منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 02 - 02 - 2021, 02:02 PM   رقم المشاركة : ( 33211 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,296,425

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

عمله المفرح



وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة يلذ لنا أن نذكر عمله المفرح، كما رواه أشعياء النبي. قال: روح الرب علي.. ونحن: لماذا ؟ لأية رسالة ؟
فيجيب : مسحني لأبشر المساكين. أرسلني لأعصب منكسري القلب، لأنادي للمسبيين بالعتق، وللمأسورين بالإطلاق، لأنادي بسنة مقبولة للرب، لأعزي كل النائحين..
لأعطيهم جمالًا عوضًا عن الرماد،

ورداء تسبيح، عوضًا عن الروح اليائسة.

(أش 61: 1- 3)
 
قديم 02 - 02 - 2021, 03:24 PM   رقم المشاركة : ( 33212 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,296,425

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

مهما كانت الدنيا حواليكم ملخبطة لا تخافوا
أنا أعظم من أي قلق وأقوي من أي مشكلة
تمسكوا بالرجاء لأني لا اخزي منتظري
 
قديم 02 - 02 - 2021, 03:39 PM   رقم المشاركة : ( 33213 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,296,425

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

ناموا وأنتم مطمنين لاني ساهر لاحفظكم
وهيجي اليوم اللي هحقق فيه وعدي
وتمتلئ حياتكم افراح لا تنتهي



وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

 
قديم 02 - 02 - 2021, 03:58 PM   رقم المشاركة : ( 33214 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,296,425

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

إستشهاد إشعياء النبي بن آموص


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




في مثل هذا اليوم من حوالي سنة 710 قبل الميلاد استشهد النبي العظيم إشعياء بن آموص أحد الأنبياء الكبار . ومعنى اسمه ( الرب يخلص ) ، وهو من سلالة ملوك يهوذا . وقد تنبأ هذا النبي في أيام عزيا ويوثام وآحاز وحزقيا ومنسى ملوك يهوذا .

كما أنه عاصر من الأنبياء عاموس وهوشع وعوبديا وميخا وناحوم . في سنه وفاة عزيا الملك 740 ق.م. ، رأى أشعياء في الهيكل رؤيا ، وسمع دعوة الله له ليقوم بالعمل النبوي . دعا أشعياء إمرأته بالنبيه . وأعطى والديه أسمين رمزيين أحدهما ( شآر يشوب ) أى البقية ترجع . والثاني ( مهير شلال حاش بز ) أي يعجل السلب ويسرع النهب ) .
وفي سنة 736 ق.م. أعطى وعداً لآحاز الملك بأن الله سوف ينقذ يهوذا من إسرائيل وآرم ولم يقبل آحاز كلام أشعياء . أما حزقيا الملك فقد أبدى قبولاً لرسالة أشعياء . ولما مرض حزقيا تنبأ أشعياء بشفائه . ولما حاصر سنحاريب ملك أشور أورشليم ، تنبأ أشعياء أثناء الحصار ، بأن الرب لابد أن ينقذ المدينة .
وفعلاً أرسل الرب ملاكه وقتل من جيش سنحاريب 185 ألف جندى . واضطر سنحاريب إلى الإنسحاب والرجوع إلى بلاده . وشملت نبوه أشعياء الفترة من سنة 740 ق.م. إلى سنة 710 ق.م. هذا وقد ورد في سفره كثير من النبوات عن ميلاد السيد المسيح المعجزي : ( يعطيكم السيد نفسه آيه . هوذا العذراء تحبل وتلد إبناً وتدعو إسمه عمانوئيل ) .
( يولد لنا ولد ونعطي إبناً وتكون الرياسة على كتفه ويدعى إسمه عجيباً مشيراً إلهاً قديراً أباً أبدياً رئيس السلام ) . كما تنبأ عن مجيئ السيد المسيح وأمه العذراء مريم إلى مصر بقوله : ( هوذا الرب راكب على سحابة سريعة وقادم إلى مصر فترتجف أوثان مصر من وجهه ويذوب قلب مصر داخلها ) .

كما تنبأ عن تأسيس الكنيسة في مصر بقوله : ( في ذلك اليوم يكون مذبح للرب في وسط أرض مصر وعمود للرب عند تخمها فيكون علامه وشهاده لرب الجنود في أرض مصر ) . وأيضاً تنبأ عن آلام السيد المسيح الخلاصيه وإحتماله بصبر بقوله : ( ولكن أحزاننا حملها وأوجاعنا تحملها ونحن حسبناه مصاباً ومضروباً من الله ومزلولاً ، وهو مجروح لأجل معاصينا ، مسحوق لأجل آثامنا . تأديب سلامنا عليه وبحبره شفينا . كلنا كغنم ضللنا ، ملنا كل واحد إلى طريقه ، والرب وضع عليه أثم جميعنا .

ظلم أما هو فتذلل ولم يفتح فاه . كشاه تساق إلى الذبح وكنعجه صامته أمام جازيها ، فلم يفتح فاه . من أجل هذا دعاه الآباء ( النبي الإنجيلي ) بسبب كثرة نبواته عن السيد المسيح . وقد عاش هذا النبي حتى زمن منسى الملك الشرير .

حيث يذكر التقليد أنه نشره بمنشار لكثرة توبيخه له على شره . وهكذا أكمل هذا النبي العظيم جهادة ونال إكليل الشهادة ...
بركة صلواته فلتكن معنا آمين




 
قديم 02 - 02 - 2021, 03:59 PM   رقم المشاركة : ( 33215 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,296,425

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

إشعياء النبى



وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

ولد إشعياء عام 760 ق. م فى أورشليم ومعنى اسمه يدل على نبوته وهو يعنى “الله يخلص؛. لأنه إن كان الله سيسمح بالسبى لشعبه لكثرة خطاياهم، لكنه يخلصهم ويعيدهم من السبي. وكان اسم إشعياء يتسمى به الكثيرون من شعب الله في هذا الوقت.
كان أبوه يسمى أموص (2أخ 26: 22) ويقول التقليد اليهودي أنه كان أيضاً نبياً، ويضيف بأنه كان أخو أمصيا ملك يهوذا، وبهذا يكون الملك أمصيا عم إشعياء، وهذا معناه أن إشعياء كان من حقه دخول القصر الملكى والاختلاط بالموجودين فيه، وبالتالي معرفة أسرار القصر، فتكلم فى نبوته عن الأخطاء الموجودة به ودعا الكل للتوبة؟ ليرحمهم الله.
أثناء طفولة إشعياء كان على عرش مملكة يهوذا الملك عزيا ولكنه أصيب بمرض البرص؛ نتيجة تجاسره ودخوله إلى القدس، الذى لا يجوز دخول أحد إليه إلا الكهنة، فعزل فى بيت المرض، وكان يقوم بقيادة أعمال المملكة أبنه يوثام (2 أي 26: 19- 21). وانتشرت في هذه الفترة عبادة الأوثان بين شعب الله ولم يُرجعهم يوثام عنها.
كذلك فى هذا الوقت عاش الأغنياء في ترف شديد ورأى إشعياء مركباتهم الفاخرة تجري فى شوارع أورشليم ونسائهم المدللات بالملابس العظيمة، بل رأى أيضاً الولائم الكبيرة في القصر الملكى. وفى نفس الوقت رأى الفقراء يعانون من الجوع والعوز، بالإضافة إلى ممارسة أنواع النجاسات المختلفة المرتبطة بعادة الأوثان فى أورشليم، فكان وهو فتى يتأذى قلبه من كل ذلك.
عندما صار شاباً سمع بالدول القوية وقتذاك- وهى مصر وأشور- وميل الشعب للتخلف معها وليس الاتكال على الله، فكان يتضايق جداً. والى جانب ذلك حزن لابتعاد مملكة إسرائيل، أي الأسباط العشرة عن الله، بل محاولتهم التحالف مع الأمم ضد مملكته، أي مملكة يهوذا، فكان يتعجب ويقول كيف يتحارب الأخوة اليهود؟؛ بل كان قلبه حزيناً جداً، لانشغال الناس عن عبادة الله فى هيكله وتفاخر الأغنياء بكثرة الذبائح التى يقدمونها وتمجيد الكهنة لهم.
وسط ظلام الفساد الذي انتشر في مملكة يهوذا ومملكة إسرائيل، ظهرت أنوار شجعت إشعياء، فقد سمع وهو طفل عاموس النبى، الذي كان يتنبأ فى مملكة إسرائيل. وبعد ذلك عندما صار فتى سمع عن هوشع النبي فى مملكة إسرائيل أيضاً، ثم ظهر ميخا النبى في مملكة يهوذا وهذا ظل يتنبأ مع إشعياء. عندما بلغ إشعياء سن العشرين وكان ذلك عام 740 ق.م. وكان قلبه مملوءا حزنا على شعبه البعيد عن الله، أظهر الله حنانه عليه، فظهر له في رؤيا (إش 6: 1-8)، رأى فيها الله وهو جلس على عرشه وأذياله تملأ الهيكل وحوله ملائكة من رتبة السرافيم، يغطون وجوههم وأرجلهم بأجنحتهم، خشوعاً أمام الله، ويقولون قدوس قدوس قدوس. ثم أتى أحد السرافيم بجمرة من نار ومس بها شفتى إشعياء وطهره، وحينئذ نادى الله طالباً من يتقدم ليرسله؛ ليرجع شعبه إليه، فأعلن إشعياء فى الحال موافقته، إذ كان قلبه حارا فيه ومشتاقا لإرجاع شعبه إلى الله.
بدأ ينادي إشعياء شعبه فى مملكة يهوذا وكذلك فى مملكة إسرائيل؛ ليتوبوا ويرجعوا إلى الله. وبهذا بدأ إشعياء عمله النبوي، وكان ذلك فى سنة وفاة عزيا، ثم تملك يوثام وحده على عرش مملكة يهوذا.
تزوج إشعياء بامرأة دعاها النبية (إش 8: 3)، ليس لأنها تنبأت، بل لأنها تعاونه فى عمله النبوي وأنجب منها ابنين، دعى كل منهم باسم يعنى حدثاً مقبلاً، أي أن الله أوصاه أن يسمى ابنه الأكبر ” شار ياشوب ” (إش 7: 3)، ومعناه “البقية سترجع” ويظهر من ذلك حنان الله الذي يبشر شعبه قبل أن يسبى بأنه سيرجع من السبى. أما الابن الثانى فدعاه “مهير شلال حاش بز” (إش 8: 3) ومعناه “عجل النهب أسرع الغنيمة” ويعنى أن السبى مقبل على الشعب تأديباً له؛ ليتوب.
عندما بلغ إشعياء ستة وثلاثين عاماً من عمره مات يوثام وملك بعده ابنه أحاز على مملكة يهوذا (2 أي 27: 9). وكان أحاز شريراً، فترك عبادة الأوثان تنتشر فى مملكته. وخاف من تحالف ملك آرام مع ملك إسرائيل ضده، وبدلاً من أن يتمسك بالله، ذهب وتحلف مع ملك أشور (2 أي 28: 16)، فأرسل الله له إشعياء ليوبخه، خاصة وأنه كان قد صنع مذبحاً وثنياً داخل الهيكل، بدلاً من مذبح المحرقة الذي أوصى به الله. ودعاه إشعياء أن يطلب من الله ويتكل عليه، فرفض واستمر متحالفاً مع ملك أشور ضد أوامر الله. فقال له إشعياء إن الله قادر أن يصنع معجزات مع شعبه، إن اتكل عليه، وأخبره أيضاً بما سيحدث فى ملء الزمان بتجسد المسيح من عذراء، وهذه معجزة لا مثيل لها (إش 14:7).
بالإضافة إلى مناداة إشعياء شعبه فى مملكة يهوذا ومملكة إسرائيل بالتوبة، نادى الأمم أيضاً أن ترجع إلى الله؛ لأن الله هو خلق كل البشر.
عندما بلغ إشعياء من العمر خمسين عاماً حدث أمر مؤسف جداً، وهو أن هجمت مملكة أشور على مملكة إسرائيل واستولت عليها على ثلاثة مراحل، وأخذت شعبها وفرقته بين شعوب الأمم (عام 722 ق.م)؛ لتلغي قوميتهم وأتت بشعوب الأمم وأسكنتهم مكانهم. وهكذا تحولت أرض إسرائيل إلى عبادة الأوثان، فغضب الله وهجمت السباع على الأمم الساكنة مكان مملكة إسرائيل، فخافوا جميعاً من إله إسرائيل (2 مل 17: 25).
بعد سبى مملكة إسرائيل وكل ما سببه من أحزان لإشعياء، أراد الله أن يفرح قلبه، إذ بعد سنتين- عندما بلغ من العمر أثنين وخمسين عاماً- تملك حزقيا الملك على مملكة يهوذا. ورغم أن أبوه أحاز كان يعبد الأوثان ولكن حزقيا اهتم منذ تملكه بعبادة الله فى هيكله؛ لأن حزقيا تتلمذ على يد إشعياء، فأحب الله وعبادته. فاهتم حزقيا بترميم الهيكل وفتح أبوابه للعبادة وجمع الكهنة واللاويين للاهتمام بخدمة الهيكل، بالإضافة إلى إزالة أشكال العبادة الوثنية فى مملكته. كل هذا فرح قلب إشعياء، واستمر حزقيا مطيعاً لإشعياء.
تعرض حزقيا الملك لهجوم جيوش الأشوريين بقيادة سنحاريب الملك الأشوري، الذي أرسل رسائل تهديد إلى حزقيا، فوضعها حزقيا فى بيت الرب وطلب وتذلل أمامه. فأرسل الله إشعياء وطمأنه. وفى هذه الليلة أرسل الله ملاكه وقتل 185000 من جيش سنحاريب وهرب الباقون (2مل 19: 35-37).
تعرض حزقيا لمرض شديد وأنبأه إشعياء بأنه سيموت، فصلى حزقيا طلباً من الله أن يعش، فقال له إشعياء: أن الله قبل صلاته وسيمد عمره خمسة عشر عاماً وأعطاه علامة في الطبيعة وهو أن يتراجع الظل عشر درجات (2مل 20: 8- 11) وهذه معجزة غريبة، فعاش حزقيا وشكر الله.
أتى وفود من بلاد العالم لتهنئة حزقيا ومنهم مندوبين من بابل فتكبر حزقيا وأراهم نفائسه وكل ما فى خزائنه، فوبخه إشعياء وأعلمه أن الله سيأخذ كل هذه النفائس وتنقل إلى بابل. ولكن لأجل صلاح حزقيا، سيفعل هذا بعد وفاته. وقد حدث هذا فعلاً عندما سبيت مملكة يهوذا إلى بابل (2مل 2: 13، 17، 18).
اهتم إشعياء بدعوة شعبه لعبادة الله من القلب وليست العبادة المظهرية (إش 1: 11) استمر إشعياء يدعو شعبه للتوبة ويوبخهم ويعلن لهم أن أشور هو قضيب تأديب من الله، فقد قامت بسبى مملكة إسرائيل لشرها، وغزت واستولت على بلاد اليهودية؛ لسقوط مملكة يهوذا أيضاً فى عبادة الأوثان فى بعض الأحيان. ولكن لم تستطع أشور أن تدخل أورشليم من أجل صلاح إشعياء وحزقيا الملك واستجابة الكهنة والشعب لهما.
رأى إشعياء بروح النبوة تجسد المسيح وآلامه وموته وقيامته. وكتب نبوات كثيرة عنها؛ حتى دعي النبي الإنجيلي؛. لأنه وصف أحداث الصليب بدقة وخصص لها جزءاً كبيراً من نبواته من الإصحاح الأربعين حتى الإصحاح السادس والستين.
عندما بلغ إشعياء ثلاثة وسبعين عاماً من عمره، مات حزقيا ملك يهوذا وجلس على عرش يهوذا ابنه منسى، الذي سلك فى الشر، فأهمل عبادة الله ونشر عبادة الأوثان. وبالتالى لم يكن محباً لإشعياء- مثل أبيه حزقيا- بل اضطهده، ثم أمر بقتله بطريقة صعبة وهي نشره بمنشار خشبى لتعذيبه، فمات شهيداً وعمره ثمانين عاماً وذلك عام 680 ق. م.
أستمر إشعياء يتنبأ حوالى ستين عاماً بشجاعة ليس لها نظير، ولذا فاليهود يعتبرونه فى المرتبة الثانية بعد موسى النبى رئيس الأنبياء. لقد كان مثالاً للمسيح فى احتمال الآلام. وكتب سفراً طويلاً عدد إصحاحاته ستة وستين إصحاحا مملوءة بالدعوة إلى التوبة والرجاء فى الرجوع من السبى، ثم تجسد المسيح المخلص.
 
قديم 02 - 02 - 2021, 04:00 PM   رقم المشاركة : ( 33216 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,296,425

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

النبي أشعيا



وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


النبي أشعيا هو النبي العظيم الذي تنبأ في يهوذا في زمن أيان عزيا ويوثام وآحاز وحزقيا ملوك يهوذا ومعنى أسمه الرب يخلص ومن المحتمل أنه عاش أكثر من ثمانين سنة وكانت مدة قيامه بالعمل النبوي أكثر من ستين سنة وكان اسم أبيه آموص ( هذه رؤيا إشعيا بن آموص رآها على يهوذا وأورشليم في أيام عزيا ويوثام وآحاز وحزقيا ملوك يهوذا ، إشعيا 1 : 1 .

وحسب التقليد كما يقول أن والد إشعيا آموص كان أخ أمصيا ملك يهوذا والدليل هو أن إشعيا كان له سهلاً الدخول إلى ملوك يهوذا والتحدث معهم الوحي الذي تلقّاه إشعيا يعطي أقواله النبويّة سلطة كلام الله ويدل تاريخ اشعيا أنه كان يقيم في أورشليم وله المعرفة الكثيرة عن الهيكل والطقوس التي كانت تجري فيه تمام المعرفة وفي زمن وفاة عزيا راى النبي إشعيا في الهيكل رؤيا فيها رأى الله وسمع دعوته للأضطلاع بالعمل النبوي ( في السنة التي مات فيها الملك عزيا رأيت السيد الرب جالسا على عرش عال رفيع وأطراف ثوبه تملأ الهيكل من فوقه السرافيم قائمون ولكل واحد ستة أجنحة باثنين يستر وجهه وباثنين يستر رجليه وباثنين يطير وكان واحدهم ينادي الآخر ويقول قدوس قدوس قدوس الرب القدير الأرض كلها مملوءة من مجده فاهتزت الأبواب من أصوات المنادين وامتلأ الهيكل دخانا فقلت ويل لي هلكت لأني رجل دنس الشفتين ومقيم بين شعب دنس الشفاه فالذي رأته عيناي هو الملك الرب القدير فطار إلي أحد السرافيم وبيده جمرة أخذها بملقط من المذبح ومس فمي وقال أنظر هذه مست شفتيك فأزيل إثمك وكفرت خطيئتك ) إشعيا 6 : 1-7 ، على مدّ التاريخ الله يحرّك أناسًا ليُظهر مشروعه في حقبة يعيشون فيها وخبر نداء الله إلى إشعيا عن الدعوة له وأحسّ النبيّ مع ذلك أن الله يستقبله قبل أن يكون المتكلّمَ باسم الله عرف أنّ واجبه يقوم بأن يوبّخ شعبه على عناده ويعلن له دينونة الله مات عزيا سنة 740 قبل الميلاد تقريبا ولكن الخبر جُعل هنا بسبب الظروف الآتية حيث يتدخّل النبيّ ويعلن إشعيا ثلاث مرات قدوس وعال ورفيع الله ملك ويقف فوق جميع الملوك هو الهيكل السماوي الذي يكون الهيكل الأرضي والله ويدعو أشعياء امرأته بالنبيّة ( ودنوت من امرأتي النبية فحملت وولدت ابنا فقال لي الرب سمه أسرع إلى السلب بادر إلى النهب ) إشعيا 8 : 3 ، النبيّة يبدو أنها امرأة النبي راجع هوشع الفصل الاول ( لما بدأ الرب يتكلم بلسان هوشع قال الرب لهوشع خذ لك امرأة زنى وليكن لك منها أولاد زنى لأن أهل الأرض كلهم يزنون في الخفية عني أنا الرب فذهب وأخذ جومر بنت دبلايم فحبلت وولدت له ابنا فقال الرب لهوشع سمه يزرعيل لأني بعد قليل أعاقب بيت ياهو على الدماء التي سفكها ياهو في يزرعيل وأضع حدا لمملكة بيت إسرائيل ) هوشه 1 : 2-4 ، حيث يقال إن لأسرته دلالة نبويّة غير أن هناك نبيّات في الكتاب كما أنبياء أمثال مريم النبية أخت موسى راجع خروج 15 : 20 . ودبورة راجع قضاة 4 : 4 .

وغيرهما من النبيات المذكورات في الكتاب المقدس . إشيعيا كان له ولدين فقال الله له اعطي لهم اسمين الاول شار يشوب أي البقية ترجع راجع إشعيا 7 : 3 . واسم الثاني مهير شلال حاش بز أي يعجل السلب ويسرع النهب راجع إشعيا 8 : 1 . في سنة 763 قبل الميلاد تقريباً وعد إشعيا آحاز بأن الله سينقذ يهوذا من الهجوم المزدوج الذي يشنه اسرائيل اي من المملكة الشمالية وآرام على يد آشور وفي نفس الوقت قال إشعيا للملك آحاز وأنذره بأن أشور ستخرب يهودا أيضأ راجع الفصل السابع من اشعيا لكن آحاز رفض أن يسمع ويقبل كلام النبي إشعيا فسلم شهادته ورسالته إلى تلاميذه واجع الفصل الثامن اشعيا .

الملك حزقيا مرض فتنبأ النبي إشعيا أنه سوف يشفى من مرضه راجع الفصل الثامن والثلاثون من سفر إشعيا . وكان الملك حزقيا قد أظهر كنوزه لرسل مردوخ بلادان ملك بابل فتنبأ إشعيا للملك حزقيا من أن جمع الكنوز والأسرة الملكية في يهوذا ستحمل جميعها في يوم ما إلى بابل راجع الفصل التاسع والثلاثون من اشعيا . ملك أشور سرجون الثاني وجيوشه في السنة 711 قبل الميلاد اخمدت ثورة قامت بها في أشدود راجع اشعيا الفصل العشرون واشعيا النبي قام يهوذا ان تتحالف مع مصر ضد آشور ومثل هذا الانذار كان واقعياً بأن النبي إشعيا سار حافي القدمين وليس عليه من الثياب سوى ثيابه الداخلية تشبهاً بما كانوا يفعلونه مع الأسرى راجع الفصل 20 : 2-4 اشعيا ولكن بالرغم من احتجاجات أشعياء الفصل الرابع عشر فإن يهوذا تحالف مع الفلسطينيين في شق عصا الطاعة على سنحاريب الذي خلف سرجون على عرش آشور فأتى سنحاريب وأخذ معظم مدن يهوذا وحاصر أورشليم وقد تنبأ أشعياء أثناء الحصار بأن الرب لا بد منقذ المدينة وفعلاً اضطر سنحاريب إلى الانسحاب وقد ضرب ملاك الرب جيش الآشوريين ومات عدد كبير منهم وربما وقعت ضربة الله عليهم في شكل وباء حصد الكثيرين منهم الفصل السابع والثلاثون من اشعيا .

يذكر سفر صعود أشعياء وهو واحد من الأسفار غير القانونية أن أشعياء مات منشوراً بالمنشار تنفيذاً لأمر الملك منسى ويعتقد البعض أن في الرسالة إلى العبرانيين الفصل الحادي عشر إشارة إلى استشهاد أشعياء ولذا فربما كان دم أشعياء النبي من ضمن الدماء الزكية التي أراقها منسى في أورشليم راجع الملوك الثاني الفصل الحادي والعشرون أمين
 
قديم 02 - 02 - 2021, 04:20 PM   رقم المشاركة : ( 33217 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,296,425

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

أشعياء النبي

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



لكلام أشعياء بعض المزايا التي تميز سفره عن أسفار العهد القديم كافة لأنه يجمع في كثير من المواضع بين جلال الله الفائق وتنازله العجيب. فبينما يضرب الأمثال عن عظمته غير المحدودة بأنه يكيل بكفه مياه البحار يصفه براعي غنم يرعى قطيعه؛ بذراعه يجمع الحملان وفي حضنه يحملها ويقود المرضعات. وعندما يقرع أسماعنا بقضائه الرهيب ينحني علينا بعاطفة الوالدات قائلاً "كإنسان تعزيه أمه أعزيكم أنا". وفيه من أنباء الخلاص المجيد الوافية الشرح ما أوجب تسمية كاتبها بالنبي الإنجيلي.
رؤية المجد: سر القوة التي تفرد بها سفر أشعياء يعود إلى رؤياه العظيمة التي شاهدها في الهيكل. قال "رأيت السيد" الرب. فرؤيا الله غيرت له منظر كل شيء فل يعد يرى شيئاً حوله إلا في ضياء هذه الرؤيا الساطعة المجيدة، فانجلت له حقائق الأمور في ذات دنياه. وعلى هذا المنوال قال الرسول بولس "أما رأيت الرب"؟ وهذه الرؤيا أهّلته لأن يكون رسول المسيح وخادم الإنجيل لليهود والأمم. وبمراجعة إنجيل يوحنا نعلم أن السيد الذي رآه أشعياء في الهيكل هو يسوع المسيح ابن الله الأزلي بدليل أنه، بعد ما وصف قساوة قلوب اليهود في رفضهم المسيح وشفع هذا الوصف بالقساوة المذكورة في رؤيا أشعياء، صرح "قال أشعياء هذا حين رأى مجده وتكلم عنه (يو 12: 14).
رأى أشعياء الرب كملك المجد، وسمع السرافين ينادي الواحد الآخر "قدوس قدوس قدوس رب الجنود مجده ملء كل الأرض" وكانت قوة تأثير هذه الرؤيا عميقة جداً. ولنلاحظ في أشعياء:
1- انغماره بشعور عميق بالخطية ودينونة الله العادلة.
2- شموله بتصور عظمة قداسة الله وجلال سلطانه.
3- رؤياه الجميلة للمسيح وخلاصه ثم ملكه النهائي.
فلنقتف آثار نتائج هذه الرؤيا الثلاث في كل السفر مع تحري الاختصار.
أولاً – إن أشعياء، إذ رأى بهاء مجد الرب، امتلأ تبكيتاً على خطاياه، وشعوراً عميقاً بعجزه وحاجته، حتى أنه صرخ قائلاًَ: "ويل لي إني هلكت" ولم بتمالك أن صرّح بهذا الاعتراف "إني إنسان نجس الشفتين". فاعتبر الله انكسار قلب نبيه كما نستدل على ذلك في غير هذا الموضع حيث يصرح النبي أن العلي القدوس يسكن مع المنسحق والمتواضع الروح (57: 15). وأتبع اعترافه على الفور بتطهيره إذ قد طار إليه واحد من السرافيم وبيده جمرة لمس بها شفتيه. أُخذت تلك الجمرة المطهرة من مذبح المحرقات. حقاً إن التطهير بني على استحقاق دم الكفارة. ونقول على السؤال الذي عرضه الرب في محضره "من أُرسل ومن يذهب من أجلنا" إن النفس المطهرة من الخطية مستعدة لتلبية الطلب في الحال: "هأنذا أرسلني". هذا هو التكريس لخدمة الرب. وحينئذ قلّده الرسالة: "اذهب". فعلى هذا المنوال تكون الرسالة الحقة رؤية المخلص شخصياً، ثم مقابلة رسمية مع رب المجد بتخشع فانكسار قلب، ثم شفتان طاهرتان، فتكريس، فمأمورية شخصية معينة.الشفتان الفائضتان برسالة الله يجب أن يقام عليهما حارس (مز 141: 3) وتكونا محترقتين لا تأتيان بسمو الكلام والفكر لتسلية الخواطر البشرية بل مخبرتين بشهادة الله بخشوع وتقوى وبساطة غير عارفتين إلا المسيح وإياه مصلوباً. حتى أن بعضهم سخر بالنبي أشعياء لأنه جاء في رسالته بأمور بسيطة كأنه يخاطب صبياناً قليلي الإدراك لا رجالاً، بلسان غير فصيح.
الخطية والدينونة: أرّخ النبي رؤياه بسنة وفاة عزيا الملك. وكان ذلك الملك من خيار الملوك، حكم في أورشليم خمسين سنة بخوف الله لكنه زل في آخر حياته لزلة لعله انقاد إليها بدبيب روح الكبرياء إلى نفسه. وذلك أنه تجاسر أن يلقي بخوراً في مذبح الله وهذا العمل خاص بجماعة الكهنة. فضربه الله بالبرص غاعتزل في مكان خاص له. وكن هذه الواقعة أثرت في قلب النبي فأرخ رؤياه بوفاة عزيا الملك: "أنا ساكن بين شعب نجس الشفتين". لم بنشغل بخطية نفسه فقط بل مر على خاطره خطايا أمته وملكه أيضاً.
ومن المحتمل أن تكون رؤيا أشعياء الخطوة الأولى في سبيل النبوة، وأنه في الإصحاح السادس يعود إلى تذكار أوائل دعوته، ولهذا يقاوم الخطية ويهدد عاملها بجراءة وثبات، حتى ليصح أن تعتبر نبوته رسالة دينونة لليهود على خطاياهم ائتمنه الله عليها كما يتبين من صدر كلامه "رؤيا أشعياء بن آموص التي رآها على يهوذا وأورشليم" (1: 1). ثم يأخذ في شرح فساد القلب البشري وعصيانه على الله على التوالي بأسلوب بالغ جداً. "كل الرأس مريض" مصدر قوة التفكير، "وكل القلب سقين" مصدر الإرادة والأميال، "من أسفل القدم إلى الرأس ليس فيه صحة". ومن ثم يظهر سريان عوامل الفساد من القلب والرأس إلى كل الجوارح في أعمال الحياة اليومية. وبعد ذلك يوجه نظره إلى المرائين – الذين يقتربون إلى الله بشفاههم وأما قلوبهم فبعيدة عنه يعاملون إخوانهم بالقساوة – داعياً إياهم إلى التوبة "اغتسلوا تنقّوا اعزلوا شر أفعالكم من أمام عينيّ كفوا عن فعل الشر تعلموا فعل الخير. اطلبوا الحق انصفوا المظلوم اقضوا لليتيم حاموا عن الأرملة" (1: 16 و 17).
إن الذي تعلم في الحضرة الإلهية أن يخاطب نفسه "ويل لي" أُرسل ينادي بالويلات للآخرين على شرورهم: "ويل لنفوسهم لأنهم يصنعون لأنفسهم شراً، "ويل للشرير" (3: 9 و 11)، ويل للطماعين، ويل للسكيرين، ويل للحكماء في أعين أنفسهم (انظر 5: 8، 9، 11، 20، 21؛ 28: 1)، ويل للذين يصدون الضعفاء (10: 1 و 2)، ويل لأورشليم (29: 1)، "ويل للبنين المتمردين" (30: 1) "ويل لمن يخاصم جابله" (45: 9). وأظهر لهم النبي أن خطاياهم هي التي حجبت وجه إلههم عنهم وأحزنت روحه القدوس (59: 2 – 15 و 63: 10)، وإن "أعمال برهم" ما هي إلا كثوب عدة (64: 6 و 7). وينذرهم بأن مضمار الحق الإلهي يظهر اعوجاج مبانيهم التي يعتمدون عليها ويهدم ملاجئ برهم الكاذب. ثم ينتهر بناتهم اللواتي يظهرن الغطرسة والغرور، ويزجرهن بكلام جارح لأنهن لم يندبن سوء حال بلادهن (3: 16 و 32: 9). ويحرم بصريح العبارة العرافة واستحضار أنفس الموتى (8: 19 و 20). ويطوّب حافظي يوم الرب الذين لا يعملون فيه مسرتهم ولا أشغالهم ولا يلتهون بأحاديثهم ومسامرتهم (56: 2 و 58: 13 و 14). فما أحوج أهل زماننا الحاضر أن يتعظوا بأقوال النبي أشعياء لأنهم سالكون مسلك القدماء في ما شرحناه من المعاصي والشرور.
عبادة الأصنام: هذه الخطية رأس قائمة الخطايا التي من أجلها قضى الله على شعبه. ويشغل هذا الموضوع مقداراً وفيراً من نبوته، ويسري من أولها إلى آخرها. ففي الإصحاح الثاني يتكلم عن انتشار الأصنام في كل بلادهم حتى لقد عبدها الغني والفقير (2: 18 – 20). ولكن وعد الله هو أنه سيبطل الأصنام ويطهّر الأرض منها (انظر 10: 11 و 17: 7 و 8؛ 31: 7). وفي إصحاح 40 و 41 و 44 و 46 يشرح بالدقة والتفصيل الطريقة التي كانوا يصنعون بها الأصنام فيصف الغني في مقام رجل مسرف ينفق ماله على هذه التماثيل بغير حساب ويقدم للصائغ أجرة على صناعتها فيذيب الصائغ الذهب في النار قابضاً عليه بالملقط ثم يطرقه على السنديان ويصقله بآلاته المتنوعة ومتى تمت صناعة التمثال يربطه إلى النصب التي يقام عليها بسلاسل من فضة حتى يكون في مأمن من السقوط.
ثم يصف عجز بعضهم عن القيام بنفقة الأصنام الذهبية والفضية. فيتخذها من الخشب فيلجأ إلى شجرة حسنة القوام سليمة من العيوب من أشجار الأرز العظيمة، ويستحضر نجاراً يصور منها تمثالاً، فينشر من الشجرة ما شاء، ويرسم على الشقق الشكل الذي يستحسنه، ثم يفرغه بأزميله. وبعد الانتهاء من عمله يضم إلى صف الآلهة في المعبد. وأما شذرات الخشب الفاضلة عن ذلك التمثال فتستعمل وقوداً في لوازم المنـزل من طبخ واصطلاء. فانظر حقارة الآلهة التي اتخذوها لأنفسهم من دون الله العظيم.
لقد أمسى شعب الله الخاص صناعاً لهذه الأوثان، وأمست بلدانهم المقدسة معامل لهذه الأوثان. فيا لعظم الشر وسوء الحال: "شعب يغيظني بوجهي دائماً يذبح في الجنات .... بخروا على الجبال وعيروني على الآكام" (65: 3 – 7)، "المتوقدون إلى الأصنام تحت كل شجرة خضراء القاتلون الأولاد في الأودية تحت شقوق المعاقل. في حجارة الوادي الملس نصيبك" (57: 5 و 6). والحاصل، كانت الوثنية خطية بني إسرائيل العامة قبل السبي، ولكنهم تخلصوا منها تماماً من بعد السبي ولم يرجعوا إليها حتى اليوم. وفي غضون كلام النبي عن هذه التماثيل قارن بينها وبين الإله الحي، وكشف لهم مبلغ جهلهم. وهذا يقودنا إلى النتيجة الثانية من تأثيرات الرؤيا عليه وهي:
ثانياً: شموله بتصور عظمة قداسة الله وجلال سلطانه:
وبطبيعة الحال فمعظم عبارة النبي هي في تنـزيه الإله ونعته بأوصاف الجلال والكمال كلما قارن بينه وبين الأوثان البكم الصماء. أعلن بزوالها ومحو آثارها يوماً ما مع إجلال الله وإعلاء كلمته في ذلك اليوم. ثم يشير على الإنسان أن يُعمل فكره ورويته في اختيار الإله الحق إلهاً له، وعوضَ أن يخر ساجداً لما صنع بيديه من تماثيل الذهب والخشب يسجد لمن خلقه من العدم. ثم يقارن بين أوصاف التماثيل كما وردت في إصحاح 40 وبين الله عز وجل. وفي هذا الجزء من السفر من إجلال العزة الإلهية أكثر من أي موضع آخر في أسفار الكتاب المقدس. فوصفه بأنه المبدع لسائر الكائنات من العدم، خلق أطراف الأرض، وأرسى الجبال الشامخة، وزجر البحار الزاخرة حتى لا تتعدى تخومها، خالق السموات والجنود العلوية، وضابط الكل، وأن الأرض وسكانها كغبار الميزان عنده بل كلا شيء، وكل ذي جسد كعشب الحقل أمام عينيه.
وفي إصحاح 40 نجد من الدقة العلمية ما يبعث فينا العجب. قال في عدد 12 "من كال بكفه المياه". هنا يصرح بأن المياه التي في الأرض وجدت بالكيل لا جزافاً. والعلم يصدّق هذه الحقيقة ويثبت أن المياه التي على وجه الأرض مناسبة المقدار لأن يتصاعد منها الكمية المطلوبة من الأمطار لري الأرض فلا يحصل غرق ولا شرق "وقاس السموات بالشبر" بمعنى أنه مد الجو إلى المسافة المعتدلة حتى تكون لنا المؤونة الكافية من الهواء ونستنشقه بدون عناء. "وكال بالكيل تراب الأرض" إن التراب هو الجزء الصالح للزراعة من معدن الأرض، فقدَّره الله تقديراً يفي بحاجة البشر وبسطه على وجه الأراضي الزراعية، "ووزن الجبال بالقبان والآكام بالميزان" إن ارتفاع الجبال على نسبة عمق البحار.
وفي إصحاح 41 يتحدى الله، على لسان نبيه، الأصنام البكم عبرة لبني البشر أن يخبروا بالمغيبات لإقامة الحجة على أنهم آلهة يستوجبون العبادة ثم يعيد هذا التحدي مراراً (انظر 42: 9 و 44: 7 و 8 و 43: 9 و 10 و 48: 3 – 5).
وفي إصحاح 46 مقابلة مؤثرة بين الإله الحق وبين الأصنام: هذه تحمل فوق أكتاف الناس، وأما الإله الحق – فضلاً عن كونه غير محمول على شيء – فهو حامل لكل شيء وعلى نوع خاص حامل شعبه لا في أيام الطفولة فحسب بل في كل سني حياتهم حتى إلى الشيب والشيخوخة.
قدوس إسرائيل: للنبي أشعياء شغف بهذا اللقب الإلهي أكثر مما لغيره من كتبة الأسفار المقدسة. فذكر مثلاً في المزامير ثلاث مرات (مز 71 و 78 و 89)، ومرتين في أرميا (50 و 51)، ومرة في سفر الملوك الثاني (ص19: 23). أما في سفر أشعياء فقد ذكر هذا التعبير ثلاثاً وعشرين مرة وذلك من فرط تأثره من تسبحة السرافيم التي سمعها في رؤياه حينما نادى الواحد الآخر "قدوس قدوس قدوس رب الجنود". فكأن هذا الاسم هو العلامة الخصوصية الدالة على نبوة أشعياء من أولها إلى آخرها.
وفي ذلك السؤال الذي سمعه أشعياء في الرؤيا تلميح إلى الثالوث الأقدس: "ثم سمعت صوت السيد قائلاً من أُرسل ومن يذهب من أجلنا". أما أقنومية الله الروح القدس فمعلنة بجلاء في هذا السفر (11: 2 و 42: 1 و 44: 3 و 48: 16 و 59: 51 و 61: 1 و 63: 10 و 11 و 14). .وقد رأينا من مقابلة الرؤيا بكلام الإنجيلي أن الأقنوم المعبر عنه برب الجنود هو ذات المسيح. وعليه فلاهوت المسيح مصرح به في نبوة أشعياء. وهذا يؤدي بنا على النتيجة الثالثة من تأثير الرؤيا في أشعياء
رؤياه الجلية للمسيح وخلاصه ثم ملكه اللانهائي: نغمة هذا السفر الخلاص. بل معنى اسم أشعياء هو "خلاص من الرب". وموضوعه تلك الدعوة المباركة الواردة في الإصحاح الأول "هلم نتحاجج يقول الرب. إن كانت خطاياكم كالقرمز تبيضّ كالثلج"، وأعاده على أسلوب آخر في غير موضع ومن ذلك قوله "قد محوتُ كغيمٍ ذنوبك وكسحابةٍ خطاياك. ارجع إليَّ لأني فديتك" (1: 18 و 43: 25 و 44: 22).
السلام – وهو نتيجة الخلاص – يمتد كخيط فضي في الإصحاحات الواقعة ما بين إصحاح 9 حيث ينبئ عن "رئيس السلام" إلى إصحاح 57 حيث ينادي بالسلام للبعيد والقريب ويمتد كنهر في إصحاح 48: 18 و 66: 12.
أما ملك المسيح العام على كل ممالك الأرض فقد أُعلن للنبي في الرؤيا من تسبيحة السرافيم "مجده ملء كل الأرض". وتفصيل هذه العبارة واضح في كل السفر. ففي إصحاح 2: 2 يقول: "ويكون في آخر الأيام أن جبل الرب يكون ثابتاً في رأس الجبال ويرتفع فوق التلال وتجري إليه كل الأمم". وفي إصحاح 11: 9 يقول "لأن الأرض تمتلئ من معرفة الرب كما تغطي المياه البحر". وفي الإصحاح الأخير ينبئ بمجده بين الأمم.
المسيح: الخلاص المجيد المعلن في هذا السفر يدور حول شخص عرف بالآتي والمسيَّا الموعود. وها هو ذا النبي يعطينا، بوحي إلهي، العلامة التي تميز شخص المخلص وتحصر فيه النبوات المتعلقة به لئلا تنسب إلى غيره، وهي كونه شخصاً إلهياً يولد من عذراء. فالوعد الوارد عنه في إصحاح 7 يتصل بالوعد الوارد في إصحاح 9؛ ونستخلص من الوعدين حقيقة ذلك الطفل. فهو سيكون من جنسنا البشري، "لأنه يولد لنا ولد ونعطى ابناً". وسيكون من بيت داود. وتكون ولادته خارقة لناموس لطبيعة شخصاً إلهياً "الله معنا" – عمانوئيل؛ "عجيباً" وهو ذات الاسم الذي دعا الرب نفسه حين ظهر لمنوح وزوجته؛ "مشيراً" على وفق حقيقة الحكمة الواردة في سفر الأمثال لأن الله جعله لنا حكمة؛ "إلهاً قديراً" الكلمة إيل المترجمة هنا بالإله توصل هذه الآية باسم عمانوئيل؛ "أباً أبدياً" أو أبا الأبد وهو رئيس الخلاص الأبدي المشار إليه في عب 5: 9؛ "رئيس السلام استعير هذا اللقب لملك سليم كاهن الله العلي كما استعير لسليمان أي رجل السكينة والسلام.
كل هذه النبوات تحققت وتمت في حادثة واحدة وهي ميلاد يسوع المسيح مخلصنا الذي قال عنه الملاك لمريم "القدوس المولود منك يدعى ابن الله". قال أشعياء "يولد لنا ولد" وقال الملاك عند ولادته "ولد لكم اليوم في مدينة داود مخلص". دعي بعبارة النبوة "إلهاً قديراً" "رئيس السلام" وبمثل هذا دعاه جمهور الجند السماوي وقت ولادته كما يظهر من تسبحتهم "المجد لله في الأعالي وعلى الأرض السلام وبالناس المسرة". قال النبي "الشعب السالك في الظلمة أبصر نوراً عظيماً. الجالسون في أرض ظلال الموت أشرق عليهم نور عظيم". وقال سمعان الشيخ إن "عيني أبصرتا خلاصك" "نور إعلان للأمم ومجداً لشعبك".
وبعد ذلك بقليل وردت نبوة فجأة في إصحاح 11: 1 "ويخرج قضيب من جذع يسي وينبت غصن من أصوله ويحل عليه روح الرب روح الحكمة والفهم روح المشورة والقوة روح المعرفة ومخافة الرب". هذا الوصف موافق للنبوة الواردة في إصحاح 61 التي استشهد بها المسيح على نفسه في خطابه الذي ألقاه في مجمع الناصرة "روح السيد الرب عليّ". وخلاصة الوصفين أن القصد من مسحته بروح الرب أن يكون معزياً للمساكين مؤاسياً للبائسين الخ. وعندما وصل المسيح في قراءته إلى الكرازة بالسنة المقبولة طوى السفر وحقق هذه النبوات في شخصه وطبَّقها على قصده ولم يتقدم أكثر من ذلك حيث تذكر الدينونة والانتقام لأنه لم يأت المرة الأولى ليدين العالم بل ليخلِّص العالم (يو 3: 17) وفي كلا الموضعين يقرر النبي وصف المسيح كمخلّص وكديان لأنه سيأتي ثانياً ليدين الأحياء والأموات كما قال ذلك بنفسه "وأعطاه (الآب) سلطاناً أن يدين أيضاً لأنه ابن الإنسان. لا تتعجبوا من هذا. فإنه تأتي ساعة فيها يسمع جميع الذين في القبور صوته. فيخرج الذين فعلوا الصالحات إلى قيامة الحياة والذين عملوا السيئات إلى قيامة الدينونة" (يو 5: 27 – 29).
وفي الإصحاح 28 وردت النبوة التي تمثله بحجر الزاوية. ووردت نبوة في الإصحاح 32 تنبئنا بملك سيملك بالعدل وبإنسان سيكون كمخبأ من الريح وستارةٍ من السيل كسواقي ماء في مكان يابس كظل صخرة عظيمة في أرض معيية – صخر الدهور المشار إليه في إصحاح 26: 4.
عبد الرب: إن أشعياء، (إصحاح 42 – 52) يمثل لنا المسيح كعبد الرب: "هو ذا عبدي". بعض هذه النبوات يشار بها لأول وهلة – إلى كورش الملك الذي علم أشعياء بالوحي أنه سيخلص إسرائيل من الأسر البابلي. ولكن في أكثر تعابير النبي ما يشير إلى مخلص أعظم من كورش، وخلاص أجل وأفضل من الأسر البابلي. والعبارات المبشرة برد منفيي أورشليم هي من السعة والعظم بحيث لا يمكن تطبيقها على رجوع الفئة القليلة التي رجعت إلى أورشليم بأمر كورش الملك، كما أن كثيراً من العبارات المنوه بها عن عبد الرب الذي يصنع مسرته لا تصدق على كورش بوجه من الوجوه؛ ولا شك أنها تشير إلى مخلص أعظم هو المسيح والبركات المحكي عنها بأنها تتناول أمم الأرض بواسطة شعبه الخاص تتحقق عندما يخلص إسرائيل كما قال الرسول بولس (رومية 11) حينما يقتبس من نبوة اشعياء (ص 46: 22).
تبتدئ النبوات بآلام المسيح من إصحاح 49. يصرح أشعياء بأن ذاك الذي سيحتقره الشعب ويكرهونه تتعبد له الملوك ويُجعل عهداً للشعب. وتزداد الأخبار بآلامه في الإصحاح التالي. إن ذاك الذي أُعطي لسان المتعلمين لم يعاند ولم يقاوم بل بذل ظهره للضاربين وخده للناتفين، ولم يستر وجهه عن العار والبصق. وفي إصحاح 52 نقرأ ثانياً عن عبد الرب أن منظره كان مفسداً أكثر من بني آدم. ومع ذلك ينضح أمماً كثيرين. ومن اجله يسد ملوك أفواههم.
وهذا يؤدي بنا إلى ذكر ما ورد في إصحاح 53 حيث صورة آلام المسيح مستوفاة أكثر من أي نبوة أخرى من أسفار العهد القديم عن آلام المسيح. فذكر فيه سبعَ مرات أنه حمل خطايانا (1) مجروح لأجل معاصينا (2) مسحوق لأجل آثامنا (39 الرب وضع عليه إثم جميعنا (4) ضُرب من أجل ذنب شعبي (5) جعل نفسه ذبيحة إثم (6) آثامهم هو يحملها (7) حمل خطية كثيرين.
 
قديم 02 - 02 - 2021, 04:21 PM   رقم المشاركة : ( 33218 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,296,425

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

أقسام نبوة أشعياء

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


يمكن تقسيم سفر أشعياء إلى ثلاثة أقسام: القسم الأول والثالث يحتويان نظماً من إبداع القصائد لفظاً ومعنى. والقسم الثاني أكثره نثر. إصحاحان منه مرتبطان بالقسم الأول ويسردان عزوة الآشوريين ونتائجها؛ وإصحاحان مرتبطان بالقسم الأخير وفيهما خبر مرض زكريا وشفائه وحادثة سفراء بابل.
القسم الأول من (ص 1 – 35)

1- ملامات مصوبة غالباً إلى يهوذا وأورشليم (ص 1 – 12) المجد الآتي (ص 11 و 12).
2- عقوبات تلحق الأمم المعادية ليهوذا كبابل وسوريا ومصر وصور (ص 13 – ص 23).
3- عقوبة تقع على العالم والسامرة ويهوذا. الخطايا الموجبة لهذه العقوبة. غزوة آشور وخراب أورشليم (ص 24 – ص 35).
القسم الثاني (من ص 46 – 39)

1- الغزوة الآشورية ونتائجها (36 و 37) (ملحقان بالقسم الأول).
2- مرض حزقيا وشفاؤه. سفراء بابل. النبوة عن سبي بابل (ص 38 و 39) (ملحقان بالقسم الثالث).
القسم الثالث من (ص 40 – 66)

1- تعزية. مقابلة بين السيد الرب والأصنام وبين إسرائيل والأمم. وجملة معترضة تنتهي بإنذار الدينونة "لا سلام قال إلهي للأشرار" (ص 40 – 48).
2- عبد الرب. مقابلة بين ما يقاسيه من الآلام وبين ما يحرزه من الأمجاد التي بعدها. وجملة معترضة تنتهي بالدينونة "لا سلام قال إلهي للأشرار" (ص 49 – ص 57).
3- المجد الموعود به. مقابلة بين المخلصين والمرائين وبين الخطية الحاضرة والحزن والقداسة المستقبلة وأسباغ البركة (ص 58 – 66). ثم جملة معترضة تنتهي بدينونة أكثر هولاً مما تقدم (66: 34)
الصليب هو المحور: السبعة والعشرون إصحاحاً المكون منها القسم الثالث هي قصيدة كبيرة عن المسيا تنقسم هي أيضاً إلى ثلاثة أقسام. وكل قسم منها يحتوي على ثلاثة أجزاء كل منها يتألف من ثلاثة إصحاحات. والإصحاح 53 – مع الثلاثة أعداد الأخيرة من إصحاح 52 – هو الإصحاح الأوسط من الجزء الأوسط من هذه القصيدة الكبيرة، وهي واقعة وسط الأسفار النبوية من العهد القديم. والآية الوسطى من الإصحاح الأوسط تتضمن خلاصة الإنجيل:
مجروح لأجل معاصينا
مسحوق لأجل آثامنا
تأديب سلامنا عليه
وبحبره شفينا
 
قديم 02 - 02 - 2021, 04:22 PM   رقم المشاركة : ( 33219 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,296,425

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وحدة سفر أشعياء

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

إنه لا يمكن أن يذكر إجمال تام عن سفر أشعياء بدون أن نلمح إلى المسألة التي ظهرت مؤخراً وهي: هل مؤلفه شخصان أو أكثر. وقيل: ما هي أهمية هذا الموضوع؟ وما الفرق إذا كانت النبوة قد كتبها شخص واحد أو اثنان أو عشرون شخصاً؟ - فحسب الظاهر ربما يقال أنه لا فرق على شرط إثبات الوحي به. لأنه إن تحقق لدينا أن روح الله هو المتكلم فمسألة اليد البشرية لا أهمية لها. ولكن لأننا نرى أن مسألة الوحي هي من الأهمية بأعظم مكان لذلك كانت المسألة ذات أهمية عظمى.

أولاً – لأن إنكار وحدة سفر أشعياء مؤسس على إنكار القوة الخارقة الطبيعة المتنبئة، أي التي تعرف بالحوادث وتقررها قبل حدوثها.

ثانياً – لأن إنكار وحدته يبطل صحة العهد الجديد وسلطانه.

وفي كلامنا عن هذا المسألة نغض الطرف عن هذا التقسيم السابق لسفر أشعياء إلى ثلاثة أقسام. ونقول إن أشعياء مقسوم إلى قسمين رئيسيين أحدهما من (ص 1 – 39) والآخر من (ص 40 – 66). وأن القسم الأول كتبه النبي اشعياء بن آموص، والقسم الثاني كما يدّعون كتبه نبي مجهول في أثناء سبي بابل. فلنبحث الآن في المسألة.

أولاً من جهة اللغة: قال المعترضون أن اختلاف اللغة في قسمي السفر هو سبب الشك في وحدته. لكن علماء اللغة العبرانية العظام – إلا ما ندر جداً – يقررون أنه لا توجد لازبة لغوية تضطرنا لأن نفكر أن سفر أشعياء كتبه كاتبان أو أكثر. بل قد قالوا أن المشابهة بين أسلوب القسم الأول وبين القسم الثاني لهي أغرب جداً من المشابهة بين أي من القسمين وبين أي سفر آخر من أسفار العهد القديم، والمماثلة بين قسمي السفر عجيبة. بهذا المقدار حتى التزم الذين ينسبون السفر لمؤلفين أن يقولوا أن أشعياء الثاني قد قلد أسلوب أشعياء الأول.

حقاً إننا إذا راعينا طول المدة التي مارس فيها أشعياء النبوة كما اخبرنا هو في سفره – من أيام عزيا إلى أيام حزقيا أي زهاء ستين سنة – وراعينا أيضاً اختلاف المواضيع التي كتب عنها رأينا سبباً كافياً لأن يعلل ما يمكن أن يُرى هنالك من اختلاف الأسلوب. على أننا نقول أن أشعياء الثاني يستعمل كلمات لا تعرف إلا عند أشعياء الأول والتي صارت غير معروفة في أيام أرميا. وأشعياء الثاني يظهر نفسه أن له اصطلاحات علمية لا يشاركه فيها أحد غير أشعياء الأول. هذا ما يؤكده العلامة البروفسور مرجوليوث في كتابه "الدفاع عن وحي الكتاب المقدس". وهذا العلامة هو أعظم ثقة في العالم في معرفة الكتاب العبراني.

والعلامة بركس في درسه الكلمات المستعملة في أشعياء الأول والثاني والتي لم ترد في سفر آخر من أسفار الأنبياء وجد كلمات كثيرة جداً بحيث قال أن عدد الكلمات المبتدئة بحرف (ألف) أربعون كلمة.

ثانياً من جهة التنبؤ: إن سبب إنكار وحدة سفر أشعياء يتجاوز مسألة لغته إلى مسألة إنكار القوة الفائقة الطبيعة في النبوة. وكما يقول الدكتور باين سميث: إذا رفعنا من الوسط حجر العثرة العظيم الذي هو حقيقة الأنباء بالمستقبل صار كل شيء سهلاً من جهة صحة السفر.

أن يتنبأ النبي عن سقوط بابل ويقول عنها إنها سيدة الممالك بينما لم تكن قد وصلت في أيامه إلى أوج مجدها كسيدة الممالك كما وبينما آشور كانت العدو اللدود للأمة اليهودية، وأن يتنبأ عن الإنقاذ من السبي قبلما يسبى الشعب، وأن يتنبأ أن الخلاص يأتي عن طريق الفرس بينما هاتان الأمتان كانتا منفصلتين عن بعضهما وعديمتي الأهمية عندما تنبأ، وأن يذكر المنقذ من السبي باسمه "كورش" قبل ولادته بمئة سنة، هذه هي حجارة عثرة للذين لا يرون في النبوة إلا فهماً بشرياً وبصيرة رجل صالح يفهم الأزمنة. أما للمؤمنين فهي تثبيت لإيمانهم بالله القدير الذي أوحى لأنبيائه بروحه القدوس

وفي القسم الثاني يقول الله نفسه عن لسان نبيه أن إتمام النبوات الأولى هي أساس للإيمان بأن النبوات الأخيرة لا بد أن تتم (أسش 48: 3 – 5). فهذا القول يكون عديم المعنى إذا لم تكن سابقاً نبوات يشير إليها. ومن ضمن النبوات الواردة في القسم الأول الهجوم على السامرة، وخرابها على يد سنحاريب، وغارته الهائلة على أورشليم، وإنقاذها الأخير وخلاصها النهائي، وإطالة عمر حزقيا.

والآن يطلب الله من شعبه المختار أن ي كونوا شهوده لإتمام ما تنبأ به في الإصحاحات من 40 – 46 (انظر ص 43: 9 و 10) ويتحدى الأصنام، آلهة الأمم، وينازلها إلى المبارزة لإثبات صحة دعواها أو بُطلها – ويتحداها أن تنبئ بحوادث مستقبلة (ص 41: 23 و 42: 7 – 9).

إن ذكر كورش يعتبر معجزة، الغاية منها أن يعلم كل العالم من المشرق إلى المغرب أن الرب الإله هو الإله الوحيد لا سواه (ص 45: 4 – 6).

إن ذكر كورث يعتبر معجزة، الغاية منها أن يعلم كل العالم من المشرق إلى المغرب أن الرب الإله هو الإله الوحيد لا سواه (ص 45: 4 – 6).

إن ذكر كورش باسمه قبل وجوده بزمن مديد قد كان له تأثير كلي في كورش نفسه وفي شعب إسرائيل. فيخبرنا يوسيفوس إن قراءة كورش لنبوة أشعياء عنه قادته لأن يصدر أمره ويقول "هكذا قال كورش ملك فارس أن الرب إله السماء قد أعطاني جميع ممالك الأرض وهو أوصاني أن أبني له بيتاً في اورشليم التي في يهوذا (2 أي 36: 23). فلو كانت النبوة كتبت في بابل حوالي ذلك الوقت عندما كان اسم كورش مشهوراً، ولو كان كورش نفسه معاصراً للوقت الذي كتبت فيه، فهل يصدق أن يكون أن يكون لهذه النبوة تأثير في كورش حتى يصدر الأمر الذي أصدره؟

قد سبقنا ونوهنا عن تأثير نبوة أشعياء في اليهود أنفسهم. فإنهم كانوا قد نـزلوا إلى بابل ولهم ميل شديد إلى الوثنية. ثم رجعوا منها وبقوا إلى يومنا هذا متمسكين غاية التمسك بوحدانية الله. فلا يمكن أن تتغير أمة هذا التغيّر العجيب إلا بالإقتناع بقوة قاهرة. وهذا الاقتناع قد تم لهم عندما لاحظوا أن نبوات أشعياء قد تمت بالحرف الواحد، وتحققوا أن الله قد سبق قرأى هذه الحوادث وأنه أعلمَ بهذه منذ القديم وأخبر بها منذ زمان (ص 45: 21) فرجع قلب الشعب المختار إلى الأبد من الأصنام إلى عبادة الرب الإله.

ثالثاً من جهة التاريخ: إن التاريخ باطراد ينسب القسم الثاني من السفر إلى أشعياء النبي نفسه. ولم يعرف قط زمن وجد فيه القسم الثاني مستقلاً عن القسم الأول أو منفصلاً عنه. ومقرر بأن اتحاد القسمين معاً كان معروفاً من ايام عزرا. فلو كان القسم الثاني قد كتبه احد عاصريه أو نبي عاش في الجيل السابق له لكان عرف ذلك جيد المعرفة. أما إذا تجرأ أحد أن ينسب لعزرا الغفلة أو الغش فذلك يخالف ما هو مشهور عن صفاته وأخلاقه. ومعلوم ان الترجمة السبعينية قد ترجمت سنة 280 ق.م وتحتوي على السفر بأكمله تحت اسم سفر أشعياء بن آموص. وأن احد أسفار الأبوكريفا، المدعو سفر حكمة سليمان، الذي كتب سنة 200 ق.م. يقول: "إن أشعياء قد رأى بروح فائقه ما هو عتيد أن يحدث في الآخر وعزى نائحي صهيون، وذكر ما سوف يحدث إلى الأبد وكشف خفايا المستقبل.

فشهادة التاريخ العمومية تبرهن ببراهين دامغة ضد منكري نسبة القسم الثاني من السفر إلى أشعياء النبي. وكما يقول العلامة إدوارد ستراتشي "إن قوانين المنتقدين المألوفة تستلزم أن نقبل أشعياء كمؤلف للسفر المنسوب إليه بأكمله إلى أن يثبت خلاف ذلك".

ولنبحث الآن في شهادة العهد الجديد عن وحدة سفر أشعياء: إن شهادة العهد الجديد لهي قاطعة مانعة. فإنه قد ذكر فيه ليس اقل من إحدى وعشرين مرة أن كاتب هذا السفر هو أشعياء النبي. يشار عشر مرات إلى القسم الأول من السفر، وإحدى عشرة مرة إلى القسم الثاني. يقول العلامتان وستكوت وهورت أن سفر أشعياء بأكمله مقتبس منه أو مشار إليه في العهد الجديد أكثر من مئتين وعشر مرات. والقسم الثاني (أي الإصحاحات 40 – 66) مشار إليه أكثر من مئة مرة.

ويشهد كتبة العهد الجديد عن سفر أشعياء بقولهم "كلام أشعياء النبي الذي تكلم به بالروح القدس". ويذكر متى البشير بوضوح أن كاتب ص 42 من سفر أشعياء هو أشعياء نفسه (مت 12: 17 و 18). ويقول لوقا أن ص 53 من سفر أشعياء قد كتبه أشعياء النبي (أع 8: 28 – 35)، وأن إصحاح 66 قد كتبه أشعياء نفسه (لو 4: 17). ويوحنا كذلك ينسب الإصحاح 53 والإصحاح السادس لأشعياء بالاسم (يو 12: 38: 43). وكذلك بنسب بولس الرسول ص 53 و 65 إلى النبي أشعياء ذاته (رو 10: 16 و 20). فنرى أن كتبة العهد الجديد ينسبون السفر بأكمله إلى أشعياء مميزين بين السفر وبين النبي نفسه الذي كتب السفر (انظر لو 4: 17 و 3: 4 ويو 12: 41)

وأخيراً وحدة القصد: إن وحدة الفكر والقصد في السفر، من أوله لآخره، شهادة قاطعة عن وحدة المؤلف.

إن العلامة مرجوليوث يقتبس أقوال أرسطاطاليس الفيلسوف فيقول: إن صنع الآلة يجب أن يكون متركباً ومؤتلفاً معاً بحيث إذا نـزعنا جزءاً منه يتسبب عن ذلك تحطيمها بأكملها. ويقول إننا إذا طبّقنا هذا المبدأ على سفر أشعياء وجدنا أن وحدة ذلك السفر المنسوب إلى ذلك النبي محققة بطريقة جلية واضحة. والذين أرادوا أن يقسموا سفر أشعياء إلى قسمين وجدوا أنه مستحيل عليهم أن يرسوا على تاريخ متقدم كتب فيه القسم الأول بتمامه من غير مناقضة. وكذلك وجدوا أنه مستحيل عليهم أن يقرروا هل كتب القسم الثاني بتمامه في أثناء السبي البابلي أو بعده لأن سقوط بابل متنبأ عنه (في إصحاح 13 و 14). ولذلك نجد المعترضين، لما تحيروا وارتبكوا، التزموا أن يقولوا أن هذين الإصحاحين وغيرهما من القسم الأول قد كتبا مؤخراً. فمن ذلك نرى تعنت المعارضين وغرض المنتقدين في إنكار معجزة التنبؤ على أنبياء الله الذين قد تكلم الروح القدس على يدهم.

إن هيئة الوثنية التي اشتكي بها على اليهود في ص 57 ووصفت أيضاً في الأجزاء الأولى من السفر قد ارتكبها اليهود في أرضهم قبل السبي. ومحتويات ذلك الإصحاح لا توجد إلا في فلسطين: فما ذكر فيه من الجبال العالية، وشقوق المعاقل، وحجارة الوداي الملس، لا تعرف في سهل بابل المجروف بالمياه. ولذلك اضطر المعارضون أن ينسبوا كتابة هذا الفصل وغيره من فصول القسم ا لثاني إلى عصر أسبق من العصر الذي ادعوا أنه كتب فيه. فبأعمالهم هذه قد جعلوا هذا السفر مرقعاً ترقيعاً وملفقاً تلفيقاً.

ذهب البعض إلى أن سفر أشعياء هو مجموعة كتابات، لكتبة مختلفين، ضمت معاً. ولكن نذكِّر القارئ بأن أسفار الأنبياء الصغار قد خصصت بالشخص الذي عُنونت باسمه، حتى الذين لم يكتبوا إلا إصحاحاً واحداً فقط. إن وحدة الفكر والأسلوب في سفر أشعياء هو دليل قاطع ضد الذين يقولون بتعدد كاتبيه. فإن الذي يطالع سفر أشعياء من أوله إلى آخره يجد نفسه مضطراً أن يعرفه باسمه جيد المعرفة وأنه هو الذي كتبه دون سواه. كان من عادة كتبة اليهود أن يذكر الواحد منهم اسمه في بداءة كتابته، ولا يستثنى منهم اشعياء (ص 1: 1). وكون هذه الآية ليست مقدمة الإصحاح الأول فقط، أو مقدمة أي جزء من السفر، فذلك واضح من ذكره أسماء الأربعة الملوك الذين قد تنبأ في أثناء حكمهم. فقد قصد بذكر هذه النقطة أن تكون ختماً للسفر بأكمله.

لا شك أننا لاحظنا أن الجداول التي تتبعناها في درسنا سفر أشعياء كانت متصلة وغير منقطعة، وأننا اقتبسنا الشواهد من كلا القسمين معاً. إن رؤيا أشعياء في الهيكل، عندما أتته الدعوة للوظيفة النبوية، لهي فاتحة عظمى للنبوة بأكملها. وقد رأينا فاعليتها مما وقع عليه من التأثير عند رؤيته قداسة الله وجلاله. ومن ذلك الوقت نراه طابعاً اسم الله القدوس على جميع نبواته كأنه سبق ورأى الصعوبات التي أمامنا الآن.

ويمكننا أن نقتفي آثار هذه الوحدة أيضاً في عمومية قصد الله نحو كل العالم. ووحدة السفر ترى بهيئة أوسع في النقطة المركزية لذلك السفر أي شخص مسيا (المسيح)، في عمل فدائه العجيب، وفي عمومية ملكوته – ملكوت البر. والخلاص والدينونة، والسلام الذي هو نتيجة ذلك البر، وسلطان الله وجلاله في الخلق بالمقابلة مع الأوثان صنعة أيدي البشر – هذه هي المواضيع التي يتنبأ عنها سفر أشعياء والتي نجدها في السفر كله من أوله إلى آخره بهيئة متصلة غير منقطعة.

[3]- كانت النية من بدء الأمر أن يدفن مع اللصين في مقابر المجرمين ولكن قد حالت دون نيتهم المقادير لأن رجلاً غنياً من الرامة اسمه يوسف تلميذ سري ليسوع تقدم إلى بيلاطس وطلب منه الجسد فرخص له بأخذه فكفنه بكرامة ودفنه في قبره الجديد وبهذه الكيفية تمت النبوة حرفياً.
 
قديم 02 - 02 - 2021, 04:24 PM   رقم المشاركة : ( 33220 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,296,425

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

ماذا يمكن أن نتعلم من حياة إشعياء؟

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الجواب: يُعرَف إشعياء، والذي يعني إسمه "يهوه هو الخلاص"، بأنه كاتب السفر الذي يحمل إسمه في العهد القديم. وترجع أهمية كتاباته إلى نبواته بشأن مجيء المسيا وذلك قبل ولادة المسيح بمئات السنين (إشعياء 7: 14؛ 9: 1-7؛ 11: 2-4؛ 53: 4-7، 9، 12). إقتبس متى من سفر إشعياء في وصفه لخدمة يوحنا المعمدان (متى 3: 3؛ إشعياء 40: 3)، وقد تحققت نبوة إشعياء عندما إنتقل المسيح إلى الجليل لكي يبدأ خدمته (متى 4: 13-16؛ إشعياء 9: 1-2). إقتبس المسيح من نبوات إشعياء في أمثاله (إشعياء 6: 9؛ متى 13: 14-15)، كما أشار بولس إلى نفس النبوة عندما كان في روما (أعمال الرسل 28: 26-27). وعندما قرأ المسيح من سفر إشعياء (إشعياء 61: 1-2) في المجمع في الناصرة، أدهش اليهود بقوله أن تلك النبوة تحققت فيه (لوقا 4: 16-21). كذلك من المثير للإهتمام ملاحظة أن الأناجيل تقتبس من سفر إشعياء أكثر من غيره من أنبياء العهد القديم الآخرين.

كتب القليل عن إشعياء كشخص. فنحن نعرف أنه كان إبن آموص، وأنه تزوج وكان له أبناء (إشعياء 1: 1؛ 7: 3؛ 8: 3). وبالرغم من الإعتراف بإشعياء كنبي عظيم في سفري الملوك وسفري أخبار الأيام، من المرجح أنه كان أيضاً كاهناً، حيث جاءت دعوة الله له في الهيكل (إشعياء 6: 4)، المكان الذي كان دخوله قاصراً على الكهنة. وتشبه المسحة التي إستقبلها عند دعوته مسحة النبي أرميا (أرميا 1: 9؛ إشعياء 6: 7).

خدم إشعياء، مع ميخا النبي المعاصر له، في مملكة يهوذا الجنوبية في فترة حكم أربعة ملوك. ففي وقت خدمة إشعياء، كانت يهوذا أمة خاطئة وظالمة. وبالرغم من ذلك آمن إشعياء أن يهوذا هم شعب الله المختار وأن الله سوف يبررهم. وبمساندة ميخا وحزقيا الملك التقي، تم إبعاد أعداؤهم وإجتاحت النهضة أمة يهوذا (ملوك الثاني 19: 32-36؛ أخبار الأيام الثاني 32: 20-23). يصف الكثير من المفسرين إشعياء بأنه مبشر يهوذا لأنه كان يعمل بلا كلل لكي يرجع الناس إلى الله.

كانت هناك مرتفعات ومنخفضات كثيرة في حياة إشعياء. وقد كافأ الله أمانته ببعض المعجزات العجيبة. فإستجابة لصلاة إشعياء حرك الله الشمس عشر خطوات إلى الوراء كعلامة للملك حزقيا أن الله سوف يضيف 15 سنة أخرى إلى عمر حزقيا (ملوك الثاني 20: 8-11؛ أخبار الأيام الثاني 32: 24). ولكن إشعياء قضى ثلاث سنوات عارياً وحافي القدمين في طاعة لله "آيَةً وَأُعْجُوبَةً" ضد المصريين (إشعياء 20: 2-4). وفعل ميخا، النبي المعاصر له، نفس الشيء (ميخا 1: 8)، ولكن لا يخبرنا الكتاب المقدس المدة التي قضاها كذلك.

عندما نفحص قلب الإنسان نستطيع أن نعرف حقيقته، وقال الرب يسوع أنه من فضلة القلب يتكلم اللسان (متى 12: 34). ومن خلال كتابات إشعياء نعرف أمانته الراسخة وإتضاعه الكامل أمام الله. كما تمتع بإحترام كبير في بلاط الملك حزقيا وزملاؤه، وكان ذلك واضحاً في أوقات الأزمات. إن البعض من أعظم الأعمال الفنية والموسيقى والشعر أنتجها رجال عاشوا قريبين من الله، ويمكننا أن نحسب إشعياء من بينهم. كانت إجادته اللغة العبرية تضاهي إجادة شكسبير اللغة الإنجليزية، إذ نقرأ في سفر إشعياء ما يعتبر من أجمل كتابات الكتاب المقدس. ورغم أن سفر إشعياء قد كتب منذ 2500 عام، إلا أن السفر كله لا زال جديراً بالقراءة لأننا نجد فيه حكمة تنطبق على حياتنا المسيحية اليوم.

ويبدو أن إشعياء كان شخصاً يحب الخصوصية. عندما نلتقي وجهاً لوجه مع البعض من الوعاظ المعروفين اليوم، ربما يخيب أملنا إذ نجدهم متحفظين بعض الشيء. ولكن، كما كان الحال مع إشعياء، نتعلم أن هدف خدمتهم هو توجيه الناس إلى الله، وليس إلى أنفسهم. وبالرغم من تحفظه، فإن أهمية إشعياء تكمن في تأثير خدمته على الناس. في هذه الأيام الأخيرة يجب أن يكون كل كلامنا ذو أهمية بالنسبة للملكوت. كما نتعلم من أسلوب حياة إشعياء أنه عندما يتمم الله جزء من خطته من خلالنا، علينا أن نحرص على تقديم المجد كله لله.

بالإضافة إلى ذلك، يبدو أن خدمة إشعياء إتسمت بقربه من رجال أتقياء آخرين، مثل ميخا والملك حزقيا. فالسير بمفردنا يجعلنا عرضة للخطر، ولكن عندما نتحد بالروح القدس مع أعضاء جسد المسيح من خلال الشركة والصلاة، تصبح خدمتنا أكثر فاعلية بسبب الحماية التي يوفرها لنا الآخرين.
 
موضوع مغلق


الانتقال السريع


الساعة الآن 04:00 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025