الاستِشهادُ، والثالِثُ هوَ الحَسَنة، والرابعُ هوَ أن نَغفِرَ نحنُ بِدَورِنا لإخوَتِنا، والخامِسُ هوَ الإسهامُ في ارتِدادِ خاطِئٍ عَن ضلالِهِ، لأنّ الكِتابَ المقدَّسَ يقولُ: مَن يَردُّ خاطِئًا عَن ضلالِهِ يُخلِّصُ نفسَهُ منَ الموت، ويَسترُ جَمًّا مِنَ الخطايا. والسادِسُ هوَ المحبَّةُ العُظمى، بحسَبِ قَولِ الربِّ نفسه: الحقَّ أقولُ لكَ، إنّ خطاياها الكثيرةَ تُرِكَت لها، لأنّها أحبَّت كَثيرًا. والسابِعُ إنّما هوَ التوبَةُ، وهوَ أقسى وأصعَبُ، أعني عِندَما يُبلِّلُ الخاطِئُ فِراشَهُ بدموعِهِ، وحينَ لا يبقى لهُ مِن خُبزٍ يَوميٍّ سِوى الدموعِ لَيلاً ونهارًا، وعندما لا يعودُ يَستحيي مِن كشفِ خطاياهُ لكاهِنِ الربِّ، ليَحصُلَ منهُ على الدواء، على مِثالِ مَن قال: أضعُ خَطاياي أمامي، وإنّكَ غفرتَ جهالاتِ قلبي، وهذا يتجاوَبُ معَ كلامِ يَعقوب الرسول: هل فيكُم مَريضٌ، فليَدعُ كهنَةَ الكنيسةِ ليُصلّوا عليه ويَمسحوهُ بالزيتِ باسمِ الربِّ. فإنَّ صلاةَ الإيمانِ تُخلِّصُ المـَريضَ، والربُّ يُنهِضُهُ، وإن كانَ قد ارتكَبَ خطايا، تُغفَرُ لهُ.
(عِظةٌ عَن لاويين 11: 4)
 
موضوع مغلق


الانتقال السريع


الساعة الآن 01:25 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025