منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 27 - 03 - 2021, 05:08 PM   رقم المشاركة : ( 36241 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,296,868

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وصف جميل لداود

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة






وقد وصف أحد رجال شاول داود في ذلك الوقت قال: «رَأَيْتُ ظ±بْناً لِيَسَّى ظ±لْبَيْتَلَحْمِيِّ يُحْسِنُ ظ±لضَّرْبَ، وَهُوَ جَبَّارُ بَأْسٍ وَرَجُلُ حَرْبٍ وَفَصِيحٌ وَرَجُلٌ جَمِيلٌ، وَظ±لرَّبُّ مَعَهُ» (ظ،صموئيل ظ،ظ¦: ظ،ظ¨). فلنتأمل هذه الصفات الجميلة التي نرجو أن يجعلها الله من نصيبنا:
  1. كانت الصفة الأولى أن داود يحسن العزف. وكانت هذه هي المقدرة التي بها وصل إلى القصر الملكي. كان يعزف على العود هو يرعى غنمه، ولا بد أن غنمه سعدت كثيراً بعزفه. لكن الأكثر من ذلك أن داود كتب مزاميره العظيمة. لم يكن يعرف أن العزف على العود سيقوده إلى قصر الملك. لكن الله في صلاحه أعطاه تلك الموهبة، التي استخدمها بمقدرة وأمانة ليخدم بها الله والناس.
    ونحن نتعلم من داود أن نصرف وقتنا في شيء نافع. لقد صرف وقته في العزف، ونحن يجب أن نفتدي الوقت ونستفيد منه ونتعلم خلاله أشياء تنفعنا. يجب أن تكون لنا هواية نافعة نصرف فيها وقت الفراغ بعد انتهاء عملنا اليومي. ما هي هوايتك؟ كيف تصرف وقت فراغك؟ اعمل شيئاً ينفعك، وتعلَّمْ شيئاً ينفع الآخرين.
  2. وهناك وصف آخر: إن داود «جبار بأس ورجل حرب». نعم. كان داود شجاعاً وهو يرعى غنمه. كان إذا جاء لص يقاومه دون خوف، لأن اللص لا يأتي إلا ليسرق ويذبح ويهلك. وكان إذا جاء وحش «مفترس» يقابله جبار البأس الذي لا يخاف. كان داود رجل حرب يقاوم الوحش ويخلّص غنمه منه. وكانت هذه الصفة الممتازة في الشجاعة وفي الحرب نافعة له في مستقبل أيامه كملك على بني إسرائيل.
    هل عندك الشجاعة لتقف إلى جوار الحق، تدافع عما تظن أنه صواب، وما يكلفك الله أن تفعله؟ هل لك شجاعة أن تقف في وجه التجربة وتقاوم إبليس؟ كن رجل حرب روحية مقدسة. قاوم إبليس ليهرب منك، لأن إبليس كأسد زائر يجول ملتمساً من يبتلعه.
  3. ووصف رجل البلاط الملكي داود بقوله إنه فصيح. كان فصيحاً في الكلام، فكتب المزامير الجميلة التي نرتلها إلى يومنا هذا. والذي يقرأ مزاميره يرى فصاحتها وجمال معانيها. الفصيح هو الذي يختار الكلمة المناسبة ويقولها في وقتها المناسب. ويقول رسول المسيحية يعقوب: »إِنْ كَانَ أَحَدٌ لاَ يَعْثُرُ فِي ظ±لْكَلاَمِ فَذَاكَ رَجُلٌ كَامِلٌ، قَادِرٌ أَنْ يُلْجِمَ كُلَّ ظ±لْجَسَدِ» (يعقوب ظ£: ظ¢). هل أنت فصيح في الكلام؟ هل سلمت لسانك للرب ليستخدمه؟
  4. وهناك وصف رابع: «إنه رجل جميل». ولقد وصفته التوراة بالقول: «كان أشقر مع حلاوة العينين وحسن المنظر».
    أيها القارئ الكريم، يمكن أن تجعل يديك جميلتين عندما تخدم الله والناس، ويمكن أن تجعل شفتيك جميلتين عندما تقول كلمة حلوة وتشجع إنساناً بكلمة لطيفة. يمكن أن تجعل رجليك جميلتين عندما تذهب إلى بيت الرب تسبحه. يمكن أن تجعل عينيك جميلتين عندما تنظر دائماً إلى الجانب المشرق من الأمور، وعندما تقرأ بهما كلمة الله، فتكون الكلمة سراجاً لرجلك ونوراً لسبيلك.
    قال أحد الأتقياء،: «الله يدير معهداً للتجميل». يمكن أن تسلّم حياتك لله فتصبح جميلاً جمالاً روحياً مقدساً يمجد الله. ويجعل الله حياتنا جميلة إن كنا نطيعه ونعمل بوصاياه. إن الخطية تجعل الإنسان قبيحاً. لكن النعمة هي التي تجمّل الإنسان.
    وكلمة نعمة معناها «جمال الحياة» - والله ينعم علينا بأن يُجمِّل حياتنا. صاحب الحياة الجميلة هو الذي نال نعمة من الله. والنعمة تعني جمال الحياة مجاناً. فالله يعطي جمالاً لحياتنا وهو الذي يدفع ثمنه. وهو يعطي جمال الحياة مجاناً لمن لا يستحق، فنحن لا نستحق شيئاً من رضاه، لكنه في محبته الإلهية يعطينا جمال الحياة. إنني أدعوك أن تفتح قلبك لتقبل نعمة الله فتكون جميلاً لله.
  5. وهناك صفة خامسة أطلقها رجل البلاط الملكي على داود، قال: «الرب معه». ما أعظم هذه الشهادة عن داود، أن الرب معه. ألا تلاحظ معي أن الناس من حولنا يمكن أن يلاحظوا أن الله معنا؟ تقول التوراة: «كان الرب مع يوسف فكان رجلاً ناجحاً» (تكوين ظ£ظ©: ظ¢ظ£) وتقول أيضاً: «الرب معكم ما دمتم معه».
    هل ستسافر إلى بلد بعيد؟ خُذْ معك إيمان داود. خُذْ معك إله داود. هل أنت مع الله؟ إن كنت معه سيكون معك، لن يهملك ولن يتركك.
    عندما يراك الناس، ماذا سيكون حكمهم عليك؟ ما هي الصفات البارزة فيك؟ اطلب من الله أن يجعل حياتك جميلة، ذات رائحةٍ زكية.

 
قديم 27 - 03 - 2021, 05:09 PM   رقم المشاركة : ( 36242 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,296,868

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

داود وجليات

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة





في الفصل الماضي رأينا داود يعزف على العود للملك شاول المريض، حتى ارتاح وطابت نفسه، وذهب عنه مرضه. ويبدو أن الملك تحسَّن فسمح لداود أن يرجع إلى بيت أبيه، فرجع داود ليرعى غنمه في بيت لحم. وحدث أن أعداء بني إسرائيل اجتمعوا عليهم، ووقفوا على رأس جبل، واجتمع جيش بني إسرائيل على جبل مقابلهم، وكان الوادي يفصل بين الجيشين. ولم يهجم الجيشان الواحد على الآخر، ولكن خرج رجل واحد من صفوف الأعداء اسمه جليات، وهو رجل مبارز بمعنى أنه وحده يطلب أن يبارز رجلاً واحداً. كان رجلاً طويلاً جداً، طوله ستة أذرع وشبر، أي ثلاثة أمتار تقريباً، وكانت ملابسه ضخمة ومخيفة. كان مثل القلعة التي تتحرك بأسلحتها، ولم يكن في القلعة مكان بدون غطاء إلا الجبهة والوجه. وكان جليات يقف كل يوم مرتين في الصباح والمساء يعيِّر بني إسرائيل ويسخر منهم، يطلب منهم رجلاً يخرج إليه ويحاربه، ويقول: «إِنْ قَدِرَ أَنْ يُحَارِبَنِي وَيَقْتُلَنِي نَصِيرُ لَكُمْ عَبِيداً. وَإِنْ قَدِرْتُ أَنَا عَلَيْهِ وَقَتَلْتُهُ تَصِيرُونَ أَنْتُمْ لَنَا عَبِيداً وَتَخْدِمُونَنَا» (ظ،صموئيل ظ،ظ§: ظ©). وظل يكرر هذا الكلام أربعين يوماً كل يوم مرتين.
 
قديم 27 - 03 - 2021, 05:09 PM   رقم المشاركة : ( 36243 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,296,868

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

داود يزور أرض المعركة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة





كان الملك شاول وشعبه خائفين للغاية من جليات. وكان بين جنود شاول ثلاثة من إخوة داود، فطلب يسى من ابنه داود أن يذهب إلى أرض المعركة ليسأل عن سلامتهم، وليحمل لهم بعض الطعام.
وما أن وصل داود إلى هناك حتى اكتشف أن جليات الوثني يعيِّر بني إسرائيل الذين يعبدون الإله الحي. فقال داود إنه يقدر أن يحارب جليات. وعندما اقتادوه إلى الملك شاول قال له الملك: «لاَ تَسْتَطِيعُ أَنْ تَذْهَبَ إِلَى هظ°ذَا ظ±لْفِلِسْطِينِيِّ لِتُحَارِبَهُ لأَنَّكَ غُلاَمٌ وَهُوَ رَجُلُ حَرْبٍ مُنْذُ صِبَاهُ». فَقَالَ دَاوُدُ لِشَاوُلَ: «كَانَ عَبْدُكَ يَرْعَى لأَبِيهِ غَنَماً، فَجَاءَ أَسَدٌ مَعَ دُبٍّ وَأَخَذَ شَاةً مِنَ ظ±لْقَطِيعِ. فَخَرَجْتُ وَرَاءَهُ وَقَتَلْتُهُ وَأَنْقَذْتُهَا مِنْ فَمِهِ. وَلَمَّا قَامَ عَلَيَّ أَمْسَكْتُهُ مِنْ ذَقْنِهِ وَضَرَبْتُهُ فَقَتَلْتُهُ. قَتَلَ عَبْدُكَ ظ±لأَسَدَ وَظ±لدُّبَّ جَمِيعاً. وَهظ°ذَا ظ±لْفِلِسْطِينِيُّ ظ±لأَغْلَفُ يَكُونُ كَوَاحِدٍ مِنْهُمَا لأَنَّهُ قَدْ عَيَّرَ صُفُوفَ ظ±للّظ°هِ ظ±لْحَيِّ». وَقَالَ دَاوُدُ: «ظ±لرَّبُّ ظ±لَّذِي أَنْقَذَنِي مِنْ يَدِ ظ±لأَسَدِ وَمِنْ يَدِ ظ±لدُّبِّ هُوَ يُنْقِذُنِي مِنْ يَدِ هظ°ذَا ظ±لْفِلِسْطِينِي» (ظ،صموئيل ظ،ظ§: ظ£ظ£-ظ£ظ§).
وفي هذا الكلام نلمس إيمان داود بقوة الرب الحي الحقيقي. فقال شاول له: «اذهب وليكن الرب معك». ولكنّ شاول تذكّر أن داود بدون سلاح، فطلب أن يعطيه سلاحاً، ولكن داود لم يقدر أن يلبس ملابس الحرب، لأنه لم يكن مدرباً على ذلك، كما أنه سيكون خفيف الحركة بدون تلك الملابس، فوافق شاول.
 
قديم 27 - 03 - 2021, 05:10 PM   رقم المشاركة : ( 36244 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,296,868

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

داود يقتل جليات

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة





وذهب داود ليقابل جليات الجبار. وما أن رآه الجبار حتى احتقره، وشتم داود وإلهه. ولكن داود قال له: «أَنْتَ تَأْتِي إِلَيَّ بِسَيْفٍ وَبِرُمْحٍ وَبِتُرْسٍ. وَأَنَا آتِي إِلَيْكَ بِظ±سْمِ رَبِّ ظ±لْجُنُودِ إِلظ°هِ صُفُوفِ إِسْرَائِيلَ ظ±لَّذِينَ عَيَّرْتَهُمْ. هظ°ذَا ظ±لْيَوْمَ يَحْبِسُكَ ظ±لرَّبُّ فِي يَدِي فَأَقْتُلُكَ وَأَقْطَعُ رَأْسَكَ. وَأُعْطِي جُثَثَ جَيْشِ ظ±لْفِلِسْطِينِيِّينَ هظ°ذَا ظ±لْيَوْمَ لِطُيُورِ ظ±لسَّمَاءِ وَحَيَوَانَاتِ ظ±لأَرْضِ، فَتَعْلَمُ كُلُّ ظ±لأَرْضِ أَنَّهُ يُوجَدُ إِلظ°هٌ لإِسْرَائِيلَ. وَتَعْلَمُ هظ°ذِهِ ظ±لْجَمَاعَةُ كُلُّهَا أَنَّهُ لَيْسَ بِسَيْفٍ وَلاَ بِرُمْحٍ يُخَلِّصُ ظ±لرَّبُّ، لأَنَّ ظ±لْحَرْبَ لِلرَّبِّ وَهُوَ يَدْفَعُكُمْ لِيَدِنَا» (ظ،صموئيل ظ،ظ§: ظ¤ظ¥-ظ¤ظ§).
وكان السلاح الذي قرر داود أن يستعمله مقلاعاً وحجارة يرسلها لتستقر في جبهة الجبار الوثني. وكان هجوم داود يحتاج إلى التصويب السليم واليد الثابتة. أما التصويب فقد تعلَّمه وهو يرعى غنمه، لأنه حين كانت إحدى غنمه تبتعد كان يصوّب حجراً بمقلاعه ويرميه أمام أنفها لترجع الضالة عن طريق الضلال، وتسير مع بقية الأغنام. أما اليد الثابتة فقد كانت له بتأثير إيمانه بقوة الرب التي تهديه وتساعده.
واجه داود جليات بقوة من عند الرب، وصوّب حجراً أملس إلى جبهة جليات. وكان التصويب صحيحاً، فارتزَّ الحجر في جبهة الجبار، وسقط على وجهه إلى الأرض. لم يكن الجبار يظن أن الضربة ستأتيه من مقلاع بسيط، ونسي أن جبهته عارية. وكان احتقاره لداود الصغير سبباً في هلاكه.
كان الجيشان واقفين على الجبل، وكان كل جندي يرى المعركة التي تحدث في الوادي. لم يكن أحد من الوثنيين ينتظر هزيمة بطلهم العظيم جليات الذي بلغ طوله نحو ثلاثة أمتار. وعندما رأى الوثنيون أن بطلهم مات، هربوا وهتف بنو إسرائيل هتاف النصر، وخرجوا وراءهم يطردونهم من بلادهم.
انتصر داود على الجبار الوثني جليات، وما أجمل ما كتب بعد ذلك في مزموره الرابع والأربعين: «لأَنِّي عَلَى قَوْسِي لاَ أَتَّكِلُ، وَسَيْفِي لاَ يُخَلِّصُنِي. لأَنَّكَ أَنْتَ خَلَّصْتَنَا مِنْ مُضَايِقِينَا، وَأَخْزَيْتَ مُبْغِضِينَا. بِظ±للّظ°هِ نَفْتَخِرُ ظ±لْيَوْمَ كُلَّهُ وَظ±سْمَكَ نَحْمَدُ إِلَى ظ±لدَّهْرِ» (مزمور ظ¤ظ¤: ظ¦-ظ¨).
 
قديم 27 - 03 - 2021, 05:10 PM   رقم المشاركة : ( 36245 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,296,868

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

كيف انتصر داود

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة





كان داود بطلاً أعظم من جليات. كان جليات عظيماً في جسده، وعظيماً في تسليحه، وعظيماً في حالته النفسية وهو يهدد بني إسرائيل. ولكن داود كان أعظم، لأن بطولته كانت نابعة من حبه لإلهه، وثقته في قوة الإله الذي سينصره.
كانت في داود صفات عظيمة، نصلي أن تتحقق لنا:
  1. كان بطلاً في وداعته. فعندما ذهب إلى ميدان المعركة ليسأل عن إخوته أصغى إلى جليات وهو يعيّر إلهه، فقال: «من هو هذا الوثني حتى يعيّر صفوف الله الحي؟». وابتدأ يسأل الرجال الواقفين عن مصير الرجل الذي يقتل جليات، فقالوا له: «إن الملك شاول قرر أن يُغني هذا الرجل، ويزوجه ابنته، ويجعل بيت أبيه أحراراً» (بمعنى أنهم لا يدفعون جزية). وسمع أليآب أخ داود الأكبر أسئلة داود فغضب عليه وقال له: «أَنَا عَلِمْتُ كِبْرِيَاءَكَ وَشَرَّ قَلْبِكَ، لأَنَّكَ إِنَّمَا نَزَلْتَ لِتَرَى ظ±لْحَرْبَ» (ظ،صموئيل ظ،ظ§: ظ¢ظ¨). وفي كلام أليآب نرى الحسد، وعدم الشعور بالمسئولية من نحو خدمة الله، كما نرى احتقاره لأخيه. وكان يمكن أن يجاوب داود على أخيه بحسب حماقته فيقول له: «وماذا فعلت أنت في الحرب؟ إنك خائف! كَلِّمْ جليات بخشونة قبل أن تكلمني أنا بذات الخشونة». ولكن داود كان عظيماً في وداعته، فقد انتصر على الغضب واحتمل كلام أخيه القاسي. ما أجمل ما قال إمام الحكماء سليمان، وكأنه يصف أباه داود في هذا الموقف: «اَلْبَطِيءُ ظ±لْغَضَبِ خَيْرٌ مِنَ ظ±لْجَبَّارِ، وَمَالِكُ رُوحِهِ خَيْرٌ مِمَّنْ يَأْخُذُ مَدِينَةً» (أمثال ظ،ظ¦: ظ£ظ¢). وتقول لنا التوراة المقدسة إن داود عندما سمع سخرية أخيه ضبط نفسه وقال: «ماذا عملت الآن؟ أما هو كلام؟» (ظ،صموئيل ظ،ظ§: ظ¢ظ©).
    أيها القارئ الكريم، كثيرون أبطال في القوة أو في جمع المال. لكن الذي يحفظ نفسه في وقت الغضب هو البطل الحقيقي لأنه وديع، ولقد قال السيد المسيح: «طُوبَى لِلْوُدَعَاءِ، لأَنَّهُمْ يَرِثُونَ ظ±لأَرْضَ» (متى ظ¥: ظ¥). ولقد ورث داود الوديع الأرض كلها، إذ جعله الله ملكاً عليها.
  2. كان بطلاً في إيمانه. لم يذكر أبداً أنه قادر على التصويب بالمقلاع، لكنه قال إنه يتكل على قوة الله. ولم يذكر للملك شاول حكاية قتل الأسد والدب، إلا عندما شدَّد عليه شاول بالسؤال، وخاف أن يمنعه الملك من أن يحارب جليات. كان داود بطلاً في إيمانه، أرجع المجد كله لله، وقال إن الله هو مصدر الانتصار الوحيد. كان يعرف إلهه، وقد تعامل معه. وأدرك أن الله قادر أن ينصره هذه المرة. ولقد كان.
    إن معاملاتنا المستمرة مع الله تعلِّمنا أن إلهنا أمين، وأنه لا ينكر نفسه، وأننا عندما نتمسك بمواعيده يستجيب لنا ويعطينا ما نطلب. كان داود بطلاً في الإيمان في وقت كان فيه عدد المؤمنين قليلاً، وكان إيمانه مصدر انتصاره.
  3. وكان داود بطلاً في تواضعه، أعطى المجد كله للرب. كان كل غرضه أن يمجد الله. لم يفتخر بنفسه ولا بقدرته، لكنه قال إن الرب هو مصدر النصر، لأن الحرب للرب. هذا ما فعله يوحنا المعمدان عندما قال عن السيد المسيح: »يَنْبَغِي أَنَّ ذظ°لِكَ يَزِيدُ وَأَنِّي أَنَا أَنْقُصُ» (يوحنا ظ£: ظ£ظ*). وهذا ما أعلنه رسول المسيحية بطرس عندما أقام الأعرج، وقال للرجال المذهولين من المعجزة: « مَا بَالُكُمْ تَتَعَجَّبُونَ مِنْ هظ°ذَا، وَلِمَاذَا تَشْخَصُونَ إِلَيْنَا كَأَنَّنَا بِقُّوَتِنَا أَوْ تَقْوَانَا قَدْ جَعَلْنَا هظ°ذَا يَمْشِي؟ إِنَّ إِلظ°هَ آبَائِنَا، مَجَّدَ فَتَاهُ يَسُوعَ» (أعمال ظ£: ظ،ظ¢ وظ،ظ£).

وأنت أيها القارئ، هل لك الوداعة فلا تغضب بل تضبط نفسك؟ هل لك بطولة الإيمان فتثق في الرب الذي ينقذ؟ هل لك بطولة التواضع فتنسب القوة والفضل لله؟
كما كان جليات يعيّر صفوف الله، يجيء أعداء كثيرون ضدنا. وإبليس العدو الأكبر يهجم علينا كل حين كأسد زائر. ولكن النصرة الدائمة لك إن كنت تعتمد على الله... إن كنت تصلي وتطلب عون الله، فستجد النصرة حاضرة عندك دائماً. إن كنت تصلي وبابك مغلق تقدر أن تغلب التجربة وبابك مفتوح.

 
قديم 27 - 03 - 2021, 05:11 PM   رقم المشاركة : ( 36246 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,296,868

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

داود يصادق ابن الملك

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة





لما انتصر داود على جليات الجبار، سأل شاول عن داود وعن عائلته. ولا بد أن الحديث الذي جرى بين شاول وداود كان طويلاً، لأن التوراة تقول: «وَكَانَ لَمَّا فَرَغَ مِنَ ظ±لْكَلاَمِ مَعَ شَاوُلَ أَنَّ نَفْسَ يُونَاثَانَ تَعَلَّقَتْ بِنَفْسِ دَاوُدَ، وَأَحَبَّهُ يُونَاثَانُ كَنَفْسِهِ» (ظ،صموئيل ظ،ظ¨: ظ،). لقد أحب يوناثان داود عندما رأى شجاعته، وعندما سمع كلامه الجميل ولمس لباقته في الحديث. ولا شك أن داود الراعي المرنم كان صاحب شخصية جذابه تأسر القلوب، فانجذب إليه يوناثان. ولكن هناك نقطة مهمة: نعتقد أن أكثر ما جذب يوناثان إلى داود كان تقواه ووجود الرب معه، إذ تقول التوراة إن نفس يوناثان تعلَّقت بنفس داود. لقد كانت هذه المحبة عميقة مؤسسة على شيء مشترك في نفس داود ونفس يوناثان، هو التقوى ومحبة الله. ولقد رأى يوناثان في داود بركة عظيمة لخدمة الله ولخير الشعب. فأحب يوناثان داود. وكل أولاد الله يشعرون بالمحبة لبعضهم، لأن روح الله القدوس الساكن فيهم يجعلهم واحداً ويربط قلوبهم بعضهم ببعض.
 
قديم 27 - 03 - 2021, 05:12 PM   رقم المشاركة : ( 36247 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,296,868

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الله يعوِّض داود

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة







لقد عوّض الله داود كثيراً بتلك الصداقة الجديدة.. في الصباح قبل أن يهزم داود جُليات سمع كلمات خشنة من أخيه الأكبر أليآب، إذ قال له إنه متكبر شرير القلب، ولم يجاوب داود على أخيه. وفي المساء عوّض الله داود صديقاً أفضل من الأخ. والرب الصالح لا يترك واحداً منا بدون تعويض. إنه يجازي خير الجزاء. إن كان الذي يسقي أخاه كأس ماء بارد باسم المسيح لا يُضيع أجره، فكم بالحري الذي يحارب في سبيل الرب ويعمل عمله! مهما سمعت من كلامٍ قاسٍ في سبيل خدمة الله فإن الله سيعوّضك ويعطيك أعظم من كل تعب تتعبه.
  1. نشأت تلك الصداقة العظيمة بين يوناثان وداود خالية من الغرض. فماذا يعطي داود المسكين ليوناثان ابن الملك؟ كانت صداقة يوناثان شرفاً لداود، وكان يوناثان صديقاً مخلصاً بدون غرض. لم يصادق داود لأنه يطلب منه شيئاً، بل لأنه مخلص ومحب. فهل أنت صديق مخلص تحب أصحابك بدون أنانية؟
  2. ثم كانت هذه الصداقة مضحيّة. أحب يوناثان داود فأعطاه الجبّة، وهي التي كان يلبسها الشخص العظيم فوق ملابسه. ثم أعطاه سيفه وثيابه وقوسه ومنطقته (حزامه). وهي هدية ثمينة، لأن هذه الثياب والأسلحة ثياب وأسلحة ابن الملك. ولا تذكر التوراة أن داود أعطى يوناثان هدية. ربما تكون هدية داود بسيطة، لا قيمة مادية كبيرة لها بالقياس إلى هدية يوناثان، لذلك لم تذكرها التوراة. وربما لم يقدم داود هدايا بالمرة ليوناثان لأنه فقير بسيط. والصداقة العظيمة فيها دوماً تضحية، فهل تضحي أنت من أجل أصدقائك؟
  3. وكانت صداقة دائمة، بقيت طوال حياة يوناثان وداود، فقد أحب داود يوناثان ونسله من بعده. كم من صداقة كانت وانتهت! صديق يصادق صديقه، وتستمر المحبة بينهما إلى أن تحدث غلطة، تكون نهاية الصداقة. ينسى الإنسان كل المحبة والأيام الحلوة. ويذكر الغلطة الواحدة، فتنتهي صداقة سنوات لأجل غلطة!
    أيها القارئ الكريم، عليك أن تكون صديقاً تستمر صداقتك مع الذين تحبهم.
  4. وكانت صداقة مقدسة، تصفها التوراة أنها «أمام الله». تقول التوراة: «قطع يوناثان وداود عهداً» (ظ،صموئيل ظ،ظ¨: ظ£). كان العهد جزءاً من الدِّين، فقد كان هناك عهد بين الله وشعبه. ودخل يوناثان مع داود في عهد محبة وصداقة أمام الله. والكلمة «قطع عهداً» معناها أن الذي يكسر العهد يتقطع ويهلك، فإن الله يشهد ويجازي كل واحد حسب عمله. لا شك أن سرّ دوام هذه الصداقة كان في أنها كانت أمام الله. هل صداقتك مع أصحابك ترضي الله؟ وهل هي أمام الله؟ هل أنت صديق مقدَّس الصداقة؟

كل من يباركه الرب يعطيه الصديق المخلص، لأن الصداقة المخلصة أكبر بركة. قد تقول إن الأصحاب لا يحفظون عهد الصداقة، وقد تتأسف أنهم غير مخلصين. لكني أرجوك أن تصلح عيوب نفسك قبل أن تحاول إصلاح عيوب الناس. لا تهتم بإصلاح أخلاق صديقك قبل اهتمامك بإصلاح نفسك.
ولا تنس أن الصديق الواحد الذي يبقى معك دوماً هو السيد المسيح. خذه صديقاً لك، تجد السلام والنجاح.
 
قديم 27 - 03 - 2021, 05:15 PM   رقم المشاركة : ( 36248 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,296,868

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

شاول يحاول أن يقتل داود

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة






غضب الملك شاول يوم انتصار داود على جليات، لأن نساء بني إسرائيل خرجن للغناء هتافاً بالنصر، وقلن: «قتل شاول ألوفه وقتل داود ربواته» بمعنى أنه قتل عشرات الألوف، فاغتاظ شاول: كيف أنه وهو الملك تغنّي النساء أنه قتل ألوفاً، بينما داود، وهو خادم الملك، يغنين له أنه قتل عشرات الألوف؟ استاء شاول للغاية، وملأ الحسد قلبه، وعندها رجع إليه مرضه القديم، فتقول التوراة: «وَكَانَ فِي ظ±لْغَدِ أَنَّ ظ±لرُّوحَ ظ±لرَّدِيءَ مِنْ قِبَلِ ظ±للّظ°هِ ظ±قْتَحَمَ شَاوُلَ وَجُنَّ فِي وَسَطِ ظ±لْبَيْتِ» (ظ،صموئيل ظ،ظ¨: ظ،ظ*). مسكين شاول... كلمات غناء تقلب حياته وتغيَّر حاله. وأسرع داود يؤدي واجبه من نحو الملك، فأخذ العود وجعل يعزف عليه. وطلب الملك شاول من ولده يوناثان أن يترك صداقة داود، ولكن يوناثان بقي يحب داود بالرغم من كل الظروف. لم يهتم يوناثان بغضب أبيه شاول، ولم يهتم بشتيمة أبيه له، وبقي مخلصاً لصديقه داود رغم كل شيء.
في المرات السابقة التي كان داود يعزف فيها على العود، كان شاول يرتاح ويذهب عنه الروح الرديء، ولكن في هذه المرة كان مرض الكراهية قد ملأ قلبه، وكانت الغيرة تنهشه، فأخذ الرمح الذي كان الملك يمسكه بيده عادة، وأشرعه وضرب داود. ولكن داود تحول من أمامه، فلم يقتله. وعاد داود يعزف على العود مرة أخرى فأشرع شاول الرمح مرة ثانية وضربه، ولكن داود تحوّل من أمامه مرة أخرى فلم يقتله الرمح. وعرف شاول أن الرب مع داود، لأنه قد فارقه هو. ولم يكن هذا سبب توبة لشاول. بالعكس، لقد كان هذا سبب حقد أكثر من شاول على داود. كان يمكن أن يتبكت شاول على خطاياه، لكنه للأسف زاد في خطيئته، فأبعد داود عنه.
صحيح أن الشمس التي تليّن الشمع، هي نفسها التي تجفف الطين. كان قلب شاول مثل الطين لم تلينه الشمس، لكنه زاد جفافاً وزاد خطية.
حاول شاول أن يقتل داود، وظل داود يعزف بعوده ليقوم بواجبه، لعل الملك يُشفى. لا تنس أن العدو الذي يقاومك لأنك تفعل الخير شخص «مسكين» يحتاج إلى مساعدتك. لا تقطع صلتك به، لكن ساعده. اعمل الواجب معه بكل الخير لأنه مريض. لا تترك الواجب، ولا تهرب من المسئولية. لا تفشل من المقاومة، بل بالعكس اجعل مقاومة الآخرين لك دافعاً يدفعك لزيادة خدمتك لله، فإن الله لم يعطنا روح الفشل بل روح القوة والمحبة. عندما يقاومك الناس لأنك تفعل الخير، افرح واستمر في عمل الخير، ولا تفشل، لأنك ستحصد في وقته إن كنت لا تكلّ.
 
قديم 27 - 03 - 2021, 05:16 PM   رقم المشاركة : ( 36249 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,296,868

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

داود رئيس ألف

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة






لم يستطع الملك شاول أن يحتمل منظر داود أمامه، لأن المؤمن يذكِّر الخاطئ بخطيته، فأبعد شاول داود عنه، وجعله رئيس ألف. فكان داود يخرج ويدخل أمام الشعب، فأحبه الشعب لأنهم رأوا حكمته وتقواه. كان الله يجهز داود للمملكة، إذ جعل قادة الشعب يرونه ويحتكّون به باستمرار. وكان شاول يرجو أن يخطئ داود خطية تجعل الشعب يثور ضده، لكن داود أفلح في جميع طرقه، وكان الرب معه، فأحبه الشعب. كان يمكن أن شاول يعرف إرادة الله ويخضع، لكنّ كراهيته لداود كانت قد بلغت درجة عظيمة جعلته يفزع من نجاح داود ويخاف.
ولقد عمل هيرودس الملك ما عمله شاول، فعندما سمع هيرودس أن المولود الجديد في بيت لحم هو ملك اليهود، أمر بقتل كل أطفال بيت لحم، ليموت الملك الجديد المولود بين أولئك الأطفال. ولكن عناية الله حفظت المسيح ابن داود، كما حفظت داود من يد الملك الشرير شاول. وفشل هيرودس وفشل شاول من قبله، وسيفشل كل من يقاوم أولاد الله، وسيستخدم الرب عنادهم لخير أولاده ولامتداد ملكوته.
رأينا كيف كان شاول يقاوم داود لأنه غار منه، ونصلي أن تكون حياتنا كحياة داود عامرة بالمحبة لله وبالخدمة للناس. وإن كانت هناك مقاومة لنا، فإننا نطلب من الله أن يعيننا لنستمر في عمل الخير، ونصلي الصلاة التي صلاها داود في المزمور السابع: «لِيَنْتَهِ شَرُّ ظ±لأَشْرَارِ وَثَبِّتِ ظ±لصِّدِّيقَ» (مزمور ظ§: ظ©).
 
قديم 27 - 03 - 2021, 05:19 PM   رقم المشاركة : ( 36250 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,296,868

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

زواج ابنة الملك بداود

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة






فشل الملك شاول في أن يقتل داود بالرمح مرتين، فعيَّنه رئيس ألف، لعله يخطئ. ولكن داود لم يرتكب خطأ. ورأى شاول أن يقتل داود بيد أعدائه الوثنيين. كان الملك قد وعد من يقتل جليات بثلاثة وعود: أن يغنيه، وأن يزِّوجه من ابنته، وأن يجعل بيت أبيه أحراراً، بمعنى أنهم لا يدفعون ضرائب ولا يشتغلون في السُّخرة. وعندما قتل داود جليات نسي شاول كل وعوده، ولم يعطه شيئاً. وعندما فشل في قتل داود تذكّر وعوده له. فقال له: «هُوَذَا ظ±بْنَتِي ظ±لْكَبِيرَةُ مَيْرَبُ أُعْطِيكَ إِيَّاهَا ظ±مْرَأَةً. إِنَّمَا كُنْ لِي ذَا بَأْسٍ وَحَارِبْ حُرُوبَ ظ±لرَّبِّ» (ظ، صموئيل ظ،ظ¨: ظ،ظ§).
وكان شاول يرجو أن يقتل الأعداء داود وهو يحاربهم، وكأنه يقول: «بيد الأعداء لا بيدي أنا». ووافق داود على أن يتزوج من ميرب، لكن قبل أن يتم ذلك زوَّجها شاول لرجل آخر. وكان الملك شاول يرجو أن يغضب داود ويخطئ، فيكون هذا سلاحاً ضده. لكن داود تصرف بحكمة عظيمة وقال: »مَنْ أَنَا وَمَا هِيَ حَيَاتِي وَعَشِيرَةُ أَبِي فِي إِسْرَائِيلَ حَتَّى أَكُونَ صِهْرَ ظ±لْمَلِكِ!» (ظ،صموئيل ظ،ظ¨: ظ،ظ¨). ولم يخطئ داود في هذا كله.
وسمع الملك شاول أن ميكال ابنته بدأت تحب داود. ربما سمعت ميكال من أخيها يوناثان عن داود فأحبته بسبب ما سمعته عنه. وقد يكون أنها رأته وهتفت له مع العذارى: «قتل داود ربواته». ورأى شاول أن حُبَّ ميكال لداود فرصة جديدة يوقع بها داود في يد الوثنيين، فأرسل رجاله يقولون لداود إن الملك مسرور به، ويريد أن يزوِّجه ابنته ميكال. وجاوب داود بتواضع: إن مصاهرة الملك ليست شيئاً بسيطاً، وإنه مسكين وفقير. فطلب شاول من رجاله أن يقولوا إن الملك لا يهتم بالمهر، لكنه يطلب أن يقتل داود مئة رجل من الوثنيين، وأن يأتي بعلامة هذا القتل للملك شاول.
ولم يكن شاول في الواقع يريد أن يزوج ميكال ابنته من داود، ولكنه كان يرجو أن يموت داود وهو يحاول أن يقتل مئة رجل من الوثنيين. ووافق داود على شرط الملك، وأخذ رجاله وذهب يحارب، وقتل داود لا مئة رجل بل مئتي رجل. ورجع إلى شاول ومعه علامة انتصاره. ولم يجد شاول طريقة للهروب من وعده. لقد اكتشف أن الرب يقف إلى جوار داود، ورأى أن ابنته ميكال تحب داود فزوَّجه منها.
وهنا درس لنا: ونحن نفكّر في ما فعل شاول مع داود نرى ما يفعله البشر معنا. لقد وعد شاول داود، ولكنه لم يحقق الوعد. وعندما عزم أن يحقق وعده كان يرجو أن يموت داود قبل أن يتحقق الوعد. ووعود البشر دوماً وعود بشروط، وقليلاً ما تَصْدق. الله وحده هو الذي يَصْدق دوماً. حتى إذا فتر عزمنا وضعف حبنا فإن وعد الله صادق دوماً، لأنه لا ينبع من صلاحنا بل من محبة الله. وليس مصدره الخير الذي فينا، بل أمانة الله التي لا تتغير. فعلى مواعيد الله فقط نضع اعتمادنا واتكالنا.
 
موضوع مغلق


الانتقال السريع


الساعة الآن 01:12 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025