22 - 03 - 2021, 04:17 PM | رقم المشاركة : ( 35711 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
هل ابن المرأة الشونمية هو نتيجة علاقة آثمة بين أليشع وهذه المرأة، لأن الرواية التوراتية تدعو أليشع أبًا؟ وهل مارس أليشع الشذوذ لأنه تمدَّد على الولد وقبَّله؟ هل ابن المرأة الشونمية هو نتيجة علاقة آثمة بين أليشع وهذه المرأة، لأن الرواية التوراتية تدعو أليشع أبًا؟ وهل مارس أليشع الشذوذ لأنه تمدَّد على الولد وقبَّله (2مل 4: 8-17)؟(1) 1- كان أليشع يمر على مدينة شونم ” وَكَانَتْ هُنَاكَ امْرَأَةٌ عَظِيمَةٌ، فَأَمْسَكَتْهُ لِيَأْكُلَ خُبْزًا. وَكَانَ كُلَّمَا عَبَرَ يَمِيلُ إِلَى هُنَاكَ لِيَأْكُلَ خُبْزًا. فَقَالَتْ لِرَجُلِهَا: قَدْ عَلِمْتُ أَنَّهُ رَجُلَ اللهِ، مُقَدَّسٌ.. فَلْنَعْمَلْ عُلِّيَّةً عَلَى الْحَائِطِ صَغِيرَةً.. حَتَّى إِذَا جَاءَ إِلَيْنا يَمِيلُ إِلَيْهَا” (2مل 4: 8 – 10).. أنظر وتأمل في أقوال الكتاب أنه يصف تلك المرأة أنها امرأة عظيمة، ونحن تعودنا دائمًا وأبدًا الصدق التام من كتابنا المقدَّس، فعندما أخطأ داود النبي العظيم لم يتغافل الكتاب هذا، بل ذكر ذلك نهارًا جهارًا عبرة للأجيال بدون تهوين ولا مواربة. إذًا لو كانت هذه المرأة خاطئة لكان من المستحيل أن يذكر الكتاب أنها ” امْرَأَةٌ عَظِيمَةٌ“. كما شهد الكتاب لرجل الله على لسان هذه السيدة العظيمة إذ وصفته: “أَنَّهُ رَجُلَ اللهِ، مُقَدَّسٌ”.. ولا أدري كيف يشطح خيال الناقد إلى أنه يتصوَّر أن رجل الله القديس يزني مع امرأة تقيم مع زوجها؟!! كان أليشع النبي يتردد على هذه العليَّة، ولم يكن بمفرده، إنما كان تلميذه جيحزي يصحبه أينما توجه، وعندما أراد أليشع أن يرد شيئًا من جميل هذه السيدة العظيمة ” فَقَالَ لِجِيحْزِي غُلاَمِهِ: ادْعُ هذِهِ الشُّونَمِيَّةَ.. فَدَعَاهَا، فَوَقَفَتْ أَمَامَهُ. فَقَالَ لَهُ: قُلْ لَهَا: هُوَذَا قَدِ انْزَعَجْتِ بِسَبَبِنَا كُلَّ هذَا الانْزِعَاجِ، فَمَاذَا يُصْنَعُ لَكِ؟ هَلْ لَكِ مَا يُتَكَلَّمُ بِهِ إِلَى الْمَلِكِ أَوْ إِلَى رَئِيسِ الْجَيْشِ؟ فَقَالتْ: إِنَّما أَنَا سَاكِنَةٌ فِي وَسْطِ شَعْبِي” (2مل 4: 12، 13).. تأمل في أدب رجل الله الذي خاطب هذه المرأة عن طريق تلميذه، وأدب هذه المرأة التي وقفت أمام باب العليَّة ولم تدخل، وأخبرت أليشع أنها تعيش بأمان وسط شعبها وليس لها أي طلبة، حتى أن جيحزي أخبره قائلًا ” لَيْسَ لَهَا ابْنٌ، وَرَجُلُهَا قَدْ شَاخَ. فَقَالَ: ادْعُهَا. فَدَعَاهَا، فَوَقَفَتْ فِي الْبَابِ. فَقَالَ: فِي هذَا الْمِيعَادِ نَحْوَ زَمَانِ الْحَيَاةِ تَحْتَضِنِينَ ابْنًا” (2مل 4: 14 – 16).. تأمل ثانية قول الكتاب ” فَوَقَفَتْ فِي الْبَابِ ” وكان للعليَّة سلم خارجي يفضي إلى خارج المنزل. 2- لم تدع هذه المرأة الشونمية أليشع أبًا، فعندما أخبرها أليشع أن الله سيرزقها ابنًا “قالت لا يا سيدي رجل الله” (2مل 4: 16) فدعته سيدها ولم تدعه أبًا، وعندما سقط الفأس من أحد بني الأنبياء ” صَرَخَ وَقَالَ: آهِ يَا سَيِّدِي! لأَنَّهُ عَارِيَةٌ “ (2مل 6: 5). أما الذي دعى أليشع أبًا فهو يوآش ملك إسرائيل وبكى على وجهه وقال ” يَا أَبِي، يَا أَبِي، يَا مَرْكَبَةَ إِسْرَائِيلَ وَفُرْسَانَهَا” (2مل 13: 14) والأبوة هنا هي أبوة روحية، وعندما دعا يوآش أليشع أبًا فليس معنى هذا أن أليشع أبوه بالجسد. 3- ليخز ويخجل الذي يدعو رجل الله القديس النبي المتعفف أليشع تلميذ إيليا الناري بأنه كان مُصابًا بالشذوذ الجنسي، ويعتمد في هذا على حجة واهية وهي احتضان أليشع لجثمان الصبي الميت.. وهل هذا هو الشذوذ في نظره..؟!! لم يدرس الموضوع بروح العقل، لم يتأمل أن أليشع لم يشأ في البداية أن يذهب لهذا الصبي إنما أراد أن يرسل تلميذه جيحزي بعكازه، ولكن المرأة العظيمة الشونمية لم تتركه، فذهب إلى الصبي الميت وتلميذه يسبقه فوضع عكاز أليشع على الصبي ولم يقم، فدخل أليشع إلى العليَّة حيث وضعت الأم طفلها الذي فارق الحياة على سرير رجل الله ” فَدَخَلَ وَأَغْلَقَ الْبَابَ عَلَى نَفْسَيْهِمَا كِلَيْهِمَا، وَصَلَّى إِلَى الرَّبِّ. ثُمَّ صَعِدَ وَاضْطَجَعَ فَوْقَ الصَّبِيِّ وَوَضَعَ فَمَهُ عَلَى فَمِهِ، وَعَيْنَيْهِ عَلَى عَيْنَيْهِ، وَيَدَيْهِ عَلَى يَدَيْهِ، وَتَمَدَّدَ عَلَيْهِ فَسَخُنَ جَسَدُ الْوَلَدِ” (2مل 4: 33، 34) فصلاة رجل الله توضح تمامًا أن الله حاضر في المشهد. لقد فعل أليشع ما فعله معلمه إيليا من قبل مع ابن أرملة صرفة صيدا عندما فارق الحياة ” وَأَخَذَهُ مِنْ حِضْنِهَا وَصَعِدَ بِهِ إِلَى الْعُلِّيَّةِ الَّتِي كَانَ مُقِيمًا بِهَا، وَأَضْجَعَهُ عَلَى سَرِيرِهِ، وَصَرَخَ إِلَى الرَّبِّ وَقَالَ أَيُّهَا الرَّبُّ إِلهِي.. فَتَمَدَّدَ عَلَى الْوَلَدِ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ، وَصَرَخَ إِلَى الرَّبِّ وَقَالَ: يَا رَبُّ إِلهِي، لِتَرْجعْ نَفْسُ هذَا الْوَلَدِ إِلَى جَوْفِهِ” (1مل 17: 19 – 21).. فهل سقط إيليا النبي أيضًا في الشذوذ الجنسي..؟!! وعندما سقط أفتيخوس من الطاقة “مِنَ الطَّبَقَةِ الثَّالِثَةِ إِلَى أَسْفَلُ، وَحُمِلَ مَيِّتًا. فَنَزَلَ بُولُسُ وَوَقَعَ عَلَيْهِ وَاعْتَنَقَهُ قَائِلًا: لاَ تَضْطَرِبُوا! لأَنَّ نَفْسَهُ فِيهِ.. وَأَتَوْا بِالْفَتَى حَيًّا، وَتَعَزَّوْا تَعْزِيَةً لَيْسَتْ بِقَلِيلَةٍ” (أع 20: 9 – 12).. فهل سقط بولس الرسول أيضًا في الشذوذ الجنسي..؟!! تُرى أية محبة تلك التي جعلت أليشع يحتضن هذا الميت، بينما كانت الشريعة تعتبر أن لمس الميت ينجس الإنسان. إنما يمثل خدمة العهد الجديد، ويرمز للسيد المسيح الذي لمس الأبرص فأبرئه من برصه، وأمسك بيد ابنة يايرس وأنهضها من الموت. أن أليشع النبي المتعفَّف كما أقام ابن المرأة الشونمية وهو حي على الأرض، فإن عظامه أقامت ميتًا آخر، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى.. عندما حمل بعض رجال إسرائيل ميتًا إلى مثواه الأخير، وإذا غزاة من موآب يهاجمون الأرض، فماذا فعل هؤلاء الرجال..؟ لقد ” طَرَحُوا الرَّجُلَ فِي قَبْرِ أليشع، فَلَمَّا نَزَلَ الرَّجُلُ وَمَسَّ عِظَامَ أليشع عَاشَ وَقَامَ عَلَى رِجْلَيْهِ” (2مل 13: 21).. فهل يحتاج أليشع لشهادة أي إنسان، بعد أن شهدت له السماء في حياته وبعد مماته. ويقول ” القمص تادرس يعقوب: “بموت الصبي لم يتمجد الله فحسب، ولا نال أليشع كرامة في الرب فحسب، وإنما تزكَّت المرأة الشونمية، فظهر إيمانها بالله القادر أن يقيم من الأموات. عند موت ابنها لم تطلب تعزية من رجلها وأهل بيتها، ولا تسلَّل اليأس إلى قلبها، كما لم تفكر في تكفينه ودفنه، إنما حملته إلى سرير النبي، ووثقت في عمل الله خلاله”(2). ويقول ” الأرشيدياكون نجيب جرجس“: “جاهد أليشع جهادًا عنيفًا لأن الأعمال العظيمة تحتاج إلى جهاد وصبر ومثابرة ولجاجة في الصلاة والتوسل إلى الرب: أ – إذ دخل البيت ووجد الصبي ميتًا حقًا (أَغْلَقَ الْبَابَ) على نفسه وعلى الصبي لكي ينفرد مع الرب في صلواته وتضرعاته. ب – وكان حكيمًا جدًا لأن أول عمل قام به أنه (صَلَّى إِلَى الرَّبِّ) لأنه من يقدر أن يحقق المعجزة إلاَّ الرب وحده. جـ- ثم صعد إلى السرير واضطجع على الصبي، و(تَمَدَّدَ عَلَيْهِ).. فعل ذلك لأنه عرف أنه هو نفسه فيه روح الرب ومواهبه، والقوة التي فيه هي من الرب.. الرب وحده هو الحياة، ومصدر الحياة وبه ” نَحْيَا وَنَتَحَرَّكُ وَنُوجَدُ” (أع 17: 28) فسخن جسد الصبي بتمدده عليه.. د – عاد (وتمشى في البيت هنا وهناك).. ولاشك في أنه وهو يتمشى كان يفكر فيما عساه أن يفعل أيضًا، وكان يصارع في صلوات سرية حارة إلى الرب لكي لا يخيب رجاءه. هـ- وعاد (وتمدَّد على الصبي) فتحنن الرب على أليشع ونظر إلي إيمانه وصبره فعطس الولد، ثم (فتح عينيه) دليلًا على أن الحياة قد دبت فيه من جديد.. إن عطسْ الولد يعني أن تنفسه قد عاد إليه وأن الدورة الدموية قد بدأت تعمل وقلبه عاد لينبض ويؤدي أعماله، وتفتيح عينيه يشير إلى أنه قد رجع لكي يستقبل حياته ويستأنفها”(3). _____ |
||||
22 - 03 - 2021, 04:22 PM | رقم المشاركة : ( 35712 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
المرأة الشونمية ------------------------------------ أَسَلاَمٌ لَكِ؟ أَ سَلاَمٌ لِزَوْجِكِ؟ أَسَلاَمٌ لِلْوَلَدِ؟ فَقَالَتْ: سَلاَمٌ ( 2ملوك 4: 26 ) قالت سلام : لقد كان هذا عجيبًا حقًا، إذ لم يكن هناك ما يمكن أن يرى فيه الإنسان شيئًا من الخير مُطلقًا، بل على النقيض من ذلك تمامًا كان كل ما يُحيط بهذه المرأة المسكينة يدعو إلى الرثاء واليأس، فابنها الوحيد المحبوب قد مات! أَوَ ليس هذا كافيًا أن يحز في فؤادها ويدمي قلبها؟ وأي شيء أكثر من أنها تتلفت في لحظة فتجد ابنها وحيدها قد أسجى الفراش جثة هامدة بلا حِراك؟ إنه لأمر يعجز أمامه الإنسان بكل وسائله، فلم تكن هناك أية قوة بشرية تستطيع أن تردُّ إليه الحياة أو تعين هذه المرأة في ظرفها هذا، ولكن – وكل الأمور تبدو سيئة جدًا – نرى الإيمان ينهض ويُنير لهذه المرأة الطريق، فتعلَم متيقنة أنه لا يوجد مَنْ يستطيع أن يُعيد الحياة إلى ابنها، غير الله الذي أعطاه لها، وترفع عينيها إلى جبل الكرمل، وتصعد إليه وهي تقول لزوجها: «سلامٌ »!، واثقة من أن في هذا الجبل وحده يوجد رجل الله الذي يستطيع أن يُحوّل بكاءها إلى فرح، ولم يَخِب رجاؤها قط، فقد عادت الحياة إلى ابنها، وجَثَت المرأة أمام ذاك الذي قال لها: «احملي ابنك» ساجدة شاكرة. أَوَلا يقول لسان حالنا الآن: إن كل الأمور تسير إلى أسوأ، الحروب قائمة، قوات الشر في العالم ثائرة هائجة، كل شيء يتقوّض ويتهدم، بؤس وموت وشقاء. أصدقاؤنا، إخوتنا، نحن أنفسنا وأولادنا، كلنا تُحيط بنا الآلام، ولا واحد يستطيع أن يقول إنه بعيد عن هذه كلها، كل الأمور سيئة ورديئة. لا يا أخي، بل كل الأمور حسنة وجميلة! «سلامٌ»! «سلامٌ»! في طريق الإيمان، لنرفع أعيننا إلى الجبال مِن حيث يأتينا العون، لنشخص نحو العُلا حيث ربنا يسوع الذي يفيض قلبه بالعطف والإشفاق نحونا، الذي في كل ضيقاتنا يتضايق وملاك حضرته يُخلّصنا، الذي يمد إلينا يده من العَلاء ليُنقذنا ويُوردنا إلى مياه الراحة، الذي يُصغي إلى صراخنا وإلى أنَّات قلوبنا ويُنجينا، الذي يستطيع أن يُعيننا في كل أمورنا ويحفظنا من كل شر وشبه شر. ما أعذب هذه الكلمة«سلامٌ»! وما أحسن أن ترددها شفاهنا باستمرار وأن نأخذها كحقيقة لقلوبنا، فلا نفشل أو نيأس في ما يُصيبنا من ضيقات وآلام وأحزان، بل نقبلها بشكر عالمين «أن كل الأشياء تعمل معًا للخير للذين يحبون الله» ( رو 8: 28 ). |
||||
22 - 03 - 2021, 04:27 PM | رقم المشاركة : ( 35713 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
دروس من نساء الكتاب المقدس
في ظ¢ملوك ظ¤ نقرأ قصتين لامرأتين متميزتين؛ الأولى كانت زوجة نبي، ومنها نتعلَّم الكثير عن الإيمان والطاعة. والأخرى كانت شونمية، ومن قصتها نتعلَّم الكثير عن الاستضافة والبصيرة الروحية والكرم والقناعة والاكتفاء والرضا والإيمان والمثابرة والشكر. أولاً: طاعة أرملة النبي «وَصَرَخَتْ إِلَى أَلِيشَعَ امْرَأَةٌ مِنْ نِسَاءِ بَنِي الأَنْبِيَاءِ قَائِلَةً: إِنَّ عَبْدَكَ زَوْجِي قَدْ مَاتَ، وَأَنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ عَبْدَكَ كَانَ يَخَافُ الرَّبَّ. فَأَتَى الْمُرَابِي لِيَأْخُذَ وَلَدَيَّ لَهُ عَبْدَيْنِ» (ظ¢ملظ¤: ظ،). لقد وجدت أرملة النبي نفسها في مضايق وصعاب مُريعة؛ فزوجها الذي كان يخاف الله قد مات، ولم يترك لها سوى ديون كثيرة. وبموت زوجها، وجدت نفسها عاجزة عن تسديد مطالب المُرابي، الذي هددها بأن يُوقع عليها أقصى عقوبة للناموس، مُطالبًا بحقه في أخذ الوَلَدين عَبْدَيْن (لاظ¢ظ¥: ظ£ظ©-ظ¤ظ¦؛ متظ،ظ¨: ظ¢ظ¥). وفي احتياجها الشديد، فعلت المرأة الصواب؛ صرخت لأليشع باعتباره رأس الأنبياء المعروف، وكمن عمل أعمالًا عجيبة مثل: معجزة شق الأردن (ظ¢: ظ،ظ¢-ظ،ظ¤)، ومعجزة إبراء المياه (ظ¢: ظ،ظ©-ظ¢ظ¢)، ومعجزة دينونة الاستهتار وعدم الاحترام (ظ¢: ظ¢ظ£-ظ،ظ¥)، ومعجزة ملء الجباب (ظ£: ظ،-ظ¢ظ¢). لقد أسست طلب معونتها على أرضية تقواها؛ إذ كانت تخاف الرب تمامًا كما فعل زوجها. فسأل أليشع المرأة «مَاذَا أَصْنَعُ لَكِ؟ أَخْبِرِينِي مَاذَا لَكِ فِي الْبَيْتِ؟» (عظ¢). فاعترفت المرأة بفقرها العميق، وبأن آخر ممتلكاتها هي كمية ضئيلة جدًا من الزيت. لكن القليل يصير كثيرًا إذا كان الله فيه، فضاعف هو هذا القليل لصالح الأرملة وأليشع. كان هذا القليل في يد النبي كافيًا لأن يُمتحن به الإيمان، ويُبرهن عليه. لقد علم أليشع أن هذه الحالة تتطلب تدخل إلهي، وبالإيمان صدّق أن الله سيفعل. «فَقَالَ: اذْهَبِي اسْتَعِيرِي لِنَفْسِكِ أَوْعِيَةً مِنْ خَارِجٍ، مِنْ عِنْدِ جَمِيعِ جِيرَانِكِ، أَوْعِيَةً فَارِغَةً» (عظ£). لقد أمرها أليشع أن تستعير كل الأوعية التي كان جيرانها على استعداد أن يُعيروها لها. كلما زادت الأوعية، كلما زاد إمداد الزيت المُعجزي. فأطاعت المرأة، وطلبت من ولديها أن يجمعا الأوعية. ثم طلب منها أليشع أن تلبث هي وبنيها في بيتهم كعمل الإيمان. وسألها أيضًا أن تُغلِق الباب. وأطاعت المرأة، منعًا للدعاية والإعلان (متظ¦ :ظ¦؛ لوظ¨: ظ¥ظ،، ظ¥ظ¤). كان ينبغي أن تكون هذه المعجزة خاصة. ولا حتى النبي كان حاضرًا، حتى لا تُعزى المعجزة لخفة أية يد، بل فقط لقدرة الله. وضع الولدان الأوعية أمام أمهما، وطفقت هي تملأها من وعائها الصغير. فكان مصدر الزيت ثابت حسب شدة قوة الله الصانع معجزة مستمرة. هناك تشابه قريب بين هذه المعجزة وبين مضاعفة الفادي المُعجزية لخمس خبزات الشعير والسمكتين الصغيرتين، في الوقت الذي كان التلاميذ يوزعون والجموع تأكل (متظ،ظ¤: ظ،ظ©). لقد توقف تدفق الزيت المعجزي لما لم يكن هناك مزيد من الأوعية لتُملأ. «أَفْغِرْ فَاكَ» - هذا هو أمر الله - «فَأَمْلأَهُ» - هذا هو وعده (مزظ¨ظ،: ظ،ظ*). هناك مدلول روحي لهذه المعجزة. فالزيت هو رمز للروح القدس كما يُرى في صور العهد القديم البديعة حيث نقرأ عن الزيت – رمز لروح الله – ويوضع على الدم – رمز للمسيح على الصليب (خرظ¢ظ©: ظ¢ظ،؛ لاظ،ظ¤: ظ،ظ¤). ويرمز ملء الأوعية الفارغة لملء المؤمنين بالروح القدس (أفظ¥: ظ،ظ¨). وقبل أن يُمكننا أن نمتلئ بالروح، نحتاج أن نُفرَّغ كثيرًا. فقط الوعاء الفارغ هو ما يمكن ملئه. فقط عندما نُفرِغ ذواتنا من الذات والخطية والعالم، يُمكننا أن نمتلئ بروح الله. ولكي نمتلئ من الروح علينا أن نخضع ذواتنا تمامًا له (روظ¨: ظ،ظ£؛ ظ،ظ¢: ظ،). مثلما أخذت الأرملة أمرًا بأن تستعير كل الأوعية المُمكنة. كذلك علينا أن نُسلّم كل أعضائنا لتنشغل بالروح. ينبغي أن نُخضع كل جزء من حياتنا الخارجية والداخلية - الأفكار والكلمات والأعمال والقلب والضمير والإرادة - للروح. إن كان هناك أي جزء من كياننا خاص بنا؛ أي مُحتَجَز بالتمام لنا، إذًا فنحن لسنا مملوئين به. وكنتيجة للإمداد فوق الطبيعي، تمكنت الأرملة من بيع الزيت الفائض، ودفع الدين للمُرَابي، ثم مواصلة الحياة بدون خوف. وكما تمكنت من دفع ديونها والعيش على إمداد الله المعجزي لها، هكذا المؤمن المملوء بالروح، له من القوة ما يجعله يهزم الأعداء، وينتصر على تجارب الحياة المؤلمة، ويحيا وفقًا لمشيئة الله، وينتج ثمر الروح، ويُشبه المسيح في حياته. إن معجزة الزيت تمثل حقيقة هامة تخص الروح، فالوعاء الذي ملأ الأوعية الفارغة يوضح الأنهار الفائضة في يوحنا ظ§: ظ£ظ§-ظ£ظ©. هذه القصة تخبرنا أيضًا أن الرب هو قاضي الأرامل وأبو الأيتام، ويسمع صراخهم. ثم هناك درس الإيمان، على الأوعية أن تُوجد لتمتلئ. لو كان هناك أوعية أكثر لملأها كلها الزيت. لم تكن المحدودية في مصدر الزيت، بل في عدد الأوعية الفارغة لتستقبل الزيت. هناك وفرة من النعمة، وبالإيمان يمكننا أن نأتي دائمًا بأوعيتنا الفارغة لننال من ملئه نعمة فوق نعمة. عظمة الشونمية «عَبَرَ أَلِيشَعُ إِلَى شُونَمَ. وَكَانَتْ هُنَاكَ امْرَأَةٌ عَظِيمَةٌ» (عظ¨). هذه المرأة كانت عظيمة من سبع وجهات: أولًا: كانت عظيمة فى الضيافة. «فَأَمْسَكَتْهُ لِيَأْكُلَ خُبْزًا. وَكَانَ كُلَّمَا عَبَرَ يَمِيلُ إِلَى هُنَاكَ لِيَأْكُلَ خُبْزًا» (عظ¨). فهي لم تحسن معاملته في المرة الأولى فقط، لكنها مدت له أطراف دعوة مفتوحة فقبلها. ثانيًا: كانت عظيمة في إدراكها الروحي. «فَقَالَتْ لِرَجُلِهَا: قَدْ عَلِمْتُ أَنَّهُ رَجُلَ اللهِ، مُقَدَّسٌ الَّذِي يَمُرُّ عَلَيْنَا دَائِمًا» (عظ©). لم تستغرق وقتًا طويلًا لتكتشف أن أليشع لم يكن مجرد نبي بالاسم، بل رجل مقدس لله. ثالثًا: كانت عظيمة في استخدام غناها المادي للرب. فعرضت على زوجها أن يبني عُلِّيَّةً صغيرةً على الحائط (السطح)، تحتوي على سرير ومائدة (خوان) وكرسي ومنارة؛ أربع ضرورات في الأثاث الشرقي، تُمثِل كل ما يلزم لرجل الله (عظ،ظ*). هذه الشونمية التقيَّة جهزت لهذا الغريب عُلِّيَّةً صغيرة، بأثاث بسيط، في بيتها. رابعًا: كانت عظيمة في التواضع والقناعة والرضا. وإذ أُسر بالإحسان الذي أظهرته له المضيفة، سألها أليشع أن يكافئها بأية طريقة تُريدها. وحيث كان للنبي تأثير على البلاط الملكي في ذلك الوقت، سألها إن كانت ترجو طلبة من الملك. من الواضح أن دوره في الحرب ضد موآب منحه قبول عند الملك والسلطات الحربية. وإذ كان يعلم أن زوجها شيخ، عرض عليها بحظوته أن يمدها بحماية ملكية. لكنها لم تسعَ لأية مكافأة عالمية منه، وكانت راضية تمامًا بمعيشتها قائلة: «إِنَّمَا أَنَا سَاكِنَةٌ فِي وَسَطِ شَعْبِي» (عظ،ظ£). لقد رفضت عرض أليشع السخي لأنها كانت قانعة بعناية شعبها بها. فأخبر جيحزي - خادم أليشع – سَيِّدَه، أن المرأة ليس لها ولد، وهو عار ونائبة لامرأة يهودية (تكظ£ظ*: ظ¢ظ¢-ظ¢ظ£؛ مزظ،ظ¢ظ¨: ظ£-ظ¤)، لأن البنين كانوا إشارة إلى البركة الإلهية. كان زوجها شيخًا، فكانت فرصة حملها ضئيلة بعيدًا عن عمل الله معها. لكن أليشع أخبرها بأن لها مكافأة على إحسانها: «فِي هذَا الْمِيعَادِ نَحْوَ زَمَانِ الْحَيَاةِ تَحْتَضِنِينَ ابْنًا» (عظ،ظ¦). ولفرحتها الغامرة صارت أمًا. عندما كبر الولد إلى الحد الذي فيه اصطحبه أبوه إلى الحقل، شكا مما بدا أنه ضربة شمس، حسب التوقيت (وقت الحصاد)، وأيضًا حسب شكواه؛ «رَأْسِي، رَأْسِي» (عظ،ظ©). فأمر الأب واحدًا من الغلمان أن يحمل الولد المُصاب إلى البيت، فمات بين ذراعي أمه. خامسًا: كانت عظيمة في الإيمان. لم تخبر المرأة أحدًا - ولا حتى زوجها - أن ابنها قد مات. في إيمان سلَّمت الولد الميت للرب بوضعه «عَلَى سَرِيرِ رَجُلِ اللَّهِ» (عظ¢ظ،). لم تُعطِ لزوجها أي مُبرر لطلب وسيلة مواصلات وخادم ليصطحبها لزيارة أليشع، بالرغم من أنه اعتبر ذلك أمرًا غريبًا أن تذهب إلى النبي في غير أيام الاحتفالات الدينية أو الأعياد (ظ¤: ظ¢ظ£). ركبت الأم المكلومة الحمار لمسافة ظ،ظ¥ ميلًا إلى جبل الكرمل، حيث رآها أليشع، فقال لغلامه جيحزي أن يسألها إن كانت بخير هي وزوجها والولد. فكان جوابها مفعمًا بالإيمان. لقد مات ابن الموعد، إلا أنه وسط عميق حزنها قالت: «سَلاَمٌ» (عظ¢ظ¦). وكإبراهيم الذي وضع إسحاق، ابن الموعد، على المذبح، استندت الشونمية على القيامة، وآمنت بالقادر على الإقامة من الأموات. لقد فقدت ابنها لحين، لكنها لم تفقد إيمانها. فنهض إيمانها مع محنتها، وبلا تأخير سكبت بليتها للنبي قائلة: «هَلْ طَلَبْتُ ابْنًا مِنْ سَيِّدِي؟» (عظ¢ظ¨). هي لم تطلب ابنًا، لكن أن تفقده الآن لهو أسوأ بكثير من ألا يكون لها ولد مطلقًا. سادسًا: كانت عظيمة في المثابرة. لقد أعطى أليشع جيحزي عصاه وقال له أن يضعها على وجه الصبي (عظ£ظ،). فكان فشل جيحزي في إقامة الولد بسبب واحد من أمرين: سواء أنه لم يكن في سلطة أليشع أن ينقل القوة لجيحزي، أو لكون جيحزي ضعيفًا روحيًا وضحلًا فلم يكن عاملًا ملائمًا يمكن لله أن يعمل من خلاله (ظ¥: ظ¢ظ*-ظ¢ظ§). بالإضافة إلى ذلك، فإن العصا الميتة لا يمكن أن تأتي بالحياة. فقط الله الحي من خلال قديس حي، هو مَن يستطيع إقامة ميت. عندما سمعت الأم أليشع وهو يأمر جيحزي أن يذهب، ويضع عصاه على وجه الصبي، اعترضت، وصممت أن يعمل النبي المعجزة بنفسه، فقالت لأليشع: «حَيٌّ هُوَ الرَّبُّ، وَحَيَّةٌ هِيَ نَفْسُكَ، إِنِّي لاَ أَتْرُكُكَ» (عظ£ظ*). لقد تعلق إيمانها بأليشع. لم يستطع جيحزي المساعدة، فكان الاحتياج لرجل الله «فَقَامَ وَتَبِعَهَا» (عظ£ظ*). وإذ سمع أليشع عن فشل جيحزي، أسرع إلى البيت مدركًا حجم الكارثة، وأغلق على نفسه الحجرة مع الولد الميت، وصلى أن ترجع له الحياة. ثم تمدَّد النبي مرتان على الولد، ووضع فَمَهُ على فَمِهِ (ليس كنوع من التنفس الصناعي)، وعينيه على عينيه، ويديهُ على يديهِ (قارن هذا بإيليا في صرفه في ظ،ملوكظ،ظ§: ظ¢ظ، وببولس في أعمالظ¢ظ*: ظ،ظ*). من الواضح أن تمدُّده على الولد الميت هو عمل رمزي لانتقال صحته وحيويته للولد بعد أن صلى. لقد تجاوب الله مع إيمانه وصلاته، ومنح للجسد الميت حياة معجزية بعد أن تمشى في الحجرة منتظرًا استجابة الرب لصلاته. وعطس الولد سبع مرات، علامة على التنفس المُستعاد. لقد كوفئ إيمان المرأة وأقيم ابنها من الأموات. وذكرها الروح القدس فى العهد الجديد: «أَخَذَتْ نِسَاءٌ أَمْوَاتَهُنَّ بِقِيَامَةٍ» (عبظ،ظ،: ظ£ظ¥). سابعًا: كانت عظيمة في الشكر. لقد دُفع الولد إلى أمه حيًّا، وهي - بشكر متواضع - «أَتَتْ وَسَقَطَتْ عَلَى رِجْلَيْهِ (أليشع) وَسَجَدَتْ إِلَى الأَرْضِ» (ظ¤: ظ£ظ§). هذه المرأة التقية الأمينة، في وقت الارتداد العام، جعلت يهوه جزءًا حيويًا في حياتها وبيتها. استقبلت نبيًا، لأنه هو مَن أرسله، فنالت أجر نبي في عطية غالية جدًا لأم يهودية؛ ابن لم تكن تجرؤ على طلبه، حتى عندما عُرض عليها. إن الأرملة في بداية الأصحاح، والمرأة الشونمية، هما مثالان عظيمان للطاعة، وحسن الضيافة، والفهم الروحي، والكرم، والرضا، والإيمان، والمثابرة، والشكر. يا ليت الرب يعطينا أن نتمثل بهما! |
||||
22 - 03 - 2021, 04:27 PM | رقم المشاركة : ( 35714 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
طاعة أرملة النبي «وَصَرَخَتْ إِلَى أَلِيشَعَ امْرَأَةٌ مِنْ نِسَاءِ بَنِي الأَنْبِيَاءِ قَائِلَةً: إِنَّ عَبْدَكَ زَوْجِي قَدْ مَاتَ، وَأَنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ عَبْدَكَ كَانَ يَخَافُ الرَّبَّ. فَأَتَى الْمُرَابِي لِيَأْخُذَ وَلَدَيَّ لَهُ عَبْدَيْنِ» (ظ¢ملظ¤: ظ،). لقد وجدت أرملة النبي نفسها في مضايق وصعاب مُريعة؛ فزوجها الذي كان يخاف الله قد مات، ولم يترك لها سوى ديون كثيرة. وبموت زوجها، وجدت نفسها عاجزة عن تسديد مطالب المُرابي، الذي هددها بأن يُوقع عليها أقصى عقوبة للناموس، مُطالبًا بحقه في أخذ الوَلَدين عَبْدَيْن (لاظ¢ظ¥: ظ£ظ©-ظ¤ظ¦؛ متظ،ظ¨: ظ¢ظ¥). وفي احتياجها الشديد، فعلت المرأة الصواب؛ صرخت لأليشع باعتباره رأس الأنبياء المعروف، وكمن عمل أعمالًا عجيبة مثل: معجزة شق الأردن (ظ¢: ظ،ظ¢-ظ،ظ¤)، ومعجزة إبراء المياه (ظ¢: ظ،ظ©-ظ¢ظ¢)، ومعجزة دينونة الاستهتار وعدم الاحترام (ظ¢: ظ¢ظ£-ظ،ظ¥)، ومعجزة ملء الجباب (ظ£: ظ،-ظ¢ظ¢). لقد أسست طلب معونتها على أرضية تقواها؛ إذ كانت تخاف الرب تمامًا كما فعل زوجها. فسأل أليشع المرأة «مَاذَا أَصْنَعُ لَكِ؟ أَخْبِرِينِي مَاذَا لَكِ فِي الْبَيْتِ؟» (عظ¢). فاعترفت المرأة بفقرها العميق، وبأن آخر ممتلكاتها هي كمية ضئيلة جدًا من الزيت. لكن القليل يصير كثيرًا إذا كان الله فيه، فضاعف هو هذا القليل لصالح الأرملة وأليشع. كان هذا القليل في يد النبي كافيًا لأن يُمتحن به الإيمان، ويُبرهن عليه. لقد علم أليشع أن هذه الحالة تتطلب تدخل إلهي، وبالإيمان صدّق أن الله سيفعل. «فَقَالَ: اذْهَبِي اسْتَعِيرِي لِنَفْسِكِ أَوْعِيَةً مِنْ خَارِجٍ، مِنْ عِنْدِ جَمِيعِ جِيرَانِكِ، أَوْعِيَةً فَارِغَةً» (عظ£). لقد أمرها أليشع أن تستعير كل الأوعية التي كان جيرانها على استعداد أن يُعيروها لها. كلما زادت الأوعية، كلما زاد إمداد الزيت المُعجزي. فأطاعت المرأة، وطلبت من ولديها أن يجمعا الأوعية. ثم طلب منها أليشع أن تلبث هي وبنيها في بيتهم كعمل الإيمان. وسألها أيضًا أن تُغلِق الباب. وأطاعت المرأة، منعًا للدعاية والإعلان (متظ¦ :ظ¦؛ لوظ¨: ظ¥ظ،، ظ¥ظ¤). كان ينبغي أن تكون هذه المعجزة خاصة. ولا حتى النبي كان حاضرًا، حتى لا تُعزى المعجزة لخفة أية يد، بل فقط لقدرة الله. وضع الولدان الأوعية أمام أمهما، وطفقت هي تملأها من وعائها الصغير. فكان مصدر الزيت ثابت حسب شدة قوة الله الصانع معجزة مستمرة. هناك تشابه قريب بين هذه المعجزة وبين مضاعفة الفادي المُعجزية لخمس خبزات الشعير والسمكتين الصغيرتين، في الوقت الذي كان التلاميذ يوزعون والجموع تأكل (متظ،ظ¤: ظ،ظ©). لقد توقف تدفق الزيت المعجزي لما لم يكن هناك مزيد من الأوعية لتُملأ. «أَفْغِرْ فَاكَ» - هذا هو أمر الله - «فَأَمْلأَهُ» - هذا هو وعده (مزظ¨ظ،: ظ،ظ*). هناك مدلول روحي لهذه المعجزة. فالزيت هو رمز للروح القدس كما يُرى في صور العهد القديم البديعة حيث نقرأ عن الزيت – رمز لروح الله – ويوضع على الدم – رمز للمسيح على الصليب (خرظ¢ظ©: ظ¢ظ،؛ لاظ،ظ¤: ظ،ظ¤). ويرمز ملء الأوعية الفارغة لملء المؤمنين بالروح القدس (أفظ¥: ظ،ظ¨). وقبل أن يُمكننا أن نمتلئ بالروح، نحتاج أن نُفرَّغ كثيرًا. فقط الوعاء الفارغ هو ما يمكن ملئه. فقط عندما نُفرِغ ذواتنا من الذات والخطية والعالم، يُمكننا أن نمتلئ بروح الله. ولكي نمتلئ من الروح علينا أن نخضع ذواتنا تمامًا له (روظ¨: ظ،ظ£؛ ظ،ظ¢: ظ،). مثلما أخذت الأرملة أمرًا بأن تستعير كل الأوعية المُمكنة. كذلك علينا أن نُسلّم كل أعضائنا لتنشغل بالروح. ينبغي أن نُخضع كل جزء من حياتنا الخارجية والداخلية - الأفكار والكلمات والأعمال والقلب والضمير والإرادة - للروح. إن كان هناك أي جزء من كياننا خاص بنا؛ أي مُحتَجَز بالتمام لنا، إذًا فنحن لسنا مملوئين به. وكنتيجة للإمداد فوق الطبيعي، تمكنت الأرملة من بيع الزيت الفائض، ودفع الدين للمُرَابي، ثم مواصلة الحياة بدون خوف. وكما تمكنت من دفع ديونها والعيش على إمداد الله المعجزي لها، هكذا المؤمن المملوء بالروح، له من القوة ما يجعله يهزم الأعداء، وينتصر على تجارب الحياة المؤلمة، ويحيا وفقًا لمشيئة الله، وينتج ثمر الروح، ويُشبه المسيح في حياته. إن معجزة الزيت تمثل حقيقة هامة تخص الروح، فالوعاء الذي ملأ الأوعية الفارغة يوضح الأنهار الفائضة في يوحنا ظ§: ظ£ظ§-ظ£ظ©. هذه القصة تخبرنا أيضًا أن الرب هو قاضي الأرامل وأبو الأيتام، ويسمع صراخهم. ثم هناك درس الإيمان، على الأوعية أن تُوجد لتمتلئ. لو كان هناك أوعية أكثر لملأها كلها الزيت. لم تكن المحدودية في مصدر الزيت، بل في عدد الأوعية الفارغة لتستقبل الزيت. هناك وفرة من النعمة، وبالإيمان يمكننا أن نأتي دائمًا بأوعيتنا الفارغة لننال من ملئه نعمة فوق نعمة. |
||||
22 - 03 - 2021, 04:28 PM | رقم المشاركة : ( 35715 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
عظمة الشونمية «عَبَرَ أَلِيشَعُ إِلَى شُونَمَ. وَكَانَتْ هُنَاكَ امْرَأَةٌ عَظِيمَةٌ» (عظ¨). هذه المرأة كانت عظيمة من سبع وجهات: أولًا: كانت عظيمة فى الضيافة. «فَأَمْسَكَتْهُ لِيَأْكُلَ خُبْزًا. وَكَانَ كُلَّمَا عَبَرَ يَمِيلُ إِلَى هُنَاكَ لِيَأْكُلَ خُبْزًا» (عظ¨). فهي لم تحسن معاملته في المرة الأولى فقط، لكنها مدت له أطراف دعوة مفتوحة فقبلها. ثانيًا: كانت عظيمة في إدراكها الروحي. «فَقَالَتْ لِرَجُلِهَا: قَدْ عَلِمْتُ أَنَّهُ رَجُلَ اللهِ، مُقَدَّسٌ الَّذِي يَمُرُّ عَلَيْنَا دَائِمًا» (عظ©). لم تستغرق وقتًا طويلًا لتكتشف أن أليشع لم يكن مجرد نبي بالاسم، بل رجل مقدس لله. ثالثًا: كانت عظيمة في استخدام غناها المادي للرب. فعرضت على زوجها أن يبني عُلِّيَّةً صغيرةً على الحائط (السطح)، تحتوي على سرير ومائدة (خوان) وكرسي ومنارة؛ أربع ضرورات في الأثاث الشرقي، تُمثِل كل ما يلزم لرجل الله (عظ،ظ*). هذه الشونمية التقيَّة جهزت لهذا الغريب عُلِّيَّةً صغيرة، بأثاث بسيط، في بيتها. رابعًا: كانت عظيمة في التواضع والقناعة والرضا. وإذ أُسر بالإحسان الذي أظهرته له المضيفة، سألها أليشع أن يكافئها بأية طريقة تُريدها. وحيث كان للنبي تأثير على البلاط الملكي في ذلك الوقت، سألها إن كانت ترجو طلبة من الملك. من الواضح أن دوره في الحرب ضد موآب منحه قبول عند الملك والسلطات الحربية. وإذ كان يعلم أن زوجها شيخ، عرض عليها بحظوته أن يمدها بحماية ملكية. لكنها لم تسعَ لأية مكافأة عالمية منه، وكانت راضية تمامًا بمعيشتها قائلة: «إِنَّمَا أَنَا سَاكِنَةٌ فِي وَسَطِ شَعْبِي» (عظ،ظ£). لقد رفضت عرض أليشع السخي لأنها كانت قانعة بعناية شعبها بها. فأخبر جيحزي - خادم أليشع – سَيِّدَه، أن المرأة ليس لها ولد، وهو عار ونائبة لامرأة يهودية (تكظ£ظ*: ظ¢ظ¢-ظ¢ظ£؛ مزظ،ظ¢ظ¨: ظ£-ظ¤)، لأن البنين كانوا إشارة إلى البركة الإلهية. كان زوجها شيخًا، فكانت فرصة حملها ضئيلة بعيدًا عن عمل الله معها. لكن أليشع أخبرها بأن لها مكافأة على إحسانها: «فِي هذَا الْمِيعَادِ نَحْوَ زَمَانِ الْحَيَاةِ تَحْتَضِنِينَ ابْنًا» (عظ،ظ¦). ولفرحتها الغامرة صارت أمًا. عندما كبر الولد إلى الحد الذي فيه اصطحبه أبوه إلى الحقل، شكا مما بدا أنه ضربة شمس، حسب التوقيت (وقت الحصاد)، وأيضًا حسب شكواه؛ «رَأْسِي، رَأْسِي» (عظ،ظ©). فأمر الأب واحدًا من الغلمان أن يحمل الولد المُصاب إلى البيت، فمات بين ذراعي أمه. خامسًا: كانت عظيمة في الإيمان. لم تخبر المرأة أحدًا - ولا حتى زوجها - أن ابنها قد مات. في إيمان سلَّمت الولد الميت للرب بوضعه «عَلَى سَرِيرِ رَجُلِ اللَّهِ» (عظ¢ظ،). لم تُعطِ لزوجها أي مُبرر لطلب وسيلة مواصلات وخادم ليصطحبها لزيارة أليشع، بالرغم من أنه اعتبر ذلك أمرًا غريبًا أن تذهب إلى النبي في غير أيام الاحتفالات الدينية أو الأعياد (ظ¤: ظ¢ظ£). ركبت الأم المكلومة الحمار لمسافة ظ،ظ¥ ميلًا إلى جبل الكرمل، حيث رآها أليشع، فقال لغلامه جيحزي أن يسألها إن كانت بخير هي وزوجها والولد. فكان جوابها مفعمًا بالإيمان. لقد مات ابن الموعد، إلا أنه وسط عميق حزنها قالت: «سَلاَمٌ» (عظ¢ظ¦). وكإبراهيم الذي وضع إسحاق، ابن الموعد، على المذبح، استندت الشونمية على القيامة، وآمنت بالقادر على الإقامة من الأموات. لقد فقدت ابنها لحين، لكنها لم تفقد إيمانها. فنهض إيمانها مع محنتها، وبلا تأخير سكبت بليتها للنبي قائلة: «هَلْ طَلَبْتُ ابْنًا مِنْ سَيِّدِي؟» (عظ¢ظ¨). هي لم تطلب ابنًا، لكن أن تفقده الآن لهو أسوأ بكثير من ألا يكون لها ولد مطلقًا. سادسًا: كانت عظيمة في المثابرة. لقد أعطى أليشع جيحزي عصاه وقال له أن يضعها على وجه الصبي (عظ£ظ،). فكان فشل جيحزي في إقامة الولد بسبب واحد من أمرين: سواء أنه لم يكن في سلطة أليشع أن ينقل القوة لجيحزي، أو لكون جيحزي ضعيفًا روحيًا وضحلًا فلم يكن عاملًا ملائمًا يمكن لله أن يعمل من خلاله (ظ¥: ظ¢ظ*-ظ¢ظ§). بالإضافة إلى ذلك، فإن العصا الميتة لا يمكن أن تأتي بالحياة. فقط الله الحي من خلال قديس حي، هو مَن يستطيع إقامة ميت. عندما سمعت الأم أليشع وهو يأمر جيحزي أن يذهب، ويضع عصاه على وجه الصبي، اعترضت، وصممت أن يعمل النبي المعجزة بنفسه، فقالت لأليشع: «حَيٌّ هُوَ الرَّبُّ، وَحَيَّةٌ هِيَ نَفْسُكَ، إِنِّي لاَ أَتْرُكُكَ» (عظ£ظ*). لقد تعلق إيمانها بأليشع. لم يستطع جيحزي المساعدة، فكان الاحتياج لرجل الله «فَقَامَ وَتَبِعَهَا» (عظ£ظ*). وإذ سمع أليشع عن فشل جيحزي، أسرع إلى البيت مدركًا حجم الكارثة، وأغلق على نفسه الحجرة مع الولد الميت، وصلى أن ترجع له الحياة. ثم تمدَّد النبي مرتان على الولد، ووضع فَمَهُ على فَمِهِ (ليس كنوع من التنفس الصناعي)، وعينيه على عينيه، ويديهُ على يديهِ (قارن هذا بإيليا في صرفه في ظ،ملوكظ،ظ§: ظ¢ظ، وببولس في أعمالظ¢ظ*: ظ،ظ*). من الواضح أن تمدُّده على الولد الميت هو عمل رمزي لانتقال صحته وحيويته للولد بعد أن صلى. لقد تجاوب الله مع إيمانه وصلاته، ومنح للجسد الميت حياة معجزية بعد أن تمشى في الحجرة منتظرًا استجابة الرب لصلاته. وعطس الولد سبع مرات، علامة على التنفس المُستعاد. لقد كوفئ إيمان المرأة وأقيم ابنها من الأموات. وذكرها الروح القدس فى العهد الجديد: «أَخَذَتْ نِسَاءٌ أَمْوَاتَهُنَّ بِقِيَامَةٍ» (عبظ،ظ،: ظ£ظ¥). سابعًا: كانت عظيمة في الشكر. لقد دُفع الولد إلى أمه حيًّا، وهي - بشكر متواضع - «أَتَتْ وَسَقَطَتْ عَلَى رِجْلَيْهِ (أليشع) وَسَجَدَتْ إِلَى الأَرْضِ» (ظ¤: ظ£ظ§). هذه المرأة التقية الأمينة، في وقت الارتداد العام، جعلت يهوه جزءًا حيويًا في حياتها وبيتها. استقبلت نبيًا، لأنه هو مَن أرسله، فنالت أجر نبي في عطية غالية جدًا لأم يهودية؛ ابن لم تكن تجرؤ على طلبه، حتى عندما عُرض عليها. إن الأرملة في بداية الأصحاح، والمرأة الشونمية، هما مثالان عظيمان للطاعة، وحسن الضيافة، والفهم الروحي، والكرم، والرضا، والإيمان، والمثابرة، والشكر. يا ليت الرب يعطينا أن نتمثل بهما |
||||
22 - 03 - 2021, 04:30 PM | رقم المشاركة : ( 35716 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الشونمية وإدراكها الروحي قالت لرجلها: قد علمت أنه رجل الله ... فلنعمل عُليّة على الحائط صغيرة ونضع له هناك سريرًا وخوانًا وكرسيًا ومنارة ( 2مل 4: 9 ، 10) يصف لنا الروح القدس هذه المرأة بأنها امرأة عظيمة من شونم. هي امرأة غنية ولها مركزها ومقامها، لكنها لا تخجل أن تطلب إلى رجل كان يحرث الأرض أن يدخل بيتها ليأكل خبزًا. فلم تنسَ إضافة الغرباء. لقد أظهرت إيمانها بسخائها وضيافتها لخادم الرب، فكافأها الرب. وإلى جانب سخائها، كان لها تمييز روحي، وهذا واضح من قولها لزوجها عن أليشع: «قد علمت أنه رجل الله مقدس». ولا شك أن أليشع كان يتمتع بالصفات المباركة التي ميَّزته في نظر الآخرين بأنه «رجل الله مقدس». كذلك كان لهذه المرأة إدراك روحي لِما تتطلبه مثل هذه الصفات التي تجلَّت في رجل الله. ليتنا نعيش العيشة المسيحية حتى يميز الآخرون أننا من تلاميذ المسيح. ويكون لنا الإدراك الروحي لِما تتطلبه هذه الحياة إذا ما رأيناها في الآخرين. هذا وقد قادها إيمانها إلى خدمة عملية، فإن لم يكن من حقها أن تخرج لتعمل عملاً ظاهرًا بين الناس، لكنها فعلت ما رأت أن تفعله بكيفية سرية لرجل كان يخدم الله جهارًا. وإذ نلقي نظرة إلى ما فعلته، نحكم على الفور أنه كانت لها حاسيات روحية ممتازة، فميَّزت الأشياء التي توافق رجلاً يشهد ضد الشر، ويشهد لنعمة الله. وما فعلته هذه المرأة لم يكن قياسه ثروتها باعتبار أنها امرأة عظيمة، بل فعلت ما كان مناسبًا لحاجات رجل وصفَته بالقول: «رجل الله مقدس». عملت عُليّة صغيرة، داخلها أثاثات بسيطة هي: سرير، وخوان (أي منضدة)، وكرسي، ومنارة. وهذه هي كل ما رأت أنه لازم لرجل منفصل عن العالم، وقلبه مرتبط بالسماء. لقد عملت ما يحتاج إليه رجل الله دون أي تظاهر. عملت ما يتناسب وذوق ضيفها، دون أن تفكر في تعظيم نفسها في عينيه بعمل ما يتناسب مع ثروتها. ففي الغرفة الصغيرة لم يكن شيء لشهوة العين أو لشهوة الجسد، كما لم يكن فيها شيءٌ من تعظم المعيشة؛ بل كل ما كان فيها، كان بمقدار حاجة ضيف سماوي. ولقد قدَّر رجل الله ما فعلته هذه المرأة وراق في نظره، لأنه رأى فيه ما يوافق ذوقه الروحي ويسد حاجته الزمنية. وأراد أن يقدم لها خدمة جزاء ما فعلت، فقال لها: «فماذا يُصنع لكِ»؟ ..«وَلَدت ابنًا في ذلك الميعاد نحو زمان الحياة». فيا للمكافأة!! |
||||
22 - 03 - 2021, 04:31 PM | رقم المشاركة : ( 35717 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
المرأة الشونمية العظيمة
أَ سلام لكِ؟ أَ سلام لزوجك؟ أَ سلام للولد؟ فقالت: سلام. ( 2مل 4: 26 ) هذه المرأة الشونمية العظيمة، لم تكن تخاف أبدًا خوف الجارية ( 1بط 3: 6 )، بل بشجاعة الزوجة الوفية المُخلِصة، طلبت من زوجها: «فلنعمل (لرجل الله) عُليّة على الحائط صغيرة» ( 2مل 4: 10 ). كان من الواضح أن شخصيتها جعلت زوجها يثق بها ثقة كبيرة، ولذلك فيما بعد عندما سألها عن سبب ذهابها إلى رجل الله، قالت ببساطة: «سلام»، ولم يزِد هو من أسئلته لها (ع22، 23). كانت تعرف أن أمور الله ليست حيوية بالنسبة له مثلها، وأنه لا يستطيع أن يدخل في المعمَعة التي تعرَّضت لها روحها، كما أنه لا يستطيع أن يوفي طِلبتها كرجل الله. ولذلك لم تُخبره حتى أن الصبي قد مات. وحكمتها وسيطرتها على نفسها في هذا الموقف تدعو إلى الإعجاب. وعندما أخبرها رجل الله أليشع «في هذا الميعاد نحو زمان الحياة تحتضنين ابنًا» (ع16)، لم تستطع أن تصدق. من الواضح أنها كانت تتلهف أن يكون لها طفل، ولكنها كانت قد قررت أن تتغاضى عن هذا المَطلَب لأن «رجلها قد شاخ». ولكن بعد ولادة الولد، لا شك أن حُبها له كان قويًا وخالصًا. ولكنها لم تكن امرأة تسيطر عليها الرغبة في الامتلاك، أو يسيطر عليها الخوف من جهة سلامة ابنها، لأنها سمحت له أن يخرج مع والده في وقت الحصاد. وعندما شَكَا من آلام في رأسه (ربما ضربة شمس)، عرف أبوه أين يرسله. ففي وقت الشدة، ليس هناك أفضل للطفل من حضن أمه المُحِبة. وبكل رفق أجلسته على ركبتيها حتى مات. ولكن نلاحظ أن حُبها له، لم يُخرجها عن سيطرتها على نفسها ولا انهارت. بلا شك كان حزنها عميقًا في تلك المأساة غير المتوقعة، إلا أنها «صعدت وأضجعته على سرير رجل الله، وأغلقت عليه وخرجت» (ع21). وفقط الإيمان بالله الحي هو الذي كان يستطيع أن يسندها في ذلك الموقف. وبدلاً من أن يسيطر عليها الاضطراب، تحركت بهدوء وحكمة بدافع اهتمامها بابنها، متيقنة أن رجل الله (وهو رمز للمسيح) هو ملجأها. وعندما أعاد أليشع ابنها للحياة، امتلأ قلبها حتى أنها «سقطت على رجليه وسجدت إلى الأرض» دون أن تنطق بكلمة (ع 37). يا ليت لنا النعمة لكي نتبع مثال أمانتها. |
||||
22 - 03 - 2021, 04:32 PM | رقم المشاركة : ( 35718 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الشونمية
هل لكِ ما يُتكلم به إلى الملك أو إلى رئيس الجيش؟ فقالت إنما أنا ساكنة في وسط شعبي ( 2مل 4: 13 ) لقد كان أليشع سبب خلاص للملوك وقوادهم وجيوشهم من محنة مُحققة (2مل3)، ويمكن له أن يطلب منهم ما تريد المرأة، فهل طلبت أن يتكلم أليشع إلى الملك أو إلى رئيس جيشه عن شيء يخصها؟ كلا. بل كان جوابها جميلاً للغاية، إذ قالت: "إنما أنا ساكنة في وسط شعبي"، وكان لها في هذا الكفاية وكل الكفاية. غير أن أليشع كانت له موارد أخرى غير الملوك والقواد، كانت له موارد السماء، ويستطيع أن يطلب منها ما يشاء، كانت له موارد الله الذي يُحيي الموتى. والمرأة لم ترفض أن يأتي إليها بشيء من هذه الموارد العُليا، وإن كان ما طلبه لها أليشع فوق مستوى إيمانها، لكن في الميعاد الذي قال لها عنه، تحقق لها ما سبق أن تحقق لسارة، وما تحقق في زمان مستقبل لأليصابات امرأة زكريا. وتحققت أن الله قادر أن يُحيي الموتى، وأنه قادر أن يتمم ما وعد به، وهكذا قد تم، إذ "ولدت ابناً في ذلك الميعاد نحو زمان الحياة". لكن كان هناك درس آخر أعمق كان يجب أن تتعلمه هذه المرأة، وهو أن الله الذي يُعطي الحياة هو أيضاً إله القيامة. ألم يتعلم إبراهيم هذا الدرس فوق جبل المُريا؟ ولكي يتعلمه كان لا بد أن يربط إسحاق ابنه ويضعه على المذبح. ولكي تتعلم المرأة الشونمية هذا الدرس كان لا بد أن يموت الولد. وهذا ما حدث. لقد كان موت الولد تجربة قاسية للمرأة، ولكن هذه التجربة أظهرت إيمانها. ففي هدوء تام أضجعت الولد الميت على سرير رجل الله وأغلقت عليه وخرجت. لم تَقُل أية كلمة بخصوص موت الولد لزوجها، لكنها طلبت منه أن يُرسل إليها واحداً من الغلمان وإحدى الأتن لتذهب إلى رجل الله. نعم إلى ذلك الرجل الذي أُستُخدم كواسطة لإعطاء الحياة، فإلى ذلك الرجل عينه تذهب في مشهد الموت. وإجابة لإيمان المرأة وصلاة أليشع، أظهر الله ذاته ليس فقط كمن له القدرة على أن يهب الحياة حيث لا حياة، بل كالذي يُحيي ويُعيد الحياة لمن كان ميتاً. ومن أسمى امتيازاتنا نحن المؤمنين أن نعرف الله كما أعلن لنا ذاته في ربنا يسوع المسيح الذي قال: "أنا هو القيامة والحياة". |
||||
22 - 03 - 2021, 04:34 PM | رقم المشاركة : ( 35719 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
نار الرب!
فسقطت نار الرب وأكلت المحرقة ( 1مل 18: 38 ) إن كنت أنا رجل الله فلتنزل نار من السماء وتأكلك أنت والخمسين الذين لك ( 2مل 1: 10 ، 12) نزلت النار من السماء في أيام إيليا مرتين: الأولى: على جبل الكرمل، وأكلت المحرقة، لذلك أُطلق الشعب حراً، والنار لم تمس أحداً منهم، وقالوا: "الرب هو الله". وهذه صورة للدينونة الإلهية التي كان يجب أن تنصب على المسيح وهو على الصليب حتى يمكن إرجاع قلوب شعبه إلى الله "من العُلاء أرسل ناراً إلى عظامي فسرت فيها" ( مرا 1: 13 ) "فإن المسيح أيضاً تألم مرة واحدة من أجل الخطايا، البار من أجل الأثمة لكي يقربنا إلى الله" ( 1بط 3: 18 ). الثانية: عندما نزلت النار من السماء لتأكل أولئك الذين أرسلهم الملك الشرير أخزيا ليرغموا إيليا على الخضوع لأمره. وهذه صورة للدينونة التي تنتظر العالم الأثيم الرافض للرب يسوع المسيح. إن يوم الدينونة هذا لم يأتِ بعد، والإنجيل الذي موضوعه غفران الخطايا على أساس ذبيحة المسيح لا يزال يُنادي به. ولكن ما هو مصير الذين يحتقرون صوت النعمة؟ يقول الكتاب "قبول دينونة مُخيف، وغيرة نار عتيدة أن تأكل المضادين" ( عب 10: 27 ). وليذكر المتهاونون أن الذي حمل الدينونة على الصليب، هو بنفسه الذي سيُستعلن من السماء للقضاء والدينونة ( 2تس 1: 8 ،9). لقد تذكّر تلاميذ الرب حادثة نزول النار في أيام إيليا لما رفض أهل قرية للسامريين الرب، فقال اثنان منهم "يا رب أتريد أن نقول أن تنزل نار من السماء فتفنيهم كما فعل إيليا أيضاً. فالتفت وانتهرهما وقال لستما تعلمان من أي روح أنتما. لأن ابن الإنسان لم يأتِ ليهلك أنفس الناس بل ليخلّص" ( لو 9: 52 -56). لم يكن وقت القضاء قد جاء بعد، فالرب كان في طريقه لينطلق إلى المجد عن طريق الصليب. والفترة الحالية، التي بين صعود الرب للمجد وبين مجيئه الثاني هي فترة نعمة، فيها يُنادى للناس بهذه الرسالة "فليكن معلوماً عندكم أيها الرجال الإخوة أنه بهذا ينادى لكم بغفران الخطايا" ( أع 13: 38 ). ولكن سيأتي الوقت، وهو قريب جداً، عندما ينتهي زمان النعمة الحاضر، حينئذ تنصب الدينونة على كل الذين لم يؤمنوا بالرب يسوع. وما أجمل ما فعله رئيس الخمسين الثالث، لقد أتى إلى إيليا جاثياً على ركبتيه وتضرع إليه طالباً الرحمة له وللذين معه، ونال طلبه ( 2مل 1: 13 ،14). فهل تأتي متضعاً إلى المسيح فتُرحم؟! |
||||
22 - 03 - 2021, 04:50 PM | رقم المشاركة : ( 35720 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الخدمة البسيطة الأَمِينُ فِي الْقَلِيلِ أَمينٌ أَيْضًا فِي الْكَثِير ( لوقا 16: 10 ) أن تبني ثغرة مُنهدمة في نفس بكلمة، أو أن تنعش نفسًا منحنية بزيارة، أو أن تقوِّم اعوجاجًا في سلوك بنصيحة – كل هذه تبدو خدمات سهلة وبسيطة في نظر الناس. ولكن هي في تقدير الله وعند المؤمنين وفي حقيقتها أيضًا ثمينة جدًا وعظيمة القيمة حتى إنه لا يستطيع أن يقوم بها إلا الأشخاص الذين لهم تقدير كبير لصفات الله، واعتبار كبير للشركة معه، ووزن كبير للتقوى العملية. ويجب أن نعي جيدًا أن العِبرة في الخدمات الظاهرة، مثل الوعظ والنُصح، ليست بأفعال لها صورة الخدمة، بل بالقوة العاملة في مَن يخدم – القوة التي تصحَب الخدمة وتؤثر بها في الآخرين. ونتذكَّر أنه في بداءة حياة أليشع يسجل الوحي عنه أنه «كان يصب ماء على يدي إيليا» ( 2مل 3: 11 )، لكن في نهاية هذه المرحلة التدريبية طلب من إيليا: «ليكن نصيب اثنين من روحك عليَّ» ( 2مل 2: 9 ). وليس عند الله مُحاباة فهو يعطي القوة لمَن يشاء. لقد بدأ أليشع حياته في بساطة واتضاع، واستمر كذلك إلى أن جاء الوقت المعيَّن واستخدمه الله لإجراء أعمال كثيرة. هكذا نحن إن كنا أُمناء في القليل، فلا بد أن الرب يستأمنا على الكثير. لا يجوز لنا أن نطمَع في أداء الأعمال العظيمة قبل أن نكون مستعدين للقيام بالخدمات الصغيرة. نحتاج في هذه الأيام إلى طلب القوة الروحية – كما فعل أليشع – لأن العدو يعمل بشدة لإضعاف شهادتنا. لقد نال أليشع بعد ارتفاع إيليا روح القوة، وهكذا بعد ارتفاع الرب يسوع إلى السماء أرسل إلينا الروح القدس الذي هو روح القوة والمحبة والنُصح. وقد أمر أليشع بجعل الوادي جبابًا جبابًا ليمتلئ بالماء. وفي الوادي والأجزاء المنخفضة نرى صورة للتواضع والنزول لكي يملأنا الرب بروحه، ليتنا نتذلل أمامه معترفين بتقصيرنا ونتضع تحت يد الله القوية لكي يرفعنا في حينهِ. ربي امتلكني واهدني للخيرِ يا منَّانْ أدعوكَ فاسمعْ واروني من نبعِكَ الملآنْ لكي أعودَ من جديدْ أسعى وأطلبَ المزيدْ من نعمةِ العهد الجديدْ بكَ ربي يسوعْ |
||||