منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 25 - 02 - 2021, 10:16 AM   رقم المشاركة : ( 34271 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,296,580

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

امرأة تقية


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


قيل عن أليصابات وزكريا أنهما كانا بارين أمام الله ، سالكين في جميع وصايا الرب وأحكامه بلا لوم ، فقد كانت امرأة ذات تقوى غير عادية وإيمان قوي ، وكانت طوال حياتها تحفظ الممارسات المباركة لهرون ونسله .

 
قديم 25 - 02 - 2021, 10:18 AM   رقم المشاركة : ( 34272 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,296,580

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

زيارة العذراء لاليصابات واعلان سر التجسد

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


ينفرد إنجيل لوقا بذكر حادثة الزيارة، حيث يقول: " وفي تِلْكَ الأَيَّام، قَامَتْ مَرْيَمُ وَذَهَبَتْ مُسْرِعَةً إلى الجَبَل، إلى مَدِينَةٍ في يَهُوذَا. ودَخَلَتْ بَيْتَ زَكَرِيَّا، وسَلَّمَتْ عَلَى أليصابات. ولَمَّا سَمِعَتْ أليصابات سَلامَ مَرْيَم، ارْتَكَضَ الـجَنِينُ في بَطْنِها، وَامْتَلأَتْ مِنَ الرُّوحِ القُدُس. فَهَتَفَتْ بِأَعْلَى صَوتِها وقَالَتْ: "مُبارَكَةٌ أَنْتِ في النِّسَاء، وَمُبارَكَةٌ ثَمَرَةُ بَطْنِكِ! مِنْ أَيْنَ لي هذَا، أَنْ تَأْتِيَ إِليَّ أُمُّ ربِّي؟ فَهَا مُنْذُ وَقَعَ صَوْتُ سَلامِكِ في أُذُنَيَّ، ارْتَكَضَ الجَنِينُ ابْتِهَاجًا في بَطْنِي! فَطُوبَى لِلَّتي آمَنَتْ أَنَّهُ سَيَتِمُّ ما قِيلَ لَهَا مِنْ قِبَلِ الرَّبّ!" فقالَتْ مَرْيَم: "تُعَظِّمُ نَفسِيَ الرَّبّ، وتَبْتَهِجُ رُوحِي بِاللهِ مُخَلِّصِي، لأَنَّهُ نَظرَ إلى تَواضُعِ أَمَتِهِ. فَهَا مُنْذُ الآنَ تُطَوِّبُنِي جَمِيعُ الأَجْيَال، لأَنَّ القَدِيرَ صَنَعَ بي عَظَائِم، واسْمُهُ قُدُّوس، ورَحْمَتُهُ إلى أَجْيَالٍ وأَجْيَالٍ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَهُ. صَنَعَ عِزًّا بِسَاعِدِهِ، وشَتَّتَ الـمُتَكبِّرينَ بأَفْكَارِ قُلُوبِهِم. أنزلَ المُقْتَدِرينَ عنِ العُرُوش، ورَفَعَ المُتَواضِعِين. أشْبَعَ الجِيَاعَ خَيْرَاتٍ، وصَرَفَ الأَغْنِياءَ فَارِغِين. عَضَدَ إِسْرائِيلَ فَتَاهُ ذَاكِرًا رَحْمَتَهُ، لإِبْراهِيمَ ونَسْلِهِ إلى الأَبَد، كمَا كلَّمَ آبَاءَنا. ومَكَثَتْ مَرْيَمُ عِندَ أليصابات نَحْوَ ثَلاثَةِ أَشْهُر، ثُمَّ عَادَتْ إلى بَيتِهَا." (لوقا 1 : 39-45). تعتبر زيارة العذراء إلى أليصابات من المحطات الهامة في أحداث الميلاد، وقد اكتسبت الآيات السابقة أهمية خاصة في المسيحية وفي كتابات آباء الكنيسة فهي تشير إلى إكرام خاص للعذراء وتشير أيضًا اللقاء الأول بين يسوع ويوحنا المعمدان وكلاهما في الحشا. وقد أخذت الكنيسة عبارة أليصابات مع عبارة الملاك جبرائيل لدى البشارة لتكوين الصلاة الأشهر للعذراء في المسيحية وهي السلام الملائكي. ووفقا للتقليد الكنسي فان المدينة التي تمت فيها الزيارة هي عين كارم اليوم. وعين كارم قرية ريفية فلسطينية وادعة، تقع في سلسلة جبال يهوذا من الجهة الغربية لمدينة القدس، لها تاريخ عريق بأقله يعود إلى ما يذكر في الإنجيل عن ميلاد يوحنا المعمدان وذلك إلى القرن الأول الميلادي. لكن الحفريات الأثرية في المكان أثبتت انه كان مأهولاً منذ الألف الأول قبل الميلاد. وأثبتت الحفريات الأثرية كذلك, عدم انقطاع الوجود السكاني فيها حتى يومنا هذا. ويوجد في عين كارم عدة كنائس من أهمها كنيسة الزيارة وكنيسة يوحنا المعمدان, مكان لقاء السيدة العذراء بخالتها اليصابات على سفح جبل مشرف على نبع مريم. وقد كان لي ولزوجتي شرف زيارة تلك القرية في الصيف الماضي أثناء رحلة الحج للاراضي المقدسة. ان تفاعل الجنينين يسوع ويوحنا في بطن مريم واليصابات، وحلول الروح القدس في بيت زكريا، يشكلان بدء الزمن المسيحاني، زمن الخلاص، وبداية ملكوت الله على الارض. فمنذ ذاك اللقاء البشري بدأت تعمل القوة الفادية النابعة من حضور ابن الله بين البشر. اليصابات عاينت زيارة مريم، والجنين يوحنا السابق عاين مجيء المخلص، فتحرّك له في بطن أمه. المحبة تملأ قلب الصبية الصغيرة مريم هذه الزيارة تحمل بطياتها الكثير من الاعلانات الالهية والفضائل المريمية 0حيث يقول النص أن مريم حين أخبرها الملاك جبرائيل بالحبل الالهي قامت مسرعة وذهبت الى جبال اليهودية قاطعة عشرات الكيلومترات سيراً على الاقدام لتزور اليصابات العجوز التي أنعم الله عليها بأن تحبل بيوحنا الذي سوف يصبح يوحنا المعمدان0 ان عبارة "قامت مسرعة " تشير الى المحبة الكبيرة التي تملأ قلب الصبية الصغيرة مريم التي تحمل في بطنها حامل البراية. انه الروح الذي يحرك مشاعر الروحيين فيستجيبوا لالهاماته, انها المحبة التي تحرك وتلهب القلب فيحرك الجسد ليقوم بأعمال ملؤها المحبة والرحمة0 انها مريم التي دفعها حبها وفرحها بحبل اليصابات فقامت مسرعة لتشاركها الفرحة وتساعدها وتقف الى جانبها في زمن حملها 0كم علينا أن نتعلم نحن أيضاً من مريم كيف نحب وكيف نجسدّ هذا الحب بالعمل الصادق0 ان فعل عمل الروح القدوس بمريم هو ايذانا ببدء مرحلة جديدة من مراحل الحياة البشرية على الارض، حياة بالروح وفقا لأسس وقواعد ملكوت الله التي اساسها المحبة. بقوة الروح تعترف اليصابات بتجسد الكلمة أصبحت اليصابات بهذا اللقاء ثالث انسان، بعد مريم العذراء ويوحنا الجنين، يُعلن لها وتعترف بتجسد ابن الله من مريم العذراء، اذ قالت "من أين لي هذا أن تأتي أم ربيّ اليّ" . اليصابات استحقت بصبرها وايمانها وبرارتها أن تكون أم ليوحنا وأن يُعلن لها بعد مريم السر الالهي. فبينما كان العالم كله يجهل كل شيء عن البشارة للقديسة مريم، إذ بأليصابات تعلن أمومة مريم لربها، بالرغم من عدم وجود أية ظاهرة لهذا الحدث الإلهي. والأمر المدهش أن شهادة أليصابات بأمومة العذراء لربها تمت بمجرد إصغاء أليصابات لسلام مريم. وكان هذا بسبب وجود الله المتجسد في أحشاء مريم فهو الذي أعطاها نعمة في كلامها. فبقول اليصابات "من أين لي" يعني أنها فرصة عظيمة لي لا أستحقها، أن تأتي أم ربي إليَّ. اليصابات تنطق بالروح، وإلا فكيف عرفت أن حركة الجنين في بطنها علامة ابتهاجه، وكيف عرفت بحمل العذراء ومن هو الذي في بطنها. الجنين يوحنا يستقبل بشرى التجسد أما يوحنا الذي تقدَّس وتكرَّس وهو في بطن أُمه، فقد التقط البُشرَى وفرح بها حتى أنه ارتكض في أحشاء أليصابات (ارجع إلى لو 1: 44). وبسبب هذا الحدث يُطلق التقليد على يوحنا المعمدان لقب نبي الفرح، لأنه أول شخص - بعد العذراء - استقبل البشارة المُفرحة. ويوحنا المعمدان يعرف رسالته حق المعرفة، فهو من بطن أُمه يعي تماماً أن فرحه هو للمسيح وفي المسيح، ولهذا فهو نفسه يقول بعد ذلك بثلاثين عاماً: «مَن له العروس فهو العريس، وأما صديق العريس الذي يقف ويسمعه فيفرح فَرَحاً من أجل صوت العريس. إذاً فرحي هذا قد كَمَلَ» (يو 3: 29). فلقد ذاق يوحنا المعمدان طعم الفرح الحقيقي وهو ما يزال في بطن أُمه. لذلك فهو لم يتوانَ بل بذل حياته من أجل أن يصل الناس إلى سر هذا الفرح، إلى التوبة وملء العلاقة مع الله: «وكان يقول للجموع الذين خرجوا ليعتمدوا منه... اصنعوا أثماراً تليق بالتوبة... والآن قد وُضعت الفأس على أصل الشجر، فكل شجرة لا تصنع ثمراً جيداً تُقطَع وتُلقَى في النار» (لو 3: 7-9). لذلك فيمكن القول إن العذراء مريم ويوحنا المعمدان كانا أول شاهدَيْن على العهد الجديد:مريم باعتبارها أُمّاً لهذا العهد، ويوحنا المعمدان بوصفه المنادِي والمبشِّر بقدومه. والاثنان أيضاً كانا أول من أدرك قدوم ملء الزمان، لذلك فهما أول مَن سبَّح لقدومه: مريم في تسبحتها «تعظِّم نفسي»، ويوحنا سبَّح ابتهاجاً وارتكض وهو ما يزال في بطن أُمه. الحضور المسيحي في الشأن العام زيارة مريم لأليصابات وما نتج عنها من ثمار، هي نموذج للحضور المسيحي الفاعل في الشأن العام. المسيحي الذي يتعاطى هذا الشأن، في مختلف القطاعات الاقتصادية والاجتماعية والتشريعية والقضائية والسياسية والإدارية، مدعو ليستلهم مشيئة الله وتصميمه الخلاصي، لأنّ الله وضع للعالم نظاماً ليعيش الناس والشعوب في سلام، ويتفاهموا ويرعوا شؤون مدينة الأرض وينعموا بالخير والعدل. علّم الرب يسوع أنّ السلطة خدمة وبذل للذات في سبيل الجميع، وانها تفقد جوهرها إذا أصبحت تسلّطاً (مر45:10). وعلّمت الكنيسة أنّ السياسة فن شريف لخدمة الإنسان والخير العام. صلاة أخيرة نطلب من الله أبينا كما علمنا يسوع في الصلاة الربية "ليأت ملكوتك" فنقول: أيّها الإله الأزليّ القدير، الذي أوحيت إلى القدّيسة مريم البتول، وهي حامل بابنك المتجسّد، أن تخرج إلى زيارة أليصابات وهي حامل بيوحنا وتخدمها، إجعلنا ننقاد إلى صوت الرّوح القدس، فتعظمك نفوسنا وتبتهج بك أرواحنا مع البتول أمّنا للأبد. أيها الرب يسوع، لقد ملأت بيت أليصابات وشخصها بروحك القدوس، من خلال زيارة مريم أمك لأم يوحنا، وأنتما جنينان. نسألك أن تسكن في قلوبنا بواسطة كلمتك وجسدك القرباني، لنمتلىء من الروح القدس الذي يقودنا إلى معرفة الحقيقة التي أوحيتها عن الله والإنسان والتاريخ. ويا مريم أمّنا، زوري بيوتنا ومجتمعنا واحملي إلى الله حاجاتنا. استمدي لنا هبة الروح القدس لكي بمواهبه السبع يستنير عقلنا بالحكمة والفهم والعلم، وتتصوّب إرادتنا بالمشورة والقوة، وتزخر قلوبنا بتقوى الله ومخافته. فنشهد للمسيح وللإنجيل بكل مبادئه وقيمه في محيطنا، حيثما وُجدنا. آمين.


 
قديم 25 - 02 - 2021, 10:20 AM   رقم المشاركة : ( 34273 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,296,580

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

زيارة العذراء مريم لنسيبتها أليصابات

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


بحسب إنجيل القديس لوقا
"فَقَامَتْ مَرْيَمُ فِي تِلْكَ الأَيَّامِ وَذَهَبَتْ بِسُرْعَةٍ إِلَى الْجِبَالِ إِلَى مَدِينَةِ يَهُوذَا، وَدَخَلَتْ بَيْتَ زَكَرِيَّا وَسَلَّمَتْ عَلَى أَلِيصَابَاتَ. فَلَمَّا سَمِعَتْ أَلِيصَابَاتُ سَلاَمَ مَرْيَمَ ارْتَكَضَ الْجَنِينُ فِي بَطْنِهَا، وَامْتَلأَتْ أَلِيصَابَاتُ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ، وَصَرَخَتْ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ وَقَالَتْ:«مُبَارَكَةٌ أَنْتِ فِي النِّسَاءِ وَمُبَارَكَةٌ هِيَ ثَمَرَةُ بَطْنِكِ! فَمِنْ أَيْنَ لِي هذَا أَنْ تَأْتِيَ أُمُّ رَبِّي إِلَيَّ؟ فَهُوَذَا حِينَ صَارَ صَوْتُ سَلاَمِكِ فِي أُذُنَيَّ ارْتَكَضَ الْجَنِينُ بِابْتِهَاجٍ فِي بَطْنِي. 45فَطُوبَى لِلَّتِي آمَنَتْ أَنْ يَتِمَّ مَا قِيلَ لَهَا مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ". (لوقا 1، 39 – 45)

مرافقة مريم
الآن، يا صديقي الشّابّ، يجب أن تكون قد تعلّمت كيف تتدبّر أمورك. - رافق بفرح يوسف والقدّيسة مريم ... وسوف تتعلّم تقاليد بيت داود.
سوف تسمعهم يتكلّمون عن أليصابات وزكريّا، ستذوب عاطفة أمام حبّ يوسف الطّاهر، وقلبك سوف يخفق بقوّة شديدة، كلّ مرّة يُلفظ اسم الطّفل الذي سيولد في بيت لحم...
إنّا نسرع الآن نحو الجبال، إلى مدينة يهوذا (لو 1، 39).
ها قد وصلنا. - إنّه المنزل الّذي سيولد فيه يوحنّا المعمدان. - أليصابات تحيّي، بامتنان، أمّ فاديها : مباركة أنتِ في النّساء، ومباركة ثمرة بطنك ! - من أين لي هذا، أن تأتي إليّ أمّ ربيّ ؟ (لو 1، 42 و 43).
يوحنّا المعمدان يرتعش في حشا أمّه ... (لو 1، 41). - تواضع مريم يتدفّق في نشيد التّسبيح... - فيما أنا وإيّاك، المغروران _ اللّذان كانا مغرورين _ نَعِد بأن نصير متواضعين.
كتاب الوردية المقدسة، السر الثاني من أسرار الفرح

قالت القديسة أليصابات لأمنا مريم: "طوبى لمن آمنت". فالإتحاد بالله، والحياة فوق الطبيعية، يتطلبان دائماً عيش الفضائل البشرية بطريقة جذّابة: فها إن مريم تنقل الفرح إلى منزل نسيبتها، لأنها "تحمل" المسيح.
"أخدود"، 566

أنظر من جديد إلى العذراء وتأمل كيف تعيش فضيلة الوفاء. فعندما احتاجت إليها أليصابات، ذهبت إليها "بسرعة"، بسرعة فرحة... فتعلم منها!
"أخدود"، 371



معلّمة الإيمان
معلّمة الإيمان. "أجل، طوبى لتلك الّتي آمنت". هكذا تحيّيها نسيبتها أليصابات، عندما تذهب سيّدتنا لتزورها في الجبل. وفعل الإيمان هذا الخاصّ بمريم كان رائعًا : "أنا أمة الرّبّ ؛ فليكن لي حسب قولك".
"أحباء الله"، 284

"لينتصر سلام المسيح في قلوبكم"، كتب الرّسول. السّلام الّذي به نعرف بأنّنا محبوبون من قبل الله أبينا، متّحدون بالمسيح، محروسون من قبل القدّيسة مريم العذراء، ومحميّون من قبل القدّيس يوسف. هذا هو النّور الكبير الّذي ينير حياتنا، وهو في قلب صعوباتنا وبؤسنا الشّخصيّ، يحثّنا على الإنطلاق إلى الأمام بشجاعة . فينبغي أن يكون كلّ بيت مسيحيّ ملجأ سكينة، حيث ندرك، وراء المعاكسات اليوميّة الصّغيرة، عاطفة حقيقيّة وصادقة، هدوءًا عميقًا، ثمرة إيمان حقيقيّ ومعاش.
 
قديم 25 - 02 - 2021, 10:21 AM   رقم المشاركة : ( 34274 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,296,580

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

زياة العذراء لنسيبتها اليصابات
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة لوقا(1: 39- 45)
فَقَامَتْ مَرْيَمُ فِي تِلْكَ الأَيَّامِ وَذَهَبَتْ بِسُرْعَةٍ إِلَى الْجِبَالِ إِلَى مَدِينَةِ يَهُوذَا، 39
وَدَخَلَتْ بَيْتَ زَكَرِيَّا وَسَلَّمَتْ عَلَى أَلِيصَابَاتَ. 40
فَلَمَّا سَمِعَتْ أَلِيصَابَاتُ سَلاَمَ مَرْيَمَ ارْتَكَضَ الْجَنِينُ فِي بَطْنِهَا، وَامْتَلأَتْ أَلِيصَابَاتُ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ، 41
وَصَرَخَتْ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ وَقَالَتْ، مُبَارَكَةٌ أَنْتِ فِي النِّسَاءِ وَمُبَارَكَةٌ هِيَ ثَمَرَةُ بَطْنِكِ. 42
فَمِنْ أَيْنَ لِي هَذَا أَنْ تَأْتِيَ أُمُّ رَبِّي إِلَيَّ. 43
فَهُوَذَا حِينَ صَارَ صَوْتُ سَلاَمِكِ فِي أُذُنَيَّ ارْتَكَضَ الْجَنِينُ بِابْتِهَاجٍ فِي بَطْنِي. 44
فَطُوبَى لِلَّتِي آمَنَتْ أَنْ يَتِمَّ مَا قِيلَ لَهَا مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ. 45



التجأت مريم العذراء بقلبها الفائض إلى صديقتها الكبيرة الحنون في مدينة غير معروفة لنا الآن، لتخبرها بأسرارها وتجد تقوية لإيمانها في صلوات مشتركة. فلم تقدر ان تتكلّم مع أحد في بلدتها الناصرة عن أعجوبتها. وكانت شاكرة الملاك، الّذي أراها منفذاً في ضيقها.
فأسرعت إلى أليصابات الساكنة في مدينة جنوبي أورشليم، على بعد مائة كيلومتر تقريباً مِن بلدها الناصرة. وأثبت الرّوح القدس لمريم إطاعة إيمانها، وعزّاها تعزية حارّة عند وصولها إلى بيت الكاهن. وأعلن في الوقت نفسه لأليصابات الشيخة إيضاحاً لأعجوبة العجائب، قبل أن أعلنت العذراء سرّها. فامتلأت زوجة الكاهن مِن الرّوح القدس الّذي أعطاها قوّة التنبؤ. وأعلن لها اسراراً، لا تخطر على بال الإنسان.
وأطلق روح النبوّة لسان أليصابات بتحيّة رائعة لمريم، الّتي حيّتها: سلام لك. ولم تسمع أليصابات لوحدها هذه الكلمات المفعمة بقوّة الله، بل تحرّك جنينها أيضاً ممتلئ الفرح، لأنّ يوحنّا المعمدان كان مفعم الرّوح القدس منذ كان في بطن أمّه. وشعر بالمسيح الرّوح الإلهي المتجسّد مقبلاً إليه.

فالرّوح القدس لا يحتاج إلى آذان وأعين وحواس بشرّية أخرى للمعرفة والشهادة، بل يشعر مباشرة بأعماق لا ندركها. ويعلن أسراراً لا تدخل أذهاننا. فعرفت أليصابات فجأة بجلاء الرّوح كلّ أسرار مريم، بدون أن يخبرها أحد.
عندئذ انفجرت قوّة الله بواسطة كلمات النبيّة، وصرخ لسانها بدون وعي وضبط عقلي وشهد روح الله بواسطتها وقال: أنت مريم الصغيرة أعظم منّي. ولست أنت كبيرة في نفسك، ولكنّ بهاء جنينك يضيئك وبركاته تجعلك مباركة أكثر مِن كلّ النساء. ولكنّ هذه البركات ليست منها بل مِن ابنها، ينبوع كلّ البركات.
وسمّت أليصابات يسوع رأساً ربّاً، لان الرّوح القدس أعلن لها أنّ الله الربّ سكن في مريم.

فارتجفت أليصابات في قلبها لأجل قرب إبن الله، لأنّ الرّوح القدس فيها شعر بوحدته بالابن. فانحنت الشيخة الكبيرة أمام العذراء المتواضعة، لأنّ الرّوح القدس يكشف الأسرار للمؤمن حيث يفتح نفسه لإرشاداته.
فأعلن المخبر الإلهي لأليصابات الاستحقاق الجوهري في مريم، الّذي صارت بواسطته لنا قدوة. إنّ العذراء آمنت بكلمة الله بلا قيد أو شرط. فبواسطة إطاعة إيمانها، صار المستحيل ممكناً. هذا هو شرفها وامتيازها وحقّها. فإيمان مريم هو الباب، الّذي أتى به الله إلى عالمنا الوخيم.
وإيمانك اليوم هو الوسيلة الّتي ينتصر المسيح بها فيك وحولك. فهل تتبع أمّ يسوع حسب إيمانها الفعّال؟ عندئذ تسمع نفس كلمات أليصابات الّتي انبأت بها مريم، أن يتم ما قاله الله سابقاً.
فليس عليك أن تُتمّ مشيئة الله بضعفك، بل هو يكملها بواسطة تسليم إيمانك. فاسمح للرّوح القدس، بأن يحرّرك مِن شكوكك وخطاياك وقدرتك الشخصيّة، فتثبت في ثقة وفي عفّة وقوّة ربّك.

التصق بالمسيح، فيجري قوّة روحه فيك، كما يجري عصير الكرمة إلى الأغصان، منشئاً أوراقاً وثماراً. نعم طوبى للّذي يؤمن، ويتّحد بالمسيح برباط المحبّة في قلبه. فهذا هو التطويب الأوّل في الكتاب المقدّس.
 
قديم 25 - 02 - 2021, 10:23 AM   رقم المشاركة : ( 34275 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,296,580

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

أليصابات

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



شخصية نسائية هامة لها علاقة بميلاد المسيح، وهي أليصابات زوجة زكريا الكاهن، وأم يوحنا المعمدان الذي عُرف بالسابق، لأنه سبق المسيح في مجيئه، وكان يُعد الطريق أمامه بالدعوة إلى التوبة.
المعروف أن أليصابات هي زوجة زكريا الكاهن، أبو يوحنا المعمدان، والمعروف عنها أنها امرأة تقية من سبط لاوي، أحد أسباط بني إسرائيل الاثني عشر، وهي قريبة السيدة العذراء بالنسب، ولم يكن لهما ولد، لأن أليصابات كانت عاقراً لا تلد، وقد تقدمت بهما السن. فكانا يطلبان من الله دائماً أن يرزقهما طفلاً.
وذات يوم عندما كان زوجها زكريا الكاهن يصلي في هيكل الرب، ظهر له ملاك الرب وقال له: «... لاَ تَخَفْ يَا زَكَرِيَّا، لأَنَّ طِلْبَتَكَ قَدْ سُمِعَتْ، وَاظ°مْرَأَتُكَ أَلِيصَابَاتُ سَتَلِدُ لَكَ اظ°بْناً وَتُسَمِّيهِ يُوحَنَّا. وَيَكُونُ لَكَ فَرَحٌ وَاظ°بْتِهَاجٌ، وَكَثِيرُونَ سَيَفْرَحُونَ بِوِلاَدَتِهِ، لأَنَّهُ يَكُونُ عَظِيماً أَمَامَ اظ°لرَّبِّ، وَخَمْراً وَمُسْكِراً لاَ يَشْرَبُ، وَمِنْ بَطْنِ أُمِّهِ يَمْتَلِئُ مِنَ اظ°لرُّوحِ اظ°لْقُدُسِ. وَيَرُدُّ كَثِيرِينَ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ إِلَى اظ°لرَّبِّ إِلظ°هِهِمْ. وَيَتَقَدَّمُ أَمَامَهُ بِرُوحِ إِيلِيَّا وَقُوَّتِهِ، لِيَرُدَّ قُلُوبَ اظ°لآبَاءِ إِلَى اظ°لأَبْنَاءِ، وَاظ°لْعُصَاةَ إِلَى فِكْرِ اظ°لأَبْرَارِ، لِكَيْ يُهَيِّئَ لِلرَّبِّ شَعْباً مُسْتَعِدّاً». فَقَالَ زَكَرِيَّا لِلْمَلاَكِ: «كَيْفَ أَعْلَمُ هظ°ذَا، لأَنِّي أَنَا شَيْخٌ وَاظ°مْرَأَتِي مُتَقَدِّمَةٌ فِي أَيَّامِهَا؟» فَأَجَابَ اظ°لْمَلاَكُ: «أَنَا جِبْرَائِيلُ اظ°لْوَاقِفُ قُدَّامَ اظ°للّظ°هِ، وَأُرْسِلْتُ لأُكَلِّمَكَ وَأُبَشِّرَكَ بِهظ°ذَا. وَهَا أَنْتَ تَكُونُ صَامِتاً وَلاَ تَقْدِرُ أَنْ تَتَكَلَّمَ، إِلَى اظ°لْيَوْمِ اظ°لَّذِي يَكُونُ فِيهِ هظ°ذَا، لأنَّكَ لَمْ تُصَدِّقْ كَلاَمِي اظ°لَّذِي سَيَتِمُّ فِي وَقْتِهِ» (لوقا ظ،ظ£:ظ، – ظ¢ظ*).
لا شك أن أليصابات عرفت بما قاله الملاك لزوجها زكريا، ورغم أن ذلك لا يُصدق بأن امرأة عاقراً لم تلد طيلة حياتها، تحبل في سن الشيخوخة، إلا أنها كانت تثق بأمانة الله وصدق مواعيده، فوضعت كل ثقتها به وكل اتكالها عليه. وهكذا حبلت أليصابات وهي شيخه متقدمة في السن، وهذا بلا شك أمر عجيب.
أهم ما في علاقة أليصابات بالنسبة للمسيح، هي أنه عندما كانت حاملاً في شهرها السادس بطفلها الوحيد يوحنا، أرسل الله ملاكه جبرائيل إلى العذراء مريم التي كانت مخطوبة آنذاك لرجل اسمه يوسف. «فَدَخَلَ إِلَيْهَا اظ°لْمَلاَكُ وَقَالَ: «سَلاَمٌ لَكِ أَيَّتُهَا اظ°لْمُنْعَمُ عَلَيْهَا! اَلرَّبُّ مَعَكِ. مُبَارَكَةٌ أَنْتِ فِي اظ°لنِّسَاءِ». فَلَمَّا رَأَتْهُ اظ°ضْطَرَبَتْ مِنْ كَلاَمِهِ، وَفَكَّرَتْ مَا عَسَى أَنْ تَكُونَ هظ°ذِهِ اظ°لتَّحِيَّةُ! فَقَالَ لَهَا اظ°لْمَلاَكُ: «لاَ تَخَافِي يَا مَرْيَمُ، لأَنَّكِ قَدْ وَجَدْتِ نِعْمَةً عِنْدَ اظ°للّظ°هِ. وَهَا أَنْتِ سَتَحْبَلِينَ وَتَلِدِينَ اظ°بْناً وَتُسَمِّينَهُ يَسُوعَ. هظ°ذَا يَكُونُ عَظِيماً، وَاظ°بْنَ اظ°لْعَلِيِّ يُدْعَى» (لوقا ظ،: ظ¢ظ¨ – ظ£ظ¢).
عندها رضخت مريم لإرادة الله، ومجدّت اسمه، وقبلت إرادته، علماً أنها فتاة شرقية تعيش في مجتمع محافظ، وجزاء من تحبل دون زواج شرعي هو القتل والرجم. ولكنها رغم ذلك آمنت بما قيل لها من الرب على لسان الملاك بأنها ستحبل من روح الله، وأن الذي سيولد منها سيدعى «اظ°بْنَ اظ°للّظ°هِ» (لوقا ظ£ظ¥:ظ،). وفي تلك الفترة ذهبت مريم لزيارة نسيبتها أليصابات في مدينة يهوذا. ويذكر الإنجيل المقدس في بشارة لوقا أنه عندما دخلت مريم بيت زكريا «سَلَّمَتْ عَلَى أَلِيصَابَاتَ. فَلَمَّا سَمِعَتْ أَلِيصَابَاتُ سَلاَمَ مَرْيَمَ اظ°رْتَكَضَ اظ°لْجَنِينُ فِي بَطْنِهَا، وَاظ°مْتَلأَتْ أَلِيصَابَاتُ مِنَ اظ°لرُّوحِ اظ°لْقُدُسِ، وَصَرَخَتْ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ وَقَالَتْ: «مُبَارَكَةٌ أَنْتِ فِي اظ°لنِّسَاءِ وَمُبَارَكَةٌ هِيَ ثَمَرَةُ بَطْنِكِ! فَمِنْ أَيْنَ لِي هظ°ذَا أَنْ تَأْتِيَ أُمُّ رَبِّي إِلَيَّ؟ فَهُوَذَا حِينَ صَارَ صَوْتُ سَلاَمِكِ فِي أُذُنَيَّ اظ°رْتَكَضَ اظ°لْجَنِينُ بِاظ°بْتِهَاجٍ فِي بَطْنِي. فَطُوبَى لِلَّتِي آمَنَتْ أَنْ يَتِمَّ مَا قِيلَ لَهَا مِنْ قِبَلِ اظ°لرَّبِّ» (لوقا ظ¤ظ*:ظ، – ظ¤ظ¥).
تحقق وعد الله لزكريا وزوجته أليصابات وولد يوحنا المعمدان الذي لم يقم بين المولودين من النساء من هو أعظم منه حسب قول المسيح عنه (متّى ظ،ظ،:ظ،ظ،). وأخذ يوحنا ينمو ويحيا حسب تعاليم الشريعة التي تحض على عبادة الإله الواحد. ولكن حياته كانت تختلف نوعاً ما عن غيره من الأشخاص العاديين، إذ أنه كان يعيش في البراري، يقتات على الجراد والعسل البري، ويلبس وبر الإبل، ويضع على حقويه منطقة من جلد. وكان يكرز في برية اليهودية داعياً الناس إلى التوبة لأنه قد أقترب ملكوت السماوات.
وبالفعل فقد كان يوحنا صوتاً صارخاً في البرية، فخرج إليه جميع من كان في الكورة المحيطة بالأردن وأورشليم وكل اليهودية، في هذا الصدد أيضاً نعلم أن المسيح جاء من الجليل إلى الأردن، إلى يوحنا ليعتمد منه ليكمل كل برّ. وعندئذ انفتحت السماوات ونزل روح الله مثل حمامة على المسيح وسمع صوت من السماوات قائلاً: «هذَا هُوَ ابْني الْحَبِيبُ الَّذِي بِهِ سُرِرْتُ» (متّى ظ،ظ§:ظ£). فيوحنا المعمدان هو ابن أليصابات التي رزقها الله بطفل في شيخوختها.
فما أعظم أليصابات في إيمانها وما أعظم اعترافها بأن يسوع الذي كان آنذاك في أحشاء أمه العذراء هو الرب الإله، الرب يسوع المسيح، ابن الله الوحيد، الكلمة الذي صار جسداً، الممسوح من الله، النبي والكاهن والملك، الذي يملك على قلوب البشر والذي جاء لأجل خلاصنا من الخطية وفدائنا. فما أعظم إيمان أليصابات وما أعظم شهادتها، وما أعظم المسيح الإله الذي جاء لخلاص البشر.
 
قديم 25 - 02 - 2021, 10:25 AM   رقم المشاركة : ( 34276 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,296,580

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الاسم بالعربية:
اليصابات


المعنى:
إله القَسَم


الشواهد من الكتاب المقدس:
لوقا 1: 5

الماهية:
أم يوحنا المعمدان
 
قديم 25 - 02 - 2021, 10:29 AM   رقم المشاركة : ( 34277 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,296,580

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

لقاء العذراء بإليصابات





وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




الأحد الثالث من شهر كيهك المبارك وفيه قمة قصد الكنيسة من الإحتفال بهذا الشهر وهو التمهيد للتجسد الإلهي والشركة في حياة التسبيح بربنا يسوع وتمجيد أمنا العذراء .. عرفت السيدة العذراء ببشارة الملاك وهذا كان إنجيل الأسبوع الماضي .. قال لها ï´؟ الروح القدس يحل عليكِ وقوة العلي تظللكِ ï´¾ ( لو 1 : 35 ) .. أخذت البشارة ثم قال لها ï´؟ هوذا أليصابات نسيبتكِ هي أيضاً حبلى بابنٍ في شيخوختها ï´¾ ( لو 1 : 36 ) .. هنا الإنجيل يقول ï´؟ فقامت مريم في تلك الأيام وذهبت بسرعة إلى الجبال إلى مدينة يهوذا ودخلت بيت زكريا وسلمت على أليصابات ï´¾ ( لو 1 : 39 – 40 ) .. العذراء تتمتع بروح إتضاع عالية وروح بذل وخدمة للآخرين عندها إستعداد لتحمل مشقة وسفر وتعب .. لا تنظر إلى ما هو لنفسها بل ما هو للآخر .
درس جميل نتعلمه أن الإنسان لا يشفق على ذاته وكيف يخرج من دائرة الإهتمام بذاته إلى دائرة الإهتمام بالآخرين .. كيف يفكر الإنسان في ألم الآخرين وتعبهم .. من أجمل الأشياء التي نحتاجها أن لا يفكر الإنسان في نفسه ولا ينحصر في إهتماماته ومشاكله ومتاعبه بل لابد أن يرى الآخر عندئذٍ يرى مشاكله تصغر .. عندما ينحصر الإنسان في مشاكله يراها كبيرة فينظر إلى ذاته ويزداد شفقة عليها ويحزن على نفسه ويحاول أن يجعل الآخر يهتم به من أجل ألمه .. لكن أفضل وسيلة للعلاج هي عكس هذا تماماً وهي بدلاً من أن يجعل الآخرين يرون ألمه يرى هو ألم الآخرين .
هكذا فعلت السيدة العذراء وقامت مسرعة وإن كانت أليصابات حبلى فالعذراء أيضاً حبلى .. وإن كانت أليصابات في شيخوخة فالعذراء صبية صغيرة السن لا تتحمل المسئولية عن إمرأة كبيرة .. كان يجب أن الكبير هو الذي يخدم الصغير في هذه الحالة لكن السيدة العذراء عندها روح إتضاع وبذل عالية وهذه الروح هي مدخل حلول الله في النفس .. الله لا يستريح إلا في النفس المتضعة .. لا يستريح ولا يسكن بقوة كما سكن في العذراء إلا إذا كانت النفس على هذا المستوى لأنه إن لم تتحلى النفس بروح الوداعة والخدمة والإتضاع ما كان الله رتب هذا الإختيار للعذراء .
عندما سمعت أليصابات سلام العذراء مريم ï´؟ إرتكض الجنين بابتهاجٍ في بطني ï´¾ ( لو 1 : 44) .. بعض الترجمات تقول * سجد يوحنا الجنين الصغير * – سجد – وبعض الترجمات تقول * رقص * وكأنه من شدة فرحه قام يهتز .. هذا حضور ربنا يسوع الذي هو محسوس حتى بالنسبة للجنين الذي لم يتكون بعد ولم يكتمل بعد .. حضور المسيح يجب أن يصاحبه فرحة وسجود ومسرة بالروح وابتهاج نفس .. هل عندما أدخل الكنيسة تكون لي نفس البهجة ؟ هل عندما أتقدم للتناول تكون عندي نفس البهجة ونفس المشاعر ؟ هل عندما أقف للصلاة تكون عندي نفس الرنة المفرحة ونغمة الإبتهاج ؟ هذا هو حلول الله .
النفس التي تشعر بحضور الله إحساس الروح لا يسعفها أن تنطق بأي كلمات لكن يجد نفسه قد خرج عن شعوره فيجد جسده يهتز .. وهنا إمتلأت أليصابات من الروح القدس .. العجيب أن الكتاب ذكر لنا إنفعال الجنين قبل إنفعال أليصابات .. ï´؟ صرخت بصوتٍ عظيمٍ وقالت ï´¾ .. من شدة فرحتها لم تتكلم بطريقة عادية بل صرخت .. الكتاب يعلمنا عن صراخ الملائكة كما يقول قداس القديس إغريغوريوس ï´؟ يسبحون ويصوتون ï´¾ .. هل الذي يسبح يصوت ؟ يقول نعم من شدة الإنفعال .. هنا أليصابات صرخت بصوت عظيم وقالت ï´؟ مباركة أنتِ في النساء ومباركة هي ثمرة بطنِك فمن أين لي هذا أن تأتي أم ربي إليَّ ï´¾ ( لو 1 : 42 – 43 ) .. أجمل إعتراف سمعه ربنا يسوع على الأرض .. عندما قال لتلاميذه خاصته في آخر أيامه في قيصرية فيلبس عندما قال ï´؟ من يقول الناس إني أنا ï´¾ ( مت 16 : 13) .. قالوا إيليا وآخرون أرميا .. فقال لهم ï´؟ وأنتم من تقولون إني أنا فأجاب سمعان بطرس وقال أنت هو المسيح إبن الله الحي ï´¾ ( مت 16 : 15 – 16) ؟ ربنا يسوع فرح جداً بهذا التصريح وقال له ï´؟ طوبى لك يا سمعان بن يونا ï´¾ ( مت 16 : 17) .
اليوم أليصابات تقول ï´؟ أم ربي ï´¾ وهو لم يولد بعد وليس في آخر أيام حياته على الأرض .. لم تراه أليصابات يقيم موتى أو يشفي مرضى أو يعلم لكنه مازال جنين في بطن أمه وتقول * أم ربي * .. ï´؟ فمن أين لي هذا أن تأتي أم ربي إليَّ ï´¾ .. جيد أن تكون السيدة العذراء متضعة جداً وأليصابات متضعة جداً .. العذراء تعطيها الإكرام وأليصابات تعطيها الإكرام لذلك مزمور اليوم يقول ï´؟ الرحمة والحق التقيا البر والسلام تلاثما ï´¾ ( مز 85 : 10) .. ما هذا ؟ الله يعمل في أبراره لأنهم في النهاية هم الذين يهيئون له طريق الخلاص .. يريد أن يقول لك سأبارك جنس البشر وسآتي منهم وبذلك رحمته تقابلت مع عدله وحقه .
خلال العهد القديم كان هناك صراع بين الحق والعدل .. والرحمة والعدل .. الرحمة تقول خلص الإنسان من رباطاته يكفي أنه مطرود .. والعدل يقول لا الإنسان أجرم ولابد أن يفي الحق .. فماذا يفعل ؟ قال ï´؟ يوم تأكل منها موتاً تموت ï´¾ ( تك 2 : 17) .. إذاً لابد أن يموت الإنسان .. فمتى تلتقي الرحمة مع العدل ؟ تلتقي في المسيح يسوع وفي خلاصه .. ï´؟ فهوذا حين صار صوت سلامِك في أذنيَّ إرتكض الجنين بابتهاجٍ في بطني فطوبى للتي آمنت أن يتم ما قيل لها من قبل الرب ï´¾ ( لو 1 : 44 – 45 ) .. الروح القدس أعلم أليصابات بكل السر الإلهي وبكل التدبير الإلهي .. تقول لها طوباكِ .. ما سر طوباوية العذراء ؟ أنها آمنت أن يتم لها ما قيل من قِبَل الرب .
قد تسمع إنسانة أخرى وتقول هذا كلام صعب جداً كلام يفوق العقل .. كيف أكون حبلى ؟ إقنعني هذا مستحيل .. هل تقصد إنسانة أخرى ؟ ï´؟ الروح القدس يحل عليكِ ï´¾ .. لو حدث ذلك مع إنسانة أخرى قبل العذراء كان يمكن للعذراء أن تصدق لكن عندما تكون هذه الحادثة هي الفريدة على الأرض – الحادثة الوحيدة – لم يوجد مخلوق حدث معه هذا الأمر .. لذلك نحن نصمم أن المسيح مولود لكن غير مخلوق .. ï´؟ مولود غير مخلوق ï´¾ .. لماذا ؟ لأنه ليس من نتاج زرع بشر لم يوجد رجل تسبب في إيجاده .. فلابد أن يكون إنسان .. كيف ؟ يقول آتي من إمرأة بشر .. لكن أيضاً لابد أن يكون إله .. قال يكون إله لكن لا يأتي بزرع بشر .. فاجتمع فيه الإلهي والإنساني .. إنسان كامل لأنه أخذ جسد من العذراء وإله كامل لأنه أتى من الروح القدس .. من هنا صدقت العذراء هذا الكلام رغم أنه كلام قد نجده نحن الآن كلام صعب إستيعابه .. لو أراد التاريخ أن يعيد نفسه ويكلم فتاة عذراء ويقول لها هذا الكلام لن تصدقه رغم أنه حدث من قبل مع السيدة العذراء .
سمعان الشيخ وهو يترجم النبوة لم يصدق ولم يستطع أن يكتب ï´؟ ها العذراء تحبل ï´¾ ( أش 7 : 14) .. ولم يرد أن يكتبها وقال سأكون إضحوكة للجميع وواضح أنه قد يوجد خطأ في الترجمة فكتب * ها الفتاة * .. ثم قال * ها إمرأة * لكنه وجد نفسه قد يكون متجاوز للنص .. فقال سأكون وسطي لن أكتب * ها العذراء * أو * ها إمرأة * بل سأكتب * ها الفتاة * وليفهم كلٍ كما يفهم .. كلمة * فتاة * تجعله على الحياد .. سمعان الشيخ لم يستطع أن يستوعب بينما السيدة العذراء إستوعبت لذلك قال الكتاب ï´؟ طوبى للتي آمنت أن يتم ما قيل لها من قبل الرب ï´¾ .. جيد أن يعيش الإنسان مواعيد الله بسكوت ورعدة .. جيد أن يشعر أن مواعيد الله صادقة وأمينة مهما كانت تبدو مستحيلة أو فائقة عن الإستيعاب البشري لكنها مواعيد حقيقية غير كاذبة .
السيدة العذراء آمنت ولم نراها تجادل كثيراً أو تتكلم كثيراً لم تقل سوى ï´؟ كيف يكون هذا ï´¾ ( لو 1 : 34 ) .. قال لها الملاك ï´؟ الروح القدس يحل عليكِ ï´¾ .. ووجدنا إجابتها سريعة كأنه حديث لم يأخذ منها وقت طويل .. حديث به فعل الروح .. قالت ï´؟ هوذا أنا أمة الرب ليكن لي كقولك ï´¾ ( لو 1 : 38 ) .. لقد صدقت كلام الله لتكن مشيئته ثم وجدناها تفتح صفحة من صفحات قلبها وفكرها وتقول أروع كلمات ينطقها لسان بشر .. فتحت قلبها وأخرجت من كنوزه لأننا ما نعلمه عن السيدة العذراء قليل وكلماتها قليلة جداً بل ومعدودة جداً .. قالت تسبحتها ï´؟ تعظم نفسي الرب وتبتهج روحي بالله مخلصي ï´¾ ( لو 1 : 46 – 47 ) .. وجدنا أن عندها ذخائر كنوز خرجت في هذه اللحظة .. من أين جاءت ؟ جاءت من نفس قريبة جداً من كلمة الله .
السيدة العذراء كانت دائمة القراءة في الكتاب المقدس .. كان الكتاب محفور في قلبها وفكرها .. لم تقرأ الكتاب لمجرد قراءة للعقل بل قراءة لتهليل الروح .. لم تكن قراءة للمعرفة بل قراءة للفهم والوعي .. الفتاة العذراء البسيطة التي لم تنل قسط من التعليم وجدناها تقول كلمات تفوق تصديق البشر .. الإنسان الذي فيه كلمة الله يبتهج بها فتصعد الكلمات إلى عقله وشفتيه فينطق بها بتلقائية وتدفق .. عندما يقال أن فلان يجيد اللغة الإنجليزية يقال أنه متدفق في اللغة .. السيدة العذراء لديها هذا التدفق في كلمة الإنجيل .. من أين ؟ من أنها كانت دائمة الممارسة فيه .. يدها في الإنجيل دائماً .
فتحت صفحات قلبها واتجهت نحو تسبحة حنة النبية في سفر صموئيل .. وبدأت تردد ما يشبهها ولكن بلسان حالها هي وهذا منهج نتعلمه في صلواتنا .. نجد أن الكنيسة عندما وجدت أن السيدة العذراء فعلت هذا الأمر قالت لنا إن أردتم التسبيح فلتسبحوا بالمزامير .. قولوا تسبحة موسى النبي عندما خرج من أرض مصر في الهوس الأول وقولوا تسبحة الثلاثة فتية في الهوس الثالث و ...... قد يعترض البعض ويقول مالنا نحن والثلاثة فتية ؟ قد يعترض البعض على صلوات الأجبية ويقول لن أصلي بالمزامير بل سأصلي بكلماتي أنا .. نجيبه أن السيدة العذراء سبحت تسبحة حنة ونحن نفعل مثلها .. تقول لك الكنيسة سبح بمزامير 149 ، 150 في الهوس الرابع .. إستخدم المزامير والكتاب في تسابيحك فالسيدة العذراء تكلمك بتسابيح من الكتاب ومن شدة جمال الكلام تجد نفسك تقوله بمشاعرك أنت .. هذه هي العذراء .
تخيل عندما تقرأ في الكتاب وتشبع به تجد نفسك في الصلاة تصلي بكلام الإنجيل وأجمل قصد للإنجيل أن يتحول فينا إلى صلاة لذلك قل له ï´؟ إفتح شفتي فيخبر فمي بتسبيحك ï´¾ ( مز 51 : 15) .. عندما يرى إنسان مقابلة بين شخصين ويجد في المقابلة تسابيح يعرف أنها مقابلة سماوية ولنرى مقابلة العذراء مع أليصابات .. ثم نرى مقابلاتنا مع بعضنا البعض فيما نتكلم ؟ صعبة جداً مقابلاتنا لأن فكرنا غير مشغول بالله وقلبنا غير مشغول بالإلهيات ولأننا منغمسين في أوجاع الأرض نجد حديثنا كله أرضي .. تجد الناس في مقابلاتها تتكلم في أي شئ في السياسة .. في الغلاء .. في الإقتصاد .. في الرياضة .. لكن كي نتكلم معاً في كلمة الإنجيل نشعر بخزي لأنه ليس داخلنا هذه الأمور .. لماذا ؟ لأن كلمة الله ليست في القلب .. عندما تسكن كلمة الله في القلب يفرح وعندما يفرح نشعر داخلنا أننا لا نستطيع أن نسكت فنتكلم بأقوال الله .. ï´؟ إن كان يتكلم أحد فكأقوال الله ï´¾ ( 1بط 4 : 11) .. هذه هي العذراء .
جيد عندما تقرأ في سيرة الأنبا أنطونيوس عن مقابلته مع القديس العظيم الأنبا بولا .. وتتخيل ترى ماذا كانا يقولان في مقابلتهما ؟ وتشتاق أن تعرف حديثهما معاً كانا يتكلمان عن عظائم الأمور .. تكلما عن عمل الله مع البشر .. تكلما عن مراحم الله .. تكلما عن خير الله .. تكلما عن عظائم الأمور .. الإنسان الذي يفرح بالله يتكلم بالفرح .. لذلك دائماً يتكلم الإنسان بالأمور التي تشغله ويهتم بها .. دائماً يعبر الإنسان في أحاديثه عن حالته .. قد يذهب البعض إلى مكان معين فنسألهم هل أعجبك المكان ؟ وماذا أعجبك فيه ؟ شخص يقول المكان هادئ .. آخر يقول الطقس جيد .. آخر يقول المكان نظيف .. آخر يقول الناس هناك بهم جفاء .. كل شخص يتكلم عما يهتم به .. إذا لم تكن تعرف كيف تكون واضح مع نفسك لاحظ حديثك ستعرف إهتماماتك من كلامك .. أنظر فيما تتكلم فهذا هو ما يشغل قلبك .. هل تتكلم في الله ؟ تقول لا إذاً لم يشغل الله قلبك إذاً الله ثانوي في حياتك .. تريد أن تعطيه ساعة أو نصف ساعة مجرد إرضاء للضمير أو واجب أو خوف أو عادة عودونا عليها أهلنا .. لكن لا .. لابد أن ينبع الأمر من الأعماق من الداخل .
السيدة العذراء نطقت بهذه الكلمات وهي غير مهيئة لها .. لم تكن تحفظها لتسمعها لأليصابات بل فتحت أعماق قلبها .. هكذا تحاسب نفسك وتقول هذا ما نحاسب أنفسنا عليه لما نفتح أعماق قلوبنا ماذا نقول ؟ لذلك الذي يسبح الله هو قمة بهجة الحياة مع الله .. التسبيح هو أرقى لغة .. أجمل حالة روحية يشتاق لها الإنسان هي التسبيح .. عندما يتهلل الإنسان يرنم .. ï´؟ أمسرور أحد فليرتل ï´¾ ( يع 5 : 13) .. السيدة العذراء تتكلم ï´؟ لأن القدير صنع بي عظائم وإسمه قدوس ورحمته إلى جيل الأجيال للذين يتقونه ï´¾ ( لو 1 : 49 – 50 ) .. تتكلم عن عظمة أعمال الله .. ما هي أعمال الله العظيمة في حياتها ؟ أعمال الله العظيمة هل أنا تلامست معها ؟ هل شعرت بعظمة الله في حياتي وبدأت أتكلم عنه أنه قدير ؟ والقدير قدرته أدركتني فصنعت بي عظائم .. هل أتكلم عن الله وأعماله وأترجمها لحياتي أنا وأعمال الله تتحول إلى فرحة لي ؟ هذه هي السيدة العذراء .
السيدة العذراء تعتبر كل أعمال الله لمجدها هي وفرحها هي وتهليلها هي لأن كل ما كتب كتب لتعليمنا وتذكيرنا .. تتكلم عن ï´؟ أنزل الأعزاء عن الكراسي ورفع المتضعين أشبع الجياع خيرات وصرف الأغنياء فارغين ï´¾ ( لو 1 : 52 – 53 ) .. تعرف قصد الله وتعرف أنه إله المتضعين وأنه لن يستريح فيمن يجلس على الكراسي العالية أو الذين قلوبهم متكبرة لذلك نقول في القداس ï´؟ الناظر إلى المتواضعات ï´¾ .. * متواضعات * أي المتضعين البسطاء الله ينظر لهم مثل السيدة العذراء وأليصابات .. إنسان بسيط في مظهره لكن داخله حلول الله .. جيد هو الإنسان الذي لا يهتم بمظهره أو بما يقوله الناس عنه .. أترك كل هذا .. الكرامة الحقيقية في إرضاء الله والإرتفاع الحقيقي في سكنى الله .. جيد هو الإنسان الذي يفكر أن الغنى ليس غنى المال بل غنى الأعمال الصالحة كما قال بولس الرسول ï´؟ أوصِ الأغنياء في الدهر الحاضر أن لا يستكبروا ولا يلقوا رجاءهم على غير يقينية الغنى بل على الله الحي الذي يمنحنا كل شيءٍ بغنىً للتمتع وأن يصنعوا صلاحاً وأن يكونوا أغنياء في أعمال صالحة ï´¾ ( 1تي 6 : 17 – 18) .. السيدة العذراء غنية في الأعمال الصالحة .
تقول ï´؟ عضد إسرائيل فتاه ï´¾ ( لو 1 : 54 ) .. لأنها تقرأ الكتاب المقدس جيداً تعرف أنه يوجد وقت إفتقاد لإسرائيل ووقت خلاص وزمن مقبول فقالت أنه ذكر رحمته ï´؟ كما كلم آباءنا لإبراهيم ونسله إلى الأبد ï´¾ ( لو 1 : 55 ) .. هل تعرف أن ما يحدث الآن هو تحقيق نبوات من أيام إبراهيم .. السيدة العذراء رابطه الكتاب كله في فكرها .. نعم هذا هو الإنسان الذي يعي حقيقة الكتاب ويتعامل مع كل جزء منه ببهجة ويعرف القصد منه .. السيدة العذراء تعرف ما هو قصد النبوات وما هو موضوعها ومحورها .. تعرف أن ما يحدث الآن هو تذكر رحمة الله لإسرائيل ونبوات إبراهيم أن بنسله تتبارك جميع قبائل الأرض ونسله قد أتى من العذراء في شخص ربنا يسوع .. جيد أن تقترب من مشاعر السيدة العذراء وكلما إقتربنا إلى مشاعرها كلما شعرنا بقيمة التجسد الإلهي وكلما إقتربنا من التجسد الإلهي كلما عرفنا ماذا يجب أن يكون الإنسان ليستحق حلول الله فيه .
السيدة العذراء نموذج للجنس البشري ونقول عنها في التسبحة أنها ï´؟ فخر جنسنا ï´¾ .. أجمل ما في جنسنا ولأنها مننا فهي جنسنا .. هي فخرنا أجمل ما في جنسنا .. ربنا حل في إنسانة منا فصار حلول الله ليس في العذراء فقط بل في الجنس البشري كله ومن هنا عرفنا الله الطريق لاستحقاق حلوله فينا .. يقول ï´؟ لتكن نفسك كمريم ï´¾ .. هل تعرف كيف يحل الله فيك ؟ كن مثل مريم .. ليكن لك روح خدمة واتضاع مثل مريم .. إحفظ الكتاب المقدس واقرأه واسهر معه .. قد أشعر بحزن عندما تهدر الناس الوقت بالساعات أمام تفاهات والكتاب المقدس مغلق .. الناس تتكلم كثيراً وطويلاً دون أن تقول كلمة من الإنجيل .. الناس لا تشعر بفرح بل ومنغمسين في هموم وأحزان لأنه لا يوجد فيهم فرح روحي .. الفرح الروحي يغلب .. إجلس مع إنجيلك .. تجد الناس تئن وتشكو وأنت تسندهم بآية أو موقف أو حادثة .. لماذا ؟ لأن داخلك الكتاب .. ï´؟ فم الصديق يتلو الحكمة ولسانه ينطق بالحب ناموس الله في قلبه فلا تتعرقل خطواته ï´¾ ( مز 37 : 30 – 31 ) .. هذه هي السيدة العذراء ناموس الله في قلبها .. إفتح إنجيلك واقضي معه أوقات طويلة .
المتنيح أبونا بيشوي كان عندما لا يجلس مع الإنجيل في اليوم ساعتين يكون متضايق وعصبي .. ساعتين وسط إنشغالاته الكثيرة .. فكان ينصح تاسوني أنچيل أن تجلس مع الإنجيل طويلاً لأنه محروم من الجلوس معه ويسألها كم من الوقت جلستِ مع الإنجيل اليوم ؟ تقول له ساعة .. يقول لها قليل جداً إجلسي معه أكثر .. ومنا من رأى إنجيله ولأنه كان كثير القراءة فيه فقد ملأ هوامشه تأملات وعندما إمتلأ أرسله إلى المطبعة ليضيفوا له صفحة بيضاء فارغة بين كل صفحة وصفحة في الإنجيل كي يكتب تأملاته .
هذه هي السيدة العذراء .. وهذه هي كلمة الله التي تهللت بها
التي عندما تفتح قلبها تجد لسانها ينطق بأقوال الله ببساطة وسهولة
ربنا يعطينا أن نستعد في هذه الأيام المقدسة لتجسده وحلوله المبارك فينا
هذا السر العظيم أن يتحد الله بالإنسان وأن يحل فيه
ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته
له المجد دائماً أبدياً آمين
 
قديم 25 - 02 - 2021, 10:31 AM   رقم المشاركة : ( 34278 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,296,580

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

زيارة مريم لأليصابات
(لو 1/ 39 ـ 56)


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



في تِلْكَ الأَيَّام (بعد البشارة بيسوع)، قَامَتْ مَرْيَمُ وَذَهَبَتْ مُسْرِعَةً إِلى الجَبَل، إِلى مَدِينَةٍ في يَهُوذَا. ودَخَلَتْ بَيْتَ زَكَرِيَّا، وسَلَّمَتْ عَلَى إِليصَابَات. ولَمَّا سَمِعَتْ إِلِيصَابَاتُ سَلامَ مَرْيَم، ظ±رْتَكَضَ الجَنِينُ في بَطْنِها، وَظ±مْتَلأَتْ مِنَ الرُّوحِ القُدُس. فَهَتَفَتْ بِأَعْلَى صَوتِها وقَالَتْ: «مُبارَكَةٌ أَنْتِ في النِّسَاء، وَمُبارَكَةٌ ثَمَرَةُ بَطْنِكِ! ومِنْ أَيْنَ لي هذَا، أَنْ تَأْتِيَ إِليَّ أُمُّ ربِّي؟ فَهَا مُنْذُ وَقَعَ صَوْتُ سَلامِكِ في أُذُنَيَّ، ظ±رْتَكَضَ الجَنِينُ ظ±بْتِهَاجًا في بَطْنِي! فَطُوبَى لِلَّتي آمَنَتْ أَنَّهُ سَيَتِمُّ ما قِيلَ لَهَا مِنْ قِبَلِ الرَّبّ!».


لقاء الجنينَين

يذكّرنا هذا الأحد بلقاء الأمّين والجنينَين والعهدَين، وبزيارة الله وافتقاده شعبه في سرّ تجسّد ابنه وميلاده العجيب. بعد البشارة مضت مريم مسرعة إلى بلدة في جبال يهوذا سمّاها التقليد "عين كارم"، وكان هدفها مساعدة نسيبتها أليصابات التي أنعم الله عليها بالنسل بعد سنين طويلة من العار الذي يلحق بالعاقر.

وفي بيت الكاهن زكريا، إلتقت المعجزتان: العاقر الحامل (أليصابات)، والعذراء الحامل (مريم). ولئن كانت العاقر ستلد "أعظم مواليد النساء"، فإنّ البتول ستلد ملك الأجيال وسيّد الدهور. في أليصابات تزهر الشيخوخة، وفي مريم يتفجّر الصبا حيوية، فتحمل مبدع الحياة "الذي به كان كلّ شيء وفيه الحياة" (يو 1/ 2).

إنّ حدث الزيارة، يبيّن دور مريم العذراء في قصد الله الخلاصي، وهي تحمل في أحشائها المسيح الربّ.

1ـ شرح النص

"قامت مريم وانطلقت"
إنّ فعل "قام" إلى كونه يعني النهوض، يتضمّن أيضًا وثبة روحية فائقة، واستعدادًا نفسيًا جديدًا، نالتهما مريم بعد أن استولى عليها الروح القدس وظلّلتها قدرة العليّ. إنّها قوّة العهد الجديد باتجاه العهد القديم الممثّل بزكريا وأليصابات.

أجل إنّ المصير الجديد الذي دعاها الله إليه، والإيمان الذي به تجاوبت وتلك الدعوة، أحدثا فيها تحوّلًا عميقًا، وأعطياها دينامية قوية جعلت مريم تقوم وتنطلق. ولنسأل: هل يُحدث فينا الإيمان مثل هذا التحرّك وهذا التحوّل؟


"مسرعة"
في طريق الزيارة، أضحت مريم المبشّرة الأولى بالمسيح، والحاملة الأولى لبشرى الإنجيل السعيدة. وهي لم تذهب "مسرعة" لاعتبارات بشرية، ولا لرغبة في إثبات الوجود، إنّما لتحمل معها السعادة والسلام والخلاص، ودائمًا بفضل تلك النفحة الباطنيّة التي غمرتها بالفرح وأمَدّتها بالنشاط. ويمكننا أن نفكّر أيضًا بمحبة مريم التي عجّلت بالذهاب لمساعدة نسيبتها المسنّة التي ستصبح أمًّا.

ونحن بمَ تتّسم زياراتنا؟
وما هي الرغبات التي تدفعنا؟
أليسَ فيها للأنانية حصة كبيرة؟


"إلى بلاد يهوذا"
ولئن كانت هذه البلاد مركز الدين اليهودي في ذلك الوقت، فإنّ الخلاص لم يأتِ من يهوذا، بل من الخارج، من جليل الأمم، من الناصرة، تلك التي "لا يمكن أن يخرج منها شيء صالح" (يو 1/ 46). إنّ هذا المُعطى يوحي بمجّانية عطيّة الله.

ونحن ألا نعير أهميّة للمواصفات البشريّة أكثر ممّا ينبغي، في الذين يأتون إلينا؟


"ودخلت بيت زكريا وسلّمت على أليصابات"
في هذا الدخول المفاجئ إلى بيت زكريا وأليصابات، تحقّقت عدّة لقاءات: لقاء العهد القديم بالعهد الجديد، لقاء الوالدتيْن، ولقاء الجنينَيْن. بكلام أوضح، إنّه لقاء آخر عائلة من العهد القديم، بأوّل عائلة من العهد الجديد. وما سيقوله يوحنّا فيما بعد عن المسيح، ستقوله أليصابات الآن لمريم. إنّ دخول مريم إلى بيت زكريا وسلامها على أليصابات، يُبديان تجلّي الله نفسه. وعندما بلغ سلام مريم إلى أذنيّ اليصابات، ظهر لها كأنّه صوت آتٍ من عند الله. والدليل على ذلك:

"ارتكض الجنين يوحنّا في أحشائها"

إنّ يوحنا، وهو يرتكض في بطن أمّه، أمام حاملة المسيح الربّ، يذكّرنا بداود النبيّ الذي راح يثب ويرقص فَرِحًا أمام تابوت العهد الحامل الله، لدى دخوله أورشليم. كما أنّ حضور الربّ في تابوت العهد وفي أحشاء مريم، يتيح لنا أن نقارن بين صعود تابوت العهد إلى أورشليم (2 صم 6) وصعود مريم إلى بيت زكريا (لوقا 1).



"وامتلأت من الرّوح القدس"
هذا يعني كم أنّ مريم متّحدة اتّحادًا وثيقًا برسالة ابنها: فالأمّ والابن واحد، وكلمتها هي كلمته. وعليه، فإنّ الكلمة قد تجسّد حقًا. هو حقًّا ابن مريم. وهي حقًّا أمّ الله.

عمليًّا، لكي تكون تحيّاتنا مثل تحيّة مريم، علينا أن نتحلّى بالتواضع والمحبَّة والسَّلام، وأن نقول كلمة الحقّ التي نعيشها.


من إرتكاض الجنين في أحشاء أليصابات، ومن امتلائها من الرّوح القدس، نستنتج حالتَيْن:

ـ الدّعوة إلى الفرح
إنّ الفرح الذي أغدقه الملاك على مريم في البشارة، ها هي تفيضه على عائلة زكريّا، وتشرك فيه البشريّة. وما نلحظه من حيويّة ومن فرح، إنّما هو فعل الرّوح القدس.


ـ إشعاع وتحوّل
فيسوع "المخلّص"الحاضر في مريم ومن خلالها، هو إشعاع فائق يُحدِث في النفس تحوّلًا عميقًا لدى يوحنّا الذي ارتكض فرحًا، ولدى أمّه التي امتلأت من الرّوح القدس. وهكذا تكون أليصابات وابنها حصلا على الخلاص بجميع خيراته الروحيّة.



2ـ موقف أليصابات: نأخذه من أجوبتها

"مباركة أنت في النساء ومباركة ثمرة بطنك".
هذا القول يجب فهمه بالمعنى الكتابيّ للفظة "البركة". إنّ أليصابات، بقولها إنّ مريم ويسوع مباركان، تعني أنّهما موضوع بركة الربّ، وتشكر لله ما صنعه لهما وما صنعه لنا بواسطتهما. فالبركة هي نشيد شكر الله. مريم ويسوع هما مباركان، أي أنّهما يشتركان في بركة الربّ ويُسهمان في قصده الإلهيّ. إنّهما معًا في اتّحاد فريد مع الله. وكما أُعلنَت "يهوديت" "مباركة فوق جميع النساء اللواتي على الأرض" لأنّها خلّصت الشعب من العدو (أليفانا)، كذلك مريم تُعلَن هنا "مباركة في النساء" لأنّها تحمل في أحشائها المسيح مخلّص جميع الشعوب.



"من أين لي هذا، أن تأتي إليّ أمّ ربّي؟".
في هذه الصرخة، نلحظ أمرَيْن: الأوّل، تمجيد مريم: عندما سمعت أليصابات صوت مريم، ارتكض الجنين في بطنها، وامتلأت من الرّوح القدس. لذا، وُجّهت البركة أوّلًا لمريم، ثمّ إلى ثمرة بطنها. ما يعني أنّ أليصابات شُرّفت بزيارة "أمّ" ربّها. أمّا الأمر الثاني فهو صرخة أليصابات التي تعلن إيمانها بألوهيّة المسيح. ومن هذه الألوهيّة حصلت مريم العذراء على أشرف لقب لها، كما سنرى في مجمع أفسس وهو "والدة الإله"، لأنّها ولدت المسيح الذي هو الربّ ابن الله.


"طوبى للتي آمنت".
مريم العذراء آمنت بعد بشارة الملاك جبرائيل بأنّها ستلد ابنها يسوع بقدرة الرّوح القدس. في هذا السياق، تجدر المقارنة بين إيمان مريم وإيمان إبراهيم. وفيما نرى أنّ إيمان إبراهيم هو مطلع العهد القديم، فإنّ إيمان مريم هو مطلع العهد الجديد. وكما أنّ إبراهيم "آمن على خلاف كلّ رجاء فصار أبًا لأمم كثيرة" (رو 4/ 18)، كذلك مريم في البشارة، قد آمنت، بعد أن عزمت على عيش البتوليّة.


"ومكثت مريم عند أليصابات نحو ثلاثة أشهر".
لم تعد مريم إلى بيتها في الناصرة، إلّا بعد ولادة يوحنّا وختانته. في هذا المشهد اعتبر الآباء الروحيّون أنّ مريم هي مثال لنا في العمل الرسوليّ. فاقتداءً بمريم المُرسلة الأولى، يُطلب منّا ما يلي:

ـ أن تكون الطاعة والمحبّة أساسًا للعمل الرسوليّ.

ـ ألّا نجبر على الانتظار مَن هم في حاجة إلينا.

ـ أن نكرّس لهم الوقت الكافي.

ـ أن نتخطّى الصعوبات، ونحتفظ بالفرح رغم الانشغالات.

ـ أن ندرك أنّنا نساهم في تقديس القريب، بقدر ما يحيا المسيح فينا.

ـ أن ندرك أنّ العمل الرسوليّ مظهر من مظاهر الإيمان. فمِن الإيمان ينطلق، وفي الإيمان يُمارَس، وإلى الإيمان يقود، وبالإيمان ينمو وننمو معه.


3ـ أمثولات عمليّة
إنّ حضور مريم في بيت أليصابات وزكريّا وما ينتج منه من ثمار، هو نموذج للحضور المسيحيّ الفاعل في الشأن العام الاقتصاديّ والاجتماعيّ والتشريعيّ والسياسيّ... فالمؤمن المسيحيّ مدعوّ لأن يستلهم مشيئة الله وتصميمه الخلاصيّ، لأنّ الله وضع للعالم نظامًا كي يعيش الناس بالسّلام والخير والعدل والخدمة.

في كلّ مرّة نتناول القربان المقدّس، علينا أن ندرك أن يسوع حاضر في قلبنا، كما كان يسوع (الجنين) حاضرًا في أحشاء أمّه وفي حياتها.

فلنفحصْ ضميرنا ونسأل:

ماذا نحرّك في قلوب الآخرين الذين نزورهم؟

هل يرون وجه الله في وجوهنا وفي قلوبنا؟ هل لدينا همّ الخدمة المجّانية؟
هل ننفتح على الرّوح القدس الذي ملأ أليصابات؟

أخيرًا، هل نجعل من حياتنا المسيحيّة حياة لقاء مع الله باتّجاه الآخر؟

ما أحوجنا اليوم إلى إدراك أمرَيْن في غاية الدقة في حياتنا:
الأوّل، ضرورة المحافظة على الترابط العائليّ الذي بدأ ينحسر ويتفكّك في عائلاتنا بسبب الإنترنت وشبكات التواصل الإجتماعي.

الثاني، إنّ الجنين كائن حيّ يشعر ويفرح، يرقص ويتحرّك في بطن أمّه ابتهاجًا، حتى إنّه يسترخي عندما تسمع أمّه موسيقى جميلة تحبّها.

لكلّ هذه الأمور وغيرها حرّمت الكنيسة وبعض الدّول الإجهاض. فأيّ حق يقتل الأهل نفسًا لا سلطان لهم عليها؟ فلتحذر الأمّهات وكلّ المعنيّين، أن يتحوّل "الرَّحم" الذي تتكوّن فيه الحياة، إلى مقبرة للأجنّة.
أخيرًا، علينا أن نعلم، أنّه في كلّ مرّة نأخذ المسيح ونعطيه للآخرين، سواء بالابتسامة أو الحضور أو الخدمة، عندئذٍ يكون فرحنا مشابهًا لفرح يوحنّا في بطن أمّه.

لذا نحن مدعوّون في هذا الزمن المبارك، إلى أن نتعمّق بالإيمان والثقة بالمسيح، لنكشف وجهه، ونكون بمثابة شموع تنير الآخرين بنور المسيح الحيّ فينا في كلّ زمان ومكان.

صلاة
أيّها الآب الضابط الكلّ، أهلّنا بعنايتك السامية، مع ابنك وروحك القدُّوس، أن نسعى إليك، أنت غايتنا الأخيرة. ولتصحب مسيرتنا، القدّيسة مريم البتول، أيقونة المحبّة البهيّة، التي اخترتها أمّ الفادي وأمًّا لنا. لك الحمد والتسبيح الآن وكلّ أوان وإلى الأبد. آمين.

 
قديم 25 - 02 - 2021, 10:32 AM   رقم المشاركة : ( 34279 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,296,580

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

أيّها الآب الضابط الكلّ



وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


أهلّنا بعنايتك السامية، مع ابنك وروحك القدُّوس،

أن نسعى إليك، أنت غايتنا الأخيرة.
ولتصحب مسيرتنا، القدّيسة مريم البتول، أيقونة المحبّة البهيّة،

التي اخترتها أمّ الفادي وأمًّا لنا.
لك الحمد والتسبيح الآن وكلّ أوان وإلى الأبد. آمين.
 
قديم 25 - 02 - 2021, 10:33 AM   رقم المشاركة : ( 34280 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,296,580

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

أليصابات مع العذرا مريم




وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

"مباركة أنت في النساء ومباركة ثمرة بطنك".
هذا القول يجب فهمه بالمعنى الكتابيّ للفظة "البركة". إنّ أليصابات، بقولها إنّ مريم ويسوع مباركان، تعني أنّهما موضوع بركة الربّ، وتشكر لله ما صنعه لهما وما صنعه لنا بواسطتهما. فالبركة هي نشيد شكر الله. مريم ويسوع هما مباركان، أي أنّهما يشتركان في بركة الربّ ويُسهمان في قصده الإلهيّ. إنّهما معًا في اتّحاد فريد مع الله. وكما أُعلنَت "يهوديت" "مباركة فوق جميع النساء اللواتي على الأرض" لأنّها خلّصت الشعب من العدو (أليفانا)، كذلك مريم تُعلَن هنا "مباركة في النساء" لأنّها تحمل في أحشائها المسيح مخلّص جميع الشعوب.



"من أين لي هذا، أن تأتي إليّ أمّ ربّي؟".
في هذه الصرخة، نلحظ أمرَيْن: الأوّل، تمجيد مريم: عندما سمعت أليصابات صوت مريم، ارتكض الجنين في بطنها، وامتلأت من الرّوح القدس. لذا، وُجّهت البركة أوّلًا لمريم، ثمّ إلى ثمرة بطنها. ما يعني أنّ أليصابات شُرّفت بزيارة "أمّ" ربّها. أمّا الأمر الثاني فهو صرخة أليصابات التي تعلن إيمانها بألوهيّة المسيح. ومن هذه الألوهيّة حصلت مريم العذراء على أشرف لقب لها، كما سنرى في مجمع أفسس وهو "والدة الإله"، لأنّها ولدت المسيح الذي هو الربّ ابن الله.


"طوبى للتي آمنت".
مريم العذراء آمنت بعد بشارة الملاك جبرائيل بأنّها ستلد ابنها يسوع بقدرة الرّوح القدس. في هذا السياق، تجدر المقارنة بين إيمان مريم وإيمان إبراهيم. وفيما نرى أنّ إيمان إبراهيم هو مطلع العهد القديم، فإنّ إيمان مريم هو مطلع العهد الجديد. وكما أنّ إبراهيم "آمن على خلاف كلّ رجاء فصار أبًا لأمم كثيرة" (رو 4/ 18)، كذلك مريم في البشارة، قد آمنت، بعد أن عزمت على عيش البتوليّة.
 
موضوع مغلق


الانتقال السريع


الساعة الآن 11:48 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025