20 - 05 - 2012, 03:40 PM | رقم المشاركة : ( 331 ) | ||||
† Admin Woman †
|
«الَّذِينَ يَزْرَعُونَ بِالدُّمُوعِ يَحْصُدُونَ بِالإِبْتِهَاجِ. الذَّاهِبُ ذِهَاباً بِالْبُكَاءِ حَامِلاً مِبْذَرَ الزَّرْعِ مَجِيئاً يَجِيءُ بِالتَّرَنُّمِ حَامِلاً حُزَمَهُ» (مزمور5:126، 6) يستعيد بنو إسرائيل ذاكرتهم في المزمور126 حول عودتهم إلى الأرض بعد السَّبي في بابل، لقد كان ذلك كما لو أنهم في عالم الأحلام، مملوئين ضحكاً وغناءً، وحتّى جيرانهم الوثنيّين علَّقوا على الأمور العظيمة التي عملها الرَّب من أجل شعبه. الآن وبعد عودتهم إلى وطنهم كان عليهم أن يزرعوا ليجنوا محاصيلهم، لكن هذا شكَّل مشكلة، فإنهم لم يُحضروا معهم سوى كميّة محدودة من الحبوب كان بإمكانهم إستخدامها كغذاء الآن، لأنه لم يكن هناك غلال في الحقول لكي يحصدوها، أو يمكنهم استخدامها كبزار لزرعها في الأرض على أمل الحصاد الوفير في الأيام القادمة، فإذا قرّروا إستخدام معظمها كبزار، فهذا يعني أن عليهم أن يعيشوا بتقشُّفٍ وبتضحية إلى أن يحين وقت الحصاد. لقد قرّروا المسار الأخير. بينما خرج الفلاّح إلى حقله، كان يَغرُف بيده البِزار وينثرها فوق الأرض المحروثة، كان يذرف دموعاً عند تفكيره بالحرمان الذي كان عليه أن يقاسيه مع عائلته حتّى وقت الحصاد، لكن عندما تمتلئ الحقول بالحبوب الذهبيّة لاحقاً، تتحوَّل دموعه إلى فرحٍ وهو يُجلب الحُزم الناضجة إلى الحظيرة، وبذا ستُجازى بِوَفرة التضحيات التي قدّمتها عائلته. يمكننا التفكير بذلك بعلاقة وكالتنا على الأشياء المادية، لقد إئتَمننا الرَّب على مبلغ محدود من المال يمكن إنفاقه في إنغماسنا بملذّاتنا وشراء كل رغبات قلوبنا، أو أن نحيا مضحّين بأن نستثمره في عمل الرَّب في الإرساليات الأجنبيّة أو المطبوعات، أو الإذاعات المسيحية أو الكنيسة المحلية وأشكال مختلفة من النشاطات التبشيرية. ففي هذه الحالة يعني اختيار مستوى معيشة متواضع حتى أن كل ما يزيد عن ضروريّات الحياة سيدخل في عمل الرَّب، وهذا يعني أيضاً العيش بميزانية محدودة لكي لا تهلك نفوس تحتاج إلى الإنجيل. لكن تضحيات كهذه لا تستحق الذِكر عندما يأتي وقت الحصاد، وعندما نرى رجالاً ونساء في السماء نتيجة حياة التضحية. إنَّ نجاة شخص واحد من الجحيم ليصبح عابداً لحَمل الله طول الأبدية، أمرٌ يستحق كل تضحية ويمكننا أن نقوم به الآن. |
||||
20 - 05 - 2012, 03:42 PM | رقم المشاركة : ( 332 ) | ||||
† Admin Woman †
|
«بَارِكِي يَا نَفْسِي الرَّبَّ وَلاَ تَنْسَيْ كُلَّ حَسَنَاتِهِ…الَّذِي يَشْفِي كُلَّ أَمْرَاضِكِ» (مزمور2:103، 3). «الرَّب شَافِيكَ» هو أحد أسماء الله التي تعني «أنا الرَّبُّ شافيك» (خروج26:15). الله هو الشافي. يشفينا من كل أنواع الأمراض، وينقذنا في الوقت المناسب وإلى الأبد من كل شكل من أشكال المرض. أحياناً يشفينا بواسطة قوى شافية هائلة وضعها في أجسادنا. إنَّ ما يقوله الأطبّاء عادة «معظم الأشياء تتحسّن في الصباح». يشفي أحياناً بواسطة الدواء أو العمليات الجراحية. قال دوبوا، الطبيب الفرنسي الشهير، «الجرّاح يضمِّد الجرح والله يشفيه». يشفي أحياناً بطرق عجيبة، نعرف هذا من الإنجيل ومن تجاربنا الخاصة. لكن ليست دائماً مشيئة الله أن يشفي، فلو كانت كذلك فلا يشيخ أحد ولا يموت إنسان. لكن الجميع يموتون عاجلاً أو آجلاً إلى أن يجيء الرَّب. لم يشف الله أوجاع بولس الجسدية لكنه أعطاه نعمة ليتحمّلها (كورنثوس الثانية7:12-12). وبصورة عامة فإن جميع هذه الأمراض هي نتيجة للخطيئة، وبعبارة أخرى، لو لم تكّن هناك خطيئة فلن يكون هناك مرض. في بعض الأحيان يكون المرض نتيجة مباشرة لخطيئة في حياة أحدهم. فمثلاً، الإدمان على الخمر يسبب أحياناً أمراضاً في الكبد، التدخين يسبّب أحياناً مرض السرطان، الإنحراف الجنسي يسبّب أحياناً أمراضاً تناسلية، والقلق يسبّب أحياناً قرحة في المعدة. لكن ليس كل الأمراض نتيجة مباشرة لخطيئة الشخص. لقد سبّب الشيطان مرض أيوب الشديد (أيوب7:2) ومع ذلك لم يوجد مثل أيوب بارّ على وجه الأرض، وسبّب لإمرأة غير معروفة وجعاً في ظهر منحن (لوقا11:13-17)، وسبّب شوكة بولس في الجسد (كورنثوس الثانية7:12). وفي يوحنا2:9، 3 لم تكُن خطيئة الشخص سبب ولادته ضريراً. لقد كان أبفرودتس يعاني مرضاً شديداً، ليس بسبب خطيئة، لكن بسبب خدمة الرَّب (فيلبي30:2)، وكان غايوس معافى روحيّاً ولكن مريضاً جسديّاً (يوحنا الثالثة2). أخيراً، فإنَّ الفشل في الشفاء لا يدل بالضرورة على نقص في الإيمان، لكن فقط عندما يعطي الله وعداً محدّداً بالشفاء، يمكننا طلب الشفاء بالإيمان، وإلاّ نستَودِع أنفسنا بين يدي ربّنا الحيّ والمحب ونُصلّي لتكن مشيئته. |
||||
20 - 05 - 2012, 03:42 PM | رقم المشاركة : ( 333 ) | ||||
† Admin Woman †
|
«بِعَدَمِ الْحَطَبِ تَنْطَفِئُ النَّارُ» (أمثال20:26). يتنازع رجلان فيما بينهما، فيقذف أحدهما الآخر بانفجار غضب، ويرُدُّ الآخر بجواب سريع لاذع، ويتَّهم أحدهما بعنفٍ ويُرجِع الآخر الإتِّهام بعنفٍ أشَد، ولا ينوي أي منهما التوقّف لئلاّ يُعتَبر صمته ضعفاً أو هزيمة، وبالتالي تتأجَّج النار ويُنفَث عُباب الكراهية في الإتجاهين. لكن في مشهدٍ آخر، يقذف أحد الرجال وابلاً كلامياًّ ضد خصمه، لكنه لا يتلقّى أي ردٍّ في المقابل، يحاول الأول أن يفاقم عِداءه ويهيِّج الإفتراء والخِزيّ، لكن الرجل الآخر يرفض الإنضمام للمشاجرة، أخيراً يُدرك الخَصم أنه يَهدُر وقته سدى، فهو ينسلّ مُبتعداً ومتمتماً وشاتماً، تنطفئ النار لأن المُتَّهم رفض أن يزيدها وقودا. غالباً ما كان الدكتور ه.أ ايرونسايد يواجه أناساً في نهاية الإجتماع يرغبون في مجادلته بخصوص شيءٍ قاله، وعادة ما كانوا ينتقون تفاهات وليس نقاشاً في عقائد أساسية، فكان يستمع للشخص بكل صبر إلا أن يتوقف ليأخذ نفساً، عندها كان الدكتور ايرونسايد يقول «حسناً، أيها الأخ، عندما نصِلَ إلى السماء يكون أحدنا صادقاً والآخر على خطأ، ربما أكون أنا على خطأ»، كانت هذه الإجابة تحرّر الدكتور دوماً لكي يتحدّث إلى شخص آخر. كيف نواجه الإنتقادات؟ هل ندافع عن أنفسنا، أو أن نردَّ الواحدة بالمثِل، ونمطر الآخر بكل أفكارنا السلبية التي احتفظنا بها ضده؟ أو هل نقول بكل هدوء، «أيها الأخ، أنا مسرور أنك لا تعرفني جيّداً وإلاّ لكنت تجد أموراً أكثر لتنتقدها؟» إنَّ جواباً كهذا قد يطفئ نيراناً كثيفة. أعتقد أن معظمنا قد استلم رسالة في وقت ما كادت أن تنسفنا وبحق عن وجه الأرض، وكردٍّ طبيعي منا في وقت كهذا أن نجلس لنخطَّ إجابة مريرة ولاذعة من شأنها أن تؤجِّج النار وسرعان ما تأخذ الرسائل المسمّمة بالتناقل. ألا يكون من الأفضل لو كتبنا إجابة بسيطة واحدة «أخي العزيز، إن كنت تريد محاربة أحدٌ، فأرجوك، حارب الشيطان»؟ الحياة قصيرة جداً كي نمضيها في الدفاع عن النفس إو في الخصام أو في تبادل الكلمات الساخنة، فهذه الأشياء تحول بيننا وبين ما هو أهمّ وتصبح لهجتنا أقلَّ روحانية وتُضعِف شهادتنا. قد يحمل الآخرون ناراً لإشعال النار عن عمد، لكن نحن من يسيطر على الوقود، فعندما نرفض إضافة الوقود إلى النار، فإنها تنطفئ. |
||||
20 - 05 - 2012, 03:43 PM | رقم المشاركة : ( 334 ) | ||||
† Admin Woman †
|
«وَيْلٌٌ لِلْقَائِلِينَ لِلشَّرِّ خَيْراً وَلِلْخَيْرِ شَرّاً الْجَاعِلِينَ الظَّلاَمَ نُوراً وَالنُّورَ ظَلاَماً الْجَاعِلِينَ الْمُرَّ حُلْواً وَالْحُلْوَ مُرّاً» (إشعياء20:5). إنَّ الله ينطق بالويل على أولئك الذين يعكسون المعايير الأخلاقية، الجاعلين الخطيئة ذات احترام ويقترحون أن الطهارة أمرٌ غير مرغوب فيه. ويشير هربرت ڨاندر لوجت إلى ثلاثة توضيحات معاصرة عن كيف يتلاعب الناس بمميزات الأخلاق. أوّلاً، قرأت مقالاً عالج باستخفاف النتائج السيئة للمواد الإباحية، لكنه أعرب عن أسفه للموقف المتشدد للمتدينين الداعين إلى القداسة الشخصية. ثانياً، اطّلعت عبر صحيفة على قصة تروي عن مجموعة من الآباء القلقين الذين كانوا يحاولون إبعاد معلّمة حامل خارج نطاق الزواج من وظيفتها، وقد صوّرها الكاتب على أنها شخص جميل في حين قدَّم الآباء والأمهات على أنهم أوغاد. ثالثاً، شاهدت كضيف في برنامج تلفزيوني، من يدافع عن الموسيقى الصاخبة والسُكر واستعمال المخدّرات في إحدى حفلات الموسيقى التي قُتل خلالها عدد من الشباب، وقد أنحى الكاتب باللائمة لهذه المشاكل الإجتماعية على أفراد لا يحبوّن هذا النوع من اللقاءات». أودُّ أن أقترح سبَبَين في أننا نشهد موجة متزايدة من الإنتكاسات الأخلاقية. بادئ ذي بدء، لقد تخلّى الناس عن معايير مُطلَقة موجودة في الكتاب المقدس، وصارت الأخلاق اليوم أمراً خاضعاً للتفسيرات الشخصية. ثانياً، كلّما زاد انغماس الناس في الخطيئة كلما كثر شعورهم بوجوب ترشيد الخطيئة كسلوك له ما يبرِّره، وبالتالي تبرئة أنفسهم. إنَّ بعض الذين يصعُب عليهم تبرير الخطيئة، يلجأون بدلاً من ذلك إلى حُجج تثير العاطفة، وهذا يعني أنهم يهاجمون شخصية الخصم بدلاً من الرد على حججه. وهكذا في التوضيحات المذكورة أعلاه، يهاجم اللبيراليون «موقف المتدينين الداعين إلى القداسة الشخصية» جاعلين من الآباء والأمهات أوغاداً، ويلقون باللائمة للمشاكل الإجتماعية على الناس الذين يعبِّرون عن معارضتهم للسكر والمخدرات وحفلات الموسيقى الصاخبة التي قُتل فيها عدد من الشباب. بالإضافة إلى هؤلاء الذين يعكسون المميزات الأخلاقية، هناك أيضاً أولئك الذين يُرضون أنفسهم بالتشويش عليها، وللأسف فإن عدداً كبيراً من هؤلاء هم رجال دين، الذين بدل أن يقفوا بصراحة إلى جانب الكتاب المقدس ويَدْعون الخطيئة بأسمائها الصحيحة، يمتنعون عن التعبير صراحة ويمشون خلسة مما يعني ضمناً أنها ليست بهذا السوء في أي حال، مُدَّعين أنَّ السكر مرضٌ والشذوذ نمط حياة بديلة، والجنس خارج إطار الزواج مسموح به لو كان مقبولاً من الناحية الثقافية، ثمَّ إنَّ الإجهاض والتعرّي العلني والدعارة حقوق شخصية لا يجوز أن تُحرَّم. إنَّ مثل هذا التفكير المشوَّش ينمَّ عن نقص خطير في الفكر الأخلاقي، وهذه الحجج الضارَّة هي أكاذيب شيطانية تغرق الناس في نهاية المطاف في هلاك أبدي. |
||||
20 - 05 - 2012, 03:44 PM | رقم المشاركة : ( 335 ) | ||||
† Admin Woman †
|
«اَلسَّمَاءُ وَالأَرْضُ تَزُولاَنِ وَلَكِنَّ كَلاَمِي لاَ يَزُولُ» (لوقا33:21). إنَّ كلمة الله هي ليست أزلية فقط بل ستتحقّق حتماً. قال يسوع في متى18:5 إنه لا نقطة ولا حرف يزول من الناموس إلى أن يتم الكل، والنقطة هي حرف في الأبجدية العبرية تمثّل الفاصلة أو حرف الإضافة، وبعبارة أخرى، كان يسوع يقول بأن كلمة الله ستتحقّق حتى في أصغر التفاصيل. كان جوليانوس الملحد، وهو أحد أباطرة الرومان والذي حكَم بين 331-336م، قد صمّم أن يدحض الكتاب المقدس ويشوِّه سمعة المسيحية، والنص المعيَّن الذي اختاره ليدحضه كان لوقا24:21، «وَيَقَعُونَ بِالسَّيْفِ وَيُسْبَوْنَ إِلَى جَمِيعِ الأُمَمِ وَتَكُونُ أُورُشَلِيمُ مَدُوسَةً مِنَ الأُمَمِ حَتَّى تُكَمَّلَ أَزْمِنَةُ الأُمَمِ»، فبدأ يشجِّع اليهود لإعادة بناء الهيكل، وبحسب سجلّ جيبون «إنحطاط وسقوط الإمبراطورية الرومانية»، بدأوا العمل بشغف حتى أنهم استخدموا معاول فضيّة إمعاناً في البَذخ ونقلوا التراب بأوعية أرجوانية، لكن بينما كانوا يعملون، توقفوا بسبب هزّة أرضية وكُرات نار صاعدة من الأرض، فاضطرّوا إلى التخلي عن المشروع. حوالي 600 سنة قبل المسيح تنبّأ حزقيال أن البوابة الشرقية لأورشليم ستُغلق وتبقى مغلقةً حتى يأتي «الرئيس» (حزقيال3:44). يفهم العديد من دارسي الكتاب المقدس أن «الرئيس» هو المسيح والبوابة تدعى «البوابة الذهبية»، التي أغلقت سنة 1543 على يدي السلطان العثماني سليمان. وفي خطَّة القيصر ويلهلم لإحتلال أورشليم، كان يأمل الدخول إلى المدينة من هذه البوابة، لكن أمله تبدد وبقيت البوابة مغلقة. لقد تفاخر فولتير بأن الكتاب المقدس سوف يكون ميتاً في غضون مائة عام. وعندما مرَّت المائة عام كان فولتير ميتاً وأصبح منزله مقراً لجمعية جنيف للكتاب المقدس. ثم أدلى إنغرسول بادعاء مماثل وقال بأن سيضع الكتاب المقدس في معرض الجثث بعد خمسة عشر سنة، لقد كان هو من دخل المعرض. لقد استمرَّ الكتاب المقدس بعد كل منتقديه. قد تظن أن الناس يستيقظون على حقيقة أن الكتاب المقدس هو كلمة الله الأبدية التي لن تزول أبداً، لكن وكما قال جوناثان سويفت «لا يوجد أعمى مثل الذي لا يريد أن يرى». |
||||
20 - 05 - 2012, 03:44 PM | رقم المشاركة : ( 336 ) | ||||
† Admin Woman †
|
«فَإِنِّي قَدْ تَعَلَّمْتُ أَنْ أَكُونَ مُكْتَفِياً بِمَا أَنَا فِيهِ» (فيلبي11:4). كثيراً ما يقال لنا أنه ليست ظروف الحياة هي المهمة، بل كيف نتجاوب مع هذه الظروف هو المهم حقاًّ. هذا صحيح، فبدل أن نسعى دائماً لتغيير ظروفنا، يتعيَّن علينا أن نفكّر أكثر في تغيير أنفسنا. هناك العديد من الطرق التي يتجاوب الناس بها مع الأحداث المعاكسة. أوّلها هو التجاوب برزانة، وهذا يعني أن يكونوا صامتين تماماً، فيصرُّون بأسنانهم ولا يظهرون عواطفهم، وسياستهم هي التعاون مع المحتوم، في حين يتجاوب آخرون بصورة هستيرية، ينهارون عاطفياًّ بالبكاء بصوت عالٍ وبذرف الدموع وبمظاهر جسدية مذهلة، ويتجاوب البعض بإبداء الهزيمة والإستسلام لليأس الشديد، وفي الحالات القصوى قد ينتهون بالإنتحار. أما الطريقة المسيحية العادية فهي التجاوب بإذعان، وأسباب المؤمن لذلك الحال هو «أن هذا الأمر لم يحدث صدفة، فإنَّ الله يسيطر على كل ما يأتي في حياتي، وهو لا يعمل خطأً، لقد سمح بهذا لكي يأتي بالمجد لنفسه والبركة للآخرين والخير لي، ولا يمكنني أن أرى تعامله الكامل لبرنامجه، لكنني مع ذلك سأثق به، لذلك أخضع لمشيئته، وأصلّي أن يمجِّد نفسه ويُعلِّمُني ما يريد مني أن أتعلَّمه». وهنالك طريقة أخرى يتجاوب بها نخبة من القدّيسين، وهي بالنُّصرة الفائقة، وأنا لا أجرؤ أن أعُدَّ نفسي بين هؤلاء مع أنني أطمح إلى شركتهم، هؤلاء هم الذين يستخدمون الشدائد كنقطة إنطلاق لتحقيق النصر، فهم يحوّلون المرارة إلى حلاوة والرماد إلى جمال، ولا يجعلون الظروف تحكمهم، بل يجعلون الظروف تخدمهم، وبهذا المعنى يكونون «أكثر من غالبين»، واسمحوا لي بأن أسوق أمثلة قليلة: كانت هناك إمرأة مسيحية يبدو أن حياتها مليئة بخيبة الأمل والإحباط، لكن كُتب في سيرة حياتها «عملت باقات رائعة من عدد حالات رفض الله». لقد هوجِمَت جماعة من المؤمنين في بلد شرقي بالحجارة من قبل أفراد من الغوغاء الغاضبين، وعندما عاد هؤلاء المؤمنين إلى المكان نفسه إستخدموا الحجارة التي قُذفوا بها لبناء قاعة إجتماعات لهم. بعد أن اشترى أحد الأشخاص منزلاً وجد في وسط الحديقة صخرة كبيرة، فقرّر أن يجعل منها حديقة صخور. وقال أ. ستانلي جونز «إستخدم حالات رفضك وحوّلها إلى أبواب» أو كما قال شخص آخر «عندما تقدّم لك الحياة ليموناً، إصنع منه شراباً». أُحبُ بشكل خاص قصة الرجل الذي قال له طبيبه أنه سيفقد إحدى عينيه وعليه أن يضع مكانها عيناً زجاجية، فكان جوابه الفوري «تأكّد من أن تضع لي عيناً ذات وميض»، وهذا ما أدعوه العيش فوق الظروف. |
||||
20 - 05 - 2012, 03:46 PM | رقم المشاركة : ( 337 ) | ||||
† Admin Woman †
|
«أَحَبَّ الْمَسِيحُ أيضاً الْكَنِيسَةَ وَأَسْلَمَ نَفْسَهُ لأَجْلِهَا» (أفسس25:5). إنَّ الكنيسة تحتلُّ مكانة ذات أهمية كبيرة في فكر المسيح، وأنه ينبغي أن تكون في غاية الأهمية في تقديرنا كذلك. نشعر بأهميتها من المساحة البارزة التي تحتلّها في العهد الجديد، كما احتلت كذلك مكانة بارزة في خدمة الرسل. لقد تكلّم بولس، على سبيل المثال، عن خدمته ذات الشقين، وهما الكرازة بالإنجيل وإعلان حقيقة الكنيسة (أفسس8:3، 9). لقد تكلّم الرُسل عن الكنيسة بكل حماس نستغرب غيابه اليوم، وفي كل مكان ذهبوا إليه زرعوا كنائس هناك، في حين يميل الإتجاه اليوم لإقامة منظّمات مسيحية. لقد شكَّلت حقيقة الكنيسة تتويجاً لإعلان الوحي الكتابي (كولوسي25:1، 26)، وكانت التعليم الأخير الذي أُعلن. إن الكنيسة عبارة عن وسيلة إيضاح للكائنات الملائكية التي من خلالها يتعلمون دروساً حول حكمة الله المتعددة الأوجه. إنَّ الكنيسة هي الوحدة التي على الأرض والتي اختارها الله لكي يذيع ويدافع عن الإيمان من خلالها (تيموثاوس الأولى15:3)، وهو يتكلَّم عنها على أنها عامود الحقّ وقاعدته. إننا شكورون لأجل المنظمات غير الكنسية التي تكرَّست لنشر الإنجيل وتعليم المؤمنين، لكن من الخطأ جعلها تأخذ مكان الكنيسة المحلية في حياة أعضائها. لقد وعد الله أن أبواب الجحيم لن تقوى على الكنيسة (متّى18:16)، لكن لم يُعطَ هذا الوعد للمنظّمات المسيحية. يتكلّم بولس عن الكنيسة بأنها «مِلْءُ الَّذِي يَمْلأُ الْكُلَّ فِي الْكُلِّ» (أفسس20:1-23). وبنعمة عجيبة لا يعتبر الرأس نفسه كاملاً دون أعضائه. ثم إنَّ الكنيسة ليست فقط جسد المسيح (كورنثوس الأولى12:12، 13)، بل هي عروسه كذلك (أفسس5: 25-27، 32،31). وكجسد فهي الوسيلة التي من خلالها اختار أن يظهِر نفسه للعالم في هذا العصر، وكعروس، فهي موضوع محبَّته والتي يهيأها لتشاركه مُلكه ومجده. من كل ما سبق، فإننا مضطرون إلى الإستنتاج بأن أضعف إجتماع للمؤمنين له مكانة عند المسيح أكبر من أعظم إمبراطورية في العالم. إنه يتحدث عن الكنيسة بتحبُّب لطيف وكرامة فريدة، ونستنتج أيضاً أن الشيخ في الإجتماع المحلّي يعني أكثر عند الله من أي رئيس أو مَلِك. يوجد القليل من التعليم في العهد الجديد كيف تكون حاكماً صالحاً، لكن مساحة كبيرة قد خُصصت لعمل الشيخ. إذا رأينا الكنيسة يوماً كما يراها المسيح، فستُحدِث ثورة في حياتنا وخدمتنا. |
||||
20 - 05 - 2012, 03:48 PM | رقم المشاركة : ( 338 ) | ||||
† Admin Woman †
|
«فَإِنَّهُ إِنْ أَخْطَأْنَا بِاخْتِيَارِنَا بَعْدَمَا أَخَذْنَا مَعْرِفَةَ الْحَقِّ، لاَ تَبْقَى بَعْدُ ذَبِيحَةٌ عَنِ الْخَطَايَا، بَلْ قُبُولُ دَيْنُونَةٍ مُخِيفٌ، وَغَيْرَةُ نَارٍ عَتِيدَةٍ أَنْ تَأْكُلَ الْمُضَادِّينَ» (عبرانيين26:10، 27). هذا واحد من أعداد كثيرة في العهد الجديد التي ثبت أنها مقلقة جداً للعديد من المؤمنين المخلصين وأصحاب الضمائر الحيّة الذين يفكّرون بهذه الطريقة: أنا أواجه تجربة لكي أرتكب خطيئة، أعرف أن هذا خطأ، أعرف أنني يجب ألَّا أفعل الخطيئة، ومع ذلك أرتكب الخطيئة على أي حال. لقد تمردّت عن قصد، يبدو أنني أرتكب الخطيئة بإرادتي، لذلك يظهر من هذا العدد وكأنني فقدت خلاصي. تنشأ المشكلة لأنهم يخرجون العدد من سياق الكلام ويعطونه معان لم يُقصَد منها قول ذلك. تتكلم هذه الفقرة عن خطيئة الإرتداد. خطيئة الشخص الذي يعلن أنه مؤمن لفترة من الزمن لكنه يتبرّأ لاحقاً من الإيمان المسيحي وينتمي عادة لنظام يقاوم المسيح. يوصَف المرتد في العدد 29: داس إبن الله، وحسب دم العهد الذي تقدّس به دنس، واحتقر روح النعمة. يعلن بانقلابه المؤلم ضد المسيح أنه لم يولد الولادة الجديدة أبداً. نفرض أن شخصاً يسمع البشارة ويستحسن الإيمان المسيحي. يترك ديانة أجداده ويتبنّى السِّمة المسيحية دون تجديد حقيقي. يأتي الإضطهاد، يعيد تفكيره عن كونه معروفاً كمسيحي، أخيراً يقرّر أن يعود إلى ديانته القديمة. لكن هذا ليس سهلاً. لنفرض أنه قبْلَ قبول القادة به للرجوع بعد التخلّي عن إيمانه، يقيمون مراسيم ينبغي أن يمر بها، فيأخذون دم خنزير ويرشّونه على الأرض، ثم يقولون له، «يمثل هذا الدم دم المسيح. فإن رغبت في العودة إلى ديانة آبائك، فيجب أن تدوس على هذا الدم»، فيفعل. في الواقع، إنه يدوس إبن الله ويحسب دمه دنِساً. هذا الشخص مرتد. لقد إرتكب الخطيئة عن عمد. إنَّ المؤمن الحقيقي لا يمكنه أن يقترف هذه الخطيئة عن عمد، لكن يمكن أن يقترف خطايا أخرى مع عِلمه أن هذا خطأ. ربما يُخالف ضميره عن وعي، وهذا أمر خطير في نظر الله، ويجب ألاّ نقول شيئاً لنقدّم أعذاراً عن هذا العمل، لكنه لا يزال يستطيع أن يجد المغفرة بالإعتراف وترك الخطيئة. فأما المرتدّ فليس كذلك. يقول له الحكم أنه لم يتبقَ ذبيحة بعد لخطاياه (عدد26)، ويستحيل تجديده للتوبة (عبرانيين6:6). |
||||
20 - 05 - 2012, 03:49 PM | رقم المشاركة : ( 339 ) | ||||
† Admin Woman †
|
«كُلُّ مَنْ يَثْبُتُ فِيهِ لاَ يُخْطِئُ. كُلُّ مَنْ يُخْطِئُ لَمْ يُبْصِرهُ وَلاَ عَرَفَهُ» (يوحنا الأولى6:3). تأمَّلنا بالأمس بفقرة ثبت أنها في الغالب تسبّب قلقاً للمؤمنين الصادقين. سوف ننظر اليوم في ثلاثة أعداد في رسالة يوحنا الأولى والتي تُقلِق المؤمنين المتنبِّهين جداً لحالة إثمهم. هناك عدد قد تمَّ إقتباسه في رأس الصفحة، ثم هنالك يوحنا الأولى9:3 «كُلُّ مَنْ هُوَ مَوْلُودٌ مِنَ اللهِ لاَ يَفْعَلُ خَطِيَّةً، لأَنَّ زَرْعَهُ يَثْبُتُ فِيهِ، وَلاَ يَسْتَطِيعُ أَنْ يُخْطِئَ لأَنَّهُ مَوْلُودٌ مِنَ اللهِ»، وأيضاً يوحنا الأولى18:5 «نَعْلَمُ أَنَّ كُلَّ مَنْ وُلِدَ مِنَ اللهِ لاَ يُخْطِئُ، بَلِ الْمَوْلُودُ مِنَ اللهِ يَحْفَظُ نَفْسَهُ، وَالشِّرِّيرُ لاَ يَمَسُّهُ»، فلو أخذنا هذه الأعداد كما هي، فإنها ستجعل أي منّا يتسائل فيما إذا كان مؤمناً حقيقياً أم لا. ومع ذلك، فهناك أعدادٌ أخرى في نفس الرسالة، تعترف بأن المؤمن يرتكب خطايا، على سبيل المثال ما ورد في 1: 8-10، 1:2. تكمن المشكلة إلى حدٍ بعيد في الترجمة، ففي لغة العهد الجديد الأصلية يوجد فرق بين إرتكاب أعمال الخطيئة بصفة عرضية وبين ممارسة الخطيئة كمنهج حياة. يرتكب المؤمن أعمال الخطيئة، لكن الخطيئة لا تميّز حياته. لقد تمَّ تحريره من سيادة الخطيئة. تقول الترجمة التفسيرية الحديثة أن الأفعال في هذه الأعداد تكون في الفعل المضارع الذي يدل على الاستمرارية، كما يلي: «فَكُلُّ مَنْ يَثْبُتُ فِيهِ، لَا يُمارِسُ الخَطِيئَةَ. أَمَّا الَّذِينَ يُمَارِسُونَ الْخَطِيئَةَ فَهُمْ لَمْ يَرَوهُ ولَمْ يَتَعَرَّفُوا بِهِ قَطُّ» (6:3). «فَكُلُّ مَوْلُودٍ مِنَ الله، لَا يُمَارِسُ الَخطِيئَةَ، لِأَنَّ طَبِيعَةَ الله صَارَتْ ثَابِتَةً فِيهِ. بَلْ إِنَّهُ لَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يُمَارِسَ الخَطِيئَةَ لِأَنَّهُ مَوْلودٌ مِنْ الله» (9:3). «نَحْنُ واثِقُونَ أَنَّ كُلَّ مَنْ وُلِدَ مِنَ الله لَا يُمَارِسُ الخَطِيئَةَ، لِأَنَّ إبْنَ الله يَحْمِيهِ فَلَا يَمَسُّهُ إبْلِيسُ الشِّرِّيرُ» (18:5). فأيُّ مسيحيّ يقول أنه لا يخطئ يكون ناقص المعرفة في ماهية الخطيئة، وهو في الواقع لا يُدرك أنَّ أي شيء لا يرقى إلى مستوى كمال معايير الله فهو خطيئة، والواقع هو أننا نرتكب أعمال الخطيئة كل يوم سواء بالفكر أو القول أو العمل. لكن يوحنا يميِّز بين ما هو إستثنائي وما هو إعتيادي، وعند القديّس الحقيقي، الخطيئة هي شيء غريب وهو يتميّز بالبرّ. عندما ندرك هذا فلن تكون هناك ضرورة لنعذِّب أنفسنا بهذه الأعداد التي تجعلنا نشكِّك في خلاصنا. الحقيقة البسيطة هي هذه: إنَّ مشيئة الله هي أن لا نُخطئ، إلا أننا مع الأسف نخطئ، لكن الخطيئة ليست القوة السائدة في حياتنا، ولن نعُود نمارس الخطيئة كما كنّا نفعل قبل الخلاص، فإذا أخطأنا نجد المغفرة بالإعتراف بها وتركها. |
||||
20 - 05 - 2012, 03:49 PM | رقم المشاركة : ( 340 ) | ||||
† Admin Woman †
|
«ثَرْوَةُ الْغَنِيِّ مَدِينَتُهُ الْحَصِينَةُ وَمِثْلُ سُورٍ عَالٍ فِي تَصَوُّرهِ» (أمثال11:18). لقد كان لدى الغنيّ الغبيّ في إنجيل لوقا ثروة كبيرة ولم يعرف ماذا يعمل بها، فقرّر أن يهدم مخازنه ويبني أكبر منها، وظن أنه سيشعر بالإرتياح غير عالم أنه سيموت بمجرَّد إكتمال مشروعه، ذلك أنَّ غناه لا يمكن أن يُنقذه من الموت ومن القبر. يقول سيلدر «إنَّ الغنيّ الغبيّ مثالٌ عن الشخص الطمَّاع الذي لديه دافع لا يُقاوم للجشع والحصول على المزيد والمزيد من الممتلكات مع أنه ليس بحاجة إليها، ونجاحه الهائل في تراكم الممتلكات أكثر وأكثر يؤدي إلى التجديف ظاناًّ أن الممتلكات المادية يمكن أن تلبي له جميع إحتياجاته، لكن من ناحية إلهية فإنَّ هذا التوجّه هو جنون محض، فهو غبيٌّ يهذي». هناك أسطورة عن رجل يريد أن يصبح غنيّاً عن طريق تداول السندات المالية. وعندما قال له شخص ما أنه يمكن أن يصير له كل ما يريده، فقال أنه يريد أن يرى صحيفة الأخبار التي ستصدر بعد عام من هذا اليوم، وكانت فكرته بالطبع، أنه سيصنع ثروة من شراء السندات التي سترتفع قيمتها كثيراً خلال السنة التالية. عندما حصل على الصحيفة، أُعجِب إذ عرف كم سيكون غنياً، لكن عندما نظر إلى إعلانات الوفاة وجد إسمه هناك. كاتب المزامير يسخَر من الأغنياء الذين «بَاطِنُهُمْ أَنَّ بُيُوتَهُمْ إِلَى الأَبَدِ مَسَاكِنَهُمْ إِلَى دَوْرٍ فَدَوْرٍ. يُنَادُونَ بِأَسْمَائِهِمْ فِي الأَرَاضِي» (مزمور11:49)، لكنهم يموتون تاركين أموالهم للآخرين «وَالإِنْسَانُ فِي كَرَامَةٍ لاَ يَبِيتُ. يُشْبِهُ الْبَهَائِمَ الَّتِي تُبَادُ» (مزمور12:49). صَدَقَ القول بأنَّ المال هو جواز السفر لأي مكان ما عدا السماء، والمُوفِّر لكل شيء في العالم ما عدا السعادة. لم نجد أبداً على حجر قبر أي غنيّ نقشاً للدولار، على الرغم من أن المال كان هاجس حياته، فلو استخدم الرمز الذي كان له الأهمية القصوى في حياته، لوضع شارة $ الدولار، لكنه عند الموت يختار رمزاً دينياً، مثل الصليب، وهذه لفتة نهائية للرياء. أما البارّ فينظر ويقول «هُوَذَا الإِنْسَانُ الَّذِي لَمْ يَجْعَلِ اللهَ حِصْنَهُ بَلِ اتَّكَلَ عَلَى كَثْرَةِ غِنَاهُ وَاعْتَزَّ بِفَسَادهِ» (مزمور7:52)، وإنَّ الله يكتب شاهد قبره «هَكَذَا الَّذِي يَكْنِزُ لِنَفْسِهِ وَلَيْسَ هُوَ غَنِيّاً لله» (لوقا21:12). |
||||
|