20 - 05 - 2012, 02:42 PM | رقم المشاركة : ( 311 ) | ||||
† Admin Woman †
|
«بِلاَ رُؤْيَا يَجْمَحُ الشَّعْبُ أَمَّا حَافِظُ الشَّرِيعَةِ فَطُوبَاهُ» (أمثال18:26). إنَّ القسم الأول من عدد اليوم: «بِلاَ رُؤْيَا يَجْمَحُ الشَّعْبُ»، عادة ما يُفهم لكي يعني بأن يكون للناس أهدافٌ يعملون على تحقيقها، ويجب أن يكون في أذهانهم برنامج محدّد وكذلك الخطوات المؤدية له مع تَصوُّر واضح للنتائج المرجوَّة. لكن كلمة «رُؤْيَا» هنا تعني «إعلان من ﷲ» وكلمة «يَجْمَحُ» تعني «يطرح الإنضباط»، لذا فإن الفكرة هي أنه حيث لا تُعرف أو تُحترم كلمة ﷲ ينحرف الشعب. والنقيض موجود في القسم الثاني من العدد: «أَمَّا حَافِظُ الشَّرِيعَةِ فَطُوبَاهُ». وبعبارة أخرى، فإن الطريق المباركة توجد في إطاعة إرادة ﷲ كما نجدها في كلمته. دعونا نفكِّر بالقسم الأول من العدد، حيث يتخلّى الناس عن معرفة ﷲ ويصبحون غير منضبطين في سلوكهم، ولنفترض على سبيل المثال، أن شعباً ما يرتدّ عن ﷲ ويفسِّر كل شيء على أساس عملية النشوء والإرتقاء، ما يعني أن الإنسان هو نتيجة عملية طبيعية بحتة وليس من خلق كائن خارق للطبيعة، فإذا كان الأمر كذلك فلا يكون هناك أساس للمعايير الأخلاقية، وكل سلوكنا يكون نتيجة حتمية لعوامل طبيعية، وكما يشير إلين و لِيان عن الأخلاق الجديدة، «إذا كانت أول خليَّة حيَّة قد تطوّرت من خلال عملية طبيعية بحتة على سطح كوكب هامد، وإذا كان فكر الإنسان ناتج من عمل طبيعي وقِوى مادية كالبركان، فإنه ليس من المعقول إدانة سياسيي جنوب إفريقيا لأجل التمييز العنصري، وكذلك إدانة البركان قاذف الحِمم». إذا تمَّ رفض كلمة ﷲ، فسوف لا تكون إذاً معايير مطلقة من الخطأ والصواب، فتكون الحقائق الأخلاقية معتمدة على الأفراد أو الجماعات التي تتمسك بها، ويصبح الناس قضاة سلوكهم الخاص، وتكون فلسفتهم «إذا شعرت بالإرتياح فافعل ذلك»، على أساس أن «الجميع يفعل ذلك». هذه هي كل المبررات التي يحتاجون إليها. هكذا يتخلّص الناس من ضبط النفس، ويتخلون عن أنفسهم ليمارسوا الزنا والدعارة والشذوذ الجنسي، وتزداد الجريمة والعنف في معدلات مثيرة للقلق، وينتشر الفساد في جميع قطاع الأعمال والحكومة، ويصبح الكذب والخداع من أشكال السلوك المقبول فيتفكك نسيج المجتمع. «أَمَّا حَافِظُ الشَّرِيعَةِ فَطُوبَاهُ» حتى لو أن سائر العالم كان بلا ضابط، فإنَّ المؤمن الفرد يستطيع أن يجد الحياة الطيبة بالإيمان وطاعة كلمة ﷲ. هذا هو السبيل الوحيد لنسلك فيه. |
||||
20 - 05 - 2012, 02:43 PM | رقم المشاركة : ( 312 ) | ||||
† Admin Woman †
|
«أَنَا آتِي سَرِيعاً» (رؤيا20:22). مع إقتراب الإنسان من نهاية العمر، فإنه من المُتوقَّع أن يتخلّى عن الرجاء في مجيء المسيح في أيّة لحظة. لكن حقيقة مجيئه لا تزال قائمة سواءً تمسّك بها أم لا. إنَّ حقيقة الأمر هي أن الرَّب يسوع قد يأتي في أي وقت، نحن لا نعرف اليوم أو الساعة لرجوع العريس لعروسه، وهذا يعني أنه يمكن أن يأتي اليوم. فليس ثمة أية نبوءة تنتظر تحقيقها قبل أن نسمع هتافه وصوت رئيس الملائكة وبوق ﷲ. صحيح أن الكنيسة تتوقّع إختبار الضيق خلال زمنها على الأرض، ولكن أهوال زمن الضيقة ليست جزءاً من مصيرها، فإذا كان على الكنيسة أن تمر في الضيقة، فإنَّ ذلك يعني أن الرَّب لا يمكن أن يأتي قبل سبع سنين على الأقل. ولأننا متأكدون بأننا لسنا في الضيقة الآن، فإنها عندما تأتي فعلاً، فستدوم سبع سنين. هنالك مجموعة كبيرة من النصوص الكتابية تُعلّمنا أن نكون مستعدّين في كل الأوقات لظهور المخلّص. لاحظ ما يلي: «أَقْرَبُ مِمَّا كَانَ حِينَ آمَنَّا» (رومية11:13). «قَدْ تَنَاهَى اللَّيْلُ وَتَقَارَبَ النَّهَارُ» (رومية12:13). «الرَّبُّ قَرِيبٌ» (فيلبي5:4). «لأَنَّهُ بَعْدَ قَلِيلٍ جِدّاً سَيَأْتِي الآتِي وَلاَ يُبْطِئُ» (عبرانيين37:10). «لأَنَّ مَجِيءَ الرَّبِّ قَدِ اقْتَرَبَ» (يعقوب8:5). «هُوَذَا الدَّيَّانُ وَاقِفٌ قُدَّامَ الْبَابِ» (يعقوب9:5). «وَإِنَّمَا نِهَايَةُ كُلِّ شَيْءٍ قَدِ اقْتَرَبَتْ» (بطرس الأولى7:4). يبدو أن هذه الأعداد قُصِدَ بها خلق إنطباع في الفكر بأن مجيء الرَّب بات وشيكاً، وهو الحدث الذي ينبغي لنا أن نراقبه وننتظره، وينبغي أن نكون منشغلين في الخدمة، حاملين وكالتنا بكل أمانة. قال ر. توري ذات مرّة، «عودة ربّنا الوشيكة هي حجة كتابية عظيمة لحياة خدمة نشطة، نقية وغير أنانية ومكرّسة وغير دنيوية». إنَّ مسؤوليتنا واضحة، وينبغي أن تكون أحقاؤنا مُمَنطقة، وسُرُجنا مُشتعلة، ويجب أن نكون مثل أولئك الذين ينتظرون ربّهم (أنظر لوقا35:12، 36). دعونا ألّا نَخضَع لأولئك الذين يُعلِّمون أنه ليس لدينا الحقّ في أن نتوقّعه في أية لحظة، بل دعونا نؤمن بعودته الوشيكة، نُعلِّمها بحماس، ونسمح للحقّ بأن يتألَّق في حياتنا. |
||||
20 - 05 - 2012, 02:44 PM | رقم المشاركة : ( 313 ) | ||||
† Admin Woman †
|
«بِنِعْمَةِ اﷲِ أَنَا مَا أَنَا» (كورنثوس الأولى10:15) إنَّ واحدة من ويلات الحياة التي نُسببها لأنفسنا هي محاولة أن نكون غير ما أُريدَ لنا أن نكون، فكل واحد منّا هو خليقة فريدة من الله. وكما قال أحدهم: «عندما صنعني أتلفَ القالب»، ولم يُراد لنا أبداً محاولة التغيير. لقد كتب ماكسويل مالتز، «أنت كشخصية لستَ في منافسة مع أية شخصية أخرى لأنه ببساطة لا يوجد هناك شخص آخر على وجه الأرض مثلك، أو من فئتك بالتحديد، أنت شخصٌ، وأنت فَريدٌ، وأنت لست مثل أي شخص آخر ولا يمكنك أبداً أن تصبح مثل أي شخص آخر، وليس من المفروض أن تكون مثل أي شخص آخر وليس من المفروض أن يكون أي شخص آخر مثلك». إن اﷲ لم يخلق شخصاً قياسياً، مُصنِّفاً إياه بطريقة ما قائلاً: «هذا ما أريد»، لكنه صنع كل إنسان فرداً فريداً كما صنع كل نُدفَة ثلج فريدة ووحيدة». كل واحد منّا هو نِتاج حكمة ومحبة اﷲ، وإذ ُصنعنا كما نحن فإنه كان يعلم بالضبط ما كان يقوم به، فإنَّ مظهرنا وذكاءنا ومواهبنا تمثّل أفضل ما لديه لأجلنا. إن أي شخص لديه المعرفة والمحبة اللّانهائية كان سيصنع نفس الشيء. أما الآن، فإن تَمَنِّيْتَ أن تكون شخصاً آخر فذلك إهانة لله، فكأنك تقول أن ﷲ قد ارتكب خطأً، أو أنه حرمك من شيء كان من الممكن أن يكون لصالحك، وأن تشتهي لو تكون مثل أي شخص آخر، فأمر غير مُجدي. هناك أمر قاطع حول كيف صنعنا ﷲ وما أعطانا إياه. من الطبيعي أنه يمكننا تقليد فضائل الآخرين، لكن ما نفكّر به هنا هو من نحن كخليقة ﷲ. إذا سِرنا في الحياة غير راضين عن تصميم ﷲ لحياتنا، فسوف نُشَلُّ بإحساسنا بالدونية، لكنها ليست مسألة الدونية، لأننا لسنا أقلُّ شأناً، فنحن أفرادٌ فريدون فحسب. إنَّ محاولة أن نكون شخصاً آخر مقضي عليها بالفشل، إنه أمر غير معقول، وكأن الإصبع الصغير يريد أن يقوم بوظيفة القلب. إنَّ هذا لم يكن تصميم ﷲ ولن ينجح ببساطة. أما الموقف الصحيح فهو أن تقول مع بولس «بِنِعْمَةِ ﷲِ أَنَا مَا أَنَا» (كورنثوس الأولى10:15). علينا أن نفرح بما نحن عليه كتصميم اﷲ المتمِّيز، ونصمِّم على استخدام ما نحن عليه وما عندنا إلى أقصى حدٍّ في سبيل مجده، ولكن هناك أشياء كثيرة لن نستطيع القيام بها، بينما هنالك أشياء أخرى نستطيع أن نعملها ولا يمكن لغيرنا القيام بها. |
||||
20 - 05 - 2012, 02:44 PM | رقم المشاركة : ( 314 ) | ||||
† Admin Woman †
|
«أَنَا لاَ أَقْدِرُ أَنْ أَفْعَلَ مِنْ نَفْسِي شَيْئاً» (يوحنا30:5). يقول الرَّب يسوع مرّتين في يوحنا أنه لا يقدر أن يفعل من نفسه شيئاً، وفي العدد 19يُعلِن، «الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لاَ يَقْدِرُ الإِبْنُ أَنْ يَعْمَلَ مِنْ نَفْسِهِ شَيْئاً…». ثم يقول ثانية في العدد 30، «أَنَا لاَ أَقْدِرُ أَنْ أَفْعَلَ مِنْ نَفْسِي شَيْئاً». عندما نقرأ هذه الأعداد لأول مرّة نكون عرضة للشعور بخيبة الأمل، وكأنها تقول بأن يسوع كان محدوداً في قُدرته تماماً مثلنا، ولكن إذا كان هو ﷲ كما يدَّعي أن يكون، فيجب أن يكون كلّي القُدرة، فكيف يقول إذاً أنه لا يمكنه أن يفعل من نفسه شيئاً؟ في الواقع إستخدم أعداء الإنجيل هذه الأعداد ليُظهروا بأن يسوع كان مجرَّد إنساناً مع كل القيود البشرية. لكن أُنظُر عن كثب! فربّنا لم يكن يتكلّم عن قدراته الجسديّة، بل الذي كان يُشدِّد عليه هو أنه مكرَّس لمشيئة أبيه لدرجة أنه لا يقدر أن يفعل شيئاً بمُبادرته الشخصية، لقد كان كاملاً أدبياً بحيث لم يقدر أن يتصرَّف بإرادته الذاتية ولم يُرِد شيئاً بعيداً عن إرادة ﷲ. لا يمكننا أن نقول، لا نقدر أن نعمل شيئاً من أنفسنا، وكثيراً ما نتصرّف بشكل مستقل عن الرَّب، نتّخذ قرارات دون التشاور معه، نستسلم للتجارب مع عِلمنا الكامل بأننا نخطئ ونختار إرادتنا فوق إرادته. أما الرَّب يسوع فلا يقدر أن يفعل أياً من هذا كلّه. لذا، فبدلاً من التفكير بأن يسوع المسيح كان ضعيفاً ومحدوداً، فإنَّ هذه الأعداد تثبت العكس تماماً، أي أنه كان إلهاً كاملاً، وهذا يظهر واضحاً من خلال قراءة الأعداد بكاملها بدلاً من التوقف في منتصف الطريق. إنَّ ما قاله يسوع في عدد 19 كان، «لاَ يَقْدِرُ الإِبْنُ أَنْ يَعْمَلَ مِنْ نَفْسِهِ شَيْئاً إِلاَّ مَا يَنْظُرُ الآبَ يَعْمَلُ. لأَنْ مَهْمَا عَمِلَ ذَاكَ فَهَذَا يَعْمَلُهُ الاِبْنُ كَذَلِكَ»، وبعبارة أخرى، لا يقدر الإبن أن يعمل مستقلاً عن الآب، لكنه يقدر أن يعمل كل ما يعمله الآب، وهذا إدعاءٌ بمساواته مع ﷲ. ثم مرة أخرى في العدد 30، قال يسوع، «أَنَا لاَ أَقْدِرُ أَنْ أَفْعَلَ مِنْ نَفْسِي شَيْئاً. كَمَا أَسْمَعُ أَدِينُ وَدَيْنُونَتِي عَادِلَةٌ لأَنِّي لاَ أَطْلُبُ مَشِيئَتِي بَلْ مَشِيئَةَ الآبِ الَّذِي أَرْسَلَنِي»، وهذا يعني أنه يتخذ قرارات فقط على أساس تعليمات يتلقاها من أبيه، وأن خضوعه الكامل لمشيئة ﷲ سيَضْمن أن هذه القرارات كانت صحيحة. يشير ج.س. باكستر إلى أنَّ هذه الفقرة تحتوي على سبع إدّعاءات مميزة عن المسيح على أنه معادلٌ لله، فهو معادلٌ في العمل (عدد19)، ومعادلٌ في المعرفة (عدد20)، ومعادلٌ في إقامة الموتى (عدد28:21، 29)، ومعادلٌ في القضاء (عدد22،27)، ومعادلٌ في الكرامة (عدد23)، ومعادلٌ في التجديد (عدد24،25)، ومعادلٌ في كيانه الذاتي (عدد26). إن مخلّصنا ليس مخلوقاً ضعيفاً بقوة محدودة لكنه كلّي القدرة، إنه ﷲ الظاهر في الجسد. |
||||
20 - 05 - 2012, 02:45 PM | رقم المشاركة : ( 315 ) | ||||
† Admin Woman †
|
«(2) إحْمِلُوا بَعْضُكُمْ أَثْقَالَ بَعْضٍ وَهَكَذَا تَمِّمُوا نَامُوسَ الْمَسِيحِ… (5) لأَنَّ كُلَّ وَاحِدٍ سَيَحْمِلُ حِمْلَ نَفْسِهِ» (غلاطية2:6، 5). في قراءة عارضة لهذين العددين قد يقتنع الشخص بسهولة، بأنهما يطرحان تناقضاً صارخاً. فالعدد الأول يقول أننا يجب أن نحمل أثقال بعضنا البعض، والثاني أننا يجب أن نحمل أثقالنا الخاصة. إنَّ الكلمة التي تُتَرجَم بِ «أثقال» في العدد 2 تعني أي شيء يثقّّل على الشخص روحياً وجسدياً وعاطفياً، وفي سياقها المباشر تشير إلى ثقَل الذنب والكآبة التي تستحوذ على حياة الإنسان الذي أُمسِكَ في زلّة (عدد 2). فنحن نساعد أخاً كهذا عندما نطوِّقه بذراعنا بمحبة ونكسبه ثانية إلى حياة الشركة مع اﷲ ومع شعب اﷲ، لكن الأثقال تشمل أيضاً الحزن والمتاعب والتجارب والإحباطات التي تصيبنا كلنا، ونحن نحمل أثقال بعضنا حين نعزّي ونشجع ونشارك بأشيائنا المادية، ونقدِّم المشورة البنَّاءة، وهذا يعني أن نشارك في مشاكل الآخرين، حتى بتكلفة شخصية كبيرة، وعندما نفعل ذلك نتمّم ناموس المسيح الذي هو أن نحبّ بعضُنا بعضاً. إننا نُظهر محبتنا بطريقة عملية بأن نُنفِق ونُنفَق لأجل الآخرين. هذا وقد استخدمت كلمة أخرى لِ «ثقل» في عدد 5، وهي هنا تعني أي شيء يجب حمله دون أية إشارة حول ما إذا كان الحِمل ثقيلاً أو خفيفاً. إن ما يقوله بولس هنا هو أن كل واحد سوف يحمِل حِملَ نفسه من المسؤولية عند كرسي قضاء المسيح، عندئذ لن يكون السؤال حول كيف نقارن أنفسنا بالآخرين، بل سنُحاكَم على أساس سجلّنا الخاص، وسيتم توزّيع المكافآت وفقاً لذلك السِّجل. إنَّ العلاقة ما بين العددين تبدو هكذا: من يَستعيدُ شخصاً أُخِذَ في زلّة، قد يَزِلَّ هو نفسه في فخ الشعور بالتفوُّق، وبحملِه ثِقَل من أُخِذَ في زلةٍ فإنه بذلك قد يفكِّر في ذاته بأنه يقف على مستوى أعلى من الروحيات، إنه يرى نفسه أفضل بالمقارنة مع القدّيس الذي زَلَّ. ويذكِّره بولس أنه عندما يقف أمام الرَّب عليه أن يقدّم حساباً عن نفسه وعن أعماله وعن صفاته وليس عن الشخص الآخر، لأنَّ عليه أن يَحمِلَ ثقل مسؤوليّاته الخاصة. وهكذا فإنَّ هذان العددان لا يتناقضان، بل ينسجمان تمام الإنسجام. |
||||
20 - 05 - 2012, 02:46 PM | رقم المشاركة : ( 316 ) | ||||
† Admin Woman †
|
«فِي الصَّبَاحِ إزْرَعْ زَرْعَكَ وَفِي الْمَسَاءِ لاَ تَرْخِ يَدَكَ لأَنَّكَ لاَ تَعْلَمُ أَيُّهُمَا يَنْمُو هَذَا أَوْ ذَاكَ أَوْ أَنْ يَكُونَ كِلاَهُمَا جَيِّدَيْنِ سَوَاءً» (الجامعة6:11). إن جَهْلنا بما يتعلَّق بالكيفية والزمن لإستخدام اﷲ لخدماتنا، ينبغي أن يحثّنا على إنتهاز الفرص بشكل دؤوب، فإن الرَّب في كثير من الأحيان يعمل عندما لا نتوقَّع ذلك، وهو يعمل في عدد غير محدود من الطرق الجديدة والغريبة. كان ملاّح مؤمن يخدم في قاعدة جوّية تابعة لسلاح البحرية يقف إلى جانب حظيرة الطائرات يشهد لزميل له، فسمع البشارةَ بحارٌ ثالث يقف في زاوية بعيداً عن الأنظار، فتبكَّت على خطاياه، وقبِل الرَّب بشكل جِديّ، لكن الزميل الذي وُجِهت إليه البشارة لم يستجِب. وبينما كان واعظ يتفحّص أجهزة الصوت في القاعة الجديدة، صرخ بكلمات يوحنا29:1 «هُوَذَا حَمَلُ اﷲ الَّذِي يَرْفَعُ خَطِيَّةَ الْعَالَمِ!» وعلى ما يبدو لم يكن هناك أي شخص يَستمع، ومرة ثانية صرخ مردِّداً كلمات يوحنا المعمدان الأزلية: «هُوَذَا حَمَلُ اﷲ الَّذِي يَرْفَعُ خَطِيَّةَ الْعَالَمِ!». كان الطابق الرئيسي فارغاً لكن عاملاً كان واقفاً على الشرفة في الطابق الأول صُعِق بهذه الرسالة فتوجّه إلى حمل ﷲ يطلب الغفران والحياة الجديدة. كان معلّم أمريكي للكتاب المقدس يتكلّم إلى سائح أمريكي في محطة القطار في باريس (كان كلاهما من نفس المدينة ومن نفس الحي)، بدا الشاب منزعجاً من مواجهته فقال: «أتظن أنك ستخلِّصني في محطة قطار في باريس؟»، أجابه معلّم الكتاب، «لا، لا أستطيع أن أخلّصك لكن لا شيء يحدث بالصدفة في الحياة، ولم يكن لقاؤنا هنا من قبيل الصدفة، وأعتقد أن ﷲ يتحدث إليك ومن الأفضل أن تُصغي». في الأيام التي تلَت ذلك، أركَبَ مؤمن شاب هذا السائح معه إلى فيَنَّا وقدّم له شهادته بينما كانا على الطريق. وبعد عودته إلى الولايات المتّحدة دعاه ذلك الشاب المؤمن نفسه لزيارة مزرعته في ولاية كولورادو، في آخر يوم له في المزرعة، كان الشاب الضيف يقف وحيداً في حوض السباحة، وسرعان ما انضَمّ إليه في الماء ضيف آخر وكلّمه بهدوء عن الرَّب، وكان فرحه عظيماً حين قاده للمُخلّص. وبعد سنوات عديدة، أتى في نهاية أحد الإجتماعات من عرَّفَ معلّم الكتاب المقدس إلى تلميذٌ شاب، بدا الإسم مألوفاً نوعاً ما، لكن عندها تذكَّر أن ذلك الشاب كان السائح الذي تكلّم معه في محطة القطار في باريس. إن المغزى من كل ذلك بطبيعة الحال هو أن علينا أن نكون دؤوبين من أجل المسيح في الصباح وفي المساء، في وقت مناسب وغير مناسب لأننا لا نعلم أية ضربة ستحطِّم الصخر أو أية كلمة ستكون سبباً في نوال الحياة. |
||||
20 - 05 - 2012, 03:00 PM | رقم المشاركة : ( 317 ) | ||||
† Admin Woman †
|
«إِنْ سَمِعْتَ قَوْلاً… وَفَحَصْتَ وَفَتَّشْتَ وَسَأَلتَ جَيِّداً وَإِذَا الأَمْرُ صَحِيحٌ وَأَكِيدٌ…». (تثنية12:13، 14). إذا راجت شائعة بأن سكّان مدينة في إسرائيل قد تركوا الرَّب ليعبدوا الأوثان، فإنه لا بدَّ من إجراء تحقيق مكثَّف قبل أن يُتَّخذ أي إجراء عقابي. يجب ألاّ نكون أقل حذراً عندما نسمع شائعات نميمة، لكن ينبغي تطبيق الإختبارات الستَّة: هل هي هرطقة؟ هل استفسرتَ؟ هل قمتَ بالبحث؟ هل سألتَ بإجتهاد؟ هل هذا صحيح؟ هل هو أكيد؟ في الواقع، ستكون فكرة جيّدة إذا اتبعنا نفس الدقة والحيطة قبل أن ننقل أخباراً مثيرة من التي تظهر في الأوساط الدينية من وقت لآخر. إسمحوا لي أن أقدّم بعض التوضيحات: لقد شاعت منذ عدة سنوات قصة بأن حجارة لبناء هيكلٍ في أورشليم قد جُمعَت في مخازن ميناء في نيويورك، وجُهِّزت للشحن إلى إسرائيل عندما يحين الوقت المناسب، وأُفيد بأن الحجارة تلك أُخذت من الصخر الجيري من ولاية إنديانا. عمَّم المسيحيون الخبر بحماس حتى تم دَحض مصداقية الخبر عندما عُلمَ أنه لا أساس من الصحة لهذا التقرير. وفي وقت آخر، إنتشرت قصة أن العلماء غَذّوا بيانات شاملة بشأن التاريخ الزمني للبشرية في جهاز الحاسوب، وأكدت نتائج السرد الكتابي صحة اليوم الطويل المذكور في سفر يشوع. وبتلهّفم لسماع أية أخبار لتأكيد صحة الكتاب نشر المؤمنون هذه القصة في المجلاّت وبالكلمة المتداولة، ثم تنفجر الفُقاعة فيثبُت أنه لا أساس من الصحة للقصة. قبل بضع سنوات استُخدم حساب الرياضيات للإشارة إلى أن شخصية عامة غير شعبية قد تكون شخصية ضد المسيح (المسيح الكذاب)، والعملية الحسابية تعمل على هذا النحو: يتم تعيين القيمة العددية لكل حرف من حروف إسم هذه الشخصية، وبعد إتّباع سلسلة من عمليات الجمع والطرح والضرب والقسمة يأتينا الرقم 666، وبالطبع فإنها لا تبرهن على أي شيء بتاتاً، إذ يمكن برمجة الحاسوب ليعطي نتيجة 666 لكل إسم تقريباً. بين يدي نبذة تقول أن تشارلز داروين في الأيام الأخيرة من حياته، تنصَّل من نظرية التطوُّر وعاد إلى إيمانه بالكتاب المقدس. قد يكون هذا صحيحاً، وبودّي أن أصدِّق لو أن هذا صحيح، ربما أجد يوماً ما أنه كان كذلك، لكن حالياً ليس لدي وثائق عن القصة، وأنا لا أجرؤ على تعميمها حتى أحصل على الدليل. سوف نوفّر على أنفسنا الكثير من الإحراج ونحفظ الإيمان المسيحي من فقدان مصداقيته إذا ما طبّقنا الإختبارات الستة في عدد اليوم: هل هي هرطقة؟ هل استفسرت؟ هل قمت بالبحث؟ هل سألت بإجتهاد؟ هل هذا صحيح؟ هل هو أكيد؟ |
||||
20 - 05 - 2012, 03:28 PM | رقم المشاركة : ( 318 ) | ||||
† Admin Woman †
|
««مُكَلِّمِينَ بَعْضُكُمْ بَعْضاً بِمَزَامِيرَ وَتَسَابِيحَ وَأَغَانِيَّ رُوحِيَّةٍ، مُتَرَنِّمِينَ وَمُرَتِّلِينَ فِي قُلُوبِكُمْ لِلرَّبِّ» (أفسس19:5). إن الترنيم هنا يرتبط بالإمتلاء بالروح، كما لو أنه نتيجة أكيدة للإمتلاء، ولعلّ هذا هو السبب بأن جميع إنتعاشات التاريخ العظيمة تقريباً كانت مصحوبة بالترنيم، والإنتعاش في ويلز-بريطانيا، هو مثال بارز. لا يوجد شعب عنده الكثير من الترنيم مثل المسيحيين، ولا يوجد لدى أي شعب آخر مثل هذا الإرث من المزامير والتسابيح والأغاني الروحية، فإنَّ ترانيمَنا تُعبِّر بلغة فخيمة عمّا نُحسُّ به عادة عندما لا يمكننا الإعراب عنه، فبعض الترانيم تعبِّر عن أفكار قد تكون أبعَد من إختباراتنا الشخصية، وترانيم تُعبِّر عن التكريس الكامل مثل «كل ما لي وحياتي مُلك فاديَّ يسوع»، في هذه الحالات يمكننا أن نرنّم هذه الترانيم كمَطمَح قلوبنا. إنَّ ما يهمُّ في الأغاني الروحية ليس الإيقاع أو اللحن أو التناسُق، بل الرسالة التي تصدُر من القلب وترتفع إلى الله بقوة الروح القدس، وقد عبَّرت ماري بولي تعبيراً حسناً عن هذا الحقّ في السطور التالية: «نعرف يا رَبّ أنه لا يَهُمُّ كم جميلة هي الأغنية إنه القلب وفكر الروح من يرفع اللحن إليك». إنَّ الروح يستطيع أن يستخدم الترنيم تماماً كما يستخدم الكرازة بالكلمة. لقد سمعت والدة جانان جينيس فلاّحاً يرنّم بينما كان يحرث حقله، وقرّرت ألا تُقْدِم على الإنتحار غرقاً في النهر. وقال الدكتور جينيس لاحقاً: «كل ما فيَّ لأجل الله، أنا مَدينٌ به لحرّاث مسيحي متواضع رَنَّم تسابيح للرَّب بينما كان يقوم بعمله المتواضع». أولئك المحترفين خدمة الموسيقى المسيحية عليهم أن يأخذوا حَذرهم من خَطرَين أوّلهما، خطر زحف الذات إلى الموسيقى كما يحصل في باقي الخدمات العامة، خاصة وأنه من السهل الشروع في ركوب الأنا حيث تكمن التجربة دائماً في محاولة للتأثير على الناس بالموهبة الفردية بدلاً من الترنيم لمجد الله ولبركة شعبه. ثانيهما، خطر الترفيه بدلاً من البُنيان، فمن الممكن جداً ترنيم الكلمات بموهبة موسيقية عظيمة ومع ذلك لا يتم توصيل الرسالة لقلوب السامعين، كما ومن الممكن إثارة الناس عاطفياً بالترانيم السطحية الطائشة والتي لا تليق أبداً بالرَّب الذي نحبّه. لدى الثقافات المختلفة ذوق مختلف للموسيقى، لكن في جميع هذه الثقافات ينبغي أن تكون الترانيم سليمة عقائدياً مُكتسية وقاراً، وبنّاءة روحياً. |
||||
20 - 05 - 2012, 03:29 PM | رقم المشاركة : ( 319 ) | ||||
† Admin Woman †
|
«يُبَشِّرُ الآنَ بِالإِيمَانِ الَّذِي كَانَ قَبْلاً يُتْلِفُهُ» (غلاطية23:1). بعد أن تجدد شاول الطرسوسي، سمعت كنائس اليهودية أن زعيم مضطهدي الإيمان المسيحي أصبح كارزاً غيوراً ومدافعاً عن الإيمان، وكان لذاك التغيير إنعكاساً عظيماً في الآونة الأخيرة، حيث وقعت حوادث مذهلة عندما قام بعض الرجال بتحوّل مُماثل. قرَّر اللورد ليتلتون وجلبرت ويست معاً تقويض إيمان هؤلاء الذين يدافعون عن الكتاب المقدس، فاتفقا على أن يقوم ليتلتون بدحض سجلات تجديد شاول، بينما يثبت ويست بشكل قاطع أن قيامة المسيح كانت خرافة. كان عليهما أن يعترفا بأن معلوماتهما عن الكتاب المقدس كانت ضعيفة، لكنّهما قررّا «إذا أردنا أن نكون صادقين ينبغي على الأقل أن ندرس البراهين»، وغالباً ما تداولا خلال بحثهما في الموضوع الذي بين أيديهما. وفي إحدى هذه اللقاءات فتح ليتلتون قلبه لصديقه واعترف بأنه بدأ يشعر بأن هناك بعض الحقيقة في القصة، أجابه الرجل الآخر أنه هو أيضاً قد خُضَّ قليلاً بنتائج بحثه. أخيراً، وعندما أنهيا كتابهما، إلتقيا معاً واكتشفا أن كل واحد منهما بدل أن يكتب «ضدّ»، كان قد أنتج كتاباً في صالح الموضوع الذي قصد السخرية منه، واتّفقا أيضاً أنه بعد الغوص في جميع البراهين كخبيرين في القانون، لا يستطيعا القيام بأي شيء آخر سوى قبول ما دوّنه الكتاب المقدس فيما يختص بتلك المواضيع»، (فريدريك وود). كان كتاب ليتلتون بعنوان «تجديد القدّيس بولس». وكان كتاب ويست بعنوان «قيامة يسوع المسيح». طلب الملحد روبرت إنجرسول من لو والاس (أحد اللاأدريين) أن يؤلّف كتاباً يبيّن فيه «أكذوبة» السجل المختص بيسوع المسيح. أمضى والاس سنين طويلة في البحث في الموضوع، مسبّباً الحزن الشديد لزوجته المؤمنة بعقيدة المنهجيين، ثم بدأ بالكتابة، وبعد أن أنهى ما يقرُب من أربعة فصول، أدرك أن السجلاّت المتعلّقة بالمسيح كانت حقيقية، سقط على ركبته تائباً مؤمناً بالمسيح رباًّ ومخلِّصاً ثم قام بتأليف كتاب «بن حور» مقدّماً المسيح كإبن الله القدّوس. أراد فرانك موريسون أن يكتب قصة عن المسيح، لكن بما أنه لم يؤمن بالمعجزات، قرّر أن يحدّد نفسه بالسبعة أيام ما قبل الصلب، وبينما كان يدرس سجلات الكتاب أضاف موضوع القيامة، وبعد اقتناعه بأن المسيح قد قام حقّاً، قَبِله مخلّصاً وكتب كتابه المشهور «مَن دحرج الحجر؟» والفصل الأول بعنوان «الكتاب الذي رفَض أن يُكتب». إنَّ الكتاب المقدس حيّ وقويّ وأمضى من كل سيف ذي حدّين، وهو البرهان الأعظم لذاته، وكل من يهاجمه ويسخر منه ينبغي أن يُواجِه إمكانية الإيمان به يوماً ما ويصبح بطله المُكرّّس. |
||||
20 - 05 - 2012, 03:30 PM | رقم المشاركة : ( 320 ) | ||||
† Admin Woman †
|
«وَمَلأتُهُ مِنْ رُوحِ اللهِ… وَكُلِّ صَنْعَة» (خروج3:31). إنَّ فقرة اليوم تشير إلى بصلئيل الذي جَهَّزَه الروح القدس ليُشرف على بناء خيمة الإجتماع، فكان ماهراً في صياغة الذهب والفضة والنحاس ونَقْش وتطعيم الحجارة الكريمة والحفر في الخشب. فقد جعله روح الله لكي يكون حِرَفياً ليقوم بهذه الأنواع من الأشغال العملية المختلفة. تقتبس إحدى الروزنامات قول أ. ترامب «نَغفَل عادة عن هذا الدور في خدمة الروح، سواء في الحقل أو في المصنع، في المنزل أو في المكتب، فإنَّ المؤمن ليستطيع أن يطلب مساعدة الروح القدس في الأعمال اليومية. أعرف رجُلاً صنع مذبحاً من مقعدٍ في مشغله. ثم أنَّ «مرثا» التي في وسطنا، جعلت من طاولة مطبخها مائدة للعشاء الرَّبّاني، وآخر قد حوَّلَ طاولة مكتبه إلى مِنبَر يكرز منه ويكتب عليه، محوِّلاً شؤون المكان العام إلى عمل للملك. يوجد في الناصرة، إسرائيل، مشفى مسيحي لخدمة السكّان العرب بشكل رئيسي، وفي هذا المشفى توجد قاعة للعبادة، فعندما يقف الواعظ ليكرز، فإنه لا يقف من وراء مِنبرٍ بل يقف وراء بنك نجّار مصقول مع مِلزمة خشبيّة في طرفه وصندوق أدوات، إنَّ هذا لتذكيرٌ رائع وضروري بأن رَبّنا قد اشتغل نجّاراً في الناصرة وأن بنك النجارة كان مِنبره. سعى طبيبٌ في الغرب الأوسط من الولايات المتحدة لعلاج نفوس وأجساد مرضاه، وأحياناً وبعد أن يكون قد تحدّث إلى الشخص في عيادته فاحصاً إياه فحصاً شاملاً، يشكُّ بأن المشكلة كانت روحيّة وليست جسدية، فيتوجه في تلك الليلة إلى بيت ذلك المريض ويقرع جرس الباب. يتفاجأ المريض أوّلاً عند رؤيته، ولكن بعد ذلك يقول الطبيب الكريم ما يلي: «أنا لم آتِ لأراك بصفتي طبيب بل أتيت لزيارتك كصديق، وثمة شيء أودُّ أن أكلمك بخصوصه، فهل تسمح لي بالدخول؟» بطبيعة الحال لا يعارض الشخص، فيدخل الطبيب ويتكلّم إليه عن حاجته الروحيّة، ثم يشرح له كيف أن الرَّبّ يسوع هو الذي يُلبِّي هذه الحاجة. لقد سلَّم كثيرون من المرضى حياتهم للرَّب واستمروا في خدمته بشكل صحيح، وكثيرون سيكونون مُمتنّين لخدمة الطبيب المحبوب الذي اعتنى بنفوسهم فضلاً عن أجسادهم. للرَّب منابر عديدة غير تقليديّة في العالم اليوم، وكما قال ترامب، «تعلّم الكثيرون كيف يحوّلون أشغالهم العادية إلى عمل للمَلِك». |
||||
|