12 - 05 - 2012, 02:49 PM | رقم المشاركة : ( 341 ) | ||||
† Admin Woman †
|
الأُتن الضالة فضلَّت أُتن قيس أبي شاول. فقال قيس لشاول ابنه: خُذ معك واحدًا من الغلمان وقُم اذهب فتِّش على الأُتن ( 1صم 9: 3 ) نحن بحسب الطبيعة متمردون ونتبع إرادتنا الذاتية. وما هذه الأُتن الضالة إلا صورة لنا بحسب الطبيعة كمَن ابتعدنا عن الله وارتدنا طرقنا الخاصة. وكما كانت هذه الأُتن بحاجة إلى يد قوية تُمسك بزمامها، هكذا شعب إسرائيل الذي في أوقات كثيرة تصرَّف على هذا المنوال. وهكذا يكون الشخص الذي جاء يبحث عن هذه الأُمة المتمردة العاصية في حاجة إلى معونة إلهية ليتولى زمام الأمور. والحقيقة أن شاول لم يعثر على الأُتن الضالة، بل رُدَّت إلى أبيه بمعجزة إلهية. وبالمثل لا يمكن لبشر أن يرُّد ضالاً إلا الله. فإذا رُدّ فإن ذلك يكون بعمل إلهي. وهكذا عندما جاء الوقت للمَلك الحقيقي ليدخل مدينته، دخلها على جحش ابن أتان لم يجلس عليه أحد من قبله قط. لقد بحث شاول باجتهاد عن الأُتن الضالة في عدّة أماكن، ولكنه فشل في العثور عليها. فأولاً، هو بحث في «جبل أفرايم» الذي يعني ”مُثمر“، ثم بحث في «أرض شليشة» والتي تعني ”الجزء الثالث“. إذًا فقد بحث شاول في مساحة شاسعة، ولكن ليس في مكان الثمر ولا في الطريق الواسع يمكن العثور على الضال. ثم بحث في «أرض شعليم» والتي تعني ”مكان تجاويف“ أو ”أودية“، وفي «أرض بنيامين» والتي تعني ”يدي اليمين“ والتي تُشير إلى الرِفعة والتميُّز. ولكن لا في مكان الضِّعَة ولا في مكان الرفعة يمكن أن يُرَّد الإنسان الطبيعي إلى الله. فالفقراء والدهماء بعيدون عن الله بذات قدر بُعد الشرفاء والأغنياء. وأخيرًا جاء إلى «أرض صوف» والتي تعني ”قرص عسل“ حيث كفَّا عن البحث. وقد نرى في ”صوف“ حلاوة وجاذبية الطبيعة، ولكن ليس ما هو أبعد منها عن الله. فقد يكون المرء جذابًا بالطبيعة ولكن دون أدنى فكر صحيح عن الله، وإذا لم يكن للأفضل بحسب الطبيعة قلب مع الله، فلا بد أن يقلع عن البحث. وهكذا يتضح جليًا أن باحثًا من نوع آخر مطلوب ليجد الضالين، وقد جاء ووجدهم في مكان مختلف عن تلك التي ارتداها شاول. حيث وُضع هذا الباحث إلى تراب الموت رازحًا تحت حمل الدينونة، وهناك وُجد الضال. |
||||
12 - 05 - 2012, 02:51 PM | رقم المشاركة : ( 342 ) | ||||
† Admin Woman †
|
أنا عطشان بعد هذا رأى يسوع أن كل شيء قد كمل، فلكي يتم الكتاب قال: أنا عطشان. ( يو 19: 28 ) كانت هذه هي الصرخة الوحيدة التي انطلقت من الرب يسوع على الصليب مُعبرة عن آلامه الجسدية. لقد كان أمرًا مألوفًا أن يجزع المحكوم عليهم بالصلب، وأن يستعطفوا وأن يتوسلوا بصراخ ودموع وأحيانًا كانوا يهدرون تذمرًا وينفرون من الصلب في شراسة. أما يسوع المسيح فلم يلفظ كلمة واحدة تنم عن الشكوى إلى هذه اللحظة. وحتى بعد هذه اللحظة في وسط الآلام الشديدة كان ضابطًا لنفسه ـ كان محصورًا بالاهتمام بالآخرين أو بالصلاة لله. ويا له مثالاً رائعًا للصبر! هل يمكن أن يكون هذا هو الذي وقف مرة في أورشليم في وسط جمع حاشد يقول: «إن عطش أحد فليُقبل إليَّ ويشرب»؟ ( يو 7: 37 ). أ هذا هو الذي جلس على بئر يعقوب مع السامرية يقول لها: «كل مَن يشرب من هذا الماء يعطش أيضًا، ولكن مَن يشرب من الماء الذي أعطيه أنا فلن يعطش إلى الأبد، بل الماء الذي أعطيه يصير فيه ينبوع ماء ينبع إلى حياة أبدية»؟ ( يو 4: 14 ). أ يمكن أن يكون ذاك الذي يمثل هذه الكلمات كان على استعداد أن يطفئ عطش العالم، هو نفسه الذي يقول الآن: «أنا عطشان»؟ نعم هو هو نفسه. وهذا التباين ملحوظ في كل أدوار حياته. تباين بين الغنى والفقر الظاهري. كان قادرًا على أن يُغني الكثيرين ومع ذلك كان يُخدَم من أموال نساء فضليات تبعنه. قال مرة: «أنا هو خبز الحياة» ولكنه أحيانًا «جاع». لقد وعد المؤمنين به «عروشًا» و«منازل كثيرة» ولكنه عن نفسه يقول: «للثعالب أوجرة، ولطيور السماء أوكار، أما ابن الإنسان فليس له أين يسند رأسه» ( مت 8: 20 ). مُروي العطاش قد عطشْ والخلَّ أيضًا قد شربْ وهكذا تمَّ الكتابْ وكل ما عنه كُتبْ إن يسوع المسيح لم يَزَل يقول «أنا عطشان». عطشان إلى المحبة. عطشان إلى الصلاة. عطشان إلى الخدمة. عطشان إلى القداسة. وفي القلب المُحب المكرَّس الخدوم الطاهر؛ في مثل هذا القلب يرى الرب من تعب نفسه ويشبع. |
||||
12 - 05 - 2012, 02:52 PM | رقم المشاركة : ( 343 ) | ||||
† Admin Woman †
|
ابعُد إلى العُمق ابعُد إلى العُمق وألقوا شباكُكم للصيد ( لو 5: 4 ) كان التلاميذ مُتعبين في ذلك الصباح على بحيرة جنيسارت وكانوا متضايقين. لقد تعبوا الليل كله ولم يُمسكوا شيئًا، وإذا بشخص يبدو كأنه غريب عنهم، يطلب إليهم شيئًا لا يروق في نظرهم. لم يُمسكوا سمكًا في الليل فكيف يُمسكون في وضح النهار؟ هذا أمر لا يقبله منطق الصيادين. لذلك لا عَجَب أن أجابوه بالقول: «يا معلم، قد تعبنا الليل كله ولم نأخذ شيئًا». ونحن قد يُطلب منا شيء يبدو لأول وهلَة أنه مستحيل، قد يُطلب منا أن نخرج لعالم يتطوح بعيدًا عن الله لكي نصطاد منه نفوسًا للمسيح. فهل هذا أمر يستحق مجرد المحاولة؟ نحن عُرضة لأن ننظر إلى الوراء، إلى الماضي فنرى في حياتنا سلسلة فشل متصلة الحلقات. نرى عهودًا كثيرة فشلنا في الوفاء بها، ونرى خطايا ظاهرة تتعلق بعدم أمانتنا، ونسمع من خلال الماضي القريب والبعيد زفَرَات أنين وتذمر، كما نرى مواتًا في المسيحية الاسمية وفتورًا عند المؤمنين. لكن رغم هذا كله يأمرنا الرب أن نتقدم مرة أخرى، وأن نُلقي شباكنا للصيد. نعم أنت وأنا بكل ما منينا به من فشل في الماضي، وبكل ما فينا من ضعف وجُبن، ورغم ما يحيط بنا من متاعب ومعوقات، مطلوب منا أن نبعد إلى العمق ونُلقي شباكنا للصيد. إن الرب يأتمنك ويأتمني على خدمة ولو بسيطة في وِسعك ووسعي أن نقوم بها. فهل نؤديها؟ أم تدور مشغوليتنا حول خلاص نفوسنا وكفى؟ وحول راحتنا وشبعنا وكفى؟ إن كان هذا لسان حالنا، إذًا لنطرح روح الاكتفاء الذاتي، ولنتقدم. ليَقُل كلٌّ منا «هأنذا أرسلني». لكن ليكن معلومًا أن روح الله هو الذي يطلب منا أن نذهب، وهو لن يقدم لنا عملاً لنعمله أكبر من طاقتنا على العمل، فقط علينا أن نطيع وهو لن يتركنا في وقت الشدة والخطر. أما الخدمة التي يطلبها منا فهي أولاً أن نعيش كما يحق للمؤمنين أن يعيشوا، حتى يرى الناس الذين حولنا المسيح فينا، حتى ولو كان مسيحًا مرفوضًا ومتألمًا. إذًا لنحرص أن لا نجلب عارًا على الاسم الحسن الذي دُعي علينا بسبب محبتنا لذواتنا أو خوفنا من المُناداة بالحق والنعمة، متذكرين أن الناس يُجتَذبون للمسيح بالقدوة أكثر جدًا مما يُجتَذبون بالكلام. |
||||
12 - 05 - 2012, 02:53 PM | رقم المشاركة : ( 344 ) | ||||
† Admin Woman †
|
المؤمن في التجربة بالنهار يوصي الرب رحمته، وبالليل تسبيحُهُ عندي صلاةٌ لإله حياتي ( مز 42: 8 ) عندما يسوق الله إلينا بعض الضيق أو بعض الألم فإنما يرتبه بحكمة لأجل خيرنا الروحي، ويريد منا أن نحتمل التجربة بثقة كاملة فيه لكي يرقى إيماننا في اختبار أمانته وحكمته. إنه لا يدبر أمرًا بلا هدف، ولا يرتب تجربة بدون قصد، ولا شيء يحصل مطلقًا على سبيل الصدفة. لكن من جانبنا يجب أن نلتصق به أكثر في وقت التجربة لنعرف فكره. وإن لم نعرف، فستصل إلينا تعزية روحه القدوس، وسيملأ سلامه قلوبنا. إن أسوأ ما في التجربة ليس هو الألم الذي نحسّ به أو الخسارة التي تلحق بنا ماديًا أو جسمانيًا، إنما أسوأ ما في التجربة هو عدم إيماننا بمحبة الله العطوفة المترفقة، وعدم ثبات القلب، وعدم الثقة في عمق حكمة الله وعظمة صلاحه وكثرة مراحمه. حدث مرة أن رجلاً تقيًا، بارك الله بيته وأنجح عمله، وحفظ ما له وأولاده. وكان الرجل مؤمنًا صادقًا. وكان في كل مساء يُقيم المذبح العائلي، وتسمع بيوت الجيران نغمات الترنيم الجميلة، فكانوا يقولون: ”ولماذا لا يرنم ولا يسبح وقد ابتسم الله له؟ إنه فرحان لأن الله باليد الواحدة يظلل عليه وباليد الأخرى يزيد له الخير“. وكان لهذا الرجل ابن ناجح في عمله، وسعيد في بيته، وقد رزقه الله بولد، لكن الله سمح أن يمرض الطفل ويموت. وفي صباح ذلك اليوم خرج الرجل الكبير من بيتهِ متألمًا لموت حفيده الصغير، في طريقه إلى عمله كالمعتاد. وسمع من أحد البيوت المجاورة صوتًا يقول: ”هو مثل باقي الناس يحزن في التجربة، وهذا المساء لن نسمع أصوات التسبيح ولا نغمات الحمد والشكر“. وتنبَّه الرجل، ورفع قلبه إلى الرب ليمده بمعونة لمقابلة هذا التحدي، وأيضًا لتسنيد ابنه الذي انكسر قلبه بسبب موت طفله. وفي تلك الليلة اجتمع أفراد العائلة كعادتهم، وقُرئت كلمة الله، وسبَّحوا كعادتهم، وسمع الجيران أصوات الحمد كما كانوا يسمعونها في كل مساء. وفي ختام ذلك الاجتماع العائلي قال أبو الطفل: ”لم أكن أعرف قبل الآن مَنْ هو المؤمن المسيحي كما عرفت هذه الليلة“. هذه هي بركة إيمان الثقة. |
||||
12 - 05 - 2012, 02:54 PM | رقم المشاركة : ( 345 ) | ||||
† Admin Woman †
|
عيناه كالحمام عيناه كالحمام على مجاري المياه، مغسولتان باللبن، جالستان في وقبيهما ( نش 5: 12 ) ليس مثل العين في التعبير عما يسكنه الإنسان في الباطن. إنها في صمتها تتكلم بلغة أكثر وضوحًا من كلام الشفتين. عندما نظر الرب إلى الجالسين حوله ( مر 3: 34 )، كم كانت تحمل تلك النظرة من معاني عميقة! لقد كانت مُعبرة عما في قلبه من محبة وسرور بأولئك الذين يصنعون مشيئة أبيه؛ أولئك الذين دعاهم إخوته وأخواته وأمه. وعندما انتهره بطرس لأنه تكلم مع تلاميذه عن آلامه وموته «التفت الرب وأبصر تلاميذه، فانتهر بطرس» ( مر 8: 33 ). وما كان أعمق تلك النظرة أيضًا! إنها كانت تعبِّر عن محبته لهم وعن بركته الأبدية بواسطة ذلك الموت. ومَنْ يستطيع أن يصف عيني الرب عندما تحدَّث بهما إلى بطرس وهو في بيت رئيس الكهنة؟ وفي سفر الرؤيا (ص5) يتحدث الرائي عن الخروف الذي له «سبع أعين»، والرقم سبعة يشير إلى الملء والكمال «لأن عيني الرب تجولان في كل الأرض ليتشدد مع الذين قلوبهم كاملة نحوه» ( 2أخ 16: 9 ). وجدير بنا ـ أيها الأحباء ـ أن نتتبع نظرات الرب إلينا، فإنه يعلِّمنا ويرشدنا بنظرات عينيه «أُعلِّمك وأرشدك الطريق التي تسلكها. أنصحك، عيني عليك» ( مز 32: 8 ). ولقد رأت العروس عيني حبيبها في صورة تعبِّر عن اللطف والوداعة «كالحمام على مجاري المياه». كما رأت فيهما أجمل صورة للطهارة والنقاوة «مغسولتان باللبن»، فعواطف المحبة واللطف والحنان تشع من هاتين العينين، ولكنهما أيضًا تفيضان طهارة وقداسة. وهذه الصفات مجتمعة معًا؛ اللطف والحنان مع الطهارة والقداسة، هي ما يريد أن تتصف بها عروسه وحبيبته. ولكن ما أكبر الفرق بين عينيه كما تصفهما العروس وبين عينيه اللتين رآهما يوحنا في جزيرة بطمس «عيناه كلهيب نارٍ» ( رؤ 1: 14 ). ففي هذه الصورة الأخيرة يُرى كمَن يقضي في وسط الكنائس، فنراه في طهارته الفائقة يعمل بسلطانه القضائي لإدانة كل ما لا يتفق مع الحق والقداسة، وتُرى عيناه بهذه الصورة بسبب التهاون وعدم التقدير لجمال وطهارة عينيه اللتين «كالحمام»، وبالتالي لعدم المُبالاة بمحبته التي تقود إلى الطهارة والقداسة، وهذا ما وصلت إليه المسيحية الاسمية بصفة عامة، ولِذا رأى يوحنا الرب في صورته القضائية. |
||||
12 - 05 - 2012, 02:55 PM | رقم المشاركة : ( 346 ) | ||||
† Admin Woman †
|
بدم نفسه وليس بدم تيوس وعجول، بل بدم نفسه، دخل مرةً واحدةً إلى الأقداس، فوجد فداءً أبديًا ( عب 9: 12 ) إن دم المسيح قد أهَّل المؤمن للوقوف بضمير كامل في حضرة الله ( عب 9: 8 - 14؛ 10: 1، 2)، فلم تبقَ خطية ما على الضمير، ولم يبقَ للمؤمنين ضمير خطايا فيما بعد، ومع أننا نشعر طبعًا بالخطية الساكنة فينا، ولكن دم المسيح يطهرنا من كل خطية، فالخطية بعيدة عن العابد في حضرة الله بُعدها عن المسيح الذي حملها، لأنه قد اكتسى بثوب بر الله؛ ذلك الثوب الذي لن يتحصَّل عليه أعظم رئيس للملائكة، ولو كان يمكن للحسد أن يتطرق إلى الملائكة، لكان أول ما يحسدونا عليه هو أن ثيابنا أبهى من ثيابهم. إن الثياب المغسولة بالدم ستكون أنصع الثياب بياضًا وأشدها لمعانًا في السماء، بل ستكون نظير ثياب المسيح نفسه له المجد. ثم نلاحظ أيضًا أننا قد أصبحنا مؤهّلين لدخول السماء بنفس المؤهل الذي دخل به المسيح، فالمسيح قد دخل بدم نفسه وبفضل ذلك الدم ( عب 9: 12 )، وهكذا نحن أيضًا، فهو لم يدخل إلى السماء ببره الذاتي المفرد فقط، بل دخل بنفس المؤهل الذي منحه لشعبه. لأنه إذ قد أُحصيَ مع أثمة، دخل إلى السماء بنفس الحق الذي يؤهل الأثمة للدخول هناك. من ثمَّ نرى أن نفس الترحاب الذي قوبل به المسيح ونفس القُرب الذي له من العرش ينتظران كل مؤمن بذلك الدم الكريم. لما رجع المسيح إلى السماء كالغالب المنتصر بدم نفسه، لم يكن للسماء إلا أن ترحب به، ونحن أصبح لنا نفس الحق بالدخول ونفس الترحاب المجيد. ولكن أين يضع دم المسيح المؤمن؟ هل من داخل باب السماء فحسب؟ كلا، بل في قُدس الأقداس، في نفس القُرب الذي للمسيح. مرة قال لي أحد المسيحيين وأنا أتكلم في هذا الموضوع: ”إني لا أؤمن في كل ذلك، ولا أطمع في أكثر من الوجود هناك بوابًا“. فقلت له: ”هذا يُرضيك أنت ولكنه هل يُرضي المسيح؟ هل يرضي العريس المُحب أن يترك عروسه في مركز البواب؟ هل يرضى أن يأخذ مركزه على مائدة الهناء والفرح ويترك العروس المحبوبة واقفة على الباب لكي تفتح لكل طارق؟ إن هذا ليس إلا تواضعًا كاذبًا، وليست هذه الأفكار إلا مُهينة للمسيح. صحيح إننا هنا على الأرض نفضِّل الوقوف على العتبة في بيت الرب على السكن في خيام الأشرار، وأما هناك فيجب أن تكون عروس الخروف معه حيث هو وكما هو إلى الأبد. |
||||
12 - 05 - 2012, 02:57 PM | رقم المشاركة : ( 347 ) | ||||
† Admin Woman †
|
لذهن الروحي وأما الروحي فيحكم في كل شيء، وهو لا يُحكم فيه من أحدٍ ( 1كو 2: 15 ) يوجد في الكتاب مميزات كثيرة للروحيين، نذكر منها ثلاثًا: 1ـ التمييز أو الفهم: «أما الروحي فيحكُم في كل شيء» ( 1كو 2: 15 ). فلا يستطيع أحد أن يمتحن كل شيء ويميز الأمور المتخالفة ويكتشف حيل الشيطان وقوته، ويفهم غرور العالم، وخداع الجسد، مثل الشخص الروحي. لذلك لا غرابة إذا رأينا البعض يحكمون على خطية لا يستطيع الآخرون أن يدركوها أو يلاحظوها. فالكورنثيون مثلاً كانت بينهم شرور كثيرة أدبية وتعليمية، ولكنهم لم يدربوا ضمائرهم أمام الرب من أجلها، ولكن عندما انكشفت لهم، اجتازت نفوسهم في تدريبات مُرَّة وانكسار شديد. فلا عَجَب إذًا أن رأينا المؤمنين الجسديين في عاداتهم وتصرفاتهم يغفلون عن إدراك قداسة الطريق الذي عيَّنه الله لسلوكنا كأعضاء جسد المسيح. 2ـ الروحيون هم الذين يستطيعون قبول التعليم الذي يعلنه الله. فالكورنثيون لم يكونوا أهلاً لقبول ما أراد الرسول أن يوصّله إليهم لخير نفوسهم، لذلك قال لهم: «سقيتكم لبنًا لا طعامًا، لأنكم لم تكونوا بعد تستطيعون، بل الآن أيضًا لا تستطيعون، لأنكم بعد جسديون» ( 1كو 3: 2 ، 3). وهذا هو السبب الذي لأجله تجد بعض المسيحيين لهم عقلية نيِّرة في أمور الزمان، ولكنهم لا يستفيدون من الحقائق الإلهية الثمينة التي يسمعونها. من ثم نرى أنه يجب أن يكون السامعون في حالة روحية كالمتكلم حتى تتم الفائدة المطلوبة، أما إذا كان السامعون جسديين، يصغون إلى الأقوال الروحية كمحاضرات علمية، فلا غرابة إن لم تأتِ التعاليم بالثمر المقصود. فلو قدَّمنا طعامًا قويًا من ألَّذ نوع إلى طفل، فإنه لا يستطيع أن يقبله أو ينتفع به. 3ـ الروحي يستطيع إصلاح الآخرين: «أيها الإخوة، إن انسبق إنسان فأُخذ في زلَّةٍ ما، فأصلحوا أنتم الروحانيين مثل هذا ...» ( غل 6: 1 ). فمن الخطأ أن أفتكر أنه لمجرد كوني ابنًا لله أستطيع إصلاح الساقطين، إذ إن الروحانيين وحدهم هم المدعوون لهذا العمل، لأنهم درسوا أنفسهم، لذلك لا يتقّسون على الآخرين، ولا يعاملونهم بالروح الناموسية، ولا بالتسرع والميول الشخصية، بل بالتواضع والوداعة والاعتماد على الرب، عالمين أن فيهم نفس الميل للشر، بل هم مُعرَّضون للوقوع في نفس التعدي إن لم تحفظهم قوة الله ( غل 6: 1 ). |
||||
12 - 05 - 2012, 02:58 PM | رقم المشاركة : ( 348 ) | ||||
† Admin Woman †
|
الغني ولعازر فماتَ المسكين وحملته الملائكة إلى حضن إبراهيم. ومات الغني أيضًا ودُفن، فرفع عينيه في الجحيم وهو في العذاب ( لو 16: 22 ، 23) لدينا في قصة الغني ولعازر صورة للجانب الآخر من القبر، وهذه الصورة الموحى بها تنقض سبعة أخطاء يحاول الشيطان أن يثبتها في أذهان الناس فيما يتعلق بالموت ونتائجه الأبدية: الخطأ الأول: لا نستطيع أن نعرف شيئًا يقينيًا عن الحياة بعد الموت. ولكننا نرُّد على هذا من المكتوب قائلين: إننا نستطيع، ففي هذا الجزء يُخبرنا الرب نفسه عن الحياة والموت، والعزاء والعذاب، وأن مَن يرفض وحي الكتاب المقدس فلن يجد مصدرًا يعتمد عليه فيما يتعلق بمصير الإنسانية. فما أفظع أن نظن أن أحباءنا يموتون، ونحن قد نموت، في فزع وغير يقين! الخطأ الثاني: أن الموت يُنهي كل شيء. هذا ما يريدنا البعض أن نصدِّقه، فيقولون إنه: لا شيء وراء القبر. ولكن من دراستنا لهذه القصة الموحى بها، نجد أن الغني (ع19)، ولعازر (ع20)، كان لهما وجود بعد أن ماتا. دُفن جسداهما، ولكنهما كانا حيين بعد موتهما. هكذا قال الرب. الخطأ الثالث: أنه عندما نموت فنحن ننام. ولكن بقراءة هذا الفصل جيدًا ولا سيما الأعداد من 22- 26 يتضح لنا مدى خطأ هذا الرأي. فبعد لحظة واحدة من الموت يكون الإنسان مستيقظًا، إما في العذاب أو في النعيم. إن الجسم بالطبع هو الذي ينام، فالرجل الغني بعد الموت رأى وشعر، ونادى، وترجّى، وسمع، وتذكَّر (ع23- 25)، لقد كان مستيقظًا تمام اليقظة! وكان لعازر «يتعزى» (ع24) ـ أي أنه كان أيضًا مستيقظًا. الخطأ الرابع: أنه لا يوجد جحيم أو هاوية: كم من الناس يودّون أن يكون العذاب أسطورة لا أساس لها من الصحة! ولكن الشيء العجيب هو أن الكثيرين من الذين لا يعتقدون بوجود الجحيم، يؤمنون بوجود السماء، وما أبعد هذا عن المنطق! إن السماء وجهنم إما أن توجدا معًا، وإما أن تسقطا معًا، ولكنهما حقيقتان رغمًا عن الإنسان وتفكيره. لقد تكلَّم الرب عن الجحيم بأنه مكان العذاب والألم والذكرى المريرة (انظر أيضًا مت13: 42؛ 24: 51؛ 25: 30، 46). ألا ليت الخاطئ يتحذر حتى ولو كانت اللغة التي تُعبِّر عن العذاب رمزية. |
||||
12 - 05 - 2012, 02:58 PM | رقم المشاركة : ( 349 ) | ||||
† Admin Woman †
|
مرقس.. صنعة صانع حاذق يُسلِّم عليكم ... ومرقس ابن أخت برنابا، الذي أخذتم لأجله وصايا، إن أتى إليكم فاقبلوه ( كو 4: 10 ) مرقس، أو يوحنا (وهو اسمه العبري، الديني) المُلقَّب مرقس (وهو اسمه الروماني، الرسمي)، كان ”ابن عز“ من جميع النواحي!! فمن حيث الغنى يكفي أن نرجع إلى وصف بيتهم وأبوابه ودهاليزه وجواريه ( أع 12: 12 ، 13). ومن الناحية السياسية، فلقد كان روماني الجنسية، كما يظهر من لقب «مرقس» والذي كان أكثر استخدامًا، وكان هذا مركز قوة أيامها ( أع 22: 25 - 29). واجتماعيًا، الأرجح أنه كان ابن أرملة، وهذا ما يظهر من تسمية البيت باسم الأم، وربما كان وحيدًا إذ لم يُذكر له أخ. أما من الناحية الروحية، ففي بيتهم كانت تجتمع الكنيسة، وكان ذا قرابة لبرنابا أحد المتقدمين في الكنيسة في تلك الأيام (أع12)، والأرجح أنه ابن بطرس في الإيمان ( 1بط 5: 13 ). وبهذه المؤهلات اندفع مرقس إلى طريق الخدمة!! وسواء عبَّر هو عن رغبته في الخدمة لبرنابا، أو شجَّعه برنابا، فبدون أن تظهر ملامح للدعوة الإلهية نقرأ أن «برنابا وشاول ... أخذا معهما يوحنا المُلقَّب مرقس» ( أع 12: 25 ). أَ لم يكن يعلم أنه لا أساس يصلح للخدمة إلا الدعوة الإلهية، وفي التوقيت الإلهي. لم يحتمل مُعاناة السفر في الخدمة، والظروف الصعبة، والشخصيات التي كان عليه أن يواجهها في طريق الخدمة، وطبيعة الخدمة المتعبة. وهكذا لم تصمد كل مؤهلاته، فنراه في مستهل الرحلة «فارقهم ورجع إلى أورشليم» ( أع 13: 13 ). لقد فشل في أول امتحان، ولا بد أن تُمتحن الخدمة. هل ستبقى الحال هكذا، ذاهبًا من فشل إلى فشل؟! هل سُدَّ طريق الخدمة في وجهه أبدًا؟ مهلاً فالله لم يَقُل كلمته الأخيرة بعد. وهناك، بعيدًا عن الأنظار، حيث لا نعلم، وفي زمن نجهله، وبطريقة لا ندركها، كانت يد الفخاري تعمل لتشكلن منه إناءً نافعًا للسيد. وإذ يعود به كصنعة صانع حاذق، نراه في طليعة رفقاء بولس (فل24)، بل ويضمه في تسليماته ويوصي به ( كو 4: 10 ). وإذ يفيض السيد مستعرضًا فيه نعمته وكفايته وفنه ـ تبارك اسمه ـ ينتزع من بولس نفسه آهة إعجاب متمثلة في القول: «خُذ مرقس وأحضره معك لأنه نافعٌ لي للخدمة» ( 2تي 4: 11 ). «نافع»!! «لي»!! «للخدمة»!! ولا يفوتنا أن نعمة الله لم تكتفِ بذلك، بل إذ بالتلميذ الفاشل يكتب رسالة الدكتوراة في نفس المادة التي رسب فيها!! لقد استخدم الروح القدس مرقس ليكتب إنجيل الخادم! |
||||
12 - 05 - 2012, 03:00 PM | رقم المشاركة : ( 350 ) | ||||
† Admin Woman †
|
الإيمان وقدراته فقال توما الذي يُقال له التوأم للتلاميذ رفقائه: لنذهب نحن أيضًا لكي نموت معه! ( يو 11: 16 ) ينبغي أن يكون إيماننا حقيقيًا، إذ لا فائدة تُرجى من الكلام عن الإيمان والقلب لم يختبر قوته، فمجرد الاعتراف لا فائدة فيه، فلم يَقُل الكتاب: ”ما المنفعة يا إخوتي إن كان لأحد إيمان“، إذ في الواقع هناك منافع لا حصر لها لمَن يمتلك الإيمان، بل قال «ما المنفعة يا إخوتي إن قال أحدٌ إن له إيمانًا» ( يع 2: 14 ). الإيمان وحده هو الذي يمجد الله! فهو يرفع النفس فوق المؤثرات المُحزنة والمؤثرات المنظورة الزمنية. الإيمان الذي يهدئ روعنا هدوءًا مباركًا مُلذًا، ويوسع قلوبنا بإخراجنا من دائرة شئوننا الشخصية وهمومنا وأثقالنا. ويقرن نفوسنا بنبع الله الحي الأبدي؛ نبع الصلاح والجود، نبع الخير والإحسان، النبع الدائم الجريان. الإيمان يعمل بالمحبة وينشط بالنعمة لسد عوَز المحتاج، ولا سيما نحو الذين من أهل الإيمان. الإيمان وحده يستطيع أن يقول حيث قادني الرب أسير، أما الطبيعة فترتعد فرائصها من السير في هذا السبيل، لأنه وعر المسلك عليها، ومُظلم ومُخيف لديها؛ طريق موحش. وحتى الذين أحاطوا بالرب المبارك في فرصة لعازر، قد عجزوا عن إدراك أفكاره، والسير في آثاره، إذ عندما قال لهم: «لنذهب إلى اليهودية أيضًا»، لم يخطر ببالهم إلا رجم اليهود له ( يو 11: 7 ، 8)، وعندما قال لهم: «لعازر حبيبنا قد نام، لكني أذهب لأوقظه»، أجابوا: «إن كان قد نام فهو يُشفى»، ولما ذكر موته ظنوا أنه يتكلم عن «رقاد النوم»، ولما أخبرهم علانية «لعازر مات. وأنا أفرح لأجلكم إني لم أكن هناك، لتؤمنوا. ولكن لنذهب إليه!» بَدَا عدم إيمان الطبيعة في أحد التلاميذ، «فقال توما الذي يُقال له التوأم للتلاميذ رفقائه: لنذهب نحن أيضًا لكي نموت معه!». وقصارى القول .. نرى عجزًا كاملاً عن إدراك وجوه هذه القضية من الوجهة الإلهية. فالطبيعة لا ترى إلا الموت، ولا تشاهد إلا الظلام. وكل ما استطاع التلاميذ أن يقولوه: «لنذهب نحن أيضًا لكي نموت معه!». فما أسوأ النتائج التي يصل إليها عدم الإيمان، وما أخطأ حسابه الذي يحسبه والاستنتاج الذي يستنتجه. هل السير مع رئيس الحياة يؤدي إلى الموت؟! يا لها من غباوة! يا له من تناقض غريب! كان حري بتوما أن يقول: ”لنذهب معه لنرى مجده ونشاهد آياته، لكي نشاطره نُصرته وهتافه على الموت، لكي نهتف عند باب القبر قائلين: هللويا لاسمه، هو الذي له عدم الموت“. |
||||