|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
13 - 06 - 2012, 10:41 PM | رقم المشاركة : ( 321 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: موسوعة شاملة عن مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث بابا وبطريرك الكرازة المرقسية
إن أعثرتك عينك أو يدك هل يجوز للإنسان أن يقلع عينه، أو يقطع يده إن أعثرته؟ عملاً بقول الكتاب (متى5) يقول قداسة البابا شنوده الثالث، :: يقصد الرب التشديد على البعد عن العثرة، كما يقول "لأنه خير لك أن يهلك احد أعضائك، ولا يلقى جسدك كله في جهنم" (مت5: 29، 30) ولكن هذه الوصية ينبغي أن تُؤخذ بمعناها الروحي وليس بمعناها الحرفي. فمعناها الروحي يمكن أن يكون ملزماً. أما المعنى الحرفي، فمن الصعب أن يكون ملزماً .. بعض القديسين نفذ هذه الوصية حرفياً، مثل سمعان الخراز، وكذلك بعض القديسات في بستان الرهبان. ولكن يستحيل تنفيذ هذه الوصية حرفياً بصفة عامة. وإلا صار غالبية من في العالم بعين واحدة، لشدة انتشار العثرة، وبخاصة في سن معينة، وفي ظروف وملابسات خاصة. ولكن كثيراً من القديسين ذكروا أنه يمكن أن يقصد بالعين أعز إنسان إليك، كما يقصد باليد أكثر الناس معونة لك. فإن أصابتك عثرة من أيٍ من هؤلاء، يمكن أن تقطع نفسك من عشرته. ونلاحظ أن الكنيسة في بعض قوانينها حرمت قطع أعضاء من جسم الإنسان اتقاء للعثرة، مثل القانون الذي يحرم من يخصي نفسه. كما أن قطع العين أو اليد بالمعنى الحرفي، لا تمنع العثرة أو الخطية. لأن الخطية غالباً ما تنبع من داخل القلب. وإذا كان القلب نقياً، فإن الإنسان يرى ولا يعثر. إذن من الأفضل أن نأخذ الوصية بمعناها الروحي وليس الحرفي. ومما يثبت هذا أيضا، قول الرب في إنجيل مرقس (9: 43 ـ 48): "لأنه خير لك أن تدخل الحياة أقطع .. أعرج .. أعور .." وطبعاً لا يمكن أن نأخذ هذا الكلام بطريقة حرفية، لأنه لا يمكن لإنسان أن يكون في السماء أقطع أو أعرج أو أعور ... إذ لا نتصور أن يكون بار في النعيم بمثل هذا النقص، كما لا يمكن أن يكون هذا هو جزاء الأبرار على برهم عن العثرة مهما كلفهم ذلك من ثمن! يعلمنا الكتاب أن "أن الروح يحيي، والحرف يقتل" (2كو3: 6). لذلك لا يمكننا أن نأخذ كل الوصايا بطريقة حرفية. وهذه الوصية بالذات أراد الرب أن يشرح لنا خطورة العثرة ووجوب البعد عنها، حتى لو أدى الأمر إلى قلع العين. |
||||
13 - 06 - 2012, 10:41 PM | رقم المشاركة : ( 322 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: موسوعة شاملة عن مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث بابا وبطريرك الكرازة المرقسية
قليل من الخمر هل توجد آية في الكتاب المقدس تقول "قليل من الخمر يصلح المعدة"؟ وهل هذه الآية تشجع على شرب الخمر؟ يقول قداسة البابا شنوده الثالث، : (1تي5: 23). ونلاحظ هنا أننا أمام مريض معين، له مرض خاص، يحتاج إلى علاج خاص يناسب حالته، في وقت لم تكن الصيدلة قد وصلت إلى ما وصلت إليه من رقي وعلم كما في عصرنا الحاضر .. وكانت الخمر تستعمل وقتذاك كعلاج. إذن فلم يصدر الكتاب حكماً عاماً، بأن القليل من الخمر يصلح المعدة، وإنما قدم الرسول علاجاً لحالة خاصة. فإن كنت في نفس حالة تيموثاوس، وفي نفس عصره، لكانت هذه النصيحة تناسبك. أما الآن، فحتى لو كانت لك نفس أمراض القديس تيموثاوس، فإن الطب والصيدلة يقدمان لك ما وصل إليه العلم الحديث من أدوية علاجية. نلاحظ في قصة ألسامري الصالح، أنه لما وجد رجلاً جريحاً ملقى في الطريق، ضمد جراحاته، وصب عليها زيتاً وخمراً" (لو10: 34) .. كان الكحول الموجود في الخمر يُستخدم كعلاج لكي يكوي الجرح، ويمنع النزيف. إذن كل ما نفهمه من النصيحة التي وجهت إلى القديس تيموثاوس: أن الخمر وُصفت كعلاج وليس كمزاج وفي حالة خاصة .. والمسألة مسألة ضمير: هل كل من يتناولها حالياً ، يأخذها كمجرد علاج لا غير، ينطبق على حالته هو بالذات، ولا يجد لنفسه علاجاً مناسباً سواه؟ إننا من جهة شرب الخمر كعلاج نتكلم. أما موضوع الخمر بالتفصيل، فليس مجاله الآن. |
||||
13 - 06 - 2012, 10:42 PM | رقم المشاركة : ( 323 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: موسوعة شاملة عن مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث بابا وبطريرك الكرازة المرقسية
الاختطاف فما هي حقيقة الاختطاف؟ ومتى سيكون؟ وكيف؟ يقول قداسة البابا شنوده الثالث، :: موعد الاختطاف سيكون في المجيء الثاني للمسيح. والذين يختطفون إلى السماء هم الأحياء وقت المجيء الثاني. الرب في الهواء. وهكذا نكون كل حين مع الرب" (1تس4: 15 ـ 17). أي أنه في مجيء الرب يقوم الأموات (الذين سبقوا ورقدوا). ويحملهم الملائكة إلى الرب في السماء. وبعد ذلك يحدث الاختطاف للأحياء الباقين وقتذاك على الأرض. ولكن كيف يحدث الاختطاف؟ هل بنفس الأجساد المادية؟ كلا هوذا سر أقوله لكم: لا نرقد كلنا. ولكننا كلنا نتغير. في لحظة في طرفة عين، عند البوق الأخير. فإنه سيبوَّق، فيقام الأموات عديمي فساد، ونحن نتغير. لأن هذا الفاسد لابد أن يلبس عدم فساد" (1كو15: 51 ـ 53). الأجساد المادية لا ترث ملكوت السماء. لذلك لابد أن تتغير إلى أجساد روحانية سماوية (1كو15: 44، 49) وبهذه الأجساد الروحانية يتم الاختطاف "لأن لحماً ودماً لا يقدران أن يرثا ملكوت الله" (1كو15: 50). وهذا التغيير من أجساد مادية إلى أجساد روحانية، يتم في لحظة في طرفة عين، عندما يبوق البوق معلناً مجيء الرب، كما قال الرسل. ثم يحدث الاختطاف للأحياء بعد أن يقوم الراقدين أولاً .. وهم أيضاً يقومون بأجساد روحانية سمائية (1كو15). |
||||
13 - 06 - 2012, 10:42 PM | رقم المشاركة : ( 324 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: موسوعة شاملة عن مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث بابا وبطريرك الكرازة المرقسية
أطفال بيت لحم يقول قداسة البابا شنوده الثالث، :: لقد قتل هيرودس الأطفال من ابن سنتين فما دون (مت2: 16) وطبعاً أنه كان بين الرسل من هم كبار في السن مثل بطرس الرسول، فكانوا كباراً في ذلك الوقت. وكان في الرسل من هم صغار مثل يوحنا الحبيب، وما كانوا قد وُلدوا وقتذاك. أيضاً هيرودس قتل أطفال بيت لحم وتخومها. وليس كل الرسل من قرية بيت لحم أو تخومها. بعد . |
||||
13 - 06 - 2012, 10:42 PM | رقم المشاركة : ( 325 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: موسوعة شاملة عن مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث بابا وبطريرك الكرازة المرقسية
متى أخذ التلاميذ الروح القدس؟ هل حينما حل عليهم كألسنة نار في يوم الخمسين (أع2)؟ أم حينما نفخ الرب فيهم قائلاً "اقبلوا الروح القدس" (يو20)؟ يقول قداسة البابا شنوده الثالث، :: لقد قبلوا السكنى الدائمة للروح القدس فيهم، يوم الخمسين (أع2: 2 ـ 4) أما حينما نفخ الرب فيهم، فقد أعطاهم سر الكهنوت الخطايا. أو أنه أعطاهم الروح الذي به يغفرون الخطايا، فتكون المغفرة من الله. ونفخة الروح هنا خاصة بهم، وليس لجميع المؤمنين بالميرون المقدس، لجميع المؤمنين. الرسل إذن أخذوا الكهنوت حينما نفخ الرب فيهم، ومارسوا هذا الكهنوت يوم الخمسين بتعميد الناس. كان الرب يعلم أنهم يحتاجون إلى الكهنوت المقدس، ليعمدوا الأعضاء الجدد في الكنيسة، ويمارسوا الحل والربط وباقي الأسرار، لذلك منحهم الروح القدس الذي يعطيهم سلطان الكهنوت ، قبل منحهم السكنى الدائمة للروح فيهم |
||||
13 - 06 - 2012, 10:42 PM | رقم المشاركة : ( 326 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: موسوعة شاملة عن مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث بابا وبطريرك الكرازة المرقسية
لماذا خلق الله الإنسان هل خلقة لكي يعبده الإنسان ويمجده؟ يقول قداسة البابا شنوده الثالث : الملائكة، هذا الذي تمجده صفاته. الله لا ينقصه شيء يمكن أن يناله من مخلوق، إنساناً كان أو ملاكاً أنت محتاجاً إلى عبوديتي، بل أنا المحتاج إلى ربوبيتك" .. إذن لماذا خلق الله الإنسان؟ بسبب جود الله وكرمه، خلق الإنسان ليجعله يتمتع بالوجود الوجود على هذا العدم الذي أسماه إنساناً. خلقه لكي يتمتع بالوجود. إذن من أجل الإنسان تم هذا الخلق. وليس لأجل الله. خلقه لكي ينعم بالحياة. وإن أحسن السلوك فيها، ينعم بالحياة الأبدية. ونفس الكلام يمكن أن نقوله عن الملائكة أيضاً نرفع قلوبنا إلى مستوى روحي، يعطي قلوبنا سمواً وطهارة وقرباً من الذات الإلهية. أما الله من الناحية اللاهوتية، لا يزيد ولا ينقص. لا يزيد شيئاً بتمجيدنا. ولا ينقص بعدم تمجيدنا |
||||
13 - 06 - 2012, 10:42 PM | رقم المشاركة : ( 327 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: موسوعة شاملة عن مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث بابا وبطريرك الكرازة المرقسية
أبناء الله، وبنات الناس لأنفسهم نساء من كل ما اختاروا" (تك6: 2). فمن هم أبناء الله؟ ومن هن بنات الناس؟ يقول قداسة البابا شنوده الثالث، :: أبناء الله هم نسل شيث. وبنات الناس هن نسل قايين ... (لو3: 38) أبناء شيث دُعوا أبناء الله، لأنهم النسل المقدس، الذي منه يأتي نوح ثم إبراهيم، ثم داود، ثم المسيح، وفيه تباركت كل قبائل الأرض. وهم المؤمنون المنتسبون إلى الله، الذين أخذوا بركة آدم (تك1: 28)، ثم بركة نوح (تك9: 1) وحسناً أن الله دعا بعض البشر أولاده قبل الطوفان ... وساروا في طريق الفساد، فدعوا أبناء الناس. وكلهم أغرقهم الطوفان .. |
||||
13 - 06 - 2012, 10:43 PM | رقم المشاركة : ( 328 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: موسوعة شاملة عن مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث بابا وبطريرك الكرازة المرقسية
الصوم يقول قداسة البابا شنوده الثالث، : وأنا سوف لا أتكلم عن الصوم بصفة عامة، وأهميته وفائدته، وروحانيته، هذا كله يمكن قراءته في كتابنا "روحانية الصوم". إنما أريد أن أركز على نقط الخلاف بيننا وبين البروتستانت في موضوع الصوم. نقط الخلاف مع البروتستانت 2ليس للبروتستانت أصوام ثابتة يصومها جميع المؤمنين، في مواعيد محددة لها، وفي مناسبات خاصة بها. إنما الصوم عندهم ـ في غالبيته ـ عمل فردي، يصوم الفرد منهم متى شاء، وكيف شاء، ولا سلطان للكنيسة عليه في هذا، ولا تَدخُّل لها في صومه. 3يعتمدون على فهم خاطئ للآية التي تقول " لا يحكم أحد عليكم في أكل أو شرب أو من جهة عيد أو هلال أو سبت، التي هي ظل الأمور العتيدة، وأما الجسد فللمسيح (كو2: 16، 17). 4لا يوافقون في الصوم على الطعام النباتي، والامتناع عن الأطعمة الحيوانية ويتهموننا بأننا في ذلك ينطبق علينا على الأقل الجزء الأخير من الآية التي تقول"في الأزمنة الأخيرة يرتد قوم عن الإيمان ... مانعين عن الزواج، وآمرين أن يُمتنع عن أطعمة خلقها الله لتُتناول بالشكر" (1تي4: 1 ـ 3). |
||||
13 - 06 - 2012, 10:43 PM | رقم المشاركة : ( 329 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: موسوعة شاملة عن مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث بابا وبطريرك الكرازة المرقسية
لا تكونوا تحت نير مع غير المؤمنين، لأنه أية خلطة للبر والإثم؟ وأية شركة للنور مع الظلمة؟ وأي اتفاق للمسيح مع بليعال؟ وأي نصيب للمؤمن مع غير المؤمن؟ وأية موافقة لهيكل الله مع الأوثان؟ فإنكم أنتم هيكل الله الحي، كما قال الله: "إني ساسكن فيهم وأسير بينهم، وأكون لهم إلهاً، وهم يكونون لي شعباً. لذلك اخرجوا من وسطهم واعتزلوا، يقول الرب. ولا تمسوا نجسا فأقبلكم، وأكون لكم أباً، وأنتم تكونون لي بنين وبنات، يقول الرب القادر على كل شيء" (2كو6: 14 ـ 18) |
||||
13 - 06 - 2012, 10:45 PM | رقم المشاركة : ( 330 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: موسوعة شاملة عن مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث بابا وبطريرك الكرازة المرقسية
الفضيلة من الداخل أم من الخارج لقداسة البابا شنودة الثالث ما هو مقياس الفضيلة؟ هو مجرد مظاهر خارجية. أم هو جوهر الإنسان من الداخل: في أوعية قلبه وفكره ونواياه؟ نقول هذا لأن الإنسان قد يكون في مظهره الخارجي شيئاً ما وفي حقيقته الداخلية شيئاً آخر!! قد يراه الناس في صورة معينة. ولكن الله العارف بالقلوب يجده في صورة أخري غير ما يراه الناس. والإنسان البار يهمه قبل كل شيء حكم الله عليه وحكم ضميره. وليس رأي الناس فيه. فالناس لا يعرفون دواخله. ويحكمون حسب الظاهر. نقول هذا لأن بعض الوعاظ. والمشرفين علي التربية يركّزون علي المظهر الخارجي وحده. ولا يهتمون بنقاوة القلب من الداخل. ولا يعطونها ما تستحقه من الاهتمام الأول والرئيسي. وسنحاول أن نضرب لذلك بعض الأمثلة: ہہہ مثال واضح أمام الجميع. وهو العفة والحشمة: أهم ما يشغل الناس في حشمة الفتاة مثلاً. هو الاهتمام بمظهرها. بملابسها وزينتها. وهل هي تتفق مع الحشمة أم لا. ولا شك أن مظهر الفتاة أمر هام. ولكن الأهم منه هو الباعث الداخلي الذي يكمن في القلب وراء عدم الحشمة. المفروض في رجال التربية أن يكون تركيزهم علي الداخل. وهكذا إن كان القلب نقياً وتقياً. وقد تخلص من المشاعر الخاطئة التي تدفع الفتاة إلي التبرج في زينتها. حينئذ هي نفسها من تلقاء ذاتها ستتخلي عن كل أخطاء الملابس والزينة. بدون أي ضغط عليها أو توبيخ أو عنف. بل بروح طيبة تلقائية ستسلك حسناً. بل كما قال أحد الآباء إن الفتاة العفيفة تحتفظ بحشمتها حتي داخل غرفتها المغلقة. حيث لا مراقبة ولا من ينتقدها..! ہہہ أما الإرغام علي المسلك المحتشم. فحتي إن كان يُصلح الشكل والمظهر. فإنه لا يصلح القلب من الداخل. بل يبقي بنفس رغباته وشهواته. وربما يضاف إليه بعض مشاعر من التذمر والكبت والضيق. مع انتظار أية فرصة للحرية والانطلاق. حيث لا رقيب. أما إذا تنقي القلب. فإنه حينئذ سينفذ كل التوجيهات والنصائح برضي وقبول. أو قد لا يحتاج إلي نصائح. فمن ذاته يسلك حسناً. وبالمثل نتحدث عن الشاب الذي يطيل شعره. ويلبس ملابس غير لائقة. ويكون موضع انتقاد كشخص غير متدين. هذا الشاب يحتاج أن تتغير قيمه وموازينه من الداخل. فيعرف ما هي معاني الرجولة وقوة الشخصية؟ وأنه لا يستطيع أن يكتسب احترام الآخرين وتقديرهم بمنظره الزائف. فإن اقتنع بهذا من الداخل. فبلا شك سوف يغيّر مظهره. بدون توبيخ وبدون قهر أو زجر. ہہہ إن الإصلاح من الداخل هو أكثر ثباتاً ورسوخاً في النفس. وبه ينصلح الإنسان بطريقة حقيقية بدافع من الاقتناع. ولا يقع في تناقض بين ما يريده هو. وما يريده له المرشدون. ولا يكون معرضاً لصراع بين داخله وخارجه. كما أنه لا يكون تحت ضغط بحيث يتلمس ظروفاً للانفلات من هذا القهر الخارجي. فلنبحث إذن عن الأسباب الداخلية التي تدفع إلي الأخطاء الخارجية ونعالجها: ہہہ لنأخذ الكذب مثلا كظاهرة. ونبحث أسبابها لنعالجها: الشخص الذي يكذب: هل ستصلحه عظات عن مضار الكذب. أو توبيخ له علي كذبه؟ أم أن الأعمق تأثيراً عليه وإصلاحاً له. أن ندخل إلي أعماقه. ونبحث ما هي الأسباب التي تجعله يكذب؟ هل السبب في الكذب هل تغطية خطأ معين يخشي من انكشافه؟ أم الرغبة في الحصول علي منفعة ما؟ أو القصد من الكذب هو الافتخار والتباهي؟ أو التخلص من الإحراج؟ أو السبب هو الخجل؟ أم هي قد أصبحت عادة. بحيث يكذب حتي بلا سبب؟ أم هو يكذب بقصد الفكاهة. أو بقصد الإغاظة؟ أو التلذذ بالتهكم علي الناس؟! ہہہ نبحث عن سبب الكذب ونعالجه. ونقنع صاحبه بعدم جدواه. ونقدم له حلولاً عملية للتخلص من كذبه. أو بدائل لا خطأ فيها. كالصمت مثلاً إذا أُحرج. أو الهرب من الإجابة بطريقة ما. أو الرد علي السؤال بسؤال. أو الاعتذار عن الخطأ بدلاً من تغطيته بالكذب. وكذلك الاقتناع بخطأ التباهي. وخطأ التهكم علي الناس. إن كان هذان من أسباب الكذب. مع الاقتناع أيضا بفائدة كسب ثقة الناس واحترامهم عن طريق الصدق. بدلاً من فقد ثقتهم عن طريق الكذب. وهكذا نعالج الداخل. فيزول الخطأ الخارجي تلقائياً. ہہہ وكما نهتم بالداخل. نهتم أيضا بأعمالنا الخارجية. فالمفروض فينا أن نكون قدوة. كما أن أخطاءنا الخارجية تسبب عثرة للآخرين. والواجب أن يسلك الإنسان من الخارج مظهراً وفعلاً سلوكاً حسناً مع اعتبارين: أن يكون السلوك الطيب لإرضاء الله وليس فخراً. كما أن هذا السلوك الخارجي الطيب يكون طبيعياً نابعاً من نقاوة القلب. فإن كنت لم تصل إلي نقاوة القلب هذه. فاغصب نفسك علي ذلك في سلوكك الخارجي. حتي لا تخطيء فتفقد ثقة الناس بك واحترامهم لك. ولا يعتبر هذا لوناً من الرياء. إنما يكون في هذه الحالات لوناً من ضبط النفس. ولا شك أن ضبط النفس من الخارج لازم ومطلوب. ويدخل في نطاق التداريب الروحية التي يصل بها الإنسان إلي حياة النقاوة. ہہہ إذن نظّف داخلك ليتفق مع وضعك الخارجي السليم.. ولا تهبط بمستواك الخارجي. إن كان مستواك الداخلي غير سليم المفروض أن تكون نقياً من الداخل ومن الخارج. فحاول أن تصل إلي الأمرين معاً. فإن بدأت بأحدهما. أكمل بالآخر أيضا. احتراسك الخارجي ممدوح. ولكن لا تكن مكتفياً به. بل أضف إليه النقاوة الداخلية. وليكن هذا هو تدريبك في كل الفضائل. ہخذ مثالاً هو الصوم: من جهة السلوك الخارجي والعمل الداخلي. ليس الصوم هو مجرد فضيلة خارجية خاصة بالجسد وحده من جهة الامتناع عن الطعام وشهوات الأكل. إنما ينبغي أيضا منع النفس عن الأخطاء. ويتمشي المنع الداخلي للنفس مع منع الجسد. فإن كان الإنسان لم يصل إلي هذا المستوي الروحي في داخله. فليس معني هذا أن يكسر صومه ويفطر! وألا يكون قد انحلّ جسداً وروحاً.. بل عليه أن يدرب قلبه من الداخل. ليتمشي مع صوم الجسد من الخارج. ولو بالجهد والتدريب. ہہہ وبهذا يمكننا أن نضع قاعدة روحية للتوازن بين المستويين الداخلي والخارجي وهي: إن كان أحد المستويين مرتفعاً والآخر منخفضاً. ارفع المنخفض إلي مستوي المرتفع. ولكن لا تكتف مطلقاً بأن تسلك حسناً من الخارج. فالله ينظر أولاً إلي القلب. إنما جاهد باستمرار أن تنقي قلبك. وأن يكون كل سلوكك الخارجي السليم هو مجرد تمهيد أو تدريب للعمل الجواني داخل النفس. وكثيراً ما تكون التنقية الخارجية وسيلة للتنقية الداخلية: مثال ذلك شاب تحاربه في داخله أفكار شهوانية جسدية لا تتفق مع حياة العفة. وربما تسبب له أحلاماً دنسة تتعبه.. أتراه يستطيع أن يسلك من الخارج هكذا. ليكون خارجه تماماً كداخله؟! كلا بلا شك. وإلا فإنه يضيّع نفسه. ويضيف إلي خطايا الفكر والقلب. خطايا العمل والحسّ والجسد. مثل هذا. عليه أن يحترس جداً من الخارج. وهذا الاحتراس الخارجي يساعده علي النقاوة الداخلية. وبالتالي تخف عليه الحروب الداخلية. ہہہ لذلك. لا تيأس مطلقاً. ولا تقل ما فائدة النقاوة الخارجية. إذا كان الداخل دنساً؟! كلا. إن صمودك الخارجي يعني رفضك للخطيئة. أضف إليه صموداً آخر ضد الأفكار. وثق أن الله سيعينك عليها. ومن أجل أمانتك من الخارج. سيرسل الله لك نعمة تنقذك من حرب الفكر في الداخل.. بل إن احتراسك من الخارج سيمنع عنك حروباً داخلية كثيرة. وعلي الأقل سوف لا تحارب في ميدانين في وقت واحد. وحرصك من الخارج سيدخل عنصر الحرص في حياتك بصفة عامة. ولا يسمح للخطية أن يكون لها سلطان عليك. حتي إن جاءتك الخطية في حلم. وأنت في غير وعيك. يكون عقلك الباطن متنبهاً لها تماماً ورافضاً لها. وهكذا لا تخطيء في أحلامك أيضا. هذا كله من الناحية السلبية. في رفض الخطأ. فماذا إذن من الناحية الإيجابية؟ نقول إنه إذا تنقي القلب. تكون كل أعماله الفاضلة ذات دوافع روحية. ومن أجل الله وحده. وليس من أجل الذات. ہہہ فلا يفعل الإنسان الخير. من أجل أن تكبر ذاته في عينيه. ولا من أجل أن يكبر في أعين الناس. وكلا الأمرين يدخلان في نطاق خطيئة المجد الباطل. ويدفعان المرء إلي خطيئة الرياء. ويصبح هدفه من عمل الخير هو أن ينال مديحاً من الناس. وبهذا يهتم فقط بالمظهر الخارجي. حيث يراه الناس ويمجدونه! وبالاهتمام بالمظاهر الخارجية. لا يصبح الخير الذي يفعله الإنسان خيراً حقيقياً مقصوداً لذاته. إذ قد امتزج بالخيلاء ومحبة الذات ومحبة المجد الباطل. ولا يكون هدفه نقياً.. إذ ليس هدفه حب الخير. ولاطاعة الله. وليس هو صادراً عن نيّة طيبة ولا عن طبيعة نقية. ہہہ وهنا نسأل: هل معني هذا أننا لا نفعل الخير مطلقاً أمام الناس. حتي لا نتعرض إلي مديح منهم. وننال أجرنا علي الأرض لا في السماء؟! كلا. وإنما لا يكن هدفنا من الخير أن ننال مديحاً من الناس. بل نفعل الخير سواء رآنا الناس أم لم يرونا. مدحونا أم لم يمدحونا.. كذلك إن امتنعنا عن عمل الخير خوفاً من المديح. سنفقد رسالتنا كقدوة للناس. وقد نوقعهم في مذمتنا. إذ لا يرون في حياتنا خيراً! ومن جهة المديح. كان الرسل والأبرار في كل جيل يقابلون بمديح من الناس ومازال المديح يلاحقهم حتي بعد موتهم ولم يكن في ذلك خطأ ولا خطيئة. ومن غير المعقول أن يتوقف البار عن عمل الخير تماماً. لكي ينجو من مديح الناس!! ہہہ إذن كيف نوفق بين كل هذا. وبين فضيلة عمل الخير في الخفاء؟ إن هناك أعمالاً كثيرة لابد أن تكون ظاهرة: مثل نجاحنا في أعمالنا. وتفوقنا. وأمانتنا في كل مسئولية تعهد إلينا. كذلك ذهابنا إلي أماكن العبادة. واشتراكنا في الصلوات العامة والأصوام العامة. ومساهمتنا في خدمة الآخرين وإعانتهم. والعضوية الفعالة في كل أعمال البر. أترانا نترك كل هذا خوفاً من أن يظهر برنا أمام الناس فيمدحوه؟! كلا بلا شك. فليست خطيئة أن يعرف الناس ما نفعله من الخير. إنما الخطيئة هي أن يكون الهدف من فعل الخير أن يراه الناس فيمدحوه. فإن كنت تفعل الخير. وقلبك نقي من محبة المظاهر. وليس هدفك أن يراك الناس.. إذن فلا تهتم مطلقاً إن عرف الناس أنك فعلت ذلك. ہہہ في عمل الخير. كن محباً للخير. ولا تكن محباً للمديح. وإن وصل المديح إلي أذنيك. لا تدعه يدخل إلي قلبك. بل اذكر نعمة الله التي ساعدتك علي عمل الخير. ولولاها ما كنت تستطيع أن تعمل شيئاً. وأهم من إخفائك فضائلك عن الناس. حاول أن تخفيها أيضا عن نفسك. وذلك بأن تنسي الخير الذي عملته من فرط تفكيرك في خير أكبر تريد أن تفعله. مصلياً أن يمنحك الرب الفرصة لعمله. والقدرة علي عمله. واشكر الله علي معونته. |
||||
|