منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 20 - 01 - 2021, 11:34 AM   رقم المشاركة : ( 32521 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,296,258

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

دَعْوَة لِلتُوْبَة
==================



وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




مِنْ أرْوَع فُصُول التُوْبَة فِي الكِتَاب المُقَدَّس .. الله كَشَفْ عَنْ فَاعِلِيِة الخَطِيَّة فِي النَّفْس وَكَشَفْ عَمَّا تُحْدِثه فِي النَّفْس مِنْ دَمَار وَفِي الجَسَدْ وَالرُّوح وَكَيْ لاَ يَقَعْ أحَدْ فِي هُوَة اليَأس يَفْتَح الله بَاب الرَّجَاء .. { الآنَ يَقُولُ الرَّبُّ ارْجِعُوا إِلَيَّ بِكُلِّ قُلُوبِكُمْ } .. الله يَقُول تَعَالَ .. هَلْ يُوْجَدْ حَلْ لِهذَا العَدُو الجَبَّار يَا الله ؟ يَقُول الله نَعَمْ إِرْجَعُوا إِلَيَّ بِكُلَّ قُلُوبَكُمْ .. تَعَالَ إِلَيَّ لكِنْ بِكُلَّ قَلْبَك .. كَيْفَ يَا الله ؟ يَقُول { بِالصُّوْمِ وَالْبُكَاءِ وَالنَّوْحِ . وَمَزِّقُوا قُلُوبَكُمْ لاَ ثِيَابَكُمْ } .. أنَا أُرِيد أنْ أرَى صُوْرَة حَقِيقِيَّة لِرِجُوعَك لِيَّ وَلَيْسَ رُجُوع بِرِيَاء .. عِنْدَمَا تِرْجَع إِلَيَّ لاَ تُمَزِق ثِيَابَك بَلْ مَزِق قَلْبَك .. لاَ تُمَزِق ثِيَابَك وَأنْتَ مَمْلُوء غُرُور .
دَعْوَة لِلتُوْبَة .. الله حَنُون عَلَى قَدْر مَا يُظْهِر قَسْوِة العَدُو عِنْدَمَا أتَرَاخَى عَلَى قَدْر مَا يَفْعَل ذلِك لِرِجُوعِي وَتَوْبَتِي .. مِثْل أب لَدَيْهِ إِبْن فِي الدِرَاسَة لكِنَّهُ مُتَرَاخِي وَمُسْتَهْتِر فَيَقُول لَهُ إِنْ حَصَلْت عَلَى دَرَجَات جَيِّدَة الشَّهْر القَادِم سَأُحْضِر لَكَ هِدِيَة .. وَالإِبْن مَازَال مُسْتَهْتِر فَيَقُول لَهُ إِنْ لَمْ تَحْصُل عَلَى دَرَجَات جَيِدَة الشَّهْر القَادِم سَأغْضَب مِنْكَ .. وَالإِبْن لاَ يَسْمَع فَيَقُول لَهُ مَادُمْت لاَ تَسْتَجِيب سَأُخْرِجَك مِنْ الدِرَاسَة مَادُمْت لاَ تُرِيدَهَا وَسَتَذْهَب إِلَى مِيكَانِيكِي تَعْمَل لَدَيْهِ وَتَسْهَر وَ ... هَلْ هذَا الأب يِكْرَه إِبْنه ؟ .. لاَ .. لكِنَّهُ يَرَاه غِير مُنْتَبِه لِمُسْتَقْبَله .. هكَذَا يَفْعَل الله مَعَنَا .. يَقُول سَأجْعَله يَوْم غِيم وَضَبَاب وَسَأُرْعِدَك وَسَتُرْعِبَك الشُّعُوب .. إِنْتَبِه أنْتَ مُسْتَهْتِر لاَ تَعْرِف مَاذَا تَفْعَل .. لَوْ سَلِّمْت نَفْسَك لِلأعْدَاء وَالخَطِيَّة سَتَجِدْ أنَّ الخَطِيَّة لاَ تُشْفِق وَسَتُحَوِلَك إِلَى قَفْر .. إِنْسَان بِلاَ ثَمَرْ مَنْهُوب فَاقِد الرَّجَاء وَفَاقِد الشَّخْصِيَّة .. هذَا حَال مَنْ يَحْيَا فِي الخَطِيَّة سَتَجِده يَائِس مُحْبَط كُلَّ الإِمْكَانِيَات مُتَوَفِرَة لَهُ لكِنَّهُ مَقْسُوْم لِذلِك قَالَ الله إِرْجَعُوا إِلَيَّ بِكُلَّ قُلُوبَكُمْ .. لَمَّا تُرِيد الرُّجُوع لله إِرْجَع لَهُ بِكُلَّ قَلْبَك .
الله أب وَإِنْ كَانَ يُؤَدِب فَإِنَّهُ يَنْتَظِر .. وَإِنْ كَانَ يُؤَدِب فَثِق فَإِنَّهُ يُؤَدِب مِنْ أجْل الرُّجُوع إِلِيه لأِنَّهُ لاَ يَشَاء هَلاَك إِنْسَان .. لَيْتَنَا نَسْتَجِيب لِهذِهِ الدَّعْوَة فِي فِتْرِة الصُوْم .. إِرْجَع لَهُ بِكُلَّ قَلْبَك .. القَلْب هُوَ مَرْكَز الإِنْفِعَالاَت وَالمَشَاعِر وَالحَيَاة .. وَجَرَت العَادَة أنْ تُطْلَق كَلِمَة " القَلْب " فِي الكِتَاب المُقَدَّس أوْ فِي تَعْبِير الأبَاء أنَّهُ يَرْمُز إِلَى الجَوْهَر الرُّوحِي لِلإِنْسَان لِذلِك إِرْجَع لَهُ بِكُلَّ قَلْبَك وَلِتَرَى أيْنَ قَلْبَك .. ضَعْ قَلْبَك أمَامه لِذلِك قَالَ { اجْعَلُوا قَلْبَكُمْ عَلَى طُرُقِكُمْ } ( حج 1 : 5 ) أي إِجْعَل القَلْب يُحَدِد أيْنَ يُرِيد أنْ يَكُون .. الله يُرِيدَك بِكُلَّ قَلْبَك .
فِرْعُون يَقُول لِمُوسَى وَهَارُون صَلِيَا لأِجْلِي عِنْدَ إِلهَكُمَا وَيَعْتَذِر .. نَقُول أنَّهُ تَاب .. لكِنَّهُ يَعُود ثَانِيَةً وَيُعَانِد لأِنَّهُ لَمَّا رَجَعْ لَمْ يَرْجَع بِكُلَّ قَلْبه بَلْ بِمُؤَثِر خَارِجِي .. لِذلِك إِنتْبِه أنْ تَعُود لَهُ بِكُلَّ قَلْبَك .. لِذلِك مِنْ عَلاَمَات الرُّجُوع لله بِكُلّ القَلْب أنَّ الجَسَدْ يَشْتَرِك مَعَ القَلْب .. الجَسَدْ وَالمَشَاعِر الإِثْنَان يُقَدَمَان لله .. الجَسَدْ يُقَدِم صُوْم وَالمَشَاعِر تُقَدِم بُكَاء .. بُكَاء لِدَرَجِة النَّوح لِذلِك يَقُول إِرْجَعُوا إِلَيَّ بِكُلَّ قُلُوبَكُمْ بِالصُوْم وَالبُكَاء وَالنَّوْح مَزِّقُوا قُلُوبَكُمْ لاَ ثِيَابَكُمْ .. { ارْجِعُوا إِلَى الرَّبِّ إِلهِكُمْ لأِنَّهُ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ بَطِئُ الْغَضَبِ وَكَثِيرُ الرَّأفَةِ وَيَنْدَمُ عَلَى الشَّرِّ } .. لَدَيْهِ الإِسْتِعْدَاد أنْ يَنْسَى كُلَّ مَا فَات لأِنَّهُ كَثِير الرَّأفَة وَالرَّحْمَة رَأفَتَهُ كَثِيرَة وَغَضَبه قَلِيل .. غَضَبه بَطِئ هذِهِ ثِقَتْنَا فِي إِلهْنَا .
لكِنْ مَا الَّذِي يَجْعَل غَضَبه يَظْهَر وَإِنْ كَانَ بَطِئ ؟ هَلْ هُوَ غَضَبه أم خَطَايَانَا ؟ بِالطَبْع خَطَايَانَا لِذلِك يَقُول أُرِيدَك أنْ تَرْجِع إِلَيَّ .. التُوْبَة تَهِز الأحْشَاء الدَّاخِلِيَّة لله .. يَقُول الشِيخ الرُّوحَانِي { مَنْ ذَا الَّذِي يُبْغِضَكِ أيَّتُهَا التَوْبَة إِلاَّ العَدُو لأِنَّكِ إِقْتَنَيْتِ كُلَّ مُقْتَنَاه } .. العَدُو فَقَطْ هُوَ الَّذِي يُبْغِض التُوْبَة لأِنَّهَا تَأخُذْ مِنْهُ النِفُوس الَّتِي سَلَبَهَا بِالخَطِيَّة .. التُوْبَة تُعِيدَهَا مَرَّة أُخْرَى لِذلِك العَدُو يِكْرَه التُوْبَة بِشِدَّة .. وَلِذلِك يُكَلِمَك عَنْ دَعْوَة لِلتُوْبَة وَالله نَاظِر إِلَى هذِهِ التَنَهُدَات وَالدِمُوع وَالنَّوْح .. الله يُرَاقِب هذِهِ القُلُوب لِذلِك جَيِّد أنْ يَقُول لَكَ الله إِرْجَع لِي وَجَيِّد أنَّهُ يَنْدَم عَلَى الشَّر لَعَلَّهُ يَرْجَع .. { لَعَلَّهُ يَرْجِعُ وَيَنْدَمُ } لَعَلَّهُ .. لأِنَّنَا نَتَرَجَّى مَرَاحِم الله .. نَحْنُ فِي الحَقِيقَة نَسْتَحِق العُقُوبَة .
فِي سِفْر بَارُوك يَقُول { نَحْنُ خَطَئْنَا وَنَافَقْنَا وَأثَمْنَا أيُّهَا الرَّبُّ إِلهْنَا } ( با 2 : 12) .. نَحْنُ نَسْتَحِق مَا يَحْدُث لَنَا مِنْ تَأدِيبَات لِذلِك يَقُول { أَنَّهُ مِنْ إِحْسَانَاتِ الرَّبِّ أَنَّنَا لَمْ نَفْنَ } ( مرا 3 : 22 ) إِحْسَانَات الله .. لِذلِك نَقُول لَعَلَّهُ يَرْجَع أي مِنْ حَقِّهِ أنْ يَغْضَب مِنْ كَثْرِة خَطَايَانَا وَمِنْ حَقِّهِ أنْ يَرْجَع .. أحَدْ الأبَاء كَانَ يَنْصَح أوْلاَده عِنْدَمَا يَطْلُبُون رَحْمِة الله أنْ يَطْلُبُوهَا وَهُمْ يَتَرَجُونَهَا وَلَيْسَ عَنْ إِسْتِحْقَاق فَكَانَ يَقُول لَهُمْ هكَذَا قُولُوا { إِرْفَع يَارَبَّ غَضَبَك عَنَّا } .. مِنْ جِهَة إِسْتِحْقَاقَاتَنَا نَحْنُ نَفْنَ وَمِنْ جِهَة رَأفَاتَك أنْتَ تَغْفِر .. { إِفْتَح لَنَا يَارَبَّ ذلِك البَاب الَّذِي أغْلَقْنَاه عَلَى أنْفُسَنَا بِإِرَادَتْنَا إِنْ فَتَحَ فَهذَا حَقٌ وَإِنْ لَمْ يَفْتَح فَهذَا حَقٌ .. إِنْ فَتَحَ فَمِنْ جَزِيل رَأفَاته وَإِنْ لَمْ يَفْتَح فَمُبَارَك ذَاكَ الَّذِي أغْلَق عَلَيْنَا بِعَدْل } .
إِفْحَص كُلَّ الخَطَايَا سَتَجِدْ أنَّهَا كُلَّهَا بِإِرَادَتَك وَسَتَقُول أنَّهُ سَبَق الخَطِيَّة مَشَاعِر وَأفْكَار وَتَهَاوُن .. حَتَّى وَإِنْ لَمْ تَفْتَح فَمُبَارَك أنْتَ يَا الله .. نَحْنُ نَقِف أمَام الله نَطْلُب الرَّحْمَة لاَ لأِنَّنَا نَسْتَحِقَهَا بَلْ قِف أمَامه وَأنْتَ تَعْلَم أنَّكَ مُجْرِم مُتَلَبِس وَأمَام القَانُون جَرِيمَتَك تَسْتَحِق حُكْم مُعَيَّن وَأنْتَ تَطْلُب الرَّحْمَة فَهَلْ تَطْلُبْهَا بِحَقٌ أم بِتَوَسُل ؟ بِتَوَسُل وَالله يُعْطِي مَنْ يَطْلُبَهَا بِتَوَسُل .. { أَفَلاَ يُنْصِفُ اللهُ مُخْتَارِيهِ الصَّارِخِينَ إِلَيْهِ نَهَاراً وَلَيْلاً وَهُوَ مُتَمَهِّلٌ عَلَيْهِمْ } ( لو 18 : 7 ) .
لِذلِك يَقُول { اِضْرِبُوا بِالْبُوقِ فِي صِهْيَوْنَ قَدِّسُوا صَوْماً نَادُوا بِاعْتِكَافٍ } .. خُذُوا الأمر بِجِدِيَّة إِنْ كَانَ العَدُو يُمْكِنْ أنْ يَذِلَكُمْ إِلَى هذِهِ الدَرَجَة وَيُحَارِبَكُمْ بِإِنْتِظَام وَيَأخُذْ ثَمَرَكُمْ .. إِنْ كَانَ العَدُو مُتَجَبِر عَلَيْكُمْ وَقَاسِي جِدَّاً .. إِنْ كَانَ العَدُو مُتَسَلِط وَجَبَّار إِلَى هذِهِ الدَرَجَة فَأمَام كُلَّ هذَا الجَبَرُوت قَدِّسُوا صَوْماً نَادُوا بِإِعْتِكَاف .. { اِجْمَعُوا الشَّعْبَ قَدِّسُوا الْجَمَاعَةَ احْشُدُوا الشُّيُوخَ اجْمَعُوا الأطْفَالَ وَرَاضِعِي الثُّدِيِّ } .. مَاذَا يَفْعَل رَاضِعِي الثَّدِيِّ ؟ كُلَّ هؤُلاَء يُمَثِلُون وِحْدَة وَاحِدَة هُمْ كُلُّهُمْ جَسَدْ الله وَأعْضَاءه .. كَنِيسَتَهُ .. إِجْمَعُوا الكُلَّ { لِيَخْرُجِ الْعَرِيسُ مِنْ مُِخْدَعِهِ وَالْعَرُوسُ مِنْ حَجَلَتِهَا } .. إِنْسَان يَقُول أنَا عَرِيس وَأُرِيد بَعْض الوَقْت مَعَ زَوْجَتِي .. نَقُول لَهُ هذَا وَقْت بُكَاء وَتُوْبَة وَتَنَهُّد .. إِجْمَعُوا الكُلَّ حَالِة حَرْب كَمَا يُحَارِبْنَا العَدُو بِنِظَام وَدِقَّة وَقَسْوَة هكَذَا لاَبُد أنْ نَسْتَعِد لَهُ لِذلِك يَقُول إِجْمَعُوا كُلَّ الشَّعْب .
مَا أجْمَل الكِنِيسَة الَّتِي يَرَى فِيهَا الله كُلَّ أعْضَاءهَا يَتَألَمُون وَقَلْبَهَا كُلَّه مَرْفُوع كُلَّ أعْضَاءهَا يَتَنَهَدُون وَيَصْرُخُون .. مَا أجْمَل الكِنِيسَة الَّتِي يَرَى الله كُلَّ أعْضَاءهَا يَصُومُون بِإِنْسِحَاق حَتَّى رَاضِعِي الثَّدِيِّ .. فَهَلْ هؤُلاَء أيْضاً يَهِمُوك يَا الله ؟ رَأيْنَا فِي أهل نِينَوَى أنَّهُمْ جَعَلُوا البَهَائِم تَصُوم مَعَهُمْ لأِنَّهُمْ أرَادُوا أنْ يَرَى الله فِيهُمْ نِفُوس مُنْسَحِقَة تَمَاماً .. لِذلِك يَقُول { لِيَبْكِ الْكَهَنَةُ خُدَّامُ الرَّبِّ بَيْنَ الرُِّوَاقِ وَالْمَذْبَحِ وَيَقُولُوا اشْفِقْ يَارَبُّ عَلَى شَعْبِكَ وَلاَ تُسَلِّمْ مِيرَاثَكَ لِلْعَارِ } .. طِلْبَة جَمِيلَة نَطْلُبَهَا .. نَحْنُ يَارَبَّ شَعْبَك وَمِيرَاثَك .. نَحْنُ حَقَّك .. نَحْنُ لَكَ يَارَبَّ .. جَيِّد أنْ نَطْلُب التُوْبَة بِهذِهِ الرُّوح .
الله يَطْلُب كُلَّ طَاقَات وَمَوَاهِب الإِنْسَان .. يُرِيد كُلَّ الإِنْسَان لِذلِك يَقُول { فَيَغَارُ الرَّبُّ لأِرْضِهِ وَيَرِقُّ لِشَعْبِهِ وَيُجِيبُ الرَّبُّ وَيَقُولُ لِشَعْبِهِ هأَنَذَا مُرْسِلٌ لَكُمْ قَمْحاً وَمِسْطَاراً وَزَيْتاً لِتَشْبَعُوا مِنْهَا وَلاَ أَجْعَلُكُمْ أَيْضاً عَاراً بَيْنَ الأُمَمِ } .. عِنْدَمَا يَجِدَنِي أُقَدِّم لَهُ تُوْبَة بِإِنْسِحَاق وَتَذَلُّل يَرُد لِي الخِير الَّذِي أعْطَانِي إِيَّاه .. لِتَرَى غِيرِة الله عَلَى أرْضِهِ .. يُقَدِّم لَكَ شَبَعْ الَّذِي هُوَ القَمْح .. وَالمِسْطَار هُوَ عَصِير الكَرْم رَمْز لِلفَرَح الرُّوحِي .. القَمْح هُوَ الطَّعَام رَمْز لِلغِذَاء الرُّوحِي .. الزِيت يَرْمُز لِعَطَايَا الرُّوح القُدُس .. الله يَقُول وَلاَ أجْعَلَكُمْ عَاراً بَيْنَ الأُمَم لأِنَّهُ يُعْطِيك عَطَايَا جَزِيلَة .. يُعْطِيك دَالَّة وَفَرْحَة .
{ وَالشِّمَالِيُّ أُبْعِدُهُ عَنْكُمْ وَأَطْرُدُهُ إِلَى أَرْضٍ نَاشِفَةٍ وَمُقْفِرَةٍ } .. الله يَقُول أنَا سَلَّطْت الشِّمَالِيُّ عَلَيْكُمْ وَجَعَلْتَهُ يُحَارِبَكُمْ لِذلِك أنَا الَّذِي أقْدِر أنْ أطْرُدَهُ .. فَيَقُول { لاَ تَخَافِي أَيَّتُهَا الأرْضُ ابْتَهِجِي وَافْرَحِي لأِنَّ الرَّبَّ يُعَظِّمُ عَمَلَهُ . لاَ تَخَافِي يَا بَهَائِمَ الصَّحْرَاءِ فَإِنَّ مَرَاعِي الْبَرِّيَّةِ تَنْبُتُ لأِنَّ الأشْجَارَ تَحْمِلُ ثَمَرَهَا التِّينَةُ وَالْكَرْمَةُ تُعْطِيَانِ قُوَّتَهُمَا } .. الله يُقَدِّس كُلَّ طَاقَات الإِنْسَان عَنْ طَرِيقٌ مَوَاهِب الرُّوح القُدُس الَّتِي يُعْطِيهَا لَهُ وَيَرُد البَهْجَة وَيُؤَدِب الأعْدَاء وَيَقُول لَهُمْ لاَ تَتَخَيَلُوا أنَّكُمْ أقْوِيَاء .. لاَ .. أنَا مَنْ سَمَحْت لَكُمْ بِهذِهِ القُّوَة .. أنَا إِسْتَخْدِمْتُكُمْ عَصَا تَأدِيب لِشَعْبِي .
{ يَا بَنِي صِهْيَوْنَ ابْتَهِجُوا وَافْرَحُوا بِالرَّبِّ إِلهِكُمْ لأِنَّهُ يُعْطِيكُمْ الْمَطَرَ الْمُبَكِّرَ عَلَى حَقِّهِ وَيُنْزِلُ عَلَيْكُمْ مَطَراً مُبَكِّراً وَمُتَأَخِّراً فِي أَوَّلِ الْوَقْتِ } .. إِرْتَبَطَ دَائِماً المَطَر بِعَمَل الرُّوح القُدُس .. دَائِماً يُرْمَز لِعَمَل الرُّوح القُدُس بِالمِيَاه بِكُلَّ أنْوَاعْهَا وَمِنْ أجْمَل أنْوَاع المِيَاه مِيَاه المَطَر لأِنَّ مَصْدَرْهَا السَّمَاء مُبَاشَرَةً .. المَطَر الَّذِي يَأتِي مِنْ السَّمَاء مُبَاشَرَةً هُوَ رَمْز لِفِيض عَطَايَا الرُّوح القُدُس المِيَاه المُقَدَّسَة لِذلِك يَتَكَلَّم عَنْ نُوعِين مِنْ المَطَر مَطَر مُتَقَدِم وَمَطَر مُتَأخِّر .. المَطَر المُتَقَدِّم هُوَ إِنْسِكَاب رُوح الله عَلَى الإِنْسَان طُول الفِتْرَة الَّتِي عَرَفَ الله فِيهَا .. المَطَر المُتَأخِّر فَهُوَ عَطِيِة الرُّوح القُدُس الَّتِي أعْطَاهَا الله لِكَنِيسَتَهُ يَوْم الخَمْسِين .. إِذاً الله أعْطَى البَشَرِيَّة مَطَر مُتَقَدِم مُنْذُ أنْ خَلَقَ الخَلِيقَة .. وَكَانَ { رُوحُ اللهِ يَرِفُّ عَلَى وَجْهِ الْمِيَاهِ } ( تك 1 : 2 ) .. وَالمَطَر المُتَأخِّر فِي يُوْم الخَمْسِين لِذلِك الأبَاء القِدِّيسُون يَقُولُون أنَّ لِكُلَّ إِنْسَان مَطَر مُتَقَدِم وَمَطَر مُتَأخِّر .
أنَا يَوْمِياً عِنْدِي مَطَر مُتَقَدِم وَمَطَر مُتَأخِّر .. وَلِنَنْتَبِه أنَّهُ أحْيَاناً يَكُون بَيْنَ المَطَر المُتَقَدِّم وَالمُتَأخِّر فِتْرِة جَفَاف فَلاَ تَحْزَن إِنْ مَرِّت فِي حَيَاتَك فَتَرَات فُتُور رُوحِي لأِنَّكَ بِذلِك تَكُون بَيْنَ المَطَر المُتَقَدِّم وَالمُتَأخِّر .. عِنْدَمَا تَجِد أنَّ المَطَر تَأخَّر مَاذَا تَفْعَل ؟ أُطْلُب المَطَر لأِنَّهُ مَتَى يَأتِي ؟ لَيْسَ لَكَ يَدْ فِي ذلِك مَا عَلِيك هُوَ أنْ تَزْرَع الزَّرْع وَتَحْرُث الأرْض وَتَضَعْ البِذْرَة وَتَرْعَاهَا أمَّا مَتَى يَأتِي المَطَر فَهذَا عَمَل نِعْمَة الله يَأتِي عَلَيْكَ المَطَر المُتَقَدِّم وَالمُتَأخِّر .. النِفُوس الَّتِي تَضْجَر مِنْ الفِتْرَة مَا بَيْنَ المَطَر المُتَقَدِّم وَالمَطَر المُتَأخِّر تُعْلِنْ عَنْ عَدَم إِسْتِحْقَاقْهَا .. وَالنِفُوس الَّتِي تَتَرَاجَعْ تُعْلِنْ ضَعْف إِيمَانْهَا .. أمَّا النِفُوس الَّتِي تَثْبُت فَهيَ تُعْلِنْ إِيمَانْهَا .
لِذلِك يَقُول { فَتُمْلأُ الْبَيَادِرُ حِنْطَةً وَتَفِيضُ حِيَاضُ الْمَعَاصِرِ خَمْراً وَزَيْتاً } .. مَتَى أتَمَتَّع بِهذَا الشَّبَع ؟ هذَا غِنَى كُلَّ البُيُوت وَالبَيَادِر تُمْلأ حِنْطَة .. كُلَّ المَخَازِن تُمْلأ حِنْطَة .. غِنَى .. إِنْسَان الله الَّذِي يَحْيَا فِي فَرَح بِالله تَجِدْ دَاخِلُه كُنُوز وَمَخَازِن .. { سَوَاقِي اللهِ مَلآنَةٌ مَاءً } ( مز 65 : 9 ) .. عِنْدَمَا يَأتِي مَوْقِف يَمْتَحِنْ هذَا الشَّخْص تَجِدْ بَيْدَرَهُ مَمْلُوء حِنْطَة .. { تَفِيضُ حِيَاضُ الْمَعَاصِرِ خَمْراً وَزَيْتاً وَأُعَوِّضُ لَكُمْ عَنِ السِّنِينَ الَّتِي أَكَلَهَا الْجَرَادُ } .. فَتَرَات الحُرُوب الرُّوحِيَّة وَالقَفْر الَّذِي سَبَّبَهُ عَدُو الخِير يُعَوِضْنِي عَنْهَا الله .. أنَا مَا عَلَيَّ إِلاَّ إِنِّي لاَ أمِيل بِقَلْبِي لِلخَطَايَا وَلَيْسَ عَدَم عَمَل الخَطِيَّة فَقَطْ بَلْ لاَ أمِيل بِقَلْبِي لِلخَطَايَا .. أجَاهِد ضِدْ الخَطِيَّة وَالله يُعَوِضَنِي عَنْ السِنِين الَّتِي أكَلَهَا الجَرَاد .. لَكَ وَعْد مِنْ الله إِنْ ثَبَتْ فِي الحَرْب وَلَوْ ظَلَلْت سِنِين أكَلَهَا الجَرَاد فَالله قَادِر أنْ يُعَوِضَك عَنْهَا وَسَتَجِد فِيض أنْهَار .. { فَتَأْكُلُونَ أَكْلاً وَتَشْبَعُونَ وَتُسَبِّحُونَ اسْمَ الرَّبِّ إِلهِكُمُ الَّذِي صَنعَ مَعَْكُمْ عَجَباً وَلاَ يَخْزَى شَعْبِي إِلَى الأبَدِ } .. مُنْذُ قَلِيل كَانَتْ الشُّعُوب تَهِيجُ عَلَيْنَا وَتَتَحَوَّل حَيَاتْنَا إِلَى ظُلْمَة لأِنَّنَا أخْطَأنَا لله .. لاَ .. إِنْتَبِه أنَا الرَّبَّ إِلهْكُمْ .. جَيِّد هُوَ الإِنْسَان الَّذِي يَتَمَسَّك بِالرَّبَّ إِلهَهُ .. جَيِّد مَنْ يَثِق أنَّ الله وَاهِب النُصْرَة .
{ وَيَكُونُ بَعْدَ ذلِكَ أَنِّي أَسْكُبُ رُوحِي عَلَى كُلِّ بَشَرٍ فَيَتَنَبَّأُ بَنُوكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَيَحْلَمُ شُيُوخُكُمْ أَحْلاَماً وَيَرَى شَبَابُكُمْ رُؤًى } .. هذِهِ هِيَ عَطِيِة الرُّوح القُدُس العَطِيَّة العُظْمَى مِنْ الله لِلبَشَرِيَّة .. مُكَافَأة الله لِلبَشَرِيَّة الوَعْد بِهَا جَاءَ فِي يُوئِيل 2 .. هَلْ يَا الله تُرِيد أنْ تُشَوِقْنَا لِلرُّوح القُدُس مِنْ قَبْل أنْ يَأتِي بـ 500 سَنَة ؟ يَقُول نَعَمْ أنَا أُرِيد أُرِيك عَطِيِة الرُّوح القُدُس الَّذِي يُسَمَّى رُوح النُّبُوَة .
هذَا الأصْحَاح بَدأ بِالعُقُوبَة وَانْتَهَى بِمُكَافَأَت وَعَطَايَا وَغِنَى وَعَطِيِة الرُّوح القُدُس رُوح الله .. النَّفْس الأمِينَة لله عَلَى مِيعَاد مَعَ الرُّوح القُدُس فَتَمْسِك بِالله وَلاَ تَتْرُكَهُ دُونَ أنْ تَأخُذْ الهِدِيَّة وَيَتَحَقَّق فِيك الوَعْد .. قُلْ لَهُ أنْتَ يَارَبَّ قُلْتَ إِنِّي أسْكُب رُوحِي عَلَى كُلَّ البَشَر .. خُذْ الرُّوح القُدُس دَاخِلَك كَمَارِد قَوِي مُتَسَلِط جَبَّار يُعْطِيك قُوَّة وَرَجَاء لِذلِك يَقُول " بَنُوكُمْ وَبَنَاتُكُمْ " يَكُونُونَ أصْحَاب بُنُّوَة .. يَارَبَّ ألَيْسَ أوْلاَدْنَا كَانُوا مُنْذُ قَلِيل أشْرَار تَحْت سُلْطَان العَدُو ؟!! يُجِيب نَعَمْ وَلكِنِّي سَأُحَوِلَهُمْ إِلَى أنْبِيَاء .. أيْضاً شُيُوخَكُمْ سَيَحْلَمُون وَيَرَوْنَ رُؤى .
حَتَّى الَّذِينَ تَحْتَقِرُونَهُمْ وَهُمْ العَبِيد .. { وَعَلَى الْعَبِيدِ أَيْضاً وَعَلَى الإِمَاءِ أَسْكُبُ رُوحِي فِي تِلْكَ الأيَّامِ وَأُعْطِي عَجَائِبَ فِي السَّمَاءِ وَالأرْضِ دَماً وَنَاراً وَاعْمِدَةَ دُخَانٍ } .. سَأُحَوِل المَسْكُونَة كُلَّهَا إِلَى مَسْكُونَة خَاضِعَة لِي تَعْبُدَنِي بِحُب .. عَطِيَّة مَصْحُوبَة بِعَجَائِب وَكَأنَّ غَايِة العَطِيَّة أنْ يُعْلِنْ أنَّ هذِهِ كَنِيسَتَهُ وَهذَا شَعْبه .. { وَتَتَحَوَّلُ الشَّمْسُ إِلَى ظُلْمَةٍ وَالْقَمَرُ إِلَى دَمٍ قَبْلَ أَنْ يَجِئَ يَوْمُ الرَّبِّ الْعَظِيمُ الْمَخُوفُ . وَيَكُونُ أَنَّ كُلَّ مَنْ يَدْعُو بِاسْمِ الرَّبِّ يَنْجُو } .. عِنْدَمَا تَأتِي عَطِيِة الرُّوح القُدُس سَيُهَيِئ كَنِيسَتَهُ لِمَجِئ الرَّبَّ لِذلِك يَتَكَلَّم عَنْ الشَّمْس الَّتِي تَتَحَوَّل إِلَى ظُلْمَة .. هذَا هُوَ المَجِئ الثَّانِي .. أجْمَل إِسْتِعْدَاد لِمَجِئ الرَّبَّ هُوَ عَطِيِة الرُّوح القُدُس لِذلِك يُكَلِمَك عَنْ الشَّمْس الَّتِي تَتَحَوَل إِلَى ظُلْمَة أي زَوَال العَالَم وَانْتِهَاءه لِذلِك الكِنِيسَة تِجَهِز نَفْسَهَا مِنْ الآن لَهُ وَعِنْدَمَا يَنْطَفِئ نُور العَالَم يَظِل كُلَّ شِئ إِلهِي وَتَتَجِه قُلُوْبْنَا لله .
{ لأِنَّهُ فِي جَبَلِ صِهْيَوْنَ وَفِي أُورُشَلِيمَ تَكُونُ نَجَاةٌ } .. مَعْرُوف أنَّ جَبَلْ صِهْيَوْن هُوَ كَنِيسَة العَهْد الجَدِيد .. هَلْ تُرِيد أنْ تَنْجُو ؟ كُنْ فِي جَبَل صِهْيَوْن كُنْ فِي الكَنِيسَة .. الكَنِيسَة هِيَ المُؤتَمَنَة عَلَى يَنَابِيع الرُّوح وَمَخَازِن الرُّوح .. خُذْ الرُّوح مِنْ الإِعْتِرَاف وَالتَنَاوُل .. خُذْ الرُّوح مِنْ فَمْ الرُّوح القُدُس المَوْجُود الَّذِي تَنَال الحِل بِهِ .. { وَمِنْ فَمْ الكَنِيسَة الوَاحِدَة الوَحِيدَة المُقَدَّسَة } ( مِنْ تَحْلِيل الخُدَّام ) .. يَكُونُ فِي جَبَلْ صِهْيُون نَجَاة .. { كَمَا قَالَ الرَّبُّ . وَبَيْنَ الْبَاقِينَ مَنْ يَدْعُوهُ الرَّبُّ } .. يُوْجَدْ بَقِيَّة لله مِنْ خَارِج صِهْيَوْن سَيَكُون لَهُمْ نَجَاة أيْضاً .. الإِنْسَان الَّذِي يَتَحِد بِالله إِتِحَاد تُوْبَة وَيَرْجِع لله بِكُلَّ قَلْبِهِ يَسْتَحِق عَطِيِة الرُّوح القُدُس وَيَسْتَحِق النَجَاة مِنْ هُنَا الله يُرِيد أنْ يَفْتَح ذِرَاعَيْهِ لِلكُلَّ لأِنَّهُ رَبَّ غَنِي لِلكُلَّ غَنِي لِمَنْ يَدْعوه .. لأِنَّ كُلَّ مَنْ يَدْعُو بِإِسْم الرَّبَّ يَنْجُو .
جَيِّدْ أنْ تَتَمَسَّك بِمَوَاعِيد الله .. جَيِّدْ أنْ تَتَأمَّل خَطَايَاك وَإِلَى أيْنَ تَذْهَب بِك .. أحْيَاناً يَسْتَخِف الإِنْسَان بِكَلاَم الله وَيَتَعَالَى عَلَى كَلاَمه .. الله يَقُول لَكَ إِنْتَبِه أنَا فِي البِدَايَة أتَكَلَّم مَعَك بِالبُوْق وَإِنْ لَمْ تَأتِي بِذلِك فَأنَا قَادِر أنْ أُخِيفَك وَأُرِيعَك وَأُرْهِبَك وَعِنْدَمَا تَدْخُلَك الرِعْدَة يَقُول لَكَ لاَ تَخِف فَأنَا أبُوك فَتَقُول لَهُ لَكِنِّي يَارَبَّ مَازِلْت مُرْتَعِد فَيُجِيبَك " تَعَالَ إِلَيَّ بِكُلَّ قَلْبَك " .. وَعِنْدَمَا أعُود لَهُ بِكُلَّ قَلْبِي يَقُول لِي أنَا أضْمَنْ لَك أنْ لاَ تَعُود كُلَّ هذِهِ التَّهْدِيدَات تَأتِيك وَأضْمَنْ لَك أنْ تَكُون قُوَّة وَسَطْ أعْدَاءَك وَضَمَان القُوَّة إِنِّي أُعْطِيك رُوحِي وَأسْكُبه عَلِيك وَرُوحِي هذَا يُهَيِّئَك لِليُوْم العَظِيم وَهُوَ الَّذِي يَضْمَنْ لَكَ أنْ تَنْجُو فِي يُوْم الدَيْنُونَة .
الله يُعْطِينَا رُوح تُوْبَة وَيِقْبَل صُوْمنَا وَصَلاَتْنَا وَيُكَمِّل نَقَائِصْنَا
وَيِسْنِد كُلَّ ضَعْف فِينَا بِنِعْمِته
لَهُ الْمَجْد دَائِماً أبَدِيّاً آمِين
 
قديم 20 - 01 - 2021, 11:35 AM   رقم المشاركة : ( 32522 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,296,258

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

يوئيل النبي

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


كلمة الرب التي كانت إلى يوئيل بن فتوئيل.

إسمعوا هذا أيها الشيوخ وأصغوا يا جميع سكان الأرض: هل حدث هذا في أيامكم أو في أيام آبائكم؟

أخبروا به أبناءكم وليخبر أبناؤكم أبناءهم وأبناؤهم الجيل الآتي.

فضلة القارض أكلها الجراد وفضلة الجراد أكلها اللاحس وفضلة اللاحس أكلها القاضم.

إستيقظوا أيها السكارى وآبكوا وولولوا يا جميع شراب الخمر على العصير فإنه آنقطع عن أفواهكم.

لأن أمة صعدت على أرضي هي مقتدرة ولا عدد لها أسنانها أسنان الأسد ولها أنياب اللبؤة

فحولت كرمتي إلى خراب وتينتي إلى حطام قشرتها ونبذتها فآبيضت أغصانها.

. نوحي كعذراء متحزمة بالمسح. على زوج صباها.

قد آنقطعت التقدمة والسكيب عن بيت الرب وآنتحب الكهنة خدام الرب.

خربت الحقول وآنتحبت الأرض لأن القمح خرب والنبيذ جف والزيت نضب.

إخجلوا أيها الحراثون وولولوا أيها الكرامون على الحنطة والشعير لأن حصاد الحقل قد تلف.

الكرمة جفت والتينة ذبلت والرمان وحتى النخيل والتفاح وجميع أشجار الحقول يبست فذوى السرور عن بني البشر.

تحزموا ونوحوا أيها الكهنة ولولوا يا خدام المذبح تعالوا فبيتوا بالمسوح يا خدام إلهي لأنه قد آمتنع عن بيت إلهكم التقدمة والسكيب.

أوصوا بصوم مقدس ونادوا بآحتفال إجمعوا الشيوخ وجميع سكان الأرض إلى بيت الرب إلهكم وآصرخوا إلى الرب.

يا لليوم! فإن يوم الرب قريب فيأتي كالدمار من عند القدير.

ألم ينقطع الطعام أمام عيوننا والفرح والآبتهاج من بيت إلهنا؟

قد يبست الحبوب تحت أطيانها وخربت المخازن وآنهدمت الأهراء لأن القمح قد ذوى

كم أنت البهيمة وهامت قطعان البقر اذ ليس لهن مرعى وحتى قطعان الغنم هلكت.

إليك يا رب أصرخ لأن النار آلتهمت مروج البرية واللهيب أحرق جميع أشجار الحقول.

وبهائم الحقول أيضا تشتاق إليك لأن مجاري المياه قد جفت والنار آلتهمت مروج البرية.

أنفخوا في البوق في صهيون وآهتفوا في جبل قدسي وليرتعد جميع سكان الأرض فإن يوم الرب آت وهو قريب

يوم ظلمة وديجور يوم غيوم وغمام مظلم. كما ينتشر الفجر على الجبال شعب كثير مقتدر لم يكن له شبيه منذ الأزل ولن يكون له من بعد الى سني جيل وجيل.

قدامه النار تأكل وخلفه اللهيب يحرق قدامه الأرض كجنة عدن وخلفه قفر خراب ولاينجو منه شيء.

كمنظر الخيل منظره ومثل الفرسان يسرعون.

كصوت المركبات على رؤوس الجبال يقفزون كصوت لهيب النار الآكلة القش وكشعب مقتدر مصطف للقتال.

من وجهه يرتعد الشعوب وجميع الوجوه قد شحبت.

كالأبطال يسرعون وكرجال الحرب يتسلقون السور وكل منهم يسير في طريقه ولا يحيد عن سبله

ولا يزاحم أحد أخاه بل يسيرون كل واحد في طريقه ومن خلال السهام يهجمون ولا يتبددون.

يثبون إلى المدينة ويسرعون إلى السور ويصعدون إلى البيوت ويدخلون من النوافذ كالسارق.

من وجهه آرتعدت الأرض ورجفت السموات وأظلمت الشمس والقمر وسحبت الكواكب ضياءها

وجهر الرب بصوته أمام جيشه لأن عسكره كثير جدا مقتدر ينفذ كلمته لأنه عظيم يوم الرب وهائل جدا فمن الذي يطيقه؟

فالآن، يقول الرب: (( إرجعوا إلي بكل قلوبكم وبالصوم والبكاء والآنتحاب )).

مزقوا قلوبكم لا ثيابكم وآرجعوا إلى الرب إلهكم فإنه حنون رحيم طويل الأناة كثير الرحمة ونادم على الشر.

لعله يرجع ويندم ويبقي وراءه بركة وتقدمة وسكيبا للرب إلهكم

أنفخوا في البوق في صهيون وأوصوا بصوم مقدس ونادوا بآحتفال.

إجمعوا الشعب وقدسوا الجماعة وآجمعوا الشيوخ وآجمعوا الأطفال وراضعي الأثداء وليخرج العريس من مخدعه والعروس من خدرها.

بين الرواق والمذبح ليبك الكهنة خدام الرب وليقولوا: (( أشفق يارب على شعبك ولا تجعل ميراثك عارا فتسخر منهم الأمم لماذا يقال في الشعوب: أين إلههم )).

لقد غار الرب على أرضه وأشفق على شعبه.

وأجاب الرب وقال لشعبه: (( هاءنذا مرسل إليكم القمح والنبيذ والزيت فتشبعون منها ولا أجعلكم بعد اليوم عارا في الأمم

بل أبعد الشمالي عنكم وأدحره إلى أرض قاحلة مقفرة ومقدمته إلى بحر الشرق ومؤخرته إلى بحر الغرب فيصعد نتنه ورائحته الخبيثة ( لأنه قد تعاظم في عمله ).

لا تخافي أيتها الأرض بل آفرحي وآبتهجي فإن الرب قد تعاظم في عمله.

لا تخافي يا بهائم الحقول فإن مراعي البرية قد آخضرت والشجر حمل ثمره والتينة والكرمة أعطيتا ثروتهما

يا بني صهيون آفرحوا وآبتهجوا بالرب إلهكم لأنه أعطاكم مطر الخربف لأجل البر وأنزل لكم المطر مطر الخريف ومطر الربيع كما في الشهر الأول.

فستمتلئ البيادر قمحا وتفيض المعاصر نبيذا وزيتا

وأعوضكم السنين الني آلتهمها الجراد واللاحس والقاضم والقارض جيشي العظيم الذي أرسلته عليكم

فتأكلون أكلا وتشبعون وتسبحون آسم الرب إلهكم الذي صنع العجائب لكم ( ولا يخزى شعبي للأبد ).

فتعلمون أني في وسط إسرائيل وأني أنا الرب إلهكم وليس هناك غيري ولا يخزى شعبي للأبد.

وسيكون بعد هذه أني أفيض روحى على كل بشر فيتنبأ بنوكم وبناتكم ويحلم شيوخكم أحلاما ويرى شبانكم رؤى

وعلى العبيد والإماء أيضا أفيض روحي في تلك الأيام

وأجعل الآيات في السماء وعلى الأرض دما ونارا وأعمدة دخان

فتنقلب الشمس ظلاما والقمر دما قبل أن يأتي يوم الرب العظيم الرهيب.

ويكون أن كل من يدعو بآسم الرب يخلص لأنه في جبل صهيون وفي أورشليم يكون ناجون، كما قال الرب، وفي الباقين أحياء من يدعوهم الرب.

فها أنا في تلك الأيام وفي ذلك الزمان حين أرد أسرى يهوذا وأورشليم

أجمع جميع الأمم وأنزلهم إلى وادي يوشافاط وأحاكمهم هناك في شأن شعبي وميراثي إسرائيل الذي شتتوه بين الأمم وآقتسموا أرضي

وألقوا القرعة على شعبي وآستبدلوا بالصبي الزانية وباعوا الصبية بالخمر وشربوا

فما أنتم لي يا صور وصيدون ويا جميع مناطق فلسطين؟ أمني تنتقمون؟ ولكن إن آنتقمتم مني فسرعان ما أرد آنتقامكم على رؤوسكم.

وبما أنكم أخذتم فضتي وذهبي وأدخلتم ثمين نفائسي إلى هياكلكم

وبعتم بني يهوذا وبني أورشليم لبني الياوانيين لتبعدوهم عن أرضهم

فهاءنذا أنهضهم من المكان الذي بعتموهم فيه وأرد آنتقامكم على رؤوسكم

وأبيع بنيكم وبناتكم بأيدي بني يهوذا فيبيعونهم للشبئيين لأمة بعيدة لأن الرب قد تكلم. استدعاء الأمم

نادوا بهذا في الأمم أعلنوا حربا مقدسة وأنهضوا الأبطال ليتقدم جميع رجال القتال ويصعدوا.

أطرقوا سكككم سيوفا ومناجلكم رماحا وليقل الضعيف: (( إني بطل )).

أسرعوا وهلموا با جميع الأمم من كل ناحية وآجتمعوا هناك ( أنزل يا رب أبطالك ).

لتنهض الأمم وتصعد إلى وادي يوشافاط فإني هناك أجلس لأدين جميع الأمم من كل ناحية.

أعملوا المنجل فإن الحصاد قد بلغ وهلموا دوسوا فإن المعصرة ملأى والدنان فائضة لأن شرهم قد كثر.

في وادي القرار جماهير جماهير فإن يوم الرب قريب في وادي القرار.

قد أظلمت الشمس والقمر وسحبت الكواكب ضياءها.

يزأر الرب من صهيون ويجهر بصوته من أورشليم فترتجف السموات والأرض ويكون الرب معتصما لشعبه وحصنا لبنى إسرائيل.

(( فتعلمون أني أنا الرب إلهكم الساكن في صهيون جبل قدسي وتكون أورشليم قدسا ولا يمر فيها الغرباء من بعد )).

وفي ذلك اليوم تقطر الجبال نبيذا وتفيض التلال لبنا حليبا وجميع يهوذا تفيض مياها ويخرج ينبوع من بيت الرب ويسقي وادي شطيم.

وتكون مصر خرابا وأدوم قفر خراب لأنهم عنفوا بني يهوذا وسفكوا الدم البريء في أرضهم

فيسكن يهوذا للأبد وأورشليم من جيل إلى جيل.

ولا أتغاضى عن دمهم الذي تغاضيت عنه ويسكن الرب في صهيون.
 
قديم 20 - 01 - 2021, 11:36 AM   رقم المشاركة : ( 32523 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,296,258

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

القدّيس يوئيل النبي

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

هذا كان من مملكة يهوذا، ابن فنوئيل، من الانبياء الاثني عشر الصغار. ويظهر من نبوءاته كان قاطناً اورشليم. اما نبوءاته فهي اقدم النبوءات، وتنبأ عن حلول الروح القدس على التلاميذ (ف2: 28)، اذ قال:" وسيكون بعد هذه اني افيض روحي على كل بشر، فيتنبأ بنوكم وبناتكم وعلى عبيدي وامائي افيض روحي" وقد ذكر بطرس الرسول هذه الآية في خطبته يوم عيد العنصرة.
وتنبأ ايضاً على الدينونة العامة، حيث قال:" اجمع جميع الامم وانزلهم الى وادي يوشافاط واحاكمهم هناك" (ف3: 2). وكان يوئيل نحو سنة 800 قبل المسيح. ويوئيل لفظة عبرانية معناها الفريد او المبتدي. صلاته معنا. آمين.
 
قديم 20 - 01 - 2021, 11:38 AM   رقم المشاركة : ( 32524 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,296,258

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

من هو يوئيل النبّي؟




وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


شخص النبّي يوئيل ابن فنوئيل (1/1) مجهول. وقد يشير كتابه، بسبب لهجته الليتورجيّة، أنّه كان نبيًّا مرتبطًا بخدمة الترتيل في هيكل أورشليم (راجع 1- 3).
من أي عصرٍ هو؟ يبدو للكثيرين أنّه من حقبة ما بعد السبي وذلك بسبب عدم ذكر ملك أورشليم في نبوءاته وبسبب الطابع الرؤيويّ الذي يلاحظ خاصة في 3-4. إنّما الأشياء ليست واضحة لهذه الدرجة لأنّ هنالك تشابهًا عميقـًا على الصعيد الفكريّ ومن حيث صيغة الكلام بين النبّي يوئيل وبين أنبياء القرن السّابع وبدء القرن السّادس ق م. مثل إرميا وصفنيا ومؤلفي تثنية الاشتراع غير المعروفين.





ترتيب السفر


إذا تفحصّنا ترتيب السِّفر لرأينا توضيحه صعبًا أيضًا. لقد كان المفسِّرون يميِّزون إلى الآن الجزء الأوّل (1- 2) ويحتوي على صلاة طقسيّة حزينة كُتِبَتْ بمناسبة مصيبة ضربت أرض يهوذا، ألا وهي اجتياح الجراد، والجزء الثاني ويحتوي على سلسلة نبوءات ذات طابع رؤيويّ موضوعها العام حكم الله وفوزه على الأمم. وموضوع "يوم يهوه"، بنظر هؤلاء المفسِّرين، هو الموحِّد بين الجزئين إذ إنّه بالضبط موضوع الجزء الثاني ويبرز أيضاً في الجزء الأوّل في 1/ 15؛ 2/ 1- 2، 10- 11.





وإنّما ليس بأكيد، بنظر المفسِّرين الحاليِّين، أنّ النبّي يصف في الجزء الأوّل حادثًا عاشه شخصيًا كشاهد عيان، ورأيهم أنّ يوئيل يقصد، في كلّ ما يتنبّأ عنه، التصدي لموضوع فاجعة كبيرة أو محنة مهمّة نستطيع أن نسمّيها فاجعة الفاجعات أو محنة المِحن، ألا وهي قدوم "يوم يهوه"، يوم ديجور، يوم ضباب يضطرب منه جميع سكّان الأرض (2 /1- 2). وفي هذا "اليوم" يُمتحن الناس امتحانًا ولا يخلص فيه إلّا الذين يتجرّدون مُطلقـًا من ذواتهم. ويتصدّى النبّي لهذا الموضوع مستعملاً كلّ ما عنده من إمكانيّة وقوّة في التعبير ليبلغ وصفُه قمته في الفصل الثالث والفصل الرابع. ويُلاحَظ بعد الانتباه أوّلا، وفي ما كان يسمّى الجزء الأوَّل والجزء الثاني، أنّ الفرق من حيث الأسلوب في التعبير شبه ظاهريّ ويتلاشى أكثر فأكثر، وثانيًا، أنّ النبّي يتحلّى بديناميّة مُدهشة تسمح له بقوََّته في الكلام عن تخريب العالم وتكوينه من جديد.





رسالة النبّي



على كلّ حال، ومهما كان الرّأي بما يخصّ ترتيب السِّفر الأدبيّ، إنّ رسالة يوئيل واضحة تمامًا وتتسع في موضوعيين مهمّين مترابطين. أوّلاً التجرّد المُطلق هو شرط خلاص الإنسان. وثانيًا موضوع "يوم يهوه". والموضوع الأوّل يشتبك دومًا بالثاني والثاني بالأوّل ليؤلّفا مجموعة متماسكة تماسكًا شديدًا.




"يوم يهوه" مذكور في كلٍّ من الفصول الأربعة (1 /15؛ 2 /1- 2؛ 3 /4؛ 4 /14). وما هو بيوم عاديّ، لأنّ له أبعادًا زمنيّة ومكانيّة متجسِّدة نوعًا ما. فيتراءى لنا كشيء مخيف للغاية يشبه تكاثف قوّة غير قابلة للقياس، أو طاقة لا تُضاهَى ولا توصف ولا يعبَّر عنها إلاَّ برموز ملائمة. إنّه يشبه فاجعة من الفاجعات الطبيعيّة الكبيرة. فهو تارة حرب مخرّبة، وطورًا طاقة معتمة كلّها ظلام بالنسبة إلى نورنا الأرضيّ. إنّه يفوز، فيقتل كلّ حياة ويطفئ كلّ كواكب السّماء، ويحكم بالعدم على كلّ من يطمح إلى مجابهة الله سيِّد العالم.



وهذا اليوم هو للإنسان مرادف تعرٍّ أو تجرّد مطلق يحاول النبيّ وصفه باستعمال صيغة يقتبسها من مجموعة تعابير مجازية لا تنفد. فهو يُشبه في الفصل الأوّل جرادًا كثيفـًا ينتشر ولا يستطيع أحد مقاومته (1 /4) وبسببه ينقطع كلّ طعام شهيّ عن الأفواه وحتّى كلّ قوت لا بدَّ منه للعيش. فلا خمر ولا عصير ولا قمح ولا زيت (1 /5، 10). الكرم جفّ وأصبح خرابًا، والتين ذبل وصارت شجرته حطامًا، والرّمان والنخيل والتفاح وجميع الأشجار قد ذوت، فذوى السّرور عن بني البشر (1 /7، 12). ونسمع العذراء تنوح على بعل صباها لأنّه توفيّ، والكهنة خدّام الرَّبّ ينتحبون لأنَّ التقدمة والسكيب قد انقطع عن بيت الله (1 /8-9).



وفي الفصل الثاني يظهر "يوم يهوه" وكأنّه جيش غريب بعدده وقدرته، إنّه كنار مخرّبة، يملأ المدن والبيوت ولا ينجو منه أحد ولا شيء. والرَّبّ بذاته "يجهر بصوته لأنّ عسكره كثير جدًّا وهو ينفذ كلمته. إنّ يوم الربّ عظيم وهائل جدًّا، ومن يطيقه" (2 /11).



وفي الفصل الثالث يأخذ التجرّد ملامح الاضطراب الشّامل. فروح الرَّبِّ يحلّ محلَّ القِوى الطبيعيّة، ونرى الناس وكأنّهم طائشون، ويصبح الكون وكأنّه مسرح لمعجزات غريبة تضعه في حالة الفوضى. فالبنات والبنون يتنبّأون، والشبان يرون رؤى، ويحلم الشّيوخ أحلامًا، وتظهر عجائب في السّماء ودم ونار على الأرض، وأعمدة دخان... قبل أن يأتي يوم الرّبّ (3 /1- 4).




وفي الفصل الأخير يدين الله الحاكمُ الأممَ في وادٍ خياليّ ورؤيوي يُدعى "يوشفاط" أي "إله يقوم بالحكم" (4 /12).




والأكيد أنّ هذا التجرد المُطلق هو بحسب فكرة النبّي يوئيل الشّرط الأساسيّ للرُّجوع الكامل إلى الله. وهو يؤدّي عمليًا إلى تحويل جذريّ عند الإنسان. وهذا التحويل هو في توجيه جديد للحياة أكثر ممّا هو في طاعة لطقوس تعبِّر خارجيًا عن صيرورة باطنيّة. إنّه التوبة إلى الله في تمزق القلوب أو تغييرها وفي "الدّعاء باسم الرَّبّ" (2 /12- 14؛ راجع 1 /13- 14؛ 3 /15- 17). ويوضح النبّي في 3/ 5، أنّ توبة الإنسان مرتبطة بالاختيار الإلهيّ لأنّ الذين "دعاهم الرَّبّ" هم وحدهم الذين (يبقون" أو يخلصون بعد الامتحان الكبير. فعلى الإنسان إذًا، بعد أن يتجرّد عن كلِّ شيء وخاصّة عن ذاته، أن يتكل على الله ويرتكز بكلّ تواضع على نعمته الخلاصيّة، "لعل الرَّبّ يرجع ويندم لأنّه رؤوف ورحيم" (2 /14).




ويبشّر النبيّ يوئيل، في ثلاث نبوءات خلاصيّة موزّعة في كتابه، بكينونة جديدة يتمتّع بها كلّ من تجرّد وتاب بالمعنى المذكور (2 /18- 27؛ 3 /5، 4 /18- 21). وتتميّز هذه الكينونة بالبحبوحة العجيبة التي يعطيها الله لمؤمنيه (2 /21 ونتابع). إنّما هذه البحبوحة ليست بالذات غاية الحياة وهدفها، لأنّ المهم هو أن "يعرف" المؤمن الله بمعنى المعرفة الاختباريّة، وأن يسكن الله الأحد في وسط مؤمنيه فيوحّدهم ولا يخذلهم إلى الأبد (2 /27؛ 4 /17).




سفر يوئيل في العهد الجديد



في كرازته يوم العنصرة، وقد كانت أوّل إعلان رسوليّ للبشارة المسيحيّة، استعمل بطرس الرّسول صيغة كتابيّة استعارها خاصّة من نبوءة يوئيل (3 /1- 5؛ راجع اعمال 2 /7- 24). وتظهر لنا هذه النبوءة فاتحة يذكرنا فيها الرّسول بما وعد الله بلسان النبي "أن يفيض روحه على كلّ بشر" (اعمال 2 /16). والأكيد بنظر بطرس الذي يتكلّم باسم الكنيسة (اعمال 2 /14)، أنّ نزول الرّوح يوم العنصرة يحقـِّـق هذا الوعد، وأنّ الأيّام الأخيرة قد تمّت (اعمال 2 /17؛ قارن يوئيل 3 /4 "يوم الربّ") وهي تخصّ مجيء المسيح "يسوع الناصريّ" الذي "صلبه اليهود الكافرون، وأقامه الله ورفعه وأعطاه أن يفيض الرّوح القدس الموعود" (اعمال 2 /24، 32- 33). وقد أعلن يسوع بعد قيامته هذه المواعد عندما بشَّر رُسُله (بأنّهم يعمَّدون في الرّوح القدس بعد أيّام قليلة" (أعمال 1 /5).



وإذا تساءلنا بأي معنى فهم بطرس والكنيسة نبوءة يوئيل فالجواب متشعِّب وغنيّ. لقد اكتشفنا في يوئيل أنّ الرّوح النازل على الإنسان يجرّده من قواه الطبيعيّة ليُهيّئه للرّجوع الكامل إلى الله (يوئيل 3- 4). فالأكيد أنّ الرّسل، وأوّلهم بطرس، قد "امتلأوا جميعًا من الرّوح القدس" (اعمال 2 /4)، فأضاعوا قواهم البشريّة الطبيعيّة التي كانت تدفعهم إلى "غلق أبواب الدار التي يقيمون فيها خوفًا من اليهود" (يو 20 /19)، وأخذوا بدافع من الرّوح يحملون كلمة الله بجرأة إلى النّاس فكانوا "شهودًا" ليسوع المسيح في "أورشليم واليهوديّة كلّها والسّامرة، حتّى أقاصي الأرض" (اعمال 1 /8).





والأكيد أيضًا أنّ الناس الذين شاهدوا الرّسل وسمعوا بطرس "أحسّوا أنّ قلوبهم تتفطّر فأخذوا يتوبون ويندمون على ماضيهم" واعتمد كلّ منهم باسم يسوع وأنعم عليهم بالرّوح القدس" (أعمال 2 /37- 41).



ولقد اكتشفنا من جهّة ثانية في نبوءات يوئيل الخلاصيّة أنّ شعب الله الجديد يتميّز، وبعد أن تجرّد وتاب بدافع من الرّوح، بمعرفة الله الاختباريّة وبالوحدة العميقة الناتجة من تواجد الله في وسطه. فالعنصرة حقـَّـقت جمع الشّعب المسيحانيّ في الوحدة الروحيّة بين كافة اليهود والمهتدين من الشعوب "الذين أتوا إلى أورشليم القدس من كلِّ أمّة تحت السّماء" (اعمال 2 /5، 11). ولنا توضيح كامل لهذا كلّه في العنصرة الخاصّة بالوثنيِّين والتي يتكلّم عليها سِفر الأعمال (10 /44- 46).




وكما أنّ المظهر الخارجيّ لفيض الرّوح أمر عابر ولكن الوحدة الحاصلة للشّعب هي دائمة، كذلك الهبة الحاصلة للكنيسة هي دائمة رُغمًا عمَّا يوجد من عابر في المظهر الخارجيّ للعنصرة (ألسنة من نار والتكلّم باللغات). ونرى الجماعة المسيحيّة تتابع في بدء نشأتها تعليم الرّسل وتمارس الحياة المشتركة وكسر الخبز والصلاة وتزداد كلّ يوم عددًا (اعمال 2 /42- 47؛ 4 /32- 36؛ 5 /12- 14).


فالكنيسة في مسيرتها على الأرض تتلقى من الرّب الرّوحَ الذي يجمعها في الإيمان والمحبّة ويقدّسها.


واذا تأملنا في تعليم بولس الرّسول اكتشفنا أنّنا نشارك الله في كيانه بواسطة الرّوح القدس المُعطى لنا. فهو قد جدّدنا جذريًّا بسرِّ المعموديَّة ساكبًا في قلوبنا المحبَّة، جوهر الله، فحوّلنا إلى أبناء ومتّعنا بالنّور والقوّة اللازمة لنسلك بكلِّ حريّة سبيل الرّوح لا سبيل الجسد (روم 5 /5؛ 8 /4؛ غل 5 /16، 22؛ قارن يو 4 /8). حتى أنّ الرّوح هو بنفسه حالّ فينا (رو 8/ 9- 11) وساكن في أجسادنا بنوع أنّنا لسنا لأنفسنا (1 قور 6 /19) لكنّنا هيكله، وهذا الهيكل "مقدّس في الرَّب" (أف 2 /21). فالرّوح يقودنا إذًا من الداخل مانحًا إيّانا نوره وقواه، كبارًا كنّا أم صغارًا. ونكتشف بفضله دعوتنا الشخصيّة في خدمة الكنيسة ونقوم بها لأنّ كلّ منّا "يتلقى من تجليّات الرّوح لأجل الخير العامّ" (1 قور 12 /7 وتابع؛ اعمال 15 /28).





المجمع المسكونيّ الفاتيكانيّ الثاني




التأمَ هذا المجمع المقدَّس بالرّوح القدس. وكانت رغبته الحارّة في "أن ينشر على كلّ البشر ضياء المسيح نور الأمم المتلألئ على وجه الكنيسة" (دستور عقائديّ في الكنيسة). ونسمعه يشدِّد باستمرار على الرّوح، ذاكرًا إيّاه على ما يبدو مئتين وثمان وخمسين مرّة لكثرة أهميّة دوره في الفكر المسيحيّ والحياة المسيحيّة. فنحن نؤلّف الكنيسة وهي "هيكل الرّوح" و"مسكن الله في الرّوح". إنّها في "خدمة الرّوح" لأنّها "عروسه". وألقاب الرّوح متنوِّعة ومنها خاصّة، "روح الرَّبّ"، "روح المسيح"، "روح الحقّ"، "روح الحريّة"، "روح الحياة".



إنّ الرّوح يحوّلنا، بصفتنا أعضاء الكنيسة، إلى شركة أخويّة، ويعمل فينا على صعيد شامل. هو يحفظ رؤساءَنا ويقوِّيهم ويعضدهم لتقديسنا نحن شعب الله (دستور عقائدي في الكنيسة 27). فبِعون منه يعبّر المجمع رسميًا وبصورة معصومة، عن تعليم المسيح المتعلّق بالإيمان وبالأخلاق. هو الرّوح يحلّ على الأساقفة فيصبحون معلميّ الإيمان ورعاة أصيلين. وهو يدعو الكهنة فيقبلون طابعه ويعيشون له، فيدفعهم إلى خدمة المسيح.



هو ينفح الأزواج المسيحيِّين بروح المسيح "الذي ينعش كلّ حياتهما بالايمان والحبِّ والرَّجاء فيبلغان أكثر فأكثر كمالهما الشخصيّ وقداستهما المتبادلة فيساهمان هكذا سويّة في تمجيد الله" (دستور راعوي 48). وهو مصدر الحياة الرهبانيّة لأنّ "بإلهام منه يعتنق كثيرون الحياة الكنسيّة ليمارسوا المشورات الانجيليّة ويتبعوا المسيح بحريّة أكبر ويتشبَّهوا به بأمانة أعمق (قرار مجمعيّ في تجديد الحياة الرهبانيّة 1).


وعلى هذا المستوى الشّامل يدفع الرّوح القدس ويدعو الكلّ إلى رسالة الكنيسة في العالم ويساهم فيها. فهو "يضع في قلوب المؤمنين ذلك الرّوح الرّسوليّ عينه الذي كان يدفع المسيح بالذات، وهو يستبق أحيانًا العمل الرسوليّ ويُرافقه دائمًا بأشكال متنوِّعة ويوجّهه دون انقطاع (قرار في نشاط الكنيسة الإرسالي 4).



وينتشر عمل الرّوح حتى "خارج النطاق المنظور للكنيسة الكاثوليكيّة". فلا ننسينَّ أنّ كلّ ما تعمله نعمة الرّوح القدس في الإخوة المنفصلين بإمكانه أن يسهم في بنياننا. ولذلك "يرغب المجمع بإلحاح أن تنمو مبادرات أبناء الكنيسة الكاثوليكيّة متّحدة مع مبادرات الإخوة المنفصلين دون وضع أي عقبة في سبل العناية الالهيّة، دون أن يستبقوا بأحكامهم دوافع الرّوح القدس المستقبلة" (قرار مجمعي في الحركة المسكونية 3، 4، 24).





وأخيرا وبمثابة خاتمة لكلّ قولنا، إنّ الرّوح القدس حاضر لدى غير المسيحيِّين لتنفتح قلوبهم بمعونته فيؤمنون "ويرتدون إلى الرّب بحريّة ويتعلّقون به بإخلاص" (قرار في نشاط الكنيسة الارسالي 13).
 
قديم 20 - 01 - 2021, 11:42 AM   رقم المشاركة : ( 32525 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,296,258

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

يوئيل النبّي من هو ؟


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

اقرأ يوئيل 2: 21-32 "ويكون بعد ذلك أني اسكب روحي على كل بشر..." عد 28
نجد كتب الأنبياء في العهد القديم مرتبة ليس حسب قدمها بل حسب عدد إصحاحاتها. وهكذا نرى أن سفر أشعياء يأتي قبل سفر النبي يوئيل بينما عاش هذا الأخير قبل أشعياء وارميا. ومع أن سفر يوئيل هو صغير نسبياً إلا أن ذلك لا يعني أن محتوياته غير هامة إن الله تعالى قد أعلن حقائق معينة في هذا السفر ولا يمكننا الاستغناء عنها. ومن هذه الأمور التي ذكرها يوئيل النبي مجيء الروح القدس وحلوله على الكنيسة الرسولية بعد قيامة المسيح وصعوده إلى السماء.
لنذهب إلى الإصحاح الثاني من سفر الأعمال ولنقرأ عن ذلك الحدث الهام الذي تم في مدينة القدس. إن الله كان قد أعلن لعبده يوئيل مسبقاً عن الأمور التي كانت ستجري في "الأيام الأخيرة" أي في أيام العهد الجديد التي لن تنتهي إلا عند رجوع السيد المسيح إلى العالم, وقد استشهد الرسول بطرس بأقوال نبوة يوئيل في عظته الشهيرة التي ألقاها في يوم الخمسين مبنياً أن الأمور التي جرت في ذلك اليوم كانت جزءً هاماً من خطة الله الخلاصية المطبقة في العالم.

 
قديم 20 - 01 - 2021, 11:46 AM   رقم المشاركة : ( 32526 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,296,258

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

يوئيــــل من هو؟


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



لا نعرف شيئًا عن يوئيل النبي سوى أنه من هؤلاء الأشخاص الذين يختفون، حتى يظهر ضوء الرب ونوره، من غير إشارة إلى المشعل الذي يحمل الضوء. وربما يكون اسمه يؤكد هذه الحقيقة. فمعنى يوئيل «الرب هو الله». ومن المرجَّح أنه عاش في أورشليم ووجَّه رسالته أساسًا لمملكة يهوذا. ومن الصعب تحديد تاريخ خدمته إذ يرى البعض أنها كانت حوالي سنة 810 ق.م. بينما يعتقد آخرون أنها بعد ذلك بكثير.

مناسبة النبوة

تنبأ يوئيل في وقت عانت فيه المملكة من الجفاف، ثم هاجمتها جيوش الجراد حتى قضت على كل ما هو أخضر فيها. وهنا أرسله الله لينادي للشعب بالتوبة والرجوع إلى الرب رجوعًا حقيقيًا.

دروس من أقوال يوئيل


تُقدِّم نبوة يوئيل إجابات واضحة لبعض الأسئلة الهامة التي بأذهان كثيرين:

أولاً: لماذا يسمح الله بحدوث كوارث طبيعية وحروب مدمرة؟

تحدث يوئيل عن نوعين من الخراب: كارثة طبيعية، وحروب دامية. الكارثة الطبيعية تتمثل في غزوة الجراد الرهيبة، وقد وصفها في الأصحاح الأول، حيث يقول إن الله أرسل جيشًا عظيمًا من الجراد، من القمص والزحاف والغوغاء والطيار - وهي أربعة أنواع من الجراد بحسب نضوجها وألوانها. هذه الغارة الرهيبة قضت على كل ما هو أخضر، وتركت الأرض في حالة خراب والناس في حزن واكتئاب (ص1).

أما الحرب المدمِّرة فقد ذكرها في الاصحاح الثاني حيث وصف غزوًا حربيًا رهيبًا يقوم به جيش عدده كبير وعسكره أقوياء. وهذا الجيش يدمر كل شيء «قدامه نار تأكل وخلفه لهيب يحرق. الأرض قدامه كجنة عدن وخلفه قفر خرب، ولا تكون منه نجاة» (2: 3).

والسؤال، لماذا يحدث كل هذا؟ هل سوء الحظ؟ هل توتر العلاقات بين الشعوب؟ كلا، إنها يد الله التي تمتد بالقضاء لسبب شر الإنسان وخطيته.

ويتحدث يوئيل عن «يوم الرب» (1: 15؛ 2: 1،31؛ 3: 14) ويمكن أن نفهمه بمعنيين:
  1. هو ذلك اليوم الذي فيه يأتي الرب قاضيًا وديانًا ليعاقب الخطية والفجور والفساد بين الناس في أي مكان وزمان.
  2. هو يوم انصباب الغضب الإلهي على الساكنين على الأرض بعد اختطاف الكنيسة، عندما يفاجئ الهلاك الناس بغتة فلا ينجون (1تسالونيكي 5: 3). في هذا الوقت سيضرب الله ضربته الكاملة للشر، وسيقول الناس للجبال اسقطي علينا وللآكام غطينا من وجه الجالس على العرش ومن غضب الخروف (لوقا23: 30؛ رؤيا6: 16).

ثانيًا: ما هو الموقف الصحيح إزاء غضب الله؟

ينبِّر يوئيل بشدة على ضرورة التوبة الحقيقية، ويدعو كل فئات الشعب للرجوع بقلوبهم إلى الرب. يدعو الشيوخ والكهنة وكل الشعب لاعتبار ضربات الله والصراخ إلى الرب حتى يرحمهم. يقول الرب لهم «ولكن الآن... ارجعوا إليَّ بكل قلوبكم وبالصوم والبكاء والنوح. ومزقوا قلوبكم لا ثيابكم وارجعوا إلى الرب إلهكم لأنه رؤوف رحيم بطيء الغضب وكثير الرأفة ويندم على الشر» (2: 12،13).

ما معنى هذا؟ كانت العادة في القديم أن الإنسان يمزِّق ثيابه ويتغطى بمسح تعبيرًا عن الحزن القاسي والدفين. لكن الله لا يرضيه هذا المظهر، إذ أنه يطلب الحزن الداخلي القلبي العميق. إن في حياتنا الروحية الداخلية أشياء كثيرة يلزم تمزيقها بالتمام، فالخطية بكل صورها ومشتهياتها يلزم أن تُمزَّق. وكل أصنام رابضة في القلب يلزم أن تُطرح وتحطم.




ثالثًا: كيف يتصرف الإنسان عند ما يجد نفسه في ظروف عصيبة؟

يقدم يوئيل أربع نصائح هامة بهذا الصدد (إقرأ الاصحاح الأول).
  1. اسمع (ع1-4). استمع لكلمة الله، ودعه يفسر لك ما يحدث معك. واستفد من رجال الله الذين يوضحون لك من الكلمة فكر الرب.
  2. اصحُ (ع5-7). اعتبر معاملات الله المؤلمة واستفد من الصعاب التي تواجهها. فلا شيء يحدث من قبيل الصدفة بل يد الله خلف كل شيء
  3. تُب (نُحْ) (ع8-18). إنه من اللازم جدًا لحياتنا أن تكون هناك أوقات فيها نحزن ونتوب «لأن الحزن الذي بحسب مشيئة الله يُنشئ توبة لخلاص بلا ندامة» (2كورنثوس7: 10).
  4. اصرخ (ع19-20). كان يوئيل يصرخ للرب طالبًا رحمته وانقاذه ولا شك أنه تذكر الوعد القائل: «إذا تواضع شعبي الذين دُعي اسمي عليهم، وصلّوا، وطلبوا وجهي، ورجعوا عن طرقهم الردية، فإنني أسمع من السماء وأغفر خطيتهم وأبرئ أرضهم» (2أخبار7: 14). لذا لنصرخ إلى الرب مُنتظرين رحمته.


 
قديم 20 - 01 - 2021, 11:47 AM   رقم المشاركة : ( 32527 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,296,258

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

دروس من أقوال يوئيل

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


تُقدِّم نبوة يوئيل إجابات واضحة لبعض الأسئلة الهامة التي بأذهان كثيرين:

أولاً: لماذا يسمح الله بحدوث كوارث طبيعية وحروب مدمرة؟

تحدث يوئيل عن نوعين من الخراب: كارثة طبيعية، وحروب دامية. الكارثة الطبيعية تتمثل في غزوة الجراد الرهيبة، وقد وصفها في الأصحاح الأول، حيث يقول إن الله أرسل جيشًا عظيمًا من الجراد، من القمص والزحاف والغوغاء والطيار - وهي أربعة أنواع من الجراد بحسب نضوجها وألوانها. هذه الغارة الرهيبة قضت على كل ما هو أخضر، وتركت الأرض في حالة خراب والناس في حزن واكتئاب (ص1).

أما الحرب المدمِّرة فقد ذكرها في الاصحاح الثاني حيث وصف غزوًا حربيًا رهيبًا يقوم به جيش عدده كبير وعسكره أقوياء. وهذا الجيش يدمر كل شيء «قدامه نار تأكل وخلفه لهيب يحرق. الأرض قدامه كجنة عدن وخلفه قفر خرب، ولا تكون منه نجاة» (2: 3).

والسؤال، لماذا يحدث كل هذا؟ هل سوء الحظ؟ هل توتر العلاقات بين الشعوب؟ كلا، إنها يد الله التي تمتد بالقضاء لسبب شر الإنسان وخطيته.

ويتحدث يوئيل عن «يوم الرب» (1: 15؛ 2: 1،31؛ 3: 14) ويمكن أن نفهمه بمعنيين:
  1. هو ذلك اليوم الذي فيه يأتي الرب قاضيًا وديانًا ليعاقب الخطية والفجور والفساد بين الناس في أي مكان وزمان.
  2. هو يوم انصباب الغضب الإلهي على الساكنين على الأرض بعد اختطاف الكنيسة، عندما يفاجئ الهلاك الناس بغتة فلا ينجون (1تسالونيكي 5: 3). في هذا الوقت سيضرب الله ضربته الكاملة للشر، وسيقول الناس للجبال اسقطي علينا وللآكام غطينا من وجه الجالس على العرش ومن غضب الخروف (لوقا23: 30؛ رؤيا6: 16).

ثانيًا: ما هو الموقف الصحيح إزاء غضب الله؟

ينبِّر يوئيل بشدة على ضرورة التوبة الحقيقية، ويدعو كل فئات الشعب للرجوع بقلوبهم إلى الرب. يدعو الشيوخ والكهنة وكل الشعب لاعتبار ضربات الله والصراخ إلى الرب حتى يرحمهم. يقول الرب لهم «ولكن الآن... ارجعوا إليَّ بكل قلوبكم وبالصوم والبكاء والنوح. ومزقوا قلوبكم لا ثيابكم وارجعوا إلى الرب إلهكم لأنه رؤوف رحيم بطيء الغضب وكثير الرأفة ويندم على الشر» (2: 12،13).

ما معنى هذا؟ كانت العادة في القديم أن الإنسان يمزِّق ثيابه ويتغطى بمسح تعبيرًا عن الحزن القاسي والدفين. لكن الله لا يرضيه هذا المظهر، إذ أنه يطلب الحزن الداخلي القلبي العميق. إن في حياتنا الروحية الداخلية أشياء كثيرة يلزم تمزيقها بالتمام، فالخطية بكل صورها ومشتهياتها يلزم أن تُمزَّق. وكل أصنام رابضة في القلب يلزم أن تُطرح وتحطم.




ثالثًا: كيف يتصرف الإنسان عند ما يجد نفسه في ظروف عصيبة؟

يقدم يوئيل أربع نصائح هامة بهذا الصدد (إقرأ الاصحاح الأول).
  1. اسمع (ع1-4). استمع لكلمة الله، ودعه يفسر لك ما يحدث معك. واستفد من رجال الله الذين يوضحون لك من الكلمة فكر الرب.
  2. اصحُ (ع5-7). اعتبر معاملات الله المؤلمة واستفد من الصعاب التي تواجهها. فلا شيء يحدث من قبيل الصدفة بل يد الله خلف كل شيء
  3. تُب (نُحْ) (ع8-18). إنه من اللازم جدًا لحياتنا أن تكون هناك أوقات فيها نحزن ونتوب «لأن الحزن الذي بحسب مشيئة الله يُنشئ توبة لخلاص بلا ندامة» (2كورنثوس7: 10).
  4. اصرخ (ع19-20). كان يوئيل يصرخ للرب طالبًا رحمته وانقاذه ولا شك أنه تذكر الوعد القائل: «إذا تواضع شعبي الذين دُعي اسمي عليهم، وصلّوا، وطلبوا وجهي، ورجعوا عن طرقهم الردية، فإنني أسمع من السماء وأغفر خطيتهم وأبرئ أرضهم» (2أخبار7: 14). لذا لنصرخ إلى الرب مُنتظرين رحمته.

 
قديم 20 - 01 - 2021, 11:48 AM   رقم المشاركة : ( 32528 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,296,258

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

لماذا يسمح الله بحدوث كوارث طبيعية وحروب مدمرة؟

تحدث يوئيل عن نوعين من الخراب: كارثة طبيعية، وحروب دامية. الكارثة الطبيعية تتمثل في غزوة الجراد الرهيبة، وقد وصفها في الأصحاح الأول، حيث يقول إن الله أرسل جيشًا عظيمًا من الجراد، من القمص والزحاف والغوغاء والطيار - وهي أربعة أنواع من الجراد بحسب نضوجها وألوانها. هذه الغارة الرهيبة قضت على كل ما هو أخضر، وتركت الأرض في حالة خراب والناس في حزن واكتئاب (ص1).

أما الحرب المدمِّرة فقد ذكرها في الاصحاح الثاني حيث وصف غزوًا حربيًا رهيبًا يقوم به جيش عدده كبير وعسكره أقوياء. وهذا الجيش يدمر كل شيء «قدامه نار تأكل وخلفه لهيب يحرق. الأرض قدامه كجنة عدن وخلفه قفر خرب، ولا تكون منه نجاة» (2: 3).

والسؤال، لماذا يحدث كل هذا؟ هل سوء الحظ؟ هل توتر العلاقات بين الشعوب؟ كلا، إنها يد الله التي تمتد بالقضاء لسبب شر الإنسان وخطيته.

ويتحدث يوئيل عن «يوم الرب» (1: 15؛ 2: 1،31؛ 3: 14) ويمكن أن نفهمه بمعنيين:
  1. هو ذلك اليوم الذي فيه يأتي الرب قاضيًا وديانًا ليعاقب الخطية والفجور والفساد بين الناس في أي مكان وزمان.
  2. هو يوم انصباب الغضب الإلهي على الساكنين على الأرض بعد اختطاف الكنيسة، عندما يفاجئ الهلاك الناس بغتة فلا ينجون (1تسالونيكي 5: 3). في هذا الوقت سيضرب الله ضربته الكاملة للشر، وسيقول الناس للجبال اسقطي علينا وللآكام غطينا من وجه الجالس على العرش ومن غضب الخروف (لوقا23: 30؛ رؤيا6: 16).
 
قديم 20 - 01 - 2021, 11:49 AM   رقم المشاركة : ( 32529 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,296,258

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

ما هو الموقف الصحيح إزاء غضب الله؟


ينبِّر يوئيل بشدة على ضرورة التوبة الحقيقية، ويدعو كل فئات الشعب للرجوع بقلوبهم إلى الرب. يدعو الشيوخ والكهنة وكل الشعب لاعتبار ضربات الله والصراخ إلى الرب حتى يرحمهم. يقول الرب لهم «ولكن الآن... ارجعوا إليَّ بكل قلوبكم وبالصوم والبكاء والنوح. ومزقوا قلوبكم لا ثيابكم وارجعوا إلى الرب إلهكم لأنه رؤوف رحيم بطيء الغضب وكثير الرأفة ويندم على الشر» (2: 12،13).

ما معنى هذا؟ كانت العادة في القديم أن الإنسان يمزِّق ثيابه ويتغطى بمسح تعبيرًا عن الحزن القاسي والدفين. لكن الله لا يرضيه هذا المظهر، إذ أنه يطلب الحزن الداخلي القلبي العميق. إن في حياتنا الروحية الداخلية أشياء كثيرة يلزم تمزيقها بالتمام، فالخطية بكل صورها ومشتهياتها يلزم أن تُمزَّق. وكل أصنام رابضة في القلب يلزم أن تُطرح وتحطم.
 
قديم 20 - 01 - 2021, 11:50 AM   رقم المشاركة : ( 32530 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,296,258

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

ما معنى كلمة يـهـــوه؟



اتخذ يسوع لنفسه اسماً من أسماء اللـه يوقّره اليهود اكثر مـن غيره، اسماً يعتبر مقدساً إلى درجة لا يجرؤ معها اليهودي على النطق به، ألا وهو يهوه.
وقد كشف اللـه لشعبه معنى هذا الاسم في الأصحاح الثالث من الخروج. فعندما سأل موسى اللـه بـأي اسم يدعوه أجاب الرب"أهيه الذي أهيه." وقال، "هكذا تقول لبني إسرائيل: أهيه الذي أرسلني اليكم" (خروج 13:3،14).
وتعبير أهيه ليس نفس كلمة يهوه. غير انه مشتق من صيغة فعل "يكون" الذي يشتق منه أيضاً اسم يهوه في(خروج 15:3) وهكذا فإن لقب أهيه الذي أهيه، الذي كشـفه اللـه لموسى تعبير أشمل عن كينونته الأبدية، اختُصِر في العدد 15 إلى الاسم الإلهي يهوه ، العبرية. واعتماداً على السياق، فإنها يمكن أن تكون طريقــة توكيدية لقول "أنا هو" (كما في يوحنا 9:9)، أو يمكن أن تكون اسم اللـه نفسه، أهيه الأبدي.
استخدم يسوع تعبير يهوة عـدة مرات للإعلان عن نفسه بطريقة لا تليق إلاّ باللـه. وأوضح مثال لذلك هو عندما قال اليهود ليسوع: "ليس لك خمسون سنة بعد. أفرأيت إبراهيم؟ قال لـهم يسوع: الحق الحق أقول لكم، قبل أن يكون إبراهيم "أنا كائن". فرفعوا حجارة ليرجموه" (يوحنا 57:8-59). لقد سعى اليهود إلى قتله لأنهم افترضوا ادعاءه الألوهية. فالعهد القديم كان واضحاً في هذا الأمر. إذ كان عقاب التجديف هو الرجم حتى الموت (لاويين 16:24).
اتخذ يسوع لنفسه هذا اللقب فـي مواضع أخرى. فقد صرح يسوع في موضع سابق من نفس الأصحاح، "إن لـم تؤمنوا أني أنا هو( يهوة) (تموتون في خطاياكم" (يوحنا 24:8). ولا تظهر كلمة هو في النص اليوناني، حيث جاءت كالتالي: "إن لـم تؤمنوا أني أنا تموتون في خطاياكم" قال لليهود، "متى رفعتم ابن الانسان، فحينئذ تفهمون أني أنا هو." ومرة أخرى فإن النص اليوناني الأصلي لا يحتوي على كلمة هو.
لقد أكد يســوع باستمرار ألوهيته. فعندما جاء حراس الهيكل مع الجنود الرومانيين ليقبضوا عليه في الليلة السابقة لصلبه سألهم يسـوع "من تطلبون؟ أجابوه يسوع الناصري، فقال لهم يسوع أنا هو () فلما قال لهـم إنـي أنا هو رجعـوا إلى الوراء وسقطوا على الأرض (يوحنا 4:18-6). إذ لـم يتمكنوا من الصمود أمام قوة تصريحه عن نفسه وقوة شخصه.
لـم يجد كتّاب العهد الجديد الذين اقتنعوا بأن يسوع المسيح هو اللـه أية مشكلة في أن ينسبوا ليسوع كل فقرات العهد القديم التي تشير إلى يهوه.
استشهد مرقس في بداية إنجيله بإشارة إشعياء إلى اللـه: "صوت صارخ في البريـة أعدوا طريق الرب (يهوه). قوّموا في القفر سبيلاً لإلهنا" (إشعياء 3:40). ولقد فسر مرقس هذه الفقرة على أنها نبوءة تحققت في يوحنا المعمدان الذي يعد الطريق ليسوع (مرقس 2:1-4؛ قارن مع يوحنا 23:1).
كما استشهد بولس بيوئيل 32:2،"ويكون أنّ كل من يدعو باسم الرب ينجو." طبّق بولس هذا القول على يسوع عندما قال، "لأن كل من يدعو باسم الرب يخلص" (رومية 13:10).
وقد استشهد بطرس بنفس العدد في (أعمال 21:2) "ويكون كل من يدعو باسم الرب يخلص." ثم سأله الناس ماذا ينبغي أن يفعلوا حتى يخلُصوا، فأجابهم "توبوا وليعتمد كل واحد منكم على اسم يسوع المسيح" (أعمال 38:2). فبعد أن ذكر بطرس لتوّه بأن الدعوة باسم الرب (أي الاعتماد عليه) شرط لازم مسبق للخلاص، قال لهم بأن عليهم أن يعتمدوا بـاسـم يسوع المسيح. ولو لـم يكن بطرس يعتبر أنّ يسوع المسيح هو اللـه، لتوقعنا منه أن يأمرهم أن يتعمدوا باسم يهوه، وهو الأمر الذي يتمشى مع الإيمان اليهودي والممارسات اليهودية.
وما يفوق حقيقة إعطاء التلاميذ هذه الصفة ليسوع أهمية هو أنّ أعداؤه أدركوا أنه كان يقول إنه اللـه. وشاهد الادعاء هو دائمـاً دلـيل قوي في أية محكمة. فمثلاً قال يسوع:
"أنا والآب واحد. فتناول اليهود أيضاً حجارة ليرجموه، أجابهم يسوع، أعمالاً كثيرة حسنة أريتكم من عند أبي. بسبب أي منها ترجمونني؟ أجابه اليهود قائلين، لسنا نرجمك لأجل عمل حسن بل لأجل تجديف، فإنـك وأنت إنسان تجعل نفسك إلهاً (اللـه)" (يوحنا 30:10-33).
لـم يساور قادة اليهود أي شك في أن يسوع جعل نفسه اللـه، ولـم يجعل نفسه أقل من ذلك. وهكذا فإن الاتهام الرئيســي الذي ركز عليه أعداؤه لـم يكن حول أمرٍ فعله، بل بالأحرى حول هويته التي ادعاها لنفسه، أي ألوهيته.
 
موضوع مغلق


الانتقال السريع


الساعة الآن 12:24 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025