![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 34511 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() القول بصلب شبيه المسيح كما يرى المؤمنون بتحضير الأرواح
هنا سوف نناقش ما كتبه د.علي عبد الجليل راضي[1] -رئيس سابق لجمعية الأهرام الروحية- وهو يرى أنه لم يقبض على المسيح في اليوم السابق لصلبه, بل تم القبض على شبيهه ويفسر هذا بأنه قد تم عن طريق: 1-وساطة التجسد:[2] "إن كل الحوادث التي وقعت في تلك الليلة, لم تكن حوادث متفرقة أو مصادفة, أو ليس بينها رابط, كيف هذا وأكبر جلسة كانت تتهيأ, لكي يلعب فيها أعجب وسيط دوره الذي ستتحدث عنه الأجيال, ذلك الدور الذي لم يفهمه حتى الآن كثير من البشر, وبعد مضي حوالي ألفين من السنين .... كان عيسى عازماً على القيام بتجربة روحية, ومثل هذه التجربة تستلزم جلسة روحية ... مات عيسى قبل القبض عليه, فالمسيح أطال صلاته وكان تلاميذه في غيبوبة, أي كانت هناك جلسة روحية معقودة قبل مجيء الجنود. هذه الجلسة لا بد أمدت عيسى بالقوة الروحية اللازمة لوفاته فجأة وهو في كامل الصحة, وبالطبع كانت الملائكة أو الأرواح العليا تساعد في هذه العملية وبمجرد حدوث الوفاة –قد تكون قد حدثت أثناء الصلاة لأن التلاميذ لم يروا شيئاً لنومهم- بدأت الخطوة الثانية من التجربة فعملت الأرواح على نقل جثة الميت من البستان إلى مكان بعيد في الأرض أو الهواء, حيث تحلل بسرعة فائقة وأصبح ذرات متفرقة ..... ويمكن لروحه أن تتجسد ثانية ويظهر بهيئته المعروفة لذلك الجمع, وذلك العمل ميسور لكثير من الأرواح, وجميع ظروف الجلسة الروحية كانت مهيأة, ويهوذا هو الوسيط ... وتجسدت روح عيسى بعد أن مات منذ دقائق وذهب جسده إلى مكان آخر, وأصبح هذا الشبح المتجسد (الشبيه) هو محور القصة التي أوردها التاريخ". 2-وساطة التشبيه: "إن عيسى كان حياً بالجسد عندما قابل الجمع من الجنود ونجا من أيديهم تحت سمعهم وبصرهم وهو ما زال في مكانه أمامهم .... وقبضوا على الشبيه ليس إلا. ولكن من أين جاء هذا الشبيه؟ يوجد لكل إنسان منا جسد أثيري, وهذا الجسد هو صورة طبق الأصل من الجسد الأرضي, وإنما هو من طبيعة أثيرية أو مادة شبه شفافة, هذان الجسدان متداخلان ومنطبقان تماماً في الأحوال العادية, أما في حالة النوم أو الغيبوبة أو ما شابه ذلك, فيجوز أن يخرج أحدهما من الآخر قليلاً أو كثيراً ولكنهما يظلا مرتبطين بخيط أثيري يسمى "الخيط الفضي" .... فعيسى إذن في تلك اللحظة كان جسده الأثيري قد خرج من جسده بسبب تلك الصلاة الطويلة التي سبقت, وكانت الدنيا مظلمة عندما رأى الجنود الجسد الأثيري "الشبيه" وهو الذي حاولوا القبض عليه ... وبذلك قامت التجربة على استخدام "الشبيه" الذي هيئ لهم أن يقبضوا عليه, والذي يمكن أن يسير معهم إلى أي مكان يرغبون" 3-وساطة الطرح الروحي:[3] "عيسى قد رفع فجأة وهو حي, فانتقل بجسده من البستان إلى مكان بعيد ظل فيه حياً مدة من الوقت حتى ينتهي الموقف مع الجنود, ويمكننا أن نفسر ذلك بعملية "التحلل" أي يمكنه أن يحلل جسده إلى ذرات تطير في الهواء, ثم تتجمع في التو في المكان الثاني ليحيا هناك من جديد .... من هذا المكان الجديد الذي انتقل إليه جسد عيسى يمكنه أن يؤثر من بعد, ويبدو للجمع المحتشد –عندما يطرح روحه- بصورته الأصلية .... وعندما حاول هؤلاء الجنود القبض على الشخص المتجسد "روح عيسى" اقترب هذا الشخص المتجسد رويداً رويداً من يهوذا. ولا ننسى أنه وسيط, حتى انطبق عليه أو تداخل فيه أخيراً, وبهذا يكون آخر منظر شاهده الجنود لعيسى هو عندما كان مغطياً جسد يهوذا, فبذلك توجهوا ليهوذا ليقبضوا عليه. ومن هذا كله نخرج بنتيجة واحدة وهي أنه منذ تلك اللحظة التي قابل فيها عيسى يهوذا والجمع الذي وراءه أصبح هناك شخصان يحملان شبه عيسى, شخصية حقيقية ثم شخصية مشابهة هو يهوذا. الشخصية الحقيقية ابتعدت في وقت ما عن الموجودين واختفت في الظلام مع الأرواح العليا التي جاءت لتصحبه والتي ساعدته على أن يتوفى, أي ينتقل إلى عالم الروح, لأن قوته الروحية الجبارة يمكنها أن تفني جسده وتحوله إلى ذرات تطايرت في الجو وبذلك لم يكن له جسد بعد ذلك ثم ارتفعت الروح إلى السماء ..... ثم قبض على الشبيه الذي هو يهوذا وأخذوه وحاكموه " التعليق: لقد سبق لنا أن درسنا موضوع مناجاة الأرواح, بالتفصيل في كتاب سابق[4]ويمكن الرجوع إليه, ولنا هنا بعض التعليقات: 1-حقاً أن حوادث تلك الليلة لم تكن صدفة, وذلك لأنها محتومة في علم الله السابق (أع 2: 23). ولأن المسيح قد سبق وأخبر عنها كثيراً[5] 2-إن القول بأن أكبر جلسة كانت تتهيأ لكي يلعب فيها أعجب وسيط دوره, فهذا غير حقيقي بالمرة. فالمسيح وتلاميذه وهم من اليهود محرم عليهم أن يلعبوا مثل هذا الدور (لا 19: 26-36, 20: 27. تث 18: 9-14. أر 27: 9. حز 12: 24-25. 2مل 17: 17). ولا يمكن أن يكون المسيح مخالفاً للناموس, وعقوبة الاتصال بالأرواح في الشريعة اليهودية هي الموت رجماً (لا 20: 37). 3-ما حدث في تلك الليلة لم يكن مناسباً بالمرة لحدوث جلسة روحية[6]لمايلي: أ-الوسيط كما يقول المؤلف هو يهوذا, ولا يمكن أن تكون هناك جلسة بدون وسيط فكيف مات المسيح في أثناء الصلاة ويهوذا لم يكن قد حضر بعد؟ ب-كان التلاميذ نائمين, ولم يكونوا في غيبوبة, بدليل قول المسيح لهم: "امكثوا هنا واسهروا معي .... ثم جاء إلى التلاميذ فوجدهم نياماً. فقال لبطرس: أهكذا ما قدرتم أن تسهروا معي ساعة واحدة" مت 26: 38-40. 4-الطرق الثلاث التي يطرحها المؤلف لنا عليها عدة تساؤلات: هل الذي صلب هو الشبح المتجسد (روح المسيح المتجسدة) أم الجسد الأثيري للمسيح أم يهوذا, أم روح عيسى المتجسدة التي انطبقت على يهوذا, وتداخلت فيه؟ وكيف تم هذا التداخل؟ لست أدري, ولماذا هذا الخداع في الحالات الثلاثة؟ ثم هل يمكن صلب روح متجسدة أو جسد أثيري. وكما يرى المؤلف أن الجسد الأثيري يتحلل عند الإضاءة والجنود الذين أتوا للقبض على المسيح حملوا معهم المشاعل والمصابيح (يو 18: 3), وأيضاً يتحلل باللمس, فكيف لم يتحلل في أيديهم عندما قبضوا عليه, أو عندما جلدوه وصلبوه؟. 5-لماذا كل هذه الافتراضات غير المنطقية والمستحيلة والمتناقضة؟ لماذا لا نقر بالواقع ولا ننكر ما حدث, ولا سيما أنه مؤيد بأدلة وبراهين لا يمكن دحضها. فلقد شهد لموت المسيح تلاميذه الذين أحبوه, وأعداؤه الذين تمنوا الخلاص منه, وشهد له المؤرخون سواء من آمنوا به وعبدوه أو من قاوموه وأنكروه ولم يعترفوا حتى برسالته. لماذا إذن هذا الإنكار ومحاولة إيجاد البديل حتى وإن كان هذا أمراً غير منطقي؟ 6-إن كثيراً من الوسطاء الروحانيين الذين قابلهم د.علي عبد الجليل يؤمنون بموت المسيح وقيامته, وقد أوضح ذلك في أحد كتبه[7], فعلى أي أساس يؤمن البعض ويرفض البعض الآخر؟ 7-بدون الدخول في رد تفصيلي على الافتراضات السابقة, نرى أنها غير صحيحة بالمرة وأن الذي مات على الصليب وقام من الأموات منتصراً هو المسيح وليس سواه (41) المسيح قادم. ص18-32. (42) التجسيد: هو قدرة الأرواح على التجسد في حضرة الوسيط, وتكون غالباً الجلسة في الظلام حتى يمكن سحب أكبر كمية من الأكتوبلازم فالروح يمكنها إذا أعملت فكرها أن تشكل وتكون ذلك الأكتوبلازم حتى يصبح شبيهاً لها عندما كانت في الدنيا. المرجع السابق. ص69. (43) الطرح الروحي: هو قدرة الشخص على طرح روحه إلى أي مكان آخر, إما بإرادته أو بغير إرادته, وقد يراه أو يسمعه بعض الناس في المكان الجديد, بينما يكون جسده موجوداً في مكانه الأول. المرجع السابق. ص71 (44) قيامة المسيح. حقيقة أم خدعة. للمؤلف. ص109-129. (45) موت أم إغماء. للمؤلف. ص38-43. (46) انظر شروط الجلسة الروحية في كتاب "تحدث مع الأرواح بعشر طرق". د.علي عبد الجليل راضي. (47) مشاهداتي في جمعيات لندن الروحية. د.علي عبد الجليل راضي. دار الفكر الحديث. ص16, 23, 24, 34, 35, 67, 151. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 34512 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() القول بصلب شيطان متجسد
قال البعض افتراض خيالي وغير منطقي: "يحتمل أن الله صور لهم شيطاناً أو غيره بصورته وصلبوه, ورفع المسيح"[1] وهذا افتراض لا يستحق أن نضيع الوقت في الرد عليه, ولكننا نذكره هنا لتكون الصورة واضحة أمام القارئ. (48) الأجوبة الفاخرة. شهاب الدين أحمد بن ادريس القرافي. دار الكتب العلمية. بيروت. لبنان. ص58 وانظر أيضاً: 1-مناظرة في الرد على النصارى فخر الدين الرازي. تحقيق د.عبد المجيد النجار. دار الغرب الإسلامي. سنة 1986. ص49. 2-الإعلام للقرطبي. تحقيق د.أحمد حجازي السقا. ص416. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 34513 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() نبوات العهد القديم
الأدلة على أن المصلوب هو المسيح في هذا الفصل سوف نناقش الأدلة على أن المصلوب هو المسيح وهي تشمل: 1-نبوات العهد القديم 2-نبوة سمعان الشيخ 3-قول يوحنا المعمدان 4-شهادة المسيح 5-أحداث القبض على المصلوب 6-شهود العيان 7-أقوال المصلوب 8-الأدلة التاريخية وبعض الشهادات المؤيدة لصلب المسيح 1-نبوات العهد القديم: لقد سبق لنا ودرسنا النبوات التي جاءت عن المسيح في العهد القديم. وهنا سوف نقدم دراسة مختصرة لنبوءة واحدة فقط, ومنها نرى أن المصلوب هو المسيح وليس شخص آخر. جاء في دانيال9 "وبينما أنا أتكلم وأصلي وأعترف بخطيتي وخطية شعبي إسرائيل. وأطرح تضرعي أمام الرب إلهي عن جبل قدس إلهي. وأنا متكلم بعد بالصلاة وإذا بالرجل جبرائيل...تكلم معي وقال: يا دانيال إني خرجت الآن لأعلمك الفهم. في ابتداء تضرعاتك خرج الأمر وأنا جئت لأخبرك لأنك أنت محبوب.فتأمل الكلام وافهم الرؤيا: سبعون أسبوعاً قضيت على شعبك وعلى مدينتك المقدسة. لتكميل المعصية وتتميم الخطايا ولكفارة الإثم وليؤتى بالبر الأبدي ولختم الرؤيا والنبوة ولمسح قدوس القدوسين. فاعلم وافهم أنه من خروج الأمر لتجديد أورشليم وبنائها إلى المسيح الرئيس سبعة أسابيع واثنان وستون أسبوعاً, يعود ويبني سوق وخليج في ضيق الأزمنة ويعد اثنين وستين أسبوعاً يقطع المسيح وليس له وشعب رئيس آتٍ يخرب المدينة" دا 9: 20-26. وقد فسر جوش مكدويل هذه النبوءة كمايلي: كلمة أسبوع في العبرية تعني "سبعة" وعلى هذا فإن سبعين أسبوعاً هي سبعين سبعة. وكان اليهود يتحدثون عن أسبوع أيام أو أسبوع سنين (لا 25: 2-8) وهناك ما يجعلنا نقرر أن أسابيع دانيال هي أسابيع سنين: أ-كان دانيال يفكر في أسابيع السنين في أوائل هذا الإصحاح (9: 1-2). ب-كان دانيال يعلم أن السبي البابلي مبني على كسر سنة اليوبيل, ولما كان اليهود في السبي 70 سنة, فيكون كسرهم لليوبيل 490 سنة (لا 26: 32-35، 2أخ 36: 21، دا 9: 24). ج-تشير القرينة إلى أن المقصود هنا سنوات. د-في دا 10: 2-3 يتحدث دانيال عن (ثلاثة أسابيع أيام) فلو أنه قصد هنا أسابيع أيام لقال ذلك. ﻫ-في وسط الأسبوع (آية27) تظهر أن المقصود ثلاث سنوات ونصف.
ب-ارتقى أرتحشستا العرش عام 465ق.م, وعلى هذا فإن نحميا 1: 2 يكون في 445ق.م. ج-عندما لا يحدد الكاتب العبري يوم الشهر يكون المقصود عادة اليوم الأول من الشهر. د-يكون اليوم بحسابنا هو 14مارس 445ق.م وقد استغرق إعادة المدينة 49سنة (آية25), وجاء آخر نبي في العهد القديم (ملاخي) 49سنة بعد عام 445ق.م وهكذا نجد أن التسعة والستين أسبوعاً: أ-69أسبوع×7سنوات×360يوم=173880يوم ب-173880يوماً من مارس 445ق.م تعطي تاريخ 6أبريل عام 32م. قال السير روبرت أندرسن, بعد حسابات كثيرة إن 10نيسان في التقويم اليولياني هو 6أبريل 32م.فما هي المدة بين إصدار الأمر بإعادة بناء أورشليم وبين مجيء المسيح الرئيسي أي بين سنة 455ق.م و32م؟ إنها بالضبط 173880يوماً أي 69أسبوعاً.وهناك برهان من تقويمنا: من445ق.م إلى 32م 476(1ق.م إلى 1سنة واحدة) 476×365يوم 173740يوم إضافة السنوات الكبيسة 116يوم 14مارس إلى 6أبريل 24يوم المجموع 173880يوم حادثتان هامتان حدثتا بعد الـ69 أسبوعاً وقبل السبعين: 1-قطع المسيح الرئيس (صلبه) 2-خراب المدينة والقدس "دمر تيطس أورشليم عام 70م"[1] من هذه النبوة نرى: 1-إن الذي صلب هو المسيح وليس يهوذا 2-إن ميعاد صلب المسيح يتوافق تماماً مع التاريخ الذي حددته النبوة فإذا كان المعيار الصحيح والمقبول في أصول البحث للكشف عن الحقيقة بين صلب المسيح أو عدم صلبه هو ما ورد عن ذلك في نبوات العهد القديم.[2] فهذه النبوة وحدها برهان على صلب المسيح, لأنها تخبر بصلب المسيح وتطابق التوقيت يعني أن المصلوب هو المسيح وليس شخصاً آخر. (1) برهان يتطلب قراراً. جوش مكدويل. ص204-206 ولقد ناقش هذه النبوة كثير من الكتاب ويمكن الرجوع إلى : أ-قضية الصليب. عوض سمعان. ص81 ب-المسيح في جميع الكتب. أ.م هودجكن. دار النفير. لبنان. ص322-323 ج-رب المجد. مجموعة من اللاهوتيين. دار النفير.لبنان. ص186 د-صوت من الأنقاض. أرل البررويل. مطبعة الشرق الأوسط. لبنان. ص43 (2) دعوة الحق. ص36 |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 34514 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() نبوة سمعان الشيخ
في لو 2: 25-35 "وكان رجل في أورشليم اسمه سمعان وهذا الرجل كان باراً تقياً ينتظر تعزية إسرائيل والروح القدس كان عليه. وكان قد أوحي إليه بالروح القدس أنه لا يرى الموت قبل أن يرى مسيح الرب. فأتى بالروح إلى الهيكل وعندما دخل بالصبي يسوع أبواه ليصنعا له حسب عادة الناموس. أخذه على ذراعيه وبارك الله وقال: الآن تطلق عبدك يا سيد حسب قولك بسلام, لأن عيني قد أبصرتا خلاصك الذي أعددته قدام وجه جميع الشعوب نور إعلان للأمم ومجداً لشعبك إسرائيل. وكان يوسف وأمه يتعجبان مما قيل فيه. وباركهما سمعان وقال لمريم أمه: ها إن هذا قد وضع لسقوط وقيام كثيرين في إسرائيل ولعلامة تقاوم. وأنت أيضاً يجوز في نفسك سيف لتعلن أفكار من قلوب كثيرة". توضح النبوة هنا أن العذراء مريم سوف يجوز في نفسها سيف. والسيف هنا تعبير عن الحزن. فقد جاء في الترجمة العربية الجديدة "وأما أنت فسيف الأحزان سينفذ إلى قلبك"[1] وقد يعني السيف هنا الألم[2]. كانت هذه نبوة بما سوف تجتاز فيه العذراء مريم من أحزان وآلام عندما ترى المسيح معلقاً على الصليب. وهذا يوضح أن المصلوب هو المسيح وليس شخصاً آخر وقد كانت العذراء مريم شاهدة لحادثة صلب المسيح, ومن موضع قريب جداً. وقد تحدث معها المسيح على الصليب وقال لها عن يوحنا:"هوذا ابنك...ومن تلك الساعة أخذها التلميذ (يوحنا) إلى خاصته" يو 19: 21. وبالطبع لا يمكن أن تخطئ أم في التعرف على ابنها. هذا يؤكد أن المصلوب هو المسيح. (3) الترجمة العربية الجديدة. دار الكتاب المقدس بلبنان. ط1. سنة 1983. (4) and pain like a sword, will go through your soul too.(B.e.ck) |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 34515 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() قول يوحنا المعمدان
يو 1: 35-36 "وفي الغد أيضاً كان يوحنا واقفاً هو واثنان من تلاميذه, فنظر يسوع ماشياً فقال: هوذا حمل الله". يبدو أن المصدر الحقيقي لهذا الوصف هو المكان الذي يشغله الحمل في الذبائح حسب الشريعة إذ كان يقدم "خروف حولي"[1](أي حمل ابن سنة) للمحرقة اليومية صباحاً ومساءً (عدد 28: 3-10). ولم يكن هذا بالأمر الغريب على يوحنا المعمدان الذي ولد في أسرة كهنوتية ... كما أن حمل الفصح كانت له أهمية بالغة في ذهن اليهودي المتعبد، وحيث أن الفصح كان قريباً, فلعل يوحنا كان يشير إلى حمل الفصح. إن أهمية العبارة بالنظر إلى الذبائح تبدو أكثر احتمالاً من مجرد مقارنة صفات الرب يسوع بوداعة الحمل ورقته, كما يبدو ذلك أيضاً في كلام الأنبياء الذي يتضمن في حقيقته ما هو أكثر من مجرد الإشارة إلى هذه الصفات. ويبدو أيضاً أن هذا هو المفهوم الذي استقر في أذهان الرسل,كما نرى في رسائل الرسول بولس "لأن فصحنا أيضاً المسيح قد ذبح لأجلنا" 1كو 5: 7. والرسول بطرس "عالمين أنكم افتديتم لا بأشياء تفنى بفضة أو ذهب من سيرتكم الباطلة التي تقلدتموها من الآباء, بل بدم كريم كما من حمل بلا عيب. ولا دنس دم المسيح, معروفاً سابقاً قبل تأسيس العالم, ولكن قد أظهر في الأزمنة الأخيرة من أجلكم" 1بط 1: 18-20. وترد الإشارة إلى الحمل في سفر الرؤيا 27 مرة, وقد رأى المفسرون في كلمات يوحنا أنه كان يشير إلى إش 53: 7, أو حمل الفصح, أو ذبيحة الخطية. ولم يكن يوحنا ليستخدم كلمة "حمل" دون الإشارة إلى قوة الذبيحة الكفارية, فلا بد أنه كان في ذهن المعمدان مضمون الكفارة, وبخاصة عندما نسترجع عبارات إشعيا[2], فعندما يقول يوحنا المعمدان عن المسيح "إن حمل الله" فهو بذلك يخبر عن موته الكفاري على الصليب. وهو بذلك يؤكد أن المصلوب هو المسيح وليس شخصاً آخر. (5) لقد كان تقديم الحمل كذبيحة في العهد القديم رمزاً للمسيح, وحمل الفصح هو رمز للمسيح فصحنا الذي ذبح لأجلنا" 1كو 5: 7. (6) دائرة المعارف الكتابية. جـ2. ص165-166. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 34516 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() شهادة المسيح
سبق لنا دراسة هذا الموضوع في كتب سابقة[1] وكما أوضحنا فيها. فلقد شهد المسيح لحقيقة موته الفدائي على الصليب (مت 20: 18, 19, 28, يو 3: 14-17, يو 6: 15) وقد أخبر تلاميذه عن موته عديداً من المرات (مت 16: 21, مت 17: 9, 22, مت 20: 17-19) بل لقد أكد المسيح موته على الصليب وليس بأي وسيلة أخرى رغم أن عقوبة الصلب لم تكن عقوبة يهودية (يو 3: 14, يو12: 32-33). ليس هذا فقط بل أن المسيح أعلن ساعة موته (لو 7: 6-9, لو 13: 1). فنحن هنا أمام احتمالين: أ-إما أن المسيح قد أعلن كل هذا وقد تم حرفياً بالقبض عليه وصلبه. ب-أو أن المسيح قد أعلن كل هذا ولم يتم وفي هذا يكون المسيح غير صادق في إعلاناته وهذا بالطبع محال, وبالتالي يكون المسيح قد أعلن عن موته الفدائي وكيفية هذا الموت على الصليب فلا بد أن يكون المصلوب هو المسيح وليس أي شخص سواه. ولقد أكد المسيح حقيقة موته هو وليس آخر بعد قيامته من الموت لتلميذي عماوس (لو 24: 35-37) وفي حديثه أيضاً مع تلاميذه (لو 24: 44-46). جـ-قيامة المسيح من الموت وظهوراته المختلفة لمريم المجدلية (مر 16 :9), وللنسوة الراجعات من عند القبر (مت 28: 19-24), ولبطرس (لو 24: 34), ولتلميذي عماوس (لو 24: 13-33) وللتلاميذ ( يو 20: 19-24, 26, 29), وللتلاميذ أيضاً على بحيرة طبرية ( يو 21: 1-32). وليعقوب (1كو 15: 17) ولأكثر من خمسمائة أخ (1كو 15: 17). هذه الظهورات تؤكد أن الذي صلب هو المسيح وليس آخر, لأنه لو كان شخصا آخر لما قام من الموت ولما ظهر لتلاميذه ولكن لأنه المسيح الذي سبق وتنبأ بقيامته, فقد تمم نبوته وقام وظهر لهم. (7) أنظر: أ-موت المسيح حقيقة أم افتراء. ص61-67. ب-موت أم إغماء. ص38-43. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 34517 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() أحداث القبض على المصلوب
إذ نسجل هنا حادثة القبض على المصلوب, نجد من خلال أقواله وأعماله أوضح البراهين على أن هذا الشخص هو المسيح, وليس أي شخص آخر (مت 26: 45-56) بعد صلاة المسيح في جثسيماني " جاء إلى تلاميذه وقال لهم: ناموا الآن واستريحوا. هوذا الساعة قد اقتربت وابن الإنسان يسلم إلى أيدي الخطاة, قوموا ننطلق.هوذا الذي يسلمني قد اقترب. وفيما هو يتكلم إذ يهوذا أحد الاثني عشر قد جاء ومعه جمع كثير بسيف وعصي من عند رؤساء الكهنة وشيوخ الشعب والذي أسلمه أعطاهم علامة قائلاً: الذي أقبله هو هو . أمسكوه. فللوقت تقدم إلى يسوع وقال: السلام يا سيدي, وقبله فقال له يسوع: يا صاحب لماذا جئت؟. حينئذ تقدموا وألقوا الأيادي على يسوع وأمسكوه. وإذا واحد من الذين مع يسوع مد يده واستل سيفه وضرب عبد رئيس الكهنة فقطع أذنه. فقال له يسوع: رد سيفك إلى مكانه لأن الذين يأخذون بالسيف بالسيف يهلكون, أتظن أني لا أستطيع الآن أن أطلب إلى أبي فيقدم لي أكثر من اثني عشر جيشاً من الملائكة. فكيف تكتمل الكتب؟ أنه هكذا ينبغي أن يكون في تلك الساعة قال يسوع للجموع: كأنه على لص خرجتم بسيوف وعصي لتأخذوني, كل يوم كنت أجلس معكم أعلم في الهيكل ولم تمسكوني. وأما هذا كله فقد كان لكي تكمل كتب الأنبياء. حينئذ تركه التلاميذ كلهم وهربوا" (مر 14: 41-50, لو 22: 46-53, يو 18: 1-11). وفي لو 22: 51 " فأجاب يسوع وقال دعوا إلى هذا ولمس أذنه وأبرأها". وفي يو 18: 7-11 "فسألهم أيضاً من تطلبون؟ فقالوا: يسوع الناصري. أجاب يسوع: قد قلت لكم إني أنا هو. فإن كنتم تطلبونني فدعوا هؤلاء يذهبون. ليتم القول الذي قاله إن الذي أعطيتني لم أهلك منهم أحداً, ثم إن سمعان بطرس كان معه سيف فاستله وضرب عبد رئيس الكهنة فقطع أذنه اليمنى. وكان اسم العبد ملخس. فقال يسوع لبطرس: اجعل سيفك في الغمد, الكأس التي أعطاني الآب ألا أشربها". من النصوص السابقة نرى: 1-إن المسيح يعلن أن ساعته قد اقتربت, وأنه سوف يسلم إلى أيدي الخطاة, ويعلن أن الذي سوف يسلم هو ابن الإنسان[1], وهو لقب المسيح المفضل لنفسه, و هذه نبوة من المسيح أن المصلوب هو نفسه,ولا يمكن أن يكون المسيح كاذباً. 2-عندما قبض عليه, واستل بطرس سيفه, قال له: رد سيفك إلى الغمد، وهذا برهان على أنه هو المسيح الذي كانت دعوته تحض على محبة الأعداء وعدم مقاومة العنف بالعنف. ولو أنه شخص آخر غير المسيح، ووجد من يدافع عنه ويمنع أعداءه من القبض عليه فهل كان ينهره ويحذره ويمنعه من الدفاع عنه؟ بالطبع كلا. 3-قوله لبطرس: أتظن أني لا أستطيع الآن أن أطلب إلى أبي فيقدم لي أكثر من اثني عشر جيشاً من الملائكة. وهذا يؤكد أن هذا الشخص هو المسيح الذي تحدث كثيراً عن الله كأبيه. وهل لو كان هذا المقبوض عليه هو يهوذا, والذي يقف الآن موقف الخيانة يستطيع أن يقول عن الله أنه أبوه. 4-قوله لبطرس أيضاً: "الكأس التي أعطاني الآب ألا أشربها" يو 18: 11. وهذا هو نفس القول الذي قاله المسيح في صلاته في البستان قبل مجيء الجنود للقبض عليه. مما يؤكد أن المقبوض عليه هو ذات الشخص أي المسيح. 5-قوله للذين أتوا للقبض عليه: "كأنه على لص خرجتم بسيوف وعصي لتأخذوني كل يوم كنت أجلس معكم أعلم في الهيكل ولم تمسكوني" وهذا برهان على أنه المسيح. فكم من المرات كان في الهيكل محاوراً ومعلماً وشافياً لمرضاهم (مت 13: 54, لو 4: 16, يو 7: 18, يو 8: 2, يو 10: 22-23). فهل غير المسيح كان لهم معلماً بهتوا من تعليمه "لأنه كان يعلمهم كمن له سلطان وليس كالكتبة" (مت 7: 29). وهل لو كان المقبوض عليه أي شخص آخر (يهوذا أو واحد من التلاميذ) كان يستطيع أن يقول مثل هذا القول؟ 6-قوله للذين أتوا للقبض عليه "إني أنا هو, فإن كنتم تطلبونني فدعوا هؤلاء يذهبون" (يو 18: 8). فهو هنا لم يهتم بنفسه, لأن كان عارفاً أن ساعته قد أتت, وأراد أن ينقذ تلاميذه من يد الأعداء, وليتم ما سبق وتنبأ به في يو 17: 12. " الذين أعطيتني حفظتهم ولم يهلك منهم أحد إلا ابن الهلاك". وهو بذلك يقصد تلاميذه, فهل يستطيع آخر أن يقول مثل هذا القول؟ أنه المسيح فقط الذي اهتم بالآخرين حتى في وقت محنته, وهو الذي أعطاه الآب هؤلاء التلاميذ. 7-بعد أن ضرب بطرس عبد رئيس الكهنة بسيفه فقطع أذنه, قال المسيح: دعوا إلي هذا ولمس أذنه وأبرأها. لو 22: 51. وهذا عمل لا يقدر عليه سوى المسيح فهو صاحب المعجزات, الذي شفى مرضى وأقام موتى. وهنا نتساءل هل لو كان هذا الشخص هو يهوذا أكان يستطيع أن يقوم بهذا العمل المعجزي؟ مما يؤكد أن هذا الشخص لا يمكن أن يكون إلا المسيح. إن أقوال وأعمال الشخص المقبوض عليه تؤكد أنه المسيح, وأنه لم يهرب أو يرفع حتى تم القبض عليه. ثم تأتي بعد ذلك أقواله أثناء المحاكمة وعلى الصليب لتؤكد هذه الحقيقة أيضاً.
وهذا بالطبع غير صحيح لما يلي: 1-المسيح شخصية معروفة. وقد قال للذين أتوا للقبض عليه "كأنه على لص خرجتم بسيوف وعصي لتأخذوني. كل يوم كنت أجلس معكم في الهيكل ولم تمسكوني" مت 26: 55. فالمسيح الذي صنع المعجزات وأطعم الآلاف الذين سمعوه في وعظه والذي كان كثيراً في الهيكل معلماً, لا يمكن أن يكون شخصية نكرة غير معروفة حتى يحدث الالتباس ويتم القبض على شبيه له. 2-إن يهوذا أيضاً شخصية معروفة على الأقل للكهنة وللجنود الذين قادهم للقبض على المسيح فحدوث الالتباس والخلط والخطأ أمر مستحيل. 3-هذه الليلة, هي ليلة الفصح ويحتفل بها في منتصف شهر نيسان (شهر قمري) أي أن البدر في كامل إضاءته. وإذا فرضنا أنهم قد جاؤوا في وقت متأخر فالكتاب يوضح أنهم "جاؤوا إلى هناك بمشاعل ومصابيح" أي أن دعوى القبض عليه في ليلة مظلمة وأن هناك احتمال للقبض على آخر, ادعاء غير صحيح بالمرة فإن أقوال وأعمال الشخص المقبوض عليه تؤكد أنه المسيح. (8) "أما عبارة ابن الإنسان فتعبير اختص به عيسى (ع)" د.فؤاد حسنين علي. التوراة الهيروغليفية. دار الكتاب العربي. ص179. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 34518 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() شهود العيان
"تقوم كل كلمة على فم شاهدين أو ثلاثة" مت 18: 16. وأيضاً 2كو 13: 1. وفي إثباتنا لحقيقة أن المصلوب هو المسيح نقدم عدة شهود لحوادث الصلب المختلفة من ساعة القبض على المصلوب حتى بعد قيامته من الموت: أ-شهود العيان أثناء القبض على المسيح: كان التلاميذ مع المسيح في البستان عندما جاء الجنود للقبض عليه (مت 26: 45-50) وقدم المسيح نفسه للجنود طالباً منهم أن يدعوا تلاميذه يذهبون (يو 18: 8-9). ونرى في المشهد بطرس يستل سيفه ويقطع أذن عبد رئيس الكهنة (يو 18: 10) فالتلاميذ الذين سجلوا لنا فيما بعد في الأناجيل والرسائل كانوا شهود عيان لعملية القبض على المسيح. فكيف نشكك في شهادة شهود العيان ونصدق أقوالاً تقال بغير دليل. ونجد في المشهد أيضاً يهوذا, التلميذ الخائن يقود شرذمة من الجنود للقبض على المسيح, ولست أدري كيف تحول المرشد والدليل إلى شخص مقبوض عليه,إنه لشيء مستحيل أن يخطئ الجنود فيقبضون على يهوذا بدلاً من المسيح. ب-شهود العيان أثناء المحاكمة: 1-التلاميذ: بعد القبض على المسيح اقتادوه إلى دار رئيس الكهنة, وقد ذهب إلى هنا تلميذ كان محبوباً ومقرباً لدى المسيح وهو يوحنا وكان معروفاً عند رئيس الكهنة (يو 18: 15). وأيضاً بطرس وقد تبعه من بعيد. فوجودهما يؤكد أن هذا الشخص هو المسيح. وقد قال يوحنا "الذي رأيناه بعيوننا,الذي شاهدناه ولمسته أيدينا" (1يو 1:1) وقد نظر المسيح إلى بطرس بعد أن أنكره نظرة عتاب فخرج إلى الخارج وبكى بكاء مراً (مت 26: 75). فلو أن المقبوض عليه كان شخصاً غير المسيح, ما الذي يدفع بطرس إلى البكاء, وهل عندما التقت العيون, لم يكن في إمكان بطرس أن يتعرف على هذا الشخص لو لم يكن هو المسيح. ولا سيما أن يهوذا شخص معروف لديه. وهل لم يكن لدى يوحنا التلميذ المحبوب والذي كان قريباً جداً منه قدرة على تمييز شخصه. 2-رؤساء الكهنة والكتبة والشيوخ: كان المسيح في الهيكل, عديداً من المرات محاوراً ومعلماً وموبخاً. وهذا يؤكد أنه كان شخصية معروفة لدى الكثيرين منهم, وحيث أن المسيح قد حوكم لفترة طويلة أمامهم فلو أن هذا الشخص لم يكن المسيح لأمكنهم اكتشاف ذلك بسهولة. 3-الشهود الذين شهدوا عليه زوراً: عند محاكمة المسيح "تقدم شاهدا زور وقالا: هذا قال إني أقدر أن أنقض هيكل الله وفي ثلاثة أيام أبنيه" (مت 26: 60-61). ومما لاشك فيه أن هذين الشاهدين قد سمعا يسوع في الهيكل عندما تفوه بهذا القول ولكنهما شوَّها هذا القول وقدماه بما يخدم الاتهام المطلوب. ورغم هذا فقد عرفا المسيح وسمعاه, فإذا لم يكن هو الماثل أمامهما, لكانا قد عرفاه. جـ-شهود عيان لأحداث ما قبل الصلب: بعد المحاكمة الدينية أمام حنان وقيافا والسنهدريم, ثم المحاكمة المدنية أمام بيلاطس, صدر الحكم بصلب المسيح, وهناك عدة أمور قد حدثت منها نستطيع أن نعرف شخص المصلوب: أ-طبقاً لقانون الجزاء الروماني كان المصلوب يحمل آلة عذابه وموته, ويُطاف به وهو حامل صليبه في شوارع المدينة ليكون عبرة للآخرين[1]. وقد أخذوا المسيح ومضوا به "فخرج وهو حامل صليبه إلى الموضع الذي يقال له موضع الجمجمة .... حيث صلبوه... وكتب بيلاطس عنواناً ووضعه على الصليب وكان مكتوب يسوع الناصري ملك اليهود. فقرأ هذا العنوان كثيرون من اليهود, لأن المكان الذي صلب فيه يسوع كان قريباً من المدينة. وكان مكتوباً بالعبرانية واليونانية واللاتينية" يو 19: 17-20. من هنا نرى أن المسيح, وهو حامل صليبه إلى خارج المدينة (عب 13: 12) رآه الكثيرون ومن المؤكد أن بعضهم قد عرفه وتعرف عليه, ثم أن المكان الذي صلب فيه كان قريباً من المدينة, فهل عميت عيون الجميع فلم يعرفوا هل هذا يسوع المسيح أم يهوذا الاسخريوطي؟ ب-النسوة الباكيات على المصلوب: وتبعه جمهور كثير من الشعب والنساء اللواتي كنَّ يلطمن أيضاً وينحن عليه, فالتفت يسوع وقال: يا بنات أورشليم لا تبكين علي بل ابكين على أنفسكن وعلى أولادكن... لأنه إن كانوا بالعود الرطب يفعلون هذا فماذا يكون باليابس" (لو 23: 27, 28, 30).
-ما قاله الشخص المصلوب هنا هو نبوة عن خراب أورشليم بعد أربعين سنة وكما كان الرومان آلة بيد اليهود لموت المسيح (العود الرطب), سيكون الرومان انفسهم أيضاً آلة بيد الله للانتقام وإحراق العود اليابس (اليهود). د-شهود الصلب: كان عند الصليب أحباء المسيح وأعداؤه, وهم شهود عيان لما حدث. أ-تلاميذه وأحباؤه: "كانت واقفات عند صليب يسوع أمه وأخت أمه مريم زوجة كلوبا ومريم المجدلية, فلما رأى يسوع أمه والتلميذ الذي كان يحبه واقفاً, قال لأمه: يا امرأة هوذا ابنك ثم قال للتلميذ: هوذا أمك ومن تلك الساعة أخذها التلميذ إلى خاصته" (يو 19: 25-27). فإذا جاز الخطأ والاشتباه على الغرباء, فهل يجوز على الأقارب والأحباء؟ هل يجوز الخطأ على العذراء مريم, فلا تتعرف على ابنها؟ أعتقد أن هذا مستحيل, ويوحنا وقد كلمه المصلوب وأسلمه أمه, يسجل لنا كشاهد عيان لموت المسيح على الصليب, وهذا القول "والذي عاين شهد وشهادته حق وهو يعلم أنه يقول الحق لتؤمنوا أنتم" (يو 19: 35). ب-شهود عيان آخرون للصليب: 1-الكهنة والكتبة والمارة والمجدفون: "كان المجتازون يجدفون عليه وهم يهزون رأسهم قائلين: ياناقض الهيكل وبانيه في ثلاثة أيام خلص نفسك. إن كنت ابن الله فانزل عن الصليب. وكذلك رؤساء الكهنة أيضاً وهم يستهزئون مع الكتبة والشيوخ قالوا: خلص آخرين أما نفسه فلا يقدر أن يخلصها. إن كان هو ملك إسرائيل فلينزل الآن عن الصليب فنؤمن به" (مت 27: 39-42, وأيضاً مر 15: 29-31, لو 23: 35-37). فهل لم يتصادف أن يكون بين هؤلاء شخص واحد يستطيع أن يتعرف على المصلوب إذا لم يكن هو المسيح؟ 2-قائد المئة والذين معه من الجنود: هل لم يكن أحد منهم بالمسيح عارفاً, إن قائد المئة عندما رأى ما رافق الصليب من أحداث, ارتبطت بشخص المسيح قال: "حقاً كان هذا ابن الله" متى 27: 54.
"كانت العادة عند اليهود, كما كانت عند سائر الشعوب القديمة, أن يعطى المحكوم عليه بالموت شراباً مخدراً, يلطف من ألمه, ذلك هو الشراب الذي ذكره متى, أن المسيح ذاق ولم يرد أن يشرب, لأنه أخذ على نفسه أن يشرب الكأس التي أرادها له الآب لتكون الفداء"[3]. ويصور جيم بيشوب هذا الموقف بأسلوبه الرائع قائلاً: "وقبل أن تبدأ عملية الصلب, اخترقت جماعة من النسوة اللاتي ينتمين لهيئة الإسعاف والرحمة, وهن يحملن إبريقاً من رحيق مخدر وبضع كؤوس. ولقد كانت هذه هي إحدى عمليات الرحمة, التي يسمح بها الرومان لأولئك الذين على وشك الموت .... واتجهت جماعة النسوة إلى الأسير الأوسط, يسوع وصببن الخمر له في الكأس, ونظر السيد بتقدير إلى عواطف أولئك النبيلات, وإلى دموعهن السائلة, وإلى عمل الرحمة الذي يتقدمن به, ولكنه هز رأسه ولم يشأ أن يذوق شيئاً, لقد فضل أن يتجرع كأس الألم حتى الثمالة, دون أن يخفف ذرة من أثرها المرير"[4] فالمصلوب لم يشرب لأنه المسيح, ولو كان يهوذا أو آخر لشرب وطلب المزيد ليشرب ليخفف من آلامه. هـ-شهود العيان لعملية الدفن: بعد موت المسيح تقدم يوسف الرامي وطلب جسد المسيح لتكفينه ودفنه (مر 15: 42-43) وكانت الشريعة الرومانية تبيح أن تعطى أجساد المحكوم عليهم لمن يطلبها ليقوم بدفنها وأخذ يوسف الرامي ونيقوديمس جسد يسوع ولفاه في أكفان مع أطياب وحنوط وتم دفن الجسد في قبر يوسف الرامي (مت 27: 57-61, مر 15: 42-47, لو 23: 50-56, يو 19: 38-42) فهل هذان أيضاً عميت عيونهما فلم يفرقا بين المسيح ويهوذا أم أنهما اشتركا في الخدعة وقاما بتكفين جسد يهوذا على أنه هو المسيح, إن الصفات التي ذكرت عنهما في الكتاب تجعلهما بمنأى عن هذه الشبهات. فيوسف الرامي, تلميذ ليسوع (مت 27: 57) وهو مشير شريف (مر 15: 43) كان رجلاً صالحاً باراً (لو 23: 50), أما نيقوديمس فهو فريسي رئيس لليهود ومعلم إسرائيل (يو 3: 1, 10).
التعليق: 1-بالنسبة ليوسف الرامي فإنه كان تلميذاً للمسيح في السر, والإيمان في السر لا يعني عدم معرفة المسيح جيداً ولكن هو إخفاء هذا الإيمان وعدم إعلانه لأسباب خاصة (الخوف من اليهود). 2-وبالنسبة لنيقوديمس فكون أن الكتاب لم يذكر أنه قابل المسيح مرة ثانية وثالثة, فهذا لا ينفي حدوث لقاءات أخرى, وكونه قابل المسيح مرة واحدة فهذا لا يعني أن معرفته به قليلة, لأن من الممكن عملياً أن ترى شخصاً مرة واحدة ولا تمحى صورته من الذاكرة. ثم أن المسيح كان مرات عديدة في الهيكل معلماً (لو 14: 15, 19: 47, 21: 37-38) وقد قال بنفسه للذين جاؤوا للقبض عليه "كنت معكم كل يوم في الهيكل" لو 22: 53, وهذا يؤكد أنهما ربما كانا يريان يسوع كثيراً في الهيكل. أي أنهما يعرفانه حق المعرفة وقد قاما بعملية التكفين, أي نظرا يسوع عن قرب وتأكدا أنه هو. مما يؤكد أن الشخص الذي مات على الصليب هو المسيح. و-شهود العيان لظهورات المسيح بعد القيامة من الموت: لو كان المصلوب هو يهوذا أو أي شخص آخر, لم يكن هناك قيامة من الموت إلا يوم البعث والحساب, ولكن لأن المصلوب هو المسيح الذي سبق وأعلن لتلاميذه مرات أنه سوف يصلب وفي اليوم الثالث يقوم (مت 16: 21, 17: 9, 20: 17-19, يو 2: 18-20). فقد قام من الموت (مت 28: 6-7, مر 16: 6, لو 24: 7, يو 20: 9) وقد شهد لحقيقة قيامته كثيرون[6]. فقيامة المصلوب من الموت وظهوره لشهود عيان كثيرين يعرفونه جيد المعرفة يؤكد أن المصلوب هو المسيح. إن شهادة شهود العيان من أقوى البراهين على أن المصلوب هو المسيح, وقد كان لنا في مراحل القبض والمحاكمة والصلب والقيامة شهود كثيرون, ولكن كما هي العادة عند غير المؤمنين بصلب المسيح التشكيك في أوضح البراهين. وما نستطيع أن نقوله: هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين. (9) يسوع المسيح. حياته ورسالته وشخصيته. الياس نجمة. ص360-361. (10) كانت في أورشليم هيئة من السيدات النبيلات, وظيفتها القيام بأعمال الرحمة, وإغاثة المنكوبين, فهن يقدمن الهدايا للفقيرات, ويقمن بعيادة المرضى, ويواسين المصابين, ويسكبن الدموع مع الحزانى الباكين. ولقد كان من بين المتفرجين, جماعات من أولئك النسوة وحينما مر السيد أمامهن, بمظهره الذي يفتت الأكباد, انفجرن جميعاً في البكاء بصوت عالٍ ... وتوقف يسوع عن السير ونظر إليهن, نظرة عطف وقال: "يا بنات أورشليم.." (لو 23: 28-31). إن يسوع بالرغم من سحابة الألم التي تطغى عليه, ما زال هو النبي العظيم الذي يحتفظ بإنذاراته. ساعة بساعة اليوم الذي صلب فيه المسيح. ص24. (11) يسوع المسيح. الياس نجمة. ص362. (12) ساعة بساعة اليوم الذي مات فيه المسيح. ص247-248. (13) عقيدة الصلب والفداء. ص65-70, 98. (14) سبق أن درسنا هذا بالتفصيل في كتاب "قيامة المسيح حقيقة أم خدعة" |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 34519 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() أقوال المصلوب
من خلال الأناجيل الأربعة نجد أن المصلوب قد تفوه بسبعة أقوال وهو على الصليب, ويرى المفسرون أنها في الغالب قيلت على النسق التالي: أ-قبل الظلمة: 1-طلبة لأجل أعدائه: "يا أبتاه اغفر لهم لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون" لو 23: 24. 2-قوله للص: "الحق أقول لك إنك اليوم تكون معي في الفردوس" لو 23: 43. 3-قوله للعذراء مريم: "يا امرأة هوذا ابنك" ثم ليوحنا "هوذا أمك" يو 19: 26-27. ب-أثناء الظلمة: 4-صرخته إلى الآب: "إلهي إلهي لماذا تركتني" مت 27: 46, مر 15: 34. جـ-بعد الظلمة: 5-قوله: "أنا عطشان" يو 19: 28. 6-قوله: "قد أكمل" يو 19: 30. 7-قوله للآب: "في يديك أستودع روحي" لو 23: 46. وإذ نفحص هذه الكلمات نرى فيها أدلة واضحة على أن المصلوب هو المسيح: 1-الكلمة الأولى: "يا أبتاه اغفر لهم لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون" لو 23: 34. هنا نرى أن المصلوب وهو في قمة الألم الجسماني. ومع ذلك لم يطلب لصالبيه الغفران فقط, وإنما التمس لهم عذراً... إنه لم يصب عليهم اللعنات, ولم يطلب النقمة منهم, بل أيضاً لم يصمت ويأخذ منهم موقفاً سلبياً, وإنما كان حبه إيجابياً من ناحيتهم, فطلب لهم المغفرة وقدم عنهم عذراً, مدافعاً عنهم أمام الآب السماوي, معلناً أن خطيئتهم هي مجرد جهل. قد تستطيع أن تغفر لإنسان أتعبك, أما أن يلفق إنسان حولك تهماً,ويحكم عليك ظلماً ويثير عليك الشعب والحكام, ويهزأ بك ويجلدك, ويعلقك على صليب, ويدق المسامير في يديك وقدميك, ثم بعد ذلك ... وأنت في عمق الألم, تستطيع أن تغفر له وتصلي لأجله وتدافع عنه. فهذا يحتاج إلى حب فوق الطاقة وفوق العادة[1]. فهل لو كان المصلوب أي شخص آخر غير المسيح يستطيع أن يفعل مثل هذا؟ إنها طبيعة المسيح هي التي أملت عليه هذا القول وجعلته ينسى آلامه الرهيبة ويتشفع من أجلهم وهو بذلك قدم مثالاً عملياً لتنفيذ وصاياه, فقد قال من قبل "أحبوا أعداءكم, باركوا لاعنيكم وأحسنوا إلى مبغضيكم, وصلوا لأجل الذين يسيئون إليكم" (مت 5: 44) فالمسيح هنا ينفذ بنفسه ما سبق أن أوصى به, وهذا يؤكد أن المصلوب هو المسيح. 2-الكلمة الثانية: عندما قال اللص للمسيح "اذكرني يا رب متى جئت في ملكوتك. فقال له يسوع: الحق أقول لك إنك اليوم تكون معي في الفردوس" لو 23: 42-43. في هذه العبارة نرى: أ-اللص يكتشف أن المصلوب معه ليس شخصاً عادياً, بل هو المسيح مصلوباً بلا خطية. كيف عرف ذلك؟ لسنا ندري. هل عرف ذلك من شفاعته لصالبيه, أو من ملامحه ونظراته, أو لعل المسيح نظر إليه نظرة خاصة أعلنت له هذا. لسنا ندري ولكنه على أية حال أدرك حقيقة شخصية المسيح وعمله الخلاصي. فطلب منه أن يذكره في ملكوته وملكوته هنا يشير إلى مجده الملكي, عندما يذهب إلى عرشه ومملكته في العالم الآخر. ب-المصلوب بقوله للص: "اليوم تكون معي في الفردوس" فهو يعلن: ثقته في النهاية وهو هنا يعده بأنه سوف يدخل معه الفردوس في نفس اليوم, وكلمة الفردوس هنا تشير إلى مقر المباركين في العالم الآتي (2كو 1: 3, رؤ 2: 7)[2]. وقول المصلوب للص بأنه سيكون معه في الفردوس, يعني غفران خطاياه, وهنا يمارس المسيح سلطانه الإلهي في مغفرة الخطايا. فلو كان المصلوب هو يهوذا أو أي شخص آخر: -فمن أين جاءه اليقين في دخول الفردوس؟ وهو خائن قد باع سيده. -كيف له أن يعد شخصاً آخر بدخول الفردوس؟ وهو لا يملك هذا لنفسه. -من أين له سلطان مغفرة الخطايا حتى يتمكن اللص من دخول الفردوس؟ هذا يؤكد لنا أن المصلوب هو المسيح, لأنه واثق من النهاية, واستجاب لطلب اللص عندما عرف حقيقته ودعاه "يا رب" وفي الحال غفر خطاياه ووعده بأنه سيكون معه في الفردوس في نفس اليوم. 3-الكلمة الثالثة: عندما أوشك المسيح أن يفارق الحياة وهو على الصليب, أدار بصره فرأى أمه العذراء مريم وبدأ يفكر في الأيام الحزينة التي تنتظرها, ورأى بجوارها يوحنا تلميذه الذي يحبه فنظر إلى أمه مشيراً إلى يوحنا وقال: "هوذا ابنك", ثم نظر إلى يوحنا تلميذه مشيراً إلى أمه وقال: "هوذا أمك" (يو 19: 26-27). وهاتان العبارتان تؤكدان أن المصلوب هو المسيح: -لأنه من المؤكد أن العذراء مريم, لو كان المصلوب هو شخصاً آخر غير المسيح, لعرفت ذلك من شكله وصوته, حيث أنها كانت على مسافة قريبة جداً حتى تسمع هذا الكلام, وإذا أخطأ كل الناس في معرفة المسيح, فلا يمكن أن تخطئ العذراء في معرفة ابنها. وإلا فقل على كل عواطف الأمومة السلام. -لو كان المصلوب هو أي شخص آخر غير المسيح, لأمكن ليوحنا تلميذه المحبوب اكتشاف ذلك. -إذا كان المصلوب هو يهوذا, فما الداعي لأن يستودع العذراء مريم لدى يوحنا ويقول لها هوذا ابنك وهو يعلم أن المسيح ابنها مازال حياً. فالكلمة الثالثة تؤكد صحة دعوانا أن المصلوب هو المسيح. 4-الكلمة الرابعة: "إلهي إلهي لماذا تركتني؟" مت 27: 46. 5-الكلمة الخامسة: "أنا عطشان" يو 19: 30. سوف نناقشهما بالتفصيل فيما بعد. 6-الكلمة السادسة: "قد أكمل" يو 19: 30. قبل موته مباشرة, صرخ المسيح بصوت عظيم قائلاً: " قد أكمل". "إن كلمة قد أكمل في الأصل اليوناني كلمة واحدة (تيتلستاي Tetelestai) وهي تعني صرخة المنتصر, هي هتاف من أتم عمله, ومن فاز في المعركة, صرخة رجل خرج من الظلام إلى مجد الضياء وأمسك بالتاج. وهكذا مات يسوع منتصراً وصيحة الفائز على شفتيه. إنه لم يهمس بها بانكسار من يجتاز وادي الهزيمة, لقد هتف بها بفرحة من كسب الانتصار"[3]. لقد أكمل المسيح هنا عمل الفداء والكفارة. فلو كان المصلوب أي شخص آخر؟ فلماذا يقول قد أكمل, وما هو الشيء الذي أكمله؟ ومن أين له الفرح والانتصار وهو يوشك أن يفارق الحياة بميتة شنيعة؟ 7-الكلمة السابعة والأخيرة: قال المسيح: "يا أبتاه في يديك أستودع روحي" ثم نكس رأسه وأسلم الروح. وفي هذا النص نرى: أ-قول المصلوب "يا أبتاه" وهنا يرد المسيح على الذين كانوا يتحدونه قائلين: "إن كنت ابن الله انزل من على الصليب". فأثبت أنه ابن الله, ولكنه لم ينزل من على الصليب وإنما رفع الصليب إلى علو السماء. ب-إن هذه العبارة تعبر عن الثقة, حيث يستودع المسيح المصلوب روحه في يد الآب. جـ-نكس رأسه: في الأصل أسند رأسه, كمتعب, يسند رأسه على وسادة بعد رحلة شاقة مرة, إن المعركة بالنسبة ليسوع قد انتهت بالانتصار واختبر راحة من أكمل واجبه وأدى رسالته[4]. د-أسلم الروح: ليست هي العبارة المعتادة أن تقال عن موت إنسان ... فهي توضح أن في موت المسيح كان هناك أمر غير عادي على الإطلاق[5]. فهي تشير إلى فعل إرادي تم من المسيح أي أن "موته لم يكن نتيجة طبيعية أو إعياء, بل عملاً طواعياً, وبذلك كان فريداً. وقبل أن يصبح أي سبب طبيعي مميتاً. وفي اللحظة التي اختارها هو أسلم روحه, حتى أن بيلاطس تعجب أنه هكذا مات سريعاً (مر14)"[6]. فهل ينطبق هذا على يهوذا؟ هل يستطيع يهوذا في ذلك الموقف أن يخاطب الله يا أبتاه؟ وهل له من السلطان أن يسلم روحه في الوقت الذي يشاء. إنه المسيح الذي قال عن نفسه: "ليس أحد يأخذها مني, بل أضعها أنا من ذاتي لي سلطان أن أضعها ولي سلطان أن آخذها أيضاً" يو 10: 18. فكلمات المصلوب إعلان وبرهان لا يقبل الشك أو التأويل أنه هو المسيح. (15) كلمات السيد المسيح على الصليب. البابا شنودة الثالث. ص9, 10, 14. (16) التفسير الحديث: إنجيل لوقا. القس ليون موريس. ترجمة نيكلس نسيم. دار الثقافة. ص351-352. (17) شرح إنجيل متى. د.وليم باركلي. تعريب. د.القس فايز فارس. ج2. ص385 وشرح بشارة يوحنا. تعريب. د.عزت ذكي. ص57-58. (18) شرح يوحنا. ج2. ص508. (19) شرح إنجيل لوقا. القس لين. ص353. (20) تفسير الكتاب المقدس. جماعة من اللاهوتيين برئاسة د.فرنسس دافدسن ج5. ص164. *لقد سبق للمؤلف وقدم دراسة تفصيلية حول هذه الأدلة في كتاب "موت أم إغماء" |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 34520 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() الأدلة التاريخية وبعض الشهادات المؤيدة لصلب المسيح
1-المؤرخون الرومان واليونان مثل تاسيتوس في حولياته, ولوسيان في كتابه "موت بريجرينوس" شهدوا لموت المسيح على الصليب. وأيضاً شهادة الإمبراطور تراجان والفيلسوف الأبيقوري كلسوس. 2-المؤرخون اليهود, مثل يوسيفوس والتلمود وحاخامات اليهود شهدوا لحقيقة موت المسيح. 3-مؤرخو وآباء الكنيسة المسيحية في القرون الأولى أجمعوا على هذه الحقيقة. 4-قانون الإيمان المسيحي الذي وضعه 318 أسقفاً من جميع أنحاء العالم في سنة 325م جاء فيه "يسوع المسيح تأنس وصلب عنا في عهد بيلاطس البنطي وتألم وقبر, وقام من الأموات في اليوم الثالث, كما في الكتب المقدسة" وهنا سوف نقدم بعض الشهادات لحقيقة صلب المسيح. أ-ابن الراوندي[1]: "قال إن النبي دفع في وجه ملتين عظيمتين متساويتين اتفقنا على صحة قتل المسيح وصلبه فكذبهما وإن كان سائغاً أن يبطل ذلك الجمهور العظيم المتكاثر العدد وينسبها إلى الإفك والزور كان رد الشرذمة القليلة من نقلة هذه الأخبار عنه أمكن وأجوز"[2] وقد رد صاحب المجالس المؤيدة عليه. "موضوع كلام المتكلم في كون المسيح (ع) بشراً يأكل الطعام. في مضماره وجوب الموت والقتل عليه, وجميع ما يعرض للصور البشرية, قال القائل أم لم يقل. وفي مضمار قول القائل أنه كان إلهاًًًً نفى الموت والقتل عنه, قال القائل أم لم يقل. وقوله سبحانه "وما قتلوه وما صلبوه" إخبار عن حقيقة حاله أنه عند الله سبحانه حي مرزوق يوافق ذلك قوله في موضع "ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياء عند ربهم يرزقون" (سورة 3: 169). وهو كما قدمنا ذكره إخبار عن حقيقة حالهم دون مجازها والعقلاء يطلقون القول على العالم الفاضل العاقل أنه حي وإن كان ميتاً وعلى البليد الجاهل أنه ميتاً وإن كان حياً" (المجالس المؤيدية. ص79). ب-السهروردي[3] لما تكلم السهروردي في كتابه " التنقيحات في التواتر وشروطه في أصول الفتنة" تعرضت له قضية الصليب. فقال: "لو لم يصلب عيسى لم يبق على المحسوسات اعتماد"[4]. جـ-إخوان الصفا وهم "جماعة دينية, ذات صبغة شيعية متطرفة, وربما كانت إسماعيلية على وجه أصح, ظهرت في النصف الثاني من القرن الرابع الهجري (العاشر الميلادي). اتخذت البصرة مقراً لها. وأطلقوا على أنفسهم "إخوان الصفا" لأن غاية مقاصدهم كانت السعي إلى سعادة نفوسهم الخالدة. وجهودهم في التهذيب النظري أنتجت سلسلة من الرسائل, وقد جمعت هذه الرسائل ونشرت في القرن العاشر وهي تبلغ 51 أو 52 رسالة"[5].وقد جاء في أحد رسائلهم (الرسالة 44): "كان من سنة المسيح التنقل كل يوم من قرية إلى قرية من قرى فلسطين ومن مدينة إلى مدينة من ديار بني إسرائيل, يداوي الناس ويعظهم ويذكرهم ويدعوهم إلى ملكوت السموات, ويرغبهم فيها, ويزهدهم في الدنيا, ويبين لهم غرورها وأمانيها, وهو مطلوب من ملك بني إسرائيل وغوغائهم. وبينما هو في محفل من الناس, هجم عليه ليؤخذ, فتجنب من بين الناس فلا يقدر عليه ولا يعرف له خبر, حتى يسمع بخبره من قرية إلى أخرى, فيطلب هناك. وذلك دأبه ودأبهم ثلاثين شهراً. فلما أراد الله تعالى أن يتوفاه إليه ويرفعه إليه, اجتمع معه حواريوه في بيت المقدس في غرفة واحدة مع أصحابه وقال: إني ذاهب إلى أبي وأبيكم, وأنا أوصيكم بوصية قبل مفارقة ناسوتي, وآخذ عليكم عهداً وميثاقاً, فمن قبل وصيتي وأوفى بعهدي, كان معي غداً, ومن لم يقبل وصيتي, فلست منه في شيء. فقالوا له: ما هي؟ قال: اذهبوا إلى ملوك الأطراف وبلغوهم مني ما ألقيت إليكم وادعوهم إلى ما دعوتكم إليه, ولا تخافوهم ولا تهابوهم, فإني إذا فارقت ناسوتي, فإني واقف في الهواء عن يمنة عرش أبي وأبيكم,وأنا معكم حيث ما ذهبتم, ومؤيدكم بالنصر والتأييد بإذن أبي, اذهبوا إليهم وادعوهم بالرفق, وداووهم وأمروا بالمعروف, وانهوا عن المنكر, ما لم تقتلوا أو تصلبوا أو تنفوا من الأرض. فقالوا: ما تصديق ما تأمرنا به؟ قال: أنا أول من يفعل ذلك وخرج من الغد وظهر للناس, وجعل يدعوهم ويعظهم, حتى أخذ وحمل إلى ملك بني إسرائيل, فأمر بصلبه, فصلب ناسوته وسمرت يداه على خشبتي الصليب, وبقي مصلوباً من ضحوة النهار إلى العصر, وطلب الماء فسُقي الخل, وطعن بالحربة, ثم دفن مكان الخشبة, ووكل بالقبر أربعون نفراً, وهذا كله بحضرة أصحابه وحوارييه. فلما رأوا ذلك منه أيقنوا وعلموا أنه لم يأمرهم بشيء يخالفهم فيه, ثم اجتمعوا بعد ذلك بثلاثة أيام في الموضع الذي وعدهم أن يتراءى لهم فيه. فرأوا تلك العلامة التي كانت بينه وبينهم, وفشا الخبر في بني إسرائيل أن المسيح لم يقتل, فنبش القبر فلم يوجد الناسوت"[6]. *شهادات أخرى 1-في مقالة تحت عنوان "الرسالة قبل الأخيرة لياسر عرفات" كتب د.سعد الدين إبراهيم "العالم كله يعرف أنهم متعطشون إلى دمائك, ويريدون أن يصلبوك, كما صلبوا المسيح, ويبتغون بذلك أن يصلبوا أمة بأسرها"[7]. 2-وهو يبث همومه لعصفور وقف على نافذة زنزانته, كتب الأستاذ مصطفى أمين: "لعل العصفور يطل في عيني ليرى أعماقي, ليرى مسيحاً مصلوباً بلا خطية, مشنوقاً بلا جريمة, معلقاً على مقصلة بغير ذنب"[8]. 3-كتب د.حسين فوزي النجار: "وضاق اليهود بالمسيح فوصموه بالكذب, وأنه تابع (بعزبول) الشيطان يدين بأمره ويتلقى المعجزة والوحي منه, ثم ائتمروا به حتى صلبوه"[9] (21) ابن الرواندي: أبو الحسين أحمد بن يحيى بن اسحق الرواندي, عاش في القرن الثالث الهجري. كتب كتاب "فضيحة المعتزلة" وكان تحليلاً نقدياً لمذهب المعتزلة من وجهة نظر الشيعة الرافضة, وجواباً على كتاب الجاحظ "فضيلة المعتزلة" وقد وصلتنا محتويات هذا الكتاب في الرد الذي عمله ابن الخياط. "الانتصار في الرد على ابن الرواندي" ط1 سنة 1925 للمستشرق هـ.س.نيبرج. مكتبة الخانجي. ط3 سنة 1988 "الانتصار والرد على الرواندي الملحد" تقديم ومراجعة محمد حجازي. مكتبة الثقافة الدينية. (22) مقالة تحت عنوان "ابن الرواندي لباول كروس. ترجمة د.عبد الرحمن بدوي في كتابه "من تاريخ الإلحاد في الإسلام" ط2. سينا للنشر. سنة 1993. ص107-108. نقلاً عن ص78 من المجالس المؤيدية. المجلس العشرون بعد المائة". -المجالس المؤيدية: للمؤيد في الدين هبة الله ابن أبي عمران الشيرازي الإسماعيلي, داعي الدعاة في عصر الخليفة المستنصر بالله. ولد في شيراز ثم رحل إلى مصر حيث أظهر نشاطاً عقلياً وسياسياً كبيراً في حوالي سنة 470هـ ثم توفي. وأهم كتبه "مجالسة" التي تبلغ ثمانية مجلدات, تحتوي على ثمانمائة مجلس. وهو عبارة عن محاضرات ألقاها في دار العلم بالقاهرة. -وبمثل ما يقول ابن الرواندي (إنكار التوتر والأجماع) يقمل محمد بن زكريا الرازي فيلسوف وطبيب وكيميائي مشهور "إن القرآن يخالف ما عليه اليهود والنصارى من قتل المسيح, لأن اليهود والنصارى يقولون أن المسيح قتل وصلب والقرآن ينطق بأنه لم يقتل ولم يصلب وأن الله رفعه إليه" نقلاً عن "إعلام النبوة" لأبي حاتم في رده على أبو زكريا الرازي. من تاريخ الإلحاد في الإسلام. هامش ص143. (23) السهروردي: هو أبو الفتوح يحيى بن حبش أميرك. ولقبه هو: شهاب الدين السهروردي الحكيم المقتول بحلب. ولد بسهرورد بين سنتي 1150-1151م بتلك القرية القريبة من زنجان من أعمال أذربيجان بالعراق العجمي, وعندما استقر بحلب حقد عليه الفقهاء, وتآمروا به حتى تم قتله بواسطة الملك الظاهر. في يوليو سنة 1191, وعمره ثمان وثلاثين سنة. له حوالي 48 مؤلف أشهرها "حكمة الاستشراق" دائرة المعارف الإسلامية. مجلد12. ط دار المعرف بيروت. تعليق د.مصطفى حلمي. ص300-301. (24) الانتصارات الإسلامية في علم مقارنة الأديان. للشيخ نجم الدين البغدادي الطوفي تحقيق أحمد حجازي السقا. ط1. سنة 1983. ص101. (25) دائرة المعارف الإسلامية. ط دار الشعب, مجلد2. ص452-454. (26) رسائل إخوان الصفاء وخلان الوفاء. مجلد4. دار صادر بيروت. لبنان ص30-31. (27) جريدة الجمهورية. الخميس 8 يوليو سنة 1982. د.سعد الدين إبراهيم أستاذ علم الاجتماع بالجامعة الأمريكية. ومؤسس مركز ابن خلدون للدراسات. (28) سنة ثالثة سجن. للأستاذ مصطفى أمين. صحفي ومؤسس جريدة أخبار اليوم القاهرية. (29) أرض الميعاد. ط1. سنة 1959. مكتبة الأنجلو. ص15. |
||||