|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
504 - اجتمع الشعب وسط المدينة والتفوا حول عزرا الكاتب وهو يقرأ لهم سفر الشريعة . في سكون ٍ وخشوع شخصوا بعيونهم واشرأبوا باعناقهم واستمعوا لكلمات الرب . دخلت الكلمات اسماعهم واهتزت لها قلوبهم ، ورفعوا أيديهم " وَخَرُّوا وَسَجَدُوا لِلرَّبِّ " . قال لهم نحميا وعزرا : " هذَا الْيَوْمُ مُقَدَّسٌ لِلرَّبِّ إِلهِكُمْ ، لاَ تَنُوحُوا وَلاَ تَبْكُوا " ( نحميا 8 : 9 ) لا تحزنوا لأن فرح الرب هو قوتكم . كل انسان يسعى ليسعد ويفرح ، وفرح الشعب وسعد بشريعة الرب التي قُرأت عليهم بواسطة نحميا وعزرا . فرح الشعب لأنه قد سمع وفهم أقوال الله . كلمات الكتاب المقدس تفرّح القلب ، وحين تدخل الى القلب والعقل ، حين نلهج فيها ، تتفجر فينا ينابيع السعادة والفرح . يا رب " كَمْ أَحْبَبْتُ شَرِيعَتَكَ الْيَوْمَ كُلَّهُ هِيَ لَهَجِي " ( مزمور 119 : 97 ) " أَتَلَذَّذُ بِوَصَايَاكَ الَّتِي أَحْبَبْتُ " . فرح الشعب لانه شارك كلمات الرب مع الذين لم يسمعو بها ويعرفوها من قبل . قال نحميا للشعب : " اذْهَبُوا كُلُوا السَّمِينَ ، وَاشْرَبُوا الْحُلْوَ، وَابْعَثُوا أَنْصِبَةً لِمَنْ لَمْ يُعَدَّ لَهُ " ما أروع حمل أخبار الله السارة الى الذين يعيشون في ظلام الجهل بها ، ما أروعه . يقول داود النبي : " وَأَتَكَلَّمُ بِشَهَادَاتِكَ قُدَّامَ مُلُوكٍ وَلاَ أَخْزَى " ( مزمور 119 : 46 ) ما اجمله . ويقول المسيح : " إِنْ حَفِظْتُمْ وَصَايَايَ تَثْبُتُونَ فِي مَحَبَّتِي ، كَمَا أَنِّي أَنَا قَدْ حَفِظْتُ وَصَايَا أَبِي وَأَثْبُتُ فِي مَحَبَّتِهِ. كَلَّمْتُكُمْ بِهذَا لِكَيْ يَثْبُتَ فَرَحِي فِيكُمْ وَيُكْمَلَ فَرَحُكُمْ . " ( يوحنا 15 : 10 ، 11 ) يكمل فرحنا . وفرح الشعب لانه اطاع كلمة الله ونفذ شريعته وحفظ وصاياه . ما ان سمعوا كلام الله ، ما أن كشف الله لهم عن عن شريعته ووصاياه حتى اسرعوا بالطاعة ، لم يؤجلوا ، لم يترددوا ، نفذوا كلام الله . بعد أن أكمل المسيح عظته على الجبل ، نظر الى الجماهير المأخوذة بما سمعت . سمعوا وفرحوا ، أدركوا معنى الكلمات ، وفهموا قصد الله ، سمعوا وعرفوا . وماذا بعد ؟ هل تضيع الكلمات بعد ذلك في الهواء ؟ هل تذرّى بفعل الرياح ، أم تثبت في القلب وتأسر العقل وتحرّك الارادة وتشكّل السلوك ؟. قال المسيح : " كُلُّ مَنْ يَسْمَعُ أَقْوَالِي هذِهِ وَيَعْمَلُ بِهَا ، أُشَبِّهُهُ بِرَجُل عَاقِل ، بَنَى بَيْتَهُ عَلَى الصَّخْرِ . فَنَزَلَ الْمَطَرُ، وَجَاءَتِ الأَنْهَارُ، وَهَبَّتِ الرِّيَاحُ ، وَوَقَعَتْ عَلَى ذلِكَ الْبَيْتِ فَلَمْ يَسْقُطْ ، لأَنَّهُ كَانَ مُؤَسَّسًا عَلَى الصَّخْرِ. وَكُلُّ مَنْ يَسْمَعُ أَقْوَالِي هذِهِ وَلاَ يَعْمَلُ بِهَا ، يُشَبَّهُ بِرَجُل جَاهِل ، بَنَى بَيْتَهُ عَلَى الرَّمْلِ .فَنَزَلَ الْمَطَرُ، وَجَاءَتِ الأَنْهَارُ، وَهَبَّتِ الرِّيَاحُ ، وَصَدَمَتْ ذلِكَ الْبَيْتَ فَسَقَطَ ، وَكَانَ سُقُوطُهُ عَظِيمًا " ( متى 7 : 24 - 27 ) أنت تقرأ كلام الله وتفرح ، ليزيد فرحك ويفيض ، قدّمه الى غيرك ليسمع ويفرح .
|
15 - 05 - 2012, 06:55 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
† Admin Woman †
|
505 - خلق الله الانسان وبدأ معه علاقة ً خاصة تختلف عن علاقته بباقي الخلق . ميز الله الانسان عن باقي المخلوقات ، وخصه باعلان ذاته له وكشف ارادته نحوه . حين وضعه في الجنة عقد معه اتفاقا ً أن يأكل من كل شجر الجنة عدا شجرة ٍ واحدة . أطلق يده في كل ما بالجنة وحذره من مد يده الى شجرة معرفة الخير والشر التي حرّمها عليه . وعده ُ بكل الخير ، وهبه كل ما خلقه ُ وجعله لخدمته ، أما هذه الشجرة فلا يمسها . قال : " لاَ تَأْكُلْ مِنْهَا ، لأَنَّكَ يَوْمَ تَأْكُلُ مِنْهَا مَوْتًا تَمُوتُ " ( تكوين 2 : 17 ) تعهد آدم بذلك لله ، لكنه كسر العهد وخان الاتفاق وعصى أمر الله وحل به عقاب نقض العهد . وبعد السقوط استمر الله في علاقة خاصة بالانسان ، خصه باهتمامه وعهوده . مع ابراهيم جعل الله عهدا ً بينهُ وبينه . وعده بأن يكثّره تكثيرا ً جدا ً . قال له " هوَذَا عَهْدِي مَعَكَ ، وَتَكُونُ أَبًا لِجُمْهُورٍ مِنَ الأُمَمِ " ( تكوين 17 : 4 ) وحفظ الله عهده ، وهبه اسحق ابنا ً في شيخوخته وجعله امة ً عظيمة ً جدا ً واسكنه أرض موعده . من الجانب الآخر يبرم الانسان عهدا ً مع الله فيحيا له مكرّسا ً حياته لخدمته . هكذا كان يفعل الانبياء والكهنة في القديم والقادة الذين يصطفيهم الله . حفظ ابراهيم ونسله عهدهم مع الله ، وكان الختان علامة ً لذلك العهد . وجاء المسيح ، جاء المسيح تحقيقا ً لخطة الله لخلاص الانسان ، وتحقق فيه وعد الله . وعندما نقبل المسيح ربا ً ومخلّصا ً ، ونعلنه سيدا ً على حياتنا ، نبرم معه عهدا ً . نتعهد بأن نحمل اسمه ونتبعه ، نسير ورائه ونعبده ، نحيا ونموت له . وفي تنفيذنا عهدنا ذلك ، نسير حياتنا لنرضيه ، ونسلك في الطريق الذي يحدده . لا نسمح لأي تدخل خارجي أن يفصلنا عن تمسكنا بالعهد ويرخي ايدينا عنه ، فنعمل كل ما نعمل " كَمَا لِلرَّبِّ لَيْسَ لِلنَّاسِ " ( كولوسي 3 : 23 ) لا يؤثر انسان على اتباعنا طريقه . وكما حفظ الرب عهده مع شعبه والتزم به وانقذهم من اعدائهم ، التزم الشعب ووضعوا ميثاق . قالوا " وَالآنَ يَا إِلهَنَا ، الإِلهَ الْعَظِيمَ الْجَبَّارَ الْمَخُوفَ ، حَافِظَ الْعَهْدِ وَالرَّحْمَةِ ............ نَحْنُ نَقْطَعُ مِيثَاقًا وَنَكْتُبُهُ. وَرُؤَسَاؤُنَا وَلاَوِيُّونَا وَكَهَنَتُنَا يَخْتِمُونَ " ( نحميا 9 : 32 – 38 ) حفظ الله عهده معك ، جاء انسانا ً وحمل خطاياك ومات عنك على الصليب ، رفع عنك حكم الموت ، قدم نفسه ذبيحة ً عنك ، سدد الثمن بدمه المسفوك عنك . وانت وقد قبلت فدائه وقد دخلت في عهد حياة معه ، قطعت معه ميثاقا ً ، والسماء شاهدة ً على ذلك الميثاق .
|
||||
15 - 05 - 2012, 06:55 PM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
† Admin Woman †
|
506 - ترك المسيح عرشه في السماء ونزل الينا وعاش وعانى دنيانا وحياتنا . سار طريق الشوك والالم كله ، وواجه الرفض والاضطهاد والخيانة والانكار . واعتلى خشبة الصليب ، ثُقبت يداه وتمزق جسده ومات موت العار وهزم الموت . ثقب قبره ، انطلق غالبا ً الهاوية وارتفع عائدا ً الى السماء ، وهو يجلس الآن على عرشه يسمع صلواتنا ويستجيب لطلباتنا وابتهالاتنا . ترك الروح القدس ليسكن فينا ويلهج داخلنا ويشكّل صلواتنا ويشفع فيها . الروح القدس هو الطريق الموصّل بين الأرض والسماء الذي يكشف لنا فكر الله . الصلاة تخرج من قلوبنا وتعتلي أجنحة الايمان وتعلو صاعدة ً الى السماء الى عرش الله ، تبدأ في قلب الله وتحل بالروح في قلوبنا وتتصاعد بشفاعة الروح الذي يئن فينا بأناته . وهكذا تنشأ الصلاة في السماء ثم تصل الى السماء ، الروح القدس يعين ضعفاتنا " لأَنَّنَا لَسْنَا نَعْلَمُ مَا نُصَلِّي لأَجْلِهِ كَمَا يَنْبَغِي . وَلكِنَّ الرُّوحَ نَفْسَهُ يَشْفَعُ فِينَا بِأَنَّاتٍ لاَ يُنْطَقُ بِهَا." ( رومية 8 : 26 ) الصلاة شركة وعلاقة بالله . الصلاة موجات روحية تصعد الى عرش الله . حين نصلي ، نتصل بالله ، نتواجد في حضرته ، نحيا في رفقته ، نقيم في صحبته . ندخل الى محضر الله مصلّين لا لنطلب أو لنسأل أو لنأخذ بل لنكون معه . التواجد في حضرة الله هدف صلاتنا . التمتع بالاقامة في حضنه بين يديه . ونأتي اليه مصلين متمسكين بوعوده " اِسْأَلُوا تُعْطَوْا ........ لأَنَّ كُلَّ مَنْ يَسْأَلُ يَأْخُذُ " ( متى 7 : 7 ، 8 ) نمد أيدينا الفارغة ليملأها ويغترف من بركاته ويصبها في أكفنا ، يسدد احتياجنا . ونطلب وجهه ، نطلب التطلع اليه . وحين نطلبه نجده حاضرا ً معنا . حين نبحث عن صديق ، نجده الصديق ، حين نبحث عن معين ، نجده المعين . ونقرع بابه فيفتح لنا وندخل ونتعشى معه ونقضي الوقت معه . بعد صلب المسيح تشتت التلاميذ وهربوا ، وبعد قيامته خافوا واختبأوا . وفي مكانهم رفعوا وجوههم وصلوا فتزعزع المكان الذي كانوا مجتمعين فيه ، وامتلأ الجميع من الروح القدس ، وكانوا يتكلمون بكلام الله بمجاهرة . حين تجد العالم يقف ضدك ، صلي . حين تجد الحياة مفروشة بالورود ، صلي . عندما يملأ الفراغ قلبك صلي ، عندما ترى الزحام يحيط بك صلي . في الحزن والصراع اذهب الى جثسيماني وجاهد في الصلاة مع المسيح . في اعماق الظلام والليل والسجن ارفع صوتك بالصلاة والتسبيح . اجعل حياتك صلاة في كل حين ، في كل وقت ، في كل ظرف ، صلي ، صلي ، صلي .
|
||||
15 - 05 - 2012, 06:56 PM | رقم المشاركة : ( 4 ) | ||||
† Admin Woman †
|
507 - تمر بحياتنا ظروف ٌ سعيدة وايام هنية واوقات راحة فرحة . وتحل بحياتنا احداث صعبة وكوارث مؤلمة ولحظات تعاسة حزينة . نقبل الطيب بسعادة ٍ وفرح ، نرضى به ونعتبره مكافئة صلاح ٍ فينا نستحقها . ونواجه الرديء برفض ٍ وثورة ، بتذمر ٍ وتمرد ، بدهشة ، فنحن لا نستحق ذلك . نتلفت حولنا لنلقي اللوم على الغير ونوجه الاتهام ونعلل اسباب المتاعب بعلل ٍ مختلفة ، ضغوط العمل وثقل الواجبات ، غياب المكافأة وحلول العقاب من رئيس ظالم . المشاكل الاقتصادية وضيق ذات اليد وندرة الموارد بسبب سياسات حكومية . انحراف الابناء وسوء تصرفاتهم وافعالهم . انحراف المجتمع وسوء نظامه . حتى المرض والمشاكل الصحية والوعكات جلبتها التكنولوجيا الحديثة بتلوثاتها . سوء الأحوال الجوية ، البرد والحر ، الفيضان والعواصف من ثقب الأوزون . نتذمر ونشكو ونصرخ بالرفض للاسباب التي تجعل حياتنا صعبة . ننظر من وسط معاناتنا لمن حولنا ، نعاتبهم ونتهمهم ونتطاول عليهم وندينهم . تُصبح الحياة كراهية ً وحقدا ً ، صراعا ً وحربا ً وتزداد تعاسة ً وقسوة . واحيانا ً نتمادى في اتهاماتنا ونتطاول ونلوم الله نفسه عن ما يحل بنا . تتزايد شكوانا ونغرق في الشك في الله فيخبو ايماننا ويضعف . يعذرنا الناس أحيانا ً ويجدون تبريرا ً وعلة ً لعصياننا ورفضنا : مظلوم رئيسه يضطهده ، مهضوم ٌ القونين تنهشه ، مطحون ٌ الحياة تعتصره . فيخرج من داخلنا دخان ٌ وغبار ٌ اسود . دخان وغبار تمرد ٍ وعصيان وثورة . الظروف السعيدة تأتي الينا جميعا ً والاحداث السيئة تحل بنا بلا استثناء . الكل ، كل واحد ، كل انسان يواجهها ، لا مفر منها لمن يعيش حياتنا . لا تهم الاسباب ، الاسباب متباينة ، متعددة ، العبرة في كيفية التعامل معها ، هل نرفضها ونعترض عليها ونهاجم من نتصوره سببا ً فيها بحق ٍ أو بباطل ؟ هل ننفث غلنا فيهم ؟ هل ننشب أظافرنا في رقابهم ، نجرح ونمزق ونفترس ؟ أم نقبلها بصبر ٍ واحتمال ، نرفع وجوهنا الى الله ، مصلين ، مستنجدين ، شاكرين ، ونمد أيدينا الى من يمر في ظروف ٍ مماثلة ، نساعد ونجبر ونتعاطف ونتراحم ؟ . هذا يتوقف عليك ، أنت صاحب الاختيار والقرار ، في يدك المبادرة ، اما الحرب ومناطحة الصخور ورفس المناخس أو الرضا والقبول والشكر . مواجهة العاصفة ومصارعتها أو اختراقها والارتفاع فوق امواجها " اَلإِنْسَانُ الصَّالِحُ مِنَ الْكَنْزِ الصَّالِحِ فِي الْقَلْب يُخْرِجُ الصَّالِحَاتِ ، وَالإِنْسَانُ الشِّرِّيرُ مِنَ الْكَنْزِ الشِّرِّيرِ يُخْرِجُ الشُّرُورَ." ( متى 12 : 35 ) .
|
||||
15 - 05 - 2012, 06:56 PM | رقم المشاركة : ( 5 ) | ||||
† Admin Woman †
|
508 - تحيط بكل واحد ٍ منا حروب ، حروب ٌ ضارية ، ضروس ، عنيفة ، دامية . لا يوجد من هو معصوم ٌ من الصراع ، لا يوجد من يحيا دائما ً في سلام . والحرب غالب ٌ ومغلوب ، نصرة ٌ وهزيمة . وتحل بنا في حياتنا هزائم قاسية ، نجد أنفسنا مثخنين بالجراح ، مطروحين على الارض ، ننزف عارا ً مع الدماء ، ونتصور أن الله قد تركنا . البعض ييأس ويفشل ويلعق جراحه ، والبعض يصحو ، يتحرك روحه داخله ، يكتشف سقطته ويدرك خطيته ، يصحو من كبوته ، يرفع رأسه المنحنية ، يندم ، يتوب ، يبكي ويعترف . يعترف بابتعاده عن الله ، يطلب وجهه ، يسعى يترجى عفوه وصفحه . ويبادر الله ويرفعه من سقطته ، يقيمه من عثرته ، ينصبه ويرفعه . هكذا كان الشعب وقت هوشع النبي ، زلوا واخطأوا ، سقطوا وانهزموا . عاشوا في وادي عخور ، وادي الهزيمة وادي العار ، وادي القلب المنكسر . لا يوجد في وادي عخور أي صلاح ، لا يوجد الا الألم والحزن والبكاء والنحيب . الوادي يجذب المقيمين به الى اسفل الهاوية ، يهوي بهم الى اعماق ٍ سوداء ، ادرك الشعب خطيته ، اعترفوا بها ، تابوا وترجوا وجه الله ورحمته . وتدخل الله ، قال : " وَأُعْطِيهَا كُرُومَهَا مِنْ هُنَاكَ ، وَوَادِي عَخُورَ بَابًا لِلرَّجَاءِ. وَهِيَ تُغَنِّي هُنَاكَ كَأَيَّامِ صِبَاهَا ، وَكَيَوْمِ صُعُودِهَا مِنْ أَرْضِ مِصْرَ." ( هوشع 2 : 15 ) تحول وادي عاخور الى باب رجاء ، الظلام غزاه نور يبدد حلكته . السد العالي الذي يسد الطريق ، انزاح تحت طرقات الرجاء والأمل ، وارتفع صوت الغناء ، تبدل اليأس طربا ً ، والحزن تحول الى فرح . الخطية التي تودي الى الهلاك انمحت وغُفرت واختفت تحت نعمة الله ورحمته . الحكم بالموت الذي صدر عليها ، محاه غفران الله ولغاه ُ سماحه ُ ورضاه . ما أعظم حب الله ، ما أروع وأوسع رحمته ، حوّل وادي عخور الى وادي رجاء . ما اعظم نعمة الله ، ما أعجب وامجد معاملاته ، جعل البكاء انغام غناء .
حين تسقط في هوة الخطية ، حين تجذبك الى قاع دوامة اليأس ، حين تُقفل الابواب في وجهك ، حين لا تجد سبيلا ً للهروب من الهزيمة ، عندما يهجرك الأحباء والاصدقاء ، عندما ينفض عنك الناس ، عندما تجد نفسك ملقى ً في وادي عخور ، انتظر الرب ، ادعوه وانتظرهُ ، يأتي اليك وتمتد يده ، يملأ فمك ضحكا ً وقلبك رجاء ً وغناء ً. |
||||
15 - 05 - 2012, 06:56 PM | رقم المشاركة : ( 6 ) | ||||
† Admin Woman †
|
509 - هل استقبلت اليوم مبكرا ً ؟ هل شاهدت مولده ؟ هل صحوت في الفجر ؟ تصاحب مولد اليوم رقصات من اشعة الشمس وموسيقى تغاريد الطيور . ما اجمل بداية اليوم ، ما ابهى قدومه ، هل فكرت أن تجعله كله جميلا ً بهيا ً ؟ قد يشوبه تصرفات من حولك وما حولك من افراد واحداث ، لكنك لو أردته جميلا ً بهيا ً تقدر ، لو سعيت الى ذلك وحاولت . الروح القدس متاح ٌ لك ، الروح القدس قادر أن يجعل يومك عظيما ً رائعا ً . الله أتاح لك حرية الاختيار ووفر لك الروح القدس ليحقق ما تختار . ماذا تختار ليومك اليوم ؟ ماذا تريد أن تحقق ؟ ماذا تريد أن تفعل ؟ أنا سأختار المحبة ، لن اسمح للكراهية أن تُفسد يومي . المحبة تطرد الحقد ، المحبة تُنتج حبا ً ، المحبة لا تسقط ابدا ً . وأختار الفرح ، سافرح اليوم كله ، سافرح كل حين . الفرح يملأ يومك باقواس قزح ، الفرح يغني ، يرنم ، يرتّل وينشد . ساختار السلام ، لن اسمح للصراع أن يعكر صفو يومي . إن قدمت السلام للناس ارتد لك منهم سلام ٌ وتسامح . واختار طول الأناة ، لن اشكو ، لن أتذمر ، لن أغضب ، لن أشتُم . الصبر مفتاح الفرج ، الصبر وطول الأناة يُطفئان نيران التوتر . ساختار اللطف ، اللطف نحو الجميع ، نحو الفقير المحتاج ونحو الغني الخائف . الوجه اللطيف يُشع صداقة ً تحتضن الجميع ، وتمد يدا ً حنونا ً نحو الناس . واختار الصلاح ، البر والطهارة ونقاء اليد والقلب وامانة النفس . الصلاح جدول ماء ٍ رقراق ، الصلاح يفجر مياه ً رطبة تُروي وتُريح . سأختار الايمان ، الثقة بالله وباعماله ، بعنايته ونعمته ، بمحبته ورعايته . فتنتظم الخطوات على الطريق ، تتحرك بيقين لا تتعثر أو تسقط . واختار الوداعة ، وداعة ً ايجابية تصد العنف وتطرده وتغلبه . الوداعة ليست ضعفا ً وخضوعا ً وتخاذلا ً ، الوداعة أقوى من الحرب . ساختار التعفف ، الترفع والتسامي صفة الروح الخالد ، الجسد من تراب والى تراب . لا تجعل الفاسد يحكم حياتك . بهذا يكون يومي جميلا ً بهيا ً ، بهذا يصفو ويمتلأ بالبهجة . أعطاك الله اليوم واعطاك الاختيار لتشكله كما تريده . إن امتلئت بالروح ، امتلأ يومك بالمحبة والفرح والسلام ، بطول الأناة واللطف والصلاح ، بالايمان والوداعة والتعفف .
|
||||
15 - 05 - 2012, 06:57 PM | رقم المشاركة : ( 7 ) | ||||
† Admin Woman †
|
510 - ما أن خطوت ُ أول خطوة الى العلاقة الشخصية مع الله ، ما إن أصبحت حياتي وارادتي وقلبي ملكا ً خالصا ً له حتى دخلت ُ دائرة نعمة الله ، اصطبغت بصبغته وحملت ُ علامته . منذ ذلك الحين أصبح ماضي َّ وحاضري ومستقبلي كله ، شأنه . كل ما اقترفت يداي من آثام في الماضي ، كل خطاياي قد غُفرت . كل ما سيحدث لي في المستقبل ، كل أيامي المقبلة ، كلها في يده . لا لن التفت الى الماضي نادما ً ، لن التفت الى الخلف أبدا ً . لا لن اتلفت متوجسا ً مرتعبا ً من المستقبل ، لن أخشى الغد . عن الماضي يقول ربي : " قَدْ مَحَوْتُ كَغَيْمٍ ذُنُوبَكَ وَكَسَحَابَةٍ خَطَايَاكَ " ( اشعياء 44 : 22 ) وعن المستقبل يقول الهي : " لاَ تَخَفْ لأَنِّي مَعَكَ . لاَ تَتَلَفَّتْ لأَنِّي إِلهُكَ " ( اشعياء 41 : 10 ) . بعد أن تحررت ُ من قيود الماضي ، بعد أن تكسرت قيودي ، أنا حرٌ بلا قيد . بعد أن ضمنت المستقبل وأمّنت ُ أيامه ، أنا قوي لا ترهبني مجاهيله . كل ما افعله الآن هو أن اركز في الحاضر ، أحياه وأعيشه . أسير بل أقفز خفيفا ً فوق الاحداث بمرح وثقة واطمئنان وايمان . ايمان من لا ماضيا ً مشينا ً له ، ايمان من له مستقبل مضيء آمن . اذا تلفت ُ الى الخلف لا أرى ظلاما ً اسود ، لا أسمع صرخات ثأر ، خلفي نور غفران الله يضيء ماضي َّ ، خلفي هتاف الله " مَغْفُورَةٌ لَكَ خَطَايَاكَ " . لا تحيط برقبتي قبضة العار . لا تقيد يدي َّ ورجلي َّ سلاسل الشعور بالذنب . كل ذنوبي مُحيَت ، كل آثامي غُفرَت ، كل خطاياي أُلقيت في بحر النسيان . واذا امتد بصري الى الامام لا أرى ظلاما ً ، لا اسمع طنين خوف المجهول . أمامي نور عناية الله يضيء طريقي ، أمامي مجد الله يفتح لي الابواب . لا يفزعني خوف ٌ محتمل ، لا أتوجس من شر ٍ قابع عند منحنى الطريق . قد لا اعرف الطريق ، لكنني اعرف من يسير معي على الطريق . لا تحمل ماضيك على كتفيك ، ألق ٍ أحمالك تحت قدميه . لا تنحني تحت أثقال خطاياك ، انفضها عنك ، ارمهما بعيدا ً عنك ، فيه هو غفران كل الخطايا ، لا شيء من الدينونة الآن عليك ما دمت في المسيح . لا شيء الآن يثقّل خطواتك ويعوق تقدمك . اقفز الى المستقبل مرحا ً ، فالمستقبل لك ، المستقبل مضمون ، مأمون . لا تنظر الى الماضي ولا المستقبل ، ركز نظرك في الحاضر . ولا تبالي بالاحداث حولك ، لا تجعلها تعكّر صفوك ، لا يهتز قلبك فــ " نَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّ كُلَّ الأَشْيَاءِ تَعْمَلُ مَعًا لِلْخَيْرِ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَ اللهَ " ( رومية 8 : 28 ) .
|
||||
15 - 05 - 2012, 06:57 PM | رقم المشاركة : ( 8 ) | ||||
† Admin Woman †
|
511 - كان الفتى معجبا ً بالمسيح ، آمن به ، كلماته وجدت صدى ً في قلبه ، واعماله أذهلته . سار ورائه في كل مكان ذهب اليه ، سار وسط الجموع خلفه من بعيد ، عيناه تتابعان حركاته ، وأذناه تبتلعان كلماته ، كان مأخوذا ً به ، مفتونا ً . كان يحلم أن يتبع المسيح ، أن يكون تلميذا ً له ، كم سيكون ذلك رائعا ً ، يشاركه في مجده ِ وعظمته ِ وقدرته . يتدفق الخبز والخير من بين اصابعه . يأمر الأعرج فيمشي ، الموج فيسكت ، الأعمى فيبصر ، الميت فيقوم . يحكم العالم كله ويملك المسكونة ، ويكون له عرش ٌ بجواره في الأبدية . تجرأ واقترب منه ، شق الزحام حوله وتقدم الى الأمام ووقف قبالته ، وبعزم ٍِ واصرارٍ واقرار ٍ قال : " يَا سَيِّدُ ، أَتْبَعُكَ أَيْنَمَا تَمْضِي " ( لوقا 9 : 57 ) نظر المسيح بكل عينيه الى عينيه ورأى أحلامه ُ وتصوراته وطموحاته ، فقال له برقة : " لِلثَّعَالِبِ أَوْجِرَةٌ ، وَلِطُيُورِ السَّمَاءِ أَوْكَارٌ، وَأَمَّا ابْنُ الإِنْسَانِ فَلَيْسَ لَهُ أَيْنَ يُسْنِدُ رَأْسَهُ " كل الأرض له ، السماء أيضا ً له وليس له أين يسند رأسه . إن كانت رأس المسيح ليس لها مكان ، فماذا يكون مصير رأسه ِ هو ؟ واستدار عن المسيح ورجع . كثيرون يتصورن الطريق خلف المسيح مفروشا ً بالورود . طريق اتّباع المسيح ليس سهلا ً . قال : " إِنْ أَرَادَ أَحَدٌ أَنْ يَأْتِيَ وَرَائِي فَلْيُنْكِرْ نَفْسَهُ وَيَحْمِلْ صَلِيبَهُ وَيَتْبَعْنِي ، فَإِنَّ مَنْ أَرَادَ أَنْ يُخَلِّصَ نَفْسَهُ يُهْلِكُهَا " ( متى 16 : 24 ، 25 ) اتّباع المسيح ليس سهلا ً ، لكنه أيضا ً ليس مستحيلا ً ، ليس تعجيزا ً . المسيح لم يسير في طريق ٍ معبد ، طريقه هنا على الأرض كان وعرا ً . واجهته صراعات من الأهل ، من الخاصة ، من المعارضين والاعداء . وتقدم نحو هدفه ، تقدم الى الجلجثة ، اعتلى الصليب ومات ، وحسب خطة الله ومشيئته تحول الصليب عرشا ً وقفز من القبر منتصرا ً على الموت . المسيح حين يدعوك أن تتبعه لا يدعوك الى نزهة ، لا يدعوك الى الراحة . المسيح يدعوك لتسير خلفه في الطريق الوعر ، الطريق الضيق الى الحياة الأبدية ، يدعوك الى الصراع ، الى المعاناة ، الى الاضطهاد ، الى التحدي ، ولا يقبل التحدي الا الأقوياء ، الواعين ، المدركين ، العارفين المسيح ، الذين يعرفون معنى الكلمات :
" مَنْ يُهْلِكُ نَفْسَهُ مِنْ أَجْلِي يَجِدُهَا." ( متى 16 : 25 ) " وَكُلُّ مَنْ تَرَكَ بُيُوتًا أَوْ إِخْوَةً أَوْ أَخَوَاتٍ أَوْ أَبًا أَوْ أُمًّا أَوِ امْرَأَةً أَوْ أَوْلاَدًا أَوْ حُقُولاً مِنْ أَجْلِ اسْمِي ، يَأْخُذُ مِئَةَ ضِعْفٍ وَيَرِثُ الْحَيَاةَ الأَبَدِيَّةَ. " (متى 19 : 29 ) . اتّباع المسيح ربح ، ربح ٌ عظيم " لأَنَّهُ مَاذَا يَنْتَفِعُ الإِنْسَانُ لَوْ رَبحَ الْعَالَمَ كُلَّهُ وَخَسِرَ نَفْسَهُ ؟ " ( متى 16 : 26 ) . |
||||
15 - 05 - 2012, 06:57 PM | رقم المشاركة : ( 9 ) | ||||
† Admin Woman †
|
512 - ما أن دخلت الثمرة المحرمة جوف الانسان ، حتى دخلته الخطية ولوثت داخله . أحدثت الخطية فيه ما لم يحدث له من قبل ، ناداه الرب فخاف منه واختبأ . لم يعرف الخوف الا بعد أن اقترف الخطية . ملئه الخوف واحتواه بجناحيه السوداوين . منذ ذلك الوقت ولا ينجو انسان من الشعور بالخوف ، الخوف الذي يحصره ويعصره . ونحن نعيش الخوف كل ساعات اليوم ، لا تخلو ساعة من هجمات خوف ٍ علينا . في كل ركن ٍ مظلم نتوقع خطرا ً فنخاف ، وخلف كل منحنى ً في الطريق مجهول ٌ خفي فنرتعب . ترتعش أوصالنا وتتلوى أمعائنا وترتجف ركبنا ، وتتمزق عقولنا من الخوف . لا ينجو أحد من الخوف ، اشجع الشجعان يخاف ، الشجاعة حسن مواجهة الخوف . من حقنا أن نخاف ، لنا الحق أن نخاف فنحن بشر لكن ليس لنا أن نستسلم للخوف . عاش داود النبي هاربا ً من الملك شاول ، كان ينام مفتوح العينين خائفا ً ، كان يتصور انعكاس ضوء القمر على ورق الشجر نصلا ً موجها ً نحوه لقتله . صوت دبيب الحشرة بجوار اذنه أقدام جنود شاول جاؤوا يفتكون به . في وسط خوفه كان يرفع وجهه الى الله يصلي : " طَلَبْتُ إِلَى الرَّبِّ فَاسْتَجَابَ لِي ، وَمِنْ كُلِّ مَخَاوِفِي أَنْقَذَنِي . " ( مزمور 34 : 4 ) كان يستدعي الله ليكون معه وسط خوفه . لم يشعر بالامان الا والله معه " إِذَا سِرْتُ فِي وَادِي ظِلِّ الْمَوْتِ لاَ أَخَافُ شَرًّا ، لأَنَّكَ أَنْتَ مَعِي " ( مزمور 23 : 4 ) . وسط العاصفة في منتصف الليل والظلام يغطي البحر والسفينة والتلاميذ ، صارعوا الأمواج وصرعتهم الأمواج ، قاوموا الريح وكسّرت الريح شراعهم . وسط هدير الموج ، وسط زئير الرعد ، وسط طعنات البرق ، وسط الزوبعة ، جاء المسيح ماشيا ً على الموج ، فوق البحر ، فوق العاصفة ، فزاد فزعهم وخوفهم . هدر صوته وعلا فوق كل صوت ، قال لهم : " أَنَا هُوَ، لاَ تَخَافُوا " ( يوحنا 6 : 20 ) وهرب الخوف بحلوله ، جمع اذيال ثوبه وجرى واختفى حين رأوا المسيح .
وسط العواصف التي تحل بك يأتي المسيح ويقول : " لاَ تَخَفْ آمِنْ فَقَطْ " في أعماق الهاوية التي لا قرار لها واقدامك لا تجد موطئا ً لها يقول : " لاَ تَخَفْ آمِنْ فَقَطْ " وسط المعركة الروحية الرهيبة حولك والاسلحة مشرعة ضدك ، تسمع " لاَ تَخَفْ آمِنْ فَقَطْ " وانت ملقى ً ضعيفا ً عاجزا ً والموت يحوم حولك ، يقول لك : " لاَ تَخَفْ آمِنْ فَقَطْ " كن شجاعا ً ، الشجاعة تأتي اليك حين تراه بعين الأيمان معك . لا تخاف الخوف ، الخوف ليس قاتلا ً ، لن يقتلك الخوف ابدا ً . واجه الخوف بالايمان ، انتظره تجده بجوارك . |
||||
15 - 05 - 2012, 06:58 PM | رقم المشاركة : ( 10 ) | ||||
† Admin Woman †
|
513 - الله كامل ُ ، كلّي الكمال ، لا نقص فيه ولا عجز ، وكل أعماله ِ كاملة . خلق الأرض كاملة ، السماء خلقها كاملة حسب مشيئته الكاملة . وبعد أن أتم خليقته وجد كل شيء حسنا ً جدا ً ، فخلق الانسان كاملا ً . خلق الانسان على صورته وشبهه ، فيه ِ كمال الله وبه مشيئة الله . وعاش الانسان الكامل في رفقة الله الكامل في جنة عدن وفي صحبته . الكل كامل ، لا شيء ناقص ، لا نقص يشوب كمال الوجود أو يلوثه . ثم دخلت الخطية الانسان ودخل معها العجز وانحرفت مشيئته عن مشيئة الله . شاب كمال الانسان قصور ٌ فسقط . فقد الجاذبية التي تجذبه نحو كمال الله . وتغيرت مشيئة الانسان ، لم تعد متفقة ً مع مشيئة الله ، ليست منطبقة ً مع إرادته . نتيجتان مروعتان حلتا بالانسان جرتهما الخطية التي دخلت حياته . فقد كماله الذي كان يرفعه الى فوق ليلتصق بالله فهوى الى اسفل ، وفقد اتفاق وتطابق مشيئته مع مشيئة الله فانفصلت التروس وانفلتت . انفك الارتباط ، تقطعت خيوط الشركة ، لم يعد الانسان متصلا ً بالله ، انحرفت اسنان التروس ، لم تعد تتكامل مع تروس مشيئة الله وتكوّن جزءا ً منه . منذ سنوات ٍ إثر حادثة ٍ ، انفصلت ذراع أحد الاشخاص عن مفصل كتفه وخرجت من موضعها ، وتدلّت الذراع عاجزة ً تهتز بجوار الجسد فاقدة ً قوتها ونفعها ، عضوا ً غريبا ً عنه ، وجاء الاطباء وأجروا عمليات أعادت الذراع الى موضعها الاصلي بالجسد .
حين يقبل الانسان المسيح ربا ً وسيدا ً ومخلّصا ً ، يتغير الانسان بحلول المسيح فيه ، يعود الى الصورة الاصلية الاولى التي خلقه الله عليها ، صورة الله ، يعود كاملا ً ، قادرا ً أن يتصل بالله الكامل ويلتصق به ويحيا فيه ، ويعود متكاملا ً مع مشيئة الله ، ذراعا ً حية ً تفعل ما يشائه وما يريده . كان المسيح يعيش على الأرض مشيئة الآب وينفذها في كل ما يعمل . أتوا اليه بالطعام فقال : " طَعَامِي أَنْ أَعْمَلَ مَشِيئَةَ الَّذِي أَرْسَلَنِي وَأُتَمِّمَ عَمَلَهُ. " ( يوحنا 4 : 34 ) في جثسيماني صلى وقال في استسلام : " لِتَكُنْ لاَ إِرَادَتِي بَلْ إِرَادَتُكَ " ( لوقا 22 : 42 ) هكذا تتفق وتتناسق وتتناغم مشيئة المؤمن مع مشيئة الله وارادته . فعل مشيئة الله مشتهى النفس ، يقول داود النبي : " أَنْ أَفْعَلَ مَشِيئَتَكَ يَا إِلهِي سُرِرْتُ " ( مزمور 40 : 8 ) يساعدك على فعل مشيئة الله قرائتك كلامه ومعرفتك وصاياه وشريعته ، اجعل مشيئتك أن تفعل مشيئته . اعظم مشيئة أن تشاء فعل مشيئة الله . |
||||
|