منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 01 - 02 - 2021, 03:59 PM   رقم المشاركة : ( 33151 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,296,407

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

إشعياء الرؤيا والنفس



وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


بعد أن أبصر إشعياء اللّه ، والملائكة ، رأى نفسه وحالته فصاح : « ويل لى إنى هلكت لأنى إنسان نجس الشفتين وأنا ساكن بين شعب نجس الشفتين » ( إش 6 : 5 ) هذا ما أحس به إشعياء وهو فى بيت اللّه ، ونحن فى العادة نرى تصرف الناس فى بيت اللّه يختلف إلى حد كبير عن هذه الرؤيا إذ عندما يحضرون ، ما أكثر ما يهنئون الواعظ على العظة البليغة الممتازة الى ألقاها ، وينصرفون إلى الراعى دون أن يروا أنفسهم !! ... وقال أحدهم : إن الكثيرين يذهبون بعد ذلك إلى بيوتهم يههنئون أنفسهم بالبركة والتعزية التى حصلوا عليها ، ثم يأكلون طعامهم ويشربون شرابهم ، ويمكن أن يقال لهم : لقد أكلتم ، واحتسيتم وامتلأتم من القهوة أو الشاى ، لأنكم لم تروا أنفسكم وخطاياكم لكى يصيح الواحد منكم : ويل لى إنى هلكت » ..
جاء فى قصة قديمة أن شاباً غنياً استجاب لرسالة المسيح ، وعمده الرسول يوحنا ، وعندما علم أبوه بذلك خيره أن يختار فى أربع وعشرين ساعة بين دينه القديم وثروة أبيه ، أو المسيح يسوع !! ... وقال الشاب : إنى أختار المسيح ، وخرج من بيت أبيه وعاش فى أوساط المسيحيين الفقراء مدة عامين ، ... وفى يوم عيد الميلاد كان يتجول فى غابة ، وكانت نفسه فى أقسى حالات التجربة ، وتصادف أن تقابل مع كاهن وثنى ، وسأله الكاهن : لماذا يتجول بعيداً عن أصحابه وهداياهم !! ؟ … ثم ابتدره – على ما تقول القصة – بالسؤال : هل يمكن أن يعطيه – أى للكاهن - اسم المسيح ، وفى مقابل ذلك سيعطيه الكاهن ما يشتهى من ثروة وجاه ونفوذ ؟!! ... وقبل الشاب المبادلة ، وسار فى إتجاه بيته القديم ، ليجد أباه فى ضجعة الموت ، وقال له الأب : إنى آسف يابنى لأنى عاملتك هذه المعاملة القاسية ... هل لك أن تعلمنى عن السر المسيحى ؟ وارتبك الشاب وهو يقول : « انتظر يا أبى قليلا ... حتِى أشرح لك السر !! . وقال له الأب : لا أستطيع الانتظار ، ومات بين يديه !! ... وصرخ الشاب وهو يدرك أن سر تلعثمه راجع إلى أنه خضع للتجربة ، فبكى وهو يقول « ويل لى إنى هلكت » وانحنى أمام اللّه تائباً !! ... لقد عرت الرؤيا الإلهية إشعياء وشعبه ، فرأي البرص يملأه ويملأ الأمة بأكملها !! ... عندما رأى بطرس جلال المسيح صاح : « أخرج من سفينتى يارب لأنى رجل خاطئ» "لو 5 : 8 " نرى هل رأيت هذه الصورة أيها القارئ وأنت فى حضرة اللّه ؟!! .
 
قديم 01 - 02 - 2021, 04:00 PM   رقم المشاركة : ( 33152 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,296,407

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

إشعياء والرؤيا والتطهير



وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


ما أن اعترف إشعياء بخطيته حتى أدرك فى الحال ما قاله الرب على لسانه : « هلم نتحاجج يقول الرب إن كانت خطاياكم كالقرمز تبيض كالثلج إن كانت حمراء كالدودى تصير كالصـــــوف » ( إش 1 : 18).. ولم يحتج إلى وقت حتى يظهر ، إذ طار واحد من السرافيم ، وقد أخذ جمرة من على المذبح ومس بها شفتيه ، والسؤال : لماذا هى جمرة ، ولماذا أخذت من على المذبح !!؟ إنها جمرة لأنها تشير إلى عمل الروح القدس النارى . .. ومن على المذبح لأنها تشير إلى عمل المسيح الكفارى ... واللّه ينتزع خطايا إشعياء وخطاياى وخطاياك بفداء المسيح ، وتأثير الروح القدس ، ... ولعلنا نلاحظ هنا أن السيد لم يوبخ إشعياء على خطاياه ، أو ينظر إليه بغضب ، أو يذله بها، بل سارع فى الحال إلى تطهيره عندما اعترف بها .
جاء فى قصة أن أحد المؤمنين القديسين بعد أن تتجدد عرض للكثير من الضعفات والتجارب التى أسقطته ، وحلم ذات يوم أنه ذهب إلى السماء ، وإذ رأى المسيح أحنى رأسه خجلا ، وقال : يا سيدى إن خطاياى كثيرة ... وأنا حزين عليها !! ... ولشدة دهشته سمع السيد يقول : « إنى لا أذكر البتة خطية لك ، لقد محوتها جميعاً !! ..



 
قديم 01 - 02 - 2021, 04:01 PM   رقم المشاركة : ( 33153 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,296,407

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

إشعياء الرؤيا والرسالة



وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة





«من أرسل ومن يذهب من أجلنا ؟ » .. " إش 6 : 8 " ونحن نلاحظ هنا أن اللّه لم يوجه الدعوة مباشرة إلى إشعياء أو يأمره بها ، لقد أعطاه مطلق الحرية للاختيار أو الرفض ، … وهو القائل دائما : إن أراد أحد أن يأتى ورائى !! .. " مت 16 : 24 “ ومن العجيب أن الدولة لا تترك لأحد أبنائها الحرية ليقبل الواجب أو يرفضه ، فالمواطن لا يدفع الضريبة بالاختيار ، والجندى لا يذهب إلى الجندية بملء إرادته ، لكن اللّه لا يرغم أحداً على الرسالة التى يلزم أن يؤديها !! .. إنه يطلق النداء العام ، وعليك أن تقبل أو ترفض ، .. وقد أجاب إشعياء على الرسالة بالإيجاب وهو يقول : « ها أنذا أرسلنى » … " إش 6 : 8 "… ومع أن الرسالة كانت من أصعب الرسائل وأقساها ، إذ تحدث عن خراب بلاده لأنها لا تطيع اللّه ، والنفس التى لا تطيع ، معرضة للضياع على الدوام !! ،كان على الرجل الذى ترك حياة القصور أن يدفع الضريبة ، فى سبيل الخدمة ، … وقد فعل على أعظم وجه يمكن أن يفعله نبى أو رسول أو خادم للّه فى الأض !! ..
 
قديم 01 - 02 - 2021, 04:02 PM   رقم المشاركة : ( 33154 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,296,407

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

إشعياء وسيادة اللّه



وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


ومن الواضح أن إشعياء علم بوضوح وحدانية اللّه فهو ، يذكر : « أنا الرب وليس آخر ، لا إله سواى ... أليس أنا الرب ولا إله آخر غيرى . إله بار ومخلص . ليس سواى » " إش 45 : 5، 21 " .. هذا الإله المهيب العظيم المرتفع ، الذى يعلو على كل متعظم وعال : « أدخل إلى الصخرة واختبئ فى التراب من أمام هيبة الرب ومن بهاء عظمته ، توضع عينا تشامخ الإنسان وتخفض رفعة الناس ويسمو الرب وحده فى ذلك اليوم . فإن لرب الجنود يوماً على كل متعظم وعال ، وعلى كل مرتفع فيوضع » " إش 2 : 10 - 12 " ... وستسقط أمام عظمة اللّه كل الآلهة التى هــى من صنــــــع الناس : « وامتلأت أرضهم أوثاناً ، يسجدون لعمل أيديهم ، لما صنعته أصابعهم ... وتزول الأوثان بتمامها ... فى ذلك اليوم يطرح الإنسان أوثانه الفضية وأوثانه الذهبية التى عملوها له للسجود للجرذان والخفافيش ليدخل فى نقر الصخور ، وفى شقوق المعاقل من أمام هيبة الرب ومن بهاء عظمته عند قيامه ليرعب الأرض » " إش 2 : 8 ، 18 ، 20، 21 " « الذين يصورون صنما كلهم باطل ومشتهياتهم لا تنقطع وشهودهم هى . لا تبصر ولا تعرف حتى تخزى .. من صور إلهاً وسبك صنما لغير نفع » ( إش 44 : 9 ، 10 ) .. وأمام سيادة اللّه وعظمته ، ما هو الإنسان ، مهما علا شأنه وامتدت قوته ؟ أنه كما صوره إشعياء : « كفوا عن الإنسان الذى فى أنفه نسمة لأنه ماذا يحسب » " إش 2 : 22 " .. « الجالس على كرة الأرض وسكانها الجندب الذى ينشر السموات كسرادق ويبسطها كخيمة للسكن . الذى يجعل الغطاء لا شيئاً ويصير قضاة الأرض كالباطل … فبمن تشبهوننى فأساويه يقول القدوس ؟ ارفعوا إلى العلاء عيونكم وانظروا من خلق هذه . من الذى يخرج بعدد جندها يدعو كلها بأسماء لكثرة القوة ، وكونه شديد القدرة لا يفقد أحد . لماذا تقول يا يعقوب وتتكلم يا إسرائيل قد اختفت طريقى عن الرب وفات حقى إلهى . أما عرفت أم لم تسمع ؟ إله الدهر الرب خالق أطراف الأرض لا يكل ولا ويعيا . ليس عن فهمه فحص . يعطى المعيى قدرة ولعديم القوة يكثر شدة الغلمان يعيون ويتعبون والفتيان يتعثرون تعثراً وأما منتظرو الرب فيجددون قوة يرفعون أجنحة كالنسور يركضون ولا يتعبون يمشون ولا يعيون " إش 40 : 22 ، 23 ، 25 - 31 " .
 
قديم 01 - 02 - 2021, 04:02 PM   رقم المشاركة : ( 33155 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,296,407

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

إشعياء وقداسة اللّه



وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


وقد سمع إشعياء فى الهيكل هتاف السرافيم : « قدوس قدوس قدوس » ، والتعبير فى مفهومه العبرى تعبير عن القداسة الكلية المرتفعة المتعالية ، وهى عندنا - كمؤمنين بالثالوث - هى الصفة الإلهية للاب والابن والروح القدس وهى ليست مجرد الانفراد والعزلة عن الخطية ، أو الكمال الأدبى المطلق ، بل هى - أكثر من ذلك - السمو المرتفع الذى ينفرد به اللّه وحده !! .. وهذه القداسة هى التى لا يمكن أن تتقابل مع الخطية أو تتهاون معها ، .. والخطية هى القذارة والاتساخ والبرص ، ولهذا صرخ إشعياء فى التو والحال : « ويل لى إنى هلكت لأنى إنسان نجس الشقتين وأنا ساكن بين شعب نجس الشفتين لأن عينى قد رأتا الملك رب الجنود » " إش 6 : 5 " ... والخطية هــى العصيان : « ربيت بنين ونشأتهــــم أما هم فعصوا على ّ » " إش 1 : 2 " وهــــى المرض : « من أسفل القدم إلى الرأس ليس فيه صحة بل جرح وإحباط وضربة طرية . لم تعصر ولم تعصب ولم تلين بالزيت » .. " إش 1 : 6 " وإشعياء يؤكد أن عقابها رهيب ، وأن يوم اللّه لابد أن يقضى على الخطية والخطاة .

 
قديم 01 - 02 - 2021, 04:03 PM   رقم المشاركة : ( 33156 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,296,407

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

إشعياء والإيمان باللّه



وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


والإيمان ، عند إشعياء ، يرتبط بالسكينة والهدوء ، والاطمئنان والأمن : « إن لم تؤمنوا فلا تأمنوا » " إش 7 : 9 " « من آمن لا يهرب » " إش 28 : 16 " « لأنه هكذا قال السيد الرب قدوس إسرائيل بالرجوع والسكون تخلصون بالهدوء والطمأنينة تكون قوتكم » " إش 03 : 51 ".. وهو الذى يعطى الإنسان السلام العميق فى وسط زوابع الحياة وعواصفها !! ..



 
قديم 01 - 02 - 2021, 04:03 PM   رقم المشاركة : ( 33157 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,296,407

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

إشعياء خلاص اللّه



وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


وقد رأى إشعياء عمانوئيل ، والابن العجيب ، الإله السرمدى ، يتدخل بالخلاص فى حياة الأمة ، ويكفى أن نركز أبصارنا آخر الأمر على الأصحاح الثالث والخمسين من سفر إشعياء ، .. وقد صاح جيروم عندما بدأ فى ترجمته من العبرانية إلى اللاتينية وهو يقول : « بالتأكيد إن هذا الأصحاح من مبشر فى العهد الجديد أكثر منه من نبى فى العهد القديم !! .. وقال ديلتش العالم الألمانى العظيم فى اللغة العبرانية والمفسر المشهور فى القرن التاسع عشر : « إن الأصحاح الثالث والخمسين من سفر إشعياء ، يبدو كما لو أن كاتبه كتبه وهو تحت الصليب فى الجلجثة ... إن هذا الأصحاح هو الأصحاح المركزى ، إنه أعمق وأسمى أصحاح ، فى العهد القديم » ، وقد حاول البعض أن يعتبره موجهاً إلى إسرائيل ورمزاً له ، لكن هؤلاء لم يستطيعوا أن يفسروا كيف ينطبق هذا على إسرائيل فى الأوضاع المختلفة ، وهو يشير إلى فرد بوضوح لا يقبل شكاً ، بل إن هذا الأصحاح يتحدث عن شخص سيكون ضحية لأجل آخرين وإسرائيل لم يكن فى يوم من الأيام هذه الضحية ، .. إن هذا الأصحاح هو حديث عن المسيح لا سواه !! .. ولعله من الملاحظ أن الجزء الأخير من الأصحاح الثانى والخمسين ، وهو مرتبط تماماً بالأصحاح الثالث والخمسين ، قد تحدث عن مجد المسيح، قبل أن يتحدث عن اتضاعه ، وهو يرينا الحقيقة المؤكدة قى قصد اللّه الأزلى ، أن الصليب سينتهى إلى المجد ، وهذا المجد ليس أكيداً فحسب ، بل هو عظيم ورائع أيضاً !! .. فإن نصرته ستكون حاسمة ، وستسكت الملوك والأمراء والأمم والأجيال!!..
ومن المؤسف أن إسرائيل كثيراً ما رفض أن يصدق ما أعلنه الرب ، وأظهر به ذاته وذراعه ، ... وقد نبتت آلام عبد الرب أو المسيح من مولده فهو العود الرطب الذى نبتت فى الأرض اليابسة ، وجاء من أم فقيرة قروية ، ولم يكن له أين يسند رأسه ، ومع أنه أبرع جمالا من بنى البشر ، إلا أن الحياة القاسية التى وجد فيها ، لم تجعل الناس يتطلعون إليه ليبصروا جماله أو يشتهوا منظره ... إن مأساة البشر أنهم ينظرون إلى الجمال عندما تحــــف به المظاهر الخداعة ، والأوضاع الشكلية ، .. وعندما جاء المسيح إلى أرضنا خلواً من هذه المظاهر احتقره الناس ، ولم يحتقروه فحسب ، بل خذلوه أيضاً ، أو فى لغة أخرى ، إن الاحتقار لم يكن سلبياً ساكناً فحسب ، بل أكثر من ذلك كان متحركاً موجعاً ، قد يحتقر إنسان آخر دون أن يتعامل معه ، ويظل احتقاره تعبيراً دفيناً فى القلب ، ولكن المسيح لم يحتقر فحسب ، بل خذل من الناس الذين رفضوا مجيئه ونداءه ورجاءه وشركته . وقد تحول هذا إلى وجع عميق فى قلبه . وإلى حزن عميق فى نفسه ، فحوله إلى رجل أوجاع ومختبر الحزن . وما يزال المسيح إلى اليوم يعانى من هذا الوضع من الكثيرين فما يزال الكثيرون يحتقرونه ، ويخذلون آماله فيهم ، ومايزال يبدو أمامنا ، وقد رفضه الناس ، رجل الأوجاع والخبير بالألم والحزن العميق . ومن الملاحظ أن النبى كشف عن الألم النيابى للمسيح ، إذ أن الذين رأوا الألم فى ظاهره ظنوه ألماً أصيلا أو عقاباً : « ونحن حسبناه مصاباً مضروباً من اللّه مذلولاً » .. " إش 53 : 4 " .. لكن الأمر لم يكن كذلك ، بل كان الألم النيابى الذى يحمله إنسان لأجل آخرين ، وقد حمل المسيح أحزان الناس وأوجاعهم ، إذ رفعها عن كاهلهم، لقد جال هو فى أرض فلسطين ، ورأى المرضى والمتألمين والحزانى ، فرفع عنهم أحزانهم وأوجاعهم ومراضهم وفى سبيل ذلك تعب هو وتوجع وأن ... على أنه فى المعنى الأعمق ، حمل عنا أوجاع الخطية وشرها وإثمها على الصليب ، ولم تكن الآلام النيابية آلاماً هينة ، بل كانت فى منتهى القسوة والعنف ، فهو لم يجرح من أجل معاصينا فحسب ، بل سحق أيضا بالحزن والعار الذى كسر قلبه ... ، ولم يؤدب ، بل ضرب بالسياط ، وقد كان هذا من أجلنا نحن العصاة الأثمة المتمردين ، ولم يكن هناك من سبيل إلى الخلاص من عصياننا وشرنا وتمردنا والعودة إلى السلام والصحة ، إلا بآلامه من أجلنا ، فهذه آلام كفارية تكفر عنا أمام اللّه ، وفى الوقت نفسه مطهرة تشفينا ، وتعيدنا إلى صوابنا عندما نقف أمام آلامه من أجلنا !! ... لقد ضللنا وأثمنا ، ولكنه كان هو حمل اللّه الذى يرفع خطية العالم !! ..
على أنه من الواضح أيضاً أن آلام المسيح لم تكن قهراً أو رغماً عنه ، قد يؤخذ الجندى ليموت من أجل بلده ، ولكنه يؤخذ فى كثير من الأحايين قهراً ، أما المسيح فقد كان موته اختيارياً تطوعياً . ظلم فقبل الظلم والمذلة ، دون أن يحتج أو يشكو ، ولقد كان مثلا عجيباً فى تحمل الضغط والدينونة عندما حكم عليه ، وهكذا بدا فى موته عظيماً ، لأنه تطوع بهذا الموت لأجل الآخرين !! .. ومن العجيب أن تكون هذه الآلام برضى اللّه وسروره ، إذ سر بأن يسحقه بالحزن ، وقد سر اللّه بهذه الآلام إعلاناً عن محبته للخطاة ، وتأكيداً للنصر الذى سيتأتى عنها ، وقد كانت هذه مشورة الرب لخلاص البشر !! ..
كان إشعياء - كما أسلفنا - يعنى « خلاص الرب » وقد أدنانا - فى حديثه عن سيادة الرب ، وقداسته ، والإيمان به - من الخلاص العجيب الذى أعده لنا اللّه كاملا على هضبة الجلجثة ، والذى يدعونا إليه بقوله العظيم الكريم : التفتوا إلى واخلصوا يا جميع أقاصى الأرض لأنى أنا اللّه وليس آخر » .. !! .. " إش 45 : 22
 
قديم 01 - 02 - 2021, 04:08 PM   رقم المشاركة : ( 33158 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,296,407

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

القديس أنطونيوس الكبير Ⲁⲃⲃâ²پ Ⲁⲛⲧⲱⲛⲓ



وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

القديس أنطونيوس الكبير (بالقبطية: Ⲁⲃⲃâ²پ Ⲁⲛⲧⲱⲛⲓ)‏، هو "أب الأسرة الرهبانية" (12 يناير 251 - 17 يناير 356) ومؤسس الحركة الرهبانية في العالم كله بالرغم من وجود حركات رهبانية سابقة له.
ولقبه باللغة القبطية "بي نيشتي افا انطوني" وترجمتها العظيم الأب أنطونيوس؛ لما قام به هذا الأب من تغيير في نفوس الآلاف من الناس علي مر العصور.

ميلاده وتغير حياته

وُلد في بلدة قِمَن العروس التابعة لمركز الواسطى - محافظة بني سويف- مصر، حوالي عام 251م من والدين غنيين. مات والده فوقف أمام الجثمان يتأمل زوال هذا العالم، فالتهب قلبه نحو الأبدية. وفي عام 269م إذ دخل ذات يوم الكنيسة سمع الإنجيل يقول: "إن أردت أن تكون كاملاً اذهب وبع كل مالك ووزعه على الفقراء، وتعال اتبعني" (إنجيل متى 19: 21؛ إنجيل مرقس 10: 21؛ إنجيل لوقا 18: 22) فشعر أنها رسالة شخصية تمس حياته.
تركه لمنزل والديه

عاد إلى أخته الشابة ديوس يعلن لها رغبته في بيع نصيبه وتوزيعه على الفقراء ليتفرغ للعبادة بزهد، فأصرت ألا يتركها حتى يسلمها لبيت العذارى بالإسكندرية. سكن الشاب أنطونيوس بجوار نهر النيل لفترة كبيرة
حياة الصلاة

  • وكان يقضي كل وقته في الصلوات بنسك شديد، لكن إذ هاجمته أفكار الملل والضجر صار يصرخ إلى الله، فظهر له ملاك على شكل إنسان يلبس رداءً طويلاً متوشحًا بزنار صليب مثل الإسكيم وعلى رأسه قلنسوة، وكان يجلس يضفر الخوص. قام الملاك ليصلي ثم عاد للعمل وتكرر الأمر. وفي النهاية، قال الملاك له: "اعمل هذا وأنت تستريح. صار هذا الزي هو زي الرهبنة، وأصبح العمل اليدوي من أساسيات الحياة الرهبانية حتى لا يسقط الراهب في الملل
دعوته للدخول إلى البرية

في أحد الأيام نزلت سيدة إلى النهر لتغسل رجليها هي وجواريها، وإذ حَول القديس نظره عنهن منتظرًا خروجهن بدأن في الاستحمام. ولما عاتبها على هذا التصرف، أجابته: "لو كنت راهبًا لسكنت البرية الداخلية، لأن هذا المكان لا يصلح لسكنى الرهبان". وإذ سمع القديس هذه الكلمات قال في نفسه: "إنه صوت ملاك الرب يوبخني"، وفي الحال ترك الموضع وهرب إلى البرية الداخلية، وكان ذلك حوالي عام 285م. استقر القديس في هذه البرية، وسكن في مغارة على جبل القلزم شمال غربي البحر الأحمر، يمارس حياة الوحدة.هناك حاربته الشياطين علانية تارة على شكل نساء وأخرى على شكل وحوش مرعبة.
لقائه بتلاميذه

حوالي عام 305م اضطر أن يكسر خلوته ليلتقي بتلاميذ جاءوا إليه يشتاقون إلى التدرب على يديه، فكان يعينهم ويرشدهم وإن كان قد عاد إلى وحدته مرة أخرى. إن كان هذا العظيم بين القديسين هو مؤسس نظام الرهبنة (الوحدة)، فإن حياته تكشف عن مفهوم الرهبنة المسيحية، خاصة نظام الوحدة:
أولاً: خرج للرهبنة بلا هدف كهنوتي، وكانت حركته شعبية لا كهنوتية، لا يطلب التدخل في التنظيم الكنسي، وحتى حينما أرسل إليه الإمبراطور قسطنطين يطلب بركته أرجأ الرد عليه، ولما سأله تلاميذه عن السبب؟ أجاب أنه مشغول بالرد على رسالة الله ملك الملوك، وبعد إلحاح بعث بالرد من أجل سلام الكنيسة.
ثانيًا: حبه الشديد للوحدة لم يغلق قلبه نحو الجماعة المقدسة، بل كان في عزلته يؤمن بعضويته الكنسية. لذلك عندما استدعى الأمر نزل إلى البابا أثناسيوس الرسولي (الذي تتلمذ على يدي القديس أنطونيوس)، وبدخوله الإسكندرية ارتجت المدينة، وخرج الكل متهللين لأن رجل الله قادم، وبالفعل عاد كثير من الأريوسيين إلى الكنيسة. مرة أخرى نزل إلى الإسكندرية يسند المعترفين في السجون ويرافقهم حتى ساحة الاستشهاد
ثالثًا: مع محبته الشديدة للوحدة تلمذ القديس مقاريوس الكبير الذي أسس نظام الجماعات، كما فرح جدًا بأخبار باخوميوس مؤسس نظام الشركة ومدحه... هكذا لم يحمل روح التعصب لنظام معين!
رابعًا: عزلته لم تكن ضيقًا وتبرمًا، لذا كان الكل يدهش لبشاشته وتهليله الداخلي، وقد اتسم بصحة جيدة حتى يوم نياحته وكان قد بلغ المائة وخمسة عامًا.
خامسًا: قيل أنه كان أميًا لا يعرف القراءة والكتابة، لكنه كان يفحم الفلاسفة اليونان ببساطة قلبه، وقد جذب بعضهم إلى الإيمان. وعندما سأله بعضهم كيف يتعزى وسط الجبال بدون كتاب، قال لهم إن الله يعزيه خلال العقل الذي يسبق الكتابة. قيل إنه سُئل عن عبارة في سفر العبرانيين، فاتجه ببصره نحو البرية، ثم رفع صوته وقال: اللَّهم أرسل موسى يفسر لي معنى هذه الآية، وفي الحال سُمع صوت يتحدث معه، وكما يقول الأب أمونيوس إنهم سمعوا الصوت ولم يفهموه.
من كلماته: حياتنا وموتنا هما مع قريبنا، فإن ربحنا قريبنا نربح الله، وإن أعثرنا قريبنا نخطئ ضد المسيح. أحزن البعض أجسادهم بالنسك، وبسبب عدم التمييز فهم بعيدون عن الله. يأتي وقت فيه يصاب البشر بالجنون، فإن رؤوا إنسانًا غير مجنون، يهاجمونه، قائلين: أنت مجنون، إنك لست مثلنا. الطاعة مع الزهد يهبان البشر سلطانًا على وحوش البرية.
 
قديم 01 - 02 - 2021, 04:11 PM   رقم المشاركة : ( 33159 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,296,407

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

القديس الأنبا أنطونيوس كوكب البرية وأب الرهبان


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


نشأته:
من أهل الصعيد من جنس الأقباط، وسيرته عجيبة طويلة اذا استوفيناها شرحاَ.. وإنما نذكر اليسير من فضائله:
انه لما توفي والده دخل إليه وتأمل وبعد تفكير عميق قال: تبارك اسم الله: أليست هذه الجثة كاملة ولم يتغير منها شئ البتة سوي توقف هذا النفس الضعيف. فأين هي همتك وعزيمتك وأمرك وسطوتك العظيمة وجمعك للمال. أني آري الجميع قد بطل وتركته.. فيا لهذه الحسرة العظيمة والخسارة الجسيمة. ثم نظر إلي والده الميت وقال: أن كنت قد خرجت أنت بغير اختيارك فلا أعجبن من ذلك، بل أعجب أنا من نفسي أن عملت كعملك.
اعتزاله العالم:
ثم أنه بهذه الفكرة الواحدة الصغيرة ترك والده بغير دفن[1]. كما ترك كل ما خلفه له من مال وأملاك وحشم، وخرج هائما علي وجهه قائلاً: ها أنا أخرج من الدنيا طائعاً كيلا يخرجوني مثل أبي كارهاً.
توغله في الصحراء:
لم يزل سائراً حتى وصل إلي شاطئ النهر حيث وجد هناك جميزة كبيرة فسكن هناك، ولازم النسك العظيم والصوم الطويل. وكان بالقرب من هذا الموضع قوم من العرب، فاتفق يوم من الأيام أن أمرآة من العرب نزلت مع جواريها إلي النهر لتغسل رجليها ورفعت ثيابها وجواريها كذلك، فلما رأي القديس أنطونيوس ذلك حول نظره عنهن وقتاً ما ظناً منه أنهن يمضين. لكنهن بدأن في الاستحمام في النهر! فما كان من القديس إلا أن قال لها: يا أمرآة: أما تستحين مني وأنا رجل راهب؟ أما هي فأجابت قائلة له: أصمت يا إنسان. من أين لك أن تدعو نفسك راهباً؟ لو كنت راهباً لسكنت البرية الداخلية لأن هذا المكان لا يصلح لسكنى الرهبان[2].
فلما سمع أنطونيوس هذا الكلام لم يرد عليها جواباً. وكثر تعجبه لأنه لم يكن في ذلك الوقت قد شهد راهبا ولا عرف الاسم[3]. فقال في نفسه ليس هذا الكلام.
من هذه المرأة، لكنه صوت ملاك الرب يوبخني. وللوقت ترك الموضع وهرب إلي البرية الداخلية وأقام بها متوحداً. لأنه ما كان في هذا الموضع أحد غيره في ذلك الوقت. وكان سكناه في قرية قديمة كائنة في جبل العربة، صلاته تكون معنا أمين.
ملاك يسلمه الزى:
وكان يوماً جالساً في قلايته، فأتت عليه بغتة روح صغر نفس وملل وحيرة عظيمة، وضاق صدره فبدأ يشكو إلي الله ويقول: يارب أني أحب أن أخلص، ولكن الأفكار لا تتركني فماذا أصنع؟ وقام من موضعه وإنتقل إلي مكان آخر وجلس. وإذا برجل جالس أمامه، عليه رداء طويل متوشح بزنار صليب مثال الأسكيم، وعلي رأسه (كوكلس) قلنسوة شبه الخوذه. وكان جالساً يضفر الخوص وإذ بذلك الرجل يتوقف عن عمله ويقف ليصلي، وبعد ذلك يجلس يضفر الخوص.ثم قام مرة ثانية ليصلي ثم جلس ليشتغل في ضفر الخوص وهكذا.. أما ذلك الرجل فقد كان ملاك الله الذي أرسل لعزاء القديس وتقويته إذ قال لأنطونيوس (أعمل هكذا وأنت تستريح).
من ذلك الوقت اتخذ أنطونيوس لنفسه ذلك الزى الذي هو شكل الرهبنة وصار يصلي ثم يشتغل في ضفر الخوص: وبذلك لم يعد الملل يضايقه بشده. فاستراح بقوة الرب يسوع المسيح له المجد.
صلاته:
1 – القديس بولا البسيط
(تلميذ الأنبا أنطونيوس)
أقام القديس أنطونيوس بالبرية الداخلية فوق مدينة أطفيح بديار مصر مدة ثلاثة أيام. وبني له قلاية صغيرة وهو قريب من وادي العربة.
وكان في ذلك الوقت رجل علماني، شيخ كبير، يقال له بولا أعني بولس. وكان ساكناً في مدينة أطفيح. واتفق أن ماتت زوجته وتزوج امرأة صبية. وكان له خيرات وأموال كثيرة كان قد ورثها.
فدخل يوماُ من الأيام إلي بيته، فوجد أحد خدامه علي السير مع زوجته فقال لزوجته مبارك لك فيه أيتها المرأة، ومبارك له فيك، إذ اخترتيه دوني.
ثم أخذ بردته[4] عليه، ومضي هائماً علي وجهه في البرية الداخلية. وبقي محتاراً تائهاً زماناً طويلاً إلي أن اتفق أنه وقف علي قلاية القديس أنطونيوس، فقرع باب القلاية. فلما رآه القديس عجب منه غاية العجب، لأنه لم يكن بعد قد رأي إنساناً بهذه الصفة، فسلم علي القديس وسجد له علي الأرض بين يديه فأقامه القديس وعزاه وفرح به غاية الفرح. ثم جلس عند القديس أربعين يوماً ملازماً الزهد الكامل والوحدة الصعبة.
فلما كمل له أربعون يوما ً، قال له القديس: يا بولس اذهب حافة الجبل وتوحد، وذق طعم الوحدة.
فمضي بولس كما أمره وعمل له مثل مربط شاة. وفي غصون ذلك احضورا إلي القديس أنطونيوس رجلاً اعتراه روح من الجن. فلما نظره القديس عجب منه، ثم قال للذي أحضره: اذهب به إلي القديس بولس ليشفيه لأني عاجز عنه. وهذه هي أول تجاربه. فعملوا كما أمرهم القديس و أحضروه بين يدي القديس بولس. وقالوا له معلمك الأب أنطونيوس يأمرك أن تخرج هذا الشيطان من هذا الإنسان. وكان القديس بولس ساذجاً. فلوقته أخذ الرجل المريض وخرج إلي خارج الجبل وكان الحر شديداً، وكانت الشمس مثل وهج النار العظيم. فقال: يا شيطان استحلفك كما أمرني معلمي أنطونيوس أنت تخرج. واذ بدأ العدو الشيطان يتكلم علي لسان الإنسان المريض ويضحك ويشتم ويقول: من هو أنت ومن هو معلمك أنطونيوس المختال الكذاب. فقال له بولس: أنا أقول لك أيها الشيطان انك تخرج من هذا الإنسان وان لم تخرج أنا أعذب نفسي. ثم طلع القديس بولا علي حجر كان يتقد كأنه جمر نار وأخذ حجراً آخر علي رأسه[5] وقال: باسم الرب يسوع المسيح، وباسم صلوات معلمي مار أنطونيوس العظيم أني سأظل هكذا إلي أن أموت ولابد أن أعمل طاعة معلمي، وتخرج أيها الشيطان كما أمر معلمي. وبقي هكذا واقفاً والعرق يتصبب منه كأنه مطر ونبع (نزف) الدم من فمه وأنفه والناس حوله مندهشون. فلما رأي الشيطان ذلك صرخ بأعلى صوته وقال: العفو العفو! والهروب الهروب من شيخ يقسم علي الله بزكاوة قلبه. حقاً لقد أحرقتني بساطتك. ثم خرج من ذلك الانسان. وصرخ الشيطان أيضاً قائلاً: يا بولا لا تحسب أني خرجت من أجل دمك وخروجه (أي نزف دمه)، ولكن أحرقتني صلاة أنطونيوس وهو غائب. ولما سمع الحاضرون تعجبوا. بركة صلواتهم تحفظنا آمين.
2- قصة شفاء ابن ملك الإفرنج
اخبروا عن القديس أنطونيوس أن ملك الافرنج كان له ولد، وكان وارثاً للملك بعده، فلحقه جنون وصرع، فجمع كل علماء بلاده فلم يقدر واحد أن يعينه أو يشفيه. ثم اتصل به خبر القديس أنطونيوس الصعيدي، فأرسل اليه رسله بهدايا جليلة، ولما وصلوا اليه لم يشأ أن يقبل شيئاً من الهدايا أو يفرح بالسمعة، وكان يكلمهم بترجمان.
وقال لتلميذه: بماذا تشير علي يا ابني؟ هل أذهب أم أبقي؟ قال له: يا أبي ان جلست أنت أنطونيوس، وان ذهبت فأنت انطونه[6]. وكان التلميذ يحبه ولا يشتهي أن يفارقه. فقال له القديس: وأنا أريد أن أكون أنطونه.
وفي تلك الليلة عمل صلاة في الدير وسار إلي بلاد الافرنج[7] وحملته سحابة بقوة الرب يسوع المسيح. ودخل إلي مدينة الملك وجلس علي باب دار الوزير كمثل راهب غريب. ولما عبر وزير الملك وكان الليل قد حل، أمره الوزير بالدخول إلي منزله. وبينما هم علي المائدة واذا بخنزيرة في بيت الوزير كان لها صغار عمياء وأحدها أعرج أحضرتهما وألقتهما بين يدي القديس الذي خاطب الوزير قائلاً: لئلا تظن أن الملك فقط يريد شفاء ابنه! ثم صلب علي أولاد الخنزيرة، وبصق علي أعين العمياء منها وأبراها، فدهش القوم جداً وصاروا كأنهم أموات، ووصل الخبر الي الملك فأحضروه للوقت وأبرأ ابنه وقال: أيها الملك بلغني أنك أرسلت الي أنطونه المصري وانفقت مالك وأتعبت رسلك ولأجل هذا أنفذني الله اليك. ثم ودعه وانصرف الي ديره.
وفي اليوم الثاني تقابل معه رسل الملك وطلبوا منه الذهاب معهم لشفاء ابن الملك. فقال لهم اسبقوني وأنا أحضر خلفكم. فرجعوا واثقين بكلامه، وقاسوا في عودتهم شدائد كثيرة من تعب البحر وهول السفر وعند وصولهم سمعوا بشفاء ابن الملك وأن قديساً آخر قد أبراه. وهكذا قصد القديس أنطونيوس أن ينفي عن نفسه الفخر والعظمة. ولكن السيد المسيح لم يشأ أن يخفي فضائله وتحققت أخباره في بلاد الأفرنج. فتعجب الرسل جداً كيف حضر القديس من بلاده الي بلادهم في ليلة واحدة وتكلم بلسانهم. وفي اليوم الثاني كان عندهم. فمجدوا الله كثيرا.ً
من سيرة حياته الرهبانية وقوانين نسكه
(أ) شركته مع السمائيين:
جاء بعض الأخوة يسألونه في سفر اللاويين فاتجه الشيخ علي الفور إلي الصحراء. أما أنبا آمون الذي كان يعرف عادته فتبعه سراً. وعندما وصل الشيخ الي مسافة بعيدة رفع صوته قائلاً (اللهم ارسل الي موسي يفسر لي معني هذه الآية). وفي الحال سمع صوت يتحدث اليه. قال أنبا آمون أنه سمع الصوت لكنه لم يفهم قوة الكلام.
(ب) الكشف الروحي:
+ لما حضر أنبا ايلاريون من سورية الي جبل أنبا أنطونيوس قال له أنبا أنطونيوس: (هل حضرت أيها النجم المنير المشرق في الصباح؟). أجابه أنبا ايلاريون: (سلام لك يا عامود النور حامي الخليقة)
+ كانت طلعته مضيئة بنور الروح القدس تنم عن نعمة عظيمة وعجيبة. كان متميزاً في رصانة أخلاقه وطهارة نفسه وكان يستطيع أن يري ما يحدث علي مسافة بعيدة.
فقد حدث مرة بينما كان القديس جالساً علي الجبل أنه تطلع الي فوق فرأي في الهواء روح المبارك آمون راهب نيتريا محمولة الي السماء بأيدي ملائكة وكان هنالك فرح عظيم.
وكانت المسافة بين نيتريا الي الجبل الذي كان فيه أنطونيوس نحو سفر ثلاثة عشر يوما ً. ولما رأي رفقاء أنطونيوس أنه منذهل سألوه ليعرفوا السبب فأعلمهم أن آمون مات توا فسجلوا يوم الوفاة. ولما وصل الأخوة من نيتريا بعد ثلاثين يوماً سألوهم فعلموا أن آمون قد رقد في اليوم والساعة التي رأي فيها الشيخ روحه محمولة الي فوق. فتعجب هؤلاء وغيرهم من طهارة نفس أنطونيوس وكيف أنه علم في الحال ما حدث علي مسافة سفر ثلاثة عشر يوماً وأنه رأي الروح صاعدة.
(جـ) افرازه:
+ قيل ان شيوخاً كانوا قاصدين الذهاب الي أنبا أنطونيوس، فضلوا الطريق، واذا انقطع رجاؤهم، جلسوا في الطريق من شدة التعب، واذا بشاب يخرج اليهم من صدر البرية، واتفق وقتئذ أن كانت هناك حمير وحش ترعي، فأشار اليهما الشاب بيده، فأقبلت نحوه، فأمرها قائلاً: (احملوا هؤلاء الي حيث يقيم أنطونيوس). فأطاعت حمير الوحش أمره، فلما وصلوا، أخبروا أنطونيوس بكل ما كان، أما هو فقال لهم: (هذا الراهب يشبه مركباً مملوءاً من خير، لكني لست أعلم، ان كان يصل إلي الميناء أم لا؟).
وبعد زمان بينما كان القديس أنطونيوس جالساً في الصحراء مع الاخوة وقع فجـأة في دهشة، فرأوه يبكي وينتحب، يركع ويصلي وينتف شعره فقال له تلاميذه: (ماذا حدث أيها الأب) فقال لهم الشيخ: (عامود عظيم للكنيسة قد سقط في هذه الساعة، أعني ذلك الشاب الذي أطاعته حمير الوحش قد سقط من قانون حياته) وأرسل الشيخ اثنين من تلاميذه اليه. فلما رأي تلاميذ أنطونيوس بكي وناح وأهال تراباً علي رأسه وسقط أمامهم قائلاً: (اذهبوا قولوا لأنبا أنطونيوس أن يطلب الي الله، كي يمهلني عشرة أيام لعلي أتوب). لكنه قبل أن يتم خمسة أيام توفي ولم يمكث طويلاً ليقدم توبة عن خطيته[8].
+ قال الأنبا أنطونيوس (إني أبصرت مصابيح من نار محيطة بالرهبان، وجماعة من الملائكة بأيديهم سيوف ملتهبة يحرسونهم، وسمعت صوت الله القدوس يقول: (لا تتركوهم ما داموا مستقيمي الطريقة)، فلما أبصرت هذا، تنهدت وقلت: (ويلك يا أنطونيوس، ان كان هذا العون محيطاً بالرهبان، والشياطين تقوي عليهم!) فجاءني صوت الرب قائلاً: (إن الشياطين لا تقوي علي أحد، لأني من حين تجسدت، سحقت قوتهم عن البشريين، ولكن كل إنسان يميل الي الشهوات ويتهاون بخلاصه، فشهوته هي التي تصرعه وتجعله يقع) فصحت قائلاًوجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة طوبي لجنس الناس وبخاصة الرهبان، لأن لنا سيداً هكذا رحيماً ومحباً للبشر).
+ ودفعة جاء شيخ كبير في زيارة للأنبا أنطونيوس في البرية وهو راكب حمار وحش، فلما رآه الشيخ قال (هذا سفر عظيم، ولكني لست أعلم أن كان يصل الي النهاية أم لا).
(د) يوجد نظير له:
أعلن الرب لأنبا أنطونيوس أنه في المدينة الفلانية يوجد رجل يماثله، وهو طبيب يعمل ويوزع كل ما يحصل عليه علي الفقراء والمحتاجين، ويقدم للرب تماجيد مع الملائكة ثلاث مرات يومياً.
(هـ) يوجد من يفوقه أيضاً:
بينما كان القديس يصلي في قلايته سمع صوتاً يقول: (يا أنطونيوس. انك لم تبلغ بعد ما بلغه خياط بمدينة الاسكندرية) فقام القديس عاجلاً وأخذ عصاه الجريد بيده ووصل الي الخياط. فلما نظر الخياط الشيخ ارتعد. سأله القديس: (ما هو عملك وتدبيرك؟) أجابه الخياط: (إنني لا أظن أنني أعمل شيئاً من الصلاح غير أني أنهض مبكراً وقبل أن أبداً عمل يدي أشكر الله وأباركه. وأجعل خطاياي امام عيني وأقول: (إن كل الناس الذين في المدينة سيذهبون الي ملكوت السموات لأعمالهم الصالحة أما أنا فسأرث العقوبة الأبدية لخطاياي). وأكرر هذا الكلام عينه في المساء قبل أن أنام.
لما سمع منه القديس هذا الكلام قال له:
حقاً كالرجل الذي يشتغل في الذهب ويصنع أشياء جميلة ونقية في هدوء وسلام هكذا أنت أيضاً فبواسطة أفكارك الطاهرة سترث ملكوت الله بينما أنا الذي قضيت حياتي بعيداً عن الناس منعزلاً في الصحراء لم أبلغ بعد ما بلغته أنت.
(و): ترديد اسم يسوع:
قال: ان جلست في خزانتك قم بعمل يديك.. ولا تخل اسم الرب يسوع، بل أمسكه بعقلك ورتل به بلسانك وفي قلبك وقل: ياربي يسوع المسيح ارحمني. ياربي يسوع المسيح أعني. وقل له أيضاً.. أنا أسبحك ياربي يسوع المسيح
من هو أنطونيوس؟:
+ قال أحد الاخوة: أرانا أنبا صيصوي مغارة الأنبا أنطونيوس حيث كان يسكن: (هوذا في مغارة أسد يعيش ذئب)[9].
——————————————————————————–
[1] – في سيرة أنطونيوس بقلم أثناسيوس الرسولى جاء أن القديس أنطونيوس ترك العالم بعد وفاة والده بستة أشهر.
[2] – كلمة موناخوس (راهب) معناها الأصلي (متوحد) ويبدو أن دهشة أنطونيوس من رد المرأة جاءت من فهمها مدلول اللفظ أنه يعني عابداً منعزلاً، فاعتبر ردها توجيها له من الله، فتوغل في الصحراء.
[3] – لاشك أنه كان هناك متعبدون ينعزلون. ولكن الرهبنة بأوضاعها التي تحددت بعد ذلك لم تكن معروفة.
[4] – عباءته.
[5] – القصة في بساطة أسلوبها وردت هكذا ولكن ما عمله بولس البسيط هذا هو الصلاة بتذلل أمام الله.
[6] – أي لا يتغير فيك شئ سوي نطق الناس لاسمك.
[7] – وردت هذه الكلمة في المخطوطات (الانكبرد)
[8] – ليس المقصود أن يقدم الإنسان عملاً يكسب له رضي الله. لأنه لا يوجد عمل يقدمه الإنسان يستطيع أن يكفر عن خطيته، إذ لا يكفر عن الخطية سوي دم المسيح ولابد من الندم الكامل وترك الخطية. ولسنا نعلم هل ترك هذا الشاب خطيته أم لا؟ فللرب وحده أن يقبل توبة إنسان حتى في النزع الأخير، كما مع اللص اليمين. والمهلة التي طلبها هذا الأخ هي للانسحاق والسلوك في التوبة وكان الإخوة، يرجو أن يروه سالكاً في التوبة يعمل أعمالاً صالحة تليق بها، ليطمئنوا عليه.
[9] – لعل المغارة كانت فارغة، فقصد أنبا صيصوي أنها مأوي للوحوش الضارية، بعد أن كانت لأنطونيوس الأسد في الفضيلة.
 
قديم 01 - 02 - 2021, 04:16 PM   رقم المشاركة : ( 33160 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,296,407

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

«الأنبا أنطونيوس» تعرف على مؤسس الرهبنة في المسيحية



وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة





يعد الأنبا أنطونيوس مؤسس الحياة الرهبنة في المسيحية ليس فقط في مصر بل في العالم باكمله، وولد الأنبا أنطونيوس عام ظ¢ظ¥ظ م، فى بلدة قمن العروسة بمحافظة بنى سويف من أسرة ثرية؛ وفي سن الثامنة عشْرة، مات والداه وتركاه هو وأخته، فصار منذ وفاتهما كثير التفكير فى أمر زوال العالم.. وذات مرة، ولم يكن قد تخطى العشرين مم عمره ذهب إلى الكنيسة، وفى أثناء قراءة الإنجيل قراءه مقولة للسيد المسيح وهي "ان ارادت ان تكون كاملا فاذهب وبيع املاك واعطيها للفقراء فيكون لك كَنز فى السماء، وتعالَ اتبعنى فاشتاق إلى ترك كل شىء والتفرغ للعبادة".

وعلى الفور أعلم أخته برغبته وبعزمه بيع نصيبه وتوزيعه على الفقراء فوافقته هى الأخرى وباعا كلاهما كل ما لديهما، واحتفظ هو بقليل من المال من أجل أخته، وبعد زمن يسير، ترك العالم ومضى إلى البرّية من أجل التعبد والصلاة، بعد أن أودع أخته فى بيت للعذارى.
وظل الانبا أنطونيوس يحيا فى حصن مهجور على جانب النهر ثم انتقل إلى البرّية الداخلية، وعاش حياة التوحد والزهد والصلاة خمسة وثمانين عامًا، ليصير بحياته أبًا للرهبان ومؤسسًا للحركة الرهبانية، لا فى مِصر وحدها، بل العالم بأسره


وتخطت شهرة الانبا أنطونيوس لتصل إلى آسيا و أوروبا ويرجع الفضل فى ذظ°لك إلى البابا البطريرك أثَناسيوس الرسولىّ البابا العشرين فى بطاركة الإسكندرية، والذى كان قد تتلمذ على يد الانبا أنطونيوس، حيث رأى البابا أثناسيوس ضرورة أن يسجل ما رآه وعاشه فى تلمذته مع الانبا أنطونيوس.

 
موضوع مغلق


الانتقال السريع


الساعة الآن 03:07 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025