![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 33311 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() جوزك اشتغل خلاص يا ستى متزعليش (د. عبد المجيد كامل _ كندا ) فى احدى زيارتنا لدير السريان تقابلنا مع ابينا فلتاؤس وفى هذه المره كان زوج ابنتى تعرض لازمه فى عمله اضطرته للاستقاله فطلبت ابنتى من ابونا فلتاؤس ان يصلى لزوجها حتى يحصل على عمل جديد ويكون قبل نهايه الشهر والحت علييه كثيرا حتى تضايق ابونا من الحاحها المستمر وعنفها على ذلك فشعرت ابنتى انها ضايقت ابونا فلتاؤس بكلامها فتضايقت هى ايضا لذلك . انصرفنا بعد ذلك ودبر الله عملا افضل لزوج ابنتى وبعد شهر ذهبنا الى الدير وعندما تقابلنا مع ابونا فلتاؤس صاح دون ان يخبره احد بشىء وقال لابنتى " جوزك اشتغل خلاص يا ستى متزعليش " وكان قد تم ذلك فعلا قبل نهايه الشهر كما طلبت ابنتى من ابونا فلتاؤس . ولكن كيف عرف ان زوج ابنتى التحق بعمل جديد ؟ لا شك ان هذا يرجع الى صلواته التى كان يصليها من اجل هذا الموضوع بعدما انصرفنا الى جانب روحانياته وشفافيته التى كشفت كل حاجه امامه |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 33312 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() هذه القصة رواها البابا مكاريوس الثالث البطريرك ال114 ميرون ابني ! ![]() هذه القصة رواها البابا مكاريوس الثالث البطريرك ال114 عن رجل كان يعرفه اسمه عم يعقوب ايام ما كان البابا مطرانا لاسيوط يحكي الانبا مكاريوس عن عم يعقوب انه كان رجلا بسيطا محبا لله يعمل في الجبل لقطع الاحجار وذات يوم قابل رجلا في طريقة عودته في الجبل بين المقابر ناداه باسمه ولم يكن يعرفه وقال له تعال معي وكان يعقوب يحمل كيسا وهنا قال له الرجل اعطني طعاما مما معك. فاندهش عم يعقوب جدا وبينما هما يأكلان كان الاكل يخلص بسرعة وكأن معهما ناس ثم حدث ان قال له الرجل كيسك به طعام اكثر . هنا ادرك عم يعقوب انه امام ساحر يستخدم الشيطان وفعلا قال له الرجل انه يستخدم الشياطين وانه احضر الطعام من بيته . وانه لا يستطيع دخول بيوت الاقباط يوم الاحد ولا يعرف لماذا ولا تعرف شياطينه ان تعمل يومها . ثم قال له ساحكي لك قصة حدثت امس اتري المياه التي تحيط بالمقبرة دي . امس رأيت بعيني ولم اكن احلم سيدة شديدة البهاء يحيط بها حرس كثيرون وجاءوا لمقبرة رجل مدفون حديثا كان قد ترك دينكم وقالت اخرجوا جسد الرجل وكان هناك قدرا مملوء ماء مغلي وعندما القوا الجثة طفي علي وجه المياه زيتا . قامت السيدة الملكة بجمعه بتدقيق بملعقة صغيرة في زجاجة وكانت تقول ميرون ابني . ميرون ابني انه لا يستحقه ثم القوا الماء كما تري واختفي المشهد . ولم اكن نائما فما هذا هنا تشجع عم يعقوب وحكي له عن يوم الاحد وصلاة القداس وقيامة المسيح والتناول اما السيدة الجليلة فهي العدرا مريم. اما الميرون فهو زيت المسحة وحكي للساحر عن طريقة تحضيره والصلوات التي تتم وقتها . وانه في الاصل زيت من حنوط جسد السيد المسيح . وانه يعطي للمسيحي مرة واحدة بعد معموديته . سمع الساحر وهو مندهش من فعل هذا الزيت وقيمته . ربما بعدها تغيرت حياته . وكان نيافة الانبا غريغوريوس يحكي قصة مشابهة لتلك القصة عن رجل يشغل منصبا كبيرا ويسكن امام مقابر بالقاهرة وشاهد نفس ما رأه الرجل في قصتنا الاولي ولما عرف رموز القصة. امن بالسيد المسيح |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 33313 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() صفنيا النبي
![]() اسم عبري معناه "يهوه يستر"، "يكنز": نبي يعود نسبه إلى حزقيا إذ أنه الجيل الرابع منه (صف 1: 1) ويرّجح أن يكون هذا الجِد هو حزقيا الملك نفسه لموافقة الزمن. إذ أن النبي نفسه عاش في أيام يوشيا الملك. وهو كاتب سفر صفنيا. وهو أحد الأنبياء الصغار (صفنيا النبي الصغير)، ولم تكن هذه التسمية بسبب صِغَرْ شأن هؤلاء الأنبياء، وإنما لِقِصَر نبواتهم المكتوبة. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 33314 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() صفنيا
![]() â†گ اللغة الإنجليزية: Book of Zephaniah - اللغة العبرية: צפ×*×™×” - اللغة الأرامية: ـ£ـ¦ـھـگ ـ•ـ¨ـ¦ـ¢ــگ. سفر صفنيا هو تاسع الأنبياء الصغار ومن التاريخ المذكور في افتتاحية السفر (إصحاح 1: 1) نعلم عن الزمن الذي عاش فيه النبي صفنيا على وجه التحقيق فإنه لا يذكر جت عند ذكره مدن الفلسطينيين (إصحاح 2: 4) ولأن نينوى كانت لا تزال قائمة (صف 2: 13) ولعدم إشارته إلى الكلدانيين نقدر أن نحدّد زمانه. أن أساس نبوته هو ذلك التعليم العظيم عن دينونة شاملة. (1) الدينونة الشاملة كالطوفان في الإفناء (إصحاح 1: 2 و3) وإن الوثنية ستقطع من أورشليم (صف 1: 4-6) وسيفتقد الله خطيئة يهوذا فإنَ الله يعد ذبيحة عظيمة (صف 1: 7-13) وسيكون ذلك اليوم يوم سخط على الناس جميعًا بسبب فجورهم (صف 1: 14-18) وعند اقتراب الجحافل السكّيثية أعلن النبي قرب مجيء يوم الرب. (2) الدعوة إلى التوبة هي طريق النجاة الوحيدة (إصحاح 2: 1 و2) ولاسيما حث المساكين وخائفي الله أن يطلبوه لعلهم يجدون خلاصًا (صف 2: 3) وهذا يؤكده أن الله سيجازي الأمم الباقية بسبب شرها (صف 2 4-15) ولن تنجوا أورشليم لأنها لا تتوب والرب في وسطها عادل (إصحاح 3: 1-8). (3) النتيجة المباركة للدينونة. تعود الأمم إلى الرب (صف 3: 9 و10) بقية بني إسرائيل تتكل على الرب وستكون مقدسة (صف 3: 11-13) والرب سيملك بمجد في وسط شعبه (صف 3: 14-18) وهو سيجمعهم ويصيرهم "تسبيحة" في الأرض كلها (صف 3: 19 و20). ويبدو أن النبوة أعلنت قبل الإصلاح الديني الذي قام به يوشيا في سنة 621 ق.م. (2 مل 22: 3 و2أخبار 34: 8 إلى 35: 9). وكان صفنيا معاصرًا لحبقوق وتنبأ بضع سنين قبله ويمكن أن تعود نبوته إلى زمن الاحتلال السكيثي لشواطئ البحر الأبيض المتوسط (بين 630 و624 ق.م.). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 33315 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() القدّيس صفنيا النبي ![]() إسم عبري معناه الله يستر أي يخبىء. هو صفنيا بن كوشي. صاحب النبوءة التاسعة من النبوءات الصغيرة الاثنتي عشرة. عاش في أورشليم، في زمن الملك يوشيا (609-640ق.م) المعروف بإصلاحاته الدينية. عاصر إرميا النبي. ويظن أن رسالته النبوية امتدّت من العام 630 ق.م إلى ما بعد الاستيلاء على أورشليم والجلاء إلى بابل (587ق.م). هذا النبي: - تكلّم على الفرح الآتي: هللي يا بنت صهيون… افرحي وتهللي من كلّ قلبك (14:3). - عاين يوم مجيء المخلّص وأعلن عنه. - سبق فأذاع بأن إسرائيل والأمم تجتمع إلى واحد وتعبد الإله الواحد، والله يطّهر الشعوب من الدنس " فيدعوا جميعاً باسم الرّب ويعبدوه والكتف إلى الكتف" (9:3). في ذلك اليوم يبرّر السيّد الإله شعبه بعد سبي. يلغي الحكم عليهم (15:3) ويقيم في وسطهم فلا يرون الشر من بعد (15:3). في ذلك اليوم ينزع الرب المتباهين المتكبّرين ولا يبقي غير شعب وديع متواضع مسكين. "لا يرتكبون الظلم ولا ينطقون بالكذب ولا يوجد في أفواههم لسان مكر لأنهم سيرعون ويربضون ولا أحد يفزعهم" (11:3-12). هذا وإن الزمن الذي عاش فيه صفنيا النبي كان مضطرباً إلى الغاية في المستويين السياسي والعسكري. الخراب والفوضى الحاصلة يومذاك كانا أشبه بالفيضان الذي غرّق العالمين في أيام نوح بعدما استشرى الفساد وزاغ الإنسان على غير رجعة. بكلمات صفنيا، الأمة أضحت متمرّدة دنسة ظالمة، لا تسمع الصوت ولا تقبل التأديب ولا تتكل على الرّب. رؤساؤها أُسود زائرة وقضاتها ذئاب وأنبياؤها خونة وكهنتها يدنّسون القدس ويتعدّون الشريعة (1:3-4). الظالم لم يعد يعرف الخجل (5:3). لأجل ذلك يُستأصلون والأرض كلّها تلتهم بنار غيرتي. يقول الرّب (8:3) |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 33316 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() القديس صفنيا النبي ![]() هو صفنيا بن كوشي. صاحب النبوءة التاسعة من النبوءات الصغيرة الاثنتي عشرة. عاش في أورشليم، في زمن الملك يوشيا (640-609ق.م) المعروف بإصلاحاته الدينية. عاصر إرميا النبي. ويظن أن رسالته النبوية امتدت من العام 630 ق.م إلى ما بعد الاستيلاء على أورشليم والجلاء إلى بابل (587 ق.م). خدمتنا الليتورجية، هذا اليوم، تكرمه لأنه تكلم على الفرح الآتي: هللي يا بنت صهيون… افرحي وتهللي من كل قلبك (14:3). تكرمه لأنه عاين يوم مجيء المخلص وأعلن عنه. تكرمه لأنه سبق فأذاع بأن إسرائيل والأمم تجتمع إلى واحد وتعبد الإله الواحد، والله يطهر الشعوب من الدنس "فيدعوا جميعاً باسم الرب ويعبدوه والكتف إلى الكتف" (9:3). في ذلك اليوم يبرّر السيّد الإله شعبه بعد سبي. يلغي الحكم عليهم (15:3) ويقيم في وسطهم فلا يرون الشر من بعد (15:3). في ذلك اليوم ينزع الرب المتباهين المتكبّرين ولا يبقي غير شعب وديع متواضع مسكين. "لا يرتكبون الظلم ولا ينطقون بالكذب ولا يوجد في أفواههم لسان مكر لأنهم سيرعون ويربضون ولا أحد يفزعهم" (11:3-12). هذا وإن الزمن الذي عاش فيه صفنيا كان مضطرباً إلى الغاية في المستويين السياسي والعسكري. الخراب والفوضى الحاصلة يومذاك كانا أشبه بالفيضان الذي غرّق العالمين في أيام نوح بعدما استشرى الفساد وزاغ الإنسان على غير رجعة. بكلمات صفنيا، الأمة أضحت متمردة دنسة ظالمة، لا تسمع الصوت ولا تقبل التأديب ولا تتكل على الرب. رؤساؤها أُسود زائرة وقضاتها ذئاب وأنبياؤها خونة وكهنتها يدنّسون القدس ويتعدون الشريعة (1:3-4). الظالم لم يعد يعرف الخجل (5:3). لأجل ذلك يُستأصلون والأرض كلها تلتهم بنار غيرتي. يقول الرب (8:3). يعيّد للقديس صفنيا النبي في اليوم الثالث من شهر كانون الاول. المصدر: سير القدّيسين وسائر الأعياد في الكنيسة الأرثوذكسية ( السنكسار). فبشفاعة قديسك, صفنيا النبي, أيّها الربّ يسوع المسيح إلهنا ارحمنا وخلّصنا, آمين. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 33317 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() صفنيا ![]() من المرجح أن صفنيا قد دون لنا هذا السفر بإرشاد روح الله في وقت ما سابق لسنة 621 ق.م. كان صفنيا نبياً في مملكة يهوذا في العقود الأخيرة من وجودها، أي قبل دمارها في سنة 586 ق.م. وكان يوشيا هو ملك يهوذا حينذاك، ولا شك أن كرازة صفنيا كان لها بعض الأثر في حث الملك على إجراء إصلاحات شاملة في سنة 621 ق.م. غير أن هذه الإصلاحات لم تكن وافية تماما بالغرض، كما أنها تمت في وقت متأَخر، إذ ما لبث الناس أن غرقوا في مستنقعات الخطيئة من جديد فسقطت مدينة أُورشليم في أيدي البابليين الغزاة. رسالة صفنيا اتسمت بالشدة، كما بينت على دينونة الله العادلة. ولم تقتصر نبوءات صفنيا على مملكة يهوذا بل تخطتها إلى الممالك المجاورة التي تحتم عليها أن تقاسي من قضاء الله ودينونته أيضا. لقد أمل أهل يهوذا أن يترفق بهمِ الله في يوم قضائه على الرغم مما اقترفوه من آثام، وأن ينصب احتدام غضبه على أعدائهم. بيد أن صفنيا قال لهم بصريح العبارة إنه عندما يدين الله الخطيئة فإن الذين يتمتعون بمعرفة أكثر تكون دينونتهم أعظم. تبدأُ الدينونة بيهوذا وتنتهي بالأُمم الأُخرى. ولكن إن تاب أهل يهوذا من كل قلوبهم فإن الله يكف عنهم دينونته وينعم عليهم بالحياة والبركة. سفر صفنيا كلمة الرب التي صارت الى صفنيا بن كوشي بن جدليا بن امريا بن حزقيا في ايام يوشيا بن آمون ملك يهوذا. نزعا انزع الكل عن وجه الارض يقول الرب. انزع الانسان والحيوان. انزع طيور السماء وسمك البحر والمعاثر مع الاشرار واقطع الانسان عن وجه الارض يقول الرب. وامد يدي على يهوذا وعلى كل سكان اورشليم واقطع من هذا المكان بقية البعل اسم الكماريم مع الكهنة والساجدين على السطوح لجند السماء والساجدين الحالفين بالرب والحالفين بملكوم والمرتدين من وراء الرب والذين لم يطلبوا الرب ولا سألوا عنه اسكت قدام السيد الرب لان يوم الرب قريب. لان الرب قد اعدّ ذبيحة قدس مدعويه. ويكون في يوم ذبيحة الرب اني اعاقب الرؤساء وبني الملك وجميع اللابسين لباسا غريبا. وفي ذلك اليوم اعاقب كل الذين يقفزون من فوق العتبة الذين يملأون بيت سيدهم ظلما وغشّا. ويكون في ذلك اليوم يقول الرب صوت صراخ من باب السمك وولولة من القسم الثاني وكسر عظيم من الاكام. ولولوا يا سكان مكتيش لان كل شعب كنعان باد. انقطع كل الحاملين الفضة. ويكون في ذلك الوقت اني افتش اورشليم بالسّرج واعاقب الرجال الجامدين على درديهم القائلين في قلوبهم ان الرب لا يحسن ولا يسيء. فتكون ثروتهم غنيمة وبيوتهم خرابا ويبنون بيوتا ولا يسكنونها ويغرسون كروما ولا يشربون خمرها قريب يوم الرب العظيم قريب وسريع جدا. صوت يوم الرب. يصرخ حينئذ الجبار مرّا. ذلك اليوم يوم سخط يوم ضيق وشدّة يوم خراب ودمار يوم ظلام وقتام يوم سحاب وضباب يوم بوق وهتاف على المدن المحصّنة وعلى الشرف الرفيعة. واضايق الناس فيمشون كالعمي لانهم اخطأوا الى الرب فيسفح دمهم كالتراب ولحمهم كالجلّة. لا فضتهم ولا ذهبهم يستطيع انقاذهم في يوم غضب الرب بل بنار غيرته تؤكل الارض كلها. لانه يصنع فناء باغتا لكل سكان الارض تجمّعي واجتمعي يا ايتها الامة غير المستحية قبل ولادة القضاء. كالعصافة عبر اليوم. قبل ان ياتي عليكم حمو غضب الرب قبل ان يأتي عليكم يوم سخط الرب. اطلبوا الرب يا جميع بائسي الارض الذين فعلوا حكمه. اطلبوا البرّ. اطلبوا التواضع. لعلكم تسترون في يوم سخط الرب لان غزة تكون متروكة واشقلون للخراب. اشدود عند الظهيرة يطردونها وعقرون تستأصل. ويل لسكان ساحل البحر امة الكريتيين. كلمة الرب عليكم. يا كنعان ارض الفلسطينيين اني اخربك بلا ساكن. ويكون ساحل البحر مرعى بآبار للرعاة وحظائر للغنم. ويكون الساحل لبقية بيت يهوذا عليه يرعون. في بيوت اشقلون عند المساء يربضون لان الرب الههم يتعهّدهم ويرد سبيهم قد سمعت تعيير موآب وتجاديف بني عمّون التي بها عيّروا شعبي وتعظّموا على تخمهم. فلذلك حيّ انا يقول رب الجنود اله اسرائيل ان موآب تكون كسدوم وبنو عمون كعمورة ملك القريص وحفرة ملح وخرابا الى الابد. تنهبهم بقية شعبي وبقية امّتي تمتلكهم. هذا لهم عوض تكبّرهم لانهم عيّروا وتعظموا على شعب رب الجنود. الرب مخيف اليهم لانه يهزل جميع آلهة الارض فسيسجد له الناس كل واحد من مكانه كل جزائر الامم وانتم يا ايها الكوشيون. قتلى سيفي هم. ويمد يده على الشمال ويبيد اشور ويجعل نينوى خرابا يابسة كالقفر. فتربض في وسطها القطعان كل طوائف الحيوان. القوق ايضا والقنفذ يأويان الى تيجان عمدها. صوت ينعب في الكوى. خراب على الاعتاب لانه قد تعرّى أرزيّها. هذه هي المدينة المبتهجة الساكنة مطمئنة القائلة في قلبها انا وليس غيري. كيف صارت خرابا مربضا للحيوان. كل عابر بها يصفر ويهزّ يده ويل للمتمردة المنجسة المدينة الجائرة. لم تسمع الصوت. لم تقبل التاديب. لم تتكل على الرب. لم تتقرب الى الهها. رؤساؤها في وسطها اسود زائرة. قضاتها ذئاب مساء لا يبقون شيئا الى الصباح. انبياؤها متفاخرون اهل غدرات. كهنتها نجّسوا القدس خالفوا الشريعة. الرب عادل في وسطها لا يفعل ظلما. غداة غداة يبرز حكمه الى النور لا يتعذّر. اما الظالم فلا يعرف الخزي. قطعت امما خرّبت شرفاتهم اقفرت اسواقهم بلا عابر. دمرت مدنهم بلا انسان بغير ساكن. فقلت انك لتخشينني تقبلين التأديب فلا ينقطع مسكنها حسب كل ما عيّنته عليها. لكن بكّروا وافسدوا جميع اعمالهم لذلك فانتظروني يقول الرب الى يوم اقوم الى السلب لان حكمي هو بجمع الامم وحشر الممالك لاصبّ عليهم سخطي كل حمو غضبي لانه بنار غيرتي تؤكل كل الارض. لاني حينئذ احول الشعوب الى شفة نقية ليدعوا كلهم باسم الرب ليعبدوه بكتف واحدة. من عبر انهار كوش المتضرعون اليّ متبدديّ يقدمون تقدمتي. في ذلك اليوم لا تخزين من كل اعمالك التي تعديت بها عليّ. لاني حينئذ انزع من وسطك مبتهجي كبريائك ولن تعودي بعد الى التكبر في جبل قدسي. وابقي في وسطك شعبا بائسا ومسكينا فيتوكلون على اسم الرب. بقية اسرائيل لا يفعلون اثما ولا يتكلمون بالكذب ولا يوجد في افواههم لسان غش لانهم يرعون ويربضون ولا مخيف ترنمي يا ابنة صهيون اهتف يا اسرائيل افرحي وابتهجي بكل قلبك يا ابنة اورشليم. قد نزع الرب الاقضية عليك ازال عدوك. ملك اسرائيل الرب في وسطك. لا تنظرين بعد شرا. في ذلك اليوم يقال لاورشليم لا تخافي يا صهيون لا ترتخ يداك. الرب الهك في وسطك جبار. يخلّص. يبتهج بك فرحا. يسكت في محبته. يبتهج بك بترنم. اجمع المحزونين على الموسم. كانوا منك. حاملين عليها العار. هانذا في ذلك اليوم اعامل كل مذلّليك واخلص الظالعة واجمع المنفية واجعلهم تسبيحة واسما في كل ارض خزيهم في الوقت الذي فيه آتي بكم وفي وقت جمعي اياكم. لاني اصيّركم اسما وتسبيحة في شعوب الارض كلها حين ارد مسبييكم قدام اعينكم قال الرب صفنيا 1: 1-3: 20 المواضع التي ذكر فيها صفنيا في الكتاب المقدس 2 ملوك 25: 18 واخذ رئيس الشرط سرايا الكاهن الرئيس وصفنيا الكاهن الثاني وحارسي الباب الثلاثة 1 اخبار 6: 36 بن القانة بن يوئيل بن عزريا بن صفنيا ارميا 21: 1 الكلام الذي صار الى ارميا من قبل الرب حين ارسل اليه الملك صدقيا فشحور بن ملكيا وصفنيا بن معسيا الكاهن قائلا ارميا 29: 25 هكذا تكلم رب الجنود اله اسرائيل قائلا. من اجل انك ارسلت رسائل باسمك الى كل الشعب الذي في اورشليم والى صفنيا بن معسيا الكاهن والى كل الكهنة قائلا ارميا 29: 29 فقرأ صفنيا الكاهن هذه الرسالة في اذني ارميا النبي ارميا 37 : 3 وارسل الملك صدقيا يهوخل بن شلميا وصفنيا بن معسيا الكاهن الى ارميا النبي قائلا صلّ لاجلنا الى الرب الهنا ارميا 52: 24 واخذ رئيس الشرط سرايا الكاهن الاول وصفنيا الكاهن الثاني وحارسي الباب الثلاثة صفنيا 1: 1 كلمة الرب التي صارت الى صفنيا بن كوشي بن جدليا بن امريا بن حزقيا في ايام يوشيا بن آمون ملك .يهوذا زكريا 6: 10 خذ من اهل السبي من حلداي ومن طوبيا ومن يدعيا الذين جاءوا من بابل وتعال انت في ذلك اليوم وادخل الى بيت يوشيا بن صفنيا زكريا 6: 14 وتكون التيجان لحالم ولطوبيا وليدعيا ولحين بن صفنيا تذكارا في هيكل الرب |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 33318 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() صفنيا النبي
![]() كلمة الرب التي كانت إلى صفنيا كوشي بن جدليا بن أمريا بن حزقيا في أيام بن يوشيا بن آمون، ملك يهوذا: لأزيلن كل شيء زوالاعن وجه الأرض، يقول الرب. أزيل البشر والبهائم أزيل طير السماء وسمك البحر ومعاثر الأشرار وأستأصل البشر عن وجه الأرض يقول الرب. وأمد يدي على يهوذا وعلى جميع سكان أورشليم وأستأصل من هذا المكان بقية البعل وأسماء كهنة الأصنام مع الكهنة والذين يسجدون على السطوح لقوات السماء والذين يسجدون ويحلفون للرب ويحلفون بملكوم والذين يرتدون عن الرب والذين لا يطلبون الرب ولا يلتمسونه. أصمتوا من وجه السيد الرب فإن يوم الرب قريب وقد أعد الرب ذبيحة وقدس مدعويه. فيكون في يوم ذبيحة الرب أني أعاقب الرؤساء وبني الملك وكل لابس لباسا غريبا. وأعاقب في ذلك اليوم كل الذين يقفزون فوق العتبة فيملأون بيت سيدهم عنفا ومكرا. ويكون في ذلك اليوم، يقول الرب صوت صراخ من باب السمك وولوال من الحي الجديد وتحطم عظيم من التلال. ولولوا يا سكان الهاون فإن كل شعب كنعان قد دمر وكل وازني الفضة قد آنقرضوا. ويكون في ذلك الزمان أني أفتش أورشليم بالسرج وأعاقب المنغمسين في أقذارهم القائلين في قلوبهم لا يأتي الرب بخير ولا بشر. فتكون ثروتهم نهبا وبيوتهم خرابا. فيبنون بيوتا ولا يسكنون فيها ويغرسون كروما ولا يشربون خمرها. قريب يوم الرب العظيم قريب وسريع جدا. صوت يوم الرب مر هناك يصرخ البطل. يوم حنق ذلك اليوم يوم ضيق وشدة يوم خراب ودمار يوم ظلمة وديجور يوم غيم وغمام مظلم. يوم بوق وهتاف على المدن الحصينة وعلى بروج الزوايا الشامخة. وأضيق على البشر فيمشون كالعميان لأنهم خطئوا إلى الرب وتسفك دماؤهم كالتراب ولحومهم كالنفاية فلا تقدر فضتهم ولا ذهبهم على إنقاذهم. في يوم غضب الرب وبنار غيرته ستلتهم جميع الأرض لأنه يفني إفناء – وما أهوله- جميع سكان الأرض. تكدسي تكدسي أيتها الأمة التي لا حياء لها قبل أن تطردوا كالعصافة العابرة في يوم واحد قبل ان يحل بكم اضطرام غضب الرب ( قبل أن يحل بكم يوم غضب الرب ). إلتمسوا الرب ياجميع وضعاء الأرض الذين نفذوا حكمه إلتمسوا البر آلتمسوا الضعة فعسى أن تستتروا في يوم غضب الرب. فستكون غزة مهجورة وأشقلون مقفرة وأشدود تطرد عند الظهيرة وعقرون تقلع ويل لسكان ساحل البحر لأمة الكريتيين! إن كلمة الرب عليكم يا كنعان أرض الفلسطينيين فأبيدك لعدم وجود السكان. ويكون ساحل البحر مراعي ومروجا للرعاة وحظائر للغنم ويكون نصيبا لبقية بيت يهوذا فهناك يرعون وفي بيت أشقلون عند المساء يربضون لأن الرب إلههم يفتقدهم ويغير مصيرهم. قد سمعت إهانة موآب وتجاديف بني عمون التي بها أهانوا شعبي وتوسعوا على أرضهم. لذلك حي أنا يقول رب القوات إله إسرائيل ليكونن موآب كسدوم وبنو عمون كعمورة ملكا للشوك وحفرة للملح وخرابا للأبد. ننهبهم بقية شعبي ويرثهم من يبقى من أمتي. يكون هذا ثمنا لكبريائهم إذ أهانوا شعب رب القوات وتعاظموا عليه. الرب رهيب عليهم حين يستأصل جميع آلهة الأرض وله تسجد جميع جزر الأمم كل واحد من مكانه. وأنتم أيها الكوشيون: إنهم قتلى سيفي يمد يده على الشمال ويبيد أشور ويجعل نينوى خرابا قاحلة كالقفر وتربض في وسطها القطعان وكل أنواع الوحوش ويبيت على تيجان أعمدتها البومة والقنفذ وفي النافذة صوت مغن وفي العتبة الخراب لأن ما كان من الأرز قد تعرى. هذه هي المدينة المرحة الجالسة في آطمئنان القائلة في قلبها: (( أنا وليس غيري )) كيف صارت خرابا مربضا للوحوش كل من يمر بها يصفر ويهز يده. ويل للمتمردة الدنسة المدينة الظالمة! إنها لم تسمع الصوت ولم تقبل التأديب ولم تتكل على الرب ولم تتقرب إلى إلهها. رؤساؤها في وسطها أسود زائرة وقضاتها ذئاب في المساء لا يبقون شيئا إلى الصباح أنبياؤها مغامرون خونة وكهنتها دنسوا القدس وتعدوا الشريعة. الرب بار في وسطها لا يرتكب ظلما وصباحا فصباحا يصدر حكمه وعند طلوع النور لا يقصر ( أما الظالم فلا يعرف الخجل ). إستأصلت أمما فدمرت بروجهم التي في الزوايا وخربت شوارعهم فليس من عابر فيها ودمرت مدنهم فليس فيها إنسان ولا ساكن. قلت: (( لعلك تخشينني وتقبلين التأديب فلا يستأصل مسكنها )) وكلما آفتقدتها بكروا وأفسدوا جميع أعمالهم. لذلك آنتظروني، يقول الرب إلى يوم أقوم كشاهد لأن حكمي هر أن أجمع الأمم وأحشد الممالك لأصب عليهم حنقي كل آضطرام غضبي ( لأن الأرض كلها ستلتهم بنار غيرتي ). لأني حينئذ أجعل للشعوب شفة نقية ليدعوا جميعا باسم الرب وليعبدوه كتفا على كتف. من عبر أنهار كوش المتضرعرن إلي مع بني شتاتي يقربون لي تقدمة. في ذلك اليوم لا تخجلين من جميع أعمالك التي عصيتني بها لأني حينئذ أنزع من وسطك المتباهين المتكبرين فلا تعودين تتشامخين في جبل قدسي. وأبقي في وسطك شعبا وضيعا فقيرا فتعتصم بآسم الرب بقية إسرائيل لا يرتكبون الظلم ولا ينطقون بالكذب ولا يوجد في أفواههم لسان مكر لأنهم سيرعون ويربضرن ولا أحد يفزعهم. هللي يا بنت صهيون إهتف يا إسرائيل إفرحي وتهللي بكل قلبك يا بنت أورشليم فقد ألغى الرب الحكم عليك وأبعد عدوك في وسطك ملك إسرائيل الرب فلا ترين شرا من بعد. في ذلك اليوم يقال لأرشليم: (( لا تخافي ويا صهيون، لا تسترخ يداك في وسطك الرب إلهك الجبار الذي يخلص ويسر بك فرحا ويجددك بمحبته ويبتهج بك بالتهليل كما في أيام العيد. هاءنذا أبيد جميع الذين يذلونك في ذلك الزمان وأخلص النعجة العرجاء وأجمع النعاج المدحورة وأجعل لهم حمدا وآسما في أرض عارهم كلها. في ذلك الزمان آتي بكم سيكون الزمان الذي أحشركم فيه لأني سأجعل لكم آسما وحمدا في جميع شعوب الأرض عندما أردكم من جلائكم على عيونكم )) قال الرب. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 33319 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() صفنيا تاسع الأنبياء الصِّغار
![]() هو تاسع الأنبياء الصِّغار الإثنيّ عشر من سبط سمعان. تنبَّأ في أيّام يوشيَّا ملك يهوذا. مضمون نبوءته: أوّلاً الإنذار بالغضب الذي سيحلّه الله بيهوذا وأورشليم، لابتعادهم عنه واحتقارهم وصاياه. ثانيًا الوعيد بالانتقام من الأمم. ثالثًا البُشرى بزمن المسيح واجتماع الشعوب بأسرها في عبادة الله، وقيام الكنيسة. وإِنشاؤه شبيهٌ بإنشاء إرميا، لأنّهما عاشا في عصر واحد. وكان ظهوره قبل مجيء المسيح سنة 635. وصفنيا لفظة عبرانية معناها المُراقب. صلاته معنا. آمين. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 33320 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() يوم الرب العظيم
![]() ظن الغالبية أن الله لن يسمح بالسبي ليهوذا كما حدث مع إسرائيل، لأن يهوذا تضم أورشليم مدينة الله، وبها الهيكل، مسكن الله. فخلطوا بين عبادة الله والعبادة الوثنية، وحتى عندما قام يوشيا بالإصلاح اكتفى الغالبية بالإصلاح الظاهري الشكلي، دون إصلاح القلب الروحي. لهذا جاءت نبوة صفنيا تؤكد مجيء يوم الرب الذي فيه يؤدب يهوذا، وتسقط أورشليم تحت السبي، ويتم خرابها. 1. مقدمة [1]. 2. خراب يهوذا [2 – 6]. 3. يوم الرب قريب [7 – 13]. 4. يوم الرب العظيم [14 – 18]. 1. مقدمة: كَلِمَةُ الرَّبِّ الَّتِي صَارَتْ إِلَى صَفَنْيَا بْنِ كُوشِي بْنِ جَدَلْيَا بْنِ أَمَرْيَا بْنِ حَزَقِيَّا، فِي أَيَّامِ يُوشِيَّا بْنِ آمُونَ مَلِكِ يَهُوذَا. [1] جاءت مقدمة السفر تؤكد أن ما يسجله صفنيا النبي ليس من كلماته، بل هي كلمة الرب، أُعلنت له من السماء. يقدم لنا شجرة العائلة إلى أربعة أجيال سابقة تنتهي بحزقيا الملك، المذكور في ملوك الثاني (18: 1). لقد بدأ يوشيا حركة الإصلاح في السنة الثانية عشر من حكمه، فإن كان صفنيا النبي بدأ نبوته مع بداية حكم يوشيا، فبالتأكيد كان له دوره الرئيسي في حركة الإصلاح. لا نعجب من إصرار النبي على ذكر آمون عابد الأوثان، الذي جاء من نسله يوشيا الذي بذل كل ما في وسعه للإصلاح الديني والروحي. فمن جهة أراد تأكيد خطورة الشر. فمع كل الجهد الذي بذله يوشيا إلاَّ أن الشعب كانوا كما في حالة مرض مُستعصى، حيث تفحَّل الفساد بينهم بسبب آمون. ومن جانب آخر أراد أن يفتح باب الرجاء أمامنا، فإن كان الأب فاسدًا كمن لا يُرجى منه خير، إلاَّ أن الابن الشاب الصغير تحدى فساد أبيه وانطلق للعمل بروح القوة. وكما يعلن الرب نفسه على لسان حزقيال عن مسئولية كل إنسانٍ عن تصرفاته، لا عن استحقاقات والده: "ها كل النفوس هي ليّ، نفس الأب كنفس الابن، كلاهما ليّ، النفس التي تخطئ هي تموت" (حز 18: 4). "وإن ولد ابنًا رأى جميع خطايا أبيه التي فعلها فرآها ولم يفعل مثلها... فإنه لا يموت بإثم أبيه. حياة يحيا" (حز 18: 14، 17). * النفس التي لا تسكن في الله هي مصدر شرورها، فتخطئ، والنفس التي تخطئ هي نفسها تموت[2]. القديس أمبروسيوس 2. خراب يهوذا: نَزْعاً أَنْزَعُ الْكُلَّ عَنْ وَجْهِ الأَرْضِ، يَقُولُ الرَّبُّ. [2] خلق الله الأرض لكي يتمتع بها الإنسان كسفيرٍ له ووكيلٍ للسماء، فتكون الأرض أيقونة السماء، أما وقد فسد الإنسان فالله ينزع هذه الأرض من الوجود. فالخطية أفسدت الإنسان كما أفسدت الأرض التي يعيش عليها. هذا وقد نزل كلمة الله السماوي إلى أرضنا، لكي يُقيم من قلوبنا سماءً ثانيةً، تتأهل بنعمته لسكناه. فمن يُصِّر أن يبقى أرضًا وترابًا لا يستحق البقاء، بل يسمع الصوت الإلهي: "نزعًا أنزع الكل عن وجه الأرض" [1]. أما إذا صرنا سماءً فنحيا مع الرسول بولس في السماويات، لا نُنزع، بل نتمتع بالأحضان الإلهية أبديًا. هكذا مادام الإنسان يصر أن يبقى ترابيًا (أرضيًا) فإنه يشرب كأس مرارة الخطية الذهبي، فيسكر، ويفقد توازنه، بل وكل حياته. لذا لاق بنا أن نطلب من الله أن ينزع كل ما هو أرضي من قلوبنا. * "بابل كأس ذهب بيد الرب تُسكر كل الأرض" (إر 28: 7)... إن أردت أن تعرف كيف أن كل الأرض أصبحت سكرى بفعل كأس بابل، أنظر إلى الخطاة الذين يملأون الأرض كلها. لكنك قد تقول ليّ إن الأبرار لم يسكروا من كأس الخطاة، فكيف يقول الكتاب أن كل الأرض تسكر من كأس بابل؟ لا تظن أن الكتاب لا يقول الصدق حينما يقول ذلك، لأن الأبرار في الواقع ليسوا أرضًا (ترابًا)، وبالتالي فإن كل الأرض فقط، أي الخطاة وحدهم، هم الذين يسكرون. أما الأبرار، فبالرغم من وجودهم على الأرض إلاَّ أن سكناهم في السماوات (في 3: 20). بالتالي لا يليق أن يُقال للإنسان البار: "أنت تراب (أرض) وإلى التراب تعود"، بل سيقول له الرب، طالما أن ذلك الإنسان يلبس صورة السماوي (1 كو 15: 49): "أنت سماء وإلى السماء تعود". لذلك فإن كأس بابل لن يُسكر إلاَّ الذين مازالوا أرضًا[3]. العلامة أوريجينوس أَنْزِعُ الإِنْسَانَ وَالْحَيَوَانَ. أَنْزِعُ طُيُورَ السَّمَاءِ وَسَمَكَ الْبَحْرِ، وَالْمَعَاثِرَ مَعَ الأَشْرَارِ، وَأَقْطَعُ الإِنْسَانَ عَنْ وَجْهِ الأَرْضِ، يَقُولُ الرَّبُّ. [3] ينزع الإنسان والحيوان، إما بالسبي أو الأوبئة التي تقضي عليهما؛ ويفسد الهواء حتى تموت طيور السماء، وأيضًا تفسد المياه فيموت سمك البحر. يصور الرب الخراب الكامل الذي يحل بالبشرية الجاحدة لخالقها، فإنه ينزع الإنسان والحيوان، فإن كان الإنسان يُشير إلى النفس البشرية العاقلة، والحيوان إلى الجسد الحيواني، فإن الخطية تدمر حياة الإنسان ككلٍ، تفقده طبيعته العاقلة، كما تُحطم جسده إذ يظن أن سعادته في الملذات الجسدية. ينزع طيور السماء وسمك البحر، فإن ظن الإنسان أنه قادر أن يطير كما إلى السماء، أو ينزل كما إلى أعماق البحر مع السمك، فإنه لن يقدر أن يختفي من عين الله، ولا أن يهرب من التأديب الإلهي، وكما يقول المرتل: "أين أذهب من روحك، ومن وجهك أين أهرب؟ إن صعدت إلى السماوات فأنت هناك، وإن فرشت في الهاوية فأنت هناك..." (مز 139: 7-8)، يليق به أن يهرب لا من الله بل إلى الله نفسه. * أين يهرب عبد الخطية؟ فإنه يحمل (سيدته، أي الخطية) أينما هرب. لا يهرب الضمير الشرير من ذاته، لا يوجد موضع يذهب إليه. نعم لا يقدر أن ينسحب من نفسه، لأن الخطية التي يرتكبها هي في داخله. يرتكب الخطية لكي يحصل على شيء من اللذة الجسدية. لكن تعبر اللذة وتبقى الخطية. ما يبتهج به يعبر، وتبقى الشوكة خلفها. يا لها من عبودية شريرة!... لنهرب جميعًا إلى المسيح، ونحتج ضد الخطية إلى الله بكونه مخلصنا[4]. * إنه يبحث عن موضعٍ إليه يهرب من غضب الله. أي موضع يحمي الهارب من الله؟... أي موضعٍ لا يوجد فيه الله؟ من يقدر أن يخدع الله؟ من الذي لا يراه الله. * لنهرب في رجاء وشوق بأجنحة الحب المزدوج (محبة الله ومحبة القريب)، فلا نجد راحة إلاَّ في أعماق بحر (المحبة)... لنهرب إلى الله في رجاءٍ، وفي رجاءٍ مملوء إيمانًا نتأمل في نهاية البحر[5]. القديس أغسطينوس وَأَمُدُّ يَدِي عَلَى يَهُوذَا، وَعَلَى كُلِّ سُكَّانِ أُورُشَلِيمَ، وَأَقْطَعُ مِنْ هَذَا الْمَكَانِ بَقِيَّةَ الْبَعْلِ، اسْمَ الْكَمَارِيمِ، مَعَ الْكَهَنَةِ. [4] إذ ظن البعض أن الله لن يسمح بخراب يهوذا لوجود مدينة الله أورشليم والهيكل، يعلن الله القدوس أن ما يشغله لا أورشليم ولا الهيكل كمبنى، إنما القداسة، التي يُريدها لكل البشر، فإن فقد البشر الحياة المقدسة، فإنه مستعد أن يزيل الأرض كلها بكل ما عليها، هذه التي خلقها من أجل الإنسان. إن كان الله يمد يده ليؤدب يهوذا بوجهٍ عامٍ، فإنه يؤدب بالأكثر أورشليم التي تكرست كمدينة الله التي تضم الهيكل المقدس، لأنها قد سمحت بالمزج بين عبادة الله والعبادة الوثنية. لقد أعلن إنه سيقطع اسم البعل وعبادته من الأرض، والكماريم (كهنة الأوثان 2 ملوك 23: 5) الذين كانوا يضلون الشعب. يقطعهم مع أصنامهم، وأيضًا يقطع الساجدين للكواكب، والذين كانوا يحلفون باسم ملكوم. "البعل" الإله الفينيقي الحارس. وقد سقط إسرائيل في هذه العبادة الوثنية منذ عصر القضاة (قض 2: 13). وقد أقام الملك منسى تمثالاً للبعل في الهيكل نفسه (2 مل 21: 3، 5، 7). كماريم[6]: الأصل العبري مشتق من كلمة التي معناها "أسود"، إذ كان الكهنة يرتدون ثيابًا سوداء، كما كانوا يضعون علامة سوداء على جباههم. يرى البعض أن كهنة ملوخ كانوا يدعون بالرجال السود، ذلك بسبب الدخان المستمر الذي كان يتصاعد من المذبح الذي يحرقون عليه الذبائح البشرية، حيث يُقدم البعض أطفالهم ذبائح. فكانت وجوه الكهنة سوداء. كما أن كلمة كماريم تعني "غيرة" لتعصبهم وغيرتهم على نشر الوثنية. وَالسَّاجِدِينَ عَلَى السُّطُوحِ لِجُنْدِ السَّمَاءِ، وَالسَّاجِدِينَ الْحَالِفِينَ بِالرَّبِّ، وَالْحَالِفِينَ بِمَلْكُومَ. [5] يرفض الله الخلط بين ما لله وما لإبليس، والشركة بين النور والظلمة. فإنه إذ يُسلم جزء من القلب لإبليس يقتحمه ليملك عليه تمامًا، وإذا تُرك جزء من القلب لله يرفضه تمامًا ويفارقه. إبليس بخداعه يتسلل ليملك تمامًا، والله بحبه لن يقحم نفسه ما لم يُسلم له القلب تمامًا ليُقيم فيه ملكوته. اعتاد البعض أن يمزج بين عبادة الله الحيَّ وعبادة الأوثان، وأن يضيف في قَسَمِه بالله الحيَّ اسم أو أسماء آلهة وثنية. كانت عبادة الشمس أو القمر أو أحد الكواكب أمرًا شائعًا وهي من أقدم العبادات الوثنية. وَالْمُرْتَدِّينَ مِنْ وَرَاءِ الرَّبِّ، وَالَّذِينَ لَمْ يَطْلُبُوا الرَّبَّ وَلاَ سَأَلُوا عَنْهُ. [6] هنا يقسم الشعب إلى فريقين، فريق استجاب لدعوة يوشيا الملك بالتوبة، لكن إلى حين، ثم ارتدوا من وراء الرب ليمارسوا الرجاسات الوثنية. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات و التفاسير الأخرى). هؤلاء وضعوا أيديهم على المحراث ونظروا إلى الوراء. أما الفريق الثاني، فلم يستجب لدعوة الملك ولم يشغلهم الرب في شيءٍ. يُركز السفر على ثلاثة أخطاء رئيسية، وهي: 1. عبادة الأوثان [4-5]. 2. التعريج بين الفريقين، تارة يقسمون بالله الحيَّ، وأخرى بملوك [5]. 3. إعطاء القفا لله [6]. 3. يوم الرب قريب: اُسْكُتْ قُدَّامَ السَّيِّدِ الرَّبِّ، لأَنَّ يَوْمَ الرَّبِّ قَرِيبٌ. لأَنَّ الرَّبَّ قَدْ أَعَدَّ ذَبِيحَةً. قَدَّسَ مَدْعُوِّيهِ. [7] إذ كان كثيرون يسخرون بكلمات الأنبياء التي تهدد بخراب أورشليم، قائلين بأنه قد عبرت أجيال وأجيال ولم يحدث شيء من هذا، وأن الأنبياء إنما يهددون بما لن يتم مطلقًا، لذا يقول صفنيا النبي: "يوم الرب قريب" [7]. يُعتبر الزمن الحاضر هي أيام البشر يفعلون ما يحلو لهم، أما اليوم الأخير حيث يعلن الله ملكوته الأبدي، فيضم إليه مؤمنيه الحقيقيين فهو يوم الرب، ويُحاسب كل إنسانٍ حسب أعماله. كما يعتبر يوم العبادة الأسبوعي هو يوم الرب، حيث يكرس المؤمن هذا اليوم للعبادة ليكون سرّ بركة للأسبوع كله. ويُحسب أيضًا يوم التأديب الذي يتحقق في هذا الزمن في الزمان المناسب لكل أحدٍ هو يوم الرب، وهو قريب. سمح للبابليين أن يقتلوا ويذبحوا من اليهود عندما ينتصرون على يهوذا، وحُسب هؤلاء القتلى كما لو كانوا ذبيحة يقدمها الكهنة للرب. هنا يصور النبي قتلهم في مرارة، أنهم يُقتلون بلا رحمة ودون إثارة ضمير، بل يحسبهم قاتلوهم ذبيحة مقدمة للرب! يتهللون ويفرحون أثناء قتلهم بتقديم الذبائح البشرية كما في يوم عيدٍ. جاءت كلمة الرب تصف ذلك اليوم: "فهذا اليوم للسيد رب الجنود يوم نقمة للانتقام من مبغضيه، فيأكل السيف ويشبع ويرتوي من دمهم، لأن للسيد رب الجنود ذبيحة في أرض الشمال عند نهر الفرات" (إر 46: 10). أيضًا قيل: "وأنت يا ابن آدم فهكذا قال السيد الرب: "قل لطائر كل جناحٍ، ولكل وحوش البر، اجتمعوا وتعالوا احتشدوا من كل جهة إلى ذبيحتي التي أنا ذابحها لكم، ذبيحة على جبال إسرائيل لتأكلوا لحمًا وتشربوا دمًا، تأكلون لحم الجبابرة وتشربون دم رؤساء الأرض" (حز 39: 17-18). وَيَكُونُ فِي يَوْمِ ذَبِيحَةِ الرَّب،ِ أَنِّي أُعَاقِبُ الرُّؤَسَاءَ وَبَنِي الْمَلِكِ وَجَمِيعَ اللاَّبِسِينَ لِبَاساً غَرِيباً. [8] إذ يؤدب الرب شعبه يبدأ بالرؤساء وأبناء الملك والأشراف والقيادات مثلهم كسائر الطبقات المخطئة بلا تحيز. إذ سمح الله لنبوخذنصر بذبح عظماء يهوذا الأشرار، مقدمًا إياهم كذبيحة بدأ بالرؤساء أو الأمراء، إذ كان يجب أن يكونوا قدوة للشعب، فصاروا عثرة لهم. وقد تحققت هذه النبوة حيث قُتل أبناء صدقيا (إر 39: 6). "جميع اللابسين لباسًا غريبًا"، يقصد بهم الأمراء ورجال الحاشية الذين كانوا يرتدون ثيابًا مستوردة من الخارج ثمينة جدًا، كنوعٍ من الترف والعظمة؛ ولعل هذه الثياب كانت خاصة بالوثنيين يتباهون بها أثناء العبادة الوثنية. باستخدام هذه الثياب حُسبوا كمن شاركوا في العبادة الوثنية. ويرى البعض أن الثياب الغريبة هي التي منعتها الشريعة كأن يرتدي الرجال ثياب النساء، والعكس أيضًا (تث 22: 5). وَفِي ذَلِكَ الْيَوْمِ أُعَاقِبُ كُلَّ الَّذِينَ يَقْفِزُونَ مِنْ فَوْقِ الْعَتَبَةِ، الَّذِينَ يَمْلأُونَ بَيْتَ سَيِّدِهِمْ ظُلْماً وَغِشّاً. [9] "الذين يقفزون من فوق العتبة"؛ تعبير غالبًا ما يقصد به اعتداء الإنسان على حقوق قريبه، كمن يقفز فوق العتبة ليغتصب شيئًا من بيت قريبه بالعنف كما بالخداع. يرى البعض أنه يقصد هنا الذين يداهنون الحاشية الملكية، حيث كانوا يغتصبون ما للغير لحساب سادتهم، فيكونون أشبه بكلاب الصيد التي تقفز فوق العتبة لتغتصب مال الآخرين لحساب رجال القصر. ويرى آخرون أنه يُشير إلى الفلسطينيين الذي اغتصبوا تابوت الله وجاءوا به إلى أشدود، ودخلوا به بيت داجون ووضعوه بالقرب من الإله داجون، وإذ سقط الأخير على وجهه على الأرض أمام تابوت العهد ورأسه ويداه مقطوعة على العتبة كان الكهنة وجميع الداخلين يثبون لكي لا يطأوا العتبة بأقدامهم، وصار ذلك عادة بالنسبة لكل الداخلين إلى هيكل داجون (1 صم 5: 1-5). ويرى القديس جيروم أنه يُشير هنا إلى الصاعدين على درجات الهيكل في تشامخ وكبرياء. وَيَكُونُ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ، يَقُولُ الرَّبُّ، صَوْتُ صُرَاخٍ مِنْ بَابِ السَّمَكِ، وَوَلْوَلَةٌ مِنَ الْقِسْمِ الثَّانِي، وَكَسْرٌ عَظِيمٌ مِنَ الآكَامِ. [10] باب السمك: أُشير إلى هذا الباب في نحميا (3: 3)، وهو مقابل يافا Joppa، وربما هو الباب الذي جاءت منه أخبار اقتحام الجيش الكلداني بعنف من منطقة الآكام. دُعي باب السمك لقربه من سوق السمك، ولأن صيادي السمك القادمين من بحيرة طبرية ونهر الأردن كانوا يعبرون من هذا الباب. إذ صار الصراخ من باب السمك كان رد الفعل في القسم الثاني أو الجزء الأسفل من المدينة حيث ولولوا لسماعهم الصرخات القادمة. إذ صارت الصرخات تدوي حول أسوار أورشليم قادمة من الجبال المحيطة، تدوي من بابٍ إلى بابٍ حتما حلّ الإحباط بكل السكان في أكثر المناطق أمانًا. وَلْوِلُوا يَا سُكَّانَ مَكْتِيشَ، لأَنَّ كُلَّ شَعْبِ كَنْعَانَ بَادَ. انْقَطَعَ كُلُّ الْحَامِلِينَ الْفِضَّةَ. [11] وُجد الشر في مكتيش، في مكانٍ سفليٍ بالمدينة عميقٍ أشبه بالهاون. يقطنها التجار ورجال الأعمال وهم مطمئنون، لكن الخراب حلّ بهم، ولم يعد من حامل فضة أو مال يدخل للتجارة! صار شعبها مطحونًا كما يُطحن القمح أو الدواء في الهاون. في سفر حزقيال يشبهها بالقدر التي يُوضع فيها كل قطعة طيبة: الفخذ والكتف مع خيار العظام، ويغليها حتى تُسلق أيضًا عظامها في وسطها (حز 24: 3-5). يرى البعض أنه يُشير هنا لا إلى موقعٍ معينٍ في أورشليم، بل إلى المدينة كلها، حيث يُضرب الشعب ويُسحقون حتى الموت مثل الحنطة في الهاون. مكتيش Maktesh أو مورتر Mortar أي هاون، وهو اسم ينطبق على وادي سلوام Siloam بشكله المجوَّف. هذا الوادي هو بين صهيون وجبل الزيتون Mount Olivet في أقصى الجانب الشرقي من جبل المريا Moria حيث يقطن التجار. ربما كانت بجوار باب السمك. وَيَكُونُ فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ أَنِّي أُفَتِّشُ أُورُشَلِيمَ بِالسُّرُجِ، وَأُعَاقِبُ الرِّجَالَ الْجَامِدِينَ عَلَى دُرْدِيِّهِمِ، الْقَائِلِينَ فِي قُلُوبِهِمْ: إِنَّ الرَّبَّ لاَ يُحْسِنُ وَلاَ يُسِيءُ. [12] إذ يرى البعض الأبرار في ضيق بينما يتمتع الأشرار بنجاحٍ وازدهارٍ، كثيرًا ما يتساءلون قائلين: أين العدالة الإلهية؟ أين المكافأة التي ينالها الأبرار؟ وأين العقوبة التي تحلٌ بالأشرار؟ أين هي رعاية الله واهتمامه بالبشرية؟ هنا يصوَّر الله وهو يؤدب أورشليم على شرورها أنه ممسك بسرجٍ، يفتش حتى في الأماكن الخفية المظلمة، لكي لا يهرب شرير من التأديب الإلهي. هنا يفتش الرب أورشليم بسرجٍ لا ليبحث عن الدرهم المفقود (لو 15: 8-10)، فقد قدم فرصًا كثيرة للخطاة كي يرجعوا إليه، لهذا يستخدم السرج ليفرز الأشرار المُصرين على الاستهانة بإنذارات الله، لكي يؤدبهم. يُعاقب الله ليس فقط الذين يسكرون بخمر محبة الترف والعالم، وإنما حتى الذين يشربون ما يتبقى من رواسب في زجاجات الخمر (التفل). هؤلاء في سكرهم يسقطون في الإلحاد العملي، حيث لا ينكرون وجود الله، إنما ينكرون عنايته بالعالم أو اهتمامه بالبشر، وكأنه لا يشغله الإنسان في شيءٍ. في هذا الأصحاح يظهر الرب كمن هو في وسط يهوذا لكي يدينها أو يؤدبها، أما في الأصحاح الأخير فيعلن عن سكناه وسط البشرية لكي تتهلل به كما يبتهج هو بها، لأنها موضع سروره. هنا يعلن تأديبه ليهوذا المتعبدة للأوثان، الأمر الذي لا يطيقه الله بالنسبة لشعبه. * جاء الرب يسوع إلى أورشليم في الهيكل. وإذ نظر حوله على كل شيء،ٍ إذ كان الوقت متأخرًا ذهب إلى بيت عنيا مع الاثنى عشر (مر 11: 11). دخل الرب أورشليم في الهيكل. وإذ دخل ماذا فعل؟ تطلع إلى كل شيءٍ. كان في هيكل اليهود يطلب مكانًا لراحة رأسه فلم يجد... تطلع إلى اليهود؛ وكان يود أن يكون في وسطهم، لكنه لم يجدهم... كان يقيِّم كل ما هو حوله كمن يبحث بسرجٍ، لذلك يقول صفنيا النبي: "أفتش أورشليم بالسرج" (صف 1: 12). بنفس الطريقة تطلع الرب أيضًا حوله في كل شيءٍ بضوء سراجٍ. كان يبحث في الهيكل فلم يجد ما طلبه. إلى أن جاء المساء وكان لا يزال يفحص كل شيءٍ... مادام يوجد نور، فقد بقي في الهيكل. أما وقد حلّ المساء، عندما حلَّت ظلال الجهالة، فأظلم هيكل اليهود، ذهب إلى بيت عنيا مع الاثنى عشر. لقد بحث المخلص، وبحث الرسل، وإذ لم يجدوا شيئًا في الهيكل تركوه[7]. القدِّيس جيروم * هذا السؤال غالبًا ما يتردد في أذهان من ليس لهم إيمان عظيم ومعرفة، ظانين أن مكافأة القديسين التي لا توهب في هذا العالم بل في الحياة العتيدة، تُمنح لهم في هذه الفترة القصيرة من الحياة الزائلة. أما نحن فقد وضعنا رجاءنا في المسيح، لا في هذه الحياة، لئلا نصير كقول الرسول أشقى جميع الناس (1 كو 15: 19). فالله لا يمنع التجارب عن المستقيمين، ولا يكافئ في هذا العالم الصالحين بأمورٍ نافعةٍ، والأشرار بأمورٍ شريرةٍ. فإن قلنا بغير هذا نسقط في العقاب مع من ذكرهم صفنيا النبي: "القائلين في قلوبهم إن الرب لا يحسن ولا يسيءُ" (صف 1: 12). أو على الأقل نصير بين المجدفين على الله القائلين: "كل مَن يفعل الشرَّ فهو صالح في عيني الرب، وهو يُسَرُّ بهم. أو أين إله العدل؟" (مل 2: 17)، ونسقط في التجديف الذي وصفه (النبي) هكذا: "عبادة الله باطلة، وما المنفعة من أننا حفظنا شعائرهُ وأننا سلكنا بالحزن قدام رب الجنود. والآن نحن مطوِّبون المستكبرين، وأيضًا فاعلو الشرّ يُبنَون بل جرَّبوا الله ونجوا" (مل 3: 14، 15)[8]. الأب ثيؤدور فَتَكُونُ ثَرْوَتُهُمْ غَنِيمَةً وَبُيُوتُهُمْ خَرَاباً، وَيَبْنُونَ بُيُوتاً وَلاَ يَسْكُنُونَهَا، وَيَغْرِسُونَ كُرُوماً وَلاَ يَشْرَبُونَ خَمْرَهَا. [13] إن كان الله في طول أناته لا يسرع بفرض عقوبةٍ على الأشرار، منتظرًا توبتهم خلال ترفقه بهم، لكن حتمًا إن لم يرجعوا فسيشربون من الكأس التي ملأوها. يجردهم العدو من كل شيء، من ثروتهم، ومن بيوتهم التي من عمل أيديهم، كما من كرومهم التي غرسوها، إذ يستولى الغزاة على كل شيء. بهذا تتحقق النبوة الواردة في (تث 28: 30، 39) عن الذي لا يسمع لصوت الرب: "تخطب امرأة ورجل آخر يضجع معها، تبني بيتًا ولا تسكن فيه، تغرس كرمًا ولا تستغله... كرومًا تغرس وتشتغل وخمرًا لا تشرب ولا تجني، لأن الدود يأكلها". يستخدم القدِّيس جيروم هذه العبارة مع عبارات أخرى من الكتاب المقدَّس ليوضِّح أنه ليس من شيء في هذا العالم يستطيع أن يشبع أعماق الإنسان. يقول: [يجب ألاَّ نطلب شهوة الممتلكات والمال؛ جاء في سليمان، في سفر الجامعة: "من يحب الفضة لا يشبع من الفضة" (جا 5: 10). وفي الأمثال: "مُحتكر الحنطة يلعنه الشعب، والبركة على رأس البائع" (أم 11: 26). أيضًا في إشعياء: "ويل للذين يَصِلون بيتًا ببيتٍ، ويقرنون حقلاً بحقلٍ، حتى لم يبقَ موضع؛ فصرتم تسكنون وحدكم في وسط الأرض" (إش 5: 8). وأيضًا في صفنيا: "ويبنون بيوتًا ولا يسكنونها، ويغرسون كرومًا ولا يشربون خمرها؛ لأن قريب يوم الرب" (صف 1: 13-14). وفي الإنجيل بحسب لوقا: "ماذا ينتفع الإنسان لو ربح العالم كله وأهلك نفسه أو خسرها؟" (لو 9: 25)[9]]. * بخصوص ذاك اليوم يقول عاموس النبي: "ويل للذين يشتهون يوم الرب. لماذا لكم يوم الرب؟ هو ظلام لا نور" (عا 5: 18). ويقول صفنيا النبي ذات الأمر: "صوت يوم الرب مروع ومرّ" (صف 1: 14-15). هذا هو السبب الذي لأجله يُقدم لنا الشخص النادم يطلب بغيرة في صلاته لكي لا يُدان على أعماله في ذاك اليوم للدينونة. أي شيء أكثر نفعًا وفيه بُعد نظر للشخص أكثر من أن يصلي لمحبة الله الأبويَّة وهو بعد في هذا العالم، حيث توجد فرصة للتوبة، هذا الذي لا يستطيع أن يكون له رجاء في استحقاقاته بسبب خطاياه التي ارتكبها؟[10]. كاسيودورس * يوجد نور يمكن إدراكه بالحواس، قيل عنه في موسى أنه جاء إلى الوجود في اليوم الرابع، ولكنه ليس بالنور الحقيقي، لأنه ينير الأشياء التي على الأرض. من الجانب الآخر، المخلص هو نور العالم الروحي، إذ يشرق على العاقلين والمفكرين، حتى ترى عقولهم رؤى لائقة. إني أقصد أنه نور النفوس العاقلة التي في العالم المحسوس، الذي يعلمنا عنه المخلص أنه هو الخالق، والموجِّه له... إنه شمس يوم الرب العظيم[11]. العلامة أوريجينوس 4. يوم الرب العظيم: قَرِيبٌ يَوْمُ الرَّبِّ الْعَظِيمِ. قَرِيبٌ وَسَرِيعٌ جِدّاً. صَوْتُ يَوْمِ الرّبِّ. يَصْرُخُ حِينَئِذٍ الْجَبَّارُ مُرًّا. [14] يقدم النبي هنا تحذيرًا ليهوذا وأورشليم عن قرب الدمار الذي سيحل بواسطة البابليين. إنه ليس يوم البابليين، بل "قرب يوم الرب العظيم"، لأن هذا الدمار إنما بسماحٍ من الرب لتأديبهم. يؤكد النبي أن يوم التأديب قد صار قريبًا وسريعًا جدًا، ليس من وقت للتراخي أو التأجيل. هنا وهو يتنبأ عن يوم سبي يهوذا كيوم الرب العظيم، يتنبأ أيضًا عن يوم الدينونة العظيم، حيث تقف كل البشرية أمام الرب. إنها صرخات مختصرة جدًا ومتكررة، لأن الخطر غاية في الخطورة، والوقت مقصر جدًا، ليس من مجالٍ للحوار. إنه يشبه إنسانًا يرى أسرته داخل البيت والنار بدأت تشتعل فيه، فصار يصرخ لعل الكل يسرعون إلى الخروج من أقرب باب لهم أو يقفزون من أقرب نافذة. وكما قيل بعاموس النبي: "إن الرب يزمجر من صهيون، ويعطي صوته من أورشليم، فتنوح مراعي الرعاة وييبس رأس الكرمل" (عا 1: 2). بدأ هذا اليوم بموت الملك الصالح يوشيا الذي قتله فرعون نخو في موقعة مجدو Megiddo، واستمر اليوم حتى تم خراب أورشليم على يد نبوخذنصر البابلي. ذهب العالم وفضته لا يستطيعان أن ينقذانا في اليوم الرب العظيم، أما ثروة المؤمن فهي الوصية الإلهية، من يحفظها تحفظه من الغضب الإلهي. الوصية كنز، نقتنيه بعمل النعمة الإلهية، فنحمل برّ المسيح. ذَلِكَ الْيَوْمُ يَوْمُ سَخَطٍ، يَوْمُ ضِيقٍ وَشِدَّةٍ. يَوْمُ خَرَابٍ وَدَمَارٍ. يَوْمُ ظَلاَمٍ وَقَتَامٍ. يَوْمُ سَحَابٍ وَضَبَابٍ. [15] يوم الرب العظيم هو يوم عرسٍٍ مفرحٍ للمؤمنين الذين تهيأوا للعرس خلال غنى نعمة الله الفائقة، ويوم سخطٍٍ وضيقٍٍ وخرابٍٍ ودمارٍٍ وظلامٍٍ وقتامٍٍ لمن لم يستعدوا له بالإيمان الحيَّ العامل بالمحبة. لم تعد اللغات البشرية قادرة على التعبير عن مدى الخراب الذي يحل بيهوذا، فيقدم النبي مترادفات كثيرة لعلها تستطيع أن تصور مدى خطورة ذلك اليوم، فتدعوه يوم سخطٍ، كما يوم ضيقٍ وشدةٍ، وخرابٍ ودمارٍ، وظلامٍ وقتامٍ، وبوقٍ وقصفٍ الخ. صورة خطيرة حيث تهب زوابع الغضب الإلهي، فيحل الضيق مع الخراب الشامل، ويصير الكل كمن هم في ظلامٍ ليس من لديه بصيرة ليرى طريقًا للخلاص، ولا من يقدر أن يُقدم مشورة نافعة. إنه يوم سحابٍ كثيفٍ وضبابٍ لا يقدر إنسان أن يقاومه، ويواجهه. يَوْمُ بُوقٍ وَهُتَافٍ علَى الْمُدُنِ الْمُحَصَّنَةِ، وَعَلَى الشُّرُفِ الرَّفِيعَةِ. [16] أية قلعة أو حصن أو أسوار يمكن أن تقف في مواجهة سخط الله. يسمع الذين يظنون أنهم مختفون في مدن حصينة وشُرف رفيعة أصوات أبواق الحرب وهتافات الجيوش المعادية، فينهار كل كيانهم وتنحل قوتهم! وَأُضَايِقُ النَّاسَ فَيَمْشُونَ كَالْعُمْي، لأَنَّهُمْ أَخْطَأُوا إِلَى الرَّبِّ، فَيُسْفَحُ دَمُهُمْ كَالتُّرَابِ، وَلَحْمُهُمْ كَالْجِلَّةِ. [17] يكون الأشرار في يوم الرب العظيم أشبه بالعميان، إذ يعجزون عن التمتع ببهاء مجد الله، يرون الله كديانٍٍ جبارٍٍ، لا كعريسٍٍ سماويٍٍ يهب شعبه شركة المجد معه. الذين يسلكون في الشر، ويقاومون الحق، ولا يسمعون لصوت الرب ووصيته يشبهون عميانًا يتخبطون من هنا وهناك، دائمًا في شكٍ وفى خطرٍ! يبحثون عن مهربٍ، لكن بسبب عمى بصيرتهم لا يرون مهربًا ينقذهم. كل ما يلمسونهم ويتأكدون منه أن السيف يضرب فيهم ودماءهم تتفجر، وأجسادهم تسقط تحت أقدام العدو، ليس من يضمد جرحًا، ولا من يرفع جثة من التراب! لاَ فِضَّتُهُمْ وَلاَ ذَهَبُهُمْ يَسْتَطِيعُ إِنْقَاذَهُمْ في يَوْمِ غَضَبِ الرَّبِّ، بَلْ بِنَارِ غَيْرَتِهِ تُؤْكَلُ الأَرْضُ كُلُّهَا، لأَنَّهُ يَصْنَعُ فَنَاءً بَاغِتاً لِكُلِّ سُكَّانِ الأَرْضِ. [18] إذ يشعلون نار الغيرة الإلهية بسبب عصيانهم ورجاساتهم ومقاومتهم لله، يحل الدمار على الجميع، وتصيب الضربة الأرض كلها، فلا يوجد فيها موضع خفي يهرب إليه أحد. هنا لا تستطيع كل الثروة التي اقتنوها ظلمًا أن تحميهم من الدمار. وكما يقول الحكيم: "لا ينفع الغنى في يوم السخط، أما البرّ فينجي من الموت" (أم 11: 4). * إني قلق ومضطرب إذ أتكلم عن كثرة الحليّ؛ وإني ملتزم أن أدهش كيف أن هؤلاء الذين يحتملون مثل هذا الثقل لا يضطربون من الموت. يا له من تعب فيه غباوة! يا له من خبلٍ سخيفٍ ينفضح!... الرجل الغني، إذ يملأ مخازنه يقول لنفسه: "لكِ خيرات كثيرة موضوعة لسنينٍ كثيرةٍ، استريحي وكلي واشربي وافرحي". وإذا بالرب في الأناجيل يدعوه بوضوح: "يا غبي" (لو 12: 20)، "هذه الليلة تُطلب نفسك منك، فهذه التي أعددتها لمن تكون؟" إذ رأى الرسَّام أبيليس Apelles أحد تلاميذه يرسم صورة لشخص مثقَّل بلون ذهبي ليقدمها لهيلانة، قال له: "يا صبي، إذ أنت عاجز عن أن ترسمها جميلة، صورتها غنية".عن هؤلاء يقول صفنيا النبي: "لا فضتهم ولا ذهبهم يستطيع إنقاذهم في يوم غضب الرب" (صف 1: 18). فإن هؤلاء النسوة الذين يتدربن تحت يدي المسيح يليق بهن ألاَّ يتزيَّن بالذهب بل بالكلمة، الذي خلاله وحده يظهر الذهب في النور[12]. القدِّيس إكليمنضس السكندري v لنُظهر كمال الطاعة التي يُوحى بها إلينا بتوقع مجيئه. ليتنا لا نسرع كما يسرع العبيد، فندافع عن أنفسنا أمام الرب بطريقة مشينة ومخزية. بالحري ليتنا نثابر ونجاهد ونسهر بكل قلوبنا، ونثبت حتى النهاية. لنحفظ وصايا الرب حتى متى حلّ يوم الغضب والانتقام لا نُعاقب مع الخطاة والأشرار، بل نُكرم مع الأبرار وخائفي الرب[13]. الشهيد كبريانوس من وحي صفنيا 1 ليحل يومك العظيم! * كثيرًا ما تتساءل نفسي: متى يحل يومك العظيم؟ حقًا، يظن الشرير أن كل الأيام يومه فيتجبر، ويئن الصديق مترقبًا يوم مجيئك العظيم. متى تأتي فتسند كل نفسٍ وسط أنينها؟ * وعدت أنك قادم سريعًا لتؤدب. لتؤدبني برحمتك، قبل مجيئك على السحاب. فإنني لا أستطيع أن أهرب منك وإنما أهرب إليك. أنت ملجأي، احتمي فيك، فلا يحلّ بيّ الغضب! إن صعدت إلى السماء فأنت هناك، وإن هبطت إلى الهاوية أجدك أمامي. إني أهرب إليك يا أيها السماوي. فلتنزع عني كل ما هو أرضي بروحك الناري. فأصير لك سماءً ثانية، لن يقترب إليها الدمار! * ليحل يومك العظيم الآن، فأنا أعلم أنك تحطم فيّ كل ما هو شر، وتستر عليّ ببرّك وقداستك! * أترقب مجيء يومك الأخير العظيم! أراك العريس البهي، لا الديان المخيف! أرى عينيك حمامتين، أما الأشرار فيرونهما نارًا متقدة. يوم مجيئك يوم نور وبهاء، لا يوم ظلام وقتام. مجيئك هو شهوة قلبي الدائمة، وليس يوم ضيقٍ وشدةٍ وخرابٍ ودمارٍ. لتأتِ على السحاب، وتحملني معك، فأدخل بك إلى حضن الآب! |
||||