![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 35871 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() سليمان النبي في التراث اليهودي والمسيحي ![]() ورد في سفر الملوك الأول أن داود عندما كبر في السن لم يعد باستطاعته الشعور بالدفء فعرض عليه مستشاريه تزويجه من فتاة صغيرة وجميلة لعلها تدفئ داود في شيخوخته ووجدوا فتاة اسمها "أبيشج الشونمية" لتقوم بهذا الغرض. وكان لداود عدد من الأبناء حينها هم أدونيا وأبشالوم وأمنون وشفطيا ويثرعام وكيلاب وأعلن أدونيا نفسه ملكاً على إسرائيل خلال شيخوخة أبيه، لكنه ما حز في نفس النبي ناثان الذي كان مستشاراً لداود، فهرع ناثان إلى أم سليمان مخبراً إياها بفعلة أدونيا وحثها على الذهاب إلى داود وذلك لسببان، أن يهوه أراد من سليمان أن يبني الهيكل عقب وفاة داود والسبب الثاني هو وعد داود لزوجته أو أمته حقيقة كما ورد في السفر بتسليم سليمان الملك رغم أن أدونيا هو أكبر أبناء الملك داود الأحياء إلا إنه كان مدللا ومغرورا ولم يلق قبولا من الكهنة والأنبياء. فقال داود لبثشبع والدة سليمان، والنبي ناثان والكاهن صادوق: فلما سمع أدونيا صوت الأبواق والمزامير تفرق جمعه عنه وهرب أدونيا وتمسك بقرون المذبح خوفا من سليمان مطالباً إياه بالحلف ألا يقتله بالسيف فقال سليمان: فأنزلوه من المذبح وسجد أمام سليمان الذي عفى عنه وردّه إلى بيته. ولما استوى الملك لسليمان عقب وفاة داود توجه أدونيا إلى أم سليمان مطالباً إياها بالتوسط عنده ليزوجه "أبيشج الشونمية" إلا أن الطلب قوبل بالرفض وأرسل سليمان قائد جيشه المدعو بنياهو بن يهوياداع لقتله وبذلك تخلص سليمان من أخاه وكل تهديد ضد ملكه. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 35872 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() سياسته ![]() كان سليمان يحكم بشكل مطلق كونه مختار من يهوه وتمكن من توسيع سلطانه عبر التزواج مع عدد من بنات ملوك الممالك المجاورة مثل ابنة الفرعون المصري غير المسماة في النصوص العبرية وأُعتبر الزواج حلفاً سياسياً بين مملكة إسرائيل ومصر القديمة حسب كتابات اليهود، فإن سليمان تزوج من ابنة الفرعون المصري ويذكر العهد القديم أن الفرعون المصري غير المسمى احتل "جازر" ضمن مدينة الرملة الفلسطينية حالياً وقام بإبادة الكنعانيين وذُكر في النص أن المدينة أصبحت لسليمان عقب غزوة الفرعون المصري تزوج كذلك من ابنة ملك مملكة عمون وصيدا وموآب وازدهرت مملكة إسرائيل بسبب العلاقات التجارية والسياسية مع هذه الممالك ويذكر العهد القديم أن كل ملوك الأرض أتت لتستمع لحكمة سليمان وتتعلم منه ويأتونه بالذهب والهدايا كل سنة بل جعل شعوب كنعان كلها عبيد مسخرة له ولبني إسرائيل ولم يستعبد أحد من العبرانيين لإنهم "رجال قتال" على ما ورد في العهد القديم. لاتوجد إشارة في الكتاب المقدس إلى زواج بين سليمان وملكة سبأ. ورد في سفر الملوك الأول بالإصحاح العاشر، أن ملكة سبأ (لم يرد إسمها) سمعت بحكمته في جملة ملوك الأرض التي سمعت بها كذلك إلا أنها أرادت أن "تمتحنه بمسائل"، فقدمت عليه بقوافل كبيرة تحمل ذهباً وأطياباً وأقرت بحكمة وعظمة مُلك سليمان وأن ما رأته بعينها فاق الأوصاف والأخبار التي وردت إليها عنه حسب التراث اليهودي، فإن الملكة قدمت على سليمان وسألته أسئلة واختبرته بألغاز وأحاجي كثيرة حتى أيقنت أن ما لدى سليمان من الحكمة والثراء الممنوحة له من إلهه يفوق مالديها، وحسب بعض التقاليد اليهودية، فإن سليمان تزوج منها وأنجبت إبناً اسمه بن صيرة. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 35873 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() حكمته ![]() أحد أبرز الصفات التي اشتهر بها سليمان هي الحكمة وورد ذلك في العهد الجديد والقرآن كذلك. وأشهر قصص العهد القديم بشأن حكمته تظهر في قصة المرأتان المتخاصمتان على رضيع. حلم سليمان ذات ليلة وتراءى له أنه يحدث يهوه فشكره على رحمته بأباه داود وأن مكن له في الملك عقب وفاته رغم صغر سنه فباركه يهوه بأن منحه حكمة ومُلكاً لم يُعطى لأحد قبله ولن يحظى به أحد من بعده: يحكي العهد القديم قصة الزانيتان في سفر الملوك الأول وهي أشهر القصص الدالة على حكمته حسب التراث اليهودي. دخلت إمرأتان على سليمان وكانتا متزوجتين من أخوان ويعيشان في بيت واحد. نامت إحداهما ليلاً مع رضيعه وقتلتها خطأ ويبدو من الوارد في التوارة أنها نامت عليه دون أن تشعر فأدى ذلك إلى وفاته. فقامت في حين غفلة من المرأة أخرى وأخذت إبنها ووضعت الرضيع الميت مكانه إلا أن الحيلة لم تنطلي على المرأة لمعرفتها بإبنها وقرروا الاحتكام لدى سليمان. سمع سليمان حجج المرأتين وكلتيهما يدعيان أمومة الطفل فنادى على سياف وأمره بشق الطفل إلى نصفين ليحل الخلاف، فأضطربت والدة الطفل الحقيقية وسألت سليمان أن لا يقتله ويعطيه لغريمتها بينما كان رد الأخرى جافاً ووافقت على قطع الطفل لكي لايكون لأيهما، حينها علم سليمان أيهم أم الطفل الحقيقية وهي تلك التي آثرت أن تفقد طفلها على أن تراه يُقتل. وحسب التقاليد اليهودية وغيرها من الثقافات المتأثرة بتراثهم، فإن سليمان يعتبر أحد أشهر حكماء أدب الحكمة في التاريخ وكثير من الأمثال والحكم في كتب أبوكريفا والأسفار القانونية الثانية وسفر يشوع بن سيراخ وسفر الجامعة وتلك الكتابات المتعلقة بالحب والغزل كنشيد الأنشاد منسوبة أو مبنية على الأفكار والتراث الذي خلفه سليمان. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 35874 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() علاقته بالجن وأعماله الإصلاحية ![]() ورد في سفر طوبيا اسم ملك من العفاريت وهو حسب التراث العبري، عفريت متعة ومسؤول عن بيوت اللعب واللهو وأُضيف في الأدب المسيحي إلى قائمة أمراء الجحيم السبعة. حسب التلمود، هو أحد هؤلاء الجن والعفاريت المقربين من إبليس ويهوه في المحكمة الإلهية ومسؤول عن إلحاق الضرر بهولاء الذين لا يلتزمون بتعاليم كشروت وهو أحد العفاريت التي ساعدت سليمان على بناء الهيكل. القرآن لم يذكره ولكنه ذكر عن تحكم سليمان بالجن والعفاريت وأعمال البناء التي كانوا يقومون بها لأجله. وحسب التراث اليهودي، فإن الهيكل بُني في أورشليم في أرض يقال لها "بيدر" اشتراها داود لتكون مقر تابوت العهد وهو المكان الذي ترائ لموسى في "البرية" ولم يبني داود الهيكل وانصاع لرغبة إله إسرائيل بأن يتم بناء الهيكل في عهد إبنه سليمان. ولمدة ثلاثة عشر سنة، بنى سليمان عدداً كبيراً من المعابد حسب الوارد في الأسفار، منها بنائه لميناء في إدوم وبناء ثكنة عسكرية في تدمر كذلك. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 35875 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() وفاة سليمان النبي وانقسام مملكته ![]() توفي سليمان بعد أربعين سنة من الحكم المطلق ثلاثة وثلاثون منها كان على إسرائيل ويهوذا وسبعة على الخليل ومات ميتة طبيعية وخلفه إبنه رحبعام. تروي التوراة أن من أسباب انقسام المملكة هو تعلق سليمان بنساء من الأغيار مثل ابنة الفرعون المصري التي أغوت قلبه بإتباع آلهة مصر القديمة وبنى سليمان عدد من المعابد لتقديس هذه الآلهة بل كانت أكثر زوجاته الثلاثمائة تأثيراً وهناك شبه إجماع بين التوراتيين أنها المرأة المعنية في سفر نشيد الأنشاد. والزواج من الأغيار ممنوع حسب النصوص الدينية اليهودية فأثرت أؤلئك النسوة على توجهات سليمان وإيمانه فورد في سفر الملوك أن تعلقه بإله إسرائيل لم يكن كتعلق والده داود وأن قلبه مال لإلهة الصيدونيين (الفينقيين) عشتروت مما أثار غضب يهوه ووعد بتمزيق مملكته تمزيقاً في عهد إبنه رحبعام، والسبب في تأجيل العقوبة هو احترام يهوه لداود. ![]() ![]() —سفر الملوك الأول 29:1-35 ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() وَأَحَبَّ الْمَلِكُ سُلَيْمَانُ نِسَاءً غَرِيبَةً كَثِيرَةً مَعَ بِنْتِ فِرْعَوْنَ: مُوآبِيَّاتٍ وَعَمُّونِيَّاتٍ وَأَدُومِيَّاتٍ وَصِيدُونِيَّاتٍ وَحِثِّيَّاتٍ مِنَ الأُمَمِ الَّذِينَ قَالَ عَنْهُمُ الرَّبُّ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ: «لاَ تَدْخُلُونَ إِلَيْهِمْ وَهُمْ لاَ يَدْخُلُونَ إِلَيْكُمْ، لأَنَّهُمْ يُمِيلُونَ قُلُوبَكُمْ وَرَاءَ آلِهَتِهِمْ». فَالْتَصَقَ سُلَيْمَانُ بِهؤُلاَءِ بِالْمَحَبَّةِ. وَكَانَتْ لَهُ سَبْعُ مِئَةٍ مِنَ النِّسَاءِ السَّيِّدَاتِ، وَثَلاَثُ مِئَةٍ مِنَ السَّرَارِيِّ، فَأَمَالَتْ نِسَاؤُهُ قَلْبَهُ. وَكَانَ فِي زَمَانِ شَيْخُوخَةِ سُلَيْمَانَ أَنَّ نِسَاءَهُ أَمَلْنَ قَلْبَهُ وَرَاءَ آلِهَةٍ أُخْرَى، وَلَمْ يَكُنْ قَلْبُهُ كَامِلًا مَعَ الرَّبِّ إِلهِهِ كَقَلْبِ دَاوُدَ أَبِيهِ. فَذَهَبَ سُلَيْمَانُ وَرَاءَ عَشْتُورَثَ إِلهَةِ الصِّيدُونِيِّينَ، وَمَلْكُومَ رِجْسِ الْعَمُّونِيِّينَ. وَعَمِلَ سُلَيْمَانُ الشَّرَّ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ، وَلَمْ يَتْبَعِ الرَّبَّ تَمَامًا كَدَاوُدَ أَبِيهِ. حِينَئِذٍ بَنَى سُلَيْمَانُ مُرْتَفَعَةً لِكَمُوشَ رِجْسِ الْمُوآبِيِّينَ عَلَى الْجَبَلِ الَّذِي تُجَاهَ أُورُشَلِيمَ، وَلِمُولَكَ رِجْسِ بَنِي عَمُّونَ. وَهكَذَا فَعَلَ لِجَمِيعِ نِسَائِهِ الْغَرِيبَاتِ اللَّوَاتِي كُنَّ يُوقِدْنَ وَيَذْبَحْنَ لآلِهَتِهِنَّ. فَغَضِبَ الرَّبُّ عَلَى سُلَيْمَانَ لأَنَّ قَلْبَهُ مَالَ عَنِ الرَّبِّ إِلهِ إِسْرَائِيلَ الَّذِي تَرَاءَى لَهُ مَرَّتَيْنِ، وَأَوْصَاهُ فِي هذَا الأَمْرِ أَنْ لاَ يَتَّبعَ آلِهَةً أُخْرَى، فَلَمْ يَحْفَظْ مَا أَوْصَى بِهِ الرَّبُّ. فَقَالَ الرَّبُّ لِسُلَيْمَانَ: «مِنْ أَجْلِ أَنَّ ذلِكَ عِنْدَكَ، وَلَمْ تَحْفَظْ عَهْدِي وَفَرَائِضِيَ الَّتِي أَوْصَيْتُكَ بِهَا، فَإِنِّي أُمَزِّقُ الْمَمْلَكَةَ عَنْكَ تَمْزِيقًا وَأُعْطِيهَا لِعَبْدِكَ. إِلاَّ إِنِّي لاَ أَفْعَلُ ذلِكَ فِي أَيَّامِكَ، مِنْ أَجْلِ دَاوُدَ أَبِيكَ، بَلْ مِنْ يَدِ ابْنِكَ أُمَزِّقُهَا. عَلَى أَنِّي لاَ أُمَزِّقُ مِنْكَ الْمَمْلَكَةَ كُلَّهَا، بَلْ أُعْطِي سِبْطًا وَاحِدًا لابْنِكَ، لأَجْلِ دَاوُدَ عَبْدِي، وَلأَجْلِ أُورُشَلِيمَ الَّتِي اخْتَرْتُهَا». |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 35876 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() الْمَلِك سُلَيْمَان الْحَكِيم
![]() اسم عبري معناه "رجل سلام" وهو ابن الملك داود الذي خلفه على عرش بني إسرائيل، فكان أعظم ملك، وقد ملك أربعين سنة. ومع أنه كان لديه ستة أخوة من أمهات مختلفات وهم: أمنون - كيلآب - أبشالوم وأدونيا - شفطيا - يثرعام، إلا أن سليمان هو الذي مَلَكَ. وهو ابن بَثْشَبَع (1 ملوك 1: 11) التي كانت زوجة لأوريا الحثي. وقد أحب داود سليمان لأنه كان ابن زوجته المفضلة، وأطلق عليه اسم سليمان متمنيًا له سلام بلا حرب، ولكن الله أعطاه اسم يديديا أي محبوب يهوه (2 صموئيل 12: 24 و25). وكان شديد الذكاء واستوعب كل الدراسات التي تلقاها غالبًا على يد ناثان النبي (1 ملوك 4: 32 و33). وكان داود قد وعد بثشبع أن يملك ابنها سليمان على الشعب بعده، وذلك بعد خيانة أبشالوم (1 ملوك 1: 17) وقد حاول أدونيا بن داود أن يأخذ الملك قبل وفاة والده، ولكنه فشل واسلم نفسه لسليمان (1 ملوك 1: 53) وهكذا صار سليمان وريث العرش بدون منازع. وبدأ سليمان حكمه بالزواج من ابنة الملك فرعون حتى يكون ذلك مصدر أمن له، وقد تزوج سليمان زيجاته لغرض دبلوماسي، فبقي بنوا إسرائيل أربعين سنة في سلام بدون حروب (1 ملوك 4: 24). وقد رأى سليمان في بدء حكمه حلمًا، سأله فيه الله عما يطلب فلم يطلب غنى ولا عظمة ولا طول أيام، بل طلب الحكمة (1 ملوك 3: 5-9) وقد أعطاها له الله، فظهرت حكمته في ذهابه إلى المذبح الذي بناه موسى في البرية وذبح ألف محرقة هناك (1 ملوك 3: 4). كما ظهرت حكمته في الحكم بين السيدتين المتنازعتين على الطفل الحي (1 ملوك 3: 16-28) وقد تحقق في حكم سليمان وعد الله لإبراهيم إذ ملك سليمان من نهر مصر إلى نهر الفرات الكبير (تكوين 15: 18). وكان يعاون سليمان في ملكه اثنا عشر وكيلًا، هم رئيس الكهنة ومعه كاهنان، وكاتبان ومسجل، ورئيس الجيش، ورئيس على الوكلاء، وصاحب لملك، ورئيس للبيت، ورئيس للتسخير (1 ملوك 4: 2-6) كما كان له اثنا عشر وكيلًا آخرين، كل وكيل على قسم من الشعب، يجمع من قسمه نفقات شهر لبيت الملك، وكان اثنان من هؤلاء الوكلاء متزوجين من ابنتين لسليمان (1 ملوك 4: 7-19) وقد زاد عدد الشعب في حكمه على الأربعة ملايين، لكنهم كانوا مثقلين بالضرائب. وقد كان سليمان على صداقة مع حِيرام ملك صُور، فقدم سليمان الطعام لعبيده، مقابل مواد بناء الهيكل (1 ملوك 5: 1-12) وقد اعتمد سليمان على الشعب في أعمال السخرة للأبنية العامة ولبناء الهيكل (1 ملوك 5: 13-18) وكان سليمان بناءً عظيمًا مثل رمسيس الثاني، فبنى الهيكل، وكان أبو داود قد جهز الكثير من مواد البناء قبل موته، ولم يسمح له الرب بالبناء كان رجل دماء (1 أخبار 22: 8).وقد استغرق بناء هيكل سليمان سبع سنوات على مثال الرسم الذي أعطاه الله لموسى، ولكن بضعف حجمه (1 ملوك 6) وكان موقع البناء على جبل المريا حيث قدم إبراهيم ابنه اسحق، وعلى بيدر ارونة اليبوسي. وكان الهيكل أعظم أعمال سليمان بلا جدال. ودشن سليمان الهيكل بعد يوم الكفارة العظيم وقبل عيد المظال، في احتفال رائع، وامتلأ بيت الله بالسحاب وملأ مجد الله البيت (2 أخبار 5) وصلى سليمان صلاة طويلة للرب إله السماء، نجدها في 1 ملوك 8: 23-53. وقدم سليمان محرقات عظيمة لتدشين هيكله، وفي هذا نرى أن سليمان أخذ مكان هرون ومكان موسى؛ وبنى سليمان أبنية أخرى مثل بيت وعر لبنان، ورواق الأعمدة، ورواق الكرسي الذي كان موضع القضاء، كما بنى بيتًا لابنة فرعون (1 ملوك 7: 2-8) وبنى قلعة لحماية الهيكل (1 ملوك 9: 24). وحصون عديدة في أنحاء المملكة (1 ملوك 9: 15-19) لحماية المملكة والدفاع عنها. ولم يترك سليمان مجالًا لملك آخر ليبني بعده، فقد أكمل الملوك أو رمموا ما بدأ سليمان به. وعند منتصف أيام حكم الملك سليمان زارته ملكة سبا بعد أن سمعت عن حكمته، فأراها سليمان عاصمة ملكه وابنتيه ونظام حكمه، فأدهشها هذا جدًا حتى لم يَبق فيها روح بعد، وقد فاق سليمان كل ما سمعته عن حكمته، بعد أن أجاب على كل أسئلتها، فطوبت رجاله الذين يسمعون حكمته، وقدمت له هدية عظيمة (1 ملوك 10). وكانت عظمة غنى سليمان مذهلة، وكان عصره عصر نجاح اقتصادي، ولم تكن هناك حروب تستنزف مال الشعب، وقد أتته سفنه مرة محملة بأربع مئة وعشرين وزنة ذهب (وزنة الذهب قيمتها عشرة آلاف جنيه مصري) وكانت له أساطيل تجارية في بحر الهند والبحر الأبيض المتوسط، فجلبت له الذهب والفضة والنحاس والعاج والأبنوس والبوص والخيل والمركبات والقردة والطواويس (1 ملوك 10: 22) وكان في خدمته عشرة آلاف يأكلون من مائدته. وكان له آنية فضية مثل الحجارة وخشب الأرز مثل الجميز. وتقدر قيمة دخل سليمان سنويًا بما يساوي عشرة ملايين دولار تقريبًا (1 ملوك 9: 26-28). وكانت رحابة قلب سليمان عجيبة جدًا (1 ملوك 4: 29) فقد درس كل العلوم التي يمكن أن تدرس وفاق فيها كل علماء عصره المشهورين، فدرس علم النبات وعلم الحيوان وعلم الطيور، وكتب الأمثال وكتب الحكمة والقصائد (1 ملوك 4: 29-34) وقد ضاع كثير مما كتبه سليمان، ولم يبقى إلا بعضه، مما ورد في سفر الأمثال (ام 1: 1 و10: 1 و25: 1) والأغلب أنه هو الذي كتب سفر الجامعة وسفر الحكمة وسفر نشيد الأنشاد. على أن السنوات الأخيرة من حكم سليمان كانت مؤسفة، فقد بدأ بتعدد الزوجات، وأحب نساء غريبة كثيرة مع بنت فرعون، فكان له سبع مئة من الزوجات وثلاثة مئة من السراري (1 ملوك 11: 1-8) فأملنَ قلبه إلى الآلهة الغريبة حتى بنى أماكن لعبادة الأوثان إِرضاء لهن، فغضب الرب عليه، وهدده بتمزيق المملكة عنه، وأقام له خصومًا (1 ملوك 11: 9-25) وقد طلب سليمان قتل يربعام الذي قال له النبي اخيا أن معظم المملكة سيكون له فهرب يربعام إلى مصر (1 ملوك 11: 26-40). وهكذا نرى أن العظمة والغنى والنجاح قد قادت سليمان إلى نهاية بعيدة عن الله... وإذا بسحابة داكنة تخيم على مساء اليوم الصاحي المشرق.... "واضطجع سليمان مع آبائه ودُفن في مدينة داود" فإن حكمة سليمان لم تنطبق على حياة سليمان لم تنطبق على حياة سليمان؛ "وهوذا أعظم من سليمان ههنا". وقد أظهر التنقيب في مجدو اصطبلات لخيل سليمان تسع حوالي خمسمئة من الخيل. وكذلك أظهر التنقيب في عصيون جابر مسابك للنحاس ترجع إلى عصر سليمان مما يدل على سعة ملكه وثروته. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 35877 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() الْمَلِك سُلَيْمَان الْحَكِيم
![]() إن كان شخصية تاريخية، فمثله مثل جميع الشخصيات الكبرى الوارد ذكرها في العهد القديم، فإنه لا توجد أي وثائق تاريخية تمكننا من معرفة التوقيت الزمني الدقيق الذي عاش فيه الملك سليمان، وبحسب ترجيحات الباحثين التقريبية، فإن سليمان قد عاش –على الأرجح– في القرن العاشر من الألف الأولى قبل الميلاد. وقد وردت قصة سليمان في عدد من أسفار العهد القديم، وخصوصاً في أسفار ملوك الأول وأخبار الأيام الثاني. وبحسب ما يخبرنا به العهد القديم، فإن سليمان كان أحد أبناء الملك داوود، وكان أقربهم إلى قلبه، وكانت أمه هي بتشبع التي تزوجت داود عقب وفاة زوجها الأول أوريا الحثي. يذكر سفر ملوك الأول، أن داود قد اختار سليمان تحديداً لخلافته على مُلك بني إسرائيل، فتم مسحه بالزيت المقدس وتنصيبه ملكاً آخر أيام أبيه العجوز. ويؤكد العهد القديم، على أن سليمان قد ابتدأ حكمه بسيرة طيبة، وبطاعة مطلقة ليهوه إله بني إسرائيل، وأنه كان يسير وفق أحكامه وشرائعه، وهو الأمر الذي جعل يهوه يمنحه الحكمة لما طلبها سليمان منه. وقد عُرف سليمان بتلك الحكمة، حتى اشتهر بسليمان الحكيم، واستخدمها في العديد من المواقف، منها موقفه من ملكة سبأ عندما قدمت إليه، ومنها كذلك موقفه من المرأتين اللتين جاءتا إليه تتنازعان على طفل، كل منهما تدعي أنها أمه، حيث حل سليمان هذا الإشكال عندما أمر بقطع الطفل إلى شطرين، فوافقت إحداهن على ذلك، بينما اشفقت الأخرى على طفلها ورفضت، وقبلت أن تتنازل عن الطفل لغريمتها، فعرف سليمان عندئذ أن تلك المرأة هي الأم الحقيقية للطفل ورده إليها. الرضيع أثرت حكمة سليمان بشكل مهم في استقرار مملكته وعقد التحالفات مع الممالك المجاورة لها، وهو الأمر الذي أتاح له الفرصة للقيام بأكبر مشروعاته العمرانية التي وردت في العهد القديم، ألا وهو بنائه للهيكل المقدس الذي عُرف بعد ذلك بـ"هيكل سليمان". وعلى الرغم من كل الأوصاف الإيجابية التي أطلقها العهد القديم على الشطر الأول من حكم سليمان، فإنه سرعان ما تتبدل تلك التوصيفات في الشطر الثاني منه، حيث يذكر سفر ملوك أول، أن سليمان قد خرج عن تعاليم اليهودية وتشريعاتها، عندما مال في شيخوخته، لعدد كبير من النساء الأجنبيات، والتي كانت إحداهن هي بنت فرعون مصر. ويصف سفر الملوك، المعصية الكبرى التي ارتكبها سليمان، بوضعه الأوثان والأصنام داخل الهيكل، وبإقراره عبادة ألهة أزواجه الأجنبيات، وهو الأمر الذي وصفه العهد القديم بقوله "وعمل سليمان الشر في عين الرب". على أن الفترة الأخيرة من حياة سليمان، قد شهدت توبته وندمه على ما اقترف من معاصي، فقد جد في العبادة والاستغفار، وكتب عدداً من أهم كتب العهد القديم، منها نشيد الأنشاد وسفر الحكمة وسفر الجامعة. أما في العهد الجديد، فقد ورد ذكر سليمان في أكثر من موضع، حيث تم التأكيد على حكمته في إنجيل لوقا، كما ذُكر في سلسلة نسب المسيح، من أبيه الأرضي يوسف النجار، في مقدمة إنجيل متى. من هنا، فإن النظرة اليهودية لسليمان، جرت على اعتباره أحد أكبر ملوك وأبطال بني إسرائيل القدامى، بينما تماشت النظرة المسيحية، مع ذلك التوجه، وإن صبغتها بالصبغة المسيحية الروحانية التأويلية، التي اعتبرت أن قصة سليمان نموذجاً لكيفية خروج الإنسان عن النهج المستقيم ووقوعه في الزلل والخطأ، ثم عودته في نهاية المطاف إلى الطريق القويم الذي أمر الرب باتباعه. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 35878 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() النبي سليمان
![]() إنه النبي سليمان، ابن النبي داود عليهما السلام وهما من أنبياء بني إسرائيل. والنبي سليمان من الأنبياء الذين تتفق المسيحية والإسلام على تكريمهم والثناء عليهم. ومع ذلك، ففي حياة النبي سليمان عليه السلام وفقا للكتاب المقدس أمور لا تليق بنبي من أبرز أنبياء الله لذا، تعالوا نتعرف على شخصية النبي سليمان في المسيحية من واقع الكتاب المقدس والقرآن الكريم، مع مراعاة مطالعة قصة النبي داود عليه السلام لأنها جزء لا يتجزأ من قصة النبي سليمان عليه السلام. النبي سليمان في المسيحية ![]() في الكتاب المقدس، تكرم المسيحية النبي سليمان وتثني عليه. فعلى سبيل المثال، يخبرنا العهد القديم أن الله كان يحبه. فنحن نقرأ: “وَعَزَّى دَاوُدُ بَثْشَبَعَ امْرَأَتَهُ، وَدَخَلَ إِلَيْهَا وَاضْطَجَعَ مَعَهَا فَوَلَدَتِ ابْنًا، فَدَعَا اسْمَهُ سُلَيْمَانَ، وَالرَّبُّ أَحَبَّهُ” (صموئيل الثاني 24:12) ويخبرنا الكتاب المقدس أن الله أعطى النبي سليمان حكمة وفهما وغنى وكرامة وملكا لم يعط لغيره. فنحن نقرأ: “هُوَذَا قَدْ فَعَلْتُ حَسَبَ كَلاَمِكَ. هُوَذَا أَعْطَيْتُكَ قَلْبًا حَكِيمًا وَمُمَيِّزًا حَتَّى إِنَّهُ لَمْ يَكُنْ مِثْلُكَ قَبْلَكَ وَلاَ يَقُومُ بَعْدَكَ نَظِيرُكَ. وَقَدْ أَعْطَيْتُكَ أَيْضًا مَا لَمْ تَسْأَلْهُ، غِنًى وَكَرَامَةً حَتَّى إِنَّهُ لاَ يَكُونُ رَجُلٌ مِثْلَكَ فِي الْمُلُوكِ كُلَّ أَيَّامِكَ”. (ملوك الأول 12:3-13) كما نقرأ أيضا: “وَأَعْطَى اللهُ سُلَيْمَانَ حِكْمَةً وَفَهْمًا كَثِيرًا جِدًّا، وَرَحْبَةَ قَلْبٍ كَالرَّمْلِ الَّذِي عَلَى شَاطِئِ الْبَحْرِ. وَفَاقَتْ حِكْمَةُ سُلَيْمَانَ حِكْمَةَ جَمِيعِ بَنِي الْمَشْرِقِ وَكُلَّ حِكْمَةِ مِصْرَ. وَكَانَ أَحْكَمَ مِنْ جَمِيعِ النَّاسِ، مِنْ إِيثَانَ الأَزْرَاحِيِّ وَهَيْمَانَ وَكَلْكُولَ وَدَرْدَعَ بَنِي مَاحُولَ. وَكَانَ صِيتُهُ فِي جَمِيعِ الأُمَمِ حَوَالَيْهِ. وَتَكَلَّمَ بِثَلاَثَةِ آلاَفِ مَثَل، وَكَانَتْ نَشَائِدُهُ أَلْفًا وَخَمْسًا. وَتَكَلَّمَ عَنِ الأَشْجَارِ، مِنَ الأَرْزِ الَّذِي فِي لُبْنَانَ إِلَى الزُّوفَا النَّابِتِ فِي الْحَائِطِ. وَتَكَلَّمَ عَنِ الْبَهَائِمِ وَعَنِ الطَّيْرِ وَعَنِ الدَّبِيبِ وَعَنِ السَّمَكِ. وَكَانُوا يَأْتُونَ مِنْ جَمِيعِ الشُّعُوبِ لِيَسْمَعُوا حِكْمَةَ سُلَيْمَانَ، مِنْ جَمِيعِ مُلُوكِ الأَرْضِ الَّذِينَ سَمِعُوا بِحِكْمَتِهِ”. (ملوك الأول 29:4-34) على الرغم مما ذكر من تكريم الكتاب المقدس للنبي سليمان والثناء عليه، رسم الكتاب المقدس شخصية النبي سليمان بطريقة لا تليق بنبي من أبرز أنبياء الله وفيها في نفس الوقت رد على كثير من الشبهات التي تثار حول النبي محمد صلى الله عليه وسلم مثل شبهات العنف والمرأة. سليمان والعنف ![]() يخبرنا الكتاب المقدس على سبيل المثال أن النبي سليمان قتل أخاه الأكبر أدونيا علاوة على يوآب ابن صروية رئيس الجيش وشمعي أحد رجال الملك داود تثبيتا لدعائم ملكه. فعن قتل أدونيا نقرأ: “وَالآنَ حَيٌّ هُوَ الرَّبُّ الَّذِي ثَبَّتَنِي وَأَجْلَسَنِي عَلَى كُرْسِيِّ دَاوُدَ أَبِي، وَالَّذِي صَنَعَ لِي بَيْتًا كَمَا تَكَلَّمَ، إِنَّهُ الْيَوْمَ يُقْتَلُ أَدُونِيَّا”. فَأَرْسَلَ الْمَلِكُ سُلَيْمَانُ بِيَدِ بَنَايَاهُو بْنِ يَهُويَادَاعَ، فَبَطَشَ بِهِ فَمَاتَ. (ملوك الأول 24:2-25) وعن قتل شمعي نقرأ: ثُمَّ قَالَ الْمَلِكُ لِشِمْعِي: «أَنْتَ عَرَفْتَ كُلَّ الشَّرِّ الَّذِي عَلِمَهُ قَلْبُكَ الَّذِي فَعَلْتَهُ لِدَاوُدَ أَبِي، فَلْيَرُدَّ الرَّبُّ شَرَّكَ عَلَى رَأْسِكَ. وَالْمَلِكُ سُلَيْمَانُ يُبَارَكُ، وَكُرْسِيُّ دَاوُدَ يَكُونُ ثَابِتًا أَمَامَ الرَّبِّ إِلَى الأَبَدِ». وَأَمَرَ الْمَلِكُ بَنَايَاهُوَ بْنَ يَهُويَادَاعَ، فَخَرَجَ وَبَطَشَ بِهِ فَمَاتَ. وَتَثَبَّتَ الْمُلْكُ بِيَدِ سُلَيْمَانَ. (ملوك الأول 44:2-46) ويخبرنا الكتاب المقدس أن النبي سليمان استعبد من لم يستطع بنو إسرائيل إبادتهم من الشعوب الأخرى مثل الأَمُورِيِّينَ وَالْحِثِّيِّينَ وَالْفِرِزِّيِّينَ وَالْحِوِّيِّينَ وَالْيَبُوسِيِّينَ. فنحن نقرأ: “جَمِيعُ الشَّعْبِ الْبَاقِينَ مِنَ الأَمُورِيِّينَ وَالْحِثِّيِّينَ وَالْفِرِزِّيِّينَ وَالْحِوِّيِّينَ وَالْيَبُوسِيِّينَ الَّذِينَ لَيْسُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ، أَبْنَاؤُهُمُ الَّذِينَ بَقُوا بَعْدَهُمْ فِي الأَرْضِ، الَّذِينَ لَمْ يَقْدِرْ بَنُو إِسْرَائِيلَ أَنْ يُحَرِّمُوهُمْ، جَعَلَ عَلَيْهِمْ سُلَيْمَانُ تَسْخِيرَ عَبِيدٍ إِلَى هذَا الْيَوْمِ”. (ملوك الأول 20:9-21) سليمان والمرأة وعبادة غير الله ![]() يخبرنا الكتاب المقدس أن النبي سليمان كانت له سبعمائة من النساء وثلاثمائة من السراري. ومن الغريب أن العهد القديم يخبرنا أن محبة هؤلاء النساء دفعت النبي سليمان إلى عبادة آلهة غير الله عز وجل. فنحن نقرأ: وَأَحَبَّ الْمَلِكُ سُلَيْمَانُ نِسَاءً غَرِيبَةً كَثِيرَةً مَعَ بِنْتِ فِرْعَوْنَ: مُوآبِيَّاتٍ وَعَمُّونِيَّاتٍ وَأَدُومِيَّاتٍ وَصِيدُونِيَّاتٍ وَحِثِّيَّاتٍ مِنَ الأُمَمِ الَّذِينَ قَالَ عَنْهُمُ الرَّبُّ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ: «لاَ تَدْخُلُونَ إِلَيْهِمْ وَهُمْ لاَ يَدْخُلُونَ إِلَيْكُمْ، لأَنَّهُمْ يُمِيلُونَ قُلُوبَكُمْ وَرَاءَ آلِهَتِهِمْ». فَالْتَصَقَ سُلَيْمَانُ بِهؤُلاَءِ بِالْمَحَبَّةِ. وَكَانَتْ لَهُ سَبْعُ مِئَةٍ مِنَ النِّسَاءِ السَّيِّدَاتِ، وَثَلاَثُ مِئَةٍ مِنَ السَّرَارِيِّ، فَأَمَالَتْ نِسَاؤُهُ قَلْبَهُ. وَكَانَ فِي زَمَانِ شَيْخُوخَةِ سُلَيْمَانَ أَنَّ نِسَاءَهُ أَمَلْنَ قَلْبَهُ وَرَاءَ آلِهَةٍ أُخْرَى، وَلَمْ يَكُنْ قَلْبُهُ كَامِلاً مَعَ الرَّبِّ إِلهِهِ كَقَلْبِ دَاوُدَ أَبِيهِ. فَذَهَبَ سُلَيْمَانُ وَرَاءَ عَشْتُورَثَ إِلهَةِ الصِّيدُونِيِّينَ، وَمَلْكُومَ رِجْسِ الْعَمُّونِيِّينَ. وَعَمِلَ سُلَيْمَانُ الشَّرَّ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ، وَلَمْ يَتْبَعِ الرَّبَّ تَمَامًا كَدَاوُدَ أَبِيهِ. حِينَئِذٍ بَنَى سُلَيْمَانُ مُرْتَفَعَةً لِكَمُوشَ رِجْسِ الْمُوآبِيِّينَ عَلَى الْجَبَلِ الَّذِي تُجَاهَ أُورُشَلِيمَ، وَلِمُولَكَ رِجْسِ بَنِي عَمُّونَ. وَهكَذَا فَعَلَ لِجَمِيعِ نِسَائِهِ الْغَرِيبَاتِ اللَّوَاتِي كُنَّ يُوقِدْنَ وَيَذْبَحْنَ لآلِهَتِهِنَّ. فَغَضِبَ الرَّبُّ عَلَى سُلَيْمَانَ لأَنَّ قَلْبَهُ مَالَ عَنِ الرَّبِّ إِلهِ إِسْرَائِيلَ الَّذِي تَرَاءَى لَهُ مَرَّتَيْنِ، وَأَوْصَاهُ فِي هذَا الأَمْرِ أَنْ لاَ يَتَّبعَ آلِهَةً أُخْرَى، فَلَمْ يَحْفَظْ مَا أَوْصَى بِهِ الرَّبُّ. فَقَالَ الرَّبُّ لِسُلَيْمَانَ: «مِنْ أَجْلِ أَنَّ ذلِكَ عِنْدَكَ، وَلَمْ تَحْفَظْ عَهْدِي وَفَرَائِضِيَ الَّتِي أَوْصَيْتُكَ بِهَا، فَإِنِّي أُمَزِّقُ الْمَمْلَكَةَ عَنْكَ تَمْزِيقًا وَأُعْطِيهَا لِعَبْدِكَ. إِلاَّ إِنِّي لاَ أَفْعَلُ ذلِكَ فِي أَيَّامِكَ، مِنْ أَجْلِ دَاوُدَ أَبِيكَ، بَلْ مِنْ يَدِ ابْنِكَ أُمَزِّقُهَا. عَلَى أَنِّي لاَ أُمَزِّقُ مِنْكَ الْمَمْلَكَةَ كُلَّهَا، بَلْ أُعْطِي سِبْطًا وَاحِدًا لابْنِكَ، لأَجْلِ دَاوُدَ عَبْدِي، وَلأَجْلِ أُورُشَلِيمَ الَّتِي اخْتَرْتُهَا». (ملوك الأول 1:11-13) وهكذا، إذا كان النبي سليمان في الكتاب المقدس قد قتل أخاه ورجال أبيه لتثبيت دعائم حكمه وتزوج بوثنيات كثر وعبد آلهتهن، فلماذا يرمى النبي محمد بالعنف وتعدد الزوجات بالرغم من أنه لم يقتل أخا له ولم يتزوج مئات النساء أو يتسر بمئات السراري ولم يعبد غير الله على نحو ما صنع سليمان في الكتاب المقدس. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 35879 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() النبي سليمان في المسيحية
![]() في الكتاب المقدس، تكرم المسيحية النبي سليمان وتثني عليه. فعلى سبيل المثال، يخبرنا العهد القديم أن الله كان يحبه. فنحن نقرأ: “وَعَزَّى دَاوُدُ بَثْشَبَعَ امْرَأَتَهُ، وَدَخَلَ إِلَيْهَا وَاضْطَجَعَ مَعَهَا فَوَلَدَتِ ابْنًا، فَدَعَا اسْمَهُ سُلَيْمَانَ، وَالرَّبُّ أَحَبَّهُ” (صموئيل الثاني 24:12) ويخبرنا الكتاب المقدس أن الله أعطى النبي سليمان حكمة وفهما وغنى وكرامة وملكا لم يعط لغيره. فنحن نقرأ: “هُوَذَا قَدْ فَعَلْتُ حَسَبَ كَلاَمِكَ. هُوَذَا أَعْطَيْتُكَ قَلْبًا حَكِيمًا وَمُمَيِّزًا حَتَّى إِنَّهُ لَمْ يَكُنْ مِثْلُكَ قَبْلَكَ وَلاَ يَقُومُ بَعْدَكَ نَظِيرُكَ. وَقَدْ أَعْطَيْتُكَ أَيْضًا مَا لَمْ تَسْأَلْهُ، غِنًى وَكَرَامَةً حَتَّى إِنَّهُ لاَ يَكُونُ رَجُلٌ مِثْلَكَ فِي الْمُلُوكِ كُلَّ أَيَّامِكَ”. (ملوك الأول 12:3-13) كما نقرأ أيضا: “وَأَعْطَى اللهُ سُلَيْمَانَ حِكْمَةً وَفَهْمًا كَثِيرًا جِدًّا، وَرَحْبَةَ قَلْبٍ كَالرَّمْلِ الَّذِي عَلَى شَاطِئِ الْبَحْرِ. وَفَاقَتْ حِكْمَةُ سُلَيْمَانَ حِكْمَةَ جَمِيعِ بَنِي الْمَشْرِقِ وَكُلَّ حِكْمَةِ مِصْرَ. وَكَانَ أَحْكَمَ مِنْ جَمِيعِ النَّاسِ، مِنْ إِيثَانَ الأَزْرَاحِيِّ وَهَيْمَانَ وَكَلْكُولَ وَدَرْدَعَ بَنِي مَاحُولَ. وَكَانَ صِيتُهُ فِي جَمِيعِ الأُمَمِ حَوَالَيْهِ. وَتَكَلَّمَ بِثَلاَثَةِ آلاَفِ مَثَل، وَكَانَتْ نَشَائِدُهُ أَلْفًا وَخَمْسًا. وَتَكَلَّمَ عَنِ الأَشْجَارِ، مِنَ الأَرْزِ الَّذِي فِي لُبْنَانَ إِلَى الزُّوفَا النَّابِتِ فِي الْحَائِطِ. وَتَكَلَّمَ عَنِ الْبَهَائِمِ وَعَنِ الطَّيْرِ وَعَنِ الدَّبِيبِ وَعَنِ السَّمَكِ. وَكَانُوا يَأْتُونَ مِنْ جَمِيعِ الشُّعُوبِ لِيَسْمَعُوا حِكْمَةَ سُلَيْمَانَ، مِنْ جَمِيعِ مُلُوكِ الأَرْضِ الَّذِينَ سَمِعُوا بِحِكْمَتِهِ”. (ملوك الأول 29:4-34) على الرغم مما ذكر من تكريم الكتاب المقدس للنبي سليمان والثناء عليه، رسم الكتاب المقدس شخصية النبي سليمان بطريقة لا تليق بنبي من أبرز أنبياء الله وفيها في نفس الوقت رد على كثير من الشبهات التي تثار حول النبي محمد صلى الله عليه وسلم مثل شبهات العنف والمرأة. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 35880 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() سليمان والمرأة وعبادة غير الله
![]() يخبرنا الكتاب المقدس أن النبي سليمان كانت له سبعمائة من النساء وثلاثمائة من السراري. ومن الغريب أن العهد القديم يخبرنا أن محبة هؤلاء النساء دفعت النبي سليمان إلى عبادة آلهة غير الله عز وجل. فنحن نقرأ: وَأَحَبَّ الْمَلِكُ سُلَيْمَانُ نِسَاءً غَرِيبَةً كَثِيرَةً مَعَ بِنْتِ فِرْعَوْنَ: مُوآبِيَّاتٍ وَعَمُّونِيَّاتٍ وَأَدُومِيَّاتٍ وَصِيدُونِيَّاتٍ وَحِثِّيَّاتٍ مِنَ الأُمَمِ الَّذِينَ قَالَ عَنْهُمُ الرَّبُّ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ: «لاَ تَدْخُلُونَ إِلَيْهِمْ وَهُمْ لاَ يَدْخُلُونَ إِلَيْكُمْ، لأَنَّهُمْ يُمِيلُونَ قُلُوبَكُمْ وَرَاءَ آلِهَتِهِمْ». فَالْتَصَقَ سُلَيْمَانُ بِهؤُلاَءِ بِالْمَحَبَّةِ. وَكَانَتْ لَهُ سَبْعُ مِئَةٍ مِنَ النِّسَاءِ السَّيِّدَاتِ، وَثَلاَثُ مِئَةٍ مِنَ السَّرَارِيِّ، فَأَمَالَتْ نِسَاؤُهُ قَلْبَهُ. وَكَانَ فِي زَمَانِ شَيْخُوخَةِ سُلَيْمَانَ أَنَّ نِسَاءَهُ أَمَلْنَ قَلْبَهُ وَرَاءَ آلِهَةٍ أُخْرَى، وَلَمْ يَكُنْ قَلْبُهُ كَامِلاً مَعَ الرَّبِّ إِلهِهِ كَقَلْبِ دَاوُدَ أَبِيهِ. فَذَهَبَ سُلَيْمَانُ وَرَاءَ عَشْتُورَثَ إِلهَةِ الصِّيدُونِيِّينَ، وَمَلْكُومَ رِجْسِ الْعَمُّونِيِّينَ. وَعَمِلَ سُلَيْمَانُ الشَّرَّ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ، وَلَمْ يَتْبَعِ الرَّبَّ تَمَامًا كَدَاوُدَ أَبِيهِ. حِينَئِذٍ بَنَى سُلَيْمَانُ مُرْتَفَعَةً لِكَمُوشَ رِجْسِ الْمُوآبِيِّينَ عَلَى الْجَبَلِ الَّذِي تُجَاهَ أُورُشَلِيمَ، وَلِمُولَكَ رِجْسِ بَنِي عَمُّونَ. وَهكَذَا فَعَلَ لِجَمِيعِ نِسَائِهِ الْغَرِيبَاتِ اللَّوَاتِي كُنَّ يُوقِدْنَ وَيَذْبَحْنَ لآلِهَتِهِنَّ. فَغَضِبَ الرَّبُّ عَلَى سُلَيْمَانَ لأَنَّ قَلْبَهُ مَالَ عَنِ الرَّبِّ إِلهِ إِسْرَائِيلَ الَّذِي تَرَاءَى لَهُ مَرَّتَيْنِ، وَأَوْصَاهُ فِي هذَا الأَمْرِ أَنْ لاَ يَتَّبعَ آلِهَةً أُخْرَى، فَلَمْ يَحْفَظْ مَا أَوْصَى بِهِ الرَّبُّ. فَقَالَ الرَّبُّ لِسُلَيْمَانَ: «مِنْ أَجْلِ أَنَّ ذلِكَ عِنْدَكَ، وَلَمْ تَحْفَظْ عَهْدِي وَفَرَائِضِيَ الَّتِي أَوْصَيْتُكَ بِهَا، فَإِنِّي أُمَزِّقُ الْمَمْلَكَةَ عَنْكَ تَمْزِيقًا وَأُعْطِيهَا لِعَبْدِكَ. إِلاَّ إِنِّي لاَ أَفْعَلُ ذلِكَ فِي أَيَّامِكَ، مِنْ أَجْلِ دَاوُدَ أَبِيكَ، بَلْ مِنْ يَدِ ابْنِكَ أُمَزِّقُهَا. عَلَى أَنِّي لاَ أُمَزِّقُ مِنْكَ الْمَمْلَكَةَ كُلَّهَا، بَلْ أُعْطِي سِبْطًا وَاحِدًا لابْنِكَ، لأَجْلِ دَاوُدَ عَبْدِي، وَلأَجْلِ أُورُشَلِيمَ الَّتِي اخْتَرْتُهَا». (ملوك الأول 1:11-13) وهكذا، إذا كان النبي سليمان في الكتاب المقدس قد قتل أخاه ورجال أبيه لتثبيت دعائم حكمه وتزوج بوثنيات كثر وعبد آلهتهن، فلماذا يرمى النبي محمد بالعنف وتعدد الزوجات بالرغم من أنه لم يقتل أخا له ولم يتزوج مئات النساء أو يتسر بمئات السراري ولم يعبد غير الله على نحو ما صنع سليمان في الكتاب المقدس |
||||