منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 22 - 05 - 2013, 08:00 PM   رقم المشاركة : ( 3381 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,860

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

اذا اجتزت في المياه فأنا معك وفي الأنهار فلا تغمرك. اذا مشيت في النار فلا تلذع واللهيب لا يحرقك. أش43: 2

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
When you pass through the waters, I will be with you; and through the rivers, they shall not overflow you. When you walk through the fire, you shall not be burned, nor shall the flame scorch you. (Isa. 43: 2)

التجارب والضيقات، وان كثرت، سبيل لك الي الكمال، وليست سببا للهلاك. القديس أغسطينوس

Temptations and afflictions, even when numerous, is your way to perfection, and are not a cause for perishment. (St. Augustin)
 
قديم 23 - 05 - 2013, 08:43 PM   رقم المشاركة : ( 3382 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,860

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

إله حق من إله حق
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

لمثلث الرحمات البابا شنودة الثالث

إله حق إي له طبيعة الله بالحق. وليس مثل الذين دعوا آلهة بمعني سادة، وليسوا هم آلهة بالحقيقة.
*مثل موسى النبي الذي قال له الله " جعلتك إلها لفرعون" (خر 7: 1) كلمة إله هنا لا تعني أنه خالق، أو أنه أزلي، أو أنه قادر علي كل شئ!! كلا، بل إن موسى قال عن نفسه " لست أنا صاحب كلام، لا اليوم ولا أمس ولا أول من أمس.. أنا ثقيل الفم واللسان" (خر 4: 10) وقال "أنا أغلف الشفتين. فكيف يسمع لي فرعون؟!" (خر 6: 30). فقال له الرب " جعلتك إلها لفرعون" (خر 7: 1) بمعني سيدا له ومتسلطا عليه. وليس بمعني أنه إله حقيقي.
*ثقوا بنفس الوضع قال الرب لموسى الثقيل الفم واللسان. إنه قد أعطاه هرون أخاه، ليكون له فما. فقال له: " تكلمه وتضع الكلمات في فمه. وأنا أكون مع فمك ومع فمه.. هو يكلم الشعب عنك. هو يكون لك فما. وأنت تكون له إلها" (خر 4: 15، 16). تكون له إلها، بمعني أن توحي إليه بما تريد أن تقول. وليس بمعني إله حقيقي يخلق. فهرون كان أكبر سنا من موسى. وكان موجودا قبل موسى.
كذلك استخدمت كلمة (آلهة) عن آلهة الأمم، وعن كثير من البشر الذين دعوا أبناء الله.
فقيل في مزمور 82 " الله قائم في مجمع الآلهة. في وسط الآلهة يقضى. إلي متي تقضون ظلما وترفعون وجه الأشرار؟! ولاشك أن هؤلاء الظالمين لم يكونوا آلهة حقيقيين!! ولكنهم تصرفوا كما كانوا آلهة! ويقول في نفس الإصحاح "ألم أقل إنكم آلهة وبني العلي تدعون. ولكنكم مثل البشر تموتون، وكأحد الرؤساء تسقطون" (مز 82: 6، 7) وطبعا الذين يموتون ويسقطون، ليسوا هم آلهة بالحقيقة، ولكنهم دعوا كذلك.
أيضا قيل في المزامير " الرب إله عظيم، ملك كبير علي كل الآلهة" (مز95: 3) أي من يسميهم الأمم آلهة،، وهم ليسوا آلهة حقيقيين.. وأيضا قيل " الرب عظيم وممجد جدا، مهوب من كل الآلهة. لأن كل آلهة الأمم شياطين" (مز 96: 4، 15). وقيل في ترجمه أخري "لأن كل آلهة الشعوب أصنام " ومع ذلك أخذوا لقب آلهة ليسوا آلهة حقيقيين..
ولكن السيد المسيح هو إله حق، أي له كل الصفات الألوهية:
فهو أزلي خالق، قادر علي كل شئ، موجود في كل مكان، غير محدود.. فاحص القلوب والكلي، قدوس، رب الأرباب، غافر الخطايا.. إلي آخر كل تلك الصفات الخاصة بالله وحده.
وأحيل القارئ في هذه النقطة إلي كتابنا لاهوت المسيح.
وذلك حتي لا أكرر الكلام. وحيث تثبت للسيد كل هذه الصفات الإلهية، سواء ما ذكر عنها الإنجيل، أو ما برهنت عنه أعماله إلهية.. أنظر كمثال (رو9: 5)، يو 1: 1)، (1تي 3: 16)، (أع 20: 28) وما قيل عنه من حيث هو الأول والأخر (رؤ 1: 8، 11، 17).. الخ.
إله حق من إله حق.
أي أنه إله حق، مولود من الأب الذي هو أيضا إله حق. فكل من الأب والابن إله حقيقيين له كل الصفات الألوهية، وكل قدراتها وكل المجد والقدرة، إلي ابد الآبدين.
وليست كلمة (إله) هنا مجرد لقب كما قيل عن آلهة الأمم أو كما قيل عن بعض البشر.

 
قديم 23 - 05 - 2013, 08:44 PM   رقم المشاركة : ( 3383 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,860

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

هــــــو أنــــــــــا ليـــــــــــه مش حــــلو فى عينيــــن نفســــى؟!!

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



ليه يارب أنا
الوحيد اللى لونه أسود وسط أخواتى..؟!
ليه يارب أنا
الوحيد اللى رجليه ضعيفة ومش قادر يقف..؟!
ليه يارب أنا
الوحيد اللى ودنه تقيلة ومش مميز صوتك..؟!
ليه يارب أنا ا
لوحيد اللى بتوه بعيد ومش عارف سكتى..؟!
لكن..
أخواتى بيجروا حواليك..
يروحوا ويجوا بحرية...فرحانين..وأنا حزين..؟؟؟

+ صديقـــــــــى....
كتير
بنبص على اللى حوالينا ونقارن معاملات الله معاهم..!!
لو كنت بتفكر بالطريقة دى..فلازم تعرف حاجة مهمة..

أخواتك اللى انت شايفهم حواليك...كان لونهم أسود زيك فى يوم...!
بس لما رجعوا للمسيح..غسلهم ..وطهرهم..ورجعهم بثياب بيض..!
ورجليهم كانت زيك ضعيفة.ودانهم كانت زيك تقيلة ..!
وشالهم المسيح على منكبيه فترة فى حياتهم..ومانزلهمش غير لما ميزوا صوته..وطريقة كلامه..وأسلوبه..!
وعرفوا سكة الرجوع..علشان حتى لو تاهوا..هيعرفوا يرجعوا تانى..!

+ كل المطلوب منك .
.تسلم نفسك ليه بكل أرادتك..علشان يشتغل فيك..!
وأسمع صوته بيقولك:
"هاأنتِ جميلة ياحبيبتى..هاأنتِ جميلة"
ولما إبليس يقولك بُص لنفسك قد إيه إنت إسود ومالكش قيمة..!
قوله:
لأ هبُص على مسيحى..فأنا ســــــــوداء وجميلـــــــــة..!
 
قديم 24 - 05 - 2013, 10:16 AM   رقم المشاركة : ( 3384 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,860

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الكدب مالوش رجلين

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


مثل مصري شهير، يُقصد به التنبيه بأن الكذب لا بد وأن ينكشف يومًا.

اتفق حنانيا وسفيره على الكذب في أمر ثمن الحقل الذي باعاه، ولكن الله كشف كذبهما سريعًا، والنتيجة كانت مرعبة (أعمال5). وكذب أبناء يعقوب عليه بادعائهم أن يوسف افترسه وحش، ومرت سنوات وكُشف الأمر إذ وجدوا أنفسهم أمام يوسف راكعون بعد سلسلة من المواقف المُرَّة التي أجازهم الرب فيها (تكوين 37؛ 43).
وفي سفر الأمثال نرى هذا المبدأ واضحًا في قوله «شَفَةُ الصِّدْقِ تَثْبُتُ إِلَى الأَبَدِ، وَلِسَانُ الْكَذِبِ إِنَّمَا هُوَ إِلَى طَرْفَةِ الْعَيْنِ (ينكشف سريعًا)»، كما يحذر من تحقيق أي مكاسب (سواء أدبية أم مادية) بالكذب «خُبْزُ (الذي تناله عن طريق) الْكَذِبِ لَذِيذٌ لِلإِنْسَانِ، وَمِنْ بَعْدُ يَمْتَلِئُ فَمُهُ حَصًى»، «جَمْعُ الْكُنُوزِ بِلِسَانٍ كَاذِبٍ، هُوَ بُخَارٌ مَطْرُودٌ لِطَالِبِي الْمَوْتِ (بترجمة أخرى: جمع الثروة عن طريق الكذب، بخار يتبدد وفخ مميت)» (أمثال12: 19؛ 20: 17؛ 21: 6).
وموقف الله من الكذب واضح: «كَرَاهَةُ الرَّبِّ شَفَتَا كَذِبٍ، أَمَّا الْعَامِلُونَ بِالصِّدْقِ فَرِضَاهُ» (أمثال12: 22؛ 6: 17). ولقد قرَّر الرب بفمه الكريم أن «إِبْلِيسُ... كَذَّابٌ وَأَبُو الْكَذَّابِ» (يوحنا8: 44). وجدير بالذكر أن الله يرى الكذب موجَّهًا ضده هو مباشرة (كما في قصة حنانيا وسفيرة)؛ فالكاذب يعتقد أن “ليس من يراه”، وكأنه ضمنًا يعتبر أن الله نفسه لا يراه! لذلك لا عجب أن نقرأ «وَجَمِيعُ الْكَذَبَةِ، فَنَصِيبُهُمْ فِي الْبُحَيْرَةِ الْمُتَّقِدَةِ بِنَارٍ وَكِبْرِيتٍ، الَّذِي هُوَ الْمَوْتُ الثَّانِي». (رؤيا21: 8)، ويا له من مصير!
أما بالنسبة للمؤمنين الحقيقيين، الذين اغتسلوا بدم المسيح، فالتحريض لهم «لِذلِكَ اطْرَحُوا عَنْكُمُ الْكَذِبَ، وَتَكَلَّمُوا بِالصِّدْقِ كُلُّ وَاحِدٍ مَعَ قَرِيبِهِ، لأَنَّنَا بَعْضَنَا أَعْضَاءُ الْبَعْضِ»، «لاَ تَكْذِبُوا بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ، إِذْ خَلَعْتُمُ الإِنْسَانَ الْعَتِيقَ مَعَ أَعْمَالِهِ» (أفسس4: 25؛ كولوسي3: 9). فلا يليق باتباع المسيح، الذي هو الحق، أن يسيروا في طريق الكذب. فلندقِّق في كلامنا ولا نقول إلا الصدق لأننا تنكلم أمام الله الذي يرى ويعلم ما في قلوبنا (رومية9: 1؛ 2كورنثوس11: 31؛ غلاطية1: 20).
بقي أن أترك معك فكرة صغيرة عن أنواع من الكذب قد نتغافل عنها: «مَنْ قَالَ: “قَدْ عَرَفْتُهُ (الله)” وَهُوَ لاَ يَحْفَظُ وَصَايَاهُ، فَهُوَ كَاذِبٌ وَلَيْسَ الْحَقُّ فِيهِ... إِنْ قَالَ أَحَدٌ:“إِنِّي أُحِبُّ اللهَ” وَأَبْغَضَ أَخَاهُ، فَهُوَ كَاذِبٌ. لأَنَّ مَنْ لاَ يُحِبُّ أَخَاهُ الَّذِي أَبْصَرَهُ، كَيْفَ يَقْدِرُ أَنْ يُحِبَّ اللهَ الَّذِي لَمْ يُبْصِرْهُ؟» (1يوحنا2: 41؛ 4: 20).
فلنفحص أنفسنا!

 
قديم 24 - 05 - 2013, 02:59 PM   رقم المشاركة : ( 3385 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,860

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الإبن الضال( 1)

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الإبن الضال( 1 )
قصة الابن الضال في الكتاب المقدس تروي ان إنسان كان له إبنان، قال أصغرهما لأبيه يا أبي أعطني القسم الذي يصيني من المال.
هذا الالتماس أظهر عدم اقتناعه بحالته. ورغبة الإنسان في أن يكون سيد نفسه دون الله هي بداءة كل الخطايا.
لم يعمل الأب شيئاً يؤنب به إبنه أو يصده. لقد تركه فقط يزرع، ثم بعد ذلك يحصد.وبعد أيام ليست بكثيرة جمع الابن الأصغر كل شيء وسافر إلى كورة بعيدة .

هنا نرى الابن الضال وقد صار غنياً. لقد تحول إلى ضال من اللحظة التي أعطى فيها قفاه لأبيه إلى أن صار كما تقول القصة يطعم الخنازير.

إن الإنسان يصل إلى عمق البعد عن الله تدريجياً. هي رحلة، ولكن البعض يسرع فيها ويسبق غيره. وعلى أي حال لا بد أن يصل الجميع إلى النهاية المظلمة.

سافر الى كورة بعيدة .بعيدة عن أبيه، وبعيدة عن قيود البيت، ولكنها أيضاً بعيدة عن التأثيرات الطيبة. لقد ذهب قلبه أولاً إلى هناك، ثم بعد ذلك جسده. والطريق إلى تلك الكورة دائماً في إنحدار. التشرد والبعد عن الله هو حال الإنسان هناك. إن البعد لا يقاس بالخطوات، بل بمقدار البعد عن المحبة والشوق إلى الله.

ويتابع الكتاب المقدس عن هذا الابن الضال قائلا وهناك بذر ماله {بعيش مسرف}{ولما أنفق كل شيء}{حدث جوع شديد في تلك الكورة}

كانت لديه ثروة. وكانت الثروة في يده، ولم تكن في عقله أو في قلبه، والغبي هو الذي يتكل على الأولى فقط.كثيراً ما تتكرر هذه القصة حرفياً في حياة الناس . فالأكثر حدوثاً هو أن يترك الناس إلههم متجهين إلى الشهوات الحسية التي لا تضبطها أفكار الله، بل يوجهها الاضطراب المادي فقط. العيش المسرف هو الطريق المميت لإجهاد النفس، وإنهاك العقل، وتحطيم الثروة، وإهلاك الإنسان. مثل هؤلاء الأشخاص يساعدون على حدوث المجاعات، أولئك الذين ينفقون ويسرفون باستمرار ولا ينتجون. إن الجوع هو السبب الظاهر لرجوع الإبن الضال. قد يسمح الله للظروف التي يمر بها البشر أن تعترض طريق الخطية. فالمجاعات، والكوارث الأخرى، هي رسل إلهنا وراء أولاده الضالين. وأشد أنواع الجوع ألماً وأسى ليس جوع الجسد، بل جوع النفس. حيث يقول الكتاب فابتدأ يحتاج أي أبتدأ يتحقق أن مسرات الخطية هي إلى لحظة.

لقد كان له كل شيء، وتمتع بكل ما يمكن أن يقدمه العالم لإنسان، ولكن بعد ذلك وجد نفسه يحتاج!. وعندما يشعر الضال بالحاجة لا بد أن يحدث له أمر من إثنين:
إما أن ييأس، أو أن يتوب.لم يرد أن يحيا مع أبيه، فاضطر أن يعيش مع الخنازير! وابتدأ بسبب الجوع يأكل من طعامها .
{وقال هذا الابن الضال في نفسه: كم من أجير لأبي يفضل عنه الخبز وأنا أهلك جوعاً! أقوم واذهب إلى أبي وأقول له يا أبي أخطات إلى السماء وقدامك}
ربما كانت المعدة هي التي حثته على الرجوع وليس الضمير، ولكن مهما كانت الدوافع وضيعة فقد تكون كافية. وطالما كان الدافع يسير بنا إلى بيت الآب والإيمان بالمسيح يسوع، فهو دافع مقدس.
إرادته طوحت به بعيداً، وحاجته حملته واقتربت به ثانية.
أدرك أنه بلا عذر، ولم تكن له كلمة يقولها بخصوص خطأه وحالته الروحية. لذلك دعا هذه التصرفات بإسمها: {الخطية}، إذ قال {أخطأت}. لقد أدرك طبيعة الخطية إدراكاً أفضل، فعلم أنها ضد الله وضد أبيه.

{ولست مستحقاً أن أدعى لك إبناً، إجعلني كأحد أجراك}.
ذهب كإبن، وفضل بكل سرور أن يعود كأجير. وفي كلمة الله نعلم أن الله لا يرذل الضال الذي يعود إليه بقلب كسير متواضع.
فقام وجاء إلى أبيه بعد أن شعر بانحطاطه صمم أن يعمل. وهنا تحولت التوبة إلى إيمان وعمل.
ما معنى هذا؟.

كانت الرحلة أمامه طويلة ومتعبة، وكان لا مفر من أن يقوم بها وهو الإبن المدلل الذي نشأ في رفاهية. كان عليه أن ينكسر، ويعترف بخطأه، ويطلب مركز الخادم. أمور صعبة على النفس، ولكن التوبة الحقيقية لا بد وأن تشتمل على كل هذه الأمور. إن الإبتعاد عن الله هو خطية الخطايا، والرجوع إليه هو أساس التوبة الحقيقية.

{وإذ كان لم يزل بعيداً رآه أبوه} قبل أن يراه هو!. إن للحب نظر حاد، وعين الرحمة أسرع من عين التوبة. وحتى عين الإيمان تعتبر معتمة إذا قورنت بعين محبة الله، الله الذي يحب الخطأ الراجع قبل أن يراه.فتحنن وركض! ووقع على عنقه وقبله!.

إن الله يتعجل حين يرحب بالضال العائد!.
ما أبطأ خطوات التوبة، ولكن ما أسرع أقدام الغفران!.
لم يتأخر لحظة، ومع أن أنفاسه كانت تلهث إلا أن محبته لم تجهد.
{فقال له الإبن: يا أبي أخطأت إلى السماء وقدامك ولست مستحقاً أن أدعى لك إبناً}
لم يأبه والده بالكلام، بل قال لعبيده: أخرجوا الحلة الأولى وألبسوه، وضعوا خاتماً في يده، وحذاءً في رجليه، وقدموا العجل المسمن واذبحوه، فنأكل، ونفرح، لأن ابني هذا كان ميتاً فعاش وكان ضالاً فوجد.

إن السماء تفرح بخاطئ واحد يتوب ويرجع إلى الآب.
فابتدأوا يفرحون، ولم يحدثنا الكتاب أن هذا الفرح الذي ابتدأ قد انتهى.
إن تغيير النفس كاف لأن يحدث فرحاً أبدياً في قلوب الأبرار.
أشكرك أحبك كثيراً
أنت محبوب في المسيح
يسوع بحبك


 
قديم 26 - 05 - 2013, 10:57 PM   رقم المشاركة : ( 3386 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,860

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الإيمان والأعمال
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


علاقة الإيمان والأعمال الصالحة هي علاقة وثيقة يمكن تمييز كل منهما لكن لا يمكن فصل احدهم عن الآخر. فالبرغم من ان أعمالنا الصالحة لا تضيف أي استحقاق لإيماننا أمام الله وبالرغم من ان الشرط الوحيد لتبريرنا هو إيماننا بالمسيح لكن إن لم تأتي الأعمال الصالحة نتيجة لإيماننا فمن الواضح اننا لا نمتلك الإيمان الذير يغيرنا ويخلصنا.

هذا التعريف يقربنا جداً من فكرتي الرسول بولس والرسول يعقوب، فالرسول بولس أكد في اكثر من نص واكثر من رسالة (رومية 3: 28 و 5: 1 وغلاطية 3: 24) على أن التبرير هو بالإيمان مسلطاً الضوء من زاوية معينة يبين الفرق فيها بين اعمال الناموس والتبرير باإيمان بالمسيح. لكن الرسول يعقوب في رسالته (2: 14 - 26) مؤكداً ان الأعمال هي ثمرة الإيمان ولا يمكن للمؤمن المسيحي ان يعيش إيمان بدون ان يثمر في أعماله. فالإيمان بالمسيح يغير حياة الإنسان وأعماله ايضاً، فهنا الأعمال هي ثمرة الإيمان ونتيجة له لا العكس. نحن نعمل اعمال صالحة ومرضية امام الله لاننا آمنا بالمسيح وليس العكس، اننا لم نكسب إيماننا بالأعمال.

فالكثير يفترضون ان اعمالهم الصالحة كافية ان توصلهم للسماء لكن الكتاب المقدس واضح بأن الإيمان بالمسيح وخلاصه هي شئ أساسي جداً فالأعمال الصالحة هي غير كافية للخلاص لآن التبرير بالمسيح والأعمال الصالحة هي تحصيل حاصل لهذا الإيمان.



الخلاصة
الأعمال وحدها غير كافية للتبرير لان التبرير هو بالإيمان بالمسيح. لكن الإيمان والأعمال شيئان لا يمكنا فصلهما عن بعضهما في العقيدة المسيحية. فالاخير هو نتيجة الأول لكن ثمرته أيضاً والشجرة التي لا تثمر لن تبقى في الحقل.




 
قديم 26 - 05 - 2013, 10:59 PM   رقم المشاركة : ( 3387 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,860

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الشركة في الثالوث الأقدس

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

+ إن قُوى الإنسان العُليا مؤهَّلة لأن تستقبل النور الإلهي وتعكسه على من حولها. القدرات البشرية مَدْعوَّة لأن تُستَثْمر في «المواهب الإلهية». أما هذه الممارسات في تُعتبر بحد ذاتها شركةً مع الثالوث الأقدس الفاعل في كل عمل صالح، وصورةً معبرة عن حضوره الإلهي. بَيْدَ أن الأمر الأساسي الذي تعمله قوة انطباع صورة الله فينا هو أنها تبثُّ في كياننا «الإحساس بالخلود». إنها تخلق في الإنسان قوة الامتداد نحو ما يفوقه، وتستنهض فيه «الحنين للأبدية». وبهذا يصبح الإنسان أعظم من العالم الذي وُلد فيه، هذا العالم الذي يريد أن يستحوذ عليه. وبقوة انطباع صورة الله فينا يؤكد الإنسان أيضاً حريته الجوهرية. وكون الإنسان على صورة الله هذا يعني الأساس أن له وجوداً شخصياً حراً قائماً بذاته.

[إذا كان الإنسان قد دُعي للحياة ليكون شريكاً في «الطبيعة الإلهية»، فلابد أن يكون تكوينه أساساً مما يؤهِّله لهذه المشاركة... كان من الضروري أن شيئاً من المماثلة الإلهية يُمزج بالطبيعة البشرية حتى تجعله هذه العلاقة يميل إلى ما تمتُّ إليه... من أجل هذا وُهب الإنسان الحياة والبصيرة والحكمة وكل السجايا الجديرة باللاهوت (أي بالطبيعة الإلهية)، حتى يتوق كلٌّ من هذه الفضائل إلى مثيله في الله. ولأن الأبدية ملازمة للاهوتية على الإطلاق، كان لا مندوحة من أن لا تُحرم منها طبيعتنا، بل أن تُزوَّد بعنصر الخلود. وبفضل هذه الهبة الممنوحة، نجدها مشدودة دائماً إلى بفوق قامتها، يحدوها دائماً الحنين إلى الأبدية.
هذا ما توميء إليه رواية خلقة الإنسان في عبارة واحدة جامعة شاملة، عندما تقول إن ’’الإنسان خُلق على صورة الله‘‘. (تك 26:1).](1) القديس غريغوريوس النيصي
[الإنسان حرٌّ منذ البداية، لأن الحرية هي من صميم طبيعة الله، ولأن الإنسان خُلق على مثال الله.](2) القديس إيرينيئوس
+ النعمة تُخلِّص، ولكن بتلاقي المحبة، أي باستجابة الإنسان لمحبة الله. إنها تحيط بالإنسان، كل إنسان، كالهواء الجوي، متأهبة دائماً أن تدخل إليه من خلال أصغر منفذ في الإرادة. بَيْدَ أن الحرية الملوكية التي للإيمان هي وحدها التي تُحسن استخدام هذا المنفذ، فيصبح مدخلاً فعالاً واستسلاماً طوعياً مُبدعاً للحياة الإلهية. إنه من أجل خلاص البشرية جمعاء قد أُفرز البعض، فليس الفرد المؤمن في انعزاله، ولكن في اتحاده مع الآخرين في ذات الإيمان الواحد، بل كل البشر معاً هو الذين يُكوِّنون حقيقة قوام صورة الله. فما نراه هو أن هذا الـ «آدم الشمولي»، وهذا «الإنسان الفرد» قد تفتت، ونحن (أفراداً وجماعات) لا نكف عن تحطيمه، أما المسيح «آدم الأخير» فهو يعيد تجديد بناء قوام الإنسان، سواء في فرديته أو تعدديته، ليكون على صورة الثالوث الأقدس الواحد في الجوهر الإلهي.

+ إن قول الله «نعمل الإنسان على صورتنا»، يعني البشرية في وحدتها الكيانية العامة.

[إنها كل الطبيعة البشرية في شمولها ممتدَّة من البداية إلى النهاية، هي التي تكوِّن قوام الصورة التي على مثال الكائن الأعظم.](3)
[القول بأنه يوجد ’’بشر عديدون‘‘ هو تعبير جرت به عادة الأسلوب العامي... نعم يوجد هناك كثرة تشارك في نفس الطبيعة البشرية الواحدة... ولكن خلالها جميعاً الإنسان هو واحد.](4) القديس غريغوريوس النيصي

+ من جهة أخرى، الإنسان ككل –نفساً وجسداً- هو الذي جُبلَ على صورة الله. فالجسد قد أُعطيَّ أن يكون هو التعبير عن الوجود الشخصي الفردي لنفس الإنسان عندما تقبَّل هو أيضاً النفخة المُحّيية. ومع الكتاب المقدس يؤكد الآباء أن الكيان البشري لا يقوم إلا وحدة النفس مع الجسد. المرئي من الإنسان لم يكن ليوجد إلا ليعبر عن اللامرئي فيه. لذلك كان القديسون يشعوُّن ببهاء ينبعث من قلب يتميز بالصيرة الثاقبة والمحبة الشديدة. الجسد هو أيضاً مدعوٌّ للقيامة والحياة الأبدية. والآباء الرسوليون في القرن الثاني شددوا كثيراً في تعاليمهم على رفعة منزلة الجسد هذه. فالمسيحية لديهم تبشر بقيامة الجسد، لذا فهي تسبق وتُعِدُّه منذ الآن لهذه الحقيقة، التي برهنتها وأكدتها قيامة المسيح و«صعوده» هذا الذي رفع الجسد الأرضي وعمَّقه في الله.

+ من أجل هذا كانت مسيحية القرون الأولى منشغلة أساساً لا بخلود النفس –الذي لا ريب فيه والمُسلَّم به أصلاً- بل بقيامة الأجساد والكون بأسره، والكون هو بمثابة جسد البشرية. فكل حياة الكنيسة على الأرض هي بمثابة «معمل تفريخ للقيامة» (كما يقول العالم اللاهوتي المعاصر ديمتري ستانيلوي). إنها الكنيسة تبث روح القيامة الفائقة في البشرية جمعاء وفي الكون كله.
[ليس في جزء من طبيعة الإنسان، توجد صورة الله، وإنما في الطبيعة برُمَّتها الصورة الإلهية.](5) القديس غريغوريوس النيصي
[أرواح بلا أجساد لا يمكن أبداً أن تكون بشراً روحيين. ولكن واقعنا بكامله، أعني به كياننا المُركَّب من روح وجسد، حينما يتقبل روح الله، فهو يصير إنساناً روحياً.](6) القديس إيرينيئوس
[هل النفس أياًّ كانت –هي وحدها- التي تحدد قوام الإنسان؟ كلا، فالنفس ما هي إلا جانب من الإنسان. وهل الجسد هو الذي يتميز به الإنسان؟ كلا، فهو ليس إلا جزءاً من الإنسان. إذاً، فمن حيث أن هذين العنصرين لا يمكن لأيٍّ منهما على حدةٍ بأي وجه من الوجوه أن يُكوِّن الإنسان، فمن ثم يلزم أن نقول إن الوحدة المكوَّنه من اتحاد الاثنين معاً هي الجديرة بأن تُسمى إنساساً. ويقيناً أن الإنسان ككل وليس جزءٌ منه هو الذي دعاه الله إلى الحياة وإلى القيامة (قيامة الجسد).
إن الإنسان بكُلِّيته هو الذي دُعي، أي بالنفس والجسد أيضاً. وإذا كان الاثنان يكوِّنان اتحاداً ممتنع الانفصال فكيف نعتقد أن أحدهما يخلص (ويفوز بالحياة الأبدية) دون الآخر؟ وإذا كنا قد قبلنا مرة إمكانية تعرُّف الجسد على مَوْلد (روحي) جديد، فكيف يُعقل أن تنعم النفس وحدها بالخلاص الأبدي دون الجسد؟](7)
[إذا كان صحيحاً أن الجسد هو بلا أدنى جدوى، فلماذا أبرأه المسيح؟ بل ولماذا بالأخص بلغ إلى حد أن أُقيم من بين الأموات؟ وماذا كان القصد من هذا؟ أليس ذلك لكي يبين لنا كيف أن القيامة (للجسد) لابدَّ أن تحدث؟ ومن الواضح أنها كانت لكليهما (الجسد والنفس) معاً. وإذا كانت القيامة ليست إلا روحية، كان ينبغي أن الرب يشير بقيامته هو إلى ذلك، فيكون الجسد مُضجعاً في جانب والنفس تبدو قائمة بدونه. ولكنه لم يفضل مثل هذا، بل إنه قام بجسده المصلوب، إذا كان لا يبرهن بذلك على حقيقة قيامة الجسد؟ وإذا أراد أن يقنع تلاميذه الذين رفضوا أن يقبوا أنه قام حقاً بجسده... سمح لهم أن يلمسوه ويتحققوا هم أنه هو، وأنه ما زال في جسده. ثم بعد ذلك، في مرَّة أخرى، طلب منهم أن يأكل معهم... فأكل عسلاً وسمكاً. وهكذا وضع اليقين أمامهم أن القيامة ستتم لجسد بشريتنا هذا الذي نحيا به على الأرض. ثم إذ أراد أيضاً أن يؤكد لنا أن موطننا الدائم سيكون في السماء، أنه ليس مستحيلاً على الجسد أن ينطلق إلى هناك؛ سمح لتلاميذه «أن يروه مرتفعاً إلى السماء» (مر 19:16)](8) الفيلسوف الشهيد يوستين

+ يشترك آباء الكنيسة الروحيون الأوائل جميعاً (انطلاقاً من الكتاب المقدس) في رؤيتهم أن القلب هو المركز الأساسي في حياة الإنسان المسيحي. هذا ’’القلب‘‘ وإن كان يأخذ نفس التسمية التي يحملها هذا العضو الطبيعي من الجسد ولكن دون أن يتشابه معه بكُلِّته، فهو موضع معرفة المحبة حيث يستجمع الإنسان كل قواه وأفكاره وأحاسيسه، وفي الوقت نفسه ينفتح على الآخرين (إن كان هذا الآخر هو الله أو الإنسان). هذا «القلب الروحاني» هو منفتح دائماً على الروح القديس وهو يستقبل منه النور الإلهي ليبَّه في الجسد... لكي يُمكِّنه من أن يصير روحانياً، بينما بالمقابل نجد أن أعلى مستوى من الذكاء إذا ما انغلق أمام السر الإلهي يصير جسدانياً.

[النعمة تنقش في قلب أبناء النور شرائع الروح. لذلك، لا ينبغي أن يستقوا إيمانهم فقط من الكتب المقدسة المدونة بمِداد، لأن نعمة الله تكتب أيضاً سُنَنَ الروح والأسرار السماوية على لوحي القلب. فالقلب في الواقع يقود ويسوس الجسد كلَّه. وحالما تستحوذ النعمة على مراعي القلب، حينئذ تملك على كل الأعضاء والافكار. لأن فيه تقوم الروح وكل خواطر النفس وآمالها. ومن خلاله تسري النعمة في كل أعضاء الجسد.](9) القديس مقاريوس الكبير
__________________

تم تضمن الحواشي في ملف PDF و الـ WORD لحدوث مشاكل في ظهورها في الموضوع (بعض الكلمات تظهر على هيئة رموز)
__________________
ترجمة وإعداد: رهبان دير القديس أنبا مقار
مقالات مُترجمة عن كتاب:
SOURCES: Les Mystiques Chrétiens des Origines (منابع الروحانية المسيحية في أصولها الأولى). للفيلسوف الفرنسي المعاصر والعالم الآبائي أوليفيه كليمانت Olivier Clément
الناشر: دار مجلة مرقس
الطبعة الأولى: 1944
مقالات سبق نشرها في مجلة مرقس أعداد من شهر سبتمبر إلى ديسمبر 1989
__________________

 
قديم 26 - 05 - 2013, 10:59 PM   رقم المشاركة : ( 3388 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,860

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الشركة في الثالوث الأقدس

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

+ إن قُوى الإنسان العُليا مؤهَّلة لأن تستقبل النور الإلهي وتعكسه على من حولها. القدرات البشرية مَدْعوَّة لأن تُستَثْمر في «المواهب الإلهية». أما هذه الممارسات في تُعتبر بحد ذاتها شركةً مع الثالوث الأقدس الفاعل في كل عمل صالح، وصورةً معبرة عن حضوره الإلهي. بَيْدَ أن الأمر الأساسي الذي تعمله قوة انطباع صورة الله فينا هو أنها تبثُّ في كياننا «الإحساس بالخلود». إنها تخلق في الإنسان قوة الامتداد نحو ما يفوقه، وتستنهض فيه «الحنين للأبدية». وبهذا يصبح الإنسان أعظم من العالم الذي وُلد فيه، هذا العالم الذي يريد أن يستحوذ عليه. وبقوة انطباع صورة الله فينا يؤكد الإنسان أيضاً حريته الجوهرية. وكون الإنسان على صورة الله هذا يعني الأساس أن له وجوداً شخصياً حراً قائماً بذاته.

[إذا كان الإنسان قد دُعي للحياة ليكون شريكاً في «الطبيعة الإلهية»، فلابد أن يكون تكوينه أساساً مما يؤهِّله لهذه المشاركة... كان من الضروري أن شيئاً من المماثلة الإلهية يُمزج بالطبيعة البشرية حتى تجعله هذه العلاقة يميل إلى ما تمتُّ إليه... من أجل هذا وُهب الإنسان الحياة والبصيرة والحكمة وكل السجايا الجديرة باللاهوت (أي بالطبيعة الإلهية)، حتى يتوق كلٌّ من هذه الفضائل إلى مثيله في الله. ولأن الأبدية ملازمة للاهوتية على الإطلاق، كان لا مندوحة من أن لا تُحرم منها طبيعتنا، بل أن تُزوَّد بعنصر الخلود. وبفضل هذه الهبة الممنوحة، نجدها مشدودة دائماً إلى بفوق قامتها، يحدوها دائماً الحنين إلى الأبدية.
هذا ما توميء إليه رواية خلقة الإنسان في عبارة واحدة جامعة شاملة، عندما تقول إن ’’الإنسان خُلق على صورة الله‘‘. (تك 26:1).](1) القديس غريغوريوس النيصي
[الإنسان حرٌّ منذ البداية، لأن الحرية هي من صميم طبيعة الله، ولأن الإنسان خُلق على مثال الله.](2) القديس إيرينيئوس
+ النعمة تُخلِّص، ولكن بتلاقي المحبة، أي باستجابة الإنسان لمحبة الله. إنها تحيط بالإنسان، كل إنسان، كالهواء الجوي، متأهبة دائماً أن تدخل إليه من خلال أصغر منفذ في الإرادة. بَيْدَ أن الحرية الملوكية التي للإيمان هي وحدها التي تُحسن استخدام هذا المنفذ، فيصبح مدخلاً فعالاً واستسلاماً طوعياً مُبدعاً للحياة الإلهية. إنه من أجل خلاص البشرية جمعاء قد أُفرز البعض، فليس الفرد المؤمن في انعزاله، ولكن في اتحاده مع الآخرين في ذات الإيمان الواحد، بل كل البشر معاً هو الذين يُكوِّنون حقيقة قوام صورة الله. فما نراه هو أن هذا الـ «آدم الشمولي»، وهذا «الإنسان الفرد» قد تفتت، ونحن (أفراداً وجماعات) لا نكف عن تحطيمه، أما المسيح «آدم الأخير» فهو يعيد تجديد بناء قوام الإنسان، سواء في فرديته أو تعدديته، ليكون على صورة الثالوث الأقدس الواحد في الجوهر الإلهي.

+ إن قول الله «نعمل الإنسان على صورتنا»، يعني البشرية في وحدتها الكيانية العامة.

[إنها كل الطبيعة البشرية في شمولها ممتدَّة من البداية إلى النهاية، هي التي تكوِّن قوام الصورة التي على مثال الكائن الأعظم.](3)
[القول بأنه يوجد ’’بشر عديدون‘‘ هو تعبير جرت به عادة الأسلوب العامي... نعم يوجد هناك كثرة تشارك في نفس الطبيعة البشرية الواحدة... ولكن خلالها جميعاً الإنسان هو واحد.](4) القديس غريغوريوس النيصي

+ من جهة أخرى، الإنسان ككل –نفساً وجسداً- هو الذي جُبلَ على صورة الله. فالجسد قد أُعطيَّ أن يكون هو التعبير عن الوجود الشخصي الفردي لنفس الإنسان عندما تقبَّل هو أيضاً النفخة المُحّيية. ومع الكتاب المقدس يؤكد الآباء أن الكيان البشري لا يقوم إلا وحدة النفس مع الجسد. المرئي من الإنسان لم يكن ليوجد إلا ليعبر عن اللامرئي فيه. لذلك كان القديسون يشعوُّن ببهاء ينبعث من قلب يتميز بالصيرة الثاقبة والمحبة الشديدة. الجسد هو أيضاً مدعوٌّ للقيامة والحياة الأبدية. والآباء الرسوليون في القرن الثاني شددوا كثيراً في تعاليمهم على رفعة منزلة الجسد هذه. فالمسيحية لديهم تبشر بقيامة الجسد، لذا فهي تسبق وتُعِدُّه منذ الآن لهذه الحقيقة، التي برهنتها وأكدتها قيامة المسيح و«صعوده» هذا الذي رفع الجسد الأرضي وعمَّقه في الله.

+ من أجل هذا كانت مسيحية القرون الأولى منشغلة أساساً لا بخلود النفس –الذي لا ريب فيه والمُسلَّم به أصلاً- بل بقيامة الأجساد والكون بأسره، والكون هو بمثابة جسد البشرية. فكل حياة الكنيسة على الأرض هي بمثابة «معمل تفريخ للقيامة» (كما يقول العالم اللاهوتي المعاصر ديمتري ستانيلوي). إنها الكنيسة تبث روح القيامة الفائقة في البشرية جمعاء وفي الكون كله.
[ليس في جزء من طبيعة الإنسان، توجد صورة الله، وإنما في الطبيعة برُمَّتها الصورة الإلهية.](5) القديس غريغوريوس النيصي
[أرواح بلا أجساد لا يمكن أبداً أن تكون بشراً روحيين. ولكن واقعنا بكامله، أعني به كياننا المُركَّب من روح وجسد، حينما يتقبل روح الله، فهو يصير إنساناً روحياً.](6) القديس إيرينيئوس
[هل النفس أياًّ كانت –هي وحدها- التي تحدد قوام الإنسان؟ كلا، فالنفس ما هي إلا جانب من الإنسان. وهل الجسد هو الذي يتميز به الإنسان؟ كلا، فهو ليس إلا جزءاً من الإنسان. إذاً، فمن حيث أن هذين العنصرين لا يمكن لأيٍّ منهما على حدةٍ بأي وجه من الوجوه أن يُكوِّن الإنسان، فمن ثم يلزم أن نقول إن الوحدة المكوَّنه من اتحاد الاثنين معاً هي الجديرة بأن تُسمى إنساساً. ويقيناً أن الإنسان ككل وليس جزءٌ منه هو الذي دعاه الله إلى الحياة وإلى القيامة (قيامة الجسد).
إن الإنسان بكُلِّيته هو الذي دُعي، أي بالنفس والجسد أيضاً. وإذا كان الاثنان يكوِّنان اتحاداً ممتنع الانفصال فكيف نعتقد أن أحدهما يخلص (ويفوز بالحياة الأبدية) دون الآخر؟ وإذا كنا قد قبلنا مرة إمكانية تعرُّف الجسد على مَوْلد (روحي) جديد، فكيف يُعقل أن تنعم النفس وحدها بالخلاص الأبدي دون الجسد؟](7)
[إذا كان صحيحاً أن الجسد هو بلا أدنى جدوى، فلماذا أبرأه المسيح؟ بل ولماذا بالأخص بلغ إلى حد أن أُقيم من بين الأموات؟ وماذا كان القصد من هذا؟ أليس ذلك لكي يبين لنا كيف أن القيامة (للجسد) لابدَّ أن تحدث؟ ومن الواضح أنها كانت لكليهما (الجسد والنفس) معاً. وإذا كانت القيامة ليست إلا روحية، كان ينبغي أن الرب يشير بقيامته هو إلى ذلك، فيكون الجسد مُضجعاً في جانب والنفس تبدو قائمة بدونه. ولكنه لم يفضل مثل هذا، بل إنه قام بجسده المصلوب، إذا كان لا يبرهن بذلك على حقيقة قيامة الجسد؟ وإذا أراد أن يقنع تلاميذه الذين رفضوا أن يقبوا أنه قام حقاً بجسده... سمح لهم أن يلمسوه ويتحققوا هم أنه هو، وأنه ما زال في جسده. ثم بعد ذلك، في مرَّة أخرى، طلب منهم أن يأكل معهم... فأكل عسلاً وسمكاً. وهكذا وضع اليقين أمامهم أن القيامة ستتم لجسد بشريتنا هذا الذي نحيا به على الأرض. ثم إذ أراد أيضاً أن يؤكد لنا أن موطننا الدائم سيكون في السماء، أنه ليس مستحيلاً على الجسد أن ينطلق إلى هناك؛ سمح لتلاميذه «أن يروه مرتفعاً إلى السماء» (مر 19:16)](8) الفيلسوف الشهيد يوستين

+ يشترك آباء الكنيسة الروحيون الأوائل جميعاً (انطلاقاً من الكتاب المقدس) في رؤيتهم أن القلب هو المركز الأساسي في حياة الإنسان المسيحي. هذا ’’القلب‘‘ وإن كان يأخذ نفس التسمية التي يحملها هذا العضو الطبيعي من الجسد ولكن دون أن يتشابه معه بكُلِّته، فهو موضع معرفة المحبة حيث يستجمع الإنسان كل قواه وأفكاره وأحاسيسه، وفي الوقت نفسه ينفتح على الآخرين (إن كان هذا الآخر هو الله أو الإنسان). هذا «القلب الروحاني» هو منفتح دائماً على الروح القديس وهو يستقبل منه النور الإلهي ليبَّه في الجسد... لكي يُمكِّنه من أن يصير روحانياً، بينما بالمقابل نجد أن أعلى مستوى من الذكاء إذا ما انغلق أمام السر الإلهي يصير جسدانياً.

[النعمة تنقش في قلب أبناء النور شرائع الروح. لذلك، لا ينبغي أن يستقوا إيمانهم فقط من الكتب المقدسة المدونة بمِداد، لأن نعمة الله تكتب أيضاً سُنَنَ الروح والأسرار السماوية على لوحي القلب. فالقلب في الواقع يقود ويسوس الجسد كلَّه. وحالما تستحوذ النعمة على مراعي القلب، حينئذ تملك على كل الأعضاء والافكار. لأن فيه تقوم الروح وكل خواطر النفس وآمالها. ومن خلاله تسري النعمة في كل أعضاء الجسد.](9) القديس مقاريوس الكبير
__________________

تم تضمن الحواشي في ملف PDF و الـ WORD لحدوث مشاكل في ظهورها في الموضوع (بعض الكلمات تظهر على هيئة رموز)
__________________
ترجمة وإعداد: رهبان دير القديس أنبا مقار
مقالات مُترجمة عن كتاب:
SOURCES: Les Mystiques Chrétiens des Origines (منابع الروحانية المسيحية في أصولها الأولى). للفيلسوف الفرنسي المعاصر والعالم الآبائي أوليفيه كليمانت Olivier Clément
الناشر: دار مجلة مرقس
الطبعة الأولى: 1944
مقالات سبق نشرها في مجلة مرقس أعداد من شهر سبتمبر إلى ديسمبر 1989
__________________

 
قديم 26 - 05 - 2013, 11:01 PM   رقم المشاركة : ( 3389 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,860

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الشركة في حياة الله

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

+ دعوة الإنسان العُليا هي: أن يحقق الإنسان كمال بشريته بأن يصير إلهاً بالنعمة، أي أن يكون مشاركاً بملء كيانه في حياة الله، جاعلاً من بشريته هيكلاً للمجد الإلهي، المجد الذي يطرح الموت خارجاً، بل بالأحرى يحوِّله إلى ما هو ضدّه؛ إلى حياة دائمة غير قابلة للفناء.

+ الإنسان صورة الله، ينبغي أن يبلغ إلى التماثل بالله. هذا التماثل هو في آن واحد، التلاقي والمشاركة، والتوافق والإنسجام التام مع الله في أقانيمه العاملة في خلقة الإنسان وفي عمل تجديد الإنسان أيضاً بالتجسيد وعمل الفداء.
[الإنسان كائنٌ حي أرضي، نال نعمة خاصة ليصير إلهاً.](1) القديس باسيليوس الكبير
[كل كائن روحي، قد أُعِدَّ ليكون هيكلاً لله، وجُبل ليقبل في طبيعته مجد الله.](2) العلاَّمة أوريجانوس
[هكذا كان التدبير الإلخي في خلقة الإنسان وجَعْله على صورة الله وشَبَهِه غير المخلوق: الآب يُدبِّر، والابن ينفذ ويشكّل، والروح القدس يغذي وينمي الإنسان ليتقدَّم تدريجياً.](3) القديس إيرينيئوس

+قصة خلق الإنسان هذه أخذت بُعداً مأساوياً «بالسقوط» و«الفداء»، ولكن تقدُّمها الأساسي نحو غايتها المنشودة لم يتوقف أو تغير.
[كان لابد للإنسان أن يمر بهذه المراحل حتى يبلغ إلى الهدف النهائي من خلقته: فأولاً هو قد جُبِل؛ ثم نما وكبر حتى بلغ سن الرشد؛ ثم تناسل وتكاثر؛ وإذا تكاثر تقوَّى؛ وإذا قَوِيَ اعتزَّ وتكرَّم؛ وبعد أن تكرم رأى ربَّه. لأن... رؤية الله تؤدي إلى الخلاص من الموت والانعتاق من الفساد؛ وهذه الحالة تُعبِّر عن بلوغ الإنسان إلى الاتحاد بالله.](4) القديس إيرينيئوس

+ الإنسان كائن يحيا في نطاق يقع بين المنظور وغير المنظور، بين عالم المادة والجسد وبين عالم الروح والروحانيات، في حالة تجسُّد كوسيط بين الخليقة والخالق. النزوع نحو هذه الغاية موجود أيضاً حتى في الأديان والمذاهب غير الكتابية (أي التي هي خارج الكتاب المقدس)، كما في الآداب والمعاصرة، وفي العلوم، وفي الفنون. ولكن في هذه كلها نجد هذا النزوع محدوداً وقاصراً: فإما هي مستغرقة في الإلهيات، وإما مؤكِّدة على الجانب البشري (المادي والطبيعي) ومُعْرِضَة تماماً عن الجانب الروحي. أما «تجسد كلمة الله» فقد كشف الرية وافتتح الطريق أمام الإنسان ليرى مصيره المُلهم ذا القوة الخلاَّقة.
[الفنان الأعظم المبدع للكون قد صمم (في فكره الإلهي) وأخرج للوجود كائناً حيّاً يتميز بطبيعتين: إحداهما مرئية والأخرى لا مرئية. فالله قد خلق الإنسان مشكِّلاً جسده من المادة الهيولية التي قد سبق فأوجدها من قبل، ثم بعث فيه الحياة بروحه القدس... وهكذا برز إلى الوجود –على نوع ما- كعالم كوني جديد، صغير وعظيم في نفس الوقت، ثم أقامه الله على الأرض ليكون سيداً عليها... هذا الكائن الحي جُبِلَ من طبيعتين حتى إذا ما تأمل بعمق في المنظور يدرك من خلاله غير المنظور، وهكذا يملك على كل خلائق الأرض، وفي نفس الوقت يكون مطيعاً لأوامر السماء.
إن هذا المخلوق العجيب يجمع في كيانه، في نفس الوقت، بين واقع أرضي وحقيقة سماوية، بين ما هو غير ثابت وما هو خالد، بين المرئي وغير المرئي. هو وَسَطٌ بين العظمة والعدم، فهو: جسد وروح... كائن حيواني أرضي ولكنه ينزع ويتطلع إلى وطن أفضل، إنه يبلغ غايته ويكتمل سره عندما يصير متمثِّلاً بالله، بتوافقه التلقائي مع المشيئة الإلهية وارتضائه بها تماماً بنية خالصة.](5) القديس غريغوريوس النزينزي
+++

+ الإنسان مدعو لأن يحمل الكون كله في كيانه وأن يضع الخليقة بكاملها في وعيه ويشملها بحبه، حتى ينوب عنها في تقديم الصلاة شكره السرية (القلبية) لله. ولكي يحددها بعبقريته الخاصة ومهارته معطياً «لكل مخلوق حي اسمه» كما يقول سفر التكوين. إنه «كَونٌ صغير وإله صغير» (كما يقول القديس غريغوريوس النيصي). أي أنه كائن مادي روحي في نفس الوقت، أرضي وسماوي.

+مكسيموس المعترف (أحد آباء الكنيسة البيزنطية بعد القرن الخامس) يتعمق كُنه الإنسان، فيفضل أن يصفه بأنه: «Macrocosme = (كون كبير)»، لأنه يفوق كل عظمة الكون المنظور، من حيث أنه أُبدِع على صورة الله. ولأن الكائن البشري يفوق ويكبر سائر الخلائق الأخرى المنظورة؛ لذا وُضِع على عاتقه مسئولية العناية بها (من حيوان ونبات وجماد) حتى يساعدها على استمرارية الحياة.

+ الإنسان في الواقع –وبحسب أقوى تعبير عند القديس غريغوريوس النزينزي- يحيا «بنَسْمَةٍ منبعثة من اللاهوت»، تحتضنه وتنميه وتقوده وتمنعه من أن يلتصق التي جُبل منها. «ماهيَّة الإنسان تفوق للغاية كل حدود منطقية بشرية»، كما كان يقول الفيلسوف بسكال. لا شيء أرضي، مهما كان، يقدر بأي حال أن يجعله كتفياً وراضياً أو متوقفاً عند حدٍّ.

+ لم يكف الآباء عن أن يمجدوا هذه الرفعة الإلهية التي بلغ إليها الإنسان، وهذا «العمق اللانهائي» لكيانه البشري الذي صار هيكلاً مقدساً لحلول الله. فالإنسان هو على صورة الله، في أنه يفوق كل تعريف على مثال الله نفسه.
[الصورة لا تُدعى صورة حقيقية إلا إذا حازت كل صفات مثالها... والمسة المميزة للاهوت أنه غير ممكن إدركه أو فهمه بالعقل: كذلك صورته أيضاً ينبغي أن تكون مُعَبِّرة عنه. أما إذا أمكن استيعاب جوهر الصورة في حين أن مثالها يفوق كل إدراك، فهذا الاختلاف يلغي واقع الصورة نفسها وحقيقتها. ولكن نحن لا يمكننا أن نبلغ إلى تحديد طبيعة بُعدنا الروحي، الذي هو على صورة خالقنا تماماً... وهذا هو ما نحمله من السمة غير المدرَكة التي للاهوت عن طريق السر الحالِّ فينا.](6) القديس غريغوريوس النيصي
+++

+ يمكن بالمثل أن يُقال إن الله بالتجسد صار موطناً دائماً للإنسان، فصار وجود الإنسان بالتالي يفوق كل حدوده في هذه الحياة المنظورة: سواء الطبيعية أو الإجتماعية أو النفسية، وذلك لأنه هو أيضاً أصبح موضعاً لسُكنى الله، الذي صار «يوجد ويحيا ويتحرك» في رَحْبِه اللانهائي...
[إعلم أنك عالَمٌ كوني آخر، كونٌ مُصغَّر، وأنه يوجد فيك شمس وقمر بل ونجوم أيضاً، ولو لم يكن الأمر هكذا... ما قال الرب لتلاميذه: ’’أنتم نور العالم‘‘ (مت 14:5). فهل تتردد بعد بأن تصدق أن فيك شمساً وقمراً، حينما يُقال لك إنك ’’نور العالم‘‘؟ أتود أن أسوق لك كلمة إلهية أخرى حتى لا تستصغر نفسك أو تستهين بهذه الحقيقة؟
هذا الكون (البشري الصغير) له سيد عظيم يحكمه ويقيم فيه، هو الله الكلي القدرة، كما أعلن هو نفسه على فم أنبيائه: «أما أملأ أنا السموات والأرض، يقول الرب؟» (إر 24:23)
فاسمع ما يقوله الله الكلي القدرة عنك –أعني عن البشر جميعاً: «إنني سأسكن في وسطهم، وأسير معهم» (2كو 16:6). ثم يضيف هذا الذي يعنيك بالأكثر: «وأكون لهم أباً، وهم سيكونون لي بنين وبنات، يقول الرب.» (2كو 18:6)](7) العلاَّمة الإسكندرية أوريجانوس
[كلمة الله تناول جزءاً صغيراً من الأرض التي أبرأها حديثاً، وصاغ بيديه الأبديتين جُبْلتنا البشرية وبث فيها الحياة: لأن النسمة التي بعثها في الإنسان هي انبثاق من لاهوته المستتر اللامنظور. وهكذا من التراب ومن نفخة القدر أُبدع الإنسان على صورة الحي الأبدي... فبصفتي من الأرض أجد نفسي مرتبطاً بالحياة الحاضرة، ولكن لأنني أحمل أيضاً في كياني قبساً من الألوهية، لذا أجد قلبي منشغلاً بالتوق إلى الحياة الأبدية الآتية.](8) القديس غريغوريوس النزينزي
[اعرفْ مقدار المجد الذي كرَّمك به بارئُك فوق كل الخليقة. فالسماء لم تُجبل على صورة الله، ولا الشمس بعظمتها ولا النجوم ببهائها، ولا شيء مما يمكن أن يُرى في سائر الخلائق. ولكن أنت وحدك (كإنسان) الذي أُبْدِعْتَ على صورة الحق الذي يفوق كل إدراك عقل، وعلى مماثلة بهائه الذي لا يبلى، على طابع لاهوته الحقيقي؛ على أن ترث فرح مجده وتنعم بنوره إلى الأبد. لأنك عندما تتطلع إليه ستثير على ما هو عليه.. لا يوجد شيء بين الكائنات الأخرى مهما عظم يمكن أن يُقارن بهذا السمو الذي بلغتَ أنت إليه. لأن الله الكلي القدرة الذي يقيس السماء بشبره والأرض والبحر هما في قبضة يده، ومع أنه كلي العظمة بهذا المقدار حتى إنه يحمل الخليقة كلها ويحتويها على كفه، تنازل هو إليك وحل في قلبك، فأمكنك أن تحتويه في داخلك، وارتضى أن يسكن فيه دون أن ينحصر أو يتضايق لسريانه في كيانك، فهو الذي قال: «سأسكن فيهم أسير بينهم.» (2كو 16:6)](9) القديس غريغوريوس النيصي
+++
__________________

تم تضمن الحواشي في ملف PDF و الـ WORD لحدوث مشاكل في ظهورها في الموضوع (بعض الكلمات تظهر على هيئة رموز)

__________________

ترجمة وإعداد: رهبان دير القديس أنبا مقار
مقالات مُترجمة عن كتاب:
SOURCES: Les Mystiques Chrétiens des Origines (منابع الروحانية المسيحية في أصولها الأولى). للفيلسوف الفرنسي المعاصر والعالم الآبائي أوليفيه كليمانت Olivier Clément
الناشر: دار مجلة مرقس
الطبعة الأولى: 1944
مقالات سبق نشرها في مجلة مرقس أعداد من شهر سبتمبر إلى ديسمبر 1989
__________________
 
قديم 26 - 05 - 2013, 11:01 PM   رقم المشاركة : ( 3390 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,860

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الشركة في حياة الله

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

+ دعوة الإنسان العُليا هي: أن يحقق الإنسان كمال بشريته بأن يصير إلهاً بالنعمة، أي أن يكون مشاركاً بملء كيانه في حياة الله، جاعلاً من بشريته هيكلاً للمجد الإلهي، المجد الذي يطرح الموت خارجاً، بل بالأحرى يحوِّله إلى ما هو ضدّه؛ إلى حياة دائمة غير قابلة للفناء.

+ الإنسان صورة الله، ينبغي أن يبلغ إلى التماثل بالله. هذا التماثل هو في آن واحد، التلاقي والمشاركة، والتوافق والإنسجام التام مع الله في أقانيمه العاملة في خلقة الإنسان وفي عمل تجديد الإنسان أيضاً بالتجسيد وعمل الفداء.
[الإنسان كائنٌ حي أرضي، نال نعمة خاصة ليصير إلهاً.](1) القديس باسيليوس الكبير
[كل كائن روحي، قد أُعِدَّ ليكون هيكلاً لله، وجُبل ليقبل في طبيعته مجد الله.](2) العلاَّمة أوريجانوس
[هكذا كان التدبير الإلخي في خلقة الإنسان وجَعْله على صورة الله وشَبَهِه غير المخلوق: الآب يُدبِّر، والابن ينفذ ويشكّل، والروح القدس يغذي وينمي الإنسان ليتقدَّم تدريجياً.](3) القديس إيرينيئوس

+قصة خلق الإنسان هذه أخذت بُعداً مأساوياً «بالسقوط» و«الفداء»، ولكن تقدُّمها الأساسي نحو غايتها المنشودة لم يتوقف أو تغير.
[كان لابد للإنسان أن يمر بهذه المراحل حتى يبلغ إلى الهدف النهائي من خلقته: فأولاً هو قد جُبِل؛ ثم نما وكبر حتى بلغ سن الرشد؛ ثم تناسل وتكاثر؛ وإذا تكاثر تقوَّى؛ وإذا قَوِيَ اعتزَّ وتكرَّم؛ وبعد أن تكرم رأى ربَّه. لأن... رؤية الله تؤدي إلى الخلاص من الموت والانعتاق من الفساد؛ وهذه الحالة تُعبِّر عن بلوغ الإنسان إلى الاتحاد بالله.](4) القديس إيرينيئوس

+ الإنسان كائن يحيا في نطاق يقع بين المنظور وغير المنظور، بين عالم المادة والجسد وبين عالم الروح والروحانيات، في حالة تجسُّد كوسيط بين الخليقة والخالق. النزوع نحو هذه الغاية موجود أيضاً حتى في الأديان والمذاهب غير الكتابية (أي التي هي خارج الكتاب المقدس)، كما في الآداب والمعاصرة، وفي العلوم، وفي الفنون. ولكن في هذه كلها نجد هذا النزوع محدوداً وقاصراً: فإما هي مستغرقة في الإلهيات، وإما مؤكِّدة على الجانب البشري (المادي والطبيعي) ومُعْرِضَة تماماً عن الجانب الروحي. أما «تجسد كلمة الله» فقد كشف الرية وافتتح الطريق أمام الإنسان ليرى مصيره المُلهم ذا القوة الخلاَّقة.
[الفنان الأعظم المبدع للكون قد صمم (في فكره الإلهي) وأخرج للوجود كائناً حيّاً يتميز بطبيعتين: إحداهما مرئية والأخرى لا مرئية. فالله قد خلق الإنسان مشكِّلاً جسده من المادة الهيولية التي قد سبق فأوجدها من قبل، ثم بعث فيه الحياة بروحه القدس... وهكذا برز إلى الوجود –على نوع ما- كعالم كوني جديد، صغير وعظيم في نفس الوقت، ثم أقامه الله على الأرض ليكون سيداً عليها... هذا الكائن الحي جُبِلَ من طبيعتين حتى إذا ما تأمل بعمق في المنظور يدرك من خلاله غير المنظور، وهكذا يملك على كل خلائق الأرض، وفي نفس الوقت يكون مطيعاً لأوامر السماء.
إن هذا المخلوق العجيب يجمع في كيانه، في نفس الوقت، بين واقع أرضي وحقيقة سماوية، بين ما هو غير ثابت وما هو خالد، بين المرئي وغير المرئي. هو وَسَطٌ بين العظمة والعدم، فهو: جسد وروح... كائن حيواني أرضي ولكنه ينزع ويتطلع إلى وطن أفضل، إنه يبلغ غايته ويكتمل سره عندما يصير متمثِّلاً بالله، بتوافقه التلقائي مع المشيئة الإلهية وارتضائه بها تماماً بنية خالصة.](5) القديس غريغوريوس النزينزي
+++

+ الإنسان مدعو لأن يحمل الكون كله في كيانه وأن يضع الخليقة بكاملها في وعيه ويشملها بحبه، حتى ينوب عنها في تقديم الصلاة شكره السرية (القلبية) لله. ولكي يحددها بعبقريته الخاصة ومهارته معطياً «لكل مخلوق حي اسمه» كما يقول سفر التكوين. إنه «كَونٌ صغير وإله صغير» (كما يقول القديس غريغوريوس النيصي). أي أنه كائن مادي روحي في نفس الوقت، أرضي وسماوي.

+مكسيموس المعترف (أحد آباء الكنيسة البيزنطية بعد القرن الخامس) يتعمق كُنه الإنسان، فيفضل أن يصفه بأنه: «Macrocosme = (كون كبير)»، لأنه يفوق كل عظمة الكون المنظور، من حيث أنه أُبدِع على صورة الله. ولأن الكائن البشري يفوق ويكبر سائر الخلائق الأخرى المنظورة؛ لذا وُضِع على عاتقه مسئولية العناية بها (من حيوان ونبات وجماد) حتى يساعدها على استمرارية الحياة.

+ الإنسان في الواقع –وبحسب أقوى تعبير عند القديس غريغوريوس النزينزي- يحيا «بنَسْمَةٍ منبعثة من اللاهوت»، تحتضنه وتنميه وتقوده وتمنعه من أن يلتصق التي جُبل منها. «ماهيَّة الإنسان تفوق للغاية كل حدود منطقية بشرية»، كما كان يقول الفيلسوف بسكال. لا شيء أرضي، مهما كان، يقدر بأي حال أن يجعله كتفياً وراضياً أو متوقفاً عند حدٍّ.

+ لم يكف الآباء عن أن يمجدوا هذه الرفعة الإلهية التي بلغ إليها الإنسان، وهذا «العمق اللانهائي» لكيانه البشري الذي صار هيكلاً مقدساً لحلول الله. فالإنسان هو على صورة الله، في أنه يفوق كل تعريف على مثال الله نفسه.
[الصورة لا تُدعى صورة حقيقية إلا إذا حازت كل صفات مثالها... والمسة المميزة للاهوت أنه غير ممكن إدركه أو فهمه بالعقل: كذلك صورته أيضاً ينبغي أن تكون مُعَبِّرة عنه. أما إذا أمكن استيعاب جوهر الصورة في حين أن مثالها يفوق كل إدراك، فهذا الاختلاف يلغي واقع الصورة نفسها وحقيقتها. ولكن نحن لا يمكننا أن نبلغ إلى تحديد طبيعة بُعدنا الروحي، الذي هو على صورة خالقنا تماماً... وهذا هو ما نحمله من السمة غير المدرَكة التي للاهوت عن طريق السر الحالِّ فينا.](6) القديس غريغوريوس النيصي
+++

+ يمكن بالمثل أن يُقال إن الله بالتجسد صار موطناً دائماً للإنسان، فصار وجود الإنسان بالتالي يفوق كل حدوده في هذه الحياة المنظورة: سواء الطبيعية أو الإجتماعية أو النفسية، وذلك لأنه هو أيضاً أصبح موضعاً لسُكنى الله، الذي صار «يوجد ويحيا ويتحرك» في رَحْبِه اللانهائي...
[إعلم أنك عالَمٌ كوني آخر، كونٌ مُصغَّر، وأنه يوجد فيك شمس وقمر بل ونجوم أيضاً، ولو لم يكن الأمر هكذا... ما قال الرب لتلاميذه: ’’أنتم نور العالم‘‘ (مت 14:5). فهل تتردد بعد بأن تصدق أن فيك شمساً وقمراً، حينما يُقال لك إنك ’’نور العالم‘‘؟ أتود أن أسوق لك كلمة إلهية أخرى حتى لا تستصغر نفسك أو تستهين بهذه الحقيقة؟
هذا الكون (البشري الصغير) له سيد عظيم يحكمه ويقيم فيه، هو الله الكلي القدرة، كما أعلن هو نفسه على فم أنبيائه: «أما أملأ أنا السموات والأرض، يقول الرب؟» (إر 24:23)
فاسمع ما يقوله الله الكلي القدرة عنك –أعني عن البشر جميعاً: «إنني سأسكن في وسطهم، وأسير معهم» (2كو 16:6). ثم يضيف هذا الذي يعنيك بالأكثر: «وأكون لهم أباً، وهم سيكونون لي بنين وبنات، يقول الرب.» (2كو 18:6)](7) العلاَّمة الإسكندرية أوريجانوس
[كلمة الله تناول جزءاً صغيراً من الأرض التي أبرأها حديثاً، وصاغ بيديه الأبديتين جُبْلتنا البشرية وبث فيها الحياة: لأن النسمة التي بعثها في الإنسان هي انبثاق من لاهوته المستتر اللامنظور. وهكذا من التراب ومن نفخة القدر أُبدع الإنسان على صورة الحي الأبدي... فبصفتي من الأرض أجد نفسي مرتبطاً بالحياة الحاضرة، ولكن لأنني أحمل أيضاً في كياني قبساً من الألوهية، لذا أجد قلبي منشغلاً بالتوق إلى الحياة الأبدية الآتية.](8) القديس غريغوريوس النزينزي
[اعرفْ مقدار المجد الذي كرَّمك به بارئُك فوق كل الخليقة. فالسماء لم تُجبل على صورة الله، ولا الشمس بعظمتها ولا النجوم ببهائها، ولا شيء مما يمكن أن يُرى في سائر الخلائق. ولكن أنت وحدك (كإنسان) الذي أُبْدِعْتَ على صورة الحق الذي يفوق كل إدراك عقل، وعلى مماثلة بهائه الذي لا يبلى، على طابع لاهوته الحقيقي؛ على أن ترث فرح مجده وتنعم بنوره إلى الأبد. لأنك عندما تتطلع إليه ستثير على ما هو عليه.. لا يوجد شيء بين الكائنات الأخرى مهما عظم يمكن أن يُقارن بهذا السمو الذي بلغتَ أنت إليه. لأن الله الكلي القدرة الذي يقيس السماء بشبره والأرض والبحر هما في قبضة يده، ومع أنه كلي العظمة بهذا المقدار حتى إنه يحمل الخليقة كلها ويحتويها على كفه، تنازل هو إليك وحل في قلبك، فأمكنك أن تحتويه في داخلك، وارتضى أن يسكن فيه دون أن ينحصر أو يتضايق لسريانه في كيانك، فهو الذي قال: «سأسكن فيهم أسير بينهم.» (2كو 16:6)](9) القديس غريغوريوس النيصي
+++
__________________

تم تضمن الحواشي في ملف PDF و الـ WORD لحدوث مشاكل في ظهورها في الموضوع (بعض الكلمات تظهر على هيئة رموز)

__________________

ترجمة وإعداد: رهبان دير القديس أنبا مقار
مقالات مُترجمة عن كتاب:
SOURCES: Les Mystiques Chrétiens des Origines (منابع الروحانية المسيحية في أصولها الأولى). للفيلسوف الفرنسي المعاصر والعالم الآبائي أوليفيه كليمانت Olivier Clément
الناشر: دار مجلة مرقس
الطبعة الأولى: 1944
مقالات سبق نشرها في مجلة مرقس أعداد من شهر سبتمبر إلى ديسمبر 1989
__________________
 
موضوع مغلق


الانتقال السريع


الساعة الآن 11:29 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024