منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 15 - 01 - 2021, 05:08 PM   رقم المشاركة : ( 32251 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,296,174

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

القديس الشهيد يُوحَنَّا المعمدان

(السابق - الصابغ - نبي العهدين)

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

â†گ اللغة الإنجليزية: John the Baptist - اللغة الأمهرية: لˆکلŒ¥لˆ‌ل‰پ ل‹®لˆگلٹ•لˆµ (ماتمكو يوهانس) - اللغة القبطية: Iw/a piref;wmc، (يوحنا السابق): Iwannhc pi`prodromoc.

هو مُهيئ طريق المسيح، وابن زكريا الشيخ وزوجته أليصابات (لو 1: 5 - 25 و57 - 85).



وكلاهما من نسل هارون ومن عشيرة كهنوتية. ويستدل من (لوقا 1: 26) أن ولادته كانت قبل ولادة المسيح بستة أشهر. وقد عينت الكنيسة يوم ميلاده في 24 حزيران (يونيو)، أي عندما يأخذ النهار في النقصان، وعيد ميلاد المسيح في 25 كانون الأول، أي عندما يأخذ النهار في الزيادة استنادًا على قوله: "ينبغي أن ذلك يزيد "واني أنا أنقص" (يو 3: 30). وكان أبواه يسكنان اليهودية، ولربما يوطة، يطا الحاضرة بقرب حبرون، مدينة الكهنة. وكانا محرومين من بركة النسل. وكانت صلاتهما الحارة إلى الله أن ينعم عليهما بولد. وفي ذات يوم كان زكريا يقوم بخدمة البخور في الهيكل ظهر له الملاك جبرائيل وسكن روعه وأعلمه لأن الله قد استجاب صلاته وصلاة زوجته، وبدت الاستجابة مستحيلة في أعينهما واعين البشر بالنسبة إلى سنهما. وأعطاه الملاك الاسم الذي يجب أن يسمى الصبي به متى ولد، وأعلن له أن ابنه سيكون سبب فرح وابتهاج، ليس لوالديه فحسب، بل أيضًا لكثيرين غيرهما، وأنه سيكون عظيمًا، ليس في أعين الناس فقط، بل أمام الله. وأن مصدر عظمته الشخصية هو امتلاؤه من الروح القدس، ومصدر عظمته الوظيفية في أنه سيكون مهيئًا طريق الرب، وزاد الملاك ما هو أعظم من ذلك أي أن يوحنا يكون المبشر بظهور المسيح الموعود. فيتقدم أمامه متممًا النبوة التي كان يتوق إليها كل يهودي بأن إيليا يأتي قدام المسيح، ويهيء للرب شعبًا مستعدًا (مل 4: 5 و6 ومت 11: 14 و17: 1 - 13).
أما زكريا فلم يصدق هذه البشارة لأن الموانع الطبيعية كانت أبعد من أن يتصورها العقل. ولم يكن معذورًا لأنه كان يعلم جيدًا ببشائر نظيرها، لاسيما بشارة الملاك للشيَخين إبراهيم وسارة. ولهذا ضرب بالصمم والخرس إلى أن تمت البشارة.
ولد يوحنا سنة 5 ق. م. وتقول التقاليد أنه ولد في قرية عين كارم المتصلة بأورشليم من الجنوب (لو 1: 39). ولسنا نعلم إلا القليل عن حداثته. ونراه في رجولته ناسكًا زاهدًا، ساعيًا لإخضاع نفسه والسيطرة عليها بالصوم والتذلل، حاذيًا حذو إيليا النبي في ارتداء عباءة من وبر الإبل، شادًا على حقويه منطقة من جلد، ومغتذيًا بطعام المستجدي من جراد وعسل بري، مبكتًا الناس على خطاياهم، وداعيًا إياهم للتوبة، لأن المسيح قادم. ولا شك أن والده الشيخ قد روى له رسالة الملاك التي تلقاها عن مولده وقوله عنه "يتقدم أمامه بروح إيليا وقوته" (لو 1: 17).
والتقارب بين ما نادى به إيليا وما نادى به يوحنا والتشابه في مظهرهما الخارجي ولبسهما ومعيشتهما واضح للعيان من مقارنة قصة حياتهما.
ولم يظن يوحنا عن نفسه انه شيء وقال انه: "صوت صارخ في البرية" (يو 1: 13).
وكرس حياته للإصلاح الديني والاجتماعي. وبدا كرازته في سنة 26 ب. م. وعلى الأرجح في السنة السبتية مما مكن الشعب الذي كان منقطعًا عن العمل من الذهاب إليه إلى غور الأردن. وقد شهد في كرازته أن يسوع هو المسيح (يو 1: 15)، وأنه حمل الله (يو 1: 29 و36). وكان يعمد التائبين بعد أن يعترفوا بخطاياهم في نهر الأردن. (لو 3: 2 - 14).
وكانت المعمودية اليهودية تقوم:
(1) بالغسولات والتطهيرات الشعبية: (لا 11: 40 و13: 55 - 58 و14: 8 و15: 27 وار 33: 8 2: 22 وحز 36: 25 إلخ. وزك 13: 1 قابل مر 1: 44 ولو 2: 22 ويو 1: 25). فأضفى يوحنا عليهما معنى أدبيًا (مت 3: 2 و6) وَعَمَّق معناها الروحي.
(2) بإدخال المهتدين إلى الدين اليهودي: فأصر يوحنا على ضرورة تعميد الجميع بصرف النظر عن جنسهم وطبقتهم (مت 3: 9). إذ على الجميع أن يتوبوا ليهربوا من الغضب الآتي (مت 3: 7 ولو 3: 7). لان معمودية المسيا الآتي ستحمل معها دينونة (مت 3: 12 ولو 3: 17)، وقد طلب يسوع أن يعمده يوحنا، لا لأنه كان مُحتاجًا إلى التوبة، بل ليقدم بذلك الدليل على اندماجه في الجنس البشري وصيرورته أخًا للجميع.
وكانت المدة التي عمل فيها يوحنا قصيرة ولكن نجاحه بين الشعب كان باهرًا. وحوالي نهاية سنة 27 أو مطلع سنة 28 ب.م. أمر هيرودس انتيباس رئيس الربع بزجه في السجن لأنه وبخه على فجوره (لو 3: 19 و20).
وكانت هيروديا زوجة هيرودس قد خانت عهد زوجها الأول وحبكت حبائل دسيسة ضده مع أخيه هيرودس. وقد سمعت بذلك زوجة هيرودس الفتاة العربية فهربت إلى بيت أبيها الحارث وأخلت مكانها في القصر لهيروديا الخائنة التي حنقت على يوحنا وكبتت غيظها وَتَحيَّنت الفرصة للإيقاع به لأنه قال لهيرودس بأنه لا يحق له أن يتزوجها. ومن ثم بعث يوحنا تلميذين ليستعلم من يسوع إن كان هو المسيح، وأشار يسوع في رده إلى معجزاته وتبشيره (لو 7: 18 - 23). ولم يكن هذا شكًّا من يوحنا -حاشا- فهو الذي "جَاءَ لِلشَّهَادَةِ لِيَشْهَدَ لِلنُّورِ" (يو1: 7)، والذي عرفه: "هذَا هُوَ الَّذِي قُلْتُ عَنْهُ" (يو 1: 30)، بل شهد عنه صراحةً وقال: "أَنَا قَدْ رَأَيْتُ وَشَهِدْتُ أَنَّ هذَا هُوَ ابْنُ اللهِ" (يو 1: 34)(1).



وكانت قلعة مخيروس المُطِلَّة على مياه البحر الميت والتي زُجَّ يوحنا في إحدى خباياها كافية لكسر قلب الرجل الجريء الذي نادى بقوله الحق في وجه الفريسيين والكهنة وأعطى للزنى اسمه الحقيقي، ولو أن الزاني كان ملكًا عظيمًا. وبعد ثلاثة أشهر يحل عيد هيردوس وإذا بهيروديا ترسل ابنتها الجميلة سالومة لتؤانس ضيوف الملك وسط المجون والخلاعة ورنين الكؤوس. وإذ بهيرودس الثمل ينتشي برقصها المُثير فيقسم أمام ضيوفه بأن يعطيها ما تطلب. فتطلب -حسب رغبة أمها- رأس يوحنا على طبق. وبعد لحظات يهوي الجلاد بسيفه على عنق الرجل العظيم. ولم يترك جثمانه دون كرامة، لأن تلاميذه جاؤوا حالًا ورفعوه ودفنوه (مت 14: 12).
يقول جيروم أنهم حملوه إلى سبسيطيا عاصمة السامرة ودفنوه هناك بجانب ضريح أليشع وعوبديا. أما تلاميذه فتذكروا شهادة معلمهم عن حمل الله وتبعوا المسيح (مت 14: 3 - 12 ومر 6: 16-29 ولو 3: 19 و20). ويقول يوسيفوس، أن الهزيمة النكراء التي لحقت الحارث بهيرودس بعد ذلك التاريخ كانت جزاء وفاقا ودينونة إلهية نزلت به بسبب شره (تاريخ يوسيفوس (18 و5 و2).
وحسب يوحنا أن المسيح شهد فيه أعظم شهادة، إذ قال: "لم يقم بين المولدين من النساء أعظم من يوحنا المعمدان" (مت 11: 11؛ لو 7: 28).
وفي أفسس وجد بولس أناسًا قد تعمدوا بمعمودية يوحنا (أع 19: 3). وظن بعضهم أنه كان للأسينيين في قمران بالبرية تأثير على يوحنا المعمدان.
واسمه حسب القرآن الكريم أو كتب الإسلام: "يحيى" (يحيى المُغَطِّس).
 
قديم 15 - 01 - 2021, 05:10 PM   رقم المشاركة : ( 32252 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,296,174

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

يحيى ويوحنا وجون من هو المعمدان؟




وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



نعرف فى التراث الإسلامى النبى يحيى عليه السلام، ابن زكريا عليه السلام، سلسال ممتد من أنبياء بنى إسرائيل، وقد منحه الله الكريم إلى زكريا بعدما شاب شعره ووهن عظمه حسبما وصف القرآن الكريم ذلك، فأخذ الكتاب بقوة ووقف فى وجه التحريف الذى مارسه بنو إسرائيل فى آيات الله.
بينما يرى أصحاب دين الصابئة أن النبي يحيى هو آخر أنبيائهم ولأنه كان يعمد الناس في نهر الأردن لذا هم يعتمدون الماء جزءا أساسيا في معتقداتهم.
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
بينما تسميه المسيحية "يوحنا المعمدان" وتراه واعظًا ونبيًا يهوديًا ويُعتقد أنه كان أبا روحيا ليسوع المسيح، ابن خالته، وفى إنجيل متى فى العهد الجديد يصور يوحنا على أنه مبشر لوصول المسيح، بينما اعتبره يسوع آخر الأنبياء وأعظمهم.
وجزء من خلفية يوحنا المعمدان، حسبما يذكر موقع ancient-origins هو توقع مجيء المسيح اليهودى، جزء آخر من خلفيته هو وجود مجتمعات الزهد التى تعيش فى الصحراء اليهودية، الذين عاشوا مثل يوحنا المعمدان أسلوب حياة بسيط وتحدثوا عن الحاجة للتحضير للحكم القادم.
المصادر الأساسية ليوحنا المعمدان هى الأناجيل الأربعة، متى، مرقس، لوقا، ويوحنا، كما يقدم المؤرخ فلافيوس جوزيفوس والتقاليد من الكنيسة الأولى تفاصيل، على الرغم من أنها تعتبر فى بعض الأحيان غير موثوق فيها.
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
كان والد يوحنا المعمدان زكريا كاهنًا من أبيا، وكانت زوجته امرأة تدعى إليصابات، ولم تكن زوجة زكريا قادرة على إنجاب أطفال، ولم يكن لديهم أبناء ليحملوا نسبهم.
وذات يوم وقعت لزكريا رؤيا حيث ظهر له ملاك وأخبره أن زوجته ستحمل ابنا سيكون سلفا للمسيح، فأعرب زكريا، بسبب تقدمه فى العمر عن شكوك، لهذا السبب.
وعنما أصبحت إليصابات حاملا زارت مريم التى حملت للتو يسوع، ويقال بأن يوحنا المعمدان تحرك فى بطنها عندما كانت بحضور مريم، وتهدف هذه القصة إلى إظهار أنه حتى عندما لم يولد بعد، اعترف يوحنا المعمدان بمجىء المسيح.
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
على الرغم من أن هناك تقاليد تخبر أن يوحنا المعمدان يجب أن يكون مختبئًا فى الصحراء بسبب غضب هيرودس، على غرار يسوع، فإن معظم هذه القصص تعتبر مجرد أساطير، ما هو معروف، أنه فى مرحلة ما من حياته، ذهب يوحنا المعمدان إلى الصحراء إلى وادى الأردن السفلى، حيث بدأ فى الوعظ.
والكتاب المقدس يقول انه ارتدى وبر الإبل وأكل الجراد والعسل، وأحد أسباب قيامه بذلك كان تقليد الأنبياء القدماء الذين عاشوا أيضًا فى البرية لفترات طويلة من الزمن، وسرعان ما اكتسب يوحنا أتباعًا.
وكانت معمودية يوحنا تتعلق فى المقام الأول بالتوبة والاستعداد للمسيح القادم فهى تحضير لمعمودية قادمة سيديرها كائن أكبر بكثير من نفسه.
وفى إحدى الحالات، جاء العديد من الفريسيين والصدوقيين للاستماع إلى إحدى خطب يوحنا فـأدانهم على أنهم "أبناء الأفاعي"، مستندا إلى ما وصفوا به من نفاق.
كما قدم نصائح محددة للآخرين. ونصح الجنود بعدم الإساءة والرضا بأجورهم. وقد شجع الناس الذين يعيشون بوفرة على أن يعطوا للمحتاجين، "فليعطوا من لديه أثنين من لا يملك." كانت النصائح الأخلاقية من هذا النوع شائعة بين الحاخامات اليهود والأخلاق الهلنستيين.
على الرغم من أن يوحنا يبدو أنه لم يكن متأكدًا فى بعض الأحيان مما إذا كان يسوع هو المسيح، إلا أنه يبدو أنه كان لديه إشارة قوية لهوية يسوع. عندما جاء يسوع أولا ليعمد، رفض يوحنا، مصرا على أن دور المعمدان والمعمد يجب أن يكون العكس. ومع ذلك أصر يسوع.
تشير هذه الحلقة إلى أن يوحنا اشتبه على الأقل فى أهمية يسوع. يتم إثبات دور يسوع كمسيح فى الأناجيل أكثر مما يحدث مباشرة بعد تعميده عندما يسمع صوت من السماء يؤكد أن يسوع هو ابن الله الآب، أو المسيح فى التقليد المسيحي.
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
فى وقت لاحق، عندما كان يوحنا فى السجن، كانت هناك نقطة يرسل فيها بعض تلاميذه إلى يسوع ليسأله عما إذا كان بالفعل هو الشخص الذى يبحثون عنه أو إذا كان عليهم أن يبحثوا عن شخص آخر. يعتقد العديد من اللاهوتيين، مع ذلك، أن هذا لا يعكس الشك أو عدم اليقين من جانب يوحنا ولكنها محاولة لتبديد الشكوك بين تلاميذه بإرسالهم للتحدث إلى يسوع.
لم يكن يوحنا خائفا من مواجهة أصحاب السلطة بشأن الأعمال التى اعتبرها غير أخلاقية، كان هيرودس أنتيباس، حاكم الجليل ووسط شرق الأردن، فى ذلك الوقت، متزوجًا من ابنة أريتاس الرابع ملك الأنباط، أثناء زيارته لروما، وقع فى حب ابنة أخته هيرودياس التى كانت الزوجة السابقة لأخيه هيرودس فيليب، بعد طلاق زوجته الأولى، تزوج هيرودس أنتيباس من هيرودياس، وأدان يوحنا هذا الأمر غير القانونى وفقًا للتعاليم الأخلاقية اليهودية.
واحترم الشعب اليهودى يوحنا كقائد روحى وربما خشى هيرودس من أن يؤدى النبى الذى يشجبه إلى رد فعل سياسى بين اليهود، بغض النظر عن السبب، فألقى القبض على يوحنا ووضعه فى السجن، ومن ناحية أخرى، لم يكن لدى عشيقته، هيرودياس، مثل هذه المخاوف، ذات يوم رقصت ابنتها "سالومى" أمام هيرودس، فأعجب هيرودس وقدم لابنتها ما تشاء، طلبت الفتاة من والدتها هيرودياس، وأخبرتها هيرودياس أن تطلب رأس يوحنا المعمدان. طلبت الفتاة وأجبر هيرودس على الإلزام.
وهكذا، أُعدم الشخص الذى سماه يسوع أعظم الأنبياء بناء على طلب فتاة راقصة.
ويوحنا المعمدان يقدس على نطاق واسع فى التقاليد المسيحية وكان أحد أوائل القديسين الذين يتم منحهم يوم عيد فى كل من الدورات الكاثوليكية الغربية الغربية والشرقية الأرثوذكسية الشرقية.
 
قديم 15 - 01 - 2021, 05:29 PM   رقم المشاركة : ( 32253 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,296,174

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

النبي السابق يوحنا المعمدان


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة





يوحنّا اسم عبري مؤلّف من كلمتين: "يهوه أي الله و"حنان" أي الرأفة.

والده زكريّا ووالدته أليصابات. (مولده: الإصحاح الأوّل من إنجيل لوقا).

- النبي السابق يوحنا المعمدان:


تقيم الكنيسة الأرثوذكسيّة في اليوم السابع من شهر كانون الثاني من كلّ عام تذكارًا حافلاً للنبي السابق المجيد يوحنا المعمدان على غرار العيد الجامع لوالدة الإله الذي احتفلنا به في اليوم التالي من عيد الميلاد المجيد. هكذا جرت العادة في بعض الأعياد السيّدية أن يُكرَّم الشخص المرتبط مباشرة بالحدث السيّديّ.
ولد القدّيس يوحنا المعمدان من والدين تقيين طاعنَين في السنّ هما الكاهن زكريا ووزوجته أليصابات التي كانت عاقرًا. فكان ميلاده عجيبًا. (راجع إنجيل لوقا الإصحاح الاوّل)
تخصص له الكنيسة في طقوسها صلوات كلّ يوم الثلاثاء (كتاب المعزّي)، بالإضافة إلى أعياد أخرى. فهو قدّيس عظيم في الكنيسة، لسيرة حياته ودوره كسابق للمسيح ونبيّ.


- أعياد القدّيس يوحنا


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


للقدّيس يوحنا المعمدان ستّة أعياد على مدار السنة وهي:
* تذكار مولده في 24 حزيران.
* تذكار قطع رأسه في 29 آب.
* تذكار الحبل به في 23 أيلول.
* تذكار العيد الجامع في 7 كانون الثاني.
* تذكار وجود أوّل وثاني لهامته في في 24 شباط.
* تذكار ثالث لوجود هامته في 25 آيار.

- الرّب يسوع تكلّم عن يوحنا المعمدان



وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
"ابْتَدَأَ يَسُوعُ يَقُولُ لِلْجُمُوعِ عَنْ يُوحَنَّا: «مَاذَا خَرَجْتُمْ إِلَى الْبَرِّيَّةِ لِتَنْظُرُوا؟ أَقَصَبَةً تُحَرِّكُهَا الرِّيحُ؟ لكِنْ مَاذَا خَرَجْتُمْ لِتَنْظُرُوا؟ أَإِنْسَانًا لاَبِسًا ثِيَابًا نَاعِمَةً؟ هُوَذَا الَّذِينَ يَلْبَسُونَ الثِّيَابَ النَّاعِمَةَ هُمْ فِي بُيُوتِ الْمُلُوكِ. لكِنْ مَاذَا خَرَجْتُمْ لِتَنْظُرُوا؟ أَنَبِيًّا؟ نَعَمْ، أَقُولُ لَكُمْ، وَأَفْضَلَ مِنْ نَبِيٍّ. فَإِنَّ هذَا هُوَ الَّذِي كُتِبَ عَنْهُ: هَا أَنَا أُرْسِلُ أَمَامَ وَجْهِكَ مَلاَكِي الَّذِي يُهَيِّئُ طَرِيقَكَ قُدَّامَكَ. اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لَمْ يَقُمْ بَيْنَ الْمَوْلُودِينَ مِنَ النِّسَاءِ أَعْظَمُ مِنْ يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانِ، وَلكِنَّ الأَصْغَرَ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ أَعْظَمُ مِنْهُ (. (متى ظ§:ظ،ظ،-ظ،ظ،).

يشرح القدّيس يوحنا الذهبي الفم عن عظمة النبي يوحنا فيقول: "تنبأ الأنبياء الآخرون عن يسوع أنّه قادم، أمّا يوحنا فأشار بإصبعه أنّه جاء حقًا، قائلاً:
"«هُوَذَا حَمَلُ اللهِ الَّذِي يَرْفَعُ خَطِيَّةَ الْعَالَمِ!" (يو ظ¢ظ©:ظ،). لم يكن المعمدان مجرّد نبيّ، ولكنّه عمّد المسيح أيضًا.

بهذا حقّق نبوءة ملاخي إذ تنبأ عن ملاك يسير أمام الرّب. يوحنا انتمى إلى طغمة الملائكة، ليس حسب الطبيعة، بل في حياته ورسالته. فكلمة "ملاك" بالعبرية تعني أيضًا رسول، وهنا هو الرسول الذي يعلن مجيء الرّب.
وهذا بالتالي ما تردّده الكنيسة في طروباريته:
تذكار الصدّيق بالمديح، امّا أنت أيها السابق فتكفيك شهادة الرّبّ، لأنك بالحقيقة قد ظهرت أشرف من كلّ الأنبياء، إذ قد استأهلت أن تعمّد في المجاري من قد كرزوا هم به، لذلك إذ شهدت عن الحق مسروراً، بشّرت الذين في الجحيم بالإله الظاهر في الجسّد، الرافع خطايا العالم والمانح إيانا الرحمة العظمى.


الليتورجية تخبر عن القدّيس يوحنا


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


- هو الوسيط بين العهدين القديم والجديد وخاتمة الأنبياء (صلاة السحر- الأودية السادسة).
- هو مقام من الشريعة والنعمة في آن، مختتماً الأولى ومفتتحاً الثانية (صلاة السحر – الأودية التاسعة).
- هو خاتمة الناموس وباكورة النعمة الجديدة (صلاة السحر- الأودية السابعة).
- هو مساوِ للملائكة بسيرته الغريبة وقد أجاز حياته كمثل ملاك على الأرض، وسكن القفر "منذ عهد الأقمطة" (صلاة السحر– ذكصا الإينوس).
- هو نموذج الزهد والبتولية وحياة التوبة واللاهوى.
- هو زعيم الرهبان وساكن القفار.
- هو لا يكفّ عن الإعداد لمجيء السيّد فينا.
- شهادة القدّيس يوحنا للمسيح هي في كلّ جيل ولكلّ جيل. "أعدّوا طريق الرب. أجعلوا سبله قويمة".

أسماء وألقاب يوحنا المعمدان

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



القدّيس يوحنا المعمدان له عدّة أسماء أو ألقاب مرتبطة برسالته:

1- ملاك الصحراء


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


هذه التسمية أو اللقب نتيجة نبوءة أتت في سفر ملاخي في القرن الخامس قبل الميلاد تقريبًا.
كلمة ملاخي هي كلمة عبريّة تعني "ملاكي" أو "رسولي". وهي تعني هنا ملاك الرّب المرسل من قبله والذي يُعلن خلاصه.
أتى هذا السفر في خضم مرحلة فساد كبيرة جدًا عند الشعب اليهودي، فقد طلّق رجال يهوذا زوجاتهم اليهوديات وتزوّجوا بوثنيات، وعاشوا في زنى وغش وظلم للبائسين، وأهملوا خدمة الهيكل ودفع العشور والتقدمة ودنّسوا السبت، وكانت مخافة الله شبه معدومة.
.كان بعضهم يفسّر أقوال الأنبياء تفسيرًا زمنيًا أي يحدّها ويحصرها في فترة الحكم الملوكي الأرضي وبالتالي لم يدخلوا في مقاصد الله وتدبيره الخلاصي
بالمقابل ساد منطق القوّة والشر بشدّة، فأمام المجاعات التي اجتاحت الشعب شكّوا في محبة الله لهم، وقالوا إنّه لا فائدة تجنى من فعل الصلاح وطاعة الوصايا، فالشرير والمتكّل على ذاته هو الذي ينجح، لذلك يحدثهم السفر عن حقيقة خطاياهم وريائهم الذي أوصلهم إلى هذه الحالة المظلمة.
وأبرز دعوة دعاهم إليها النبيّ هي التوبة وترك خطاياهم لتعود لهم البركات.
والجدير بالملاحظة أن النبيّ ملاخي ذهب أبعد من التوبة ليقول بمجيء المسيح الذي سيأتي بالخلاص وملء البركات. لذلك فلقد تنبأ ملاخي عن مجيء المسيح بصورة واضحة.
هذه النبوءة ينتهي بها الكتاب في العهد القديم لتلهب القلوب بانتظار المسيح شمس البر، وبهذه النبوءة ينتهي زمن الأنبياء، فلن يأتي أنبياء بعد ملاخي، وأوّل من سيأتي هو القدّيس يوحنا المعمدان، الملاك الذي يهيئ الطريق أمام المسيح.
وهنا كان من المفترض أن يأتي دور الكتبة والفرّيسيين والكهنة الذين كان يجب أن يفسّروا النبوءات بروح العفة والطهارة.

آية ملاخي والنبي وتفسيرها



وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



نقرأ في الإصحاح الثالث من هذا السفر "«هأَنَذَا أُرْسِلُ مَلاَكِي فَيُهَيِّئُ الطَّرِيقَ أَمَامِي. وَيَأْتِي بَغْتَةً إِلَى هَيْكَلِهِ السَّيِّدُ الَّذِي تَطْلُبُونَهُ، وَمَلاَكُ الْعَهْدِ الَّذِي تُسَرُّونَ بِهِ. هُوَذَا يَأْتِي، قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ» (ملاخي ظ،:ظ£). وبهذه الآية بالذات افتتح مرقس الإنجيلي بشارته ليتكلّم عن يوحنا النبيّ (مرقس ظ¢:ظ،).
كلمة ملاك في آية ملاخي مذكورة مرّتين:

* في المرّة الأولى تمثّل المرسَل أيّ الملاك الذي سيرسله الرّب ليعدَ طريقه، إذ أن المتكلّم هنا هو ربّ الجنود، أي الله نفسه.

* في المرّة الثانيّة تعني المسيح الذي هو ملاك العهد. والذي سيأتي قبله من يهيئ الطريق أمامه كملاك أيضًا. وهذا هو الارتباط بين اسم النبي وموضوع نبوءته.
فهذه الآية هي تهيئة لمجيء المسيَّا وجواب لأيّة تسبقها مباشرةً، يظهر فيها استهزاء الأشرار واستخفافهم بمجيء الربّ وخلاصه: "أين إله العدل؟" (ملاخي ظ،ظ§:ظ¢).
لقد هيأ الله البشريّة لمجيئه منذ سقوط آدم وحواء إذ أعطاهما الوعد:"وَأَضَعُ عَدَاوَةً بَيْنَكِ وَبَيْنَ الْمَرْأَةِ،وَبَيْنَ نَسْلِكِ وَنَسْلِهَا. هُوَ يَسْحَقُ رَأْسَكِ، وَأَنْتِ تَسْحَقِينَ عَقِبَه"(تك ظ£: ظ،ظ¥). وجاء الآباء البطاركة الأول (لثلاثة الأوّلون) ثم الأنبياء يقدّمون رموزًا ونبوءات عن مجيئه، وأخيرًا أرسل الله يوحنا المعمدان كملاكٍ يهيئ الطريق للمسيّا المخلّص الموعود به،فكان خاتم أنبياء العهد القديم، والسابق والصابغللربّ يسوع المسيح.



وتتوافق هذه الآية مع أمرين:
- الأمر الأوّل ما قاله الملاك جبرائيل عن الصبي يوحنا لزكريا الشيخ والده:
"وَيَرُدُّ كَثِيرِينَ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ إِلَى الرَّبِّ إِلهِهِمْ. وَيَتَقَدَّمُ أَمَامَهُ بِرُوحِ إِيلِيَّا وَقُوَّتِهِ، لِيَرُدَّ قُلُوبَ الآبَاءِ إِلَى الأَبْنَاءِ، وَالْعُصَاةَ إِلَى فِكْرِ الأَبْرَارِ، لِكَيْ يُهَيِّئَ لِلرَّبِّ شَعْبًا مُسْتَعِدًّا»." (لوقاظ،ظ¦:ظ،-ظ،ظ§).
- الأمر الثاني ما تنبئ به زكريّا بنفسه بعد أن حل الله رباط لسانه فور ولادة يوحنا، وتدوين اسمه على لوحٍ: "وَأَنْتَ أَيُّهَا الصَّبِيُّ نَبِيَّ الْعَلِيِّ تُدْعَى، لأَنَّكَ تَتَقَدَّمُ أَمَامَ وَجْهِ الرَّبِّ لِتُعِدَّ طُرُقَهُ." (لوقا ظ§ظ¦:ظ،).
واضحٌ أنّ رسالة القديس يوحنا المعمدان هي نبويّة إلهيّة مسيانيّة. إنّها رسالة استلمها من السماء لأهل السماء، أيّ البشريّة التي أضاعت غالبيّتها هويّتها الحقيقيّة.
لقد خُتمت كتُب العهد القديم بهذا الوعد بانتظار من يأتي ويحقق الوعد ألا وهو واضع الشريعة والناموس صاحب العهد القديم، ويفتتح عهدًا جديدً بتجسّده وصلبه وقيامته.


المفارقة هنا هي التالية:

"الخلاص ليس بالانتماء الجسدي العضوي لإبراهيم أبي الآباء، بل بمجيء ذاك الذي ترجّى إبراهيم مجيئه أيّ الرّب يسوع المسيح. "وَأَمَّا الْمَوَاعِيدُ فَقِيلَتْ فِي إِبْرَاهِيمَ وَفِي نَسْلِهِ. لاَ يَقُولُ: «وَفِي الأَنْسَالِ» كَأَنَّهُ عَنْ كَثِيرِينَ، بَلْ كَأَنَّهُ عَنْ وَاحِدٍ: «وَفِي نَسْلِكَ» الَّذِي هُوَ الْمَسِيحُ." (غلاطية ظ،ظ¦:ظ£).


يؤكّد النبي ملاخي أن المسّيا الرّب يأتي بغتة إلى هيكله، الذي يطلبه الأتقياء، خائفوا الربّ، منذ أيام آدم وحواء. إنهم ينتظرونه بفرحٍ عظيمٍ.
- "كانوا ينتظرون تعزية إسرائيل (لوظ¢ظ¥:ظ¢)، والجميع ينتظره (لوظ£ظ¨:ظ¢)، إذًا هو " وَيَأْتِي مُشْتَهَى كُلِّ الأُمَمِ" (حجيظ§:ظ¢). ويجد الناس كلّهم فيه مسرّة قلوبهم.
- "يأتي بغتة": وهنا معنى زمني واسخاتولوجي (أخرويّ).
فعن ميلاده الزمني أكّد الكهنة أنّه يولد في بيت لحم أفراتا، لكنّه جاء بالنسبة إليهم بغتة، إذ لم يتهيؤوا لمجيئه، رغم معرفتهم بذلك.
وبالنسبة إلى مجيئه الاسخاتولوجي أي المجيء الأخروي (الثاني، في آخر الأزمنة)، فيسوع هو فاتح الأسفار والكتب، وهو الديّان العادل.

- "إلى هيكله": والهيكل هنا هو أبعد بكثير من الهيكل الحجري، بل هو الإنسان نفسه. "فَأَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُماَ: «اذْهَبَا وَأَخْبِرَا يُوحَنَّا بِمَا رَأَيْتُمَا وَسَمِعْتُمَا: إِنَّ الْعُمْيَ يُبْصِرُونَ، وَالْعُرْجَ يَمْشُونَ، وَالْبُرْصَ يُطَهَّرُونَ، وَالصُّمَّ يَسْمَعُونَ، وَالْمَوْتَى يَقُومُونَ، وَالْمَسَاكِينَ يُبَشَّرُونَ" (لوظ¢ظ¢:ظ§).
صحيح أنّ المسيح لم ينقض الناموس ولا الشريعة، ولكنّه بالمقابل ذكّر اليهود والفريسيين أن الله جعل السبت لخدمة الإنسان وليس العكس. وصحيح أنّه علمّنا احترام الهيكل وحرمته، إلّا أنّه أكّد أنّه يريد أن يسكن في قلوبنا. هذا هو العهد الجديد.
"بَلْ هذَا هُوَ الْعَهْدُ الَّذِي أَقْطَعُهُ مَعَ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ بَعْدَ تِلْكَ الأَيَّامِ، يَقُولُ الرَّبُّ: أَجْعَلُ شَرِيعَتِي فِي دَاخِلِهِمْ وَأَكْتُبُهَا عَلَى قُلُوبِهِمْ، وَأَكُونُ لَهُمْ إِلهًا وَهُمْ يَكُونُونَ لِي شَعْبًا." (إرميا ظ£ظ£:ظ£ظ،).


2- خاتمة أنبياء العهد القديم


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


هو آخر نبيّ أعلن مجيء الرّب يسوع المسيح فكان وسيطًا بين العهدين القديم والجديد.
الأناجيل الأربعة ذكرته بدورها:

- «تُوبُوا، لأَنَّهُ قَدِ اقْتَرَبَ مَلَكُوتُ السَّماوَاتِ. فَإِنَّ هذَا هُوَ الَّذِي قِيلَ عَنْهُ بِإِشَعْيَاءَ النَّبِيِّ الْقَائِلِ: صَوْتُ صَارِخٍ فِي الْبَرِّيَّةِ: أَعِدُّوا طَرِيقَ الرَّبِّ. اصْنَعُوا سُبُلَهُ مُسْتَقِيمَةً» (مت ظ¢:ظ£-ظ£).
- "كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِي الأَنْبِيَاءِ: «هَا أَنَا أُرْسِلُ أَمَامَ وَجْهِكَ مَلاَكِي، الَّذِي يُهَيِّئُ طَرِيقَكَ قُدَّامَكَ. صَوْتُ صَارِخٍ فِي الْبَرِّيَّةِ: أَعِدُّوا طَرِيقَ الرَّبِّ، اصْنَعُوا سُبُلَهُ مُسْتَقِيمَةً» (مرقسظ¢:ظ،-ظ£).
- "فجاء (يوحنا) إلى جميع الكورة المحيطة بالأردن يكرز بمعمودية التوبة لمغفرة الخطايا. كما هو مكتوب في سفر أشعياء النبي: «فَجَاءَ إِلَى جَمِيعِ الْكُورَةِ الْمُحِيطَةِ بِالأُرْدُنِّ يَكْرِزُ بِمَعْمُودِيَّةِ التَّوْبَةِ لِمَغْفِرَةِ الْخَطَايَا، كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِي سِفْرِ أقْوَالِ إِشَعْيَاءَ النَّبِيِّ الْقَائِلِ: «صَوْتُ صَارِخٍ فِي الْبَرِّيَّةِ: أَعِدُّوا طَرِيقَ الرَّبِّ، اصْنَعُوا سُبُلَهُ مُسْتَقِيمَةً. كُلُّ وَادٍ يَمْتَلِئُ، وَكُلُّ جَبَل وَأَكَمَةٍ يَنْخَفِضُ، وَتَصِيرُ الْمُعْوَجَّاتُ مُسْتَقِيمَةً، وَالشِّعَابُ طُرُقًا سَهْلَةً، وَيُبْصِرُ كُلُّ بَشَرٍ خَلاَصَ اللهِ»" (لوظ£:ظ£-ظ¦).
- "وَهذِهِ هِيَ شَهَادَةُ يُوحَنَّا، حِينَ أَرْسَلَ الْيَهُودُ مِنْ أُورُشَلِيمَ كَهَنَةً وَلاَوِيِّينَ لِيَسْأَلُوهُ: «مَنْ أَنْتَ؟» فَاعْتَرَفَ وَلَمْ يُنْكِرْ، وَأَقَرَّ: «إِنِّي لَسْتُ أَنَا الْمَسِيحَ». فَسَأَلُوهُ: «إِذًا مَاذَا؟ إِيلِيَّا أَنْتَ؟» فَقَالَ: «لَسْتُ أَنَا». «أَلنَّبِيُّ أَنْتَ؟» فَأَجَابَ: «لاَ». فَقَالُوا لَهُ: «مَنْ أَنْتَ، لِنُعْطِيَ جَوَابًا لِلَّذِينَ أَرْسَلُونَا؟ مَاذَا تَقُولُ عَنْ نَفْسِكَ؟» قَالَ: «أَنَا صَوْتُ صَارِخٍ فِي الْبَرِّيَّةِ: قَوِّمُوا طَرِيقَ الرَّبِّ، كَمَا قَالَ إِشَعْيَاءُ النَّبِيُّ» (يوظ،ظ©:ظ،-ظ¢ظ£).

3- السابق خ*دپدŒخ´دپخ؟خ¼خ؟د‚





وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


كلمة سابق أي سبق مجيء الرّب. وقد نادى يوحنا بيسوع فاديًا ومخلّصًا وأعظم منه بكثير. هذه هي قداسته أنّه اعتبر نفسه لا شيء أمام إلهه.
"وَكَانَ يَكْرِزُ قَائِلًا: «يَأْتِي بَعْدِي مَنْ هُوَ أَقْوَى مِنِّي، الَّذِي لَسْتُ أَهْلًا أَنْ أَنْحَنِيَ وَأَحُلَّ سُيُورَ حِذَائِه» (مرظ§:ظ،).
"أَنْتُمْ أَنْفُسُكُمْ تَشْهَدُونَ لِي أَنِّي قُلْتُ: لَسْتُ أَنَا الْمَسِيحَ بَلْ إِنِّي مُرْسَلٌ أَمَامَهُ. مَنْ لَهُ الْعَرُوسُ فَهُوَ الْعَرِيسُ، وَأَمَّا صَدِيقُ الْعَرِيسِ الَّذِي يَقِفُ وَيَسْمَعُهُ فَيَفْرَحُ فَرَحًا مِنْ أَجْلِ صَوْتِ الْعَرِيسِ. إِذًا فَرَحِي هذَا قَدْ كَمَلَ. يَنْبَغِي أَنَّ ذلِكَ يَزِيدُ وَأَنِّي أَنَا أَنْقُصُ" (يوظ£: ظ¢ظ¨-ظ£ظ*).
كونه السابق نشاهد دائمًا في الإيقونسطاس (أي حامل الأيقونات) أيقونة القدّيس يوحنا المعمدان على يسار أيقونة السيّد أيّ الرّب يسوع.




4- الصابغ


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


كلمة الصابغ مشتقّة من فعل صبغ وهذا يعني التغطيس الكامل من أجل محو ما هو قديم وأخذ حلّةً جديدة.
ولهذا الفعل معنى لاهوتيٌّ كبير جدًا في المسيحية فهو يشير إلى موت يسوع وقيامته.
جواب يسوع لابني زبدة بشأن طلبهما الجلوس عن يمينه وعن يساره، هو خير جواب لكلمة اصطباغ ويعطي المعنى الكامل والحقيقي لفعل صبغ وكلمة "الصابغ": «فَأَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ: «لَسْتُمَا تَعْلَمَانِ مَا تَطْلُبَانِ. أَتَسْتَطِيعَانِ أَنْ تَشْرَبَا الْكَأْسَ الَّتِي سَوْفَ أَشْرَبُهَا أَنَا، وَأَنْ تَصْطَبِغَا بِالصِّبْغَةِ الَّتِي أَصْطَبغُ بِهَا أَنَا؟» قَالاَ لَهُ: «نَسْتَطِيعُ» (متظ¢ظ¢:ظ¢ظ*).
ملاحظة: فعل "صبغ" باللغة اليونانيّة خ²خ±د€د„خ¯خ¶د‰ Baptأ*zإچ وترجم إلى اللغة الإنكليزية To Baptize.
وإذا أنعمنا النظر، وجدنا ما يلي: "أَنَا أُعَمِّدُكُمْ بِمَاءٍ لِلتَّوْبَةِ، وَلكِنِ الَّذِي يَأْتِي بَعْدِي هُوَ أَقْوَى مِنِّي، الَّذِي لَسْتُ أَهْلًا أَنْ أَحْمِلَ حِذَاءَهُ. هُوَ سَيُعَمِّدُكُمْ بِالرُّوحِ الْقُدُسِ وَنَار" (مت ظ،ظ،:ظ£).

النار تحرق الخطايا ولكنّها أيضًا قوّة. فعمادة الرّب لا تعادلها أي معمودية أخرى. وهذا ما قاله سابقًا النبي أشعياء: "إِذَا غَسَلَ السَّيِّدُ قَذَرَ بَنَاتِ صِهْيَوْنَ، وَنَقَّى دَمَ أُورُشَلِيمَ مِنْ وَسَطِهَا بِرُوحِ الْقَضَاءِ وَبِرُوحِ الإِحْرَاقِ" (أشظ¤:ظ¤).


الخصائص المشتركة في أيقونات القدّيس يوحنا المعمدان


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

- رشاقة قامته: دلالة على حياة النسك والصوم. كان طعامه جراداً وعسلاً برّيًا.
- الطابع النسكي على وجهه: تحمّل حياة الجفاف والفقر في الصحراء، وكان مجاهداً الله ودائم الاستعداد لإعلان كلمته.
- ثيابه: لونها أخضر ترابي من وبر الإبل. هذا ما ورد في الإنجيل، وفي هذا يشبه نموذج إيليا.

- ملاحظة:
في معظم الأيقونات نرى رأسه مقطوعًا لأنّه استشهد من أجل الحق الذي هو المسيح. يوحنا لم يساوم على إعلان الحق وأعلن لهيرودس خطيئته جهارًا.

 
قديم 15 - 01 - 2021, 05:29 PM   رقم المشاركة : ( 32254 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,296,174

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

أعياد القدّيس يوحنا


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


للقدّيس يوحنا المعمدان ستّة أعياد على مدار السنة وهي:
* تذكار مولده في 24 حزيران.
* تذكار قطع رأسه في 29 آب.
* تذكار الحبل به في 23 أيلول.
* تذكار العيد الجامع في 7 كانون الثاني.
* تذكار وجود أوّل وثاني لهامته في في 24 شباط.
* تذكار ثالث لوجود هامته في 25 آيار.
 
قديم 15 - 01 - 2021, 05:30 PM   رقم المشاركة : ( 32255 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,296,174

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الرّب يسوع تكلّم عن يوحنا المعمدان



وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
"ابْتَدَأَ يَسُوعُ يَقُولُ لِلْجُمُوعِ عَنْ يُوحَنَّا: «مَاذَا خَرَجْتُمْ إِلَى الْبَرِّيَّةِ لِتَنْظُرُوا؟ أَقَصَبَةً تُحَرِّكُهَا الرِّيحُ؟ لكِنْ مَاذَا خَرَجْتُمْ لِتَنْظُرُوا؟ أَإِنْسَانًا لاَبِسًا ثِيَابًا نَاعِمَةً؟ هُوَذَا الَّذِينَ يَلْبَسُونَ الثِّيَابَ النَّاعِمَةَ هُمْ فِي بُيُوتِ الْمُلُوكِ. لكِنْ مَاذَا خَرَجْتُمْ لِتَنْظُرُوا؟ أَنَبِيًّا؟ نَعَمْ، أَقُولُ لَكُمْ، وَأَفْضَلَ مِنْ نَبِيٍّ. فَإِنَّ هذَا هُوَ الَّذِي كُتِبَ عَنْهُ: هَا أَنَا أُرْسِلُ أَمَامَ وَجْهِكَ مَلاَكِي الَّذِي يُهَيِّئُ طَرِيقَكَ قُدَّامَكَ. اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لَمْ يَقُمْ بَيْنَ الْمَوْلُودِينَ مِنَ النِّسَاءِ أَعْظَمُ مِنْ يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانِ، وَلكِنَّ الأَصْغَرَ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ أَعْظَمُ مِنْهُ (. (متى ظ§:ظ،ظ،-ظ،ظ،).
يشرح القدّيس يوحنا الذهبي الفم عن عظمة النبي يوحنا فيقول: "تنبأ الأنبياء الآخرون عن يسوع أنّه قادم، أمّا يوحنا فأشار بإصبعه أنّه جاء حقًا، قائلاً:
"«هُوَذَا حَمَلُ اللهِ الَّذِي يَرْفَعُ خَطِيَّةَ الْعَالَمِ!" (يو ظ¢ظ©:ظ،). لم يكن المعمدان مجرّد نبيّ، ولكنّه عمّد المسيح أيضًا.
بهذا حقّق نبوءة ملاخي إذ تنبأ عن ملاك يسير أمام الرّب. يوحنا انتمى إلى طغمة الملائكة، ليس حسب الطبيعة، بل في حياته ورسالته. فكلمة "ملاك" بالعبرية تعني أيضًا رسول، وهنا هو الرسول الذي يعلن مجيء الرّب.
وهذا بالتالي ما تردّده الكنيسة في طروباريته:
تذكار الصدّيق بالمديح، امّا أنت أيها السابق فتكفيك شهادة الرّبّ، لأنك بالحقيقة قد ظهرت أشرف من كلّ الأنبياء، إذ قد استأهلت أن تعمّد في المجاري من قد كرزوا هم به، لذلك إذ شهدت عن الحق مسروراً، بشّرت الذين في الجحيم بالإله الظاهر في الجسّد، الرافع خطايا العالم والمانح إيانا الرحمة العظمى.

 
قديم 15 - 01 - 2021, 05:30 PM   رقم المشاركة : ( 32256 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,296,174

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الليتورجية تخبر عن القدّيس يوحنا


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


- هو الوسيط بين العهدين القديم والجديد وخاتمة الأنبياء (صلاة السحر- الأودية السادسة).
- هو مقام من الشريعة والنعمة في آن، مختتماً الأولى ومفتتحاً الثانية (صلاة السحر – الأودية التاسعة).
- هو خاتمة الناموس وباكورة النعمة الجديدة (صلاة السحر- الأودية السابعة).
- هو مساوِ للملائكة بسيرته الغريبة وقد أجاز حياته كمثل ملاك على الأرض، وسكن القفر "منذ عهد الأقمطة" (صلاة السحر– ذكصا الإينوس).
- هو نموذج الزهد والبتولية وحياة التوبة واللاهوى.
- هو زعيم الرهبان وساكن القفار.
- هو لا يكفّ عن الإعداد لمجيء السيّد فينا.
- شهادة القدّيس يوحنا للمسيح هي في كلّ جيل ولكلّ جيل. "أعدّوا طريق الرب. أجعلوا سبله قويمة".
 
قديم 15 - 01 - 2021, 05:31 PM   رقم المشاركة : ( 32257 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,296,174

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

أسماء وألقاب يوحنا المعمدان

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



القدّيس يوحنا المعمدان له عدّة أسماء أو ألقاب مرتبطة برسالته:

1- ملاك الصحراء


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

هذه التسمية أو اللقب نتيجة نبوءة أتت في سفر ملاخي في القرن الخامس قبل الميلاد تقريبًا.
كلمة ملاخي هي كلمة عبريّة تعني "ملاكي" أو "رسولي". وهي تعني هنا ملاك الرّب المرسل من قبله والذي يُعلن خلاصه.
أتى هذا السفر في خضم مرحلة فساد كبيرة جدًا عند الشعب اليهودي، فقد طلّق رجال يهوذا زوجاتهم اليهوديات وتزوّجوا بوثنيات، وعاشوا في زنى وغش وظلم للبائسين، وأهملوا خدمة الهيكل ودفع العشور والتقدمة ودنّسوا السبت، وكانت مخافة الله شبه معدومة.
.كان بعضهم يفسّر أقوال الأنبياء تفسيرًا زمنيًا أي يحدّها ويحصرها في فترة الحكم الملوكي الأرضي وبالتالي لم يدخلوا في مقاصد الله وتدبيره الخلاصي
بالمقابل ساد منطق القوّة والشر بشدّة، فأمام المجاعات التي اجتاحت الشعب شكّوا في محبة الله لهم، وقالوا إنّه لا فائدة تجنى من فعل الصلاح وطاعة الوصايا، فالشرير والمتكّل على ذاته هو الذي ينجح، لذلك يحدثهم السفر عن حقيقة خطاياهم وريائهم الذي أوصلهم إلى هذه الحالة المظلمة.
وأبرز دعوة دعاهم إليها النبيّ هي التوبة وترك خطاياهم لتعود لهم البركات.
والجدير بالملاحظة أن النبيّ ملاخي ذهب أبعد من التوبة ليقول بمجيء المسيح الذي سيأتي بالخلاص وملء البركات. لذلك فلقد تنبأ ملاخي عن مجيء المسيح بصورة واضحة.
هذه النبوءة ينتهي بها الكتاب في العهد القديم لتلهب القلوب بانتظار المسيح شمس البر، وبهذه النبوءة ينتهي زمن الأنبياء، فلن يأتي أنبياء بعد ملاخي، وأوّل من سيأتي هو القدّيس يوحنا المعمدان، الملاك الذي يهيئ الطريق أمام المسيح.
وهنا كان من المفترض أن يأتي دور الكتبة والفرّيسيين والكهنة الذين كان يجب أن يفسّروا النبوءات بروح العفة والطهارة.

آية ملاخي والنبي وتفسيرها



وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



نقرأ في الإصحاح الثالث من هذا السفر "«هأَنَذَا أُرْسِلُ مَلاَكِي فَيُهَيِّئُ الطَّرِيقَ أَمَامِي. وَيَأْتِي بَغْتَةً إِلَى هَيْكَلِهِ السَّيِّدُ الَّذِي تَطْلُبُونَهُ، وَمَلاَكُ الْعَهْدِ الَّذِي تُسَرُّونَ بِهِ. هُوَذَا يَأْتِي، قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ» (ملاخي ظ،:ظ£). وبهذه الآية بالذات افتتح مرقس الإنجيلي بشارته ليتكلّم عن يوحنا النبيّ (مرقس ظ¢:ظ،).
كلمة ملاك في آية ملاخي مذكورة مرّتين:

* في المرّة الأولى تمثّل المرسَل أيّ الملاك الذي سيرسله الرّب ليعدَ طريقه، إذ أن المتكلّم هنا هو ربّ الجنود، أي الله نفسه.
* في المرّة الثانيّة تعني المسيح الذي هو ملاك العهد. والذي سيأتي قبله من يهيئ الطريق أمامه كملاك أيضًا. وهذا هو الارتباط بين اسم النبي وموضوع نبوءته.
فهذه الآية هي تهيئة لمجيء المسيَّا وجواب لأيّة تسبقها مباشرةً، يظهر فيها استهزاء الأشرار واستخفافهم بمجيء الربّ وخلاصه: "أين إله العدل؟" (ملاخي ظ،ظ§:ظ¢).
لقد هيأ الله البشريّة لمجيئه منذ سقوط آدم وحواء إذ أعطاهما الوعد:"وَأَضَعُ عَدَاوَةً بَيْنَكِ وَبَيْنَ الْمَرْأَةِ،وَبَيْنَ نَسْلِكِ وَنَسْلِهَا. هُوَ يَسْحَقُ رَأْسَكِ، وَأَنْتِ تَسْحَقِينَ عَقِبَه"(تك ظ£: ظ،ظ¥). وجاء الآباء البطاركة الأول (لثلاثة الأوّلون) ثم الأنبياء يقدّمون رموزًا ونبوءات عن مجيئه، وأخيرًا أرسل الله يوحنا المعمدان كملاكٍ يهيئ الطريق للمسيّا المخلّص الموعود به،فكان خاتم أنبياء العهد القديم، والسابق والصابغللربّ يسوع المسيح.



وتتوافق هذه الآية مع أمرين:
- الأمر الأوّل ما قاله الملاك جبرائيل عن الصبي يوحنا لزكريا الشيخ والده:
"وَيَرُدُّ كَثِيرِينَ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ إِلَى الرَّبِّ إِلهِهِمْ. وَيَتَقَدَّمُ أَمَامَهُ بِرُوحِ إِيلِيَّا وَقُوَّتِهِ، لِيَرُدَّ قُلُوبَ الآبَاءِ إِلَى الأَبْنَاءِ، وَالْعُصَاةَ إِلَى فِكْرِ الأَبْرَارِ، لِكَيْ يُهَيِّئَ لِلرَّبِّ شَعْبًا مُسْتَعِدًّا»." (لوقاظ،ظ¦:ظ،-ظ،ظ§).
- الأمر الثاني ما تنبئ به زكريّا بنفسه بعد أن حل الله رباط لسانه فور ولادة يوحنا، وتدوين اسمه على لوحٍ: "وَأَنْتَ أَيُّهَا الصَّبِيُّ نَبِيَّ الْعَلِيِّ تُدْعَى، لأَنَّكَ تَتَقَدَّمُ أَمَامَ وَجْهِ الرَّبِّ لِتُعِدَّ طُرُقَهُ." (لوقا ظ§ظ¦:ظ،).
واضحٌ أنّ رسالة القديس يوحنا المعمدان هي نبويّة إلهيّة مسيانيّة. إنّها رسالة استلمها من السماء لأهل السماء، أيّ البشريّة التي أضاعت غالبيّتها هويّتها الحقيقيّة.
لقد خُتمت كتُب العهد القديم بهذا الوعد بانتظار من يأتي ويحقق الوعد ألا وهو واضع الشريعة والناموس صاحب العهد القديم، ويفتتح عهدًا جديدً بتجسّده وصلبه وقيامته.


المفارقة هنا هي التالية:

"الخلاص ليس بالانتماء الجسدي العضوي لإبراهيم أبي الآباء، بل بمجيء ذاك الذي ترجّى إبراهيم مجيئه أيّ الرّب يسوع المسيح. "وَأَمَّا الْمَوَاعِيدُ فَقِيلَتْ فِي إِبْرَاهِيمَ وَفِي نَسْلِهِ. لاَ يَقُولُ: «وَفِي الأَنْسَالِ» كَأَنَّهُ عَنْ كَثِيرِينَ، بَلْ كَأَنَّهُ عَنْ وَاحِدٍ: «وَفِي نَسْلِكَ» الَّذِي هُوَ الْمَسِيحُ." (غلاطية ظ،ظ¦:ظ£).


يؤكّد النبي ملاخي أن المسّيا الرّب يأتي بغتة إلى هيكله، الذي يطلبه الأتقياء، خائفوا الربّ، منذ أيام آدم وحواء. إنهم ينتظرونه بفرحٍ عظيمٍ.
- "كانوا ينتظرون تعزية إسرائيل (لوظ¢ظ¥:ظ¢)، والجميع ينتظره (لوظ£ظ¨:ظ¢)، إذًا هو " وَيَأْتِي مُشْتَهَى كُلِّ الأُمَمِ" (حجيظ§:ظ¢). ويجد الناس كلّهم فيه مسرّة قلوبهم.
- "يأتي بغتة": وهنا معنى زمني واسخاتولوجي (أخرويّ).
فعن ميلاده الزمني أكّد الكهنة أنّه يولد في بيت لحم أفراتا، لكنّه جاء بالنسبة إليهم بغتة، إذ لم يتهيؤوا لمجيئه، رغم معرفتهم بذلك.
وبالنسبة إلى مجيئه الاسخاتولوجي أي المجيء الأخروي (الثاني، في آخر الأزمنة)، فيسوع هو فاتح الأسفار والكتب، وهو الديّان العادل.
- "إلى هيكله": والهيكل هنا هو أبعد بكثير من الهيكل الحجري، بل هو الإنسان نفسه. "فَأَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُماَ: «اذْهَبَا وَأَخْبِرَا يُوحَنَّا بِمَا رَأَيْتُمَا وَسَمِعْتُمَا: إِنَّ الْعُمْيَ يُبْصِرُونَ، وَالْعُرْجَ يَمْشُونَ، وَالْبُرْصَ يُطَهَّرُونَ، وَالصُّمَّ يَسْمَعُونَ، وَالْمَوْتَى يَقُومُونَ، وَالْمَسَاكِينَ يُبَشَّرُونَ" (لوظ¢ظ¢:ظ§).
صحيح أنّ المسيح لم ينقض الناموس ولا الشريعة، ولكنّه بالمقابل ذكّر اليهود والفريسيين أن الله جعل السبت لخدمة الإنسان وليس العكس. وصحيح أنّه علمّنا احترام الهيكل وحرمته، إلّا أنّه أكّد أنّه يريد أن يسكن في قلوبنا. هذا هو العهد الجديد.
"بَلْ هذَا هُوَ الْعَهْدُ الَّذِي أَقْطَعُهُ مَعَ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ بَعْدَ تِلْكَ الأَيَّامِ، يَقُولُ الرَّبُّ: أَجْعَلُ شَرِيعَتِي فِي دَاخِلِهِمْ وَأَكْتُبُهَا عَلَى قُلُوبِهِمْ، وَأَكُونُ لَهُمْ إِلهًا وَهُمْ يَكُونُونَ لِي شَعْبًا." (إرميا ظ£ظ£:ظ£ظ،).

2- خاتمة أنبياء العهد القديم


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

هو آخر نبيّ أعلن مجيء الرّب يسوع المسيح فكان وسيطًا بين العهدين القديم والجديد.
الأناجيل الأربعة ذكرته بدورها:

- «تُوبُوا، لأَنَّهُ قَدِ اقْتَرَبَ مَلَكُوتُ السَّماوَاتِ. فَإِنَّ هذَا هُوَ الَّذِي قِيلَ عَنْهُ بِإِشَعْيَاءَ النَّبِيِّ الْقَائِلِ: صَوْتُ صَارِخٍ فِي الْبَرِّيَّةِ: أَعِدُّوا طَرِيقَ الرَّبِّ. اصْنَعُوا سُبُلَهُ مُسْتَقِيمَةً» (مت ظ¢:ظ£-ظ£).
- "كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِي الأَنْبِيَاءِ: «هَا أَنَا أُرْسِلُ أَمَامَ وَجْهِكَ مَلاَكِي، الَّذِي يُهَيِّئُ طَرِيقَكَ قُدَّامَكَ. صَوْتُ صَارِخٍ فِي الْبَرِّيَّةِ: أَعِدُّوا طَرِيقَ الرَّبِّ، اصْنَعُوا سُبُلَهُ مُسْتَقِيمَةً» (مرقسظ¢:ظ،-ظ£).
- "فجاء (يوحنا) إلى جميع الكورة المحيطة بالأردن يكرز بمعمودية التوبة لمغفرة الخطايا. كما هو مكتوب في سفر أشعياء النبي: «فَجَاءَ إِلَى جَمِيعِ الْكُورَةِ الْمُحِيطَةِ بِالأُرْدُنِّ يَكْرِزُ بِمَعْمُودِيَّةِ التَّوْبَةِ لِمَغْفِرَةِ الْخَطَايَا، كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِي سِفْرِ أقْوَالِ إِشَعْيَاءَ النَّبِيِّ الْقَائِلِ: «صَوْتُ صَارِخٍ فِي الْبَرِّيَّةِ: أَعِدُّوا طَرِيقَ الرَّبِّ، اصْنَعُوا سُبُلَهُ مُسْتَقِيمَةً. كُلُّ وَادٍ يَمْتَلِئُ، وَكُلُّ جَبَل وَأَكَمَةٍ يَنْخَفِضُ، وَتَصِيرُ الْمُعْوَجَّاتُ مُسْتَقِيمَةً، وَالشِّعَابُ طُرُقًا سَهْلَةً، وَيُبْصِرُ كُلُّ بَشَرٍ خَلاَصَ اللهِ»" (لوظ£:ظ£-ظ¦).
- "وَهذِهِ هِيَ شَهَادَةُ يُوحَنَّا، حِينَ أَرْسَلَ الْيَهُودُ مِنْ أُورُشَلِيمَ كَهَنَةً وَلاَوِيِّينَ لِيَسْأَلُوهُ: «مَنْ أَنْتَ؟» فَاعْتَرَفَ وَلَمْ يُنْكِرْ، وَأَقَرَّ: «إِنِّي لَسْتُ أَنَا الْمَسِيحَ». فَسَأَلُوهُ: «إِذًا مَاذَا؟ إِيلِيَّا أَنْتَ؟» فَقَالَ: «لَسْتُ أَنَا». «أَلنَّبِيُّ أَنْتَ؟» فَأَجَابَ: «لاَ». فَقَالُوا لَهُ: «مَنْ أَنْتَ، لِنُعْطِيَ جَوَابًا لِلَّذِينَ أَرْسَلُونَا؟ مَاذَا تَقُولُ عَنْ نَفْسِكَ؟» قَالَ: «أَنَا صَوْتُ صَارِخٍ فِي الْبَرِّيَّةِ: قَوِّمُوا طَرِيقَ الرَّبِّ، كَمَا قَالَ إِشَعْيَاءُ النَّبِيُّ» (يوظ،ظ©:ظ،-ظ¢ظ£).

3- السابق خ*دپدŒخ´دپخ؟خ¼خ؟د‚





وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


كلمة سابق أي سبق مجيء الرّب. وقد نادى يوحنا بيسوع فاديًا ومخلّصًا وأعظم منه بكثير. هذه هي قداسته أنّه اعتبر نفسه لا شيء أمام إلهه.
"وَكَانَ يَكْرِزُ قَائِلًا: «يَأْتِي بَعْدِي مَنْ هُوَ أَقْوَى مِنِّي، الَّذِي لَسْتُ أَهْلًا أَنْ أَنْحَنِيَ وَأَحُلَّ سُيُورَ حِذَائِه» (مرظ§:ظ،).
"أَنْتُمْ أَنْفُسُكُمْ تَشْهَدُونَ لِي أَنِّي قُلْتُ: لَسْتُ أَنَا الْمَسِيحَ بَلْ إِنِّي مُرْسَلٌ أَمَامَهُ. مَنْ لَهُ الْعَرُوسُ فَهُوَ الْعَرِيسُ، وَأَمَّا صَدِيقُ الْعَرِيسِ الَّذِي يَقِفُ وَيَسْمَعُهُ فَيَفْرَحُ فَرَحًا مِنْ أَجْلِ صَوْتِ الْعَرِيسِ. إِذًا فَرَحِي هذَا قَدْ كَمَلَ. يَنْبَغِي أَنَّ ذلِكَ يَزِيدُ وَأَنِّي أَنَا أَنْقُصُ" (يوظ£: ظ¢ظ¨-ظ£ظ*).
كونه السابق نشاهد دائمًا في الإيقونسطاس (أي حامل الأيقونات) أيقونة القدّيس يوحنا المعمدان على يسار أيقونة السيّد أيّ الرّب يسوع.




4- الصابغ


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

كلمة الصابغ مشتقّة من فعل صبغ وهذا يعني التغطيس الكامل من أجل محو ما هو قديم وأخذ حلّةً جديدة.
ولهذا الفعل معنى لاهوتيٌّ كبير جدًا في المسيحية فهو يشير إلى موت يسوع وقيامته.
جواب يسوع لابني زبدة بشأن طلبهما الجلوس عن يمينه وعن يساره، هو خير جواب لكلمة اصطباغ ويعطي المعنى الكامل والحقيقي لفعل صبغ وكلمة "الصابغ": «فَأَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ: «لَسْتُمَا تَعْلَمَانِ مَا تَطْلُبَانِ. أَتَسْتَطِيعَانِ أَنْ تَشْرَبَا الْكَأْسَ الَّتِي سَوْفَ أَشْرَبُهَا أَنَا، وَأَنْ تَصْطَبِغَا بِالصِّبْغَةِ الَّتِي أَصْطَبغُ بِهَا أَنَا؟» قَالاَ لَهُ: «نَسْتَطِيعُ» (متظ¢ظ¢:ظ¢ظ*).
ملاحظة: فعل "صبغ" باللغة اليونانيّة خ²خ±د€د„خ¯خ¶د‰ Baptأ*zإچ وترجم إلى اللغة الإنكليزية To Baptize.
وإذا أنعمنا النظر، وجدنا ما يلي: "أَنَا أُعَمِّدُكُمْ بِمَاءٍ لِلتَّوْبَةِ، وَلكِنِ الَّذِي يَأْتِي بَعْدِي هُوَ أَقْوَى مِنِّي، الَّذِي لَسْتُ أَهْلًا أَنْ أَحْمِلَ حِذَاءَهُ. هُوَ سَيُعَمِّدُكُمْ بِالرُّوحِ الْقُدُسِ وَنَار" (مت ظ،ظ،:ظ£).

النار تحرق الخطايا ولكنّها أيضًا قوّة. فعمادة الرّب لا تعادلها أي معمودية أخرى. وهذا ما قاله سابقًا النبي أشعياء: "إِذَا غَسَلَ السَّيِّدُ قَذَرَ بَنَاتِ صِهْيَوْنَ، وَنَقَّى دَمَ أُورُشَلِيمَ مِنْ وَسَطِهَا بِرُوحِ الْقَضَاءِ وَبِرُوحِ الإِحْرَاقِ" (أشظ¤:ظ¤).


الخصائص المشتركة في أيقونات القدّيس يوحنا المعمدان


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

- رشاقة قامته: دلالة على حياة النسك والصوم. كان طعامه جراداً وعسلاً برّيًا.
- الطابع النسكي على وجهه: تحمّل حياة الجفاف والفقر في الصحراء، وكان مجاهداً الله ودائم الاستعداد لإعلان كلمته.
- ثيابه: لونها أخضر ترابي من وبر الإبل. هذا ما ورد في الإنجيل، وفي هذا يشبه نموذج إيليا.

- ملاحظة:
في معظم الأيقونات نرى رأسه مقطوعًا لأنّه استشهد من أجل الحق الذي هو المسيح. يوحنا لم يساوم على إعلان الحق وأعلن لهيرودس خطيئته جهارًا.

 
قديم 15 - 01 - 2021, 05:33 PM   رقم المشاركة : ( 32258 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,296,174

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

ملاك الصحراء


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

هذه التسمية أو اللقب نتيجة نبوءة أتت في سفر ملاخي في القرن الخامس قبل الميلاد تقريبًا.
كلمة ملاخي هي كلمة عبريّة تعني "ملاكي" أو "رسولي". وهي تعني هنا ملاك الرّب المرسل من قبله والذي يُعلن خلاصه.
أتى هذا السفر في خضم مرحلة فساد كبيرة جدًا عند الشعب اليهودي، فقد طلّق رجال يهوذا زوجاتهم اليهوديات وتزوّجوا بوثنيات، وعاشوا في زنى وغش وظلم للبائسين، وأهملوا خدمة الهيكل ودفع العشور والتقدمة ودنّسوا السبت، وكانت مخافة الله شبه معدومة.
.كان بعضهم يفسّر أقوال الأنبياء تفسيرًا زمنيًا أي يحدّها ويحصرها في فترة الحكم الملوكي الأرضي وبالتالي لم يدخلوا في مقاصد الله وتدبيره الخلاصي
بالمقابل ساد منطق القوّة والشر بشدّة، فأمام المجاعات التي اجتاحت الشعب شكّوا في محبة الله لهم، وقالوا إنّه لا فائدة تجنى من فعل الصلاح وطاعة الوصايا، فالشرير والمتكّل على ذاته هو الذي ينجح، لذلك يحدثهم السفر عن حقيقة خطاياهم وريائهم الذي أوصلهم إلى هذه الحالة المظلمة.
وأبرز دعوة دعاهم إليها النبيّ هي التوبة وترك خطاياهم لتعود لهم البركات.
والجدير بالملاحظة أن النبيّ ملاخي ذهب أبعد من التوبة ليقول بمجيء المسيح الذي سيأتي بالخلاص وملء البركات. لذلك فلقد تنبأ ملاخي عن مجيء المسيح بصورة واضحة.
هذه النبوءة ينتهي بها الكتاب في العهد القديم لتلهب القلوب بانتظار المسيح شمس البر، وبهذه النبوءة ينتهي زمن الأنبياء، فلن يأتي أنبياء بعد ملاخي، وأوّل من سيأتي هو القدّيس يوحنا المعمدان، الملاك الذي يهيئ الطريق أمام المسيح.
وهنا كان من المفترض أن يأتي دور الكتبة والفرّيسيين والكهنة الذين كان يجب أن يفسّروا النبوءات بروح العفة والطهارة.
 
قديم 15 - 01 - 2021, 05:34 PM   رقم المشاركة : ( 32259 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,296,174

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

آية ملاخي والنبي وتفسيرها



وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



نقرأ في الإصحاح الثالث من هذا السفر "«هأَنَذَا أُرْسِلُ مَلاَكِي فَيُهَيِّئُ الطَّرِيقَ أَمَامِي. وَيَأْتِي بَغْتَةً إِلَى هَيْكَلِهِ السَّيِّدُ الَّذِي تَطْلُبُونَهُ، وَمَلاَكُ الْعَهْدِ الَّذِي تُسَرُّونَ بِهِ. هُوَذَا يَأْتِي، قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ» (ملاخي ظ،:ظ£). وبهذه الآية بالذات افتتح مرقس الإنجيلي بشارته ليتكلّم عن يوحنا النبيّ (مرقس ظ¢:ظ،).
كلمة ملاك في آية ملاخي مذكورة مرّتين:

* في المرّة الأولى تمثّل المرسَل أيّ الملاك الذي سيرسله الرّب ليعدَ طريقه، إذ أن المتكلّم هنا هو ربّ الجنود، أي الله نفسه.

* في المرّة الثانيّة تعني المسيح الذي هو ملاك العهد. والذي سيأتي قبله من يهيئ الطريق أمامه كملاك أيضًا. وهذا هو الارتباط بين اسم النبي وموضوع نبوءته.
فهذه الآية هي تهيئة لمجيء المسيَّا وجواب لأيّة تسبقها مباشرةً، يظهر فيها استهزاء الأشرار واستخفافهم بمجيء الربّ وخلاصه: "أين إله العدل؟" (ملاخي ظ،ظ§:ظ¢).
لقد هيأ الله البشريّة لمجيئه منذ سقوط آدم وحواء إذ أعطاهما الوعد:"وَأَضَعُ عَدَاوَةً بَيْنَكِ وَبَيْنَ الْمَرْأَةِ،وَبَيْنَ نَسْلِكِ وَنَسْلِهَا. هُوَ يَسْحَقُ رَأْسَكِ، وَأَنْتِ تَسْحَقِينَ عَقِبَه"(تك ظ£: ظ،ظ¥). وجاء الآباء البطاركة الأول (لثلاثة الأوّلون) ثم الأنبياء يقدّمون رموزًا ونبوءات عن مجيئه، وأخيرًا أرسل الله يوحنا المعمدان كملاكٍ يهيئ الطريق للمسيّا المخلّص الموعود به،فكان خاتم أنبياء العهد القديم، والسابق والصابغللربّ يسوع المسيح.



وتتوافق هذه الآية مع أمرين:
- الأمر الأوّل ما قاله الملاك جبرائيل عن الصبي يوحنا لزكريا الشيخ والده:
"وَيَرُدُّ كَثِيرِينَ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ إِلَى الرَّبِّ إِلهِهِمْ. وَيَتَقَدَّمُ أَمَامَهُ بِرُوحِ إِيلِيَّا وَقُوَّتِهِ، لِيَرُدَّ قُلُوبَ الآبَاءِ إِلَى الأَبْنَاءِ، وَالْعُصَاةَ إِلَى فِكْرِ الأَبْرَارِ، لِكَيْ يُهَيِّئَ لِلرَّبِّ شَعْبًا مُسْتَعِدًّا»." (لوقاظ،ظ¦:ظ،-ظ،ظ§).
- الأمر الثاني ما تنبئ به زكريّا بنفسه بعد أن حل الله رباط لسانه فور ولادة يوحنا، وتدوين اسمه على لوحٍ: "وَأَنْتَ أَيُّهَا الصَّبِيُّ نَبِيَّ الْعَلِيِّ تُدْعَى، لأَنَّكَ تَتَقَدَّمُ أَمَامَ وَجْهِ الرَّبِّ لِتُعِدَّ طُرُقَهُ." (لوقا ظ§ظ¦:ظ،).
واضحٌ أنّ رسالة القديس يوحنا المعمدان هي نبويّة إلهيّة مسيانيّة. إنّها رسالة استلمها من السماء لأهل السماء، أيّ البشريّة التي أضاعت غالبيّتها هويّتها الحقيقيّة.
لقد خُتمت كتُب العهد القديم بهذا الوعد بانتظار من يأتي ويحقق الوعد ألا وهو واضع الشريعة والناموس صاحب العهد القديم، ويفتتح عهدًا جديدً بتجسّده وصلبه وقيامته.


المفارقة هنا هي التالية:

"الخلاص ليس بالانتماء الجسدي العضوي لإبراهيم أبي الآباء، بل بمجيء ذاك الذي ترجّى إبراهيم مجيئه أيّ الرّب يسوع المسيح. "وَأَمَّا الْمَوَاعِيدُ فَقِيلَتْ فِي إِبْرَاهِيمَ وَفِي نَسْلِهِ. لاَ يَقُولُ: «وَفِي الأَنْسَالِ» كَأَنَّهُ عَنْ كَثِيرِينَ، بَلْ كَأَنَّهُ عَنْ وَاحِدٍ: «وَفِي نَسْلِكَ» الَّذِي هُوَ الْمَسِيحُ." (غلاطية ظ،ظ¦:ظ£).


يؤكّد النبي ملاخي أن المسّيا الرّب يأتي بغتة إلى هيكله، الذي يطلبه الأتقياء، خائفوا الربّ، منذ أيام آدم وحواء. إنهم ينتظرونه بفرحٍ عظيمٍ.
- "كانوا ينتظرون تعزية إسرائيل (لوظ¢ظ¥:ظ¢)، والجميع ينتظره (لوظ£ظ¨:ظ¢)، إذًا هو " وَيَأْتِي مُشْتَهَى كُلِّ الأُمَمِ" (حجيظ§:ظ¢). ويجد الناس كلّهم فيه مسرّة قلوبهم.
- "يأتي بغتة": وهنا معنى زمني واسخاتولوجي (أخرويّ).
فعن ميلاده الزمني أكّد الكهنة أنّه يولد في بيت لحم أفراتا، لكنّه جاء بالنسبة إليهم بغتة، إذ لم يتهيؤوا لمجيئه، رغم معرفتهم بذلك.
وبالنسبة إلى مجيئه الاسخاتولوجي أي المجيء الأخروي (الثاني، في آخر الأزمنة)، فيسوع هو فاتح الأسفار والكتب، وهو الديّان العادل.

- "إلى هيكله": والهيكل هنا هو أبعد بكثير من الهيكل الحجري، بل هو الإنسان نفسه. "فَأَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُماَ: «اذْهَبَا وَأَخْبِرَا يُوحَنَّا بِمَا رَأَيْتُمَا وَسَمِعْتُمَا: إِنَّ الْعُمْيَ يُبْصِرُونَ، وَالْعُرْجَ يَمْشُونَ، وَالْبُرْصَ يُطَهَّرُونَ، وَالصُّمَّ يَسْمَعُونَ، وَالْمَوْتَى يَقُومُونَ، وَالْمَسَاكِينَ يُبَشَّرُونَ" (لوظ¢ظ¢:ظ§).
صحيح أنّ المسيح لم ينقض الناموس ولا الشريعة، ولكنّه بالمقابل ذكّر اليهود والفريسيين أن الله جعل السبت لخدمة الإنسان وليس العكس. وصحيح أنّه علمّنا احترام الهيكل وحرمته، إلّا أنّه أكّد أنّه يريد أن يسكن في قلوبنا. هذا هو العهد الجديد.
"بَلْ هذَا هُوَ الْعَهْدُ الَّذِي أَقْطَعُهُ مَعَ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ بَعْدَ تِلْكَ الأَيَّامِ، يَقُولُ الرَّبُّ: أَجْعَلُ شَرِيعَتِي فِي دَاخِلِهِمْ وَأَكْتُبُهَا عَلَى قُلُوبِهِمْ، وَأَكُونُ لَهُمْ إِلهًا وَهُمْ يَكُونُونَ لِي شَعْبًا." (إرميا ظ£ظ£:ظ£ظ،).
 
قديم 15 - 01 - 2021, 05:34 PM   رقم المشاركة : ( 32260 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,296,174

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

خاتمة أنبياء العهد القديم


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

هو آخر نبيّ أعلن مجيء الرّب يسوع المسيح فكان وسيطًا بين العهدين القديم والجديد.
الأناجيل الأربعة ذكرته بدورها:

- «تُوبُوا، لأَنَّهُ قَدِ اقْتَرَبَ مَلَكُوتُ السَّماوَاتِ. فَإِنَّ هذَا هُوَ الَّذِي قِيلَ عَنْهُ بِإِشَعْيَاءَ النَّبِيِّ الْقَائِلِ: صَوْتُ صَارِخٍ فِي الْبَرِّيَّةِ: أَعِدُّوا طَرِيقَ الرَّبِّ. اصْنَعُوا سُبُلَهُ مُسْتَقِيمَةً» (مت ظ¢:ظ£-ظ£).
- "كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِي الأَنْبِيَاءِ: «هَا أَنَا أُرْسِلُ أَمَامَ وَجْهِكَ مَلاَكِي، الَّذِي يُهَيِّئُ طَرِيقَكَ قُدَّامَكَ. صَوْتُ صَارِخٍ فِي الْبَرِّيَّةِ: أَعِدُّوا طَرِيقَ الرَّبِّ، اصْنَعُوا سُبُلَهُ مُسْتَقِيمَةً» (مرقسظ¢:ظ،-ظ£).
- "فجاء (يوحنا) إلى جميع الكورة المحيطة بالأردن يكرز بمعمودية التوبة لمغفرة الخطايا. كما هو مكتوب في سفر أشعياء النبي: «فَجَاءَ إِلَى جَمِيعِ الْكُورَةِ الْمُحِيطَةِ بِالأُرْدُنِّ يَكْرِزُ بِمَعْمُودِيَّةِ التَّوْبَةِ لِمَغْفِرَةِ الْخَطَايَا، كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِي سِفْرِ أقْوَالِ إِشَعْيَاءَ النَّبِيِّ الْقَائِلِ: «صَوْتُ صَارِخٍ فِي الْبَرِّيَّةِ: أَعِدُّوا طَرِيقَ الرَّبِّ، اصْنَعُوا سُبُلَهُ مُسْتَقِيمَةً. كُلُّ وَادٍ يَمْتَلِئُ، وَكُلُّ جَبَل وَأَكَمَةٍ يَنْخَفِضُ، وَتَصِيرُ الْمُعْوَجَّاتُ مُسْتَقِيمَةً، وَالشِّعَابُ طُرُقًا سَهْلَةً، وَيُبْصِرُ كُلُّ بَشَرٍ خَلاَصَ اللهِ»" (لوظ£:ظ£-ظ¦).
- "وَهذِهِ هِيَ شَهَادَةُ يُوحَنَّا، حِينَ أَرْسَلَ الْيَهُودُ مِنْ أُورُشَلِيمَ كَهَنَةً وَلاَوِيِّينَ لِيَسْأَلُوهُ: «مَنْ أَنْتَ؟» فَاعْتَرَفَ وَلَمْ يُنْكِرْ، وَأَقَرَّ: «إِنِّي لَسْتُ أَنَا الْمَسِيحَ». فَسَأَلُوهُ: «إِذًا مَاذَا؟ إِيلِيَّا أَنْتَ؟» فَقَالَ: «لَسْتُ أَنَا». «أَلنَّبِيُّ أَنْتَ؟» فَأَجَابَ: «لاَ». فَقَالُوا لَهُ: «مَنْ أَنْتَ، لِنُعْطِيَ جَوَابًا لِلَّذِينَ أَرْسَلُونَا؟ مَاذَا تَقُولُ عَنْ نَفْسِكَ؟» قَالَ: «أَنَا صَوْتُ صَارِخٍ فِي الْبَرِّيَّةِ: قَوِّمُوا طَرِيقَ الرَّبِّ، كَمَا قَالَ إِشَعْيَاءُ النَّبِيُّ» (يوظ،ظ©:ظ،-ظ¢ظ£).
 
موضوع مغلق


الانتقال السريع


الساعة الآن 10:37 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025