485 - الله محبة ، الله ذاته محبة . المحبة ليست صفة من صفات الله ، هي طبيعة الله ، هي الله . لو عرفنا الله الخالق القادر الذي بكلمة منه صنع الارض والسماء ، والانسان والحيوان ، لا يكفي . ولو عرفنا الله الحافظ القوي الذي يعتني بالكواسر في الغابات وبالنملة التي تدب في الارض ، لا يكفي . لو عرفنا الله الحكيم الفهيم الذي يعرف كل شيء ويخفت امامه الماضي والحاضر والمستقبل ، لا يكفي . ولو عرفنا الله الرحيم الرحمن الذي يعطف على خليقته ويوفر لها الطعام والشراب اليومي ، لا يكفي . لا بد ان نعرف الله المحبة ، المحبة التي تغطي الكون ، التي تشمل الجميع ، المحبة التي تُحب . الله أحب من الأزل ويُحب الى الأبد لأنه هو كائن ٌ من الأزل وسيدوم ويبقى الى الأبد . محبة الله أزلية ، أبدية مثله ، فالمحبة الله ، والله المحبة . أحب الآب الإبن ، أحب الإبن . وأحب الإبن الآب ، أحب الآب ، وأحبنا الإبن . المسيح أحبنا ، أحبني وأحبك َ وأحبك ِ . قال المسيح : " كَمَا أَحَبَّنِي الآبُ كَذلِكَ أَحْبَبْتُكُمْ أَنَا. اُثْبُتُوا فِي مَحَبَّتِي. " ( يوحنا 15 : 9 ) ، كما أحبه الآب يحبني . بنفس المحبة التي أحب الآب الإبن ، يحبنا الآب ويحبنا الإبن . يقول الوحي المقدس : " مَحَبَّةً أَبَدِيَّةً أَحْبَبْتُكِ " ( ارميا 31 : 3 ) محبة لا نهاية لها ، محبة ً الى الأبد ، ومحبة ً أزلية من البدء ، قبل أن يكون كائن ، قبل أن يكون زمان ، أحب الآب الإبن . وحسب قوله فكما أحب الآب الإبن ، هكذا أحبنا الإبن ، محبة ً أبدية ، محبة ً أزلية . قد تعرف متى بدأت محبتك للمسيح ، متى أحببته وقبلته وتبعته ، أما محبته ُ لك فلا بداية لها . محبته تنساب وتجري كمياه ٍ نهر ٍ دائمة الجريان من منبع ٍ لا تُعرف بدايته تنبع من الأبد البعيد . وكما أحب الآب الإبن محبة ً ثابتة ً لا تتغير ، هكذا يُحبنا المسيح ، محبة ً ثابتة ً لا تتغير ولا تتبدل . ولو ارتفعتَ الى قمم النجاح هو يحبك ، ولو هبطت الى قاع الفشل والهوان هو يحبك . لو سرت في الطريق السوي المستقيم يحبك ، ولو تعرجت بك السُبُل والتوى الطريق ، يحبك . محبة الآب للإبن ثابتة ، ومحبة الإبن لك لا تتغير مهما تغيرت َ أنت وتغيرت الاشياء حولك . وكما أحب الآب الإبن محبة ً مطلقة لا حدود لها ولا أسوار ولا شروط ولا معايير ومقاييس ، هكذا يُحبك المسيح بلا حدود .