![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
|
رقم المشاركة : ( 33361 ) | ||||
|
† Admin Woman †
|
صفنيا ويوم عظيم
![]() رسم صفنيا صورة رهيبة مرعبة عن «يوم الرب» وهو يوم القضاء والدينونة؛ هذه الصورة أخذت شكلها الأول في غزو الكلدانيين، والذي كان مخيفًا إلى أبعد الحدود وفوق تصور كل إنسان· لكن صفنيا أيضًا يقصد يوم الرب المقبل؛ وهو يوم ظهور المسيح للدينونة في نهاية الضيقة العظمى التي ستلي اختطاف الكنيسة· هذا اليوم أُشير إليه كثيرًا في نبوات العهد القديم، كما أشار إليه المسيح في متى24، وتحدّث عنه بولس في 1تسالونيكي5 ثم 2تسالونيكي2· «اسكت قدام السيد الرب لأن يوم الرب قريب» (1: 7)· «قريب يوم الرب العظيم قريب وسريع جدًا··· وأضايق الناس فيمشون كالعُمي لأنهم أخطأوا إلى الرب، فيسفح دمهم كالتراب ولحمهم كالجلة· لا فضتهم ولا ذهبهم يستطيع إنقاذهم في يوم غضب الرب···» (1: 14-18)· |
||||
|
|
|||||
|
|
رقم المشاركة : ( 33362 ) | ||||
|
† Admin Woman †
|
صفنيا ورجاء منير
![]() ختم صفنيا نبوته بأنْ رسم صورة مليئة بالضياء والبهجة والفرح قدام شعبه؛ فبعد أن تتم توبة بقية منهم، ثم يُدخلهم المسيح كالملك في ملكوته ليتمتعوا بالفرح والسلام والانقاذ، في ذلك الوقت هو نفسه سيفرح بهم أكثر من فرحهم به· هذه هي أفراح مُلك المسيا الأرضي· لكن ماذا ستكون إذًا أفراح السماء بالمفديين؟ من يتصور فرح المسيح العريس بنا لما يأتي ليأخذنا إليه كعروسه ونُزَف إليه في السماء ويُقام هناك عشاء عرس الخروف (رؤيا19)؟ تأمل في الكلمة التي يختم بها صفنيا نبوته: «ترنمي يا ابنة صهيون··· الرب إلهك في وسطك جبار· يخلص· يبتهج بك فرحًا· يسكت في محبته يبتهج بك بترنم· أجمع المحزونين على الموسم···» (3: 14-20)· |
||||
|
|
رقم المشاركة : ( 33363 ) | ||||
|
† Admin Woman †
|
صفنيا
![]() اسم عبري يعني “يهوه يستر أو يخفي أو يحمي”، ربما كان اسمه في ذهنه حين كتب: “اطلبوا التواضع. لعلكم تُستَرون في يوم سخط الرب” (2: 3). وأيضًا تعني “الذي فيه خوف الرب”. بدأ عمله النبوي في بداية حكم يوشيا بن آمون ملك يهوذا. وهو نفسه من سبط يهوذا. عاصر إرميا النبي في بدء خدمته، واتفق معه في الهدف وطريقة الكتابة، وكان له دوره الرئيسي في الإصلاح الذي قام به يوشيا. لا نعرف عن حياة صفنيا النبي شيئًا سوى ما ورد في هذا السفر. وقد نسب نفسه للملك حزقيا، لهذا يُظن أنه من نسل الملك الصالح حزقيا. وُلد في اليهودية، ولكن لا تُعرف بلدة مولده. خلف حزقيا الملك ثلاثة من نسله بالتسلسل (2 مل 20-21). اثنان منهم كانا شريرين وعابدين للأوثان، فامتلأت أرض يهوذا بالعبادة الوثنية وانتشرت الرجاسات من كل صنفٍ. حلٌ الفساد الأخلاقي والظلم الاجتماعي في كل موقعٍ، فكان الأغنياء يستغلون الفقراء بصورةٍ بشعةٍ، وإذ جاء الملك الصالح يوشيا الذي جلس عل العرش وهو في السادسة عشر من عمره تعهد بالقيام بحركة إصلاحٍ وتجديدٍ، فصار من أكثر ملوك يهوذا المحبوبين. إذ عاصر فترة الإصلاح في يهوذا، في أيام الملك يوشيا انقسم الشعب إلى أكثر من فريق:
واضح أن صفنيا النبي بدأ خدمته قبل سقوط نينوى وظهور دولة بابل، ولم يكن إصلاح الملك يوشيا قد بدأ، هذا الإصلاح الذي لعب فيه صفنيا النبي دورًا هامًا. لهذا يرى البعض أن خدمته النبوية غالبًا ما بدأت حوالي عام 640 حتى سنة 625 ق.م. وأن هذا السفر سجله في أواخر هذه الفترة(1). بدأ صفنيا النبي خدمته بعد حوالي خمسين عامًا من نبوة ناحوم. “الرب إلهك في وسطك جبار، يخلص، يبتهج بكِ فرحًا. يسكت في محبته. يبتهج بكِ بترنمٍ” (3: 17).
|
||||
|
|
رقم المشاركة : ( 33364 ) | ||||
|
† Admin Woman †
|
صفنيا النبي
![]() هو تاسع الانبياء الصغار الاثني عشر من سبط سمعان. تنبَّأ في ايام يوشيَّا ملك يهوذا. مضمون نبوءته: اولاً الإنذار بالغضب الذي سيحلّه الله بيهوذا واورشليم، لابتعادهم عنه واحتقارهم وصاياه. ثانياً الوعيد بالانتقام من الامم. ثالثاً البشرى بزمن المسيح واجتماع الشعوب بأسرها في عبادة الله، وقيام الكنيسة. وإِنشاؤه شبيهٌ بإنشاء إرميا، لانهما عاشا في عصر واحد. وكان ظهوره قبل مجيء المسيح سنة 635. وصفنيا لفظة عبرانية معناها المراقب. صلاته معنا. آمين. |
||||
|
|
رقم المشاركة : ( 33365 ) | ||||
|
† Admin Woman †
|
سفر صفنيا
![]() الكاتب: يحدد صفنيا 1: 1 أن النبي صفنيا هو كاتب سفر صفنيا. معنى إسم صفنيا هو "الله يدافع عني". تاريخ كتابة السفر: من المرجح أنه تمت كتابة سفر صفنيا ما بين عامي 735 و 725 ق.م. غرض كتابة السفر: تحتوي رسالة صفنيا المحملة بالدينونة والتشجيع على ثلاث تعاليم أساسية: 1) الله يسود على كل الأمم. 2) سوف يعاقب الأشرار ويتبرر الأبرار في يوم الدينونة. 3) الله يبارك الذين يتوبون ويضعون ثقتهم فيه. آيات مفتاحية: صفنيا 1: 18 "لاَ فِضَّتُهُمْ وَلاَ ذَهَبُهُمْ يَسْتَطِيعُ إِنْقَاذَهُمْ في يَوْمِ غَضَبِ الرَّبِّ, بَلْ بِنَارِ غَيْرَتِهِ تُؤْكَلُ الأَرْضُ كُلُّهَا, لأَنَّهُ يَصْنَعُ فَنَاءً بَاغِتاً لِكُلِّ سُكَّانِ الأَرْضِ". صفنيا 2: 3 "أُطْلُبُوا الرَّبَّ يَا جَمِيعَ بَائِسِي الأَرْضِ الَّذِينَ فَعَلُوا حُكْمَهُ. اطْلُبُوا الْبِرَّ. اطْلُبُوا التَّوَاضُعَ. لَعَلَّكُمْ تُسْتَرُونَ فِي يَوْمِ سَخَطِ الرَّبِّ". صفنيا 3: 17 "الرَّبُّ إِلَهُكِ فِي وَسَطِكِ جَبَّارٌ يُخَلِّصُ. يَبْتَهِجُ بِكِ فَرَحاً. يَسْكُتُ فِي مَحَبَّتِهِ. يَبْتَهِجُ بِكِ بِتَرَنُّمٍ." ملخص: يعلن صفنيا دينونة الله على الأرض كلها، على يهوذا، والأمم المحيطة، وأورشليم وكل الأمم. ويتبع هذا إعلان لبركة الله على جميع الأمم وخاصة البقية الباقية من شعبه في يهوذا. إمتلك صفنيا شجاعة الكلام بصراحة لأنه علم أنه يعلن كلمة الرب. يبدأ السفر بـ "كلمة الرب..." وينتهي بعبارة "يقول الرب". لقد عرف أنه لا الآلهة العديدة التي كان الناس يعبدونها، ولا حتى قدرة جيش الآشوريين يمكن أن ينقذهم. إن الله رحيم وعطوف، ولكن عندما يتم تجاهل كل تحذيراته فإن دينونته أمر مؤكد. إن يوم دينونة الله يرد ذكره كثيراً في الكتاب المقدس. وقد قال عنه الأنبياء أنه "يوم الرب". وقد أشاروا إلى أحداث مختلفة مثل سقوط أورشليم كإظهار ليوم الرب، حيث يعتبر كل من هذه الأحداث إشارة إلى يوم الرب العظيم. إشارات مستقبلية: إن البركات النهائية المعلنة على صهيون في الآيات 14-20 لم تتحقق إلى حد كبير، مما يقودنا إلى القول بأنها نبوات مسيانية تتنظر تحقيقها بعد المجيء الثاني. لقد نزع الرب عقابنا، فقط من خلال المسيح الذي مات من أجل خطايا شعبه (صفنيا 3: 15؛ يوحنا 3: 16). ولكن إسرائيل لم تعترف بمخلصها الحقيقي بعد. وهذا سيحدث في المستقبل (رومية 11: 25-27). إن وعد السلام والأمان لإسرائيل، الوقت الذي يكون الملك فيه في وسطهم، سوف يتحقق عند عودة المسيح ليدين العالم ويفتديه لنفسه. وكما صعد إلى السماء بعد قيامته فإنه سوف يعود ليؤسس أورشليم جديدة على الأرض (رؤيا 21). في ذلك الوقت، سوف تتحقق كل مواعيد الله لإسرائيل. التطبيق العملي: إن نبي القرن السابع قبل الميلاد هذا يمكنه أن يقف على المنبر اليوم ويقدم نفس رسالة دينونة الأشرار ورجاء المؤمنين مع بعض التعديلات في الأسماء والظروف. يذكرنا صفنيا أن الله يغضب بسبب الخطايا الأخلاقية والدينية لشعبه. ولن ينجو شعب الله من العقاب عندما يخطئون بكامل إرادتهم. قد يكون العقاب مؤلماً، ولكن قد يكون الهدف منه الفداء وليس القصاص. إن حتمية عقاب الأشرار تمنح العزاء في وقت يبدو فيه الشر منتصراً بلا قيود. لدينا حرية عصيان الله ولكننا لا نملك حرية الإفلات من عواقب ذلك العصيان. قد يكون الأمناء لله قلائل نسبياً ولكنه لا ينساهم. |
||||
|
|
رقم المشاركة : ( 33366 ) | ||||
|
† Admin Woman †
|
صفنيا النبي 3/12 غربي (16/12 شرقي) هو صفنيا بن كوشي، صاحب النبوة التاسعة من النبؤات الصغيرة الإثني عشرة. ![]() عاش في أورشليم زمن الملك يوشيا (640-604 ق.م) المعروف بإصلاحاته الدينية. عاصر إرميا النبي. ويظن أن رسالته النبوية امتدت من العام 630 ق.م إلى ما بعد الاستيلاء على أورشليم والسبي إلى بابل (587 ق.م). وإن الزمن عاش فيه صفنيا كان مضطرباً إلى الغاية في المستويين السياسي والعسكري. في نبوءته تلكم عن الفرح الآتي، عن مجيء المخلص، عن تجمع إسرائيل والأمم إلى واحد وتعبد الإله الواحد. والله يطهر الشعوب من الدنس. |
||||
|
|
رقم المشاركة : ( 33367 ) | ||||
|
† Admin Woman †
|
صفنيا ![]() تاريخ الكتابة: 640-609 قبل الميلاد لمحة بسيطة مملكة يهوذا هلكت. هلكت يهوذا منذ مدة طويلة. الملك القديم منسى قاد الأمة بعيداً عن الله نحو عبادة الأوثان الشائنة والتي تشمل الذبائح البشرية (2أخبار 33: 9). ابن منسى زاد الأمر سوءاً (2أخبار 33: 22-23). كان الله قد أظهر الرحمة في تلك الأيام، لكن مع أنه بطيء للغضب إلا أنه لا يترك المذنب ينجو بلا عقاب. إلا أن يهوذا تنعم ببعض السلام. الملك الصالح حزيّا يحكم، وأعاد شعبه إلى الله. لقد أزف الوقت لله أن يرسل النبي صفنيا برسالة مفزعة إلى يهوذا: الله على وشك أن ينهي كل شيء (2: 2). يوم الرب آتٍ على يهوذا، وسيكون يوماً رهيباً للذين اختبروا صبر الله طوال تلك السنين. لن تتوقف الدينونة عند يهوذا بل ستقع على كل العالم. أخبر صفنيا الشعب أن أمم العالم لن تبقى واقفة: موآب، عمون، إثيوبيا، وخاصة أشور. كل الأمم التي تعرف أنه الله وهو “لأنه يصنع فناءً باغِتاً لكل سكان الأرض” (1: 18). لكن رسالة صفنيا لا تنتهي هنا. فلدى الله خطة أكبر من إهلاك العالم. الله سيزيل كل الأشياء نعم، لكن عندها سيجدد كل شيء. والتجديد لن يتوقف عند يهوذا. سيحين وقت تدعو فيه كل الأمم اسم الرب. يهوذا وإسرائيل والأمم والرب سيسكنون معاً في سلام وعدل وفرح. الشخصيات الرئيسية: صفنيا، الملك حزيا، شعب إسرائيل، الفلسطيون، الموآبيون، العمونيون، الكوشيون، الأشوريون. مواضيع مرتبطة بالشريعة: غضب الله على الأمم، ومن ضمنهم شعبه المختار، يوم الرب. إشارة إلى الأخبار السارة: يوم الرب، المحافظة على البقية الباقية، الامم تطلب الرب، الرب في وسطنا بركات للقارئ في ثلاثة أصحاحات فقط، يصف صفنيا الرسالة الأدبية لأنبياء العهد القديم، موضحاً النتائج المهلكة للخطية على كل الأمم، وواصفاً رحمة الله وخطته من أجلهم. أثناء قراءتك لسفر صفنيا، تأمل جدياً في خطيتك واطلب الرب بتوبة قلبية. يعد صفنيا أن الرب سيأخذ خوفك ويهدئ نفسك في محبته. |
||||
|
|
رقم المشاركة : ( 33368 ) | ||||
|
† Admin Woman †
|
صفنيا: الدينونة والخلاص
![]() "1كَلِمَةُ الرَّبِّ الَّتِي صَارَتْ إلى صَفَنْيا بْنِ كُوشِي بْنِ جَدَلْيا بْنِ أمريا بْنِ حَزَقِيَّا, فِي أيام يُوشِيا بْنِ آمُونَ مَلِكِ يَهوذَا: 2[نـزعاً أَنـزعُ الْكُلَّ عَنْ وَجْهِ الأرض, يَقُولُ الرَّبُّ. 3أَنـزعُ الإنسان وَالْحَيَوَانَ. أَنـزعُ طُيُورَ السماءِ وَسَمَكَ الْبَحْرِ, وَالْمَعَاثِرَ مَعَ الأَشْرَارِ, وَأَقْطَعُ الإنسان عَنْ وَجْهِ الأرض, يَقُولُ الرَّبُّ. 4وَأَمُدُّ يَدِي عَلَى يَهوذَا وَعَلَى كُلِّ سُكَّانِ أورُشَلِيمَ, وَأَقْطَعُ مِنْ هَذَا الْمَكَانِ بَقِيَّةَ الْبَعْلِ, اسم الْكَمَارِيمِ, مَعَ الْكَهَنَةِ, 5وَالسَّاجِدِينَ عَلَى السُّطُوحِ لِجُنْدِ السماءِ, وَالسَّاجِدِينَ الْحَالِفِينَ بِـالرَّبِّ, وَالْحَالِفِينَ بِمَلْكُومَ, 6وَالْمُرْتَدِّينَ مِنْ وَرَاءِ الرَّبِّ, وَالَّذِينَ لَمْ يَطْلُبُوا الرَّبَّ وَلاَ سَأَلُوا عَنْهُ]. 7اُسْكُتْ قُدَّامَ السَّيِّدِ الرَّبِّ, لأَنَّ يَوْمَ الرَّبِّ قَرِيبٌ. لأَنَّ الرَّبَّ قَدْ أَعَدَّ ذَبِيحَةً. قَدَّسَ مَدْعُوِّيهِ. 8[وَيَكُونُ فِي يَوْمِ ذَبِيحَةِ الرَّبِّ أَنِّي أُعَاقِبُ الرُّؤَسَاءَ وَبَنِي الْمَلِكِ وَجَمِيعَ اللاَّبِسِينَ لِبَاساً غَرِيباً. 9وَفِي ذَلِكَ الْيَوْمِ أُعَاقِبُ كُلَّ الَّذِينَ يَقْفِزُونَ مِنْ فَوْقِ الْعَتَبَةِ, الَّذِينَ يَمْلأونَ بَيْتَ سَيِّدِهِمْ ظُلْماً وَغِشّاً. 10وَيَكُونُ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ, يَقُولُ الرَّبُّ, صَوْتُ صُرَاخٍ مِنْ بَابِ السَّمَكِ, وَوَلْوَلَةٌ مِنَ الْقِسْمِ الثَّانِي, وَكَسْرٌ عَظِيمٌ مِنَ الآكَام 1تَجَمَّعِي وَاجْتَمِعِي يا أَيَّتُهَا الأُمَّةُ غَيْرُ الْمُسْتَحِيَةِ. 2قَبْلَ وِلاَدَةِ الْقَضَاءِ. كَالْعُصَافَةِ عَبَرَ الْيَوْمُ. قَبْلَ أن يَأْتِيَ عَلَيْكُمْ حُمُو غَضَبِ الرَّبِّ. قَبْلَ أن يَأْتِيَ عَلَيْكُمْ يَوْمُ سَخَطِ الرَّبِّ. 3أُطْلُبُوا الرَّبَّ يا جَمِيعَ بَائسي الأرض الَّذِينَ فَعَلُوا حُكْمَهُ. اطْلُبُوا الْبِرَّ. اطْلُبُوا التَّوَاضُعَ. لَعَلَّكُمْ تُسْتَرُونَ فِي يَوْمِ سَخَطِ الرَّبِّ 17الرَّبُّ إِلَهُكِ فِي وَسَطِكِ جَبَّارٌ يُخَلِّصُ. يَبْتَهِجُ بِكِ فَرَحاً. يَسْكُتُ فِي مَحَبَّتِهِ. يَبْتَهِجُ بِكِ بِتَرَنُّمٍ]. 18[أَجْمَعُ الْمَحْزُونِينَ عَلَى الْمَوْسِمِ. كَانُوا مِنْكِ. حَامِلِينَ عَلَيْهَا الْعَارَ. 19هَئنذَا فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ أُعَامِلُ كُلَّ مُذَلِّلِيكِ, وَأُخَلِّصُ الظَّالِعَةَ, وَأَجْمَعُ الْمَنْفِيَّةَ, وَأَجْعَلُهُمْ تَسْبِيحَةً وَاسما فِي كُلِّ أرض خِزْيِهِمْ, 20فِي الْوَقْتِ الَّذِي فِيهِ آتِي بِكُمْ وَفِي وَقْتِ جَمْعِي إِيَّاكُمْ. لأَنِّي أُصَيِّرُكُمُ اسما وَتَسْبِيحَةً فِي شُعُوبِ الأرض كُلِّهَا, حِينَ أَرُدُّ مَسْبِيِّيكُمْ قُدَّامَ أَعْيُنِكُمْ]. قَالَ الرَّبُّ" نبوة صفنيا 1: 1-10و2: 1-3و3: 17- 20 من ميزات العصر الحاضر أن الإنسان صار يهتم أكثر من أي عصر مضى بما يمكن تسميته بالمعضلة أو المشكلة التاريخية. يعمل إنسان اليوم جهده ليفهم معنى التاريخ البشرى وغاية التاريخ. وليس لديه الكثير من الوقت عندما يجاهد في سبيل فهم معنى الوجود لأن التاريخ المعاصر أضحى يسير بسرعة غريبة للغاية – وكأنه صار مرتبطا بطائرة نفاثة تسير بسرعة لم يحلم بها الآباء والأجداد! ذكرنا منذ قليل: المعضلة أو المشكلة التاريخية وقد اخترنا كلمتين وصفيتين بالنسبة إلى التاريخ المعاصر وذلك يعود إلى أن الإنسان المعاصر – تحت تأثير الفلسفات الدهرية والدنيوية – يحاول فهم معنى التاريخ ضمن نظام فكرى منكر لله. وإذ يرى إنسان اليوم الامكانات الهائلة التي قد تستعمل في المستقبل من أجل دمار العالم يرى الإنسان (أي ذلك الذي طرد الإيمان بالله من حياته الفكري). يرى نفسه مهددا باللا معنى والاندثار! الماضي والحاضر والمستقبل كل شيء صار خاضعا لسلطان الفلسفة الدهرية الإلحادية السائرة في حلقة مفرغة. وإذ ذاك تبرز إلى الوجود المعضلة الكبرى أو المشكلة التاريخية ويجد الإنسان نفسه أمام حلول وقتية آنية براقة – لا تخلصه ولا تساعده في النهاية. الله هو الذي يعطي المعنى وهو الذي يمنح الخلاص. ونحن لم نصرح بذلك لأننا ابتدأنا من وضعنا الحالي، المضعضع فكريا وايديولوجيا، وارتقينا منه بنوع من المنطق إلى ابتداع عقيدة الله وضرورة وجوده لحل مشاكلنا المعاصرة. نقطة انطلاقنا تبقى دوما واحدة لا تتغير: نؤمن بالله الخالق والعامل في عالمه والمتكلم في وحيه المقدس. وإيماننا ليس عبارة عن إيمان نظري بحت بإله خالق، نحن نؤمن بالله الخالق الذي أعلن ذاته أوكشف عن ذاته بواسطة الأنبياء والرسل والذي افتقد البشرية بواسطة السيد المسيح الفادي. هذا هو الله الذي يعطي المعني للحياة والذي يمنح الخلاص من سائر القوى التي تهدد حياة اليوم. ندرس الآن رسالة صفنيا النبي الذي عاش في جنوب بلاد فلسطين في المملكة التي عرفت آنئذ باسم مملكة يهوذا. أرسل الله عبده ونبيه للمناداة برسالة يمكن تلخيص فحواها بكلمتين: 1. الدينونة 2. الخلاص ![]() طلب الرب من نبيه صفنيا أن ينادي ويقول للشعب"نـزعاً أَنـزعُ الْكُلَّ عَنْ وَجْهِ الأرض, يَقُولُ الرَّبُّ. 3أَنـزعُ الإنسان وَالْحَيَوَانَ. أَنـزعُ طُيُورَ السماءِ وَسَمَكَ الْبَحْرِ, وَالْمَعَاثِرَ مَعَ الأَشْرَارِ, وَأَقْطَعُ الإنسان عَنْ وَجْهِ الأرض, يَقُولُ الرَّبُّ. 4وَأَمُدُّ يَدِي عَلَى يَهوذَا وَعَلَى كُلِّ سُكَّانِ أورُشَلِيمَ, وَأَقْطَعُ مِنْ هَذَا الْمَكَانِ بَقِيَّةَ الْبَعْلِ, اسم الْكَمَارِيمِ, مَعَ الْكَهَنَةِ, 5وَالسَّاجِدِينَ عَلَى السُّطُوحِ لِجُنْدِ السماءِ, وَالسَّاجِدِينَ الْحَالِفِينَ بِـالرَّبِّ, وَالْحَالِفِينَ بِمَلْكُومَ, 6وَالْمُرْتَدِّينَ مِنْ وَرَاءِ الرَّبِّ, وَالَّذِينَ لَمْ يَطْلُبُوا الرَّبَّ وَلاَ سَأَلُوا عَنْهُ" لماذا ابتدأت رسالة النبي على هذه الشاكلة بالوعيد والانذار؟ لأن شعب الله في أيام ما قبل الميلاد كان قد ترك عبادة وخدمة الاله الواحد الحقيقي وذهب وراء الآلهة الوثنية الكاذبة. صاروا يسجدون للبعل ويعبدون نجوم السماء ويحلفون باسماء آلهة غريبة – اما الرب، الاله الحقيقي فانهم لم يطلبوه ولم يسألوا عنه. نقول: يا لهم من قوم جاحدين! كيف يفعلون ذلك وهم كانوا قد اختبروا خلاص الرب وافتقاده لآبائهم وأجدادهم؟ كيف يعبدون الأصنام؟ نحن لا نود التقليل من خطية وجرم هؤلاء القوم ولكنه يجدر ألا نكتفي الاندهاش من موقفهم من الله – علينا أن نسأل انفسنا قائلين: ما هو موقفنا نحن، نحن ابناء القسم الأخير من القرن العشرين، قرن النور والاشعاع؟ لم تعد الصنمية القديمة الخطر الكبير الذي يحيق بنا اليوم ولكن الصنمية المعاصرة، الصنمية الخفية المطلية بطلاء الحكمة والفلسفة والعلم والتقنية – الصنمية المعاصرة اجتاحت عالمنا بأسره وما أكثر الذين وقعوا فريسة لها وصاروا يسجدون لآلهتها وينكرون الله تعالى! ان أكثرية معاصري صفنيا النبي لم ينكروا وجود الله. لكنهم انكروا علاقة الله بالعالم وبسير التاريخ جاعلين منه تعالى وكأنه صنم لا يصنع خيرا ولا شرا. وكما ذكر صفنيا في الفصل الأول من نبوته والعدد الثاني عشر، كان الكثيرون من السكان يقولون في قلوبهم"إِنَّ الرَّبَّ لاَ يُحْسِنُ وَلاَ يُسِيء"وبكلمة أخرى قد أنكر هؤلاء الله لأن الله الذي لا يتدخل في التاريخ ولا يسير التاريخ ليس هو بالاله السرمدى الواحد الحقيقي! الاله الذي لا يحسن ولا يسيء هو اله جامد – ليس هكذا إله بالله الذي نعبده والذي تكلم بواسطة الأنبياء والذي أتم لنا خلاصا عظيما بواسطة السيد المسيح. وما أكثر الناس الذين يشبهون معاصري صفنيا! وقد عالج أحدهم منذ مدة قصيرة في كتاب اصدره في مدينة بيروت لبنان تحت عنوان: اله الإلحاد المعاصر من عالج المؤلف موقف الكثيرين من الله في أيامنا هذه قائلا: "من ميزات الإلحاد المعاصر انه لا يتعرض لوجود الله بحد ذاته بقدر ما يتعرض لعلاقة الله بالإنسان... ما يؤكد الإلحاد المعاصر على نفيه هو اذا علاقة الله بالإنسان تلك العلاقة التي تجعل للإنسان مرجعا وغاية غير ذاته.. لذا فالإلحاد المعاصر هو رفض الله أكثر مما هو نفي لوجوده انه موقف ارادى أكثر مما هو عملية عقلية صرفة... ويرى الإلحاد المعاصر أن الإنسان، برفضه الله مرجعا وقطبا لوجوده يجد نفسه، لأنه يتحرر من تلك الأوهام التي كانت تحاول بينه وبين تحقيق ذاته على أكمل وجه." واستطرد المؤلف قائلا بصورة خاصة عن مدرستين معاصرتين للإلحاد"هكذا لم يرفض هذان الإلحادان الله باسم الإنسان الا ليستعيضا عنه بأصنام تسحق الإنسان، فضلاً عن انها عاجزة عن الجواب على السؤال الجذري الذي يطرحه الإنسان على نفسه، وهو سؤال الأسئلة، السؤال عن معنى حياته وموته" ![]() لم يكن الله قد أرسل نبيه صفنيا للمناداة بالدينونة فقط بل كانت غاية الله دعوة الناس إلى التوبة فالخلاص. وقد راينا ذلك في فاتحة الفصل الثاني من نبوة صفنيا. ليس التاريخ اذن عبارة عن سيارة جامحة سائرة بدون سائق لها. التاريخ له معنى وله غاية لأن الله الخالق هو الله المعتني بكل شيء. التاريخ هو تحت اشراف الله وسيطرته! جميع الالهة الكاذبة الدعية يجب أن تنبذ – الالهة القديمة في أيام ما قبل الميلاد لم تخلص ولم تنقذ أولئك الذين تعلقوا بها. ويمكننا ترديد نفس الشيء بالنسبة للالهة المعاصرة. فالصنميات المعاصرة المؤلهة للمادة والتاريخ والحرية المطلقة لم تجلب على عالمنا الا الشقاء والدمار. كيف باستطاعتها أن تننقذ وان تخلص وهي من استنباط عقل الإنسان المظلم!؟ لايقدر الإنسان أن يخلص نفسه بنفسه – كلما جاهد في سبيل ذلك كلما ازداد غرقا في بحر الترهات والاباطيل. الخلاص هو من الله – نحن لا نردد هذه العبارة وكأنها تعويذة سحرية أو كليشة فارغة! نشهد ونقول الخلاص من الله لأن الله قام بالفعل بافتقاد الإنسان في وسط التاريخ وفي قلب الأرض المقدسة عندما أرسل المسيح كفادي ومنقذ ومحرر. وفد المسيح عالمنا وولد من مريم العذراء وتألم واضطهد ومات كبديل عنا وقام من الأموات من أجل تحريرنا من سائر ألوان وانواع الصنميات والعبوديات. ما كان ينتظره صفنيا بعين النبوة والإيمان هو الآن جزء من التاريخ: الله هو المخلص وقد تمم الخلاص بواسطة المسيح وكل من يؤمن بالفادي يختبر الخلاص في صميم حياته. كانت رسالة صفنيا اذن رسالة دينونة وخلاص. رسالة صفنيا كانت لأيامه ولأيامنا نحن. ولذلك فانه قال في نهاية نبوته وبوحي من الله"17الرَّبُّ إِلَهُكِ فِي وَسَطِكِ جَبَّارٌ يُخَلِّصُ. يَبْتَهِجُ بِكِ فَرَحاً. يَسْكُتُ فِي مَحَبَّتِهِ. يَبْتَهِجُ بِكِ بِتَرَنُّمٍ]. 18[أَجْمَعُ الْمَحْزُونِينَ عَلَى الْمَوْسِمِ. كَانُوا مِنْكِ. حَامِلِينَ عَلَيْهَا الْعَارَ. 19هَئنذَا فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ أُعَامِلُ كُلَّ مُذَلِّلِيكِ, وَأُخَلِّصُ الظَّالِعَةَ, وَأَجْمَعُ الْمَنْفِيَّةَ, وَأَجْعَلُهُمْ تَسْبِيحَةً وَاسما فِي كُلِّ أرض خِزْيِهِمْ, 20فِي الْوَقْتِ الَّذِي فِيهِ آتِي بِكُمْ وَفِي وَقْتِ جَمْعِي إِيَّاكُمْ. لأَنِّي أُصَيِّرُكُمُ اسما وَتَسْبِيحَةً فِي شُعُوبِ الأرض كُلِّهَا, حِينَ أَرُدُّ مَسْبِيِّيكُمْ قُدَّامَ أَعْيُنِكُمْ]. قَالَ الرَّبُّ" فلنقبل اذن إلى الله ولنقبل تحليله لمشاكلنا المعاصرة ولنسأله لينقذنا تماماً ونهائيا من جميع الآلهة الكاذبة المنتشرة في عالمنا هذا، الخلاص هو من الله، له المجد إلى الأبد آمين. |
||||
|
|
رقم المشاركة : ( 33369 ) | ||||
|
† Admin Woman †
|
تذكار صفنيا النبي
![]() هو تاسع الأنبياء الصِّغار الإثنيّ عشر من سبط سمعان. تنبَّأ في أيّام يوشيَّا ملك يهوذا. مضمون نبوءته: أوّلاً الإنذار بالغضب الذي سيحلّه الله بيهوذا وأورشليم، لابتعادهم عنه واحتقارهم وصاياه. ثانيًا الوعيد بالانتقام من الأمم. ثالثًا البُشرى بزمن المسيح واجتماع الشعوب بأسرها في عبادة الله، وقيام الكنيسة. وإِنشاؤه شبيهٌ بإنشاء إرميا، لأنّهما عاشا في عصر واحد. وكان ظهوره قبل مجيء المسيح سنة 635. وصفنيا لفظة عبرانية معناها المُراقب. صلاته معنا. آمين. |
||||
|
|
رقم المشاركة : ( 33370 ) | ||||
|
† Admin Woman †
|
8 آيات الكتاب المقدس عن الكوارث تعلم نوايا الله الجادة في إنقاذ البشرية ![]() الآن تحدث الكوارث بشكل متكرر وتصبح أكثر خطورة. الضيقة العظيمة التي تنبأ بها الكتاب المقدس على وشك أن تصيب. كيف نفهم إرادة الله خلال الكوارث ونمضي قدما؟ المحتوى التالي مفيد . رؤيا 15: 1 ثُمَّ رَأَيْتُ آيَةً أُخْرَى فِي ظ±لسَّمَاءِ،عَظِيمَةً وَعَجِيبَةً: سَبْعَةَ مَلَائِكَةٍ مَعَهُمُ ظ±لسَّبْعُ ظ±لضَّرَبَاتُ ظ±لْأَخِيرَةُ، لِأَنْ بِهَا أُكْمِلَ غَضَبُ ظ±للهِ. رؤيا 16: 1 وَسَمِعْتُ صَوْتًا عَظِيمًا مِنَ ظ±لْهَيْكَلِ قَائِلًا لِلسَّبْعَةِ ظ±لْمَلَائِكَةِ: 'ظ±مْضُوا وَظ±سْكُبُوا جَامَاتِ غَضَبِ ظ±للهِ عَلَى ظ±لْأَرْضِ. مرقس 13: 19 لِأَنَّهُ يَكُونُ فِي تِلْكَ ظ±لْأَيَّامِ ضِيقٌ لَمْ يَكُنْ مِثْلُهُ مُنْذُ ظ±بْتِدَاءِ ظ±لْخَلِيقَةِ ظ±لَّتِي خَلَقَهَا ظ±للهُ إِلَى ظ±لْآنَ، وَلَنْ يَكُونَ. رؤيا 8: 5 ثُمَّ أَخَذَ ظ±لْمَلَاكُ ظ±لْمِبْخَرَةَ وَمَلَأَهَا مِنْ نَارِ ظ±لْمَذْبَحِ وَأَلْقَاهَا إِلَى ظ±لْأَرْضِ، فَحَدَثَتْ أَصْوَاتٌ وَرُعُودٌ وَبُرُوقٌ وَزَلْزَلَةٌ. رؤيا 11: 19 وَظ±نْفَتَحَ هَيْكَلُ ظ±للهِ فِي ظ±لسَّمَاءِ، وَظَهَرَ تَابُوتُ عَهْدِهِ فِي هَيْكَلِهِ، وَحَدَثَتْ بُرُوقٌ وَأَصْوَاتٌ وَرُعُودٌ وَزَلْزَلَةٌ وَبَرَدٌ عَظِيمٌ. رؤيا 16: 18 فَحَدَثَتْ أَصْوَاتٌ وَرُعُودٌ وَبُرُوقٌ. وَحَدَثَتْ زَلْزَلَةٌ عَظِيمَةٌ، لَمْ يَحْدُثْ مِثْلُهَا مُنْذُ صَارَ ظ±لنَّاسُ عَلَى ظ±لْأَرْضِ، زَلْزَلَةٌ بِمِقْدَارِهَا عَظِيمَةٌ هَكَذَا. مرقس 13: 8 لِأَنَّهُ تَقُومُ أُمَّةٌ عَلَى أُمَّةٍ، وَمَمْلَكَةٌ عَلَى مَمْلَكَةٍ، وَتَكُونُ زَلَازِلُ فِي أَمَاكِنَ، وَتَكُونُ مَجَاعَاتٌ وَظ±ضْطِرَابَاتٌ. هَذِهِ مُبْتَدَأُ ظ±لْأَوْجَاعِ. رؤيا 3: 10 لِأَنَّكَ حَفِظْتَ كَلِمَةَ صَبْرِي، أَنَا أَيْضًا سَأَحْفَظُكَ مِنْ سَاعَةِ ظ±لتَّجْرِبَةِ ظ±لْعَتِيدَةِ أَنْ تَأْتِيَ عَلَى ظ±لْعَالَمِ كُلِّهِ لِتُجَرِّبَ ظ±لسَّاكِنِينَ عَلَى ظ±لْأَرْضِ. يجب ألَّا تعانوا من ألم الكوارث ![]() ستقع جميع الكوارث واحدةً تلو الأخرى؛ وستتعرض جميع الأمم وكافة الأماكن للكوارث إذ تنتشر أوبئة ومجاعات وفيضانات وجفاف وزلازل في كل مكان. لا تحدث هذه الكوارث في مكان واحد أو مكانين، ولن تنتهي في غضون يوم أو يومين، ولكنها بالأحرى ستمتد على مساحة أكبر وأكبر، وتشتد قوتها أكثر فأكثر. وفي هذا الوقت ستظهر على التوالي جميع أنواع الأوبئة التي تنتقل من خلال الحشرات، وسوف تنتشر ظاهرة أكل لحوم البشر في جميع الأماكن. هذه هي دينونتي على جميع الأمم والشعوب. يا أبنائي! يجب ألَّا تعانوا من ألم الكوارث أو شدائدها. أتمنى لكم أن تنضجوا سريعًا، وأن تحملوا العبء الذي يقع على كاهلي بأسرع ما يمكن؛ لماذا لا تفهمون إرادتي؟ سيصبح العمل في المستقبل شاقًا أكثر فأكثر. هل وَصَلَتْ قساوة قلوبكم إلى هذا الحد حتى تتركوني ويداي ممتلئتان عملًا لكي أعمل وحدي عملًا شاقًا للغاية؟ سأتحدَّث بطريقة أوضح: أولئك الذين تنضج حياتهم سوف يدخلون في ملاذٍ آمن، ولن يعانوا من الألم أو المشقّة؛ أمّا أولئك الذين لا تنضج حياتهم فلا بُدّ أن يعانوا من الألم والضرر. كلماتي واضحة بما يكفي، أليس كذلك؟ تجب رحمتي لأولئك الذين يحبونني وينكرون ذواتهم. ويُعد حلول العقوبة على الأشرار على وجه التحديد دليلاً على شخصيتي البارة، بل وأكثر من ذلك، أنها شهادة على غضبي. عندما تحل الكارثة، ستصيب المجاعة والطاعون كل أولئك الذين يعارضونني وسيبكي هؤلاء. إن الذين ارتكبوا كل أنواع الشرور، ولكن اتبعوني لعدة سنوات، لن يفلتوا من دفع ثمن خطاياهم؛ وسيأتون أيضًا للعيش في حالة مستمرة من الذعر والخوف؛ إذ يقعون في كارثة قلما يشاهد مثلها على مر ملايين من السنين. وسوف يبتهج من أتباعي أولئك الذين أظهروا الولاء لي وحدي، وسيهللون لقدرتي، ويشعرون بطمأنينة لا تُوصف ويعيشون في بهجة لم أمنحها أحدًا من البشر من قبل قط؛ لأنني أقدّر الأعمال الصالحة للناس وأكره أعمالهم الشريرة. منذ أن بدأت أول مرة في قيادة البشر، كنت أتطلع بشغف إلى الفوز بمجموعة من الناس لهم أسلوب تفكيري نفسه. لم أنسَ قط أولئك الذين لم يكونوا يحملون أسلوب تفكيري نفسه؛ فقد حملت لهم البغض في قلبي منتظرًا فقط فرصة ليحل عليهم عقابي، الأمر الذي يسرني رؤيته. وأخيرًا جاء يومي اليوم ولم أعد أحتاج إلى الانتظار! لقد حدثت تغييرات لا حصر لها في هذا العالم الشاسع، حيث محيطات تتحول إلى حقول، وحقول تغمرها محيطات مرارًا وتكرارًا، ولا أحد قادر على قيادة هذا الجنس البشري وتوجيهه إلا الذي يسود على كل شيء في الكون. لا يوجد مَنْ هو قوي ليعمل لصالح هذا الجنس البشري أو يعمل له ترتيبات، فكم بالأحرى وجود شخص قادر على قيادة هذه البشرية نحو وجهة النور والتحرُّر من الظلم الدنيوي. يرثي الله لمستقبل البشرية، ويحزن لسقوط الإنسان، ويشعر بالأسى لمسيرة البشرية البطيئة نحو الاضمحلال وطريق اللاعودة. لقد كسر الإنسان قلب الله وارتد عنه للبحث عن الشرير. هل فكّر أحد من قبل في الاتجاه الذي ربما تتجه نحوه هذه البشرية؟ لهذا السبب بالتحديد لا يشعر أحد بغضب الله، ولا يسعى أحد إلى إرضاء الله أو يحاول الاقتراب من الله، كما لا يسعى أحد إلى فهم حزن الله وآلامه. وحتى بعد سماع صوت الله، لا يزال الإنسان سائرًا في طريقه ممعناً في بعده عن الله، متحاشيًا نعمة الله ورعايته، حائدًا عن حق الله، بل ومفضلاً بالأحرى بيْع نفسه للشيطان، عدو الله. مَنْ الذي لديه أي فكرة عن كيف سيتصرف الله تجاه هذه البشرية غير التائبة التي رفضته دون أي اكتراث في حال أصرَّ الإنسان على عناده؟ لا أحد يعلم أن السبب وراء تذكيرات الله وتحذيراته المتكررة هي لأنه أعدّ بيديه كارثة لا مثيل لها؛ كارثة لن يحتملها جسد الإنسان وروحه. هذه الكارثة ليست مجرد عقاب للجسد فقط بل وللروح أيضًا. لا بُدَّ أن تعرف هذا: عندما تصير خطة الله بلا جدوى، وعندما لا تلقى تذكيراته وتحذيراته أي استجابة، ما الغضب الذي سوف يظهره؟ هذا الغضب لن يكون مثل أي شيء قد اختَبَره أي مخلوق أو سمع عنه من قبل. ولهذا أقول إن هذه الكارثة غير مسبوقة ولن تتكرر البتة؛ وذلك لأنه توجد خليقة واحدة وخلاص واحد فقط ضمن خطة الله. هذه هي المرة الأولى، وأيضًا الأخيرة. لذلك، لا يمكن لأحد أن يفهم مقاصد الله الطيبة وترقّبه المتحمِّس لخلاص البشرية هذه المرة. |
||||