12 - 05 - 2012, 03:01 PM | رقم المشاركة : ( 351 ) | ||||
† Admin Woman †
|
آلام المسيح الكفارية إلهي إلهي لماذا تركتني بعيدًا عن خلاصي عن كلام زفيري؟ إلهي في النهار أدعو فلا تستجيب، في الليل أدعو فلا هدوّ لي ( مز 22: 1 ، 2) يُفتتح المزمور بكلمات تُعلن الأعماق التي وصل إليها المسيح في آلامه لأجلنا لكي يتمم المشورات الإلهية. هناك لا يستطيع أحد أن يقف، لكن المسيح تبارك اسمه استطاع أن يقف في طريق العدل ليضع هناك أساسات الخليقة الجديدة وضامنًا لها سعادة باقية وراحة كاملة. إنه وحده فعل ذلك، وحده دخل في مكان الدينونة حيث لم تطأها قَدَم من قبل ولا من بعد. ليتنا نحني رؤوسنا وليتنا ننسى ذواتنا بينما نشخَص إليه من الخارج فقط، وهو في ذلك المشهد الذي لا يمكننا أبدًا الدخول إلى أغواره. ليتنا نخرّ ساجدين في خشوع تام لشخصه. أي قلم يمكنه أن يصف آلام ذلك الشخص القدوس، الآلام التي لا يمكن لقلوبنا المسكينة أن تقترب منها. «إلهي إلهي لماذا تركتني؟» هذه الكلمات هي نفسها التي خرجت من شفتي الرب يسوع عندما اكتنفته الظلمة على الصليب. إنها تأتي بنا وجهًا لوجه مع أعماق عمله الذي لا يستقصى كحامل الخطية. فالذي لم يعرف خطية جُعل خطية لأجلنا. وعقاب الخطية الكامل، ذلك العقاب الذي لا يمكن أن ندركه، قد دفعه. وكل التيارات واللُّجج طَمَت فوق رأسه، عندما نزل إلى الجب الأسفل في ظلمات. «لماذا تركتني؟» ثم نراه وهو في هذه الظلمة الكثيفة يُجيب عن هذا التساؤل في قوله «وأنت القدوس» (ع3). قداسة الله هي التفسير لهذا السر العظيم. لقد تعامل الله القدوس معه كحامل الخطية وحينئذٍ لم يُشفق عليه، بل بذله لأجلنا أجمعين. «إلهي إلهي لماذا تركتني؟» .. تأتي هذه الكلمات في أول المزمور الثاني والعشرين. لو كتب الإنسان وصفًا لآلام المسيح، كان سيعطي أولاً وصفًا مستفيضًا عن الآلام الجسدية والتفاصيل المريعة للصلب. لكن الروح القدس وضع أعمال الإنسان التي سببت الآلام الجسدية في المؤخرة. ولماذا؟ لأن كفارة المسيح لم تكن في الآلام الجسدية التي أحدثها البشر، لكن ما تم بين المسيح والله في ساعات الظلمة والتركْ هو الذي فجَّر من الصخرة المضروبة النهر الإلهي للنعمة المقتدرة. |
||||
12 - 05 - 2012, 03:02 PM | رقم المشاركة : ( 352 ) | ||||
† Admin Woman †
|
واقفٌ لتعضيدنا وأما هو فشَخَص إلى السماء وهو مُمتلئ من الروح القدس، فرأى مجد الله، ويسوع قائمًا عن يمين الله ( أع 7: 55 ) لقد وعدنا الرب الذي دُفع إليه كل سلطان بأنه «معنا كل الأيام إلى انقضاء الدهر»، وإذ ارتفع فوق جميع السماوات، وجلس في يمين عرش الله، فمن هناك يرثي لضعفاتنا، ويُعيننا في تجاربنا «لأن ليس لنا رئيس كهنة غير قادر أن يرثي لضعفاتنا، بل مُجرَّب في كل شيءٍ مثلنا، بلا خطية» ( عب 4: 15 ). وهناك مشاهد عملية تُرينا وقوفه إلى جانبنا وهو في قمة المجد: (1) عندما أُوقف استفانوس أمام مجمع اليهود لمحاكمته التي انتهت برجمه، وكانوا كوحوش مفترسة من حوله، فحنقوا بقلوبهم وصرُّوا بأسنانهم عليه «وأما هو فشخَصَ إلى السماء وهو ممتلئ من الروح القدس، فرأى مجد الله، ويسوع قائمًا عن يمين الله. فقال: ها أنا أنظر السماوات مفتوحة، وابن الإنسان قائمًا عن يمين الله». لقد ظهر الرب ”واقفًا“ لأجل تشجيعه، وتحويل نظره عن كل منظر هنا، ولتشويقه للوصول إليه، لدرجة أنه لم يَعر الحجارة اهتمامًا، بل طلب لأجل راجميه: «يا رب، لا تُقِم لهم هذه الخطية» ( أع 7: 54 - 60). (2) بالرغم من ضعف شهادة الرسول بولس في أورشليم حيث شابها التفريط في الحق المسيحي، بممارسة طقسًا يهوديًا مع مَن كان عليهم نذر (أع21)، وبالرغم من أنه لم يظهر بالمستوى السامي للمسيحية عندما أصدر رئيس الكهنة أمرًا بضربه على فمه، ثم محاولته الإيقاع بين الفريسيين والصدوقيين لمصلحته؛ بالرغم من كل هذا إلا أن السيد العظيم، إله كل نعمة «في الليلة التالية وقف به الرب وقال: ثق يا بولس! لأنك كما شهدت بما لي في أورشليم، هكذا ينبغي أن تشهد في رومية أيضًا» ( أع 23: 11 ). ويا لها من وقفة لتشجيع عبده الخائر. حقًا إنه يشفي المنكسري القلوب ( مز 147: 3 )، ويجبر الكسير، ويعصب الجريح (حز34)، إنه عاضد كل الساقطين، ومقوّم كل المنحنين ( مز 145: 14 ). (3) في مشهد احتجاج بولس الأول أمام نيرون، لم يحضر أحد من المؤمنين معه، بل الجميع تركوه «ولكن الرب وقف معي وقواني، لكي تُتم بي الكرازة، ويسمع جميع الأمم، فأُنقذت من فم الأسد»، هكذا قال بولس ( 2تي 4: 16 ، 17). ولقد ترنم داود في يومه: «إن أبي وأمي قد تركاني والرب يضمني» ( مز 27: 10 ). إنه إله الأزمات والأوقات الحَرِجة، الذي يُعين المُجرَّبين، ويخلِّص إلى التمام، وقد وعد «ادعني في يوم الضيق، أُنقذك فتمجدني». |
||||
12 - 05 - 2012, 03:03 PM | رقم المشاركة : ( 353 ) | ||||
† Admin Woman †
|
جدعون وخبط الحنطة جدعون كان يخبط حنطة في المعصرة لكي يهرِّبها من المديانيين. فظهر له ملاك الرب وقال له: الرب معك يا جبار البأس ( قض 6: 11 ، 12) إن العمل الذي كان يقوم به جدعون حافل بالمعاني؛ لقد كان يخبط حنطة في المعصرة: ضمانًا لحفظها من جهة، وإيقانًا بأن المعصرة مكان ليس من المحتمل أن ينظر إليه المديانيون. والحنطة تُشير إلى المسيح؛ خبز الحياة كما هو مُعلن لنا في الكتاب. والتخبيط (أو الدراس) إشارة إلى الجهد الدائب في البحث عن المسيح في الكلمة؛ المسيح خبزنا. والمعصرة تذكِّرنا ”بدم العنب“ وبدمه، دم سيدنا، الذي يطهِّر من كل خطية. فهو إذًا يشير إلى الصليب، الذي هو بمثابة المعصرة للمسيح. إذًا فالصليب ـ ترتيبًا على تصرف جدعون ـ هو خير ملجأ يختبئ فيه الإيمان من سلطان العالم. فلنأخذ مكاننا إلى جنب الصليب، ولن يجرؤ المديانيون يومئذٍ أن ينازعونا مقامنا. ولكن لاحظ تصميم الإيمان. العدو في كل مكان، لكن لا بد أن يكون له طعام. هو ضرورة مُطلقة مُلحّة، ومن غير ترخيص الأصدقاء أو الأعداء هو يحصل عليه، يهرِّبه، يخفيه، من أولئك الذين يسرّهم أن يتلفوه ( قض 6: 3 ، 4). فقد خاب إسرائيل، والعدو داس الأرض بقدميه، لكن لا بد أن يحصل على الطعام لشبع نفسه. فهل تراه يائسًا؟ إن جدعون لا يرتضي الجوع، ولو ارتضاه الآخرون، ذلك أن بين جانحيه إصرار الإيمان الذي لا شيء يعوقه عن الحصول على ما يحتاجه. ولنتوقف لحظة، أخي، لندقق البصر في هذا الإنسان المنفرد، المنعزل. إنه ذو عزيمة مُلحّة، لا يعرف اليأس سبيلاً إلى نفسه، لأن مطلبه ضرورة لا غنى عنها. وكيف الأمر معنا؟ هل المسيح ضرورة بالنسبة لنا؟ هل نراه أمرًا ضروريًا أن نحصل عليه كخبزنا، كطعامنا، مهما تكن العوائق، وبغض النظر عمَّن انحرفوا عن الله؟ وهل تدربنا على استخدام الصليب كملجأ، ليس فقط لضمان خلاصنا الأبدي، بل بوصفه الشيء الذي أعتقنا من هذا العالم الحاضر الشرير؟ والملاك يخاطبه بطريقة مُلفتة: «الرب معك يا جبار البأس». بحسب النظرة البشرية هو أي شيء إلا أن يكون رجل البأس. فهو مختبئ، ورجل البأس يواجه العدو، ويقود الشعب لمناهضته وطرده، بيد أن الله ينظر ليس كما ينظر الإنسان. فإنه يميزه البأس في التصميم على الحصول على الحنطة مهما تكن التكلفة. هو يعرف مقاصد القلب، وكيف ترتبط بذلك العمل المتواضع؛ خبط الحنطة!! |
||||
12 - 05 - 2012, 03:04 PM | رقم المشاركة : ( 354 ) | ||||
† Admin Woman †
|
المشي فوق الماء وفي الهزيع الرابع من الليل مضى إليهم يسوع ماشيًا على البحر ( مت 14: 25 ) عندما هبت العاصفة على التلاميذ هذه المرة، لم يكن المسيح معهم، بل هبت العاصفة عليهم في أثناء الليل، وهم وحدهم بدون رفقته لهم. لكن المسيح لم يترك تلاميذه في هذه التجربة الصعبة، بل نقرأ «وفي الهزيع الرابع من الليل، مضى إليهم يسوع ماشيًٍا على البحر» ( مت 14: 25 ). ونحن في هذه الحادثة نجد أربع معجزات للمسيح، وهذه أولها، إذ سار المسيح فوق الماء! يُخبرنا الكتاب المقدس أن موسى شق البحر الأحمر، فعبر بنو إسرائيل في وسط اليابسة! كما يخبرنا أن يشوع شق نهر الأردن، فعبر الشعب النهر أيضًا إلى كنعان، وكل من إيليا وأليشع أيضًا شقا نهر الأردن وعبرا في اليابس. أما المسيح فلم يجفف بحيرة طبرية، لكي يصل إلى تلاميذه، بل مشى فوق أمواجها العاتية! يُقال إن الرمز الهيروغليفي لكلمة ”مستحيل“ هو رسم لأقدام تسير فوق الماء. لكن هذا المستحيل عند قدماء المصريين، ليس مستحيلاً على الرب، الذي قال لإبراهيم قديمًا: «هل يستحيل على الرب شيء؟» ( تك 18: 14 ). وفي هذا قال أيوب عن الرب: «الباسط السماوات وحده، الماشي على أعالي البحر» ( أي 9: 8 ). وعن باقي المعجزات المتضمنة في هذه المعجزة المركَّبة، نجد أن بطرس طلب من المسيح أن يأمره ليأتي إليه سائرًا على الماء، فقال له الرب: «تعال» ( مت 14: 28 ، 29). وسار بطرس فعلاً فوق الماء بأمر المسيح. هذه هي المعجزة الثانية. والمعجزة الثالثة أنهما، أي الرب يسوع وبطرس «لما دخلا السفينة سكنت الريح» (ع32). والمعجزة الرابعة مذكورة في يوحنا6: 21 إذ بمجرد دخولهما السفينة صارت السفينة إلى الأرض التي كانوا ذاهبين إليها! هذه المعجزات الأربع تؤكد أن المسيح لا يمكن أن يكون مجرد إنسان، إذ تذكّرنا بكلمات المرنم: «النازلون إلى البحر في السفن، العاملون عملاً في المياه الكثيرة، هم رأوا أعمال الرب وعجائبه في العمق ... يصرخون إلى الرب في ضيقهم ومن شدائدهم يخلِّصهم. يهدئ العاصفة فتسكن، وتسكتُ أمواجها. فيفرحون لأنهم هدأوا، فيهديهم إلى المرفأ الذي يريدونه» ( مز 107: 23 - 30). |
||||
12 - 05 - 2012, 03:05 PM | رقم المشاركة : ( 355 ) | ||||
† Admin Woman †
|
طاعة المسيح التي لا تُبارى وإذ وُجد في الهيئة كإنسانٍ، وضع نفسه وأطاع حتى الموت موت الصليب ( في 2: 8 ) لم يحدث ولن يحدث أن توجد طاعة لله في السماء أو على الأرض، كتلك الطاعة التي ظهرت في حياة المسيح، لأن هذه لم تكن طاعة عبد بل طاعة ابن تعلَّم الطاعة مما تألم به ( عب 5: 8 ). صحيح أن إرادة الله في السماء كانت ولا تزال تُطاع طاعة كاملة، لكن الملائكة الذين لم يسقطوا، إنما يتممون القصد من خلقهم بخدمة الطاعة التي يؤدونها، وبإصغائهم إلى صوت كلامه ( مز 103: 20 )، أما الإنسان الكامل المطيع، يسوع المسيح، فهو ابن الله الحبيب الذي به سُرّ الآب لما وضع نفسه ووُضع قليلاً عن الملائكة من أجل ألم الموت ( عب 2: 9 ). إن عظمة شخصه الفائقة هي التي رفعت قدْر طاعته إلى مستوى لا يُبارى، لا في الأرض ولا في السماء. إن المسيح، كالابن الأزلي، هو «الكائن على الكل إلهًا مباركًا إلى الأبد» ( رو 9: 5 ). فمن أحقر المخلوقات على الأرض إلى أعظم رؤساء الملائكة في السماوات جميعها لا تتحرك إلا بإذنه، ومع ذلك فقد «وضع نفسه» باختياره، و«نزل أيضًا أولاً إلى أقسام الأرض السُفلى» ( أف 4: 9 ) في طريق طاعته. وإنها لأعجوبة العجائب أن يأخذ الابن الأزلي مركز «العبد» وأن «يتعلم الطاعة مما تألم به» ( عب 5: 8 )، لأن الخضوع بالضرورة غريب على مَن هو «على الكل إلهًا مباركًا إلى الأبد»، لكنه قد أتقن تعلُّم هذا الدرس ـ درس الخضوع والطاعة. ومن البداية إلى النهاية لم تكن هناك ضرورة إلى كلمة تحريض من الله توجَّه إلى الرب لأن الابن ـ دائمًا وأبدًا كان يعمل الأعمال المرضية أمام الآب، وتلك الطاعة الكاملة لمشيئة الله على الأرض أرضت قلب الله تمام الرضا. وبقدر ما تأسف الله لعصيان آدم وجنسه، بقدر ما سُرّ، بل على قياس أفضل وأعمق قد شبع قلبه بطاعة الإنسان الثاني. والمسيح وحده كمَن أطاع الطاعة الخضوعية الكاملة حتى الموت موت الصليب، استحق أن يُرفَّع فوق كل خليقة في السماء وعلى الأرض، وأن يصير رأسًا لخليقة الله الجديدة، لأنه حيث فشل آدم وتسبب في خراب الخليقة الأولى، في ذلك الأمر بالذات مجَّد المسيح الله الآب ـ إلهه وأباه ـ على هذه الأرض المضروبة بالخطية. |
||||
12 - 05 - 2012, 03:08 PM | رقم المشاركة : ( 356 ) | ||||
† Admin Woman †
|
نظرة لوط ونظرة إبراهيم فرفع لوط عينيه ورأى كل دائرة الأردن أن جميعها سقي ... فاختار لوط لنفسه كل دائرة الأردن .. ونقل خيامه إلى سدوم ( تك 13: 10 - 12) يبدأ معظم المؤمنين، مثل لوط، سلوك طريق الفشل، عندما ”يرفعون عيونهم“ ليروا كل الإمكانيات والفرص التي يقدمها العالم. من الطبيعي أن يختار الإنسان ما سيجلب له أكبر قدر ممكن من اللذة والغنى والقوة، لكن تلك هي النظرة الخاطئة، فكلمة الله تقول إن العالم وما يقدمه يزول ( 1كو 7: 31 ؛ 1يو2: 17)، كل هذا العالم سيقع تحت دينونة الله مثل سدوم وعمورة. إنها مجرد مسألة وقت قبل أن تهلك الأرض ويأتي مكانها «سماوات جديدة وأرضًا جديدة، يسكن فيها البر» ( 2بط 3: 13 ). لن يسعى أي مؤمن يفكر تفكيرًا سليمًا لأن يخزن ويكنز في هذا العالم الحاضر. فهل ستضع مالاً في بنك أنت تعلم تمامًا أنه سيُشهر إفلاسه في اليوم التالي؟ وهل ستشتري بيتًا تقول السلطات إنه على وشك الانهيار؟ بالطبع لا. لكن هذه صورة رمزية لِما يعمله البعض بحياتهم، لأن عندهم رؤية عالمية وطبيعية، فهم يستثمرون وقتهم وطاقتهم في أشياء ليس لها أية قيمة أبدية. والمؤمن ذو الرؤية الخاطئة هو في طريقه حتمًا إلى حياة الفشل والسقوط. يا له من تناقض كبير بين لوط وإبراهيم! إبراهيم كان مؤمنًا أمينًا ويرى الأمور بنظرة صحيحة، كما كان يتمتع بشركة قوية مع الله. وبالرغم من أنه كان يشارك لوط في بعض الصفات الوراثية، والخلفية الاجتماعية والمحيط الثقافي (تك11، 12)، إلا أنه كانت له نظرة مختلفة جدًا للأمور، لأنه سار مع الله. لاحظ في تكوين13: 4، 5 كيف عَبَد إبراهيم الرب عندما جاءوا إلى مذبح بيت إيل «ودعا هناك إبراهيم باسم الرب». لوط أيضًا كان مؤمنًا لكننا لا نقرأ عنه إلا «ولوط .. كان له أيضًا غنمٌ وبقرٌ وخيامٌ». وماذا عنا نحن؟ هل نأتي للحياة ونتناولها بنظرة إبراهيم، أم بنظرة لوط؟ في عبرانيين11: 10 نعرف أن إبراهيم «كان ينتظر المدينة التي لها الأساسات، التي صانعها وبارئها الله». كان يتكل بالإيمان على مواعيد كلمة الله له ( تك 12: 1 - 3). لم يكن منشغلاً أو مهتمًا بمدن أرضية من صُنع البشر كسدوم وعمورة، بل كان ينظر للمدينة السماوية التي لها الأساسات الباقية والأبدية. تُرى إلى أي نوع من المدن ننظر؟ |
||||
12 - 05 - 2012, 03:08 PM | رقم المشاركة : ( 357 ) | ||||
† Admin Woman †
|
نوع العلاقة مع الله يا الله إلهي أنت ( مز 63: 1 ) لأن ”العلاقة مع الله“ هي أساس خير الإنسان في حاضره، وضمان مستقبله، وسعادة أبديته، وَجَب أن نمتحن ”نوعيتها“ لنتأكد من صدقها، ومن صواب مسارها. (1) معرفة عنه أم تعرُّف به؟ هذا هو السؤال الأول والأهم. كثيرون سمعوا عنه، وعرفوا عنه من الأهل أو ”من الكنيسة“ أو حتى من كلمة الله، لكن علاقتهم بالله تظل تحت هذا المُسمى ”معرفة عنه“. وهي بالقطع لا تكفي ولا تفيد. لقد كانت المرأة السامرية تعرف عن المسيا وفي الوقت ذاته كانت تعيش في أوحال الخطية، حتى جاءت لحظة اللقاء الشخصي المباشر بالمخلِّص من الخطايا، والذي يقبل توبة التائبين، وعندها ”عرفته“ فأبدل حالها، وغيَّر مسارها، وضمن مصيرها. عزيزي، سواء كنت تسلك ببرِّك، أو تحيا في الخطية، فأنت بحاجة إلى تعرُّف شخصي بالمخلِّص. فهل فعلت؟ (2) منفعةً منه أم محبةً له؟ فبعد إشباع الجموع استلذَّت الجماهير السير وراء المسيح لأجل المنفعة، تمامًا مثلما يفعل الملايين اليوم عندما يلجأون إليه ليفك ضيقاتهم ويسد أعوازهم. وهو إن كان يفعل ذلك من مُطلق صلاحه ورحمته، ورغبةً منه في جذب قلوب الخطاة إليه، إلا أنه يدرك أن مثل هؤلاء لا أمان لهم ( يو 2: 23 - 25) ولا صدق في ولائهم. فعندما تحدَّث المسيح بعد ذلك مباشرة عن نفسه باعتباره الخبز النازل من السماء، خبز الحياة والخبز الحي (يو6) رجع كثيرون عنه من أصحاب المنفعة. أما تلميذ المسيح الحقيقي فيتبع سيده حبًا له ليس إلا، لأنه سبق وتمتع بمحبة المسيح أولاً ( 1يو 4: 19 ). (3) مواقف له أو حياة معه؟ يحيا كثير من أولاد الله الأعزاء في علاقة متقطعة مع الله، موسمية، عند حضور الفرص الروحية أو تأدية الخدمات الكنسية ليس إلا. في حين أن العلاقة الصحية والصحيحة مع الله يميزها الاستمرارية في كل الظروف والأحوال. ذهب بطرس ويوحنا إلى قبر المسيح فشاهداه قبرًا فارغًا والأكفان مُرتبة فرجعا إلى خاصتهما. إنه مجرد ”موقف منهما“. أما مريم فظلت واقفة تبكي إذ لا مكان لها أو خاصة تذهب إليها غير المسيح والذي لم يشبعها سوى لقائه. وهذه هي ”الحياة معه“. ليت الرب يصوِّب مسار علاقتنا به، فتكون حقيقية، ودائمة، فنحيا أيام السماء ونحن على الأرض. |
||||
12 - 05 - 2012, 03:10 PM | رقم المشاركة : ( 358 ) | ||||
† Admin Woman †
|
لماذا تركتني؟ ومن الساعة السادسة كانت ظلمة على كل الأرض .. ونحو الساعة التاسعة صرخ يسوع .. قائلاً: إيلي إيلي لَما شبقتني؟ أي إلهي إلهي، لماذا تركتني؟ ( مت 27: 45 ، 46) دعنا في روح الخشوع، وبنعال مخلوعة، نميل مرة أخرى لننظر هذا المنظر العظيم! لقد كان المسيح على طول الطريق هو رجل الأحزان الحقيقي. لقد تألم في طفولته من الإنسان مُمثلاً في هيرودس قاتل صبيان بيت لحم، فاضطر أن يهرب به يوسف وأمه إلى مصر. وتألم في بداية خدمته من الشيطان عندما اقتاده الروح إلى البرية ليُجرَّب أربعين يومًا من إبليس. أما في ساعات الظلمة في الجلجثة فنرى شيئًا مختلفًا تمامًا؛ إنه كان يتألم من الله الديان. وما أشد تلك الآلام. إنها أشد بما لا يُقاس من كل الآلام الجسدية، وأقسى بكثير من كل الآلام النفسية. حتى إنه أمامها؛ وأمام حمو غضب إله السماء الذي انصب عليه، فقد صرخ صرخته المُرَّة «إلهي إلهي لماذا تركتني؟» لقد كان المسيح على الصليب حامل الخطايا بكل معنى الكلمة، وفي تلك الأثناء كان حقًا وفعلاً يُصْلَى بنار ويجرع المرار. هنا نحن نجد المعنى الحقيقي للفداء. إن أفكار الناس من كل الأجناس، وقلوب الملايين من كل القبائل والعشائر ترنو لذياك الصليب، وتميل لتنظر هذا المنظر المهيب. نعم «نحو الساعة التاسعة (وهي تعادل الثالثة بعد الظهر بتوقيتنا الحاضر) صرخ يسوع بصوتٍ عظيم قائلاً: إيلي إيلي لَما شبقتني؟ أي إلهي إلهي لماذا تركتني؟». أي ذهن يقدر أن يسبر غور أعجوبة الأعاجيب هذه؟ أي فكر يقدر أن يتخلل أستار الظلام هذه؟ أي عقل يقدر أن يفسر تلك الصرخة التي لم يُسمع نظيرها ولن يُسمع؟ ولقد تحمل المسيح كل هذا من أجلنا. فإذا أردنا أن نعرف علو محبة المسيح تجاهنا، فعلينا أولاً أن نعرف عُمق الألم الذي قاساه لأجلنا. والواقع أن كليهما أبعد من القياس؛ فآلامه تفوق الإدراك، ومحبته فائقة المعرفة. ولا أعتقد أنه في الزمان أو في الأبدية هناك صرخة تحوي من الألم والفزع ما تحويه صرخة المسيح هنا «إلهي إلهي لماذا تركتني؟» لكني أعلم أيضًا أنه عندما يستحيل على عقولنا أن تفهم أو تستوعب، فإن قلوبنا بوسعها أن تسجد في خشوع وتعجب. |
||||
12 - 05 - 2012, 03:11 PM | رقم المشاركة : ( 359 ) | ||||
† Admin Woman †
|
ويتقدمهم يسوع وابتدأ بطرس يقول له: ها نحن قد تركنا كل شيء وتبعناك ... وكانوا في الطريق صاعدين إلى أورشليم ويتقدمهم يسوع، وكانوا يتحيرون.. يخافون ( مر 10: 28 ، 32) في طريق الصعود إلى أورشليم، استطاع التلاميذ بالنعمة أن يقولوا: «ها نحن قد تركنا كل شيء وتبعناك». لقد وجدوا في المسيح جاذبية كافية لأن تجعلهم يضحون بكل شيء أرضي، ويلتصقون بشخصه المبارك. ولم يكن في ذلك خسارة لهم، بل كانوا من الرابحين، لأن المسيح لا يكون مديونًا لأحد، وهو مستعد أن يعوِّض مئة ضعف في هذه الحياة، والحياة الأبدية في الدهور الآتية، عن كل ما يضحى من أجله (ع29، 30). ولكن البدء في الطريق شيء والاستمرار فيه إلى النهاية شيء آخر، الدخول في الطريق شيء ومتابعة السير فيه شيء آخر. «وكانوا في الطريق صاعدين إلى أورشليم ويتقدمهم يسوع، وكانوا يتحيرون. وفيما هم يتبعون كانوا يخافون» (ع32). لِمَ ذلك؟ لِمَ الخوف والحيرة؟ أَ لم يضحوا بكل شيء ويتبعوا يسوع بمحض إرادتهم؟ بلى. ولكنهم لم يكونوا يعرفون أن الصليب ثقيل بهذا المقدار، وأن الطريق وعرة بهذه الكيفية. فقد ضحوا بعطايا العالم الجميلة، ولكنهم لم يعملوا حسابًا للسُحب القاتمة المُلبدة في جو الطريق إلى أورشليم، ولذلك عندما أتوا إلى اختبار هذه الأشياء تحيروا وارتعبوا. لقد تبعوا الرب في حيرة وخوف من أجل وعورة الطريق الذي كان يتقدمهم فيه. كان يجب عليهم أن يعملوا حساب النفقة، لأن الرب كان في طريق الصعود إلى أورشليم «وقد ثبَّت وجهه» لمواجهة قوات الظلمة واحتمال تعيير واحتقار وعِداء القوم الذين أتى ليخلِّصهم. ولنلاحظ النعمة المتضَمنة في تلك الكلمات «ويتقدمهم يسوع»، فقد وضع نفسه في صدر المعمعة، وعرض بنفسه لمواجهة قوات الأرض والجحيم «ها نحن صاعدون إلى أورشليم، وابن الإنسان يُسلَّم إلى رؤساء الكهنة والكتَبَة، فيحكمون عليه بالموت، ويسلِّمونه إلى الأمم، فيهزأون به ويجلدونه ويتفلون عليه ويقتلونه، وفي اليوم الثالث يقوم» (ع33، 34)، فيتمثل الرب المشهد كله أمامه، ولكنه بنعمته يحذف شيئًا من كأس آلامه المُقبلة، ألا وهو هجر وإنكار أولئك الذين تركوا كل شيء ليتبعوه! على أنهم لم يدركوا جميع هذه الأمور، والدليل على ذلك أنهم كانوا مشغولين في طريق صعودهم بمراكزهم في الملكوت (ع35- 45). ولكن القلب الممتلئ بمحبة المسيح لا يهمه المركز الذي يحصل عليه، بل الشخص الذي هو محور أفراحه وينبوع سروره. |
||||
12 - 05 - 2012, 03:12 PM | رقم المشاركة : ( 360 ) | ||||
† Admin Woman †
|
وأكون لهم إلهًا وأكون لهم إلهًا، فيعلمون أني أنا الرب إلههم ( خر 29: 45 ، 46) أخي المسيحي المتألم: هنا في هذا الوعد كل ما يمكن أن تحتاج إليه ليحوِّل حزنك إلى فرح، وألَمك إلى سعادة، أوَ ليس هذا كافيًا لك أن يكون الله إلهك؟ إن استطعت أن تضع هذه الكلمات في كأسك، ألا تقول مع داود «كأسي ريًّا» ( مز 23: 5 ). ألا يكون هذا لقلبك أكثر مما يحتاج ويصبو إليه؟ وإذا كنت تملك هذا الوعد فعلاً، أ فلا تكون مالكًا معه لكل شيء في الوقت نفسه؟ قد تبدو مشكلتك أكبر من أن تُحلّ، وقد لا تستطيع أن تقيس عمق ما أنت في حاجة قصوى إليه، ولكن ألا يستطيع الله في غناه الذي لا يُستقصى أن يملأ احتياجاتك، ويفيض عليك ببركات حتى لا توسع؟ وإني لأكرر عليك السؤال قائلاً: ماذا يمكن أن تحتاج إليه لا يقدر أن يفعله الرب الحامل لكل الأشياء بكلمة قدرته؟ أوَ ليس هو الذي به نحيا ونتحرك ونوجد؟ إنك تحتاج إلى الكثير مما ترى نفسك عاجزًا عن الوصول إليه. تعالي إذًا أيتها النفس المحتاجة والمُتعبة، فمن نصيبك هنا نغمة موسيقية سماوية لا يمكن أن تسمعيها في ضجيج الحياة ومتاعبها وأوصابها. هذا بحر خضم لا حدود له من البركات السماوية المُذخَّرة لكِ في هذا الوعد. تعالي واسبحي روحيًا فيه، فلن تجدي له شاطئًا ولا حدًا! «أكون لهم إلهًا» .. إن كانت هذه الكلمات الجميلة لا تجذب نظرك ببريقها ولمعانها ولا تجعل قلبك يخفق بشدة من كثرة ما يغمرك من بركات روحية وفيرة، فبكل تأكيد أنت في حاجة إلى الشركة العميقة مع الرب حتى تستطيع أن تستمتع بهذا الوعد المبارك، وبنغماته الموسيقية. «أكون لهم إلهًا» .. يا له من وعد يقف على رأس المواعيد التي ترفع النفس فوق كل ما يؤلمها ويضايقها. اسكتي أيتها النفس المتألمة في نور إلهك واسبحي في محبته التي تسبيكِ وتملأ كيانك، وارتفعي بنظرك فوق ظروفك ومتاعبك لتري ما لكِ من امتياز عجيب، ومن أفراح لا يمكن التعبير عنها، نابعة من مصدر كل بركة، ومن إله كل نعمة، والواهب لكل عطية صالحة؛ من الرب الذي قال: «وأكون لهم إلهًا». |
||||