منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 24 - 06 - 2013, 12:04 PM   رقم المشاركة : ( 3511 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,860

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

لاتحزنوا الروح

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

القدِّيس مار فيلوكسينوس:
"لأن كل الذين ينقادون بروح الله فأولئك هم أبناء الله" (رو 8: 14).
يوصي بولس الرسول بهذا: "لا تُحزنوا الروح القدس الذي به ختمتم" (أف 4: 30)، وقد سمعتم كيف علمنا بولس عن أمرين: يبقى الروح القدس فينا عندما نخطئ ويكون حزينًا بسبب الخطية، فيقول: "لا تُحزنوا روح الله الذي فيكم"، فهو فينا، ويحذرنا ألاَّ نخطئ، وبالتالي لا نحزنه، ولا نطفئ العمل السري لنفوسنا. وكما يقول بولس الرسول في موضع آخر: "لا تطفئوا الروح" (1 تس 19: 5). أي لا تُحزنوه بالخطية وإلاَّ سينطفئ نوره من نفسك.

هذا النور الذي عندما يضيء في داخلك، يهبك اقتناء قوة تفوق إدراك العقل، وتستطيع أن تصارع ضد "السلاطين والقوات" (أف 6: 12)، وتحارب ضد الأرواح الشريرة تحت السماء، وترفض العالم بكل ملذاته وأوجاعه. تتأثر كل تلك الأشياء بتوهج واشتعال الروح داخلنا. يحذرنا بولس الرسول الذي أدرك القوة العاملة للروح في تعاليمه: "غير متكاسلين في الاجتهاد، حارين في الروح، عابدين الرب". وأيضًا: "لأن كل الذين ينقادون بروح الله فأولئك هم أبناء الله" (رو 8: 14).
إذًا عند وجود الروح القدس داخلنا، أي في المعمَّدين، لا يقيِّد الشخص الذي يريد أن يخطئ بالقوة، بل ببساطة يرشده ويحثُّه علي عدم فعل ذلك. ولا يهرب الروح من النفس الساكن فيها حينما تخطئ ويعود إليها عند التوبة كما يقول الجهلاء، بل بالحري يبقي فينا عاطلاً بلا عمل. يا عزيزي، لأي سبب يفارقنا عندما نخطئ؟ كأن خطيتنا يمكن أن تؤذيه أو كأن قداسته قد اشتركت أو تلطخت بالتراب، أو كأنه لم يستطع منع الأذية عن نفسه بسبب خطيتنا عندما يكون فينا.


+ ها الرب يخاطب كل واحد وكل واحدة فينا : قائلا: "وهبتك روحي القدُّوس قائدًا لك في طريق القداسة.يبكت أعماقك، ويملأها رجاء فيّ!
يهبك استنارة، فتكتشف أسرار حبي. يقدسك ويهيئك، لأحِل أنا وأبي فيك.
يرفع قلبك إلى السماء، فلا تُستعبد لأحدٍ أو لشيءٍ ما. يقودك ويقدم لك إرادتي إردة خاصة لك."

 
قديم 24 - 06 - 2013, 12:12 PM   رقم المشاركة : ( 3512 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,860

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

أحبوا وطنكم... لا تيأسوا... لا تستسلموا... لا ترحلوا
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


ما أمرَّ حياتنا هذه السنين، كل يوم نسكب دموعاً وتُسفَك دماءٌ، وتترمّل نساؤنا ويرحل أقرباؤنا، واصبحت بيوتُنا خربةً لا نَفَسَ فيها ولا حركة، وحتى الطير هجرها، والسنونو لم يعد إليها، وأُهملت قبورُنا، ولا أحد مَن يحمل موتانا إلى حيث يرقدون، وقُبرت أحلامُنا وشُوّهت وجوهُنا، ولم يعد لنا مَن إليه نشكو حالَنا، وأخذ كلٌّ يداوي قلقَه وقساوةَ مضجعِه حسب علمه وتفسيره ونظرته وحكمته، وكأن الإله قد نسي شعبه (إش 14:49)، وهل من شعب قاسى ما قاسيناه... حروب جعلتنا سيوفاً ملتوية، وحصار صنع منا مستعطين، نخاف أن نتطلّع من خلال أبواب مساكننا خوفاً، بل نهمس همساً كي لا تسمع يمينُنا ما تقرّره شمالُنا، وأصبح الأقوياء وأصحاب الكراسي هم السادة، ومكث الأبرياء والفقراء محتَقَرين ومهانين وليس إلا عبيداً، ولكن الرب دعانا جميعاً أحباءه (يو15:15)، فلا مَن يطالب بالحق، بل هناك مَن يصفّق للظلم واتّهام الأبرياء لغايات كونهم يقولون الحقيقة، وذلك عبر منظار قريب، مع علمي أن الله لم يعلّمنا أن ننظرَ بل علّمنا أن نحبّ.

نعم، تساؤلات وتساؤلات... نعم، علامات استفهام وأخرى تعجبية قد تركزت في عقولنا وقمة حكمتنا، وكأننا في وادي الدموع وساحةِ المعارك وميدانِ القتال، ولم نعد ندري مَن نُنْصِفْ ومَن نَتَّهمْ، ونصّبنا ذواتِنا حكّاماً لِمَن يقف في وجوهنا منادياً من أجل نيل حقه وتقرير مصيره وتعايشه للحقيقة، عاملاً بقول سيده:"قولوا الحق، والحق يحرركم" (يو32:8)... وهذه كلها آلام وشقاء حصلت لربنا أمام كبار الحكّام والسلاطين ودار الولاية وسفر قيافا وحنّان... وهكذا تمضي الأيام بنا ولا ندري أين المرفأ وإلى أين نحن سائرون... هل في مواكب الألم، أم في طريق الأحلام، أم في حقيقة الحدث حيث الإنتهازيون يقتنصونها، أم ماذا؟... وحتى متى؟.

نعم، أحبّنا المسيح، فهل من حب أسمى من حبّه لنا (يو13:15)... فافتَقَدَنا، ونصبَ خيمتَه بيننا لينقذنا من حالتنا، ومن بؤسنا وشقائنا، الجاثمة على صدور خِلْقَتِنا... حبّه جعلنا نقدّس ألمنا ونقهر صراعنا مهما كان قاسياً علينا، ونمسح دموعنا بمنديل سيدة الشهداء كما فعلت وارينا لأنها أحبّت (لو 47:7)... ولأننا نحب سنضع أمام أنفسنا مسيحنا المصلوب (غلا 1:3)، وكلنا أمل وإيمان ورجاء أن الغني مهما كان غنياً سيكون يوماً في جهنم (لو23:16)، ولعازر مهما كان فقيراً ستحمله الملائكة إلى أحضان نبي الآباء إبراهيم (لو 22:16)، وفي كلتا الحالتين هو الله الصالح (لو 13:12)، إذ في الأول عمل الغني لإله البطون، وفي الثاني عاش الله لعازره... وفي كل ذلك تكون الشهادة هي سموّ التضحية كما هو الحال في شهداء وضحايا سيدة النجاة، حيث أصبحت دماؤهم حبراً وعلامة لصلاتهم ومناجاتهم.

نعم، الشهادة لنا رسالة حملتها إلينا كنيسة العليّة، والشهيد ما هو إلا راسم لمسيرة الحياة بقطرات الدماء التي تُسكَب لتبجّل الإله المُحبّ الذي ينتظرنا عبر سلّم يعقوب، وساعة التجلّي، ولحظة الصعود، والعيون شاخصة إلى حيث هو الكائن (رؤ 3:6). وفي الشهادة سارت القافلة حاملة إسطيفانوس وأغناطيوس وآخرين، وبموتهم عُمِّذَت كنيسة المشرق باسم كنيسة الشهداء.

نعم، إنها مسيرة شاقة ولكنها مُحبّة... وصلت إلينا بعد مرّ الأجيال، وتجددت في طرق الأزمان بعد أنهار من دماء القداسة، حيث أصبح المسيحيون مشاريع عطاء، لا لشيء إلا لكونهم تُبّاعاً للذي قال لهم:"مَن آمن بي وإنْ مات فسيحيا" (يو25:11)، ولم يفكروا يوماً أنهم قُتلوا لأنهم ذبائح المحبة، فاتحين طريقاً للسلام، وحياةً للمهمَّشين والمرذولين، وملاحقتهم ما هي إلا تحقيق لِمَا قاله مسيحنا:"يسلّمونكم إلى ضيق ويقتلونكم وتكونون مبغَضين من الكل من أجل اسمي" (متى 9:24)

إن هذه المشاهد الإيمانية، وإنْ كانت مؤلمة ومُحبّة، فهي علامة مسيحية في سرّ البطولة الحقيقية التي حملها شهداؤنا، فخلطوا دماءهم بتربة وطنهم وكانوا شهوداً (متى 19:28)، كما كانوا مدرسة إليها انتمى المعمَّذون باسمه، وأصبحوا حنطة كانت للجائعين خبزات (يو9:6)، وللعطاش ينبوعاً محيياً (يو14:4)، وكتبوا تاريخاً حافلاً وطويلاً كونهم فضّلوا الموت على نكران إيمانهم أو هجر أوطانهم أو حمل حقائبهم، فقد كانوا من أجله يموتون كل يوم.

أعزائي... صحيح إننا نعيش وضعاً مأسوياً وصعباً، بل جداً قاسياً، بل مخيفاً، لا نعرف كيف ومتى ستكون نهايته وكأنه نفق ليس مظلماً فقط بل بلا أمل في الخروج منه... وهذه المواقف القاسية لا تعني لنا إلا أن نوحّد كلمتَنا ونُرَوحِن حياتَنا من أجل أفق البقاء ومواجهة الضياع الذي يتربّص بنا، لنزرع الأمل والرجاء، لأنني أخاف أن يكون هذا الضياع من صنع أيدينا وصبغ إرادتنا. فما نحتاجه ليس أكثر من إدراك عمق حضورنا المسيحي وسموّ رسالتنا الإنسانية، كي لا نكون فريسة سهلة للقاصي والداني، للعصابات والجماعات الظالمة والمظلمة. يجب أن نكون بعضنا لبعض راية تحتها تستظلّ أجيالنا، وعلى أكتاف قلوبنا نحملها مهما كانت الشدائد والضيقات والإضطهادات، ومهما تحكّمت فينا لغة السيف والعنف والتفجير... هذه كلها لا تفزعنا كوننا نؤمن أن الله معنا (لو 50:9) فمَن علينا.

ولنا في شهدائنا أعظم أنموذج، ودماؤنا وإنْ سالت كما في سيدة النجاة ما هي إلا شهادة على حقيقة ما كتبناه وما تعلّمناه وما آمنّا به... إنها الحقيقة في الصميم، ولا يمكن للحقيقة أن تحني قامتها أمام أقزام الشرّ بل لخالقها ليس إلا!.

ولندرك جيداً أن العالم يستغلّنا لملء صفحات جرائده ومجلاته ودورياته وعناوين أخباره وفراغ برامجه، فيطلب أعدادَنا قبل أن يدرك أنّ عددَنا هو وطنُنا، وإنّ بقاءنا هو مسيحيتنا، وإن رسالتنا ما هي إلا إنجيلنا، وإن إنجيلنا ما هو إلا حب، وحب فوق الصليب فقط.

فإن كان هناك أصوات تدعونا إلى أن نهمل البلاد ونغادرها بطرق شتى وبسبل مختلفة عبر منابر الزمن وسلاطين الدنيا وعبيدات الكراسي بحجة لمّ الشمل وحقوق الآخر، فالكنيسة ستبقى الشاهدة الأمينة مع أبنائها الأمناء على حقيقة الكرازة من أرض الوطن حيث تبدأ البشارة، ومن هنا يأتي الخلاص (يو22:4)... وما الدنيا إلا تجارة خاسرة وبائسة يخطط لها ذو الجاه والسلطة والمال... إنها الدكتاتورية بالذات.

"لنفهم كلنا، كما يقول البابا يوحنا بولس الثاني، أن بقاءنا هو ضمان لبقاء القيم التي ترمز إلى الإستقلال والتعددية والتوازن الطائفي واحترام حقوق الإنسان، عندها فقط نقيم الحوار في وجه الإستخفاف والتهكّم، ونقاوم الإستسلام واليأس، لأن الخطر كل الخطر بالنسبة إلى الأقلية هو الإنطواء على الذات"... ويضيف ويقول:"أردتُ أن أتكلم عن جمال أرض الشرق وقداسته، فإني لأعبّر عن تعلّقي بهذه الأرض"... ما أسماها من كلمات وما أعمق معناها، فالحرية ليست في وطن محصَّن بل في آتون مضطرم كالفتية في الآتون... فلا يجوز أن نكون أحجار عثرة أمام الآخرين بل صخرة صلدة لنعطي ثمناً لدمائنا ونكون بذاراً صالحاً لأجيالنا، فتكون شهادتنا هي حقيقتنا، ولا يجوز أن نبقى تائهين على دروب الزمن، ومهاجرين، حاملين همومنا وبلايانا وصلباننا من أجل اللجوء والتوطين، وبذلك نقلع جذورنا من أرض أجدادنا، ونفرغ كنائسنا التي علينا واجب إنعاشها وحمايتها لتواصل مسيرة الإنجيل الخلاصية مسارها.

نعم، كلنا نعلم أن بلداننا، وخاصة بعد إنعقاد سينودس أساقفة الشرق الأوسط في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، تعيش مرحلة حساسة وشديدة الخطورة، بل وصلت الحالة إلى طردنا واضطهادنا وتهجيرنا، شئنا أم أبينا، وهكذا خطّطوا وهكذا أرادوا، وما علينا إلا أن نعمل كي لا نكون عبيداً مطيعين لهم، بل نقف موقف الندّ عِبْرَ تضامن كلنا للمواجهة عبر الشجاعة والأمل والرجاء، كي لا تَمُتْ روح السينودس فينا، فهذه مشيئتهم... أما نحن سنعمل جاهدين على إبراز هوية وجودنا وحقيقة حضورنا عبر الوحدة والكلمة، وليس عبر حمل الحقائب والرحيل إلى حيث أرض الله الواسعة، فتلك خطيئة ضد روح السينودس ليس إلا!.

فما نحتاج إليه هو أن نحكّم عقولنا، ونحدّد جهة مسارنا، وندرك أهمية رسالتنا الوجودية المسيحية، ولنفهم ما نقرأ، وما أكّدوه لنا آباؤنا البطاركة حينما قالوا:"إن الرسالة هي الشهادة الحية، وإن الهجرة تستنزف وجودنا وتسدّ آفاق مستقبلنا، ونحن نفتخر بأننا شرقيون مسيحيون ولسنا مسيحيين من الشرق"... فنحن لسنا أقليّة بل نحن سكان أصليون، لنا تاريخ أصبح جزءاً من تاريخ الشعوب، كنا ولا زلنا بُناة حضارة بلاد الرافدين والنيل، وساهمنا في نهضة اللغة والثقافة والمجتمع. فمسيحيتنا غِنى لشرقنا، ولا يجوز إنكار ذلك، فنحن منه وله ومن أجله.



فلا نستسلم لليأس القاتل كي لا نكون في مهبّ الريح، يلعبون بنا متى يشاؤون وأينما يشاؤون وحسبما يشاؤون، بل لنكون طلاب مدرسة "تحت أقدام الصليب"، نملأ قلوبنا شجاعة للشهادة للحياة، وكلمة في الإستشهاد "كونوا حكماء كالحيات" (متى 16:10). ولنعمل برؤية مستقبلية واضحة لدى الجميع من أجل حقوقنا في أرضنا وأرض أجدادنا... وما أحوجنا اليوم إلى تعبئة روحية ونظرة جريئة وبعيدة المدى في معنى وجودنا، وإلا عبثاً نحتمي خلف أنظمة، ونتحصّن وراء ضمانات، ونتطلّع إلى حمايات وسياجات، وعبثاً نسعى إلى تثبيت وجودنا على أرض نظنّها ثابتة تحت أقدامنا إذا لم نسمع كلمة الرب في أن ننعش إيماننا، فالروح حسب إعتقادي قد ابتعد عن مسيرة دعوتنا "حتى متى أكون معكم يا قليلي الإيمان" (لو25:8)، فنرى شِباكنا لا تصيد شيئاً، لا ليلاً ولا حتى نهاراً، فنحن خُلقنا لنموت، ولكن مع المسيح نموت لنحيا... فلماذا الخوف؟... ألم يقل نبي الرجاء وخادم الله يوحنا بولس الثاني:"لا تخافوا ولا تستحوا أبداً عندما يجب أن تدافعوا عن حرياتكم وخاصة عن حرية القيم الإنجيلية التي تحيوها معاً"؟.

وأختم بنداءٍ إلى أعزائي الشباب وجّهه آباؤنا البطاركة في مؤتمرهم:"الوطن وطنكم. أحبوا أوطانكم. فلا تيأسوا ولا تستسلموا، ولا تعملوا أبداً لإحباط المعنويات، بل عليكم أن تحملوا أمانة إيمانكم في قلوبكم بمسؤولية مسيحية واعية الإنتماء، وحب أوطانكم في أعناقكم من أجل بنائه...".

وأقولها خاتماً... كل ذلك لا يمكن أن يكون إذا كان قلبنا بعيداً عن روح الصلاة والتأمل، فهما سلاح لا تراه العيون بل تعمل به العقول، وهو مفتاح لباب العريس (متى 10:25)، والويل لنا إذا أضعنا المفتاح، فسيبقى الباب مغلقاً. فالخطر الذي يهددنا، يقول سينودس الأساقفة، يأتي خصوصاً من إبتعاد المسيحيين عن حقيقة إنجيلهم وإيمانهم ورسالتهم. فمصيبة الإنسان الحقيقية ليست كامنة في الألم الناجم عن تحديات الرسالة، بل في فقدانه الرسالة، هذا الفقدان الذي يؤدي إلى ضياع المعنى والهدف في الحياة.



فهل أتت الساعة لنلقى جزاءنا وجزاء فعلتنا وضعف إيماننا وكثرة لهونا؟... وماذا لو متنا حبّاً براعينا وفادينا وكنيستنا وشهادة لإيماننا، وما ذلك إلا مطلب السينودس حينما يقول:"واجب الكنيسة يقتضي منها أن تشجع أبناءها على البقاء كشاهدين ورسل وبُناة سلام وسعادة هانئة في أوطانهم. فلا يجوز أبداً أن يكون في دواخلنا مجال لليأس والإستسلام من أجل الرحيل... وهذا ما يجب أن نزرعه وننمّيه في قلوب أبنائنا ومسيرة حياتنا... وليعمل كلام المسيح فينا ومعنا وبيننا، لأجله نموت، ومعه نحيا، وفيه يكون رجاؤنا... ودمتم.

 
قديم 24 - 06 - 2013, 12:13 PM   رقم المشاركة : ( 3513 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,860

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

أحبوا وطنكم... لا تيأسوا... لا تستسلموا... لا ترحلوا
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


ما أمرَّ حياتنا هذه السنين، كل يوم نسكب دموعاً وتُسفَك دماءٌ، وتترمّل نساؤنا ويرحل أقرباؤنا، واصبحت بيوتُنا خربةً لا نَفَسَ فيها ولا حركة، وحتى الطير هجرها، والسنونو لم يعد إليها، وأُهملت قبورُنا، ولا أحد مَن يحمل موتانا إلى حيث يرقدون، وقُبرت أحلامُنا وشُوّهت وجوهُنا، ولم يعد لنا مَن إليه نشكو حالَنا، وأخذ كلٌّ يداوي قلقَه وقساوةَ مضجعِه حسب علمه وتفسيره ونظرته وحكمته، وكأن الإله قد نسي شعبه (إش 14:49)، وهل من شعب قاسى ما قاسيناه... حروب جعلتنا سيوفاً ملتوية، وحصار صنع منا مستعطين، نخاف أن نتطلّع من خلال أبواب مساكننا خوفاً، بل نهمس همساً كي لا تسمع يمينُنا ما تقرّره شمالُنا، وأصبح الأقوياء وأصحاب الكراسي هم السادة، ومكث الأبرياء والفقراء محتَقَرين ومهانين وليس إلا عبيداً، ولكن الرب دعانا جميعاً أحباءه (يو15:15)، فلا مَن يطالب بالحق، بل هناك مَن يصفّق للظلم واتّهام الأبرياء لغايات كونهم يقولون الحقيقة، وذلك عبر منظار قريب، مع علمي أن الله لم يعلّمنا أن ننظرَ بل علّمنا أن نحبّ.

نعم، تساؤلات وتساؤلات... نعم، علامات استفهام وأخرى تعجبية قد تركزت في عقولنا وقمة حكمتنا، وكأننا في وادي الدموع وساحةِ المعارك وميدانِ القتال، ولم نعد ندري مَن نُنْصِفْ ومَن نَتَّهمْ، ونصّبنا ذواتِنا حكّاماً لِمَن يقف في وجوهنا منادياً من أجل نيل حقه وتقرير مصيره وتعايشه للحقيقة، عاملاً بقول سيده:"قولوا الحق، والحق يحرركم" (يو32:8)... وهذه كلها آلام وشقاء حصلت لربنا أمام كبار الحكّام والسلاطين ودار الولاية وسفر قيافا وحنّان... وهكذا تمضي الأيام بنا ولا ندري أين المرفأ وإلى أين نحن سائرون... هل في مواكب الألم، أم في طريق الأحلام، أم في حقيقة الحدث حيث الإنتهازيون يقتنصونها، أم ماذا؟... وحتى متى؟.

نعم، أحبّنا المسيح، فهل من حب أسمى من حبّه لنا (يو13:15)... فافتَقَدَنا، ونصبَ خيمتَه بيننا لينقذنا من حالتنا، ومن بؤسنا وشقائنا، الجاثمة على صدور خِلْقَتِنا... حبّه جعلنا نقدّس ألمنا ونقهر صراعنا مهما كان قاسياً علينا، ونمسح دموعنا بمنديل سيدة الشهداء كما فعلت وارينا لأنها أحبّت (لو 47:7)... ولأننا نحب سنضع أمام أنفسنا مسيحنا المصلوب (غلا 1:3)، وكلنا أمل وإيمان ورجاء أن الغني مهما كان غنياً سيكون يوماً في جهنم (لو23:16)، ولعازر مهما كان فقيراً ستحمله الملائكة إلى أحضان نبي الآباء إبراهيم (لو 22:16)، وفي كلتا الحالتين هو الله الصالح (لو 13:12)، إذ في الأول عمل الغني لإله البطون، وفي الثاني عاش الله لعازره... وفي كل ذلك تكون الشهادة هي سموّ التضحية كما هو الحال في شهداء وضحايا سيدة النجاة، حيث أصبحت دماؤهم حبراً وعلامة لصلاتهم ومناجاتهم.

نعم، الشهادة لنا رسالة حملتها إلينا كنيسة العليّة، والشهيد ما هو إلا راسم لمسيرة الحياة بقطرات الدماء التي تُسكَب لتبجّل الإله المُحبّ الذي ينتظرنا عبر سلّم يعقوب، وساعة التجلّي، ولحظة الصعود، والعيون شاخصة إلى حيث هو الكائن (رؤ 3:6). وفي الشهادة سارت القافلة حاملة إسطيفانوس وأغناطيوس وآخرين، وبموتهم عُمِّذَت كنيسة المشرق باسم كنيسة الشهداء.

نعم، إنها مسيرة شاقة ولكنها مُحبّة... وصلت إلينا بعد مرّ الأجيال، وتجددت في طرق الأزمان بعد أنهار من دماء القداسة، حيث أصبح المسيحيون مشاريع عطاء، لا لشيء إلا لكونهم تُبّاعاً للذي قال لهم:"مَن آمن بي وإنْ مات فسيحيا" (يو25:11)، ولم يفكروا يوماً أنهم قُتلوا لأنهم ذبائح المحبة، فاتحين طريقاً للسلام، وحياةً للمهمَّشين والمرذولين، وملاحقتهم ما هي إلا تحقيق لِمَا قاله مسيحنا:"يسلّمونكم إلى ضيق ويقتلونكم وتكونون مبغَضين من الكل من أجل اسمي" (متى 9:24)

إن هذه المشاهد الإيمانية، وإنْ كانت مؤلمة ومُحبّة، فهي علامة مسيحية في سرّ البطولة الحقيقية التي حملها شهداؤنا، فخلطوا دماءهم بتربة وطنهم وكانوا شهوداً (متى 19:28)، كما كانوا مدرسة إليها انتمى المعمَّذون باسمه، وأصبحوا حنطة كانت للجائعين خبزات (يو9:6)، وللعطاش ينبوعاً محيياً (يو14:4)، وكتبوا تاريخاً حافلاً وطويلاً كونهم فضّلوا الموت على نكران إيمانهم أو هجر أوطانهم أو حمل حقائبهم، فقد كانوا من أجله يموتون كل يوم.

أعزائي... صحيح إننا نعيش وضعاً مأسوياً وصعباً، بل جداً قاسياً، بل مخيفاً، لا نعرف كيف ومتى ستكون نهايته وكأنه نفق ليس مظلماً فقط بل بلا أمل في الخروج منه... وهذه المواقف القاسية لا تعني لنا إلا أن نوحّد كلمتَنا ونُرَوحِن حياتَنا من أجل أفق البقاء ومواجهة الضياع الذي يتربّص بنا، لنزرع الأمل والرجاء، لأنني أخاف أن يكون هذا الضياع من صنع أيدينا وصبغ إرادتنا. فما نحتاجه ليس أكثر من إدراك عمق حضورنا المسيحي وسموّ رسالتنا الإنسانية، كي لا نكون فريسة سهلة للقاصي والداني، للعصابات والجماعات الظالمة والمظلمة. يجب أن نكون بعضنا لبعض راية تحتها تستظلّ أجيالنا، وعلى أكتاف قلوبنا نحملها مهما كانت الشدائد والضيقات والإضطهادات، ومهما تحكّمت فينا لغة السيف والعنف والتفجير... هذه كلها لا تفزعنا كوننا نؤمن أن الله معنا (لو 50:9) فمَن علينا.

ولنا في شهدائنا أعظم أنموذج، ودماؤنا وإنْ سالت كما في سيدة النجاة ما هي إلا شهادة على حقيقة ما كتبناه وما تعلّمناه وما آمنّا به... إنها الحقيقة في الصميم، ولا يمكن للحقيقة أن تحني قامتها أمام أقزام الشرّ بل لخالقها ليس إلا!.

ولندرك جيداً أن العالم يستغلّنا لملء صفحات جرائده ومجلاته ودورياته وعناوين أخباره وفراغ برامجه، فيطلب أعدادَنا قبل أن يدرك أنّ عددَنا هو وطنُنا، وإنّ بقاءنا هو مسيحيتنا، وإن رسالتنا ما هي إلا إنجيلنا، وإن إنجيلنا ما هو إلا حب، وحب فوق الصليب فقط.

فإن كان هناك أصوات تدعونا إلى أن نهمل البلاد ونغادرها بطرق شتى وبسبل مختلفة عبر منابر الزمن وسلاطين الدنيا وعبيدات الكراسي بحجة لمّ الشمل وحقوق الآخر، فالكنيسة ستبقى الشاهدة الأمينة مع أبنائها الأمناء على حقيقة الكرازة من أرض الوطن حيث تبدأ البشارة، ومن هنا يأتي الخلاص (يو22:4)... وما الدنيا إلا تجارة خاسرة وبائسة يخطط لها ذو الجاه والسلطة والمال... إنها الدكتاتورية بالذات.

"لنفهم كلنا، كما يقول البابا يوحنا بولس الثاني، أن بقاءنا هو ضمان لبقاء القيم التي ترمز إلى الإستقلال والتعددية والتوازن الطائفي واحترام حقوق الإنسان، عندها فقط نقيم الحوار في وجه الإستخفاف والتهكّم، ونقاوم الإستسلام واليأس، لأن الخطر كل الخطر بالنسبة إلى الأقلية هو الإنطواء على الذات"... ويضيف ويقول:"أردتُ أن أتكلم عن جمال أرض الشرق وقداسته، فإني لأعبّر عن تعلّقي بهذه الأرض"... ما أسماها من كلمات وما أعمق معناها، فالحرية ليست في وطن محصَّن بل في آتون مضطرم كالفتية في الآتون... فلا يجوز أن نكون أحجار عثرة أمام الآخرين بل صخرة صلدة لنعطي ثمناً لدمائنا ونكون بذاراً صالحاً لأجيالنا، فتكون شهادتنا هي حقيقتنا، ولا يجوز أن نبقى تائهين على دروب الزمن، ومهاجرين، حاملين همومنا وبلايانا وصلباننا من أجل اللجوء والتوطين، وبذلك نقلع جذورنا من أرض أجدادنا، ونفرغ كنائسنا التي علينا واجب إنعاشها وحمايتها لتواصل مسيرة الإنجيل الخلاصية مسارها.

نعم، كلنا نعلم أن بلداننا، وخاصة بعد إنعقاد سينودس أساقفة الشرق الأوسط في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، تعيش مرحلة حساسة وشديدة الخطورة، بل وصلت الحالة إلى طردنا واضطهادنا وتهجيرنا، شئنا أم أبينا، وهكذا خطّطوا وهكذا أرادوا، وما علينا إلا أن نعمل كي لا نكون عبيداً مطيعين لهم، بل نقف موقف الندّ عِبْرَ تضامن كلنا للمواجهة عبر الشجاعة والأمل والرجاء، كي لا تَمُتْ روح السينودس فينا، فهذه مشيئتهم... أما نحن سنعمل جاهدين على إبراز هوية وجودنا وحقيقة حضورنا عبر الوحدة والكلمة، وليس عبر حمل الحقائب والرحيل إلى حيث أرض الله الواسعة، فتلك خطيئة ضد روح السينودس ليس إلا!.

فما نحتاج إليه هو أن نحكّم عقولنا، ونحدّد جهة مسارنا، وندرك أهمية رسالتنا الوجودية المسيحية، ولنفهم ما نقرأ، وما أكّدوه لنا آباؤنا البطاركة حينما قالوا:"إن الرسالة هي الشهادة الحية، وإن الهجرة تستنزف وجودنا وتسدّ آفاق مستقبلنا، ونحن نفتخر بأننا شرقيون مسيحيون ولسنا مسيحيين من الشرق"... فنحن لسنا أقليّة بل نحن سكان أصليون، لنا تاريخ أصبح جزءاً من تاريخ الشعوب، كنا ولا زلنا بُناة حضارة بلاد الرافدين والنيل، وساهمنا في نهضة اللغة والثقافة والمجتمع. فمسيحيتنا غِنى لشرقنا، ولا يجوز إنكار ذلك، فنحن منه وله ومن أجله.



فلا نستسلم لليأس القاتل كي لا نكون في مهبّ الريح، يلعبون بنا متى يشاؤون وأينما يشاؤون وحسبما يشاؤون، بل لنكون طلاب مدرسة "تحت أقدام الصليب"، نملأ قلوبنا شجاعة للشهادة للحياة، وكلمة في الإستشهاد "كونوا حكماء كالحيات" (متى 16:10). ولنعمل برؤية مستقبلية واضحة لدى الجميع من أجل حقوقنا في أرضنا وأرض أجدادنا... وما أحوجنا اليوم إلى تعبئة روحية ونظرة جريئة وبعيدة المدى في معنى وجودنا، وإلا عبثاً نحتمي خلف أنظمة، ونتحصّن وراء ضمانات، ونتطلّع إلى حمايات وسياجات، وعبثاً نسعى إلى تثبيت وجودنا على أرض نظنّها ثابتة تحت أقدامنا إذا لم نسمع كلمة الرب في أن ننعش إيماننا، فالروح حسب إعتقادي قد ابتعد عن مسيرة دعوتنا "حتى متى أكون معكم يا قليلي الإيمان" (لو25:8)، فنرى شِباكنا لا تصيد شيئاً، لا ليلاً ولا حتى نهاراً، فنحن خُلقنا لنموت، ولكن مع المسيح نموت لنحيا... فلماذا الخوف؟... ألم يقل نبي الرجاء وخادم الله يوحنا بولس الثاني:"لا تخافوا ولا تستحوا أبداً عندما يجب أن تدافعوا عن حرياتكم وخاصة عن حرية القيم الإنجيلية التي تحيوها معاً"؟.

وأختم بنداءٍ إلى أعزائي الشباب وجّهه آباؤنا البطاركة في مؤتمرهم:"الوطن وطنكم. أحبوا أوطانكم. فلا تيأسوا ولا تستسلموا، ولا تعملوا أبداً لإحباط المعنويات، بل عليكم أن تحملوا أمانة إيمانكم في قلوبكم بمسؤولية مسيحية واعية الإنتماء، وحب أوطانكم في أعناقكم من أجل بنائه...".

وأقولها خاتماً... كل ذلك لا يمكن أن يكون إذا كان قلبنا بعيداً عن روح الصلاة والتأمل، فهما سلاح لا تراه العيون بل تعمل به العقول، وهو مفتاح لباب العريس (متى 10:25)، والويل لنا إذا أضعنا المفتاح، فسيبقى الباب مغلقاً. فالخطر الذي يهددنا، يقول سينودس الأساقفة، يأتي خصوصاً من إبتعاد المسيحيين عن حقيقة إنجيلهم وإيمانهم ورسالتهم. فمصيبة الإنسان الحقيقية ليست كامنة في الألم الناجم عن تحديات الرسالة، بل في فقدانه الرسالة، هذا الفقدان الذي يؤدي إلى ضياع المعنى والهدف في الحياة.



فهل أتت الساعة لنلقى جزاءنا وجزاء فعلتنا وضعف إيماننا وكثرة لهونا؟... وماذا لو متنا حبّاً براعينا وفادينا وكنيستنا وشهادة لإيماننا، وما ذلك إلا مطلب السينودس حينما يقول:"واجب الكنيسة يقتضي منها أن تشجع أبناءها على البقاء كشاهدين ورسل وبُناة سلام وسعادة هانئة في أوطانهم. فلا يجوز أبداً أن يكون في دواخلنا مجال لليأس والإستسلام من أجل الرحيل... وهذا ما يجب أن نزرعه وننمّيه في قلوب أبنائنا ومسيرة حياتنا... وليعمل كلام المسيح فينا ومعنا وبيننا، لأجله نموت، ومعه نحيا، وفيه يكون رجاؤنا... ودمتم.

 
قديم 24 - 06 - 2013, 12:15 PM   رقم المشاركة : ( 3514 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,860

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الروح القدس ويوم الخمسين - من كتابات الآباء

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
[ كما أن نفخة الله قد حَلَّت في الجُبلة الأولى، هكذا استؤمنت الكنيسة على عطية الله (أي الروح القدس)، حتى باشتراك جميع الأعضاء فيه، ينالون منه الحياة، وفي الكنيسة اذُّخرت الشركة مع المسيح، التي هي الروح القدس عينه، عربون عدم الفساد وثبات إيماننا، والسلم الصاعد إلى الله... لأنه حيث تكون الكنيسة، يكون روح الله، وحيث يكون روح الله، تكون الكنيسة وكل موهبة. والروح هو حق، ولذلك فالذين لا يشتركون فيه لا يرضعون ثدي أمهم (الكنيسة) لينالوا الحياة، ولا يرتشفون من الينبوع الصافي الذي ينبع من جسد المسيح ] (القديس إيرينيئوس – ضد الهرطقات 3: 24: 1)
  • [ بدون روح الله يكون الجسد ميتاً، عادم الحياة، وعاجزاً عن أن يرث ملكوت الله... ولكن حيث يكون روح الآب، هناك يكون الإنسان حياً... ويصير الجسد ميراثاً للروح وكأنه قد نسى كيانه الخاص، واكتسب صفات الروح، وتشبَّه بشكل كلمة الله ... لذلك قيل: كما أننا بدون الروح السماوي، كنا نسلك فيما مضى في الجسد العتيق، وكنا غير طائعين لله؛ هكذا الآن بعد ان قبلنا الروح "فلنسلك في جدَّة الحياة" (رومية 6: 4)، ولنكن مُطيعين لله. إذن، فنحن بدون روح الله، لا نستطيع أن نخلُص ] (القديس إيرينيئوس ضد الهرطقات 5: 9: 3)
[ إن الروح القدس لم يحل هُنا (يتكلم عن يوم الخمسين وحلول الروح القدس على التلاميذ حسب وعد الآب) كمجرد قوة كما كان فيما سبق، وإنما يُمكن أن يُقال إنه بجوهره صار يُشاركنا ويُعايشنا. فقد كان لائقاً بعد أن عاش الابن في وسطنا جسدياً، أن يظهر لنا الروح أيضاً في هيئة جسمية... وقد جاء في هيئة ألسنة بسبب اتصاله بالكلمة (اللوغوس)، وهذه الألسنة كانت نارية بسبب قدرته على التطهير... أو بسبب جوهره الناري، لأن "إلهنا نار آكلة" (عبرانيين 12: 29)، تأكل التواني... والألسنة كانت "منقسمة" بسبب تنوع المواهب، وكانت "جالسة (مستقرة، والكلمة في اليوناني ἐκάθιεν = جلست للاستقرار) على كل واحد" (أعمال 2: 3)، إشارة إلى أن الروح يملك ويستريح في قديسيه (إشعياء 57: 15 LXX). وقد حدث ذلك في "عُلية" (أعمال 1: 13)، إشارة إلى العتيدين أن يقبلوه يجب عليهم أن يرتفعوا ويتساموا عن الأرضيات، وهكذا يسوع أيضاً في عُلية قد منح شركة أسراره للذين تكمَّلوا بالخيرات الفائقة ] (عظة عن يوم الخمسين للقديس غريغوريوس النزينزي الناطق بالإلهيات الثيئولوغوس 41: 11و 12)
  • [ لماذا يدعو الرب نعمة الروح القدس ماء؟ (يوحنا 4: 14، 7: 38و 39)، ذلك لأن قوام كل شيء بالماء، ولأن الماء يُنشئ الخُضرة ويُحيي الكائنات الحية، ولأن الماء ينزل من السماء، ولأن الماء ينزل واحداً في شكله ولكنه يتنوع في مفعوله، فإن ينبوعاً واحداً يسقي الفردوس كله (تكوين 2: 10)، والمطر الواحد بعينه ينزل على العالم كله، فيصير أبيض في السوسنة وأحمر في الوردة، وأرجوانياً في الزنبقة والبنفسج، ويتنوع في النخلة غير ما يكون في الكرمة، وهو يصير في الكل كل شيء، مع بقائه واحداً في طبعه، دون أن يختلف بعضه عن بعضه. فإن المطر لا يُغير ذاته وينزل بصورٍ مختلفة عن بعضها، ولكنه يتكيف مع طبيعة الكائنات التي تقبله، فيصير لكل واحدة منها بما يُناسب تكوينها. وهكذا الروح القدس أيضاً، وهو واحد بطبعه وغير منقسم، لكنه يُقسَّم النعمة على كل واحد كما يشاء (1كورنثوس 12: 11) ] (وحدة الروح القدس وتنوع مواهبه للقديس كيرلس الأورشليمي عظة 16: 12)
 
قديم 24 - 06 - 2013, 12:20 PM   رقم المشاركة : ( 3515 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,860

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

لا يعسر عليك أمر
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
من هو الذي يخرق الأمور الطبيعية الثابتة لكي يصنع معجزة؟ ومن هو الذي يحقق المستحيل في زمن الأبواب المغلقة؟ ومن هو الذي يجعل المطر ينهمر في أوقات الجفاف ليشبع الجميع؟ وحده الذي ظهر لموسى في العليقة والذي جعل المياه تغمر الأرض في أعظم طوفان، الله الذي لا يعسر عليه أمر وحده:

يحطم القيود:
"انفلتت انفسنا مثل العصفور من فخ الصيّادين الفخ انكسر ونحن انفلتنا" ( مزمور 7:124 ). بعد أن كنا جميعا نتخبط في أوحال الخطية، وفي عبودية ابليس وبعد أن كنا داخل سجن مليء بالظلمة التي لا توصف، حيث أغلق باب الأمل وباب الرجاء وشعرنا أن كل شيء قد انتهى، في هذه اللحظة الحرجة تدخل المسيح لكي يحطم قيود الخطية وجعلنا احرار كما وعد "فإن حرركم الإبن فبالحقيقة تكونون أحرارا" (يوحنا 36:8). نعم الفخ انكسر ونحن حلّقنا في سماء الحياة الروحية مع الله. فما أعظمك لأنك لا يعسر عليك أمر.

يصنع الأفضل:
"وأما أنا فقط أتيت لتكون لهم حياة وليكون لهم أفضل" (يوحنا 10:10). دائما الإنسان يبحث في الحياة عن الأفضل له ولعائلته وعشيرته ودائما يركض ويتعب ويجد نفسه يدور في حلقة مفرعة لا تنتهي، ولكن المسيح برحمته وعظمته دائما يهتم ودائما يريد أن يقدم الأفضل لأحبائه، وممكن أحيانا لا نفهم ما يحضّر لنا الله من أمور رأئعة وفي وسط المسيرة، نتفاجىء بجواهر روحية لا تقدر بثمن يقدمها الله لكل فرد منا دون أن يكون أحد مستحق هذا. وبكل ثقة أستطيع أن اقول لا يعسر عليك أمر.

يهذّب النفوس:
"أعلمك وأرشدك الطريق التي تسلكها انصحك عيني عليك" (مزمور 8:32). ما أجمل ترتيب الله في حياتنا، فهو الذي ينظر بمعمق إلى النفس البشرية حيث العواطف والإرادة والقوة الداخلية، هناك الله يرتب كل شيء يدربنا ويرشدنا ويهذبنا في طريق محبته ويعتني بنا "أيضا إن سرت في وادي ظل الموت لا اخاف شرا لأنك أنت معي" (مزمور 4:24). ما أعظمك يا إلهي عندما تجعل النفس التي أنت خلقتها تتمايل بين سلامك ورحمتك، نعم أيها الرب القدير لا يعسر عليك أمر. "قد علمت أنك تستطيع كل شيء ولا يعسر عليك أمر" (أيوب 42:2).
 
قديم 24 - 06 - 2013, 12:27 PM   رقم المشاركة : ( 3516 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,860

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

القيامة الأخيرة




وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


سؤال ملح يخطر على أذهان المؤمنين بشكل مستمر: ما هو الشكل الذي سنكون عليه في السماء وإذا سيكون بإستطاعتنا التعرف على شكل الأشخاص الذي نعرفهم وإذا كانت أجسادنا المقامة ستحمل سمات تأثير العمر كالشيخوخة وما غيرها.

الحقيقة ان تفاصيل هذه الأمور تظل غامضة لنا لان الكتاب المقدس لا يحتوي على أكثر من تلميحات، لكن بالرغم من اننا لا نعرف التفاصيل بالتحديد لكننا نعرف ان الإجابة لكل هذه الأسئلة ستكون أروع من اي توقعاتنا الحالية أذ يقول الكتاب المقدس في كورنثوس الأولى 2: 9 "«مَا لَمْ تَرَ عَيْنٌ وَلَمْ تَسْمَعْ أُذُنٌ وَلَمْ يَخْطُرْ عَلَى بَالِ إِنْسَانٍ: مَا أَعَدَّهُ اللهُ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَهُ»."

الكتاب المقدس واضح وصريح بشأن القيامة النهائية لأجاسد القديسين فقد اُعلنت قيامة يسوع انها باكورة اولئك الذين سيشتركون أيضاً في القيامة.
أجسادنا الحالية قابلة للفساد والفناء لذلك سنعطى أجساد جديدة بحالة جديدة كاملة من ناحية الكمية والنوعية. سنكون أيضاً معروفين بجسدنا الجديد المقام حتى لو كنا لا نعرف بعد كيف سيتم هذا بقوة الله.

أجسادنا الجديدة ستكون مناسبة بصفة خاصة للحياة الأبدية في ملكوت الله. أجسادنا الجديدة لن تكون قابلة للفساد ولن تتعرض للفناء او التأثر بالمرض او الألم او الموت.


الخلاصة
لا نعرف بالتفاصيل ماهية اجسادنا بعد القيامة الأخيرة لكننا نعرف ان الله وعدنا بشئ يفوق كل عقل. الكتاب المقدس يوضح لنا اننا سنأخذ اجساد جديدة ممجدة بعد القيامة ستكون مؤهلة ومناسبة للحياة في ملكوت الله.
 
قديم 24 - 06 - 2013, 05:23 PM   رقم المشاركة : ( 3517 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,860

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

في تعامل الروح القدس مع النفس

كيف نميز تبكيت الروح

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

من طبيعة الروح القدس، أنه مُحيي يشفي من الموت إذ ينقل قوة حياة المسيح في كل نفس لتدخل في سرّ حرية مجد أولاد الله، إذ بكونه روح التبني يعطينا هبة البنوة في المسيح يسوع، لذلك فهو لا يزرع الخوف في قلب الإنسان بل يطرد رعبة الدينونة والخوف من الموت خارج كيان الإنسان كله، لأنه كما أنه هو روح التبني فهو روح الحياة في المسيح يسوع الذي يعتق من ناموس الخطية والموت، ويقود النفس للحياة الأبدية ويقويها يوماً بعد يوماً في داخلها ويقوي رجاءها في المسيح يسوع حسب مسرة مشيئة الله الآب الذي يزرع قوة أبوته في داخل النفس ويؤكدها، لذلك لم يعد لمن يؤمن بمسيح القيامة والحياة خوف العبيد، بل أصبح عوض هذا الخوف القاتل والمدمر للنفس "مخافة الرب" أي مهابته والإحساس بعظمته التي تخلص كل خاطئ وذلك بزرع المحبة في قلب كل إنسان بروح الله لأنه هو الذي يسكب محبة الله في قلوبنا كأب لنا في المسيح يسوع، لذلك نهابة بالمحبة ونخافه كأب ونحن له ابناء في يسوع المسيح...
  • ولنا الآن أن نُميز صوت الروح القدس من جهة تبكيت نفوسنا، لأن بكون لنا الآن وضع جديد بحياة جديدة بالإيمان الحي العامل بالمحبة، لذلك فهو عندما ينتهر إنما ينتهر برحمة الله، وليس الانتهار المصحوب بالتسلط الذي يكشف عن ضعف في النفس، وربما مرض يحتاج إلي علاج، لكنه انتهاره انتهار أبوة محبة الله لابن محبوب لديه في جسد المسيح الحي أي الكنيسة
لذلك يا إخوتي أعلموا يقيناً أن عندما يؤنب الروح القدس الضمير، أو حتي يُبكت البعيد عن الله الذي لم يؤمن بعد، فهو لا يحطم ولا يقتل ولا يضع الخاطئ أمام الدينونة وحدها فقط ليرعبه، بل يضع أمام عينيه الدينونة مع محبة الله، لأنه يكشف عن الموت الذي في القلب [ أن لم تتوبوا فجميعكم كذلك تهلكون ] ويشخص الحالة، ويواجه الإنسان بالإيمان بالمسيح ليعلن له: [ إذن لا شيء من الدينونة الآن على الذين هم في المسيح يسوع ] [ إذن أن كان أحد في المسيح يسوع فهو خليقة جديدة ]، لأن الروح القدس يأخذ من خلاص المسيح ويعطيه لكل نفس لكي تؤمن فيكون لها الحياة...

لذلك لن اكتب لكم إلا ما قاله الآباء المختبرين لحياة التجديد المستمر في نمو دائم إذ قالوا لنا عن خبرة: أن أي تأنيب يخلو من المحبة ليس من الروح القدس، وربما يرجع إلي الذاكرة وإلي خبرات قديمة، وإلي الشعور بالذنب، وهو ليس من الاتضاع بالمرة. لأن الاتضاع هو إحساس عميق بمحبة الله وصلاحه يجعل الإنسان يشعر بأنه لا شيء. أما إذا حاول الإنسان بدون استعلان صلاح الله ومحبته أن يقول أنا خاطئ، ويصمت، فإن رد الفعل عند هؤلاء الذين يقولون أنهم خطاة تراه في أنهم أكثر الناس تسلطاً مملوئين عجرفة، والدليل بأنهم يظنوا أنهم معلمين التقوى ولا يوجد مشابه لهما، وقد يزدادوا شهره يوماً بعد يوم على أساس أنهم معلمين بل وقد تصل لحد أنهم قديسين.

  • عموماً كما أحب أن أقول دائماً: أن من تذوق غفران الله ويثق فيه لا يقل أنا خاطئ ويصمت، بل في أعماق شعوره من الداخل يشهد الروح القدس في أعماق قلبه بفرح الخلاص العظيم: [ أنه الخاطئ الذي أحبه يسوع ]
 
قديم 24 - 06 - 2013, 05:27 PM   رقم المشاركة : ( 3518 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,860

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الموت على الصليب...!

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الموت على الصليب

{ولكننا نحن نكرز بالمسيح مصلوباً، لليهود عثرة ولليونانيين جهالة} (١ كو ٢٣:١).
إن ميتة الصليب قد اعتبرت، دونا عن كل الميتات، ميتة خزي وعار. ولقد استخدمت القوانين الوضيعة مثل النار، والسيف، والفأس، والرجم بالحجارة، والشنق، وكأس السم، وسائل لإنهاء حياة المحكوم عليهم بالموت. ولكن هذه الوسائل ما كانت تنتقص من مقام المحكوم عليهم. وفي أحيان كثيرة كانت ترتبط بالكرامة، وما كان يحسب إنهاء الحياة بواسطتها تحقيراً أو مهانة. ولكن ليست هكذا ميتة الصليب، فضحيتها كان يشهر به، إذ كان يسمر عارياً على الخشب، ليقاسي تلك الميتة البطيئة القاسية، وسط هزء الجماهير وسخريتهم، بدلاً من إشفاقهم ومواساتهم. وهكذا اعتبر الصلب نوعاً من العار، خصص للصوص والطبقات المنحطة. وبالنسبة لليهود في زمن المسيح، كما بالنسبة للأمم على السواء، كانت ميتة الصليب ترتبط بالعار واللعنة، وليس بالكرامة والبركة. وفي نظر الناس كانت ترتبط بالضعف والجريمة. ولقد سمح الله بأن يكون هذا مفهوم الصليب لدى كافة الشعوب والأجناس، بأن يكون عاراً،. وحينما يأتي البديل العظيم في ملء الزمان أي المسيح، ليأخذ مكان الخاطئ، ليموت بدلاً عن كل الجنس البشري.

ولكننا نرى بولس، بعد مرور أربعة آلاف عام على بدء الخليقة، يتخذ من أداة العار هذه، من أداة اللعنة والتحقير، وسيلة للمجد، والقوة، والفخار. وإذا به يهتف أمام الجميع، الأممي مع اليهودي، اليوناني، والبربري، والسكيثي مع الروماني، قائلاً:
{حاشا لي أن أفتخر إلا بصليب ربنا يسوع}المسيح ومنذ تلك الساعة أصبح للصليب القوة العظمى على الأرض، القوة الهادئة التي لا تقاوم .. التي تنتشر بلا ضجيج في الوجود، كما ينتشر النور في جحافل الظلام .. القوة التي تنتصر ، وتهدم كافة الأصنام والجهالات، ولا تقف في وجهها الفلسفات، إنها قوة فوق الطبيعية،وصدق من قال فيها قولته الصادقة المدوية: {لأني لست أستحي بإنجيل المسيح لأنه قوة الله للخلاص}.

هذه القوة تبقى مستمرة – في سرها تبقى .. في صمتها تبقى .. في تأثيرها أيضاً تبقى. إن الصليب لم يصبح بعد حكاية قديمة، والكرازة بالصليب لم تفقد بعد فاعليتها. هناك البعض، في أيامنا، يحاولون أن يثبتوا لأبناء هذا العصر أن الصليب قد مضي زمانه وفات، وأن القبر المفتوح ليس سوى مدفنة يهودية، وأن مسيح المستقبل لا بد وأن يكون على طرف نقيض مع مسيح الماضي، والكتاب يختلف عنه كل الاختلاف، وليس هنالك من ائتلاف. لكن هذا لن يزعزع عقيدتنا. إنه يقودنا لنتمسك بالصليب أكثر، ونتعمق في معرفته إلى أعماق أكبر، كالمركز الرئيسي للإنجيل، الذي هو حكمة الله، بعيداً عن كل قال وقيل ..

دعونا نتأمل الصليب كالإعلان الإلهي، وتفسير كل أمور الله. دعنا نفحصه لنرى فيه المفتاح لشخصية الله، ولكلمته، ولطرقه، ولأهدافه. بل المفتاح الذي يفسر ألغاز الوجود، وتاريخ الكنيسة.

عن طريق الصليب أظهر الله لنا من هو الإنسان لقد عبر الإنسان عن نفسه في الصليب .. لقد أظهر ذاته، واعترف بطريق لا شعوري بمشاعره بالنسبة لله – عن سلطانه، وكيانه، وصفاته، وناموسه، ومحبته.

ومع أنه علم الله المسبق، ومشورته السرمدية، كانت تعمل في الصليب (أع ٢٣:٢)، ألا أن الإنسان هو الذي رفع الصليب مسمراً عليه ابن الله. وهكذا في سماح الله للإنسان بأن يظهر مشاعر قلبه، ويعبر عن كل ما في باطنه، وفي تهيئة الظروف له لذلك، عبر الإنسان عن بغضه القاتل لله ولابن الله المتجسد. وإذ رأى أن هذه أشنع ميتة يمكن أن يقدمها، رأى أنها أليق ميتة تليق بالابن الكريم! وهكذا تحدثت عداوة الإنسان الطبيعية، بغير كلمات، وعبرت عن نفسها بهذا العمل القاتل الذي أظهر به عداوته. بل إن الإنسان تفاخر بعاره وغباوته صارخاً: {اصلبه .. اصلبه}، {هذا هو الوارث، هلموا نقتله}،{ ليس هذا بل بارأباس}.

وهكذا فسر الصليب الإنسان. لقد نزع القناع عن تدينه الزائف المصطنع، وأظهر نفسية تفيض بكل ويلات الجحيم، ونيرانها، وبغضائها.

لكن ماذا يعني الصليب؟
المحبة، أم الكراهية، أم عدم الاهتمام؟.
هل المحبة تطلب موت الحبيب؟
أم الكراهية والبغضاء؟
انظر إلى يديك. أنهما ملطختان بالدم.
ودم من هذا؟
إنه دم ابن الله الوحيد. كلا. إن المحبة لم تقتل المسيح، وعدم الاهتمام لم يصلبه. ولكن البغضة … الكراهية .. العداوة بينك وبين الله .. عداوة العقل الجسدي الطبيعي ..

وقد تقول بأنني لا حق لي أن أدينك. وأنا لا أدينك يا أخي. الصليب هو الذي يدينك. وإني أطلب منك أن تفيق لنفسك، وتحاسب نفسك. إن الصليب يفسر أفكارك ويترجم نوازعك .. ويكشف خبيئات أعماقك.

أكرر القول بأن الصليب هو مترجم طبيعة الإنسان .. مفسر عداوة الإنسان من نحو الله .. المعلن لرفض ابنه .هذا الصليب الصارخ، بدون كلمات، عن حاجة الإنسان إلى مخلص كريم.

وزيادة على ذلك فإن في رفض ابن الله، تقييم الإنسان للابن: وماذا ترى في حياة المسيح؟
وفي موقف الناس منه؟
لقد عاش السيد بين ألوف الذين يتبعونه من الناس. وحينما أزداد الكره والحقد بيع للعدو وقدر ثمنه بثمن عبد ، وبثلاثين من الفضة. وفي محاكمته فضلوا لصاً قاتلاً عليه. وفي الصليب تجلى تقدير الناس إلى أحط الحدود – لقد رفعوه بين لصين، فحسب في عداد المجرمين … لقد حقره البشر في حياته .. في شخصه .. في دمه .. في تعاليمه .. في إرساليته التي من أجلها جاء من عند الآب ..

أيها الأخ والأخت، ما هو حكمك على الصليب؟.
هل هو جهالة، أم حكمة؟
هل ترى في طريق الخلاص الذي يقدمه، قمة الحكمة الإلهية، وسموا المحبة الغنية؟
هل كشف الصليب، كما يفسره الروح القدس لك، أعماق قلبك الذي يسوده دخان الهاوية؟
وهل قبلت كشفه لطبيعتك، وطريقته للمصالحة الأكيدة بينك وبين الله؟.
أشكرك أحبك كثيراً
يسوع المسيح يحبكم جميعاً
هو ينبوع الحياة الأبدية
 
قديم 24 - 06 - 2013, 08:14 PM   رقم المشاركة : ( 3519 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,860

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

ساعات تحتاج فى وقت الشدة حد غالى عليك
تفضفضلة وتسمعلة ومحتاج لحضنه ..
تجرى وتترمى فية ..........
ساعات تحتاج لمعنى الاب وتحتاج منه حبه حب
محتاجلك يا ربى محتاج أوى لحضنك
يارب ممكن تسامحنى؟ ينفع من تانى تقبلنى؟
ما قدرش أقول مش هاغلط تانى
بس
...
هاطلب روحك يملانى
هاطلب قوة تهز كيانى علشان
ارفض صوت العالم مهما ندانى+



وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
قديم 25 - 06 - 2013, 01:17 PM   رقم المشاركة : ( 3520 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,860

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

من الخيانه خرج من القلب اكبر صرخه

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
عرس الآب كان جاهز والإبن العريس حاضر
ومظاهر فرح العرس قائم

ولكن

أين المدعوون

اين المحبين

اين من أُعد من اجلهم كل شئ

أعتذر الجميع بقلب جاحد

اشتهى الجميع الذات الفانى

نسى الجميع عظمة صاحب العرس القائم

نقضوا العهد ففناهم

نقضوالعهد فعادوا لأصلهم الفانى

وفتح القدوس باب العرس لكل الطرقات

قتح الباب لكل انسان يسعى لحبه ويشتاق للعشره مع الله

قتح الباب ودعى كل من له الإستعداد

وفرح الآب بالعرس وفرح بابنه العريس وأعد له أبهى عرس فى الحياه

والعروس هى البشريه المستعده المشتاقه لحضن عريسها وبهاء سماه

ولـــــــــــــــــــــــــكن من هذا من هذا هناك

من هذا الخائن الذى دخل عرس الآب بدون حله العرس المليئه بالصدق والنقاء

ناداه السيد اين لباس العرس يا صاحب

وكيف دخلت بين الصفوف واين هو الإستعداد

ونادى السيد العبيد الأمناء

اربطوا يديه ورجليه وضعوه فى الظلمه الخارجيه

من هذا الذى تجراء لدخول عرس السيد بدون استعداد

من هذا سوى يهوذا الذى تنباء عنه السيد وحذره

ولكن هيـــــــــــــــــــــــــــــــــــــهات

كيف تجرأ قلبك يا من أخذت مواهب ورسايل السيد كباقى عبيده الأمناء

كيف رخص فى عينك سيد الأسياد

وبكم بعته يا إنسان

أثلاثون من الفضه هو فى عينك قيمة من سلمك قلبه وجعلك أمينا على المال

وهل كنت أمينا يا صاحب ؟؟؟؟

آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآ آآآآآآآآآآآه

على صرخه الحبيب الذى طعن من الصديق

صرخة القدير كانت على فقدان الصديق

فقدان من إختار بإرادته الهلاك والموت والإنفصال عن الله

ما أصعب الغدر والخيانه من القريب

طُعن القدوس كلمه الله طُعن والطعن غائر عميق

طعنه ليست بحربه بل هى طعنه تمزق القلب باعظم ألم

ولا أحد يشعر بيه سواه فيشفق على الطاعن ويحاول التحذيرولكن هل من مجيب؟

طعن ومازال يطعن منى عندما انكره واتذمر على حمل الصليب

طُعن ومازلت يطعن بكل رغبه فى سلطان الحياه والتهاون فى قيمة ملكوت القدير

فنسلم القلب للعالم ونترك السعى لملكوت السموات

آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآ آآآآآآآآآآآآه عليّ انا يهوذا القرن العشرين

أختار المتعه والتلذذ بالمال ويثقل قلبى إذا ماوقفت أناجى من فدانى

وكانى له غريب ولست ابن مفدى بدمه الكريم

أفيقى يا نفسى من غفوه الحياه ولا تكونى يهوذا جديد

لا تنكرى صليبك بل احمليه بفخر وشكر عظيم

لا تخشى شيئاً فلك مكان فى سماء القدير

وهنا ياتى سؤال غريب يتردد فى الذهن كثير

هل اتقوقع واترك العالم

ياتى صوته الحانى يا بنى لقد ناجيت الأب من اجلك

لقد طلبت ان لا تؤخذ من العالم بل يحميك فكن الشمعه التى بى تنير

برأس منكس حزين سألت كيف ؟

كيف اعيش فى العالم ولا اخونك وطلبات العالم لا تنتهى فكيف معك اعيش

أجابنى القدير

يا بنى عش فرح فى العالم ولكن لا تجعله يعيش فيك

بسرعه البرق نادت الروح كيف يا قدير؟

أجاب استخدم المال ولكن لا تحبه لا تجعله يملك قلبك

واجعل الرحمه والعطاء طريقك

فقط اشعر باخوك الإنسان

بل دع قلبك لى وانا بكل احتياجك كفيل

فهل تثق بى

جريت اسجد تحت قدميه بدموع كثير أثق يا قدير

رفع راسى بحنان عجيب

اذا اهتممت بفحص ذاتك فلن تجد وقت لفحص افعال الغير فلن تدين

بدموع العين اجبت كيف لا ادين والمضايقين حولى يتباهوا بضيقى انا الضعيف

الغدر من الرفيق وليس لى صديق سواك يا قدير

بنظره عتاب دخلت الأعماق هزت كيانى

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وقبل ان يتحدث اجبت بفخر عظيم انت تكفينى يا عظيم

ضمنى القدوس البار وشعرت بما شعر بيه يوحنا الحبيب

شعرت ان الدنيا ملكى مادمت متكئ على صدر القدير

شعرت بعمق صرخه قلبه المطعون من غدر يهوذا

وكم مره يعاد هذا الإحساس اليه كلما بعناه باذهد الأشياء

سامحنى يا قدوس على تهاون وتقصير فى الحياه

وعلمنى كيف اعيش فى العالم ولا يعيش العالم فى قلب ابنك فيملؤه بالأثام

فقد وجدت العشره معاك اشهى من الشهد وانقى واروع من اى شئ فى الحياه

اشكرك يا ملك الآنام على رحمتك ومواهبك ونعمك التى تفيض بها علىّ برحمتك يا قدوس يا بار

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
موضوع مغلق


الانتقال السريع


الساعة الآن 09:52 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024