منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 30 - 01 - 2021, 04:08 PM   رقم المشاركة : ( 33021 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,296,407

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

أبناء الله وبنات الناس



"وحدث لما ابتدأ الناس يكثرون علي الأرض ووُلد لهم بنات، أن أبناء الله رأوا بنات الناس أنهن حسنات، فاتخذوا لأنفسهم نساء من كل ما اختاروا" [1، 2].

إذ يتحدث القديس أغسطينوس في كتابه "مدينة الله" عن مدينتين إحداهما أرضية وأخري سماوية، الأولي تمثل جماعة الأشرار المرتبطين بالأرضيات، والأخرى جماعة المؤمنين المرتبطين بالسماويات، لذلك عندما تعرض للعبادة التي بين أيدينا رأي في زواج أبناء الله ببنات الناس الخلطة بين المدينتين، الأمر الذي يفسد مواطني المدينة السماوية. هذا الأمر حذرنا منه الرسول بولس بقوله: "لا تكونوا تحت نير مع غير المؤمنين، لأنه أية خلطة للبر والإثم؟‍! وأية شركة للنور مع الظلمة؟‍! وأي اتفاق للمسيح مع بليعال؟‍" (2 كو 6: 14، 15).

جاء تعبير "أبناء الله" في الترجمة السبعينية "الملائكة"، بينما الترجمة الحرفية للعبرية "أبناء الآلهة"... لهذا يتساءل القديس أغسطينوس وهو يعتمد بالأكثر علي الترجمة السبعينية: هل يتزوج الملائكة بنساء من البشر؟ وإذ أجاب علي السؤال بشيء من الإطالة اكتفي بعرض النقاط الرئيسية في شيء من الاختصار[162]:

أولاً: إن كلمة "أنجيلوس" في اليونانية تعني (رسول)، وكأن تعبير "ملائكة" هنا يشير إلي خدام الله، وكأن أولاد الله أو خدامه قد انشغلوا بالزواج بشريرات عوض انشغالهم بخدمة الله.

ثانيًا: يقول القديس أغسطينوس أن في عصره ظهرت خرافات كثيرة بين الوثنيين تدعي اعتداء بعض الشياطين علي النساء بطريقة جسدية دنسة، الأمر الذي لا يمكن قبوله خاصة بالنسبة لملائكة الله. لهذا فإن قول الرسول بطرس: "لأنه إن كان لم يشفق علي ملائكة قد أخطئوا بل في سلاسل الظلام طرحهم في جهنم وسلمهم محروسين للقضاء" (1 بط 2: 4)، لا يعني سقوطهم في شهوات جسدية مع نساء بشريات، إنما سقوطهم قبل خلق الإنسان في الكبرياء.

ثالثًا: جاء التعبير في ترجمة أكيلا "أبناء الآلهة" وهو ينطبق علي المؤمنين الذين قيل عنهم: "أنا قلت أنكم آلهة وبني العلي كلكم" (مز 82: 6). بمعني آخر أن ما قصده الكتاب سواء ملائكة أو أبناء الآلهة إنما يعني أبناء شيث الذين كان ينبغي أن يعيشوا كملائكة الله وخدامه المشتعلين بنار الحب الإلهي، أو كآلهة، فإذا بهم ينجذبون إلي بنات قايين الشريرات لجمالهن الجسدي. بهذا اختلط الأبرار بالأشرار، وفسد الكل، فصارت الحاجة إلي تجديد عام لكل الخليقة خلال مياه الطوفان. لقد أعلن الرب عدم رضاه بقوله:

"لا يدين روحي في الإنسان إلي الأبد لزيغانه هو بشر، وتكون أيامه مائة وعشرين سنة" [ظ£].

إذ زاغ الإنسان إلي الشر أعلن الله أن روحه لا يدين في الإنسان إلى الأبد، أي لا يستقر فيه مادام يسلك في الشر، وأن أيامه تقصر إلي مائة وعشرين عامًا، وقد تحقق ذلك بالتدريج بعد الطوفان، وإن كان قد سمح للبعض أن يعيشوا أكثر من مائة وعشرين لكنهم بلا حيوية. وربما قصد بالمائة وعشرين عامًا الفترة التي فيها أنذر نوح الناس حتى دخل الفلك.

ولعل قوله: "لا يدين روحي في الإنسان" يعني أنه مادام الإنسان مصرًا علي شره وعناده يُحرم من تبكيت الروح القدس فيه، إذ يسلمه الله لذهن مرفوض. ويري البعض أن كلمة "روحي" لا تعني (روح الله القدوس) وإنما الروح التي وهبها الله للإنسان، فإنها لا تبقي في الجسد أبديًا بل يسحبها بعد 120 عامًا، وإن كان هذا الرأي غير مقبول.

ويلاحظ أنه إذ زاغ الإنسان إلي شهوة الجسد دعاه الرب "جسدًا"، إذ قال عنه: "هو بشر" وفي الترجمة السبعينية "هو جسد"، وكأنه بسلوكه الجسداني صار كجسد بلا روح، لأن الجسد بشهواته يستعبد الروح أيضًا ويسيرها حسب أهوائه. في هذا يقول القديس يوحنا الذهبي الفم: [كما أن الذين لهم أجنحة الروح يجعلون الجسد روحانيًا، هكذا الذين يخرجون عن هذا ويكونون عبيدًا لبطونهم وللذة يجعلون النفس جسدانية لا بمعني يغيرون جوهرها وإنما يفسدون نبل مولدها[163]]، كما يقول: [مع أنه لهم نفوسًا لكنها إذ صارت ميتة فيهم دعاهم "جسدًا" ، هكذا بالنسبة للأتقياء فمع أن لهم جسدًا لكننا نقول أنهم كلهم نفس أو كلهم روح... يقول القديس بولس الرسول عن الذين لم يتمموا أعمال الجسد: "وأما أنتم فلستم في الجسد" (رو 8: 9)، أما من يعيش في ترف فلا يعيش في النفس ولا في الروح بل في الجسد[164]].

هكذا إذ انشغل أولاد الله بالجسديات فأحبوا بنات الناس، تحولوا إلي الجسد وصاروا غير روحيين. أما ثمر هذا العمل فهو إنجاب أولاد طغاة محبين للكرامة الزمنية، إذ يقول: "كان في الأرض طغاة في تلك الأيام... هؤلاء هم الجبابرة الذين منذ الدهر ذوو اسم" [ظ¤]. وكأن كل خطية تجلب أخري، أو كأن الإنسان إذ يستسلم لضعف يصير ألعوبة بين الخطايا، كل منها تلقفه لغيرها. فقد بدأ هنا بتطلع أولاد الله إلي جمال بنات الناس جسديًا، فتركوا رسالتهم الروحية وتحولوا إلي الفكر الجسداني، فصاروا جسدًا، وانجبوا العنف وحب الكرامة الزمنية عوض ثمار الروح من لطف ووداعة واتضاع!
 
قديم 30 - 01 - 2021, 04:08 PM   رقم المشاركة : ( 33022 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,296,407

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

نوح البار

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

"ورأي الرب أن شر الإنسان قد كثر في الأرض وأن كل تصور أفكار قلبه إنما هو شرير كل يوم. فحزن الرب أنه عمل الإنسان في الأرض. وتأسف في قلبه. فقال الرب أمحو عن وجه الأرض الإنسان الذي خلقته. الإنسان مع بهائم ودبابات وطيور السماء. لأني حزنت أني عملتهم" [5-7].

لم يكن ممكنًا لله القدوس أن يطيق الشر الذي كثر علي الأرض، ولا يتحمل الالتقاء مع النفس التي خلقها كمسكن له أن يري تصورها شريرًا كل يوم، لهذا حزن أنه صنع الإنسان في الأرض. وحينما يقول الكتاب: "حزن" أو "تأسف قلبه" أو "ندم" ، لا نفهم هذه التعبيرات كانفعالات غضب، إنما هي لغة الكتاب الموجهة لنا نحن البشر لكي نفهم وندرك مرارة الخطية في ذاتها وعدم إمكانية الشركة بين القداسة الإلهية والفساد الإنساني. يفسر لنا القديس أغسطينوس معني تأسف الله أنه عمل الإنسان بقوله: [غضب الله ليس انفعالاً يعكر صفاء عقله إنما هو حكم خلاله تقع العقوبة علي الخطية[165]]. كما يقول: [غير المتغير (الله) يغير الأشياء وهو لا يتأسف كالإنسان علي أي شيء عمله، لأن قراره في كل شيء ثابت ومعرفته للمستقبل أكيدة، لكنه لو لم يستخدم مثل هذه التعبيرات لما أمكن إدراكه بواسطة عقول الناس المحتاجين أن يحدثهم بطريقة مألوفة لهم (بلغة تناسبهم) لأجل نفعهم، حتى ينذر المتكبر ويوقظ المستهتر ويدرب الفضولي ويرضي الإنسان المتعقل. فما كان يمكن أن يتحقق هذا إن لم ينحنِ أولاً وينزل إليهم إلي حيث هم (يحدثهم بلغتهم) وبإعلانه موت كل حيوانات الأرض والجو المحيط ليكشف عن عظم الكارثة التي كادت تقترب؛ فهو لا يهدد بإبادة الحيوانات غير العاقلة كما لو كانت قد ارتكبت خطية[166]].

هكذا يري القديس أغسطينوس في إعلان الله عن تأسفه أنه خلق الإنسان إنما هو تنازل منه ليحدثنا بلغتنا لندرك مدي ما بلغناه من عدم إمكانية الشركة مع الله مصدر حياتنا، لا بتغير قلب الله من نحونا وإنما بتغيرنا نحن واعتزالنا إياه بقبولنا الفساد الذي هو غريب عن الله. أما تهديده بإبادة الحيوانات والطيور إنما من قبيل محبته الفائقة حتى نعيد النظر من جديد في موقفنا وندرك خطورة الموقف.

العجيب أنه وسط هذه الصورة المؤلمة التي أعلنها الله من جهة بني البشر، لا يتجاهل إنسانًا واحدًا يسلك بالبر وسط جيل شرير، إذ يقول الكتاب: "وأما نوح فوجد نعمة في عيني الله" [ظ¨]. في وسط الظلام الدامس لا يتجاهل إشراقة جميلة مهما بدت صغيرة وباهتة، وفي كل جيل يفرح الله بقديسيه ولو كانوا بقية قليلة وسط فساد عام يملأ الأرض. لقد وجد نوح نعمة في عيني الرب الذي شهد له: "كان نوح رجلاً بارًا كاملاً في أجياله" [ظ©]. أما قوله: "في أجياله" فتكشف أن بره وكماله ليسا مطلقين، إنما أن قورنا بما يقدمه أجياله من فساد؛ فالإنسان بره نسبي.
 
قديم 30 - 01 - 2021, 04:10 PM   رقم المشاركة : ( 33023 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,296,407

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

فساد الأرض



"وفسدت الأرض أمام الله وامتلأت الأرض ظلمًا... إذ كان كل بشر قد أفسد طريقه علي الأرض"

[11، 12].

يلاحظ أن كلمة "الأرض" تكررت كثيرًا في هذا الأصحاح خاصة في العبارة
[5-13]، إذ فيها ذُكرت سبع مرات؛ ولكل تكرار الكلمة يكشف عن أن الله كان يشتاق أن يري في الحياة البشرية سمة سماوية، لكنه إذ فسد الإنسان صار أرضًا ترابية تحمل فسادًا. ولئلا نظن أن مادة الأرض قد فسدت أو ما حملته الأرض من موارد وثمار الخ... لذا أكد: "إذ كان كل بشر قد أفسد طريقه علي الأرض"، وكأن فساد الإنسان هو الذي شوه المخلوقات غير العاقلة.
 
قديم 30 - 01 - 2021, 04:10 PM   رقم المشاركة : ( 33024 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,296,407

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

فلك نوح


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


كشف الله لعبده البار نوح ما كان مزمعًا أن يفعله، إذ قال له: "نهاية كل بشر قد أتت أمامي، لأن الأرض امتلأت ظلمًا منهم، فها أنا مهلكهم مع الأرض" [ظ،ظ£]. كان يمكن لله أن يأمر نوحًا بصنع الفلك فيطيع في إيمان وثقة، لكن الله كمحب للبشر لا يشتاق أن يكون الآمر الناهي، إنما الصديق المحب الذي يحاور الإنسان ويكشف له حكمته وأسراره، وكما يقول المرتل: "سرّ الرب لخائفيه، وعهده لتعليمهم" (مز 25: 14). (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات و التفاسير الأخرى). لقد كشف له أنه وإن كان يهلكهم مع الأرض، فإن الهلاك هو ثمرة طبيعية لفساد هم اختاروه، ويظهر ذلك من قوله: "نهاية كل بشر قد أتت أمامي"، وكأنه يقول: لم أكن أود هذا لكنهم صنعوا بأنفسهم هلاكًا يجلب نهايتهم، اختاروه بمحض إرادتهم.

الآن إن كان الأشرار قد فعلوا هكذا بأنفسهم مقدمين هلاكًا حتى للأرض، فالله لا يترك أولاده يهلكون معهم، لذا قدم لنوح أمرًا بعمل فلك لخلاصه، وقد عرض لنا الكتاب المقدس قصة الفلك بدقة شديدة وفي شيء من التفصيل لما حمله الفلك من عمل رمزي يمس خلاصنا بالصليب.

أولاً- أهمية الفلك: في دراستنا للمعمودية[167] لاحظنا كيف سلطت الليتورجيات الكنيسة وأقوال الآباء الضوء علي فلك نوح بكون الطوفان رمزًا لعمل التجديد الحق للطبيعة البشرية، والفلك رمزًا للصليب الذي حمل المسيح معلقًا لأجلنا، فحمل فيه الكنيسة التي هي جسده المقدس. كان لابد من هلاك العالم القديم (الإنسان العتيق) في مياه المعمودية ليقوم العالم الجديد أو الإنسان الجديد الذي علي صورة خالقه يحمل جدة الحياة أو الحياة المقامة في المسيح يسوع (رو 6: 3، 4). كأن الطوفان وهو رمز للمعمودية يضع حدًا فاصلاً بين الحياة القديمة المظلمة والحياة الجديدة المشرقة بنور قيامة الرب يسوع. وقد جاء هذا الفكر الكنسي الآبائي امتدادًا للفكر الرسولي، إذ يقول الرسول بطرس: "وكانت أناة الله تنتظر مرة في أيام نوح إذ كان الفلك يُبني، الذي فيه خلص قليلون أي ثماني أنفس بالماء، الذي مثاله يخلصنا نحن الآن في المعمودية، لا إزالة وسخ الجسد بل سؤال ضمير صالح عن الله بقيامة يسوع المسيح" (1 بط 3: 20، 21).
 
قديم 30 - 01 - 2021, 04:11 PM   رقم المشاركة : ( 33025 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,296,407

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

خلق الله الإنسان من التراب، وجدده بالماء، ونماه بروحه، ودربه بكلمة للتبني والخلاص، موجهًا إياه بالوصايا المقدسة حتى يحول الإنسان مولود التراب إلي كائن مقدس سماوي عند مجيئه.

القديس أكليمنضس الإسكندري
 
قديم 30 - 01 - 2021, 04:14 PM   رقم المشاركة : ( 33026 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,296,407

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

نوح مع الله

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وأما نوح فوجد نعمة في عيني الرب ... كان نوح رجلاً بارًا كاملاً في أجياله. وسار نوح مع الله ( تك 6: 8 ، 9)

يمكننا أن نرى في نوح الحقائق الروحية التالية:

1- مركزه: لقد قيل عنه «وأما نوح فوجد نعمة في عيني الرب». فمع أن نوحًا عاش في أيام العالم القديم الذي هلك بالطوفان، لكن الذي ميَّزه عن هؤلاء أنه «وجد نعمة في عيني الرب»، وقد احتمى في فلك النجاة، فخلص من القضاء، وهرب من الدينونة، ولم يهلك مع العُصاة. ونحن أيضًا لا نفرق شيئًا عن العالم الحاضر الذي نعيش فيه، لكن الذي ميّزنا أننا وجدنا نعمة في عيني الرب ( أف 2: 1 - 10).

2- معنى اسمه "راحة" فلأنه وجد نعمة في عيني الرب، فقد وجد الراحة أيضًا التي قال عنها الرب يسوع «تعالوا إليَّ يا جميع المُتعبين والثقيلي الأحمال وأنا أُريحكم» ( مت 11: 28 ).

3- رجلاً: «كان نوح رجلاً»، يا له من تعبير جميل ينطبق عليه قول الرسول «اسهروا. اثبتوا في الإيمان. كونوا رجالاً. تقووا» ( 1كو 16: 13 ).

4- علاقته بالعالم القديم: «كان ... بارًا كاملاً في أجياله».

أ ـ بارًا: أي أنه لم يتبرر بالإيمان فقط، لكنه سلك طريق البر العملي، وهذا ما ميزه عن كل الذين حوله.

ب ـ كاملاً: والمقصود كمال القلب: الغرض الواحد وعدم تجزئة القلب، والبلوغ والنُضج الروحي (وليست حالة الطفولة). لقد انطبق على نوح ما قيل عن أيوب «كان هذا الرجل كاملاً ومستقيمًا، يتقي الله ويحيد عن الشر» ( أي 1: 1 ).

5- كانت له شركة مع الرب، وهذا ما نجده في القول: «وسار نوح مع الله» ( تك 6: 9 ).

6- طاعته: ونراها في الأقوال المُسجّلة عنه «ففعل نوح حسب كل ما أمره به الله. هكذا فعل» ( تك 6: 22 ؛ 7: 5، 8؛ 8: 16، 18).

7- ساجدًا: وهذا ما نراه في القول: «وبنى نوح مذبحًا للرب ... وأصعد مُحرقات على المذبح» ( تك 8: 20 ). وهنا نجد أول مذبح يُذكر في الكتاب. ومما تجدر ملاحظته أن نوحًا بنى المذبح بعد القضاء الذي تم على العالم القديم، وبعد أن استقر الفلك على جبال أراراط. وفي كل هذا نرى الموت والقيامة والانفصال، لذلك أمكن له أن يبني المذبح ليكون ساجدًا.
 
قديم 30 - 01 - 2021, 04:20 PM   رقم المشاركة : ( 33027 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,296,407

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

لا تُحزِونوا ... لا تُطفِئوا



وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


«لاَ تُحْزِنُوا رُوحَ اللهِ الْقُدُّوسَ » ( أفسس 4: 30 )
«لاَ تُطْفِئُوا الرُّوحَ» ( 1تسالونيكي 5: 19 )


هناك تحذيران في الكتاب المقدس من جهة علاقة المؤمن بالروح القدس: فالروح يجب أن لا يُحزَن ( أف 4: 30 )، ويجب أن لا يُطفأ ( 1تس 5: 19 ). وما الفارق بين إحزان الروح وإطفاء الروح؟ هذا يُمكن توضيحه من إيراد بعض الأمثلة عما يُحزِن الروح القدس وعما يُطفئه.

فلا شك أن روح الله يحزن من: (1) سلوك القديسين المفديين بالدم سلوكًا عالميًا بحسب الجسد. فنحن مدعوون لأن نكون قديسين كما أن الرب هو قدوس ( 1بط 1: 16 )، وينبغي أن نسلك هكذا قدامه. (2) عدم انتباه المؤمنين واجتهادهم في أن يحفظوا وحدانية الروح برباط السلام ( أف 4: 3 ). إن الانقسامات والخلافات والمرارة بين أعضاء جسد المسيح لا يمكن إلا أن تُحزِن الروح القدس.

أما الروح فيُطفأ من: (1) إهمال توصيل الشهادة عن عمل المسيح للنفوس المسكينة التي تُقابلنا في عبور الطريق. فمن يدري ربما دبر الله أن يجعل هذا الشخص أو ذاك في طريقنا لكي نقول له كلمة عن خلاص نفسه، وعن عمل المسيح لأجله. فإذا ما أحجمنا عن الشهادة، تضيع الفرصة، ونُطفئ الروح. (2) إذا تراجعنا عن الصلاة عندما يدفعنا إليها، أو إذا غللنا أيدينا عن العطاء لمساعدة عمل الرب في ناحية ما، عندما يكون قد وضع في قلوبنا مشغولية من جهة هذا الأمر. (3) عندما يُوجِد مشغولية في قلوبنا للاشتراك في أي جزء من أجزاء العبادة أو الخدمة في اجتماعات المؤمنين باسم الرب، ونُحجِم عن ذلك لأي سبب من الأسباب.

ونحن جميعًا نعترف أننا أحزنا الروح القدس وأننا أطفأناه. أَلم يحصل هذا منا؟ وماذا كانت النتيجة؟ النتيجة معروفة لنا جيدًا، وهي انقطاع الشركة مع الرب، وانحلال القوة فينا. وإن لم نعترف بفشلنا إلى الله أبينا، لا يمكن أن نسترد هذه الشركة، وأن نُمارس قوة الشهادة على الوجه الأكمل لمجد الله.
«لاَ تُحْزِنُوا رُوحَ اللهِ الْقُدُّوسَ » ( أفسس 4: 30 )«لاَ تُطْفِئُوا الرُّوحَ» ( 1تسالونيكي 5: 19 )
 
قديم 30 - 01 - 2021, 04:24 PM   رقم المشاركة : ( 33028 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,296,407

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

أقوال الأباء عن الطوفان وفلك نوح



وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


يري الأباء أن فلك نوح الذي أنقذ نوح ومن معه من الموت هو رمز للمعمودية
وإليك بعض أقوال الأباء في هذا الصدد :

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة العلامة ترتليان :
كان الطوفان الذي طهر العالم من شره القديم يحمل نبوة خفية عن تطهير
الخطايا بواسطة الجرن المقدس ، كان الفلك الذي خلص من كان بداخله أيقونة
للكنيسة المملوءة رهبة ، وللرجاء الصالح الذي صار لنا بسببها . أم الحمامة
التي أحضرت غصن زيتون إلي الفلك فأظهرت بهذا أن الأرض قد إنكشفت ،
رسمت مجيئ الروح القدس في المصالحة الذي كان من المزمع أن يتحقق
من الأعالي ، لأن الزيتون علامة السلام .

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة القديس يوحنا الذهبي الفم :
قصة الطوفان سر ، محتوياتها كانت مثالاً للأمور للأمور العتيدة أن تتم الفلك
هو الكنيسة ، ونوح المسيح ، والحمامة الروح القدس ، وغصن الزيتون هو
الصلاح الإلهي . كما كان الفلك في وسط البحر حصناً لمن في داخله ،
هكذا تُخلّص الكنيسة الهالكين . الفلك يُعطي حصانة أما الكنيسة فتفعل ما
هو أعظم . كمثال احتوى الفلك الحيوانات غير العاقلة وحفظها ، أما الكنيسة
فأدخلت البشر الذين يسلكون بغير تعقل ولم تحصنهم فحسب وإنما أيضاً
غيرت طبيعتهم .

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة القديس جيروم :
طارت حمامة الروح القدس نحو نوح بعد أن خرج الطائر الأسود ( الغراب )
وصارت كما لو كانت متجهة نحو المسيح في الأردن .

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة القديس أمبروسيوس :
خذوا شهادة أخري ( بجانب رمز الخليقة السابق ) : كل بشر فسد بآثامه ،
إذ يقول الله : لا يبقى روحي بين الناس لأنهم بشر ( تك 6 : 3 ) ، حيث يوضح
الله أن نعمة الروح تتباعد بسبب الدنس الجسدي ونجاسة الخطيئة الشنيعة
التي بسببها أرسل الله الطوفان رغبة مه في إستكمال ما كان ناقصاً .
أمر نوح البار أن يدخل الفلك وإذ إنتهى الطوفان أرسل نوح غراباً فلم يرجع ،
ثم أرسل حمامة عادت بغصن زيتون . إنكم ترون الماء والخشبة والحمامة ،
فهل تقفون حيارى أمام السر ؟ فالماء هو الذي يُغمر فيه الجسد لكي تُغسل
فيه كل خطية جسدية ، ويدفن فيه كل شر ، والخشبة هي التي عُلق عليها
الرب يسوع عندما تألم لأجلنا ، والحمامة هي التي نزل الروح القدس علي
هيئتها كما قرأتم في العهد الجديد ، ذاك الذي يهبكم سلام النفس وهدوء الفكر
والغراب هو رمز الخطيئة التي تذهب ولا ترجع ، إذا حفظ فيكم البر في الداخل
والخارج .


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة القديس كيرلس الأورشليمي :
يقول البعض أنه كما جاء الخلاص في أيام نوح بالخشبة والماء ، وكان بدء لخليقة
جديدة ، و كما عادت الحمامة إلي نوح في المساء بغصن زيتون ، هكذا نزل الروح
القدس علي نوح الحقيقي مُوجد الخليقة الجديدة . لقد نزلت عليه الحمامة
الروحية أثناء عماده لكي يظهر أنه هو الذي يمنح الخلاص للمؤمنين بخشبة
الصليب ، والذي وهب العالم نعمة الخلاص بموته نحو المساء .

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة الشهيد يوستين :
في الطوفان تحقق سر خلاص البشر . فإن نوحاً البار ومعه أناس الطوفان الأخرين
أي زوجته وأولاده الثلاثة ونساء بنيه يكوّنون ( رقم ثمانية ) هكذا يظهرون رمزاً
لليوم الثامن الذي فيه ظهر مسيحنا قائماً من الأموات ، ويظهر هكذا علي الدوام
ويحمل ضمناً اليوم الاول . لأن المسيح هو بكر كل الخليقة ، قد صار في معنى
جديد رأساً لجنس آخر حيث تجدد هذا الجنس بالماء والخشبة الذين وُجداً
في سر الصليب ، إذ خلص نوح بخشبة الفلك حين حمله الماء هو و عائلته ....
لقد غرقت كل الأرض كقول الكتاب ، وواضح أن الله لا يتكلم عن الأرض بل عن
الناس ... وذلك لكي يظهر مقدماً كل هذه الرموز في وقت الطوفان . أقصد الذين
قد تهيأوا بالماء والإيمان والخشبة ، الذين تابوا عن خطاياهم ، هؤلاء يهربون
من دينونة الله العتيدة .
 
قديم 30 - 01 - 2021, 04:25 PM   رقم المشاركة : ( 33029 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,296,407

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة العلامة ترتليان
كان الطوفان الذي طهر العالم من شره القديم يحمل نبوة خفية عن تطهير
الخطايا بواسطة الجرن المقدس ، كان الفلك الذي خلص من كان بداخله أيقونة
للكنيسة المملوءة رهبة ، وللرجاء الصالح الذي صار لنا بسببها . أم الحمامة
التي أحضرت غصن زيتون إلي الفلك فأظهرت بهذا أن الأرض قد إنكشفت ،
رسمت مجيئ الروح القدس في المصالحة الذي كان من المزمع أن يتحقق
من الأعالي ، لأن الزيتون علامة السلام .
 
قديم 30 - 01 - 2021, 04:26 PM   رقم المشاركة : ( 33030 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,296,407

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة القديس جيروم
طارت حمامة الروح القدس نحو نوح بعد أن خرج الطائر الأسود ( الغراب )
وصارت كما لو كانت متجهة نحو المسيح في الأردن .
 
موضوع مغلق


الانتقال السريع


الساعة الآن 03:06 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025