04 - 12 - 2022, 11:42 AM | رقم المشاركة : ( 331 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: حصريا أكبر سير للقديسات على النت بالصور
القديسة فوستينا تشرح الحالات التي تعيق النفس من الإستفادة من الإعتراف والمُعرّفين 112- كلمات وجيزة حول الإعتراف والمعرّفين، أتحدّث فقط عمّا اختبرته وعمّا جال في داخل نفسي. هناك حالات ثلاث تعيق النفس من الإفادة من الاعتراف في مثل هذه الاوقات غير العادية. الحالة الاولى: عندما لا يُدرك المعرّف إلا القليل من طرق الله الخارقة العادة فيتعجّب عندما تكشف له النفس أسراراً عظيمة صنعها الربّ. تخاف النفس الحسّاسة من هذا التعجّب وتلاحظ تردّد المعرّف في إسداء رأيه. وإذا ما لاحظت ذلك فلا تطمئنُّ بل يزداد شكّها بعدها الإعتراف ، عمّا قبله، لأنها تشعر انّ المعرّف يحاول أن يطمئنها بينما هو بنفسه غير واثق. أو كما حلّ بي، يرفض الكاهن سماع إعترافي لانه غير قادر أن يُسبر بعض أسرار النفس، فيظهر شيئاً من التخوّف عندما تقترب النفس في كرسي الاعتراف. كيف يمكن للنفس ان تجد الطمأنينة في كرسي الإعتراف عندما تتفاقم حساسيتها من كلمة على فم الكاهن؟ في رأيي، أن الكاهن، في أوقات مثل هذه التجارب غير العادية التي يفتقد الله بها نفساً، إن لم يفهم هذه النفس، عليه أن يوجّهها إلى كاهن آخر اكثر خبرة وإطلاعاً. أو عليه بالأحرى ان يستضيء هو نفسه ليتمكن من مساعدة النفس في حاجاتها بدل ان يحجم عنها الاعتراف مباشرة. لانه يعرّض بذلك النفس الى خطر أكبر وتضلّ اكثر من نفس الطريق التي رسمها الله لها في مسيرتها. إنها لمسألة هامّة اختبرتُها بذاتي. بدأتُ اتعثر، رغم النّعم التي خصّني بها الله ورغم أنه بذاته طمأنني، أردتّ دائماً أن أحظى بموافقة الكنيسة أيضاً. الحالة الثانية: لا يسمح الكاهن للنفس ان تعبّر عن ذاتها بصراحة فينفذ صبره، فتصمت النفس وتحجم عن الكلام (الذي أرادت ان تقوله) يخضعها الى امتحان. فيتسبّب لها بضرر بدل من ان يساعدها. تدرك النفس أن المعرّف لم يفهمها معرفة جيدة، لأنه لم يسمح لها ان تعبّر بملء الصراحة عن نعمها وعن شقاها على السواء. لذا يأتي الامتحان غير مطابق. لقد أُخضِعتُ الى بعض الامتحانات التي اثارت سخريتي. وبكلام اكثر وضوحاً، إن الكاهن هو طبيب النفس وكيف يمكن للطبيب ان يصف الدواء الملائم إن لم يعرف طبيعة المرض؟ لا يستطيع أبداً إلى ذلك سبيلاً. أما أن الدواء لا يُعطي النتيجة المتوخّاة، اما ان يَكون قوياً فيتفاقم المرض – وفي بعض الحالات – لا سمح الله – يسبّب الموت. أتحدّث عن خبرتي الشخصيّة لأن الله بذاته – في بعض الحالات – مدَّني مباشرة بعونه. الحالة الثالثة: قد يحدث أحياناً أنّ المعرّف يتعاطى بخفّة مع الامور الصغيرة. لا شيء صغير في الحياة الروحية. إن بعض الاشياء التي تبدو تافهة، تكشف أحياناً عن نتائج هامّة هي للمعرّف بمثابة دفق نور يساعده على معرفة النفس. كثير من الإشعاعات الروحية هي مخبّئة في أشياء صغيرة. إن بناءاً رائعاً لن يأخذ حجمه إن أهملنا قطع القرميد الصغيرة. إن الله يطلب الى بعض النفوس طهارة فائقة، لذا يعطيها معرفة عميقة لتعاستها. وإن النفس، إذا ما استضاءت بنور من عُلو تعرف ما يرضي الله وما لا يرضيه. تتعلّق الخطيئة بدرجة المعرفة والنور في داخلنا. وهذا ما يصحّ بالنقائص أيضاً. رغم أنّ النفس تعرف أن ما يسمّى خطيئة – بالمعنى الحصري – هو فقط ما يخصّ سرّ التوبة، فإن للأشياء الصغيرة أهميّة كبرى للنفس التي تسعى إلى القداسة ولا يجوز أن يتعاطى معها الكاهن بخفّة. إن صبر المعرّف وعطفه يفتح الطريق الى عمق أسرار الناس الداخلية. حينئذ تكشف النفس، لا شعورياً، عن عمق الهوّة وتشعر أنها أكثر قوة ومناعة. فتحارب بشجاعة أكبر وتحاول ان تُحسّن أعمالها لأنها تعرف أنه ينبغي عليها أن تؤدي حساباً عنها. أذكُرُ شيئاً آخر يتعلق بالمعرّف. إن من واجبه أحياناً أن يمتحن ويدرّب ويكلّم سواء كان يتعاطى مع القش أو الحديد أو الذهب الصافي. تحتاج كلّ من هذه النماذج الثلاثة من النفوس أسلوباً مختلفاً في التدريب – ينبغي على المعرّف – وهذه ضرورة لا بدّ منها – ان يكوّن حكماً واضحاً على كل نفس حتى يعرف، كم يمكنها أن تتحمّل من أعباء في بعض الأوقات والحالات والأوضاع الخاصة. بما يخصّني، بعد خبرات عديدة (سلبية) وبعد مرور بعض الزمن، لم أعد أكشف حالة نفسي أو أسمح أن يتعكّر سلامي لا سيّما، لمّا كنت ارى أنني لم أُفهَم بعد. هذا ما حدث، فقط لمّا أخضعتُ كل هذه النِعَم إلى رأي معرِّف حكيم واسع الاطلاع والخبرة. أعرف الآن كيف أتصرّف في بعض الحالات. 113- أريد أيضاً أن أوجّه ثلاث كلمات إلى النفس التي قرّرت أن تسعى إلى القداسة وتقطف ثمارها وذلك بالإفادة من الإعتراف . الكلمة الاولى: انفتاح وصدق خالص. فلا يستطيع أكثر المعرّفين حكمة وقداسة أن يسكُب في النفس، عنوة عنها، ما ترغب به، إن لم تكن صادقة ومنفتحة. إنّ النفس غير الصادقة والكتومة تتعرض إلى أخطار جسيمة في الحياة الروحية. وإن الله لا يعطي ذاته في درجة رفيعة، إلى مثل هذه النفوس لانه يعلم أنها لا تجني منفعة من النِعَم التي يخصّها بها. الكلمة الثانية: التواضع. لا تستفيد النفس، كما يجب، من سرّ الإعتراف إن لم تكن متواضعة. الكبرياء يبقيها في الظلمة فلا تعرف النفس ولا تريد أن تعرف كيف تسبر بدقة أعماق حقارتها. تضع على وجهها قناعاً وتتحاشى كل ما من شأنه ان يعيد لها العافية. الكلمة الثالثة: الطاعة. إن النفس غير المطيعة لن تربح أية معركة. حتى ولو تسنّى أن يكون السيد يسوع نفسه معرّفها. ولا يستطيع معرّف مهما اتّسعت خبرته ان يساعد هذه النفس بشيء. تُعرّض النفس غير المطيعة ذاتها إلى بلايا فظيعة. فلن تخطو خطوة نحو الكمال ولن تنجح في الحياة الروحية. إن الله يُفرّق نعمِه بكرم فائق على النفس شرط أن تكون نفساً مطيعة. |
||||
05 - 12 - 2022, 01:33 PM | رقم المشاركة : ( 332 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: حصريا أكبر سير للقديسات على النت بالصور
القديسة فوستينا علاقة النفس مع الله
واكتشافه من خلال الصمت و السكوت الداخلي 114- آه! كم هي عذبة الترانيم المتدفقة من نفس متألمة. تفرح كل السموات بمثل هذه النفس سيما عندما يختبرها الله ترنّم حزينة من توقها إليه. فائق هو جمالها لأن الله هو مصدره. تسير النفس في أدغال الحياة يجرّحها حبّ الله ولا تطأ الأرض إلا على قدم واحدة. 115- عندما تخرج النفس من تلك المِحن يزداد تواضعها عمقاً وطهارة نفسها عظمة. تزداد معرفتها، دونما حاجة الى تفكير، كما من قبل، فيما يجب ان تعمل في وقت معيّن وما يجب أن تتحاشاه. تشعر بلمسات النعمة الاكثر خفّة. وهي جدّ أمينة لله. تتعرّف الى الله من بعد وتفرح فيه دون انقطاع. تكتشف الله سريعاً في النفوس الأخرى وفي محيطها إجمالاً. لقد نقّى الله ذاته النفس. إن الله – وهو روح محض – يدخل النفس في حياة روحانية صافية. حضّر أولاً الله بذاته، النفس وطهّرها، أي جعلها قادرة على الاتحاد الوثيق – معه. ان النفس وهي في حالة استراحة محبّة، تتحد روحياً بالله. تتحدّث الى الله دون أن تحتاج الى التعبير بواسطة الحواس. يملأها الله بنوره. إن العقل المستنير يرى بوضوح ويميّز درجات الحياة الروحيّة المتنوعة وتُدرك [حالتها] عندما يكون اتحادها بالله ناقصاً: حيث – تتشابك الإحساسات وتترابط مع العقل ارتباطاً خاصاً ورفيعاً، لكن بالحقيقة غير كامل. هناك ارتباط اكثر سمُوّاً وكمالاً مع الله، لا سيّما الارتباط العقلي. تتحرّر النفس هنا من الأوهام وروحانيتها هي اكثر نقاوة وعمقاً. حينما تتجذّر الإحساسات في الحياة هناك خطر الوهم. ويجب ان تلعب الحكمة دوراً أكبر لدى النفس والمعرّف معاً. هناك اوقات يدخل الله النفس في حالة روحية صافية. فتتقلّص الإحساسات وتبدو مائتة. وتزداد النفس اقتراباً من الله فتحتجب في الالوهية. وتكتمل معرفتها وتتكامل لا مزاجياً كما من قبل، بل بشكل متواصل وثابت. فتبتهج بذلك. أريدُ أن أُضيف في الحديث عن اوقات التجارب هذه: على المعرّف ان يتحلّى بالصبر مع هذه النفس وعلى النفس أيضاً ان تتحلى بصبر أكبر مع ذاتها. 116- يا يسوع أنت تعلم ما تتحمّل نفسي عندما أتذكّر تلك الآلام. تعجّبت كيف أنّ الملائكة والقديسين يُمسكون سلامهم عنّا عند رؤية نفس تتعذّب هكذا، رغم أنهم يكنّون لنا محبّة خاصّة في مثل هذه الأوقات. تصرخ نفسي غالباً الى الله كطفل يصرخ ما أمكنه عالياً عندما يرى أمه تستر وجهها ولا يستطيع أن يعرفها. يا يسوع المجد والإكرام لك على امتحانات الحب هذه. عظيمة وغير مدركة هي رحمتك. كل ما تخطّطه لنفسي، يا رب، يفيض من رحمتك. 117- أذكر هنا أن على من يعيش مع شخص كهذا، لا ينبغي أن يضيف على آلامه آلاماً خارجية. بالواقع عندما يمتلئ كأس نفس، فكلّ نقطة تضيفها إليه، مهما كانت صغيرة، تطفح كأس المرارة. ومن هو المسؤول عن هذه النفس؟ فلنحترز أن لا نزيد في آلام الآخرين ونغيظ الله. إذا أدركت او اشتبهت الراهبات والرئيسات أنّ نفساً تمرّ في مثل هذه التجارب، ومع ذلك، زدن عليها آلاماً أخرى، يُخطئن خطأ فظيعاً وسيؤدّين حساباً أمام الله عن هذه النفس. لا أعني هنا الحالات التي هي خطيئة بحدّ ذاتها بل الأمور التي ليست هي بخطيئة في مناسبات أخرى، بل تصبح خطيئة في هذا الظرف. فلننتبه ولا نضع ثقل خطيئة ضدّ مثل هذه النفس على ضميرنا. هذا نقص فظيع وشائع في الحياة الرهبانية، لا سيما عندما يرى أحد نفساً متألمة ويريد دائماً أن يزيد في آلامها. لا أقول أنّ الجميع يتصرّفون بهذا الشكل ولكن بعضهم. نطلق كلّ أنواع الأحكام بحريتنا ونرددها حين ينبغي أن نصمت. 118- إن اللسان هو عضو صغير ولكن ذو افعال كبيرة. إن الراهبة التي لا تحفظ الصمت لن تبلغ أبداً إلى القداسة. أي لن تصبح أبداً قديسة. فلا تغشنّ ذاتها. ما لم يكن الله يتكلّم بواسطتها، يجب عليها أن تصمت… ولكن كي نسمع صوت الله علينا ان نحافظ على سكون نفسنا ونصمت، لا صمتاً كئيباً، بل داخلياً، أي التأمل بالله. يمكن أن نتحدّث طويلاً دون أن نكسر الصمت ، كما بالعكس يمكن أن نتحدّث قليلاً ونحن نكسر الصمت بإصرار. آه! كم يتسبب انتهاك الصمت بأذى لا يُعوَّض. نتسبَّب بضرر لقريبنا ولكن بضرر أكبر لأنفسنا. في رأيي وانطلاقاً من خبرتي، يجب أن نضع القانون المتعلّق بالصمت في الدرجة الاولى. ان الله لا يُعطي ذاته إلى نفس ثرثارة، مثل ذكر النحل قرب المباءة يطّنُ ولا يجني عسلاً. إن النفس الثرثارة هي فارغة في داخلها. تنقصها الفضائل الأساسية والألفة مع الله. وهذه الحالة لا تطال حياة داخلية عميقة تنعم بسلام وسكوت هادىء يسكن في الرب. ان النفس التي لم تتذوق حلاوة السكوت الداخلي هي روح مضطربة تعكّر سكوت الآخرين. رأيت نفوساً عديدة في عمق الجحيم لأنها لم تحافظ على السكوت. هذا قالته لي بذاتها لمّا سألتها عن سبب شقائها. كانت تلك نفوس راهبات. يا إلهي… إنه لعذاب أليم أن نفكّر أنّه كان باستطاعتها، ليس فقط أن تكون في السماء، بل أن تصبح من عداد القديسين. رحمتك يا يسوع. 119- أرتجف عندما أفكر أن عليّ أن أؤدّي حساباً عن لساني. فاللسان يعطي الحياة ولكنه يتسبّب بالموت أيضاً. نقتل بلساننا أحياناً، نرتكب جريمة حقيقية. ولا نزال نعتبر ذلك شيئاً لا أهمية له. لا أفهم حقاً مثل هذه الضمائر. عرفتُ شخصاً، أصابه مرض عضال، لمّا علم أنّه تُحدِّث باطلاً بحقّه، نزف دماً وفيراً وبكى دموعاً سخينة وكانت النتيجة محزنة. لم يصنع السيف ذلك بل اللسان. فيا يسوع الصامت إرحمنا. 120- لقد تهتُ في موضوع السكوت، لكن قصدت أن لا أتحدّث عنه بل بالأحرى عن علاقة حياة النفس بالله وتجاوبها مع النعمة. عندما تتطهّر نفس ويصبح الله في حالة ألفة معها، تبدأ باستجماع كل قواها الداخلية جادّة نحو الله. غير أنّ النفس لا تستطيع شيئاً وحدها. الله وحده يدبّر الأمور. فالنفس تعرف ذلك وتتذكّره ولكن هي تعرف جيداً أنها ما تزال في منفى وقد تأتي أيام مدلهمّة وممطرة، ولكن عليها أن تنظر إلى الأمور على غير ما كانت تنظر إليها حتى الآن. فلا تفتّش عن طمأنينة في سلام مزيّف بل تستعد للمعركة. وتدرك أنها في ميدان حرب، متنبّهة لكل شيء. وهذا موقف ملوكي. يتمحور همّها حول ما هو عظيم ومقدّس. |
||||
05 - 12 - 2022, 01:41 PM | رقم المشاركة : ( 333 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: حصريا أكبر سير للقديسات على النت بالصور
الراهبات يتّهمن فوستينا بالجنون والهلوسة وهي تحتمل التحقير والإهانات بصبر وشجاعة 121- هناك مجموعة نعم يغدقها الله على نفس بعد هذه التجارب المُحرقة، تفرح النفس باتحادها الحميم مع الله وتحظى برؤى عديدة جسدية وعقلية على السواء. تسمع كلمات فائقة الطبيعة، وأحياناً أوامر واضحة. رغم هذه النعم فلا تجد اكتفاءاً ذاتياً. وبالفعل قد يضاعف اكتفاؤها من جراء نِعَم الله، لأنّها أصبحت معرّضة لعديد من الأخطار وقد تقع فريسة الأوهام. عليها أن تطلب إلى الله مرشداً روحياً، لا واحداً فقط، بل أن تسعى أيضاً لتجد قائداً خبيراً في هذه الأمور، كقائد عسكري مضطّلع بالأساليب الحربية التي تقود [رفاقه] إلى المعركة. على النفس المتحدة بالله أن تكون على استعداد لمعارك قويّة وشرسة. بعد هذه التقنيات والدموع، يخصّ الله النفس بسكناه فيها ولكن النفس لا تتعاون دائماً مع تلك النعم. لا لأنّ النفس ترفض العمل بل لأنها تصادف صعوبات داخلية وخارجية جمّة تتطلّب حقاً أعجوبة لتتمكن من الثبات في القِمَم. فلا بدّ هنا من مرشد. لقد زرع الناس غالباً الشكّ في نفسي، وكنتُ أرتعد احياناً من أفكار تعتريني وهي أنني بالنتيجة شخص جاهل وغير مدرك لأمور عديدة، لا سيّما الأمور الروحية. لكن عندما يتفاقم الشكّ، أستنير برأي معرّفي أو رئيساتي. غير أنني لم أحصل بعد على ما أتوق إليه. 122- لمّا فتحتُ قلبي إلى رئيساتي فهمت إحداهن [ربما الأم مايكل أو الأم ماري جوزف] نفسي والطريق الذي خطّهُ لي الله. تقدّمت بسرعة نحو الكمال لمّا سمعت نصيحتها. ولكن لم يَدمْ ذلك طويلاً. ولمّا كشفت أكثر عن نفسي لم أحصل على ما أرغب به. لقد بدا لرئيستي أن هذه النِعم ليست أكيدة ولم يعد باستطاعتي أن أستفيد من نصائحها. قالت لي: إنه لمن المستحيل أن يتحدث الله إلى خلائقه بهذا الأسلوب: «أخاف عليك يا أختي، أليس ذلك نوع من الوهم، يجدر بك أن تذهبي وتطلبي نصيحة كاهن». ولكن المعرّف لم يفهمني وقال لي: «إنه من الأفضل، يا أختي، أن تتحدثي مع رئيساتك عن هذه المواضيع». وهكذا كنتُ أنتقل من الرئيسات إلى المعرّف ومن المعرّف إلى الرئيسات دون أن أجد طمأنينة. فأصبحت تلك النعم مصدر آلام. فقلت مرة مباشرةً للرب: «يا يسوع أنا خائفة منك، ألعلّك شبحاً ما؟» كان يسوع يشجّعني دائماً دون أن يزول شكّي. إنه لأمر غريب، كلما ازدادت شكوكي، كلّما ضاعف يسوع الأدلّة أنّ هذه الأمور هي متأتيّة منه. 123- لمّا رأيت أن رئيساتي لم يُطمئنَّ عقلي بشيء، قررت أن لا أحدثُهنّ بعد عن هذه الحالات الداخلية. حاولت ظاهراً، كما يجب على كل راهبة صالحة، أن أخبر رئيساتي بكل شيء، إنّما لم أتحدّث عن حاجات نفسي إلا في كرسي الاعتراف. وتعلّمت لأسباب عديدة، أن ليس للمرأة دعوة لتميّز مثل هذه الأسرار. واستسلمت إلى الكثير من العذابات غير الضرورية. وأعتُبِرتُ، لوقت طويل أن روحاً شريراً يتملّكني ونُظِر إليّ بشفقة. وأخذت الرئيسات تدابير احترازية نحوي، وكذلك الراهبات، مثلما بلغ آذاني من كلام. وتكثّف ضباب السماء حولي، وبدأتُ أتهرّب من تلك النِعم الإلهيّة ولكن لم أستطع إلى ذلك سبيلاً. وفجأة كانت تسيطر عليّ ذكرياتها، رغم إرادتي، فيضمّني الله إليه ويشتدّ ارتباطي به، ارتباطاً كاملاً. 124- يخالج نفسي شيء من الخوف أولاً ولكن تمتلئ فيما بعد بقوّة وسلام غريبين. 125- كلّ ذلك كان مُحتملاً إلى أن طلب مني الرب أن أرسم صورته فبدأ الحديث عنّي عَلناً وانطلقت الإشاعات حولي جهراً متّهمة إياي بجموح الخيال والهستيريا. أتت إحدى الراهبات فتحدّثت إليّ سرّاً بادئةً كلامها بالشفقة عليّ: «سمعت قولهنّ إنك مهووسة وإنك تتخيّلين رؤى، دافعي عن ذاتك يا أختي في هذا المجال». كانت نفس صادقة وردّدت لي بصدق ما سمعته. غير أنني كنت أسمع مثل هذه الأقاويل كل يوم والله يعلم كم كان ذلك مُتعِباً. 126- غير أنني عزمت أن أتحمّل كل شيء بصمت وأن لا أعطي أيّة إيضاحات عندما أسأل. وقد غضب بعضهنّ من صمتي، لا سيّما هؤلاء الفضوليّات بينهنّ. بينما قالت من هنّ أعمق تفكيراً: «لا بدّ أن تكون الأخت فوستينا قريبة من الله إذا كان باستطاعتها تحمّل مثل هذه الآلام». وكأني أواجه بذلك فريقين من القضاء. وكنت أجاهد لأحفظ الصمت داخليّاً وخارجيّاً. لم أتحدّث أبداً عن ذاتي رغم ما طرحته عليّ بعض الأخوات مباشرة من أسئلة. لقد كُمَّت شفتاي. تألّمت كيمامة دون تأفّف ولكن كانت بعض الأخوات تجدن لذّة في إغاظتي بشتّى الأساليب المستطاعة. كان صبري يغضبهن. لكن الله أعطاني قوّة داخلية لأتحمّل ذلك بهدوء. 127- تعلّمت أنه لا يمكنني أن أحصل على أيّة مساعدة من أحد في تلك الأوقات، بدأت أصلّي وأطلب إلى الله أن يعطيني معرِّفاً. كانت أمنيتي الوحيدة أن يقول لي بعض الكهنة كلمة واحدة: «اطمئني فأنت في الطريق القويم». أو «أنبذي كلّ ذلك فليس هو من الله». غير أنني لم أجد مثل هذا الكاهن المليء ثقة بنفسه ليعطيني رأياً قاطعاً باسم الرب. فلم يتوقَّف الغموض. يا يسوع إذا كانت إرادتك أن أعيش في مثل هذا الغموض فليكن اسمك مباركاً. أضرع إليك يا رب وجّهني انت بذاتك وكن معي لأنني بدونك لست بشيء. 128- إن الأحكام قد سقطت عليّ من كل الجهات. ولم يبقَ شيء فيّ لم يفلت من حكم الراهبات . ولكن يبدو الآن أنهنّ قد تعبنَ، فعمدنَ الى تركي بسلام. فوجدت نفسي المعذّبة بعض الراحة فتعلّمت أن الله كان أكثر قرباً منّي، في أوقات مثل هذه الاضطهادات. لم تدم هذه [الهدنة] إلا وقتاً قصيراً، فهبّت من جديد عاصفة صاخبة. وأصبحت شكوكهنّ القديمة كحقائق ثابتة بالنسبة لهنّ وكان عليّ مرّة أخرى أن أصغي إلى نفس الأغاني القديمة. هذا ما أراده الرب. ولكن يا للعجب! قد بدأتُ أختبر حتى خارجيّاً سقطات مختلفة مما تسبّب لي بشتّى أنواع الآلام يعرفها الله وحده. غير أنني حاولت جهدي أن أتمّم كل شيء بالنوايا الأكثر صفاء. كان يُنظر إلي من كل مكان كسارقة: في الكنيسة وفي غرفتي حيث كنت أقوم بواجباتي. لقد أدركت الآن أن هناك أيضاً، إضافة إلى حضور الله، حضور بشريّ حولي. وأؤكّد، أكثر من مرّة، أن هذا الحضور البشري أزعجني جداً. وكنت أتساءل في بعض الأحيان، عمّا إذا يجب أن أخلع ثيابي عني لأغتسل أم لا. وبالواقع فقد فُتّش تختي الحقير أكثر من مرّة. كنتُ أقابل السخرية لمّا علمت أنهنّ لن يتركنَ حتى تختي بأمان. قالت لي بذاتها إحدى الأخوات إنها اعتادت أن تراقب غرفتي كل مساء لترى كيف أتصرّف فيها. غير أن الرئيسات هنّ دائماً رئيسات رغم أنهنّ كنّ يحقّرنني شخصيّاً ويُلقين عليّ، في أكثر من مناسبة، كل أنواع الشكوك. كنّ دائماً يسمحنَ لي أن أتمّم ما يطلبه منّي الرب، لا بالطريقة التي ألتمسها، ولكن بطريقة أخرى. كنّ يُلبّين رغبة الرب ويسمحنَ لي بكل الإماتات والمشقّات [التي يطلبها مني]، ذات يوم أسقطت عليّ إحدى الأمّهات [ربما الأمّ جين] سكباً من غضبها وحقّرتني إلى حدّ جعلني أفكّر أن ليس باستطاعتي أن أتحمّله. قالت لي: «أنت مجنونة مصابة بالهستيريا تدّعي الرؤى، غادري هذه الغرفة. تبّاً لك أيتها الراهبة». وتابعت تُمطر على رأسي كل ما استطاعت أن تفكّر به من إهانات. لما ذهبتُ الى غرفتي استلقيت أمام الصليب ونظرت إلى يسوع ولكن لم أتمكّن أن ألفظ كلمة واحدة. غير أنني خبّأت كل شيء عن الآخرين وتظاهرت بأن لا شيء قد حدث بيننا. |
||||
05 - 12 - 2022, 01:42 PM | رقم المشاركة : ( 334 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: حصريا أكبر سير للقديسات على النت بالصور
فوستينا تعترف بتعاستها وتُدرك أن الله يُظهر رحمته من خلال التعاسة 129- يستفيد إبليس دائماً من مثل هذه الأوقات. برزت فيّ أفكار القنوط – هذه مكافأتك على إماتتك وصدقك. كيف يمكن أن نكون أمينين عندما لا يفهمنا أحد؟ يا يسوع، يا يسوع، لا أستطيع أن أكمّل. سقطتُ أرضاً مثقلة بهذا العبء وكدّني العرق واستولى عليّ الرعب ولَم يعد لديّ أحدٌ أتّكل عليه داخلياً. سمعت فجأة صوتاً في داخل نفسي «لا تخافي انا معك». وأنار ذهني نور غير عادي وأدركتُ أنني لا يجب أن أستسلم للحزن. امتلأت بنوع من القوّة وغادرت غرفتي مع شجاعة جديدة لتحمّل الألم. 130- ولكن قد دبّ فيّ شيء من الإهمال. فلم أكترث لتلك الإلهامات الداخلية وحاولت إلهاء نفسي. ورغم الضجيج والإلهاء، كان باستطاعتي أن أرى ما يجول في نفسي. كلمة الله هي واضحة ولا شيء يستطيع كبتها. رحتُ أتحاشى الصعوبات، والرب في داخلي، لأنني لا أريد أن أقع فريسة الأوهام. غير أن الله رافقني، نوعاً ما، بعطاياه واختبرتُ، حقّاً مداورة الفرح والعذاب. ولا أذكر هنا الرؤى المتنوعة والنعم التي وهبني إياها الله في هذا الوقت لأنني دوّنتها في مكان آخر. 131- أذكر فقط أن هذه الآلام المختلفة بلَغت ذروتها وقرّرت أن أضع حدّاً لشكوكي هذه، قبل نذوراتي الأخيرة. طيلة مرحلة الاختبار صلّيت إلى الله كي يُنير الكاهن الذي سأكشف له عن أعماق نفسي. طلبتُ منه أن يكون هو بالذات عوني، وأن يهبني نعمة تمكّنني من البوح بكل الأمور الخفيّة القائمة بيني وبينه، وأن أكون مستعدّة لأقبل كل ما يقرّره الكاهن كأنه آت من لدن يسوع نفسه. وكيفما حكم عليّ، فما أردت إلا الحقيقة والجواب القاطع عن بعض الأسئلة. لم أستطع أن أتابع العيش في الشك، رغم أنني، كنت على يقين، في قرارة نفسي، ان كل ما تأتّى كان من الله وأنني أضحّي بذاتي في سبيله. غير أنني فضّلت رأي المعرّف على كل شيء وقررت أن أنفّذ ما يظنّه الأفضل وأن أعمل بالنصيحة التي يقدّمها لي. وانتظرت ذاك الحين الذي سيقرّر سير أعمالي طيلة ما تبقّى من حياتي. أدركت أن كل شيء يتعلّق بذلك. ولا فرق إذا كان ما سيقوله لي ينسجم مع الهاماتي أو يعارضها. لا يهمّني ذلك بشيء. أردت أن أعرف الحقيقة وأتبعها. يا يسوع – إنك تستطيع مساعدتي. أبدأ من جديد، منذ هذا الحين. أخبّىء كل النِعَم داخل نفسي وأنتظر ما سيرسله لي الرب. طلبتُ إلى الرب ذاته – دونما أيّة ريبة في قلبي، أن يتنازل ويساعدني طيلة هذه الأوقات، وداخلني نوعٌ من القوّة. 132- عليّ أن أذكر مجدّداً أنه يبدو أن بعض المعرّفين هم أباء روحيّون صالحون فقط طالما تسير الأمور على ما يُرام. ولكن يتلبّكون ولا يستطيعون أو لا يريدون أن يفهموا النفس عندما تتزايد حاجاتها. يحاولون التخلّص من الشخص في أسرع وقت ممكن. أما إذا كانت النفس متواضعة فيمكنها الإفادة ولو قليلاً بشكل أو بآخر. يلقي الله أحياناً شعاع نور في اعماق النفس بفضل تواضعها وإيمانها. يقول المعرّف أحياناً أشياء لا تتوافق أبداً مع ما يقصد وحتى دون أن يدركها هو بذاته. دع النفس تعتقد أن مثل هذه الكلمات هي كلمات الله عينه. رغم انه، بالواقع، ينبغي أن نؤمن أن كل كلمة يُفاه بها في كرسي الاعتراف هي كلمة الله، إنما ما عنيته سابقاً هو ما يأتي مباشرة من الله. وتدرك النفس أن الكاهن ليس سيد نفسه وأنه ينطق بأقواله كان من الأفضل أن لا ينطق بها. هكذا يكافىء الله الإيمان. لقد اختبرتُ ذلك مرّات عديدة بذاتي. كان هناك كاهنٌ مثقّف ومحترمٌ. [ربما الأب فيلكوفسكي، معرّف الراهبات في بلوك] قصدته بعض المرّات لسماع اعترافي كان دائماً قاسياً ومعارضاً لهذه المواضيع [التي عرضتها عليه] غير أنه قال لي مرة: «تذكّري، يا أختي، أنه يجب أن لا تعارضي الله إن كان هو يطلب منك هذه الأشياء. يريد الله أحياناً أن يتمجّد بهذه الطريقة بالذات. كوني بسلام، إن ما بدأه الله سيكمّله. إنما أطلب منك: الأمانة لله والتواضع، ومرّة ثانية التواضع. تذكّري ما قلته لك اليوم». سررت وفكّرت أن هذا الكاهن قد يفهمني ربّما ولكن ما حصل هو أنني لم أرجع إليه قطّ للاعتراف. 133- وبّختني مرّة إحدى الأمهات المتقدّمات في السن [ربّما الأم جين]. وكأن مسامير حامية سقطت من السماء على رأسي، إلى حدّ لم أستطع أن أعرف ما السبب إلى ذلك. علمت فيما بعد أن السبب هو مسألة لا أستطيع السيطرة عليها في أي حال قالت لي: «إنسي، يا أختي أن الرب يتحدّث بهكذا ألفة مع رزمة تعيسة من النقائض التي هي أنتِ. تذكّري أن الرب يسوع يتحدّث بهذا الشكل فقط مع النفوس القديسة». أقرّيت بأنها على حق لأنني بالحقيقة شخص تعيس، غير أنني أثق برحمة الله. لمّا التقيت بالرب واضعت نفسي وقلت: «يا يسوع، يبدو أنك لا تريد أن تتحدّث مع أناس تعيسين على شكلي»: «إطمئني يا ابنتي أريد دون شكّ أن أظهر عظمة رحمتي من خلال التعاسة». فهمتُ أن هذه الأم أرادت ببساطة أن تخضعني إلى تحقير (خلاصّي). 134- يا يسوع، لقد اختبرتني عدّة مرات في حياتي القصيرة هذه، لقد بلغت إلى معرفة أمور كثيرة أدهش الآن لوفرتها. كم هو جميل أن نستسلم كليّاً لله وأن نعطيه ملء الحرية ليعمل في نفوسنا. |
||||
06 - 12 - 2022, 01:04 PM | رقم المشاركة : ( 335 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: حصريا أكبر سير للقديسات على النت بالصور
فوستينا توافق على تقدمة ذاتها ذبيحة وحضور الله يسيطر عليها 135- طيلة مرحلة الاختبار الثالث جعلني الله أفهم أن عليّ أن أقدّم له ذاتي حتى يصنع منّي ما يشاء. كنت واقفة أمامه كتقدمة ذبيحة. خفت أولاً ، لمّا شعرتُ أنني في غاية التعاسة وأنني متأكّدة تماماً من هذه الحالة. أجبت الرب مرة ثانية: «انا التعاسة بالذات وكيف يمكنني أن أكون رهينة».[للآخرين].«إنك لا تفهمي اليوم هذا سأعلنه لك غداً ، وقت العبادة». إرتجف قلبي ونفسي معاً لأن هذه الكلمات غاصت في عمق نفسي. إن كلمة الله هي حيّة لمّا جئت إلى العبادة شعرت في داخلي إنني دخلت هيكل الله الحيّ ، الذي عظمته هي سامية وفوق الإدراك . وادركت في نظره، حتى الأرواح السماوية الفائقة الطهارة. لقد غمرني حضوره رغم أنني لم أرى شيئاً . فاستنار عقلي في الحال. ومرّت رؤية أمام أعين نفسي، تشبه الرؤية التي شاهدها يسوع في بستان الزيتون . الآلام الجسدية أولاً ثم كل المناسبات التي ضاعفتها [ثم] مجموعة الآلام الروحية وتلك التي لا يدركها أحد. تشابك كل شيء في الرؤية: أوهام خاطئة، وفقدان الإسم الصحيح . اختصرت ذلك هنا، ولكن معرفتي حينئذ في غاية الوضوح ، إلى حدّ أن ما تحمّلته فيما بعدك لمْ يختلفآن أبداً عمّا رأيته آنذاك .أصبح إسمي «ذبيحة». ولمّا انتهت كدّ عرقٌ بارد جبيني .وأفهمني يسوع أنه يمكنني أن أخلص حتى لو لم أوافق على ذلك. ولن يقلّل من نعمه لي ولكن عليّ أن أحافظ على علاقتي الحميمة معه، كي لا ينقص كرمه حتى لو لم أوافق على تقدمة هذه الذبيحة. 136- وأفهمني الله إن كل السرّ يتعلّق بي وبموافقتي الحرّة على الذبيحة التي أقدّمها بملء كل جوارحي . وفي هذا العمل الحرّ الواعي تكمن كل قوة وقيمة أمام عظمته. وإن لم يحصل شيء واحد مّما قدَّمت ذاتي له، فكأنّ كل الأشياء قد تحقّقت أمام الرب. فهمت حينئذ أنني قد دخلت في إتحاد مع العظمة غير المدركة. وشعرت أن الله ينتظر كلمتي وموافقتي وغاصت روحي في الرب وقلت:«اصنع منّي ما يرضيك، أتوسل إليك ،يا رب، إبقَ معي في كل لحظة من حياتي». 137- لمّا وافقت على الذبيحة بكل قلبي وإرادتي ، سيطر عليّ فجأة حضور الله. غاصت نفسي في الله وداخلتني سعادة لا أستطيع أن أدوّن ولو أصغر مظاهرها. شعرتُ أن عظمته تغمرني. وذبت في الله بشكل خارق العادة. رأيت أن الله قد ارتضى بي وان روحي، في المقابل، قد أغرقت ذاتها فيها. شعرت، وأنا على وعي من إتحادي بالله، أنه خصّني بمحبّة فائقة، وأنا بدوري أحببته من كل نفسي. لقد حلّ سرّ عظيم أثناء هذه العبادة، سرّ بين الله وبيني وبدا لي وكأنني أموت حبّاً [لرؤية] نظره. تحدثت طويلاً إلى الله دون أن ألفظ كلمة واحدة. وقال لي الرب. «انت فرح قلبي، من اليوم فصاعداً، مهما تعملين، ستقرّ عيناي بكل الأعمال حتى أصغرها، التي تقومين بها». شعرت آنذاك أنني مكرسّة إلى أبعد حدّ. إن جسدي الترابي هو ذاته ولكن نفسي تبدّلت. إن الله يعيش فيها الآن بكامل رضاه. لم يكن ذلك شعوراً إنّما حقيقة ساطعة لا يستطيع شيء أن يحجبها. 138- لقد تمّ سرّ عظيم بين الله وبيني. استقرّت الشجاعة والقوّة في نفسي. في نهاية كل عبادة كنت أخرج وأجابه بهدوء كل شيء كان يخيفني سابقاً. ولمّا وصلتُ إلى الممشى كان بانتظاري بعض الآلام والتحقير، على يد شخص ما. تقبّلتها بطاعة بالغة السموّ والتصقت قريبة بقلب يسوع الكلّي قداسة. ليعلم إنني مستعدةً أن أقوم بما نذرت له نفسي. يبدو كأن الألم ينبع من الأرض، حتى تعجّبت الأم مرغريت عينها. بينما تتعلّق أمور عديدة بالآخرين فهي تمرّ دون أن يلحظها أحد، لأنها لم تكن بالواقع تستحق الانتباه؛ لكن فيما يتعلّق بي يُلاحَظ كل شيء وتُحلّل كل كلمة وتراقب كل خطوة. قالت لي إحدى الأخوات: «تحضّري يا أختي أن تتقبّلي صليباً صغيراً على يَديَّ الأم الرئيسة. إنني أشفق عليك». غير أنني فرحت بذلك من أعماق نفسي وكنت مستعدّة له منذ زمن طويل. تعجّبتْ لمّا رأت شجاعتي. أرى الآن أن النفس لا يمكنها أن تحقّق الكثير وحدها ولكن مع الله، تستطيع نعمة الله أن تفعل. قليلة هي النفوس التي تنتظر دائماً نعمة الله وأقلّ منها النفوس التي تتبع الإلهامات الداخلية. 139- إن النفس الأمينة لله لا تستطيع أن تؤكد إلهاماتها الذاتية،عليها أن تخضعها إلى رقابة كاهن حكيم ومثقّف. وعليها ألا تثق تماماً طالما لم تتأكد من صحّتها. فلا يجب، إنطلاقاً من مبادرة فردية فقط، أن تضع ثقتها في هذه الإلهامات وفي غيرها من النِعَم لأنها تعرّض بذلك نفسها إلى خسائر كبيرة. حتى ولو استطاعت النفس أن تميّز بين الإلهامات الخاطئة والإلهامات الإلهيّة يبقى أن تكون حذرة لأن أشياء عديدة هي غير أكيدة، إن الله يفرح ويبتهج عندما لا تثق النفس به إكراماً له. لأنها تحبه، ولأنها فطنة وتفتّش وتسأل عن مساعدة لتتأكد أن الله حقاً يعمل في داخلها. وعندما يؤكّد معرّف مطَّلع ذلك تستطيع النفس أن تطمئن وتستسلم لله، حسب توجيهاته، أي حسب تعليمات المعرّف. |
||||
06 - 12 - 2022, 01:12 PM | رقم المشاركة : ( 336 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: حصريا أكبر سير للقديسات على النت بالصور
فوستينا تلتقي الأب سوبوكو الذي عيّنه الرب يسوع ليكون مرشدها الروحي 140- إن المحبة الصافية تستطيع أن تحقّق إنجازات عظيمة ولا تضعفها صعوبة أو محنة. وكما تبقى قويّة في وسط الصعوبات الكبيرة،هكذا تثابر أيضاً في الحياة اليوميّة المتعبة والمملّة. وتعلم أنه يلزم شيء واحد لإرضاء الله: أن تصنع حتى الأمور الصغيرة بمحبة، ودائماً الإشعاع . لا تصنع شيئاً يغيظ الله. هي خلاقة في عمل ما يرضي الله أكثر، ولا من يضاهيها. تسعد عندما تستطيع أن تتخلّى عن ذاتها وتحترق كتقدمة طاهرة. تزداد سعادتها بازدياد عطاء ذاتها . ولكن لا يستطيع أحدٌ مثلها أن يحترز للأخطار من بعيد. تعرف كيف تكشف النقاب ومع من تتصرّف. 141- غير أن عذاباتي قد بلغت النهاية وأعطاني الله المساعدة التي وعد بها. تمكٌنت من رؤيتها عند كاهنين ، عنيتُ الأب إندراز و الأب سوبوكو . أثناء رياضتي الروحية قبل النذورات المؤبدة. كنت في طمأنينة كاملة لأول مرة[بواسطة الأب إندراز] ثم قادني الأب سوبوكو في الاتجاه نفسه. وبذلك تحقّق وعد الله بكامله. 142- لمّا استقرّ فيّ السلام وتعلمت السير على طريق الله ، ابتهجت روحي بالرّب وشعرت ُ وكأنني أسير ركضاً لا مشياً. وبسطتُ أجنحتي للطيران وحلّقت في قلب حرارة الشمس، ولن أنزل حتى أَجِد الراحة فيه حيث ذابت نفسي للأبد. أخضعت ذاتي بكاملها لعمل النعمة، وانحنى الله إلى مستوى نفسي. فلم أتراجع ولَم أقاوم بل تاهتْ نفسي فيه هو كنزي الوحيد. أنا والله واحد. وكأن الهوّة بين الخالق والخليقة قد اختفت . ودامت نفسي في إنخطاف متواصل لعدّة أيام. ولَم يغادرني حضور الله فيّ لحظة واحدة. وظلّت نفسي في إتحاد مع الرب. دون أن يتعارض ذلك مع إتمام واجباتي .شعرتُ أنني تحوّلت إلى حبّ، كنت أتأجج لكن دون أن أحترق. أخفيت نفسي في الله دون انقطاع. لقد شدَّني الله إليه بقوّة وحزم حتى لم أعد أشعر مرّات أنني من هذه الأرض .لقد عارضت طويلاً نعمة الله وخفتُ منها . واليوم أزال الله كل الصعوبات ، من خلال الأب إندراز . لقد اتجهت روحي نحو شمس الله وحدها وازهرت في أشعته. لم أعد أستطيع…[تتوقّف الجملة هنا وتبدأ فكرة جديدة في السطر الثاني]. 143- لقد بذّرت الكثير من نعم الله لأنني كنت دائمًا خائفة من أوهام تسيطر عليّ. لقد شدّني الله إليه بقوّة حتى لم يعد غالبًا باستطاعتي أن أقاوم نعمته لِمَا ذبت فيه فجأة. لقد ملأني يسوع في تلك الأوقات بسلام أكثر طمأنينة حتى ولو حاولتُ فيما بعد أن أضطرب، فلم أجد سبيلًا. وسمعت هذه الكلمات في نفسي: «سأعطيك سلامًا عميقًا لأطمئنك إني أنا بذاتي أطلب إليك هذه الأشياء حتّى لن يعود باستطاعتك اليوم، ولو أردت ذلك، أن تقلقي أن تخافي. بل سيملأ الحبّ نفسك إلى حدّ نسيان ذاتك». 144- أرسل لي يسوع فيما بعد كاهنًا آخر [ الأب سوبوكو ] وأمرني أن أكشف له عن نفسي. تمنّعتُ أولًا متردّدة قليلًا ولكن يسوع وبّخني بقساوة فأعادني إلى تواضعي العميق داخل نفسي. تقدّمتْ نفسي بسرعة، بفضل توجيهاته، في محبّة الله وحققتُ خارجيًا، العديد من رغبات الرب، دهشت أكثر من مرّة من شجاعة الكاهن وتواضعه العميق. 145- آه! كم هي تعيسة نفسي لأنها أضاعت نعمًا وافرة. كنتُ أتهرّب من الله وهو يتتبّعني بنعمه. وكنت غالبًا ما أزداد خبرة في نِعم الله بقدر ما كان يضعف إنتظاري لها. أعطاني مرشدًا روحيًا فتضاعفت أمانتي للنعمة. أدركت بفضل المرشد ورعايته لنفسي، معنى التوجيه وكيف ينظر إليه يسوع. وقد حذّرني يسوع من الأخطاء الطفيفة وشدّد على أنه يحكم هو بنفسه على ما أعرضه على معرّفي [وقال لي] «كل مخالفة للمعرّف تلحق بي أذى».ولمّا راحت نفسي بفضل الإرشاد تنعم بسلام وخشوع عميقين كنت أسمع غالبًا هذه الكلمات تردّد مرّات عديدة في نفسي: «تقوّي للمعركة». + لقد أنذرني يسوع، على أنه لا يحبّ في نفسي أمور تبدو تافهة ووبخني عليها أكثر من مرّة لأن لها، بالحقيقة، أهمّية كبرى. لقد أنذرني وجرّبني كمعلّم لقد تعهّد هو بنفسه لتربيتي لسنين عديدة إلى أن أعطاني مرشدًا روحيًا. واوضح لي سابقًا ما لم أكن أفهمه. أما الآن فيطلب إليّ أن أسأل معرّفي عن كل شيء ويقول لي غالبًا: “سأجيبك على لسانه فاطمئني” (68) ولم يحدث أبدًا إن ألقى جوابًا، عندما أسأل مرشدي الروحي [ الأب سوبوكو ] أشياء لا يدركها أحدٌ، فيعطيني معرّفي، عندما أسجد في كرسيّ الإعتراف جوابًا مماثلًا. + عندما تحصل نفس، لمدّة طويلة، على كثير من الأنوار والإلهامات ويؤكد المعرّفون مصدر هذه الإلهامات ويُطمئِنون النفس، يُعلّمنا يسوع، إذا ازدادت محبتنا له، أنه قد حان الوقت لتنفيذ ما حصلنا عليه. تعرف النفس أن الله يتّكل عليها فتتقوّى بهذه المعرفة. تعرف أن العديد من الصعوبات تقف في وجه الأمانة. ولكن إذا وثقت بالله وبفضل هذه الثقة، ستبلغ إلى النقطة التي دعاها إليها الله، لا تخفيها الصعوبات، بل تصبح، كما كانت، خبزها اليومي، لا تخيف النفس ولا ترعبها، كما لا يخاف المحارب الصامد دائمًا في المعركة من ضجيج المدافع. فبدل أن تخاف، تسمع وتحدد الجهة التي يصوّب منها العدو هجماته، لتغلبه. لا تصنع شيئًا وأعينها مغمضة، بل تفحص وتزين بعمق كل شيء، لا تتّكل على ذاتها بل تصلّي بحرارة وتطلب نصيحة محاربين آخرين أوسع خبرة وفهمًا عندما تتصرّف النفس هكذا فهي تربح دائمًا. تجابه النفس هجمات عندما لا يكون لها وقت للتفكير أو للتفتيش عن نصيحة، تدخل حينئذٍ في معركة موت أو حياة. يحسن أحيانًا الهرب لتختبئ في جرح قلب يسوع دون أن تفوه بكلمة. وبهذا الطريق تهزم العدو. وتتابع النفس القيام بجهد متواصل في وقت السلم كما في وقت المعركة. عليها أن تتدرّب بحزم وإلا تفقد خطها بالانتصار. على النفس أن تبقى دائمًا يقظة وأن لا تغفل أبدًا عن اليقظة… النفس التي تفكّر تنال الكثير من الأنوار، والنفس الطائشة تتعرّض للسقوط، ولا تدع نفسها تتعجّب إذا سقطت. فيا روح الله، مرشد النفس، من تدرّبه ينال الحكمة. ولكن كي يعمل روح الله في النفس، ينبغي أن تطمئنّ أولًا وتتخشّع. |
||||
19 - 12 - 2022, 02:18 PM | رقم المشاركة : ( 337 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: حصريا أكبر سير للقديسات على النت بالصور
يسوع يعلّم فوستينا التأمّل في آلامه والقديسة تريزيا الطفل يسوع تزورها في الحلم 146- الصلاة. تتسلّى النفس بالصلاة ضدّ كل أنواع المعارك. على النفس أن تصلّي كيفما وحينما وُجدتْ. على النفس الطاهرة والجميلة أن تصلّي وإلا تفقد جمالها. على النفس التي تسعى نحو الطهارة أن تصلّي وإلا فلن تبلغها أبدًا. على النفس المرتدّة حديثًا أن تصلّي وإلا تقع من جديد. على النفس الخاطئة، الغارقة في الخطايا أن تصلّي كي تنهض من جديد. ما من نفس معفاة من الصلاة لأن كل نعمة تأتي من خلالها. 147- أذكر أنني حصلت على أكثر النور إضاءة وقت العبادة لمّا كنت أمضي نصف ساعة كل يوم، طيلة الصوم، ساجدة أمام القربان المقدّس. تسنّى لي آنذاك أن أتعمّق بمعرفة الله ومعرفة ذاتي، ورغم أنني حصلت على موافقة رؤسائي للقيام بهذا العمل فقد لاقيت صعوبات عديدة. فلنعلم أنه ينبغي أن نتسلّح بالصبر ونتأقلم مع الصعوبات الداخلية والخارجية كي نتمكّن من الصلاة والمثابرة فيها. أما الصعوبات الداخلية فهي اليأس، والجفاف وخمول الروح والتجارب، والصعوبات الخارجية هي أحيانًا الحياء البشري. يجب أن نكرّس وقتًا خاصًا على حدة للصلاة. لقد اختبرتُ ذلك شخصيًّا لأنّنا إن لم نلتزم بوقت للصلاة فإننا نهملها فيما بعد بسبب واجباتنا. وتكمن الصعوبة في تدبير الأمور بهذا الشكل. لأنّني كنتُ آتية في التفكير بواجباتي. واختبرت أيضًا هذه الصعوبة: لمّا تصلّي النفس بحرارة وتتركها في خشوع داخلي عميق، تلقى من يعكّر هذا الخشوع، من هنا ضرورة الصبر للمثابرة في الصلاة. لمّا كنتُ ألتحم بالله وأقطف أكثر الثمار وفرة من الصلاة، ويرافقني وجود الله فيّ طيلة النهار، وأتمّم واجباتي بخشوع متزايد وبدقّة أوفر واجتهاد أكبر، في هذا الوقت بالذات كنت أوبّخ بقساوة على إهمال واجباتي ولامبالاتي في كل شيء. لأن النفوس التي تفتقر إلى الخشوع تريد أن يكون الكل مثلها. لأنهم بخشوعهم يصبحون [مصدر] توبيخ ضمير لها متواصل. 148- (70) إن النفس الشفافة والأكثر بساطة وذات حساسيّة مرهفة ترى الله في كل شيء وتجده في كل شيء وتعرف كيف تكتشفه في الأمور الأكثر خفية. تجد كل شيء وتعطي كل مجد لله. تضع ثقتها بالله ولا ترتبك عندما تلاقي الصعوبات. تعرف أن الله أفضل أب ولا تهتمّ بأقوال الناس. تتبع بأمانة أقلّ إيحاءات الروح القدس وضوحًا، تبتهج بالضيف الروحي وتتمسّك به كما يتمسّك الطفل بأمه. وتمرّ دون خوف أو صعوبة حيث نفوس أخرى تتسمّر في الخمول والرعب. 149- عندما يريد الله أن يقترب من نفس ما ويقودها، يزيل من أمامها كل ما هو خارجي. لمّا كنتُ مريضة وأخذت إلى المستوصف تعذّبت كثيرًا من الضجر. كنّا راهبتين مريضتين في المستوصف. كانت الراهبات تزور الأخت دون أن يزوروني. كان هناك بالواقع مستوصف واحد ولكن لكل راهبة غرفتها. كانت ليالي الشتاء طويلة وتُرك النور للأخت ن. وأعطيتْ راديو مع سماعات على الرأس، بينما لمْ أستطع أن أحضر تأملاتي بسبب فقدان النور في غرفتي. وبعد أن مضى أسبوعٌ على هذه الحال شكوت أمري إلى الرّب ذات مساء، كاشفة له عن ألمي لعدم تمكّني من تحضير تأمّلاتي من الظلمة. قال لي إنه سيأتي كل مساء ويعيّن لي نقاط تأمّلي لليوم التالي. كانت هذه النقاط تتمحور حول آلامه المليئة حزنًا. كان يقول لي: «تأمّلي بعذابي أمام بيلاطس». وهكذا تأمّلت في آلامه طيلة أسبوع مركّزة على فكرة بعد فكرة. خالج نفسي مذّاك فرح كبير ولم أعد أرغب في رؤية الزائرين أو في الضوء في غرفتي. لقد كفاني يسوع في كل شيء. تبذل الرئيسات كل اهتمام بالمريضة ولكن رغبة الله كانت أن أشعر بأني منسيّة. إن أفضل معلم وضع على حدة كل شيء مخلوق حتى يتدبّر هو وحده الأمور. لقد اختبرت عدّة مرّات هذا النوع من العذاب والاضطهاد فقالت لي الأم م. [ربما الأم مرغريت] «يا أختي، إن العذاب ينبت من الأرض، في طريقك. أنظرُ إليك يا أختي وكأنّك على الصليب ولكن إني أرى أن يسوع يُدبّر ذلك. فكوني أمينة للرب». أريد أن أدوّن حلمًا حول القديسة تريزا الطفل يسوع. كنتُ في دير الإبتداء آنذاك واعترتني صعوبات شتّى لم أعرف كيف أسيطر عليها. كانت صعوبات داخلية متداخلة مع صعوبات خارجية. قمتُ بتساعيات لعدّة قديسين إنّماا ازدادت الحالة سوءً. تفاقمتْ عليّ الصعوبات إلى حدّ لم أعدْ أعرف كيف أتابع السير في الحياة، وداخلتني فجأة فكرة ضرورة الصلاة إلى الأخت تريزا الطفل يسوع. بدأتُ تساعية لهذه القديسة لأنّي، قبل دخولي الدير، كنت متعبّدة جدُّا لها. واصلتُ فيما بعد هذه العبادة ولكن إنطلاقًا من حاجتي، عدتُ مجدّدًا أصلّي إليها بتقوى متزايدة. في اليوم الخامس من التساعية حلمتُ بالأخت تريزا وكأنها ما زالت عائشة على الأرض. لقدْ أخفت عني كونها قديسة وبدأت تشجّعني قائلة إنه لا يجب ان اضطرب من هذا الموضوع بل عليّ أن ازداد ثقة بالله قالت: «لقد تعذّبت أنا أيضًا كثيرًا”. فلم أصدّقها، وقلت لها: «يبدو لي أنك لم تتعذبي أبدًا». فأجابتني بطريقة مقنعة أنها بالفعل تعذّبت كثيرًا وقالت لي: “يا أختي إعلمي أن الصعوبة ستتحوّل إلى نتيجة مفرحة في خلال ثلاثة أيام”. ولمّا لم أصدّقها كشفت لي أنها قديسة، ففرحتُ حينئذٍ جدًّا وقلت لها: «أأنتِ قديسة؟» «نعم». أجابت: «نعم أنا قديسة، تأكّدي أن هذه المشكلة ستُحل خلال ثلاثة أيام». فقلت لها: «أيتها القديسة المحبوبة، قولي لي هل سأذهب إلى السماء؟».أجابت: «نعم ستذهبين إلى السماء يا أختي». و «هل سأصبح قديسة؟». فأجابت «نعم ستصبحين قديسة». «ولكن يا تريزا الصغيرة هل سأكون قدّيسة مثلك وأرفع على المذابح؟». أجابت: «نعم ستصبحين قديسة مثلي ولكن عليكِ أن تثقي بالرب يسوع». وسألتها حينئذٍ إذا كان والدي وأمي سيذهبان إلى السماء؟ هل … (جملة غير مكتملة)«نعم». أجابت ثم سألتها أخيرًا: «هل سيذهب اخوتي واخواتي إلى السماء؟». فأجابت أنه ينبغي أن أصلّي كثيرًا لأجلهم ولم تعطني جوابًا قاطعًا. فهمتْ أنهم بحاجة ماسّة إلى كثير من الصلاة. كان ذاك حلمًا والمثل يقول الأحلام هي أشباح. الله هو إيمان. على كل حال انحلّت كل الصعوبات بسهولة بعد ثلاثة أيام تمامًا كما قالت لي. وانتهى كل شيء تمامًا كما قالت لي. كان ذاك حلمًا ولكن كان له معناه. |
||||
19 - 12 - 2022, 02:33 PM | رقم المشاركة : ( 338 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: حصريا أكبر سير للقديسات على النت بالصور
فوستينا تمارس بشجاعة فضيلة نكران الذات ويسوع يشجّعها على المناولة 151- ذات يوم كنتُ في المطبخ مع الأخت ن. فتكدرت منّي وأمرتني، كقصاص لي أن أجلس على الطاولة، بينما هي تابعت العمل المتعب تنظّف وتفرك. مرّت آنذاك الراهبات من هناك وتعجّبن من رؤيتي جالسة على الطاولة وكان لكلّ واحدة منهنّ كلمتها. قالت لي واحدة إنني كسولة، وقالت راهبة أخرى «إنني أنانية». كنت طالبة ذاك الوقت وقالت أخرى: «أي نوع من الراهبات ستكونين؟» غير أنني لم أستطعْ النزول عن الطاولة لأن الراهبة طلبت مني أن أبقى هنام بأمر الطاعة، إلى أن تقول لي أن أنزل. الله يعلم، حقًا كم عمل من نكران الذات تحملت. فكّرت أنني أموت خجلًا. إن الله يسمح ذلك أحيانًا في سبيل تربيتنا الداخلية ولكنّه كافأ تواضعي بتعزية كبرى. وقت زياح القربان رأيت يسوع يسطع جمالًا فنظر إليّ بحنان وقال لي: «لا تخافي يا ابنتي من العذاب، أنا معك». 152- كان عليّ مرّة أن أتمّم واجبًا ليليًّا. وكنت اتألم كثيرًا في داخلي بسبب رسم الصورة ولم أعدْ أعرف أي اتجاه أسير فيه، لأنهم كانوا يحاولون، دون انقطاع، أن يقنعوني أن كلّ هذه المسألة هي وهم. من جهة أخرى قال لي أحد الكهنة إن الله يريد ربما أن يُعبد من خلال هذه الصورة وعليّ أن أحاول رسمها. في غضون ذلك كان قد أنهكني التعب. لمّا دخلت الكنيسة الصغيرة جعلت رأسي قرب بيت القربان، طرقتُ على بابه وقلت: «أنظر يا يسوع إلى الصعوبات الكبرى التي ألاقيها بسبب رسم هذه الصورة». سمعت صوتًا من بيت القربان: «يا ابنتي لن يدوم عذابك طويلًا». 153- رأيت يومًا طريقين الأولى واسعة مغطاة بالرمل والأزهار مليئة بالفرح والموسيقى وكل أنواع الملذّات والناس يسيرون فيها يرقصون ويفرحون. وَصلُوا إلى آخر الطريق دون أن يدرونا. وكان في آخر الطريق هوّة مخيفة، تلك لُجّة الجحيم. وكان عددهم كبيرًا إلى حدّ يصعب عدّهم. ورأيت الطريق الآخر، بالأحرى ممرًّا ضيقًا مزروعًا بالشوك والحجارة، والسائرون فيه يبكون ويتحمّلون كل أنواع العذابات. منهم من سقط فوق الحجارة ولكنّهم نهضوا حالًا وتابعوا سيرهم. وفي آخر الطريق كان بستان رائع مليء بكل أنواع السعادة، دخلت فيه كل تلك النفوس فنسيتْ حالًا كل آلامها. 154- أقيمت مرة صلاة عبادة في دير راهبات العائلة المقدّسة. ذهبت إلى هناك في المساء برفقة إحدى الأخوات. وما أن دخلتُ الكنيسة حتى ملأ حضور الله نفسي. صلّيت كما أفعل أحيانًا دون أن أفوه بكلمة واحدة. وفجأة رأيت الرب وقال لي: «تذكّري أنك أهملت مسألة رسم الصورة وكل عمل الرحمة، عليك أن تجيبي عن عدد وافر من النفوس يوم الحكم». عند سماع كلمات الرب هذه امتلأتْ نفسي خوفًا وتملّكني الرعب. حاولت، قدر مستطاعي أن أهدأ فلم أتمكّن. ظلت تلك الكلمات ترنّ في أذني. عليّ أن أجيب يوم الحكم لا عن نفسي فقط بل عن نفوس الآخرين، خرقت هذه الكلمات قلبي، لمّا عدت إلى البيت ذهبت إلى يسوع الصغير، انبطحت أمام القربان المقدّس وقلت للرب: «سأعمل كل شيء بقدر إمكاني ولكن أطلب منك أن تبقى دائمًا معي وأن تعطيني القوّة وإرادتك المقدّسة. أنت تستطيع كل شيء. بينما أنا لا أستطيع شيئًا». 155- يحدث لي أحيانًا أن أشعر حالًا أن إحدى النفوس تصلّي لأجلي كما أشعر أن نفسًا ما تطلب إليّ الصلاة لأجلها، حتى ولو لم تتحدّث إليّ بذلك. هو شعور بالقلق وكأن أحدًا يناديني. ولمّا كنت أصلّي كنت أجد السلام. 156- زادت رغبتي يومًا ما لقبول القربان المقدّس. ولكن كان لدي بعض الشكّ ولم أفعل. وتألّمت كثيرًا من ذلك وكان قلبي ينفجر عذابًا. لمّا بدأت عملي ملأتْ الحرارة قلبي. وقف يسوع فجأة بقربي وقال لي: «لا تهملي يا ابنتي قبول المناولة المقدّسة إلا إذا تأكدت أن خطأك هو جسيم: عدا ذلك ينبغي أن لا يمنعك شيء من إتحادك معي في سرّ المحبّة. إن أخطاءك الطفيفة ستختفي في حبّي مثل قشّة مرمية في أتّون. إعلمي أنك تغيظيني جدًّا عندما تمتنعين عن قبول المناولة المقدّسة». 157- لمّا دخلتُ عند المساء الغرفة الصغيرة سمعت هذه الكلمات في نفسي: «يا ابنتي تأملي بهذه الكلمات: ولمّا كان ينازع صلّى بشوق متزايد». ولمّا تأملت بها بعمق، غمر نفسي مزيد من النور. وتعلّمت كم يجب أن نثابر في الصلاة وان خلاصنا يتعلّق بمثل هذه الصلوات الصعبة.. |
||||
19 - 12 - 2022, 02:37 PM | رقم المشاركة : ( 339 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: حصريا أكبر سير للقديسات على النت بالصور
يسوع يكشف عن نفسه لفوستينا في البرشانة المقدّسة مظهراً حبّه لها 158- لمّا كنتُ في كياركز (Kierkerz) 1930 لأحلّ محل إحدى الأخوات لمدّة قصيرة، إجتزت مرّة عند المساء البستان وتوقّفت على شاطئ البحيرة. وقفتُ هناك وقتًا طويلًا. أتأمّل بما حولي. رأيت فجأة الرب يسوع قريبًا منّي وقال لي بلطف: «لقد خلقت كل ذلك لك يا عروستي واعلمي أن كل هذا الجمال لا يضاهي الجمال الذي أعددته لك في الأبدية». غمرت نفسي تعزية فائقة وبقيتُ حتى المساء وكأنني قضيت فقط برهة قصيرة من الزمن. كان ذلك يومِي الحُرّ المخصّص للقيام برياضة روحية، وكنت حرّة أن أنصرف فيه للصلاة. آه، كم يلاحقنا الله الكلّي الجودة، بجودته. وغالبًا ما يحدث أن الله يهبنا نعمه الوافرة وقت لا ننتظرها. 159- أيتها القربانة المباركة السجينة في كأسٍ ذهبيّة لأجلي. لا أستطيع أن أعبر صحراء المنفى الشاسعة، طاهرة، نقية بدون عيب. آه هبيني أن أستطيع إلى ذلك سبيلًا بفضل قوة محبتكِ. أيتها القربانة المباركة، إجعلي مقرّكِ داخل نفسي. أنت حبُّ قلبي الأكثر طهارة. يضمحل الظلام أمام نوركِ، ولا تحرمي قلبي المتواضع من نعمتك. أيتها القربانة المقدّسة، فرح كل السّماء، رغم أن جمالك هو مستتر وسجين في كسرة خبز إن إيمان الدموع يمزّق عنها الستار. 160- صدف ان يوم الصليب المحدّد في الخامس من الشهر، وقع في يوم أول جمعة منه. هو يوم مكرّس للعبادة أمام الرب يسوع. كان من واجبي أن أعوّض للرب عن كل الإهانات وعن كل عمل يقلّل من الاحترام وأن أصلّي، في ذاك اليوم كي لا يُرتكبُ فعل تدنيس. التهب قلبي يومذاك بمحبّة خاصّة لسرّ الإفخارستيا وكأنني تحوّلت إلى شعلة نار. اقتربتُ لأقبل المناولة المقدّسة، وقعتْ برشانة في كُمّ قميص الكاهن دون أن يدري، ولم أعلم أية برشانة أقبل. ولمّا تردّدت فَقَد الكاهن صبره وأشار إليّ بحركة من يده أنّه عليّ أن أسرع فأتناول. لمّا قبلتُ البرشانة التي قدّمها لي، وقعت البرشانة الثانية في يدي. وتابع الكاهن توزيع المناولة على طول الصف قرب المذبح. وحافظت على البرشانة في يدي طيلة هذا الوقت. لمّا اقترب منّي الكاهن مرّة ثانية رفعتُ البرشانة لأضعها في الكأس، لأنني لمّا اقتبلت البرشانة لم أستطع الكلام قبل أن أبلعها. ولذا لم أتمكّن أن أفيده أن برشانة ثانية قد وقعت. وبينما كنت أمسك البرشانة بيدي شعرتُ بقوّة محبة تسيطر عليّ طيلة النهار، فلم أتمكّن لا من الأكل ولا من استرجاع حواسي. سمعت هذه الكلمات من البرشانة: «أشتهي أن أبقى في يديك أيضًا وليس فقط في قلبك». ورأيت يسوع في هذه اللحظة. غير أنني لم أعُدْ أرى سوى البرشانة، لمّا اقترب مني الكاهن مرّة ثانية. 161- يا مريم، يا عذراء طاهرة، يا إناء بلور نقيّ لقلبي أنت قوّتي! يا مرساة متينة، انت درع القلب الضعيف وحمايته. يا مريم أنت طاهرة بطهارة لا مثيل لها، أنت عذراء وأمٌ معًا. أنت جميلة كالشمس دون عيب. إن نفسك هي لا مثيل لها. إن جمالك أبهج عين القدوس الثالوث الواحد. لقد نزل من السماء تاركًا عرشه الإلهيّ وأخذ جسدًا ودمًا من قلبك واختفى تسعة أشهر في قلب عذراء. أيتها الأمّ العذراء أنقى من كل الزنابق. كان قلبك بيت القربان الأوّل لابنك على الأرض. لقد رُفعتِ فوق أجواق الملائكة وكل القديسين، فقط لأن لا تواضع يوازي عمق تواضعك. يا مريم أمي الحنونة إنني أقدم لك نفسي وجسمي وقلبي الفقير كوني حارسة حياتي. لا سيما في ساعة الموت، في النزاع الأخير. |
||||
19 - 12 - 2022, 02:47 PM | رقم المشاركة : ( 340 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: حصريا أكبر سير للقديسات على النت بالصور
فوستينا تقوم بمراقبة داخلية وتطلب أن تحلّ عليها رحمة الرب 162- ي.م.ي. يا يسوع إنني أثق بك. أول كانون الثاني 1937 جدول المراقبة الداخلية للنفس. فحص خاص للاتحاد مع المسيح الرحوم. التطبيق: سكون داخلي، حفظ سكوت تامّ. كانون الثاني: الله والنفس؛ سكوت، انتصارات 41، سقطات 4 صلاة صارخة: لكن يسوع بقي صامتًا. شباط: الله والنفس؛ سكوت؛ انتصارات 34، سقطات 3 صلاة صارخة: يا يسوع إنني أثق بك. آذار: الله والنفس؛ سكوت، انتصارات 51، سقطات 2 صلاة صارخة: يا يسوع، ألهب قلبي بالحب. نيسان: الله والنفس؛ سكوت، انتصارات 61، سقطات 4 صلاة صارخة: أستطيع كل شيء مع الله. أيار: الله والنفس؛ سكوت، انتصارات 92، سقطات 3 صلاة صارخة: اقتدي باسمه. حزيران: الله والنفس: سكوت، انتصارات 64، سقطات1 صلاة صارخة: كل شيء ليسوع. تمّوز: الله والنفس: سكوت، انتصارات 62، سقطات 8 صلاة صارخة: يا يسوع أمكثْ في قلبي. آب: الله والنفس: سكوت، انتصارات 88، سقطات 7 صلاة صارخة: يا يسوع أنت تعلم… أيلول: الله والنفس: سكوت، انتصارات 99، سقطات 1 صلاة صارخة: خبّئني يا يسوع في قلبك. تشرين الأول: الله والنفس: سكوت، انتصارات 41، سقطات 3 صلاة صارخة: يا مريم اجعليني اتّحد بيسوع. تشرين الثاني: الله والنفس: سكوت، انتصارات وسقطات صلاة صارخة: يا يسوع ارحم. كانون الأول: الله والنفس، سكوت، انتصارات وسقطات صلاة صارخة: سلام، يا قربانة حيّة. 163- ي.م.ي. تمارين عامّة 1937 + أيها الثالوث القدوس، بقدر ما أتنفس، بقدر ما يخفق قلبي، بقدر ما ينبض الدم في جسمي، بقدر كل ذلك أريد أن أمجّد رحمتك. + أريد أن أتحوّل كلّيًا إلى رحمتك وإلى فكرك الحيّ، يا رب. لتمرَّ كلُّ صفاتك الإلهيّة العظمى وكلَّ رحمتك غير المدركة، عبر قلبي ونفسي إلى قريبي. ساعدني يا رب أن تُصبح عيناي رحومة، حتّى لا أظنّ بأحد أو أحكم عليه عبر الظواهر، بل لأرى ما هو جميل في نفس أقربائي وأساعدهم. ساعدني كي تُصبح أذناي رحومة، لأستمع إلى حاجات أقربائي وأن أهتمّ بآلامهم وتنهّداتهم. ساعدني أن يُصبح لساني رحومًا حتّى لا أتحدّث بسوءٍ ضدّ قريبي، بل انطق بكلمة التشجيع والمسامحة للجميع. ساعدني كي تكون يداي رحومة ومليئة بالأعمال الصالحة حتّى لا أصنع إلا الخير لأقربائي وأتحمّل كل المهمّات الصعبة والمتعبة. ساعدني كي تكون رجلاي رحومة حتى أسرع لمساعدة قريبي، مسيطرة على تعبي وإرهاقي. إن راحتي الحقيقية هي في خدمة القريب. ساعدني يا رب كي يكون قلبي رحومًا حتى أشعر بكل آلام أقربائي. أن لا أُبعدَ قلبي عن أحد. سأكون صادقة حتى مع اللذين أعرف أنهم سيستغلون مودّتي. وسأحبس نفسي في قلب يسوع الكلّي الرحمة. سأتحمل آلامي بصمت. فلتحلّ يا رب رحمتك عليّ. + أنت تأمرني أن أمارس درجات الرحمة الثلاث. الأولى، عمل الرحمة على كل أنواعه. الثانية: كلمة الرحمة. إن لم أستطع أن أتمّم عمل رحمة، سأساعد بكلامي. الثالثة: الصلاة، إن لم أستطع أن أظهر رحمة بالأعمال أو الكلام أستطيع أن أقوم بها بالصلاة. إن صلاتي تصل حيث لا يستطيع جسدي. يا يسوع خاصتي، حوّل لي ذاتك لانّك قادر على كل شيء. |
||||
|