12 - 05 - 2012, 02:00 PM | رقم المشاركة : ( 331 ) | ||||
† Admin Woman †
|
صلاح الله رغم فشل الكل في قادش كلِّما الصخرة أمام أعينهم أن تعطي ماءها ( عد 20: 8 ) بالقُرب من نهاية رحلة الشعب القديم في البرية؛ بالقُرب من كنعان (في قادش) تعرَّض الشعب لأزمة أخرى: فليس هناك ماء. رفيديم في بداية الرحلة، وقادش في النهاية، وكلاهما بلا ماء! فالبرية في حياة الشعب كما في حياتنا لم تتغير. وبدأ الشعب يتذمر كعادته (جيل مضى وجيل حاضر ليس أفضل من الأول؛ جيل متذمر، فالإنسان أيضًا لم يتغير)، وإذا برجل الله موسى يلجأ كعادته الجميلة إلى الرب، وإذا بالرب يعطيه أمرًا واضحًا: خُذ العصا؛ عصا الكهنوت، عصا هارون التي أفرخت؛ وكلِّم الصخرة فتخرج ماءها ( عد 20: 7 ). ولم يكن أمر الرب غريبًا، فقد كانت الصخرة تُخرج لهم ماء ولكنها توقفت لسبب لا نعرفه، والأمر يؤكد هذا «فتخرج ماءها». ولكن إذا برجل الله موسى وقد نَفَذ صبره (كما يحدث معنا كثيرًا) يضرب الصخرة مرتين، ويشك في صلاح الله (أساس الخطأ) ويحدِّث الشعب بعدم إيمان بوعود الله قائلاً: أ مِن هذه الصخرة نُخرج لكم ماء؟ أ هذا غريب عليك يا موسى، أَ لم يحدث من قبل أن خرج الماء من الصخرة؟!! أ عسير على الله الذي ملأ أجندة حياتك معجزات، أن يصنع هذا؟!! أ جاء الوقت لتشك في صلاح الله، وبعدم إيمان بوعوده تخاطب الشعب، أ نسيت يا موسى؟ نعم نسي كما ننسى نحن أيضًا!! إخوتي الأعزاء .. إن المشهد مُظلم جدًا في قادش، الجيل فاسد والقائد فشل، والبرية بلا ماء، ولكن دعونا نتوقف للحيظة لنرى ماذا فعل الله حينما أسوَّد المشهد تمامًا. لم يكتفِ له المجد بأن يعطيهم ماء ولكنه أعطى ماءً غزيرًا؛ فيض من المياه. ينبوع انفتح ولم يُغلق، فشربت الجماعة ومواشيها. وكان الله يؤكد صِدق مواعيده ويسطِّر على صفحات الكون، الدقة المتناهية لوعوده فخرج (من الصخرة) ماء غزير. إخوتي الأحباء .. بإيمان بسيط دعونا ننتظر إلهنا العظيم في كل ظروفنا مهما اسوَّدت الدنيا حولنا وفشل الكل وفشلنا في أنفسنا، فإلهنا الذي لا يمكن أن يتنكَّر لوعوده الدقيقة الصالحة، لا بد أن يُخرج لنا في وقته ماءً غزيرًا حتى في قادش، حتى في أسوأ الظروف وأمرّ الأيام. يُخرج لنا ماءً غزيرًا لنا ولأُسَرنا ولاجتماعاتنا؛ ماءً غزيرًا ليس لنا (للجماعة) فقط، بل وحتى للخطاة المرتبطين بنا، فشربت الجماعة ومواشيها. |
||||
12 - 05 - 2012, 02:01 PM | رقم المشاركة : ( 332 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رجل الأوجاع رجل أوجاع ومُختبر الحَزَن ( إش 53: 3 ) «فإذ كان يسوع قد تعب من السفر جلس هكذا على البئر» ( يو 4: 6 ). تفكروا في الرب نفسه، وهو رب المجد، يجلس مُتعَبًا على البئر، عطشانًا يسأل رشفة ماء في هذا العالم الذي كُوِّن به والذي لم يعرفه!! لقد كان له المجد، مهما كانت الكُلفة على نفسه، إعلانًا عن محبة الله للإنسان. وإني أسجد تعبدًا لأجل محبته التي قادته لأن يُجعل خطية لأجلي، المحبة التي دفعته لأن يتحمل كل تلك الآلام نيابةً عنا. ماذا أتوقع من أصدقائي إذا دخلت في تجربة؟ على الأقل أتوقع أن لا يتركوني. لكن الجميع تركوه وهربوا. وماذا أتوقع من الجالس على كرسي العدالة؟ أتوقع أن يحمي البريء. وبيلاطس يغسل يديه من دمه، ويسلِّمه ـ ويا للعجب ـ للشعب! وماذا أتوقع من الكاهن؟ أتوقع أن يترفق بالجهال والضالين، لكنهم ازدادوا تحريضًا للشعب على قتل البار، وأن يصرخوا قائلين «خُذه اصلبه». أوجاعه، ينبغي أن تكون أبدًا وعلى الدوام، موضوع تأملنا، نتفرَّس فيها بكل احترام وخشوع. هذا التأمل العميق يرفع نعمة الرب يسوع أمام النفس، ويولِّد فيها الإحساس بأن هذا المتألم ليس سوى ابن الله الكامل. انتظر رقة فلم تكن، معزين فلم يجد. ليس إنسان منا يستطيع أن يسبر أغوار هذه الحقيقة، أن ذاك الذي هو في حضن الآب، يجد نفسه، كإنسان، متروكًا من الله! وعلى قياس معرفته بأنه القدوس، على هذا القياس عينه أستشعر معنى أن يُجعل خطية أمام الله. وعلى قياس معرفته بمحبة الله، على هذا القياس عينه أحس بمعنى ان يكون متروكًا من الله! هو القيامة والحياة. ويا للعجب وهو كذلك في هذا العالم كمَن بيده مغاليق الموت، نراه يخطو بنفسه إلى ما داخل الموت لأجلنا!! |
||||
12 - 05 - 2012, 02:01 PM | رقم المشاركة : ( 333 ) | ||||
† Admin Woman †
|
حل المشاكل في المقادس اللَّهُم، في القدس طريقك. أي إلهٍ عظيمٌ مثل الله؟ ( مز 77: 13 ) في مزمور77: 13 قال آساف: «اللَّهُم، في القدس طريقك». وهذا معناه أننا في داخل المقادس سيمكننا أن نفهم أمور الله. خارج المقادس تكون الرؤية غير واضحة، والذهن مشوَّشًا، ولكن داخل المقادس يمكن للقديس أن يرى الأمور بعين الله، وبالتالي فإنه يرى لا الحاضر فحسبْ، بل المستقبل أيضًا. وكثير من رجال الله وجدوا حلاً لمشكلاتهم المتنوعة في المقادس. فلقد كان عند الملك حزقيا مشكلة قومية حربية، عندما أتت عليه جيوش ملك أشور. فكيف حُلَّت تلك المشكلة؟ لقد حُلَّت عندما دخل هيكل الله، ونشر أمامه رسائل سنحاريب ملك أشور، فاستجاب الرب لصلاته، وأعطاه نُصرة عجيبة على الأعداء. وبعده كان عند حبقوق مشكلة كونية أدبية، كيف يسمح الله القدوس بأن يبلع الشرير من هو أبَر منه؟ وهذه حُلَّت عندما وقف حبقوق على الحصن وعلى المرصد، ليراقب ماذا يقول الرب له، وماذا يُجيبه عن شكواه. فأجابه الرب، واستراح حبقوق من حيرته! وقبلهما كان عند حنَّة مشكلة شخصية صحية، فهي كانت عاقرًا. هذه المشكلة حُلَّت عندما دخلت حَنَّة المقادس بمشكلتها المستعصية، ولما خرجت لم يكن وجهها بعد مُغيرًا. وفي أيام المسيح بالجسد، كان عند يوحنا المعمدان مشكلة كتابية فكرية. إن يوحنا المعمدان العظيم شكّ، وأرسل إلى المسيح يقول له: «أنت هو الآتي، أم ننتظر آخر؟». ومع أن هذا الشك غير ممدوح، ومع أن الرب قال له: «طوبى لمَن لا يعثر فيَّ»، ولكن الجميل أن المعمدان اتجه بمشكلته وحيرته إلى الاتجاه الصحيح، إلى المسيح، وإذ لم يكن ممكنًا له أن يذهب إليه بنفسه، لأنه كان في السجن، فقد أرسل إليه اثنين من تلاميذه، وعند المسيح وَجدت مشكلته حلاً، وسؤاله وجد ردًا. ونلاحظ أن حزقيا بمشكلته الحربية، وحَنَّة بمشكلتها الصحية وجدا الحل لمشكلتيهما في الصلاة، ولقد قيل عن الصلاة إنها تحرك اليد التي تحرك الكون. وأما حبقوق بمشكلته الكونية، ويوحنا بمشكلته الفكرية وجدا الحل لمشكلتيهما في كلمة الله. لذا فما أهم أن يكون لكلٍ منا لقاء يومي نختلي فيه مع الله، نقرأ فيه الكتاب المقدس، ونتحدث فيه إلى الآب بروح المودّة، أو لنطرح همومنا عند قدميه، أو لنعترف أمامه بخطايانا. |
||||
12 - 05 - 2012, 02:02 PM | رقم المشاركة : ( 334 ) | ||||
† Admin Woman †
|
حياة المفديين العملية افتُديتم .. بدمٍ كريمٍ .. فأحبوا بعضكم بعضًا من قلبٍ طاهرٍ بشدة .. فاطرحوا كل خبثٍ وكل مكرٍ والرياء والحسد وكل مذمة ( 1بط 1: 18 - 2: 1) في أيامنا السابقة قبل أن يدخل المسيح إلى حياتنا، كنا بعيدين عن الله، ونحيا الحياة الباطلة التي عاشتها الأجيال الساقطة. إننا قد افتُدينا من هذه الحالة، ولقد كانت القيمة التي قدّرها الله لفدائنا، تتضح من التكلفة الباهظة التي تكلفها في الصليب. إننا لم نُفتدَ بأشياء تفنى، بفضة أو ذهب، بل «بدمٍ كريم، كما من حملٍ بلا عيبٍ ولا دنسٍ، دمِ المسيح» ( 1بط 1: 18 ، 19). والحَمَل كان معروفًا سابقًا من الله قبل تأسيس العالم، ولكنه أُظهر في وقته للمؤمنين، وبواسطته نُستحضر لله لنسلك أمامه بالإيمان والرجاء، عالمين أن الله أقام المسيح من الأموات وأعطاه مجدًا. وإيماننا في الله الذي يستطيع أن يُقيم الموتى، ورجاؤنا في الله الذي يعطي المجد. وهكذا كمفديين، نتميز بالإيمان والرجاء بالله (ع20، 21). ونحن أولاد بالارتباط بالآب، ونحن مفديون بالارتباط بعمل المسيح، ونحن إخوة بالارتباط أحدنا بالآخر. ولهذا نُحرَّض كإخوة «فأحبوا بعضكم بعضًا من قلبٍ طاهرٍ بشدة» (ع22). و”القلب الطاهر“ تتحصل عليه النفس التي تتطهر من كل شر ومن كل دوافع ذاتية التي تعوق انسياب المحبة بطاعة الحق. إن علاقاتنا كإخوة لا تعود إلى الميلاد الطبيعي، كما كان مع إسرائيل، بل تعود إلى الولادة الروحية عندما «ولدنا ثانيةً ... بكلمة الله» (ع23). وبهذه الولادة الثانية نلنا طبيعة جديدة، وهي ذات الطبيعة التي هي المحبة، وبالرغم من الاختلافات الاجتماعية العديدة، فإننا قادرون أن يحب أحدنا الآخر. فالحياة والعلاقات التي تنساب من هذه الولادة الجديدة هي باقية ودائمة ككلمة الله التي تُولد بها النفس. فكلمة الله ”حية وباقية إلى الأبد“، حتى أن كل مَن وُلد ثانيةً يدخل إلى الحياة وإلى العلاقات التي لا يمسها الموت أو نهاية الزمان. وإذ وُلدنا من الكلمة، وامتلكنا طبيعة جديدة برغبات جديدة، كما امتلكنا الحق الذي نُطهر به نفوسنا، فإن الرسول يحذرنا من شرور الطبيعة القديمة التي تعوق محبتنا بعضنا لبعض، وكذلك نمونا الروحي. وعلينا أن نطرح الخبث الذي يضمر الأفكار الشريرة تجاه الآخرين، والمكر الذي يخفي حقيقتنا، والرياء الذي يدّعي ما ليس فينا، والحسد الذي يقود إلى الافتراء على مَنْ نحسده. |
||||
12 - 05 - 2012, 02:03 PM | رقم المشاركة : ( 335 ) | ||||
† Admin Woman †
|
إسحاق وعيسو وحدث لما شاخ إسحاق وكلَّت عيناه عن النظر، أنه دعا عيسو ... وقال له: ... اصنع لي أطعمة كما أحب ... حتى تُباركك نفسي .. ( تك 27: 1 - 4) على قدر ما كان إسحاق يحب عيسو، فإن رفقة أحبت يعقوب ( تك 25: 28 ). وهكذا نرى بيتًا دبَّ فيه الانقسام بشكل مُحزن. وهذا أنشأ صراعًا في البيت، وأحدث فجوة بين الأخوين. إن التفرقة في المحبة والمعاملة بين الأولاد، مهما كانت الأسباب، لا تتفق مع مبادئ الله التي يوصينا بها في بيوتنا. فدعونا نتعلَّم كآباء من الآب السماوي الذي يحكم بغير مُحاباة ( 1بط 1: 17 ). كان إسحاق يتجنب المواجهة مع عيسو لأنه كان عنيفًا وشرسًا، وإسحاق كان إنسانًا مُسالمًا ووادعًا، بالإضافة إلى أنه كان يُحضر له الصيد الذي يحبه، لهذا كان يتعامل معه باللطف الزائد ولو كان على حساب البر. إن الشجاعة الأدبية تقتضي التوبيخ الأبوي الحازم في المواقف التي تحتاج إلى توبيخ. وكم من آباء يتجنبون المواجهة مع أبنائهم ويؤثِرون المُسَالَمة ربما بسبب ضعف في شخصياتهم، أو بسبب أخطاء مُخجلة حدثت منهم والأولاد على علمٍ بها، أو بسبب شراسة الأولاد وتمردهم! ومع الوقت تضيع هيبة الأب ومكانته في البيت. وعلى الأبناء أن يفهموا أن الأب يمثل الله في البيت من حيث المحبة والمهَابة والسلطان، وهو مسؤول عن إقرار وإرساء مبادئ الله في البيت، مهما كانت مبادئ العالم الفاسدة التي حولنا تقود إلى التمرد. وفي تكوين27: 1- 4 نرى عُظم الخطأ الذي ارتكبه إسحاق إذ أراد أن يبارك عيسو؛ هذا الابن المتمرد والشرير، الذي لأجل أكلة واحدة باع بكوريته، وأظهر مُنتهى الاستهانة بأمور الله، والذي تزوج من بنات حث الشريرات ثم تزوج ابنه اسماعيل مخالفًا كل المبادئ الإلهية. وبكل أسف لا نقرأ كلمة توبيخ واحدة أو نصيحة أبوية قدمها إسحاق لعيسو، بل كان مسرورًا به وبصيده، فخورًا بنجاحه الزمني ونشاطه. ويا لانعدام التمييز! وليحذر كل أب من أن يكرم بنيه على حساب الرب. وكم هو أمر مُرعب أن نرى الجسد مع الأهواء والشهوات حتى في المؤمن! بل إنه في المؤمن أردأ من غير المؤمن. ولقد ظن عيسو أن ما ضاع بأكلة يمكن أن يُسترَِّد بأكلة. ولكن مع الله القدوس لا يمكن أن يسري هذا المبدأ. وعلى كل مَنْ يتهاون في أمور الله، أن يعرف أن الله سيُحضر كل عمل إلى الدينونة. |
||||
12 - 05 - 2012, 02:04 PM | رقم المشاركة : ( 336 ) | ||||
† Admin Woman †
|
صلاح الله وأنقياء القلب إنما صالحٌ الله لإسرائيل، لأنقياء القلب. ( مز 73: 1 ) يقول آساف في مزمور73: 1 «إنما صالحٌ الله لإسرائيل، لأنقياء القلب». وهذا معناه أن الله صالح بصفة خاصة للأنقياء القلب من شعبه. وأنهم هم ـ بشكل خاص ـ الذين يشعرون بصلاح الله. والقلب في مزمور73 له مكان هام، حيث يَرِد في المزمور ست مرات (ع1، 7، 13، 21، 26). ومن كلمة الله نتعلم كيف أن الله يهمه حالة القلب فوق كل شيء. قال الحكيم: «فوق كل تحفظ احفظ قلبك، لأن منه مخارج الحياة» ( أم 4: 23 ). ويمكننا أن نفهم معنىً جميلاً لنقاوة القلب في قول داود: «مَن يصعد إلى جبل الرب؟ ومَن يقوم في موضع قدسه؟»، ويُجيب عن تساؤله: «الطاهر اليدين، والنقي القلب». ثم يَردف قائلاً: «الذي لم يحمل نفسه إلى الباطل (الأوثان)، ولا حَلف كذبًا» ( مز 24: 3 ، 4). ومن هذا نفهم أن النقي القلب ليس عنده تزييف ولا غش، سواء في علاقته مع الله أو مع الناس. ولقد قال المسيح في موعظته على الجبل: «طوبى للأنقياء القلب، لأنهم يُعاينون الله» ( مت 5: 8 ). وما أجمل أن يكون لنا هذا القلب المُخلِص البسيط غير الموزع، الذي يهمه في المقام الأول مخافة الله كقول داود النبي: «وحِّد قلبي لخوف اسمك» ( مز 86: 11 )، وكقول الرسول يعقوب: «نقوا أيديكم أيها الخطاة، وطهروا قلوبكم يا ذوي الرأيين» ( يع 4: 8 ). إن الذي له مثل هذا القلب النقي، يمكنه بحسب كلام المسيح هنا أن يرى الله. وعندما يرى الله فإنه لن يقول قط «زكَّيت قلبي باطلاً» ( مز 73: 13 )، بل سيتيقن أن أفضل شيء في الوجود هو نقاوة القلب، التي تعطيه أن يُعاين الله. ليس معنى ذلك أنه سيرى الله بعينيه الجسديتين، فالكتاب المقدس يعلِّمنا أن «الله روح» ( يو 4: 24 )، وبالتالي فإنه غير منظور ( كو 1: 15 )، ولا يُرى ( 1تي 1: 17 )؛ بل إنه سيراه بعين القلب. ولهذا كان شرط الاستمتاع برؤيته هو نقاوة القلب. ويمكن القول إن صلاح الله يظهر في كل الظروف، ولكن المشكلة تكمن في القلب. فعندما يكون القلب نقيًا فإنه سيشعر بصلاحه، ويسعد حقًا به. |
||||
12 - 05 - 2012, 02:05 PM | رقم المشاركة : ( 337 ) | ||||
† Admin Woman †
|
محبة الله وأحكام الناموس إذا اشتريت عبدًا عبرانيًا، فسِتَّ سنين يخدم، وفي السابعة يخرجُ حرًا مجانًا. ( خر 21: 2 ) في خروج21- 23 حيث الأحكام التي وضعها الرب لشعبه لتنظم بعض أمور حياتهم، يكشف هذا الجزء وميضًا من قبس محبة الله للإنسان. ودعنا نلتقط القليل من الأمثلة. فأول هذه الأحكام نرى شريعة العبد العبراني. وإذا تكلمنا عن التطبيق المباشر، لا التطبيق الرمزي، نعلم أن لكل عبراني ميراثه من الرب يكفل له أن يعيش عيشة كريمة، لكننا نرى هنا إنسانًا افتقر. ومن تثنية 28 نفهم أن سبب ذلك هو أنه لم يسمع صوت الرب. فنحن أمام عاصٍ، لكن الله يفكر في أمره بكل الحب!! إنه ـ تبارك اسمه ـ لا زال يحب هذا الإنسان، فيضمن له بشريعته ألا يظل عبدًا مُجبرًا إلى الأبد، ولأنه يعرف قساوة قلب الإنسان تجاه أخيه الإنسان، يضيف للمالك «لا يصعُب عليك أن تُطلقه حرًا من عندك، لأنه ضِعفَي أجرة الأجير خدمك ست سنين. فيباركك الرب إلهك في كل ما تعمل» بل في سخائه يوصي «لا تُطلقه فارغًا. تُزوده من غنمك ومن بيدرك ومن معصرتك. كما باركك الرب إلهك تعطيه» ( تث 15: 13 ، 14، 18). فهل من مَثَلٍ لهذا الحب السخي الكريم تجاه الإنسان مع كونه الخاطئ الأثيم! ثم نراه يقرر مبدأ قتل القاتل ( خر 21: 12 )، لكنه يفتح باب نجاة لغير المتعمِّد (ع13)، فهو يرثي لجهل الإنسان ولعجزه عن أن يتدبر الأمور في نصابها. بعد ذلك نرى تجريم أن يسرق الإنسان إنسانًا سالبًا إياه حريته، ووضع عقوبة القتل لذلك (ع16). ثم نرى مبدأ تعويض الضرر الواقع من واحد على الآخر (ع18، 19). ألا نستطيع أن نلمح ”روح القانون“ الإلهي هنا؟ إنه مهتم بحياة الإنسان وبحريته وبقوته. فيا لمحبة الله للإنسان! وفي خروج22 نراه مهتمًا بالغريب (ع21)، وباليتيم والأرملة متعهدًا بحمايتهم إلى أقصى درجة (ع22- 24)، ثم بالمحتاج الذي اقترض (ع25). ثم اسمع نغمة الرقة في وسط صرامة الناموس إذ يقول للذي أقرضه «إن ارتهنت ثوب صاحبك فإلى غروب الشمس ترُده له» ولماذا؟ «لأنه وحده غطاؤه، هو ثوبه لجلده، في ماذا ينام؟ (يا للاهتمام، حتى بالثوب!! بما يغطي جلده؟!!) فيكون إذا صرخ إليَّ أني أسمع، لأني رؤوف» (ع26، 27). بل أنت الرأفة يا سيدي، أنت منبع اللطف والحب، مَن اقترب منك حتى ولو إلى ألفي ذراع في هذا المضمار؟ تباركت يا مُحب البشر، يا صاحب القلب الحنون! |
||||
12 - 05 - 2012, 02:07 PM | رقم المشاركة : ( 338 ) | ||||
† Admin Woman †
|
بقيتُ أنا وحدي بني إسرائيل قد تركوا عهدك، ونقضوا مذابحك، وقتلوا أنبياءك بالسيف، فبقيت أنا وحدي ( 1مل 19: 10 ) لم تكن حالة نفسية طيبة تلك التي رفع فيها إيليا شكواه المُرة ضد بني إسرائيل. فأساسًا يقدم لنا إيليا مثالاً متميزًا للشهادة الأمينة لله في اليوم الشرير. ففي وسط حالة الضلال العامة وقف بشجاعة في صف «يهوه»، ولم يهمه عدد مَن يساندوه في موقفه، سواء قليل أو كثير، ولا يشك أحد أن غيرته على اسم يهوه كانت غيرة صادقة، وأنه تمسك بها بكل قوته في وجه كل المقاومات، ولكن في الوقت الذي رفع فيه شكواه عند حوريب، كان قد انشغل بشكل غير مقبول بنفسه وبشهادته، واعتبر نفسه المحارب الوحيد الذي انقلبت ضده كل الظروف. وفي ذلك الموقف وضع إيليا الله في مكان خطأ في رؤياه؛ فإيليا يبدو كأنه العامل العظيم الذي لا غنى عنه، وحياته في ذلك الوقت في خطر، فما هو مصير الشهادة إذًا؟ لقد كان يرى في فكره أن كل الشهادة الأمينة قد انتهت في إسرائيل، وأن الشيطان أصبح سيد الموقف. كم هو مؤلم أن تركز قلوبنا المُتعبة على توكيد الذات، وأفضل خدام الله وأكثرهم أمانة ليسوا مُحصّنين ضد هذا الفخ. صحيح أن الله يستطيع أن يحفظ الإنسان الوحيد، وأن يجعله قوة للشهادة في المشهد المظلم، كما في حالة إبراهيم «لأني دعوته وهو واحدٌ وباركته وأكثرته» ( إش 51: 2 )، وصحيح أيضًا أنه يستطيع أن يقوي الضعيف ليصنع منه «داود» ( زك 12: 8 )، ولكن لا يجوز أن يعتبر الشاهد نفسه أنه الوحيد الذي لا غنى عنه، وأن كارثة ستحل إذا اختفى من المشهد. والجماعات معرضة أن تقع في هذا الخطأ مثلها مثل الأفراد. فإذا سَعَت جماعة من المؤمنين، كبيرة أو صغيرة، إلى إعادة مبادئ الحق التي تناثرت، فإن غيرتهم وطاعتهم ستتحول بلا شك إلى شهادة أمينة، وسيستندون بلا شك على الله لكي يحفظهم ويباركهم. ولكن إذا تحول انشغالهم إلى أنفسهم كشهود، وأعطوا شهادتهم للآخرين أهمية في عيونهم عن حالتهم الروحية، فإن الله يسحب مُساندته لهم، ويسلمهم للفشل والعار. أ ليست هذه الحقيقة واضحة بشكل مؤلم لكثيرٍ منا؟ |
||||
12 - 05 - 2012, 02:47 PM | رقم المشاركة : ( 339 ) | ||||
† Admin Woman †
|
طريقة الله للخلاص فإن الرب أسمع جيش الأراميين صوت مركباتٍ وصوت خيلٍ، صوت جيشٍ عظيمٍ ... فقاموا وهربوا في العشاء وتركوا خيامهم .. المحلة كما هي ( 2مل 7: 6 ، 7) في يسوع المسيح وحده يجد الخطاة مُنقذًا ومُخلِّصًا، ويجد الجياع والعطاش روحيًا شِبعًا ورواء، فلا يجوعون ولا يعطشون فيما بعد، بل يصيرون ينابيع تفيض من بطونهم أنهار ماء حية. وفي قيام الأربعة البُرص، ونزولهم عند العشاء أي في الوقت المعيَّن للأكل، إشارة إلى إتيان الخاطئ إلى الرب يسوع في الوقت المعيَّن. أوَلا يشعر كل خاطئ أن وقت عشائه قد جاء، وأن اليوم يوم خلاص والوقت وقت مقبول. والطريقة التي خلَّص الله بها بني إسرائيل، في تلك الأيام، من خطر الجوع وجيوش الأعداء، طريقة غريبة لا تخطر على بال، بل هي في نظر كبار الرجال الحربيين طريقة غير معقولة، إذ كيف يُسمِع الله جيوش الأراميين صوت مركبات وصوت خيل وصوت جيش عظيم، حيث ليس لليهود مركبات ولا خيول ولا جنود، وحيث هم قابعون في عقر دارهم ينتظرون الموت؟ وهكذا نجد أن الطريقة التي خلَّص الله البشر، ويخلِّصهم بها، طريقة غريبة لا تخطر على بال، بل هي في نظر الفلاسفة طريقة غير معقولة، إذ كيف يمكن أن يظهر الله في الجسد، ويصبح الكلمة إنسانًا، وأن يُصلب ويموت، وبواسطة هذا الصليب، الذي هو مظهر ضعف ومذلة، يهزم إبليس وملائكته، فيفرّون من محلة الجلجثة كما فرّ الأراميون من محلتهم، مع أن المسيح لم يعمل حربًا ظاهرة مع جيوش إبليس، ولم يجرِّد جنودًا، ولم يرفع سلاحًا، ولم يصوِّب مدفعًا، ولم يأسر جنديًا، ولم يقتل قائدًا، ولم يلقِ الأيدي على إبليس فيقيده ويطرحه في الهاوية، أو يقضي عليه القضاء الأخير، فلا يكون سببًا للعناء فيما بعد. هكذا كان ولا يزال المتعنتون يقولون مثل هذه الأقوال، ولكنهم مُخطئون، لأنه مهما كانت الطريقة التي هرب بواسطتها الأراميون غريبة، ولكن الواقع يؤيد صحة هروبهم، لأن المحلة التي كانوا يحتلونها أصبحت خالية خاوية من كل الجنود، بدليل قول الكتاب: «فلم يكن هناك أحدٌ» ( 2مل 7: 5 ). ومهما كانت الطريقة التي وضعها الله للخلاص غريبة وعجيبة وتفوق إدراك العقل، ولكن الواقع يؤيد أنها الطريقة الوحيدة والصحيحة، لأنها الطريقة التي خلص بها الكثيرون، والتي تحرر ويتحرر بها العديدون من نير الشر والخطية والعادات الفاسدة الردية، فبعد أن يكون الشخص مُستعبدًا للشيطان يصبح بقوة الصليب خادمًا للمسيح. |
||||
12 - 05 - 2012, 02:49 PM | رقم المشاركة : ( 340 ) | ||||
† Admin Woman †
|
يا سمعان، أنت نائم! ثم جاء ووجدهم نيامًا، فقال لبطرس: يا سمعان، أنت نائم! ( مر 14: 37 ) حدَّثنا الكتاب المقدس عن سمعان بطرس، بصدد نومه، ثلاث مرات في مناسبات مختلفة. أولاً: على جبل التجلي ( لو 9: 32 ). ربما كان هذا النوم الثقيل بسبب تعب ومشقة صعودهم الجبل، لكن أَ لم يكن ربنا المعبود ـ وهو إنسان في طبيعتنا البشرية ذاتها ـ مُتعبًا أيضًا من الصعود؟ كان مُتعبًا بكل تأكيد. لكن المسيح كانت راحته الشخصية هي آخر ما يشغله، فكانت الصلاة عنده أهم من راحته. وكم خسر، بطرس ويعقوب ويوحنا، الكثير بسبب نومهم، فلقد فاتهم الجزء الأكبر من المشهد الرائع، مشهد ربنا المعبود في لمعان مجده، بل لقد خسروا الجزء الأكبر من الحديث الحلو الذي تحدث به موسى وإيليا مع الرب يسوع عن «خروجه الذي كان عتيدًا أن يُكمِّله في أورشليم» ( لو 9: 31 ). ثانيًا: في بستان جثسيماني ( مر 14: 37 ، 40). وهذه المرة كان النوم بسبب الحزن ( لو 22: 45 ). تُرى ما الذي أحزن التلاميذ؟ بالتأكيد الحديث السابق في العلّية عن أن سيدهم سيُسلَّم لأيدي الأثمة ويُقتل. فكأن التلاميذ لاذوا بالنوم هربًا من حزنهم. لكن على النقيض، فإن ربنا يسوع مع أن أحزانه كانت أعمق بما لا يُقاس، إلا أنه لم يتخذ النوم مهربًا، بل التجأ للآب ساكبًا شكواه. ولما وجد المسيح تلاميذه نيامًا وبَّخ عدم سهرهم، ووجَّه كلامه بصفة خاصة لبطرس، وكأنه يقول له: أَ بعد كل ما سبقت فقلته لك من تحذيرات في العلّية، وما طلبته منك في البستان، أجدك نائمًا؟! نعم نام بطرس فخسر الكثير؛ خسر أولاً مشاركته لسيده في ساعة هي الأعنف والأصعب قُبيل الصليب، وخسر ثانيًا اليقظة والاستعداد فسقط سريعًا لما واجهته التجربة. ثالثًا: في السجن ( أع 12: 6 ). نرى بطرس هذه المرة نائمًا لا فوق جبل ولا في البستان، بل في سجن مُظلم. كانت هذه هي الليلة الأخيرة لبطرس في السجن، وكان هيرودس منتظرًا أن تنتهي هذه الليلة حتى يُسلَّم بطرس للقتل. تُرى كيف كان حال بطرس حينئذٍ وهو يعلم أن بينه وبين السيف ساعات قليلة؟ هل كان خائفًا جزعًا، قابعًا في سجنه مرتعبًا؟ كلا على الإطلاق، فلقد كان نائمًا في سلامٍ تام، نائمًا نوم الواثق والمطمئن في معية سيده له في كل الظروف، نوم مَن يدرك أن إلهه مسيطر على كل الأحداث. ليتنا نتحذر من النوم السلبي، ولننتبه لكلمات بطرس نفسه: «اصحوا واسهروا» ( 1بط 5: 8 ). |
||||