![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 34451 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() هل يصيب الطير والحيوان عند الموت ما يصيب الانسان؟ الحيوان مكوّن من نفس وجسد ويفنى وينحل عند الموت ويتحول الى تراب، اما الانسان فله روح خالدة لا تفنى (1تس23:5). 12 – هل يحق لنا أن نتمتع بالطبيعة وما فيها؟ كل شيء طاهر للطاهرين، اما لنجسي الأفكار فكل شيء نجس(تي15:1) وليس شيء نجس بذاته(رو14:14) والله يريدنا ان نتمتع بكل شيء(1تي 17:6) |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 34452 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() هل الملائكة درجات؟ نعم، فميخائيل رئيس الملائكة (يهوذا9)، وجبرائيل للبشارة (لوقا 26:1)، والسرافيم (أش 2:6)، والكروبيم (تك 24:3) (رؤ11:5). 16 – هل وجد بشر قبل ادم وحواء؟ يسمى ادم بالانسان الأول (1كو45:15) أي لم يكن قبله بشر. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 34453 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() لماذا خلق الله انسانا يخطىء؟ خلق الله الانسان صالحاً (جا29:7) لكن الانسان خُدع من ابليس وعصى الرب بارادته فدخلت الخطية. لماذا لم يمنع الله الانسان عن الخطية؟ لأن الانسان ليس آلة يتحكّم يها الله، بل أراده الله حرّ الارادة وأن يرفض الشر بكامل ارادته. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 34454 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ما الفرق بين خلق وصنع؟ خلق من لا شيء وصنع من شيء موجود، الله هو الوحيد الذي يخلق هل خلق الله الشيطان ولماذا خلقه شريراً؟ الله لم يخلق الشيطان الشرير لكن الله خلق ملائكة والشيطان هو أحد رؤساء الملائكة لكنه عصى الله وتمرّد على الله فطرحه القدير وصار شريراً هل تُحدّث الخليقة عن الله؟ طبعاً فالدقّة المتناهية والحكمة الكاملة في الكون والقدرة التي تمسك الكواكب في الفراغ كل ذال يحدّث عم حكمة ومجد وعظمة الخالق |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 34455 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() القول بصلب يهوذا الإسخريوطي في محاولات التشكيك الفاشلة تطلق السهام من كل اتجاه، عسى أن ينجح أحدها في تحقيق الغرض المطلوب، وإذا على صخرة الحق تتحطم كل السهام، بل ويؤدي مثل هذا الهجوم الكاذب إلى مزيد من وضوح الرؤية وإعلان الحق ولكن ماذا نقول لعيون رمداء لا ترى الشمس في رابعة النهار. وفي هذا الفصل سوف نناقش كافة الادعاءات التي قال بها البعض منذ القرن الأول الميلادي حتى اليوم، وسنورد الأقوال كما ذكروها ونقدم التعليق عليها. وفيما يلي قائمة ادعاءاتهم عن شخص المصلوب:
يهوذا هو واحد من تلاميذ المسيح الاثني عشر (متى 10: 4)، وكان أميناً لصندوق الجماعة (يو 12: 6) ثم تآمر مع رؤساء الكهنة ليسلمهم المسيح (متى 26: 14). وقاد كوكبة من الكهنة والجنود للقبض على المسيح (مت 26: 47- 51).. ويقول البعض إنه عندما جاء الجنود للقبض على المسيح ألقى الله شبه المسيح على يهوذا فقبض عليه، وتم صلبه بدلاًَ من المسيح ونذكر هنا مثالين لهذا القول: المثال الأول: "أخذ جند الرومان يبحثون عن عيسى لتنفيذ الحكم عليه، وأخيراً عرفوا مكانه فأحاطوا به ليقبضوا عليه، وكان من أصحابه رجل منافق يشي به، فألقى الله عليه شبه عيسى وصوته، فقبض عليه الجنود وارتج عليه أو أسكته الله فنفذ فيه حكم الصليب، أما المسيح فقد كتب الله له النجاة من هذه المؤامرة، وانسل من بين المجتمعين، فلم يحس به أحد وترك بني إسرائيل بعد أن يئس من دعوتهم وبعد أن حكموا بإعدامه.. ولم تجدد المراجع الإسلامية الدقيقة شخص هذا الواشي وربما تأثرت بعض المراجع بالمراجع المسيحية فذكرت أن هذا الخائن هو يهوذا لإسخريوطي".[1] المثال الثاني: "قد تجلت قدرة الله سبحانه في رفع السيد المسيح إلى السماء معززاً مكرماً وإيقاعها بالمجرم الخائن يهوذا لينال عقاب خيانته".[2] التعليق:
وعندما واجهت الرازي المفسر المعروف مشكلة إلقاء شبه المسيح على يهوذا قال: "فكيفما كان، ففي إلقاء شبهه على الغير إشكالات: الإشكال الأول: أنه إن جاز أن يقال إن الله تعالى يلقي شبه إنسان على إنسان آخر، فهذا يفتح باب السفسطة وأيضا يفضي إلى القدح في التواتر. ففتح هذا الباب أول سفسطة، وآخره إبطال النبوات بالكلية. الإشكال الثاني: إن الله أيده بروح القدس جبريل. فهل عجز هنا عن تأييده؟ وهو كان قادراً على إحياء الموتى؟ فهل عجز عن حماية نفسه؟ الإشكال الثالث: إنه تعالى كان قادراً على تخليصه برفعه إلى السماء: فما هي الفائدة في إلقاء شبهه على غيره؟ فهل فيه إلا إلقاء مسكين في القتل من غير فائدة إليه؟ الإشكال الرابع: بإلقاء الشبه على غيره اعتقدوا (اليهود) أن هذا الغير هو عيسى - مع أنه ما كان عيسى - فهذا كان إلقاء في الجهل والتلبيس، وهذا لا يليق بحكمة الله. الإشكال الخامس: إن النصارى على كثرتهم في مشارق الأرض ومغاربها وشدة محبتهم للمسيح، وغلوهم في أمره. أخبروا أنهم شاهدوه مقتولاً مصلوباً: فلو أنكرنا ذلك كان طعناً فيما ثبت بالتواتر. والطعن في التواتر يوجب الطعن في نبوة محمد وعيسى وسائر الأنبياء. الإشكال السادس: ألا يقدر المشبوه أن يدافع عن نفسه، أنه ليس بعيسى، والمتواتر أنه فعل. ولو ذكر ذلك لاشتهر عند الخلق هذا المعنى. فلما لم يوجد شيء من ذلك علمنا أن الأمر ليس على ما ذكرتم".[4] وما كان يهمنا أن نناقش مثل هذا الرأي، ولكن لأن مثيري هذه الأقوال يحاولون أن يثبتوا مثل هذه الادعاءات من خلال نصوص الكتاب، لذا نرى لزاماً علينا أن نناقش هنا أدلتهم ونقدم ردنا عليها: الأدلة على أن المصلوب هو يهوذا:
ويهوذا هو أحد الاثني عشر، والنص قاطع على أنه سيكون مع المسيح، عندما يجلس على عرش مجده، وكرسيه موجود وسيجلس عليه قاضياً يحاكم بني إسرئيل. فكيف يتفق هذا مع الرواية التقليدية عن خطيته بخيانة المسيح وتسليمه لليهود والرومان بدراهم معدودة. أما أن المسيح في الإنجيل لا ينطق بروح القدس، بل لا يدري شيئاً عن الغيب، وهذا يتنافى مع رؤيته لما سيحدث في الآخرة وتأكيد جلوسه على عرش مجده، بل وإحصاء عدد الكراسي. وأما أن المسيح يعلم أو كان يرى ما لم يحط به الآخرون حول حقيقة دور يهوذا، فكيف نوفق بين ارتكابه أكبر خطيئة أو إثم في التاريخ المسيحي وبين شهادة أو نبوة المسيح له بأنه سيكون جالساً معه على الكراسي الاثني عشر".[6]
إذن يهوذا بشهادة المسيح طاهر ولا يمكن أن يخون المسيح ويسلمه.[7]
وتقول رواية لوقا المشار غليها في سفر أعمال الرسل "يهوذا الذي صار دليلاً للذين قبضوا على يسوع. إذ كان معدوداً بيننا وصار له نصيب في هذه الخدمة. فإن هذا اقتنى حقلاً من أجرة الظلم، وإذ سقط على وجهه انشق من الوسط فانسكبت أحشاؤه كلها وصار ذلك معلوماً عند جميع سكان أورشليم حتى دعي ذلك الحقل في لغتهم حقل دما أي حقل دم" أع 1: 16- 19. إن ما اتفق عليه متى ولوقا وصمت عنه مرقس ويوحنا هو أن يهوذا الخائن قد هلك في ظروف مريبة، ولكن روايتهما اختلفت في ثلاثة عناصر هي:
وعدم وجوده هو دليل على أنه هو الذي صلب. التعليق: 1-يهوذا شخصية معروفة: مما لا شك فيه أن يهوذا كان معروفاً لكل من:
د- لكثير من الشعب الذين تبعوا يسوع وقدموا تقدماتهم إليه. إذن دعوى القبض على يهوذا وصلبه لأنه شخصية غير معروفة، قول مرسل بدون سند أو دليل. 2-نبوة المسيح بأن يهوذا سيجلس على كرسي معه في عرشه: -إن المسيح قصد بقوله "أنتم" الرسل، باعتبار أنهم جماعة ولم يقصد فرداً بعينه لأن يهوذا الإسخريوطي سقط وأقيم متياس بدلاً منه.[9] -إن الكلام هنا روحي مجازي، يراد منه إعلان سيادة النظام المسيحي - ممثلاً في الرسل – على النظام اليهودي – ممثلاً في الأسباط الاثني عشر، ومتى في ربطة الدائم – لأنه يكتب لليهود – بين العهدين القديم والجديد يذكر الاثني عشر تلميذاً في مقابل الاثني عشر سبطاً. وعندما ذكر لوقا هذا القول قال "وتجلسوا على كراسي تدينون أسباط إسرائيل الاثني عشر" لو 22: 30. -إن هذه الدينونة أدبية روحية والمسيح هنا يقدم تعبيرات مجازية ليعطيها قوة في عقول تلاميذه. لقد أرسل التلاميذ ليبشروا اليهود، وعلى قدر ما يقبل اليهود هذه البشارة أو يرفضونها تكون دينونتهم، في محضر الرسل الذين بلغوهم رسالة الإنجيل وموعد هذه الدينونة هو يوم الدين. والدليل الكتابي على أن هذه الدينونة، دينونة أدبية هو ما جاء في إنجيل لوقا، قول المسيح "ملكة التيمن ستقوم في الدين مع رجال هذا الجيل وتدينهم.. ورجال نينوى سيقومون في الدين مع هذا الجيل ويدينونه" (لو 11: 31- 32). فإذا كانت ملكة التيمن، وهي امرأة وثنية تقوم يوم الدين لتخجل بإيمانها شكوك رجال هذا الجيل الذي عاش فيه المسيح. وكذلك أهل نينوى الذين تابوا بمناداة يونان بعدما رأوا آية نجاته من جوف الحوت، سيخجلون اليهود الذين عاش المسيح بينهم ورأوا كل معجزاته ولم يتوبوا.[10] فهذا يؤكد أن المقصود بالدينونة ليس الجلوس على كرسي بمعناه الحرفي ولكنها أمر روحي معنوي، وأن الاثني عشر تعني التلاميذ كمجموعة وليس كأفراد أي دون حصر لعددهم. أي أن هذا القول لا يعني بالمرة أن يهوذا لا يمكن أن يخون المسيح والدليل على ذلك أقوال ونبوات المسيح عن أن يهوذا سوف يخونه ويسلمه. ففي العشاء الأخير للمسيح مع تلاميذه قال لهم: "إن ابن الإنسان ماض كما هو مكتوب عنه، ولكن ويل لذلك الرجل الذي به يسلم ابن الإنسان. كان خيراً لذلك الرجل لو لم يولد. فأجاب يهوذا مسلمه وقال: هل أنا هو يا سيدي. قال له: أنت قلت" مت 26: 24- 25. وقال له المسيح: "ما أنت تعمله فاعمله بأكثر سرعة" يو 13: 27. وعندما جاء يهوذا متقدماً الجنود للقبض على المسيح، قال لتلاميذه "هو ذا الذي يسلمني قد اقترب" مت 26: 46. وفي صلاته الشفاعية قال المسيح "الذين أعطيتني حفظتهم ولم يهلك منهم أحد إلا ابن الهلاك" يو 17: 12. وقد أوضح المسيح أن يهوذا مسلمه، فعندما جاؤوا للقبض عليه. قال المسيح "يا يهوذا أبقبلة تسلم ابن الإنسان" لو 22: 48. فالمسيح قد أخبر أن يهوذا هو خائنه ومسلمه إلى أعدائه. ولا يمكن أن يكون المسيح كاذباً، وهو المعصوم من الخطأ ولا يمكن أن يناقض المسيح نفسه، ولذلك يجب أن نفهم ونفسر هذا النص في ضوء المعنى العام للحدث وليس مستقلاً عن غيره من النصوص الكتابية. وعند ذلك لا نجد أي تناقض بين النصوص الكتابية ونفهم ما هو المعنى الروحي المقصود بقول المسيح الأول. ولا نرى من هذا القول أي دليل على أن يهوذا لا يمكن أن يخون المسيح. ولنا هنا أن نتساءل "عن الدافع الذي من أجله خان يهوذا سيده، وقد تعددت الآراء في هذا الشأن، ولكنها لا تخرج جميعها عن واحد من ثلاث احتمالات: 1-فقد يكون الدافع حب المال، لقد تمت هذه الخيانة حالاً بعد حادثة سكب الطيب على يسوع في بيت عنيا (متى 26: 6- 16، مر 14: 1- 11). وعندما يروي يوحنا هذه الحادثة يضيف شارحاً أن يهوذا اعترض على سكب الطيب، لأنه كان سارقاً. وكان يختلس من الصندوق الذي كان مودعاً لديه (يو 12: 6). 2-وقد يكون الدافع هو الحقد المرير الناتج عن زوال الوهم والأمل الكاذب. كان اليهود يحلمون بالقوة، لذلك كان بينهم عدد من الوطنيين المتعصبين الذين كانوا على استعداد لاستخدام جميع الوسائل بما فيها الاغتيال للوصول إلى هدفهم، وهو طرد الرومانيين من فلسطين وكان يطلق عليهم لقب "حملة الخناجر" لأنهم كانوا يستخدمون أسلوب القتل لتحقيق أهدافهم السياسية. وقد قيل أن يهوذا ربما كان واحد من هؤلاء، وقد رأى في يسوع قائداً وزعيماً أرسلته السماء، ليقود ثورة شعبية وسياسية، مستخدماً قدراته المعجزية. لكنه بعد قليل تبين أن يسوع اختار طريقاً آخر، يقود إلى الصليب وفي قمة خيبة أمله، تحول حماسه ليسوع إلى حالة من زوال الوهم، انقلبت إلى كراهية مريرة دفعته أن يسعى لموت الرجل الذي كان علق عليه انتظاراته الخائبة وآماله الضائعة، لقد كره يهوذا يسوع لأنه لم يكن المسيح الذي أراده هو أن يكون. 3-وهناك رأي يقول إن يهوذا لم يكن يقصد موت يسوع، فربما رأى يهوذا في يسوع الموفد من السماء، لكنه لاحظ أنه يتقدم ببطء نحو أهدافه، لذلك فكر يهوذا أن يسلم يسوع ليد أعدائه ليضطر إزاء الأمر الواقع أن يظهر سلطانه، ويبطش بأعدائه. لقد أراد أن يتعجل يسوع فيما كان يظن أن يسعى إليه، أراد أن يجبره على العمل. ويبدو هذا الرأي مناسباً للأحداث والوقائع، وهو يفسر سبب انتحار يهوذا عندما رأى أن خطته لم تتحقق. ومهما يكن من أمر، فإن مأساة يهوذا كانت في أنه رفض أن يقبل يسوع كما هو وأراد أن يصنع من يسوع الشخصية التي يريدها هو.. إن مأساة يهوذا هي مأساة الرجل الذي ظن أنه يعرف أفضل من الله".[11] ومهما كان الدافع سواء كان سياسياً أو عيباً أخلاقياً أي الطمع. فقد تآمر يهوذا على سيده وأسلمه إلى يد أعدائه. 3-طهارة يهوذا: لو أن الكاتب كان أميناً في اقتباسه، لما كان هناك داع للرد على هذا الادعاء، حيث أن بقية النص يوضح الحق كاملاً. في يو 13: 10- 13 "قال له يسوع: الذي قد اغتسل ليس له حاجة إلا إلى غسل رجليه، بل هو طاهر كله" والجزء الذي لم يذكره الكاتب "وأنتم طاهرون ولكن ليس كلكم، لأنه عرف مسلمه" لذلك قال: لستم كلكم طاهرين، إذن من الواضح أن المسيح استثنى يهوذا من هذه الشهادة. ولقبه في موضع آخر "بابن الهلاك" يو 17: 12. وقال مرة لتلاميذه " أليس أني أنا اخترتكم الاثني عشر وواحد منكم شيطان. قال هذا عن يهوذا سمعان الإسخريوطي. لأنه هذا كان مزمعاً أن يسلمه. وهو واحد من الاثني عشر" يو 6: 70- 71. فهذا الاقتباس يؤكد أن يهوذا ليس بطاهر ولذلك فالخيانة عنده ليست بشيء غريب. 4-التناقض بين إنجيل متى وسفر أعمال الرسل بخصوص نهاية يهوذا: مت 27: 3- 8، أع 1: 18- 19 حيث أن هذا ليس هو موضوع بحثنا – فهناك ردود على هذا التناقض الظاهري في كثير من الكتب التي تتكلم عن صحة الكتاب المقدس – لذلك نوجز الرد:[12] 1-كيفية موت يهوذا: لقد ذكر متى أن يهوذا شنق نفسه، ثم أن الحبل انقطع وسقط يهوذا، فتمزقت أحشاؤه من جراء السقوط (سفر الأعمال). أي أن متى ذكر خبر انتحاره بدون تفاصيل وسفر الأعمال أوضح تفصيلاً كيف كانت ميتة شنيعة، فلا تناقض إذن. 2-مشتري الحقل: ذكر متى أن المشتري هو يهوذا، وذكر سفر أعمال الرسل أنهم الكهنة، ونسبه متى إلى يهوذا، لأن ما اشتراه الكهنة بمال يهوذا يمكن أن يعتبر هو الذي اشتراه، لأنه هو السبب فيه، والشراء في مثل هذه الأحوال يتم باسم الشخص الذي دفع المال، وكثيراً ما ينسب الفعل لمن كان السبب فيه، فمثلاً ينسب إلى الملك بناء القصر، مع أنه ليس هو الباني حقيقة، بل بني القصر بأمر منه وهو الذي دفع تكاليف بنائه. فليس هناك تناقض فعلي بين ما جاء في إنجيل متى وسفر أعمال الرسل. لكنه تناقض ظاهري يبدو عند القراءة السطحية والنقدية. 3-سبب تسمية الحقل، حقل دم: ذكر متى أنه سمي حقل دم لأن الثمن المدفوع فيه ثمن دم (متى 27: 7- 8) وذكر سفر أعمال الرسل أنه سمي حقل دم لانسكاب دم يهوذا فيه (أع 1: 18- 19). إن الحقل الذي مات فيه يهوذا، هو الذي اشتراه الكهنة بثمن الدم، فدعي بحقل دم للسببين معاً لأنه المكان الذي انسكب فيه دم يهوذا ولأن الثمن المدفوع فيه ثمن دم المسيح ولا تناقض بين الروايتين ولكن كل منهما مكملة للأخرى وذكر كل كاتب سبباً. وسواء كان هذا السبب أو ذاك فإنه لا يؤثر في القضية في شيء. أما الادعاء بأن يهوذا اختفى في فترة الاضطرابات، وأن هذا دليل على أنه هو الذي صلب، فهذا غير صحيح بالمرة، فيهوذا عندما رأى ن المسيح قد دين بعد المحاكمة اليهودية ذهب إلى الهيكل ورد المال الذي كان قد أخذه (مت 27: 3- 10) وانتحر وذلك في صباح الليلة التي أسلم فيها المسيح. وهذا هو سبب اختفائه. وليس هذا دليل على أنه المصلوب وإذا اعتبرنا اختفاءه دليل صلبه، فهل يمكن أن نطبق هذا على بقية التلاميذ الذين تركوه وهربوا (مت 26: 56). ولم يظهر أي منهم أثناء المحاكمة أثناء عملية الصلب سوى بطرس ويوحنا (يو 18: 15- 16). مما سبق نرى أن كل الأدلة التي يستندون عليها بأن المصلوب هو يهوذا أدلة غير حقيقية وأنه لا يوجد أي دليل حقيقي على ما يدعون. وبالتالي فالمصلوب هو يسوع المسيح وليس سواه. (1) المسيحية. د. أحمد شلبي. مكتبة النهضة المصرية، ط 6. سنة 1978. ص 42- 43 وانظر أيضاً: محاضرات في النصرانية. الشيخ محمود أبو زهرة. دار الفكر العربي. ط4. سنة 1972. ص 24- 26. عقائد النصارى الموحدين. حسني يوسف الأطير. دار الأنصار. ط1. سنة 1985. ص 243-245. جـ- دعوة الحق. عبد العزيز حسين. ط3. سنة 1994. ص 27- 30، 12. (2) المسيح والمسيحية والإسلام. د. عبد الغني عبود. دار الفكر العربي.ط1 سنة 1984، ص 189. (3) هل المسيح هو الله؟ د.لبيب ميخائيل. ط3. سنة 1983. ص 120- 121 وانظر أيضاً: المنطق والإيمان. م هـ.فنلى. ترجمة جان يوسف. منشورات النفير. ط2 سنة 1986. ص 51. (4) مفاتيح الغيب. للرازي. مجلد 6. ط دار الفكر. بيروت. لبنان. ص 100- 106. (5) دعوة الحق. ص 121. (6) خواطر مسلم حول: الجهاد، الأقليات، الأناجيل. محمد جلال كشك. دار ثابت للنشر. ط2. سنة 1985. ص 163- 165. (7) المسيح بين الحقائق والأوهام. د.محمد وصفي. تحقيق علي الجوهري. دار الفضيلة. ص 172. (8) المسيح في مصادر العقيدة المسيحية. م. أحمد عبد الوهاب. مكتبة وهبة. ط2. سنة 1988. ص 181- 183 وانظر أيضاً: دعوة الحق. ص 125- 126. (9) الكنز الجليل. وليم إدي. جـ1. ص 228. (10) شرح بشارة لوقا. د.إبراهيم سعيد. ط3. سنة 1986. ص 553. (11) تفسير العهد الجديد. وليم باركلي. مجلد 1. ط1. سنة 1993. ص 431- 432. (12) يمكن الرجوع إلى المراجع التالية: 1-التفسير الحديث: سفر أعمال الرسل. هوارد مارشال تعريب نجيب جرجور. ص 63. 2-تفسير الكتاب المقدس. برياسة د. فرنسيس دافدسن. مركز المطبوعات بيروت. ص86. 3-شبهات وهمية حول الكتاب المقدس. إعداد القس. د.منيس عبد النور ص 334- 335. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 34456 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() القول بصلب واحد من تلاميذ المسيح عندما طاش السهم ولم يحقق غرضه، أطلق غيرهم سهماً طائشاً آخر فقالوا: "إن اليهود لم يكونوا يعرفون المسيح، ويهوذا أعطاهم علامة، فهم عولوا في تعيينه لهم على يهوذا، فإذا ثبت ذلك فيحتمل أن يكون يهوذا إنما أشار إلى غيره لأنه ندم على بيعه. والدليل على توبة يهوذا وندمه: 1-قول المسيح له: يا صاحب لماذا جئت؟ 2-أنه رمى بالدراهم، واعترف بالخطية وقتل نفسه، وهذا يدل على غاية الصدق في الندم. ولما ندم يهوذا على ما فرط منه، فيحتمل أن يكون دل على غيره من أصحابه، وأن ذلك الغير رضي بأن يقتل مكان المسيح، فتعرض بنفسه لليهود، فأخذوه ورفع عيسى إلى السماء".[1] وقد ساق أحد الكتاب عدة أدلة على أنه لا يمكن ليهوذا أن يسلم أو يخون المسيح وقال "أما الدليل على أن يهوذا لا يمكن أن يسلم المسيح أو يخونه، هو كون يهوذا أحد حواريي المسيح وأحبائه، بل لقد كان يهوذا هو أحد الاثني عشر تلميذاً الذين مدحهم المسيح أعظم مدح ووعدهم بالجلوس على كراسي العظمة والمجد. فقد ذكر متى قول يسوع: "الحق أقول لكم إنكم أنتم الذين تبعتموني في التجديد متى جلس ابن الإنسان على كرسي مجده تجلسون أنتم أيضاً على اثني عشر كرسياً تدينون أسباط إسرائيل الاثني عشر" مت 19: 28 ويهوذا كذلك هو أحد الاثني عشر الذين دعاهم المسيح" ثم دعا تلاميذه الاثني عشر وأعطاهم سلطاناً على أرواح نجسة يخرجوها ويشفوا كل مرض وكل ضعف "أما أسماء الاثني عشر رسولاً فهي هذه.. ويهوذا الإسخريوطي الذي أسلمه" مت 10: 1- 4. إن يهوذا الذي أعطاه المسيح كل هذه السلطات يدعون أنه مات مرتداً وكافراً، وأنه خان المسيح وسلمه، وذلك على الرغم من شهادة المسيح له أنه سيكون معه هو والحواريون في الجنة في الآخرة. رغم أن يهوذا غسل المسيح رجليه مع باقي التلاميذ وقال له: الذي اغتسل ليس له حاجة إلا إلى غسل رجليه بل هو طاهر كله".[2] التعليق: لقد سبق وناقشنا في الصفحات السابقة ما هي الدوافع التي دفعت يهوذا أن يخون سيده وقلنا سواء كان الدافع سياسياً أو أخلاقياً فلقد خان يهوذا المسيح وتآمر مع أعدائه وقلنا إن المسيح كان عارفاً بهذا وقال لتلاميذه "أليس إني أنا اخترتكم الاثني عشر وواحد منكم شيطان. قال هذا عن يهوذا سمعان الإسخريوطي لأن هذا كان مزمعاً أن يسلمه" يو 6: 7- 71.
أ-واحد من تلاميذه. ب-لأن المسيح وعده بأنه سيجلس على كرسي لدينونة أسباط إسرائيل. ج- لأن المسيح قد شهد عن طهارته. فقد سبق الرد على هذه الأقوال بالتفصيل في الصفحات السابقة.
في مت 27: 3- 5 "لما رأى يهوذا الذي أسلمه أنه قد دين ندم ورد التلاميذ الفضة إلى رؤساء الكهنة والشيوخ قائلاً: قد أخطأت إذ سلمت دماً بريئاً. فقالوا: ماذا علينا. أنت أبصر. فطرح الفضة في الهيكل وانصرف. ثم مضى وخنق نفسه". أ-فعندما رأى يهوذا أن المسيح قد دين، ندم. وكلمة ندم هنا "ليست نفس الكلمة التي ترجمت بهذا المعنى في العهد الجديد والتي تتضمن الغفران المبني على التوبة، بل تعني أنه تأسف أو غير رأيه، واستعمالاتها الأخرى الوحيدة نجدها في مت 21: 29، 32، 2 كو 7: 8، عب 7: 21"[3] فهي تعطي فكرة الأسف لكنها لا تعبر عن توبة صادقة تؤدي إلى الخلاص أي أن توبة يهوذا هي توبة اليأس القاتل، لأنه رغم أسفه لم يستطع التخلص من الشعور بالذنب. الذي أدى به إلى الانتحار شنقاً ب-إن ندم يهوذا هذا قد حدث عقب المحاكمة الدينية التي أدانت المسيح، وقررت أنه "مستوجب الموت" مت 26: 26. والنص الكتابي واضح أنه "لما رأى يهوذا أنه قد دين ندم" مت 27: 3 إذن فالقول بأنه ندم فأشار إلى واحد غيره غير صحيح بالمرة. ج-أما قول المسيح له: "يا صاحب لماذا جئت" مت 26: 5 ليس دليلاً على توبة يهوذا، لأن هذا القول تفوه به المسيح قبل القبض عليه مباشرة، والندم – كما سبق وأوضحنا – حدث بعد صدور الحكم اليهودي بأن المسيح مستوجب الموت. وربما نجد في هذا القول من المسيح تنبيهاً وتحذيراً ليهوذا، فالمسيح لم يكن جاهلاً لسبب مجيئه, ولكنه أراد بقوله هذا أن يحثه ليتأمل الإثم الذي ارتكبه، وليتذكر قول المسيح عن مسلمه أنه "كان خيراً لذلك الرجل لو لم يولد" مت 26: 24. ثم يجب ألا يغيب عن فكرنا كون أن يهوذا خان المسيح، فهذا لا يغير بالمرة موقف المسيح المحب منه، فقول المسيح له: يا صاحب ليس بغريب عن المسيح الذي أوصى بمحبة الأعداء (مت 5: 44). والذي طلب الغفران لصالبيه (لو 23: 34). د-إن يهوذا لم يستطع أن يعيد عقارب الساعة إلى الوراء، ليعالج ما أفسده. فهو قد اتفق مع الكهنة على أن يسلم لهم المسيح، وقاد الحملة بنفسه وتم القبض على المسيح وتم الحكم عليه بالموت. وعندما رأى يهوذا أنه قد دين ذهب إلى الكهنة وطرح الدرهم في الهيكل مقراً أن المسيح بريء. فماذا كان رد الكهنة؟ "أنت أبصر" مت 27: 4 أي أن هذه هي مسؤوليتك أنت ولا علاقة لنا نحن بها ولم يغير أسفه من واقع الأمر شيئاً. ونختم هنا ما كتبه د. وليم إدي حول هذا الموضوع: 1-إن الحصول على أفضل الوسائل لا يضمن الخلاص، فقد كان يهوذا رسولاً مختاراً، ومن الاثني عشر، ورفيقاً للمسيح، وشاهد معجزاته، وسمع تعاليمه، ونال أفضل وسائط النعمة.. ومع ذلك هلك. 2-إنه يمكن أن ينال الإنسان صيتاً حسناً بين الناس وهو بلا تقوى أمام الله، فإن المسيح أرسل يهوذا كسائر الرسل ليعلم ويصنع الآيات، وظهر أنه ترك كل شيء لأجل المسيح كغيره من الرسل، ولم يظن أحد منهم فيه سوءاً، لأنهم عينوه أميناً لصندوقهم وحين قال المسيح للرسل "واحد منكم يسلمني" لم يشك أحد في يهوذا، بل نظر إلى نفسه أولاً، بدليل قول كل واحد منهم: هل أنا يا رب؟ 3-إن الندامة على الإثم لا تصلح ما أفسده، ولا تسكت الضمير. فإن يهوذا ندم ورد الدراهم واعترف بإثمه، لكنه لم يقدر أن ينقذ المسيح بذلك، لأنهم لم يجيبوه إلا بقولهم: ماذا علينا. أنت أبصر. ولم يستطع أن يسكت ضميره بدليل أنه "مضى وخنق نفسه" وأما الذي لا تنفعه الندامة فينفعه دم المسيح إذا لجأ إليه ولكن يهوذا لم يفعل كذلك".[4] مما سبق نرى: -إن يهوذا لم يتب توبة صادقة. -إن ندمه كان بعد تسليم المسيح وصدور حكم الإدانة، وليس قبل القبض عليه حتى يمكن أن يقال أنه ندم فأشار إلى غيره. -إن الادعاء بأن المصلوب هو شخص آخر غير المسيح – واحد من تلاميذه – فهو مردود عليه في كل البراهين التي تثبت عدم صلب يهوذا أو سمعان القيريني أو باراباس، وأيضاً من خلال البراهين التي تثبت صلب المسيح في الفصل الثاني من هذا الكتاب. (13) الإعلام. للقرطبي. تحقيق د.أحمد حجازي السقا. دار التراث العربي. ص 414- 415. وانظر أيضاً: أ- المنتخب الجليل من تخجيل من حرف الإنجيل لأبي الفضل المالكي المسعودي. تحقيق د.بكر زكي إبراهيم. ط1. سنة 1993. ص 308. ب- بين المسيحية والإسلام لأبي عبيدة الخزرجي. تحقيق د.محمد شامة. ط2 سنة 1979. ص 161. (14) المسيح بن الحقائق والأوهام د.محمد وصفي. تحقيق علي الجوهري. دار الفضيلة. ص 171- 172. (15) تفسير إنجيل متى: ر.ت.فرانس. تعريب أديبة شكري. دار الثقافة. ط1. سنة 1990. ص 429. (16) الكنز الجليل. وليم إدي. جـ1. ص 454- 455. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 34457 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() القول بصلب سمعان القيرواني (القيريني)
في هذه المرة جاء السهم من طائفة تدعى الغنوسية ظهرت في القرن الأول الميلادي وقد وجد كاتب في هذا الادعاء ضالته المنشودة فكتب "لقد كان من المعتاد أن يقوم الذي حكم عليهم بالصلب، بحمل صلبانهم بأنفسهم ويقرر يوحنا أن هذا ما حدث فعلاً في حالة يسوع. ولكن على العكس نجد حسب رواية مرقس ومتى ولوقا أن شخصاً مجهولاً يدعى سمعان القيرواني هو الذي سخره الرومان لحمل الصليب بدلاً عن يسوع (مر 15). ويقول أحد المفسرين "من الواضح أن الكنيسة التي كتب لها القديس مرقس إنجيله كانت تعرف هاتين الشخصيتين "الكسندروس وروفس" جيداً ولهذا لم يكن هناك داعٍ للحديث عنهما أكثر من ذلك. ويبدو أن الغرض من هذه الفقرة هو ضمان صحة القصة التي تقول بأن سمعان قد حمل الصليب، وما من شك أن أحد الأسباب الرئيسية في الحفاظ على هذه التفاصيل الشخصية في الإنجيل كان الغرض منه تذكير القراء بأن لديهم مصدراً للمعلومات عن الصلب جديراً بالثقة، ولعل السبب في حذف هذه الرواية الخاصة بحمل سمعان القيرواني للصليب من إنجيل يوحنا، هو أن الوقت الذي كتب فيه الإنجيل الرابع (100- 125 م) كان الادعاء بأن سمعان القيرواني قد حل محل يسوع وصلب بدلاً منه، لا يزال سارياً في الدوائر الغنوسية التي كان لها الشهرة فيما بعد "D. E Ninehan Sant Mark. P. 422.: فمن ذلك تبين أنه في الفترة التي أعقبت رفع المسيح حتى كتابة الأناجيل قد وجد بين قدامى المسيحيين جماعات تنكر صلب المسيح وتؤمن بأن شخصاً آخر قد صلب بدلاً منه".[1] التعليق: كان الصلب يتم عادة خارج المدن وعلى قارعة طريق عام أو في ميدان فسيح الأرجاء، لكي يكون المصلوب عبرة للجماهير التي تحتشد حول منظره المفجع، لذلك أخرج المسيح من أورشليم[2]. يقول بلوتارخ –حجة التاريخ القديم-: إن قوانين الرومان كانت تفرض على المحكوم عليه بالصلب أن يحمل صليبه بنفسه إلى موضع الصلب مسوقاً بأربعة حراس من الجند، غير أن الآلام النفسية والجسدية كانت قد أخذت من المسيح كل مأخذ، فأنهكت جسمه الرقيق.. فلما رأوا ضعف جسده "أمسكوا سمعان رجلاً قيروانياً كان آتياً من الحقل ووضعوا عليه الصليب[3] ليحمله خلف المسيح".[4] فمن هو سمعان القيرواني؟ بالرجوع إلى سفر أعمال الرسل نرى: أع 2: 5، 10 "وكان يهود رجال أتقياء من كل أمة تحت السماء ساكنين في أورشليم.. ونواحي ليبية التي نحو القيروان" أع 6: 9 "فنهض قوم من المجمع الذي يقال له مجمع الليبرتينيين والقروانيين". فسمعان من القيروان[5]: وهي مدينة في ليبيا. وكانت وقتئذ خاضعة للرومان وسكنها كثيرون من اليهود (أع 2: 10) لأن بطليموس لاجي أرسل منهم إلى هنالك مئة ألف قبل ثلاث مائة سنة من ذلك الوقت. فازدادوا كثيراً حتى صار لهم مجمع خاص في أورشليم[6] أع 9: 6. وكان بعضهم أول المبشرين المسيحيين (أع 11: 20، 13: 1). والمرجح أن سمعان القيرواني أتى إلى أورشليم حينئذ للاحتفال بعيد الفصح وذكر مرقس أنه كان والد اسكندروس ورفس كأنهما معروفان عند المسيحيين (مر 15: 21).[7] ويقال إنه آمن بالمسيح. وربما انضم التلاميذ بسبب هذا الحادث وأصبحت عائلته معروفة للكنيسة (رو 16: 13) وقد ذكر قصة تسخير سمعان القيرواني لحمل الصليب متى ومرقس ولوقا (مت 27: 32، مرقس 15: 11، لو 23: 26) ولم يذكر يوحنا هذا وعدم ذكره لا يعني بالمرة عدم حدوثه، وقول المفسر أن إنجيل يوحنا لم يذكره لانتشار الادعاء من قبل الغنوسيين بأن سمعان القيرواني قد حل محل المسيح فربما كان هذا الادعاء صحيحاً. "ولعل علة تسخيرهم سمعان القيرواني، أنه أول من صادفوه في الطريق بعد تحققهم عجز يسوع عن حمل صليبه، أو لأنهم رأوه أجنبياً فاستخفوا به، أو لعله ظهر على وجهه شيء من أمارات الشفقة على يسوع. ولذلك سخروه".[8] وتسخير شخص ليحمل الصليب لشخص مصلوب ليس بالأمر المستبعد حدوثه, ربما بدافع الرحمة والشفقة قبل إتمام عملية الصلب. وعلى لسان سمعان القيرواني كتب جبران خليل جبران: "كنت في طريقي إلى الحقول حين رأيته يحمل صليبه وفي إثره جماهير غفيرة. عندها مشيت أنا الآخر إلى جانبه. وكم من مرة توقف إعياء بما يحمل, إذ كان مجهد الجسم وتقدم مني جندي روماني وقال: تعال, إنك لقوي, متين البنية, احمل عن هذا الرجل الصليب. وما إن سمعت هذه الكلمات حتى امتلأ قلبي زهواً وكنت شكوراً وحملت عنه صليبه. وكان ثقيلاً إذ كان من خشب الجوز وأشرب أمطار الشتاء. ونظر إلي يسوع وعرق جبينه ينحدر على لحيته. ثم نظر إلي ثانية وقال: أتشرب أنت الآخر هذا القدح؟ لترشفن معي حقاً من حافته إلى الأبد. وما إن قال هذا حتى وضع يده على كتفي الخالية ومشينا معاً نحو تل الجلجثة. وما أحسست إذ ذاك بثقل الصليب, وإنما أحسست بيده وكانت أشبه بجناح الطائر فوق كتفي, ثم أدركنا قمة الجبل حيث كانوا يزمعون أن يصلبوه, عندها أحسست بثقل الصليب وما فاه بكلمة حينما أنفذوا المسامير في يديه وقدميه. كما لم تصدر عنه همسة وما ارتجفت أطرافه تحت طرق المطرقة"[9] ونختم بهذه العبارات: 1-بعد ساعات طويلة من المعاناة النفسية والجسدية وعملية الجلد القاتلة, حمل المسيح صليبه إلى موضع تنفيذ عملية الصلب, ولم يستطع إكمال المسير. 2-بعد تأكد الجنود من عدم مقدرة المسيح, سخروا سمعان القيرواني لحمل الصليب وهذا ليس بدعة, وليس قاصرة على المسيح. 3-من المؤكد انه بعد الوصول إلى المكان المعد أنزل سمعان القيرواني الخشبة التي حملها وتم صلب المسيح. 4-ليس من السهولة بمكان أن يصلب شخص بدلاً من آخر, لوجود الجنود ولوجود الشهود الكثيرين, ولو حدث شيء مثل هذا لما سكت الشخص الذي يصلب خطأ. 5-إن الأدلة السابقة لعملية الصلب والأدلة من خلال الأحداث التي تلت, مثل أقوال المصلوب خلال المحاكمة وعلى الصليب تؤكد أن المصلوب هو المسيح وليس سمعان القيرواني أو أي شخص آخر. 6-إن من قال بصلب سمعان القيرواني هم الغنوسيون, وهم بدعة مزجت بين الفلسفة الوثنية والمسيحية وأعتقد أن العقيدة تؤخذ من الذين يؤمنون بها إيماناً صادقاً وليس من المبتدعين والهراطقة. وفي كتاب آخر سوف نقدم دراسة كاملة حول هذه البدعة ولماذا أنكرت صلب المسيح.[10] (17) المسيح في مصادر العقيدة المسيحية. م أحمد عبد الوهاب. ص 166، 272، 274 وانظر أيضاً: أ-المسيح قادم. د.علي عبد الجليل راضي. ط1 سنة 1960 ص 44- 55. ب-خواطر مسلم. محمد جلال كشك. ص 161. (18) ولهذا قال الكتاب "لذلك يسوع أيضاً لكي يقدس الشعب بدم نفسه تألم خارج الباب" عب 13: 12. وهذا وفق شريعة موسى في أمر المحكوم عليهم بالموت (عدد 15: 35، 1مل 21: 13، أع 7: 58). (19) يرى ر.ت.فرانس "أن هذا لم يكن أمراً غير عادي. تفسير إنجيل متى. ص 44. (20) شرح بشارة لوقا. د.القس إبراهيم سعيد. ص 602. (21) "مدينة سيرين (Cyrene)، أو قرينى "أنشأها اليونان عام 631 ق.م. بليبيا، وقد تسمت بعدة أسماء مترادفة، منها قيرين وسيرين وقرنة وقورين أو قورينا وقد وجدت عملات فضية يونانية (450- 400 ق.م.) مدون عليها اسم المدينة باليونانية (كيرانا) وقد دعيت المدينة بهذا الاسم نسبة إلى العذراء الأسطورية "الحورية قورينا Nymph Corena في الأدب الإغريقي القديم وقد جاءت في الكتاب المقدس "قيرواني. قيروانيون" في مر 15: 21، لو 23: 26، أع 2: 10، أع 6: 9، أع 11: 20، أع 13: 1. وينبغي أن تستبدل بكلمة "القيرياني" أو "القوريني" تاريخ كنيسة بنتا بوليس د.ميخائيل مكس إسكندر. ط1. سنة 1987. ص 41- 43. وقد جاءت في الترجمة الكاثوليكية "سمعان القيريني" العهد الجديد. المطبعة الكاثوليكية. ط4. سنة 1974. وأيضاً في الترجمة العربية الجديدة الصادرة عام 1993 "سمعان القيريني" مر 15: 21. ويرى الدكتور القس إبراهيم سعيد أن "القيروان كلمة فارسية الأصل، معناها القافلة أو الكتيبة أو محط رجال الجيش" تفسير لوقا. ص603 وهي بالطبع ليست مدينة القيروان التي أسسها عقبة بن نافع في القرن الأول الهجري. (22) كان أمراً طبيعياً أن تقوم المجموعات الوطنية بتشكيل مجامع خاصة بها للعبادة في أورشليم وكان يؤم هذه المجامع المهاجرون المقيمون في أورشليم والزوار الذين يأتون عرضاً وكان يلزم عشرة رجال فقط لتشكيل نواة مجمع تفسير أعمال الرسل. هوارد مارشال. ص 131. (23) الكنز الجليل. وليم إدي. جـ1. ص 509. (24) المرجع السابق. ص 510 (25) يسوع ابن الإنسان. جبران خليل جبران. تعريب د.ثروت عكاشة. دار المعارف. ص216. (26) صلب المسيح وموقف البدع والهرطقات (في الإعداد) |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 34458 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() القول بصلب باراباس
ها هو الادعاء الرابع, وكما سنرى فهو يبعد كثيراً عن الواقع الفعلي, ولكن لأنه أثير بواسطة البعض, فليس هناك مفر من مناقشته. قال أحد الكتاب: "وبالنسبة لما قيل عن عادة إطلاق أحد المسجونين, فإن وجهة نظر أغلب العلماء تقرر أنه لا يعرف شيء عن مثل هذه العادة كما وصفت هنا. إن القول بأن عادة الحكام الرومان جرت على إطلاق أحد المسجونين في عيد الفصح، وأن الجماهير هي التي كانت تحدد اسمه بصرف النظر عن جريمته. إنما هو قول لا يسنده أي دليل على الإطلاق، بل يخالف كل ما نعلمه عن روح الحكم الروماني لفلسطين وأسلوبه في معاملة أهلها. على أن محتويات الحوار بين بيلاطس والجمهور تعتبر من المشاكل أيضاً، فيبدو منها أن بيلاطس قد ووجه مقدماً بالاختيار بين مجرمين أدينا. بحيث إذا أطلق سراح أحدهما لوجب عليه إعدام الآخر، ولكن في الأعداد 2-5 نجد أن يسوع لم يدن وحسبما تذكره القصة، لا نجد مبرراً يمنع بيلاطس من تبرئة يسوع، إذا كان قد اعتقد في براءته، وإصدار عفو كذلك عن باراباس. ونجد في رواية القديس متى لهذه القصة أن اسم ذلك الشخص قد ذكر مرتين (مت 27: 16-17) في أغلب النسخ على أنه: يسوع باراباس. والاعتقاد الشائع أن ذلك كان القراءة الأصلية. وأن حذف كلمة يسوع من النسخ المتداولة بيننا يمكن شرحه ببساطة على أساس أنه بالرغم من أن اسم يسوع كان شائعاً في أيام المسيح، وقد ذكره بولس في رسائله: يسوع المدعو يسطس (كو 4: 11). فلم يلبث المسيحيون أن اعتبروه اسماً مقدساً يرقى عن الاستخدام العادي وأن إطلاقه على أحد المجرمين يعتبر مهيناً"[1]. ويضيف آخر: "يحتمل أن هذا الذي أخذوه كان أحد المحكوم عليهم بالإعدام كباراباس (لو 23: 9). الذي قال علماؤهم أنه كان يسمى يسوع أيضاً.. ونظراً لأن هذا الرجل كان محكوماً عليه بالإعدام على ما يظهر وكان اسمه يسوع، فلما صلبوه ظن أنه صلب لأجل ما حدث منه من القتل والفتنة. وكلما نادوه باسمه لم يخطر على باله أنهم أقاموه مقام يسوع المسيح الذي ظنه الناس المصلوب"[2]. التعليق: لقد جاءت قصة إطلاق باراباس كعادة في عيد الفصح في الأناجيل الأربعة. مت 27: 15-26، مر 15: 6-15، لو 23: 17-25، يو 18: 38-40. *من هو باراباس؟ من خلال النصوص السابقة نرى أن باراباس هو أسير مشهور (مت 27: 16) وقد قبض عليه متهماً مع رفقائه في فتنة وجريمة قتل (مر 15: 7، لو 23: 19). ويصفه يوحنا بأنه لص أو بالأصح قاطع طريق (يو 18: 4). وكلمة "باراباس" كلمة آرامية في قالب يوناني، وعي مركبة من مقطعين "بار-أبا" أي "ابن الأب". ويعتقد البعض أن معناها "ابن أبيه" أي المماثل لأبيه في الشر أو "ابن المعلم" ولعله كان ابن أحد معلمي الناموس"[3]. وكما ورد في تفسير وليم باركلي: "أن اسم باراباس على ما يبدو ليس اسماً أصيلاً، إنه اسم ثان، لقد كان لقباً له, كما لقب سمعان بلقب بطرس، وهناك احتمالان لما يعنيه هذا اللقب: فقد يكون مكوناً من مقطعين "بار" ومعناها ابن، و"آبا" ومعناه أب فهو ابن أبيه وربما يعني الاسم "بار-آن" أو ابن المعلم، وليس بعيداً أن يكون ابن واحد من الأحبار المعروفين، انحرف عن التعليم أو ضل طريقه. أو ربما يكون ابن واحد من الذين اختلطت في أعماقهم روح الثورة والتمرد بالأحلام الوطنية، فأصبح في نظر الشعب زعيماً... وهناك نسخ قديمة من العهد الجديد كالسريانية واليونانية والأرمينية تعطي باراباس لقب "باراباس يسوع" وليس هذا بعيد الاحتمال، لأن اسم يسوع كان شائعاً في ذلك الوقت، إن يسوع هو الترجمة اليونانية للاسم العبري يشوع. وإن كان الأمر كذلك يكون هتاف الجماهير على هذا النحو "ليس يسوع الناصري، بل يسوع باراباس"[4]. "ويذكر أوريجانوس في شرحه لإنجيل متى، أنه وجد الاسم في بعض المخطوطات القديمة "يسوع باراباس" مت 27: 16-17. كما يظهر الاسم على هذه الصورة في المخطوطة 5 من القرن التاسع وفي بعض المخطوطات السريانية، ولو صح أن اسمه الأول كان "يسوع –وهو أمر غير مستحيل في ذاته- فإنه يجعل عرض بيلاطس أقوى وقعاً" من تريدون أن أطلق لكم "يسوع باراباس أم يسوع الناصري؟ ومع أن كثيرين من العلماء يقبلون هذه الصورة للاسم إلا أنه لا يمكن الجزم بأصالتها أو صحتها"[5]. *ما هي تهمة باراباس؟ يقول مرقس إنه كان "موثقاً مع رفقائه في الفتنة... فعلوا قتلاً" (مر 15: 7). ويقول لوقا "وذاك كان قد طرح في السجن لأجل فتنة حدثت في المدينة وقتل" (لو 23: 19، أع 3: 14) ويقول يوحنا "كان باراباس لصاً" أو قاطع طريق (يو 18: 40). ولا نعلم شيئاً أكثر من ذلك عن الفتنة التي اشترك فيها، ويزعم البعض أن تلك الفتنة كانت حركة سياسية ضد السلطات الرومانية، وهو أمر بعيد الاحتمال جداً إذ لا يعقل أن الكهنة –وكانوا من الحزب المؤيد لروما- يحرضون الجموع أن يطلبوا إطلاق سراح سجين سياسي من أعداء روما، ويلبي بيلاطس طلبهم، بينما هم يقدمون يسوع المسيح للموت بعلة مقاومة روما وقيصر (لو 23: 2). فالأرجح أن الفتنة كانت عملاً من أعمال عصابات قطع الطرق، أما الزعم بأن اليهود لم يكن يعنيهم إطلاق سراح مجرد لص أو قاطع طريق ففيه تجاهل لما يمكن أن تنساق إليه جموع الرعاع الهائجة"[6] ومن المهم لدينا "ألا نرى في باراباس صورة لص منازل أو نشال في الطريق العام، لقد كان قاطع طريق يجمع حوله أتباعه ويجنح إلى المناطق الجبلية"[7]. *عادة إطلاق سراح أسير: إننا لا نعرف شيئاً عن هذه العادة أكثر مما تخبرنا به الأناجيل، ويقول الياس نجمة "هي عادة يجدها المؤرخ عند غير بني إسرائيل أيضاً من الشعوب القديمة"[8] . فعادة إطلاق سراح الأسرى والسجناء في المناسبات المختلفة –سواء الدينية أو القومية- كانت وما زالت أمراً مألوفاً ومتعارف عليه منذ قديم الزمان وما زالت تحدث في بلادنا حتى اليوم. وإن كنا لا نعلم متى بدأت هذه العدة أو علتها، ولن ربما كانت كرشوة لليهود لكي يحملوا نير الرومان بالصبر[9] أو ربما تودداً ومداهنة[10] فليس هذا العمل ببعيد أو غريب. *من الذي أطلق سراحه يسوع أم باراباس؟ عندما أحضر القادة اليهود يسوع إلى بيلاطس قائلين: "وجدنا هذا الإنسان يفسد الأمة" ثم أضافوا "ويمنع أن تعطى جزية لقيصر قائلاً: إنه هو مسيح ملك" لو 23: 2. لم يستطع بيلاطس إلا أن يأخذ ما قالوا بعين الاعتبار .... ولقد أكد البشيرون أن بيلاطس كان مقتنعاً ببراءة يسوع .... وهكذا صرح علناً ثلاث مرات بأنه لم يجد أساساً لاتهامه: أ-بعد فجر يوم الجمعة بقليل، عندما أحال السنهدريم القضية إليه، أصغى بيلاطس إليهم وسأل يسوع بضعة أسئلة، وأعلن بعد هذا التحقيق الأولي "لست أجد علة في هذا الإنسان" لو 23: 4، يو 18: 38. ب-عندما عاد يسوع بعد أن استجوبه هيرودس. قال بيلاطس للكهنة والشعب، قد قدمتم إلي هذا الإنسان كمن يحرض الناس على العصيان. وها أنا قد فحصته أمامكم ولم أجد سبباً لاتهامكم له. ولا هيرودس أيضاً، لأنه أعاده إلينا، كما ترون، فإنه لم يفعل شيئاً يستحق الموت (لو 23: 13-15). عند هذا صاح الحمع: اصلبه اصلبه. لكن بيلاطس قال للمرة الثالثة لماذا ما الجريمة التي ارتكبها هذا الإنسان؟ لم أجد فيه أسباباً تستوجب عقوبة الموت (لو 23: 22، يو 19: 6). إن بيلاطس أراد أن يتجنب الحكم على يسوع (نظراً لأنه اعتقد ببراءته). وأن يتجنب في نفس الوقت تبرئته (نظراً لأن القادة اليهود اعتقدوا بأنه مذنب). فكيف يستطيع أن يوجد وسيلة للتوفيق بين أمرين لا يمكن التوفيق بينهما. إنه يحاول إطلاق سراح يسوع وتهدئة اليهود في آن واحد، أي أ، يكون عادلاً وظالماً في آن واحد. وقد جرب أربع محاولات: 1-عندما سمع أن يسوع جليلي، أي تابع لسلطة هيرودس، أرسله إلى هيرودس لكي يحاكم أملاً في أن ينقل إليه مسؤولية إصدار قرار. لكن هيرودس أعاد يسوع دون أن يحكم عليه (لو 23: 5-12). 2-جرب أيضاً أنصاف الحلول: "فأنا أؤدبه (أجلده) ثم أطلقه، (لو 23: 16، 22). كان يأمل أن يرضى الجمهور بما هو أقل من العقوبة القصوى وأن يشبع شهوتهم إلى الدم بمنظر ظهر يسوع الممزق. كان هذا اقتراحاً خسيساً لأنه إذا كان يسوع بريئاً وجب أن يطلق سراحه فوراً وليس بعد أن يجلد أولاً. 3-حاول بيلاطس أن يفعل الصواب (إطلاق يسوع) متذرعاً بسبب خاطئ. كان يريد من الجمهور أن يختاره لإطلاق سراحه فبعد أن تذكر عادة الوالي المتبعة في عيد الفصح وهي أن يعفو عن أحد السجناء، رجا أن يختاره الشعب ليستفيد من هذه المنة. وعندئذ يكون بوسعه أن يطلق يسوع بدافع الرحمة وليس بمقتضى العدالة. كانت فكرة ماكرة، لكنها بحد ذاتها مخزية، وأحبطها جمهور الغوغاء باختيارهم أن يعفو الوالي عن المجرم المشهور والقاتل باراباس. 4-حاول أن يؤكد براءته، "فأخذ ماء وغسل يديه قدام الجمع قائلاً: إني بريء من دم هذا البار" (مت 27: 24). ثم قبل أن تجف يداه، أسلم يسوع إليهم ليصلب. من المؤكد أن يسوع كان بريئاً، ومن المؤكد أن العدالة كانت تقتضي إطلاق سراحه ولكن كيف كان بوسع بيلاطس أن يحامي عن البراءة والعدالة، إنه بذلك يتنكر لإرادة الشعب ويهزأ بقادة الأمة ويثير هياجها، وهذا هو الأهم، وبذلك يخسر بسبب خطئه رضا الإمبراطور[11]. فالمسيح قد أدانته المحاكمة اليهودية ورأت أنه مستوجب الموت, وقدم إلى المحاكمة الرومانية (بيلاطس) ورغم اقتناعه ببراءة المسيح, وتحت ضغط الشعب ورؤساء الكهنة أسلم يسوع ليصلب وأطلق سراح باراباس. وما أروع الكلمات التي كتبها الأستاذ خالد محمد خالد: "عندما قاد اليهود في أورشليم روح الله عيسى إلى بيلاطس الحاكم الروماني, مطالبين بصلبه أطل بيلاطس عليهم, ومضى يحاورهم في شأن المسيح, إذ كان يعلم أنهم يريدون إسلامه للموت حسداً من عند أنفسهم. قال لهم: ماذا أفعل بيسوع, الذي يدعى المسيح؟ وأجاب اليهود رؤساء الكهنة: إنه يفسد الأمة. وقال بيلاطس: إني لا أجد علة في هذا الإنسان. ونبحت كلاب أورشليم نافذة بنباحها من الزاوية الحادة التي تحرج بيلاطس, وتكرهه على الإذعان لنباحها. قالوا: إنه يهيج الشعب, ويمنع أن تعطى جزية لقيصر, وإذا لم تصلبه فلن تكون محباً لقيصر. وقال بيلاطس: إننا الآن في العيد وسنطلق كما هي العادة واحداً من المحكوم عليهم, فليكن هو المسيح, وتهارش رؤساء الكهنة, وتراكض يهود أورشليم كالخراف الضالة, وصاحوا جميعاً .لا. لا. أطلق سراح باراباس, أما المسيح فاصلبه ويلح بيلاطس كي ينزلوا عند رأيه. فيقول لهم: لقد فحصت هذا الإنسان قدامكم ولم أجد فيه شيئاً مما تشتكون به. ولكنهم يلوون ألسنتهم كأذناب الحيات ويصيحون: خذ هذا وأطلق لنا باراباس باراباس. باراباس. وأما المسيح فاصلبه. إنه نفس الخيار يقدم اليوم ويعلن. إنه لمن حسن الحظ أن الذين يختارون اليوم, ليسوا يهود أورشليم ولكنه العالم كافة والغرب المسيحي خاصة. لقد رفض أحبار في اليهود في ذلك اليوم البعيد, أن يختاروا المسيح, لأنه جماع فضائل لا يطيقونها, ومشرق عصر عظيم لا يسمح لنقائصهم بالازدهار. وحتى حين خجل ممثل روما العاتية الباغية, أن يشترك في المؤامرة الدنسة, وتوسل إليهم كي يدعوا للمسيح حريته, رفضوا وصاحوا به, بل باراباس. الحرية لباراباس, الصلب للمسيح. ترى, ماذا يكون جواب البشرية اليوم, حين يطلب إليها أن تختار. ترى, هل يقتحم الأفق الوديع المشرق, بنباح الكلاب من جديد. باراباس. باراباس. أما المسيح, فيصلب أما السلام, فيصلب أما المحبة, فتصلب. هل يمكن أن يحدث ذلك مرة أخرى"[12] *ماذا حدث لباراباس بعد ذلك؟ "لا أحد يعرف, ولكن الكاتبة الروائية ماري كوريللي تقدم لنا صورة خيالية رائعة ليست بعيدة الاحتمال, فهو يسير في موكب الصليب, ويشاهد يسوع الناصري يرفع في المكان الذي كان ينبغي أن يرفع فيه, فيهتف في انكسار: إن قلبي ينكسر معك أنا المجرم الخاطئ. بعد هذا يشرق عليه النور شيئاً فشيئاً. حتى يصل إلى صبح الإيمان الكامل, فيهتف باسم يسوع الناصري, ويحقد عليه رئيس الكهنة, فيدبر له مؤامرة تنتهي بالقبض عليه, وإلقائه في السجن رهن المحاكمة, وفي صباح اليوم المعين لمحاكمته, يفتح السجان باب الزنزانة ليجده جثة هامدة"[13] أما الكاتب السويدي "بار لاجير كفيست" فيقدم لنا صورة خيالية أخرى فباراباس يسير في موكب الصلب, ويستمر هناك حتى موت المسيح, وبعد ذلك يقبض عليه في جريمة, ويعمل في المناجم مع أحد المؤمنين بالمسيح ويعرفه بالمسيح, لكنه لا يؤمن, ثم يعمل كعبد في قصر الإمبراطور, ويحاول أن يعرف الكثير عن المسيح, ويشارك في حريق روما ظناً منه أنه بذلك يساعد في الإعداد لملكوت المسيح, ثم يقبض عليه ويحكم بالموت صلباً"[14] مما سبق نرى: 1-إن إطلاق سراح سجين ,ليس بدعة, ولكنه أمر كان وما زال قائماً. 2-إن المسيح صدر عليه حكم الإدانة صلباً رغم براءته. 3-إن بيلاطس قد أطلق سراح باراباس, ولم يصلب. أي أن الادعاء بصلب باراباس افتراضي خيالي لا سند له. (27) المسيح في مصادر العقيدة المسيحية ص 160. وانظر أيضاً المسيح في مفهوم معاصر. عصام الدين حنفي ناصف. دار الطليعة بيروت. ط1. سنة 1979. ص 97-98. (28) المسيح قادم. نقلاً عن "صخرة الحق" للسير آرثر فندلاي. ص 46. (29) شرح بشارة لوقا. د.إبراهيم سعيد. ص 597. (30) شرح بشارة يوحنا. وليم باركلي. تعريب د.عزت ذكي. جـ2. ص 488، 489. (31) دائرة المعارف الكتابية. جـ2. ص 49. (32)المرجع السابق. ص 50. (33) شرح يوحنا: وليم باركلي. جـ2. ص 489. (34) يسوع المسيح. حياته، رسالته، شخصيته، الياس نجمة. ط2. سنة 1962. ص 356. (35) الكنز الجليل: وليم إدي جـ1. ص 500. (36) شرح بشارة يوحنا: د.إبراهيم سعيد. ص 596. (37) صليب المسيح: جون ستوت. ترجمة نجيب جرجور. دار الثقافة. ط1. سنة 1995. ص 54-56. (38) معاً على الطريق: محمد والمسيح. خالد محمد خالد. ط4. سنة 1966. ص202-204. (39) شرح بشارة يوحنا. وليم باركلي تعريب د.عزت ذكي. جـ2. ص49. وقصة "باراباس" للروائية ماري كوريللي تعريب د.عزت ذكي. دار النشر الأسقفية. (40) قصة "باراباس" لاجير كفيست. الحائز على جائزة نوبل سنة 1951م. ترجمة محمد عبد الله الشفقي. دار الكتاب العربي. سنة 1967. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 34459 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() يهوديت من شخصيات الكتاب المقدس
![]() تمثل يهوديت النفس البشرية الغيورة ، التى تغير لمجد الرب ، و تستمد منه القوة و الحكمة لمواجهة قوى الشر ، فقد قطعت رأس الشر و هزمت الشيطان فى عقر داره . كما يمثل سفر يهوديت الإنتماء ، إنتماء العضو لبقية الجسد ، و إنتماء الشخص للوطن و الكنيسة و شعوره بالمسئولية من نحو الآخرين و الوطن .. فالسفر مملوء بالحماس الدينى و الوطنى و مليء بالمشاعر الروحية الجياشة . أما يهوديت نفسها فهى إمرأة ذات صفات يندر وجودها مجتمعة فى شخصية واحدة – فقد تحلت بالفضائل الروحية و المقومات الهامة للشخصية الروحية و الوطنية .. فقد جمعت بين الحكمة و اللياقة و بين الغنى و النسك و بين الشجاعة و الإتضاع .. و الجمال الجسدى و العفة . ملخص سفر يهوديت ![]() نبوخذنصر الملك الأشورى ، بعدما أخضع بلاد مادى شرقا ً ، أرسل يطلب تأييد بلاد الغرب و مساندتهم ، و لكن الأخيرين سخروا من رسله ، و رفعوا راية العصيان ، فما كان منه إلاَ لأن حمل عليهم بجيش كالجراد ، و عتاد لا قبل لهم بمثله فإنتقم منهم شر نقمة ، و ذلك عن طريق ألو من ثم فقد أرسل إليه قواد المدن التى لم يصل إليها بعد بجيشه ، يترضَون وجهه معلنين طاعتهم و خضوعهم مقدمين المؤونه لجيش الجرار . إلاّ اليهود الذين رفضوا أن يندرجوا ضمن الخاضعين ، فلم يرسلوا معتذرين كانت ( بيت فلوى ) هى الخط الأمامى لليهودية ، و كان أهلها قد تلقوا تعليمات من رئيس الكهنة فى أورشليم بأن يسدوا كل المنافذ التى يحتمل أن يتسلل العدو من خلالها ، كذلك فقد كانت جغرافية الأرض تجعل من إقتحام الأعداء للمدينة ، نوعا ً من المغامرة و المقامرة ، مما جعل أليفانا يقبل نصيحة الناصحين باللجوء إلى الحصار و قطع موارد الماء عن المدينة و ذلك بغية تحقيق هدفين أشار إليهما مشيرو أليفانا من جيران اليهود : أولهما : تعُرض الشعب للجوع و العطش مما يدفعهم إلى الضغط على قادتهم بتسليم المدينة . و ثانيهما : إجبارهم على إستهلاك نصيب الله من العشور و البكور مما يجلب غضبه عليهم فيسلمهم ليد أعدائهم . و قد حدث بالفعل بعد مرور خمسة أسابيع من بدء الحصار ، أن نفذ الماء من المدينة و لاحت المجاعة بوجهها القاسى الكريه ، فلما هاج السكان على قادتهم الثلاثة هناك وعدوهم بتسليم المدينة. هنا و تخترق يهوديت أحداث السفر ، و هى أرملة جميلة و غنية و مشهود لها بالتقوى من الجميع ، فقد سمعت بعزم الرؤساء على تسليم المدينة ، فجاءت توبخهم على تقلص ثقتهم فى الله ، و تطلب إليهم مهلة يصنع فيها الله خلاصا ً على يديها فوافقوها دون أن يعلموا خطتها ، و من ثم فقد قدمت صلاة طويلة فى مكان تعبدها فى علّية بيتها ، و بعد ذلك تزينت بكل ما تملك من مجوهرات كانت قد ألقتها جانبا ً منذ موت زوجها منسى ، و إنطلقت إلى باب المدينة ففتح لها الحراس الباب فخرجت مع جاريتها متجهة إلى معسكر الأعداء الذين بهرهم جمالها فأرسلوها إلى قائدهم كطلبها . هناك سلبت عقل أليفانا لا سيما و قد خدعته بأن الشعب منهزم لا محالة و أنها إنما قد هربت إليه لتنجو من الهلاك المحقق ، و تشير عليه بما يجب أن يعمل ، و عليه أن ينتظر منها إشارة البدء و التى سوف تأخذها من الله ، لذلك فعليه أن يسمح لها بالخروج للصلاة ليلا ً و الإغتسال فى الماء. و بعد ثلاثة أيام دعاها أليفانا إلى وليمته ، و بينما هو يفكر فيها بالشهوة كان الله يعد خلاصا ً لشعبه فى تلك الليلة ، حيث تثقّل بالشراب فسكر مثل الميت ، و لما تركه جنوده معها و خرجوا ، وجدت يهوديت أن اللحظة الحاسمة قد جاءت ، فاستنجدت بالله و جمعت أطراف شجاعتها ثم هوت بخنجر على عنقه مرتين فإنفصل رأسه عنه ، فأخذتها مرتجفة و وضعتها فى مذود طعامها و حملتها مع جاريتها و خرجت من المعسكر كعادتها فى كل ليلة فلم يعترضها أحد ، و لما وصلت إلى سور المدينة نادت على الحراس ففتحوا لها ، و صرخت فيهم معلنة أخبار النصرة |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 34460 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ملخص سفر يهوديت ![]() نبوخذنصر الملك الأشورى ، بعدما أخضع بلاد مادى شرقا ً ، أرسل يطلب تأييد بلاد الغرب و مساندتهم ، و لكن الأخيرين سخروا من رسله ، و رفعوا راية العصيان ، فما كان منه إلاَ لأن حمل عليهم بجيش كالجراد ، و عتاد لا قبل لهم بمثله فإنتقم منهم شر نقمة ، و ذلك عن طريق ألو من ثم فقد أرسل إليه قواد المدن التى لم يصل إليها بعد بجيشه ، يترضَون وجهه معلنين طاعتهم و خضوعهم مقدمين المؤونه لجيش الجرار . إلاّ اليهود الذين رفضوا أن يندرجوا ضمن الخاضعين ، فلم يرسلوا معتذرين |
||||