منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 29 - 04 - 2013, 06:51 PM   رقم المشاركة : ( 3111 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,797

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

ها أنت سيدي من جديد أراك تبكي


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


حينما أراك تبكي ... يتجمد الدمع في عيني فلا ينزل


لأني اخاف انهمار دموعي يحجب عني هذا المشهد


يجذبني بعيداً عن التدقيق في دموعك انت


وتسطع في سماء فكري شمس سؤال واحد وحيد


لماذا تبكي .....؟!


مالذي يبكيك ياسيد بكاء المطر


يا خالق الأكوان والأرض والكواكب وسماء السموات


يا آله الافلاك والنجوم .. والشمس والقمر


يا رب الملائكة والمخلوقات الروحية حتى الساقط منها


ما الذي يبكيك .... يا محب البشر....


نعم .. انهم البشر.. تلك المخلوقات التي تتفنن في إيلامك


من يوم نمت بذار زرعهم بيدك في الأرض


ألم تبكي على أبينا آدم الذي رفض محبتك وباع ملكوتك وعشرتك


وخان مراضاتك وسعى في طلب رضاء إمرأته تلك التي وهبتها أنت له ..!


ألم تبكي على هابيل إبنك وأنت تراه يُذبح بيد إبنك الآخر قايين


ومن أين جاء بهذه القساوة؟ .. وكيف يظن أنه سيُكمل أيامه من دون أخيه ..!


ألم تبكي وأنت تراه يدفن أخاه .. وصوت دماه تصرخ اليك في سمائك


ألم تبكي والطوفان يضرب الأرض من أجل عهد جديد ووعد جديد


ألعلها تكون بداية حقيقية بنوح وأولاده ... وما كانت ...


ألم تبكي على إبراهيم وأولاده .. في أوقات شرودهم وتيهانهم عنك ..


ألم تبكي على يوسف وكل ما عناه ... وأنت ترى من جديد كيف يذبح الأخ أخاه ..!


ألم تبكي على شعبك الذي أنقذته من المذلة وحررتهم من عبودية المصريين


ثم بعد ذلك تركوك أنت صاحب المعجزات والعشر ضربات


وآمر البحر أن يصير طريق ليعبروا عليه


تركوك أنت ... ليعبدوا عجلاً من صُنع أيديهم..!!!


ألم تبكي قضاة شعبك الذين ضلوا بشعبك ....


ألم تبكي داود الذي إخترته ومسحته فخانك وأخطأ أمام عينيك ..!


ألم تبكي سليمان الذي ترائيت له ووهبته حكمة ليست بأرضية


وأنعمت عليه بمملكة راسخة وغنى وثروات لم يُسمع من قبل عن قشورها حتى..!


هذا الذي إئتمنته على بناء هيكلك ....!


أغوت النساء قلبه وباعك ....


وبعد أن كان باني هيكل الرب .. بنى هياكل الأوثان ....


ألم تبكي حينما رأيت شعبك يتحاربون وينقسمون .. وقد ضاع منهم تابوت عهدك ...


ألم تبكي أنبيائك وكهنة هيكلك وهم يضلون الشعب عن طريقك


يعوجون المستقيم .. ويتركون الجريح يموت بجرحه..!


حقاً إنها قصة مأساة آله .. مأساتك مع الإنسان من يوم خلقته


الى يوم مجيئك اليه متجسداً عله يفهم ويشعر بمقدار حبك له


والأن في حياتك على الأرض أرني أين لم تبكي ..؟ ومتى لم تبكي...؟


وأنت في حياتك وخدمتك عانيت كل المعاناه ..


بكيت عند قبر لعازر وانت عالم بإقامتك له بعد لحظات..


ألم تحتمل حزن ودموع الأختين مرثا وحاملة الطيب ..؟!


هل حنت أحشاؤك على لعازر .. وعذبك بقائه في الجحيم أربعة أيام...!


أم أن المشهد أثار مشاعرك وأفاض دموعك وتعجل ذبحك وخلاصك


من أجل كل أحبائك أسرى الجحيم ...


وهاهي أورشليم مدينتك وهيكلك تأتي اليها في موكب ملك السلام ...


وما أن أقتربت حت رحت تبكي من جديد..


بكيت عليها لأنها لم تعرف زمن إفتقادها


ولا استطاعت أن تتّعرف على مخلصها الحقيقي وفاديها


بكيت عليها بكاءً عالياً ومسموعاً لأنك رأيتها وهي محاطة بمترسة وجيوش تيطس


تُقطع بالسيف رقاب شعبها وتُبقر بالسيف بطون نسائها


وتُعلق أطفالها على أسنة الرماح وهي تتلوى - هذا ما ذكره التاريخ اليهودي –


اخبرني سيدي ...


ألم تبكي على خيانة يهوذا تلميذك وحافظ الصندوق والأمانة


ألم تبكي على نكران بطرس وأنت تسمعه يشتُم ويسُب فيك


ألم تبكي حين هرب أحبائك وبقيت وحدك ...


ألم تبكي خيانة الشعب الذي إستقبلك بالهتاف والزعف


ألم تبكي خيانة الشعب الذي شفيت مرضاه وجبرت كسره


وعصبت جراحه وأقمت موتاه


ألم تبكي حينما تقابلت مع أمك في طريق الجلجثة


وانت تنزف .. وهي تنزف ...


نعم سيدي بكيت في كل هذا ... وفي أكثر من هذا وذاك


بكيت ... وبكيت .. وبكيت


ومازلت تبكي حتى الأن ...


فالدم ينزف وما أوقفنا نزيفه


والنكران مستمر .. والخيانة متخفية


والألام متواصلة .. لم تهدء السياط


ولم تنتهي عقوبتك مصلوباً


.......نحن أولى الناس ببكاؤك ودموعك ..


فلا تكف عن البكاء ولا تدعنا نهدء لحظة ونكف عن البكاء


ونادي بصوت عظيم أمام قبورنا


" .... شعبي هلم خارجاً ..."


 
قديم 29 - 04 - 2013, 06:53 PM   رقم المشاركة : ( 3112 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,797

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

انبثاق الروح القدس
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
كتب بواسطة: نشرة مطرانية اللاذقية
"ومتى جاء المعزي الذي سأرسله أنا إليكم من الآب، روح الحق الذي من عند الآب ينبثق فهو يشهد لي"
(يوحنا 15:26)


لا يّدي أحد بأن الرباط الثقافي والحضاري واللاهوتي بين الشرق والغرب كان في أوج مجده في أواخر القرن العاشر وأوائل القرن الحادي عشر عندما حدث الانشقاق البغيض بين الكنيستين الشرقية والغربية، بل على العكس كان بُعدٌ ثقافي وحضاري يسود نتيجة اندثار الإمبراطورية الرمانية في الغرب وحلول إمبراطورية شارلمان الإفرنجية ( 800 م) وإمبراطورية اوتون(Otto) الجرمانية ( 955 ) مكانها، وفرضهما اللغة اللاتينية على جميع الشعوب المتنصّرة الخاضعة لسيطرتها كلغة رسمية مقدسة، ونتيجة الفتح العربي الذي سيطر على معظم بطريركيات الشرق، إلى أن جاءت قضية إنبثاق الروح القدس من الآب والإبن وإضافة الكنيسة الغربية عبارة "والإبن" (Filioque) على دستور الإيمان النيقاوي - القسطنطيني، فكانت هذه القضية الشعرة التي قسمت ظهر الكنيسة والشرارة التي أشعلت الخلاف بين الشرق والغرب.


السؤال الذي يطرح نفسه هو الكلمة "والإبن" إلى دستور الإيمان رغم أن المجمع المسكوني الثاني لم يذكرها علمًا أن السلطة الوحيدة التي تستطيع تغيير أي شيء في قرارات المجامع هي مجمع مسكوني، وهذا لم يحصل أبدًا باعتراف الكنيسة الكاثوليكية نفسها.


حافظ الشرق والغرب في البداية على إيمانهما بانبثاق الروح القدس من الآب فقط حسبما أعلن المجمع المسكوني الثاني. حتى أن المجمع المسكوني الثالث ( 431 ) يرشق بالحرم أي إنسان يعترف بإيمان آخر لا يتطابق مع إيمان المجامع السابقة، وقد جدّد المجمعان الرابع ( 451 ) والخامس ( 681 ) هذا الحرم.
كذلك أعلن القديس كيرلس الإسكندري (القرن الخامس) أن من يُسقط أو يزيد أي شيء على دستور إيمان الكنيسة الجامعة فكأنه يعاند الله.


ويبدو أن الآريوسية لم يُقضَ عليها في إسبانيا إذ نشأت حوالي السنة 400 فكرة انبثاق الروح القدس من الآب والإبن بسبب حاجة اللاهوتيين إلى التشديد على حقيقة الأقانيم الإلهية وتساويها في الجوهر. وكانت أيضًا قد برزت بدعة البريشليانيين(نسبة إلى Priscilien أسقف Avila في إسبانيا) التي عّلمت من ضمن أمور عديدة القول بأقنوم أوحد الثالوث. تسربت هذه الإضافة إلى مجمع Toledo الثالث في إسبانيا عام 589 ردًا على هراطقة آريوسيين من شعب الغوط المتنصرين.
جاء في القانون الثالث من هذا المجمع أن كل من لا يعترف بالإنبثاق من الآب والإبن معًا يُقطع. فأمر الملك روكارد، وكان حديث الارتداد عن الآريوسية، بإدخال هذه الصيغة في دستور الإيمان النيقاوي القسطنطيني. وأقر هذه الزيادة مجمع طليطلة الرابع عام 633 .


يقول بول أفدوكيموف في كتابه "الروح القدس في التراث الأرثوذكسي" (صفحة 54 )"لقد كانت هذه الصيغة مفيدة بشكل مؤقت في نطاق محاربة آريوس الذي كان يرفض ألوهة المسيح، وبالتالي السعي إلى تأكيد المساواة الجوهرية بين الآب والإبن، بمعنى أنه إذا كان الروح القدس ينبثق من الاثنين معًا، فمن الواضح أن الإبن مساوٍ للآب وهو من جوهر الآب".
تسربت هذه الزيادة إلى فرنسا وحمل رايتها الإمبراطور شارلمان ودافع عنها بقوة، فعقد مجمعًا في اكس لا شابل عام 809 بهدف حرم الإمبراطورية البيزنطية، وثبت فيه إنبثاق الروح من الآب والإبن، بالرغم من معارضة البابا لاون الثالث الذي رفض ذلك وتمّنع عن تلاوة الإضافة في القداس الإلهي ونقش دستور الإيمان دون الإضافة على لوحتين من الفضة باللغتين اليونانية واللاتينية وأمر بتعليقهما على مدخل كنيسة القديس بطرس في روما مع الحاشية التالية"هذه كتبتها أنا لاون حفاظًا على الإيمان الأرثوذكسي".


غير أن الصيغة الجديدة عمّت فرنسا وإسبانيا وإيطاليا وآلمانيا (حيث القبائل الجرمانية).


في الشرق، لم يظهر الإهتمام بهذه القضية إلا من زمن البطريرك فوتيوس القسطنطيني (القرنالتاسع)، ولم يسمع عنها إلا عبر جدالات بين رهبان الأفرنج ورهبان دير القديس سابا في القدس، ولأن الباباوات كانوا ضدها حتى بداية القرن الحادي عشر، حين خضعوا لسلطة الأباطرة الجرمان. وقد عقد البطريرك فوتيوس مجمعًا في القسطنطينية عام 879 رفض فيه كلمة "والإبن".
الغرب، ومنذ عهد أوتون الأول (Otto I) (936-973) مؤسس الإمبراطورية، الذي استولى في عام 951 على إيطاليا، حصلت ضغوطات شديدة على الباباوات أدت في الأخير إلى إستقالة آخر بابا روماني أرثوذكسي يوحنا الثامن عشر، وإنتخاب أول بابا جرماني سرجيوس الرابع ( 1009 ) الذي تلا هذا الدستور مع الإضافة، فحذره بطريرك القسطنطينية سرجيوس، ولما لم يقبل حَذّفه من لائحة الأساقفة (الذيبتيخا- Dyptiche) في القسطنطينية، وسانده بطاركة أورشليم وأنطاكيا والإسكندرية، فحصلت القطيعة بين الشرق والغرب. في العام 1014 جاء الإمبراطور هنري الثاني إلى روما لكي يتوّجه البابا نيكيتوس الثامن، ففرض الطقس الجرماني، وأنشد دستور الإيمان مع الإضافة للمرة الأولى في كنيسة القديس بطرس، وُنزعت اللوحتان اللتان عّلقهما البابا لاون الثالث. ثم ارتضى مجمع لاتران الزيادة عام 1215 في عهد البابا اينوكنثيوس Inoocentالثالث، وكرسها نهائيًا مجمع ليون الإتحادي عام 1274.

أما القطيعة النهائية بين الشرق والغرب فقد حصلت في 16 تموز من العام 1054 عندما دخل موفد البابا لاون، الكاردينال همبرتو(Humbert) ووضع على مذبح كنيسة الحكمة الإلهية حرمًا للبطريرك ميخائيل القسطنطيني اثر بعض الإشكالات حول بعض أبرشيات إيطاليا وبعض العادات اللاتينية كاستعمال الفطير والصوم يوم السبت إلخ ...


إذًا، من المهم جدًا الوعي بأن الخلاف حول قضية إبنثاق الروح القدس في القرون العشرة الأولى لم تكن بين الكنيستين الشرقية والغربية، أو بين الرومان الشرقيين والغربيين، بل بين رومان الغرب والشرق من جهة وبين الأفرنج والجرمان الذين تبنوا هذه العقيدة الجديدة وفرضوها في الأخير على الباباوات في روما.
الكنيسة الشرقية رفضت الإضافة لسببينأولهما لأن قرارات المجامع المسكونية لا يمكن تعجيلها إلا بقرارات مجمع مسكوني آخر، وهذا لم يحدث على الإطلاق. والثاني والأهم لاهوتي. فاللاتين، بحسب البطريرك فوتيوس في كتابه "المدخل إلى الروح القدس"، ينطلقون من الجوهر الإلهي ويعتبرونه وحده الجوهر كانوا يتحدثون عن الصلة بين الأقانيم، في حين أن أهل الشرق كانوا ينطلقون من التمايز القائم بين الأقانيم ومنه يفحصون وحدة الجوهر، وهكذا فإن التعليم بأن الروح القدس منبثق من الآب والإبن معًا هو مجرد نتيجة لعقيدة التساوي في الجوهر بينهما، وبذلك يضعف اللاتين "وحدة الرئاسة" التي للآب ويضحون تاليًا بتمايز الأقانيم في سبيل "وحدة الجوهر المشتركة". يقول فوتيوس"ان القول بأن الآب علة الإبن وأن الآب والإبن معًا علة الروح يوجب أن يكون الآب والإبن والروح علة لأقنوم رابع ...". الخوف من القول بالإنبثاق من الآب والإبن هو أن يكون لدينا مصدران للألوهة وهكذا ندخل في الشرك وتعدد الآلهة.
ربما كان كلام القديس يوحنا الدمشقي التالي أوضح تعبير عن وحدة جوهر الثالوث مع تمايز الأقانيم، إذ أن الأقانيم الثلاثة متساوون في الجوهر من حيث الألوهة، ولكنهم متمايزونالآب مصدر الألوهة، الإبن مولود، والروح منبثق"نؤمن بآبٍ واحد، مبدأ الجميع وعّلهم، لم يلده أحدٌ وهو وحده أيضًا غيرُ معلول ولا مولود ... وهومصدرُ الروح القدس ... أما الروح القدس، فينبثق من الآب لا بالولادة بل بالإنبثاق ... نؤمن أيضًا بالروح القدس الواحد، الربّ المحيي، المنبثق من الآب والمسجود له والممجّد مع الآب والإبن ... منبثق من الآب وموهوب بالإبن فتناله الخليقة كلها. خال ٌ ق بذاته، يكوّن الكل ويقدّسه ويعتني به. قيّومٌ بأقنومه الخاص، غيرُ مفترق ولا منفصل عن الآب والإبن. له كل ما للآب والإبن عدا اللاولادة والولادة ... أما الإبن فهو من الآب بالولادة. والروحُ القدس هو أيضًا من الآب، لكن لا بالولادة بل بالإنبثاق.


ونحن نعلم أن هناك فرقًا بين الولادة والإنبثاق لكننا نجهل كيفيّته. وإننا نعلم أيضًا بأن ولادة الإبن وانبثاق الروح القدس من الآب كانا معًا" (المئة مقالة في الإيمان الأرثوذكسي، الرأس الثامن، المقالة الثامنة).



 
قديم 29 - 04 - 2013, 06:55 PM   رقم المشاركة : ( 3113 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,797

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

المرأة الكنعانية ( الفينيقية )...2

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
«حينَئِذ أجاب وقال لها يا امرأة عَظيم إيمانك. ليكن لك كما تُريدين. فشفيت ابنتها من تلك الساعة» (متى ٢٨:١٥ )
المرأة الكنعانية ( الفينيقية )...2
كنت قد كتبت عن المرأة الفينيقية وأعود لأتحدث في هذا الموضوع كي نتأمل في بعض النواحي الروحية في حياة وإصرار هذه المرأة على الطلب من يسوع شفاء ابنتها.
عرفنا من هذه القصة أن يسوع قد تعمد أن يترك الأماكن المزدحمة ، ويخلو إلى مكان قصيّ طلباً في الراحة والهدوء عبر الحدود إلى مدينتي صور وصيداء.
وواضح أن يسوع كان معروفاً في هذه التخوم، لأنه دخل بيتاً وهو يريد أن لا يعلم أحد. ويخبرنا البشير مرقس: «أنه لم يقدر أن يختفي». ولماذا؟
هل كان ذلك بسبب الجموع المحتشدة؟
كلا فإننا نعلم من قصص أخرى أنه كان في مقدوره أن يختفي من الجموع متى أراد. ومثال ذلك ما ورد في إنجيل يوحنا الإصحاح الثامن عندما أحاط به جموع الأعداء محاولين أن يمسكوه ثم رفعوا حجارة ليرجموه يقول الكتاب المقدس: «أما يسوع فاختفى وخرج من الهيكل مجتازاً في وسطهم ومضى» (يو٥٩:٨). أما في هذه المرة فلم يقدر يسوع أن يختفي لأنه عرف أن امرأة حزينة كسيرة القلب كانت خارج البيت تطلب معونته. وبينما نجد يسوع يختفي من الكبرياء والأنانية ، تراه أمام الألم البشري والحاجة إليه لا يقدر أن يختفي.
وكما سبقت الإشارة كانت هذه المرأة أممية، كما أنها كانت سورية فينيقية. وهذا يشير إلى ديانتها. وكان الفينيقيون السوريون في ذلك الوقت يعبدون الإلهة عشتا روث وهي إلهة القمر. وبدأت تلك العبادة باستحسان الجمال، كما هو الحال في كل العبادات الوثنية . كان الوسط الديني الذي ولدت فيه هذه المرأة وترعرعت يعلن أن غريزة الإنسان وعاطفته كلها حق وصواب. ولذلك فيجب الانغماس فيها بدون تحفظ، وصارت عبادة الجمال تتناول أي شيء مرغوباً فيه في الشخصية البشرية.
وإننا لواجدون بعض الصفات الممتازة في هذه المرأة كما تصورها لنا قصتها.
ظهر تردد يسوع في إجابة طلب المرأة. فلما جاءت إليه أولاً لم يجبها بكلمة. ولما تدخل التلاميذ طالبين منه أن يصرفها أجابهم: «لم أرسل إلا إلى خراف بيت إسرائيل الضالة». ولم يوجه أية كلمة للمرأة، وتوسل إليه التلاميذ لأجلها، وربما أدركوا رغبته في العزلة، فطلبوا إليه أن يعطيها سؤلها حتى تنصرف.ولما ألحت المرأة في طلبها قائلة: «يا سيد أعني». أجابها يسوع: «ليس حسناً أن يؤخذ خبز البنين ويطرح للكلاب». ويقع هذا الكلام على أسماعنا وقعاً قاسياً خشناً، ولكن حتى هنا وفي الترجمة الأصلية للكتاب المقدس لم يستعمل يسوع الكلمة الشائعة عن الكلاب بل استعمل اسم التصغير لها.وهي كلمة فيها شيء من نغمة الرقة، لأنها تشير إلى الجراء الصغيرة التي توجد في معظم البيوت وتلعب مع الأطفال. وفي الواقع قصد يسوع أن يعطي للمرأة فرصة ليعمل إيمانها عملاً كاملاً. وكان يسوع قد عرف هذا الإيمان في كل هذه العملية.
وإن كان يسوع قد أرسل ليجد الخراف الضالة، فقد قال قرب نهاية خدمته الأرضية للذين كانوا يحاورونه بسبب الرجل المولود أعمى، قال لهم: «ولي خراف آخر ليست من هذه الحظيرة فينبغي أن آتي بتلك أيضاً ليكونوا رعية واحدة وراع واحد». وهذه المرأة كانت إحدى هذه الخراف.
وأمام سكون المسيح ثابرت المرأة، وأمام تظاهره برفضها استمرت مثابرة أيضاً. ولما تحدث إليها وظهر كما لو أنه يحاول إبعادها عن أية معونة منه لم تيأس أبداً. ولما قال لها: «ليس حسناً أن يؤخذ خبز البنين ويطرح للكلاب». قالت له: «نعم يا سيد والكلاب أيضاً تأكل من الفتات الساقط تحت مائدة أربابها». وهنا وصل إيمانها إلى ذروته ونال نصرته. وبهذا اتضح قصد المسيح من الطريقة التي اتبعها مع هذه المرأة ليجعل إيمانها المضطرب يثابر ويجاهد حتى يصبح إيماناً منتصراً.
«يا امرأة عظيم إيمانك ليكن لك ما تريدين». وبهذه العبارة انصرفت المرأة من عيادة يسوع واختفت من المشهد وعادت إلى بيتها لتجد نتيجة إيمانها وبرهان سلطان المسيح. كانت قد تركت ابنتها بها روح نجس تتلوى وتتبرم بسببه، عادت لتجدها وقد خرج منها الشيطان. وهكذا تنتهي قصة هذه المرأة، ولكنها قصة الكثيرين غيرها. وحينما يقوم رجل أو امرأة بمجازفة كهذه على أساس الاقتناع، فإنه يدخل في صلة مع المسيح تجعله من شعب الله. ويجب أن نذكر هنا أن يسوع لم يعط المرأة من الفتات الساقط تحت المائدة بل أعطاها خبز البنين.
ثم لنتحقق أنه حيثما وجدت نفس تطلب يسوع المسيح بحق وخلوص نية، فهو لا يقدر أن يختفي. فلتكن هذه الحقيقة هي أغنية كل قلب.
والآن، ألا تتفقون معي أن العالم اليوم يستسلم لعمل الروح النجس بطريقة بشعة، وألا تتفق معي أن هذا العالم يحتاج إلى رحمة يسوع ربنا. إن دول العالم كلها تحاول بشتى الطرق أن تتخلص من الروح النجس الذي يستولي عليها، ولكن الاختبار علمنا والتاريخ أثبت لنا، أن السلام والهدوء والحياة الهنية لا تُشترى بالمال ، ولا تأتي نتيجة المجهودات البشرية والمؤتمرات الدولية التي يسيطر عليها روح الكبرياء والأنانية والنفعية. ولكن السلام والهدوء والطمأنينة هي من عطايا الله للذين يحبونه، ويحفظون أحكامه ووصاياه.
فيا إلهي أتوسل إليك في خضوع واستسلام أن تعامل عالمنا هذا، ليس حسب شروره وآثامه، بل حسب رحمتك الكثيرة في المسيح، وأن تخلصه من كل فكر وروح شرير، وأن تهبنا عطية السلام الحقيقي لنعيش معاً في محبة متبادلة وخدمة مضحية، لامتداد ملكوتك الحقيقي على أرضنا.
أشكرك أحبك كثيراً
يسوع المسيح يحبكم جميعاً
هو...ينتظرك
 
قديم 29 - 04 - 2013, 06:57 PM   رقم المشاركة : ( 3114 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,797

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

المرأة الكنعانية ( الفينيقية)...1


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
«حينَئِذ أجاب وقال لها يا امرأة عَظيم إيمانك. ليكن لك كما تُريدين. فشفيت ابنتها من تلك الساعة» (متى ٢٨:١٥ )
المرأة الكنعانية ( الفينيقية )...1
نحن الآن عِند حدود صور وصيدا. فقد ترك المُعلّم أرض اليَهودية وسار إلى أرض الأُمم. لقد ضاقت نفسه لعدم إيمان «الشعب اليهودي». فإنهم بالرغم من البراهين الكثيرة التي شهدت بها حياة يسوع استمرّوا يُقاوِمونه ويَضطهدونه. ورُبّما يجد عِند الوَثنيين الإيمان الذي لم يَجده عند أبناء جلدته!! وقبل أن يتوغل في أرض الأمم أقبلت نحوه امرأة أرملة عرفنا فيما بَعد أن لها إبنة وَحيدة. وإن المَرأة كَانت كِنعانية فينيقيّة، وقد أقبلت صارخة: «ارحمني يا سيّد يا ابن داود».
ابنتي مَجنونة جِدّاً !!
(إبنتي فيها شيطان)
كانت المَرأة قد سمعت عن النبي اليهودي وعن آياته وقوّاته، فلما جاء إلى المكان الذي تقيم فيه أحسّت أن العَناية هي التي أرسلته، ومع أن المرأة لم تكن تعلم شيئاً تفصيلياً عن المسيّا وعن أنه ابن داود إلاّ أنهم أخبروها أنه ابن داود ولذلك ركضت خَلفه وهي تصرخ: «ارحمني يا ابن داود». مالك أيتها المَرأة وابن داود لقد أخطأت الاتجاه إن يسوع هو ابن داود لليهود الذين كَانوا يَنتظرون ملك لليهود، ما لك أيتها الوثنيّة وابن داود فإن يسوع هو ابن الله!
لقد سمع السيد صلاتها على الرغم من أنها وجهتها إلى ابن داود، على أنه عمل معها كما يعمل معنا ومع غيرنا في كَثير من الأحيان – صمت ولم يجب الطلبة!
وظَلّت المَرأة تصرخ خلفه، ارحمني يا سيّد يا ابن داود،
ابنتي مَجنونة جِدّاً!!
(إبنتي فيها شيطان)
وكان صُراخها لَهيب نار خارجاً من قلب أم. وظلّ السيد على صَمتِه مُدّة طَويلة!
لم تَفشل المَرأة بل استمرّت تصرخ طول الطَريق.
وكان صَوتها داوياً حتى أن التلاميذ تَضايقوا من صُراخها والتمسوا مِنه أن يَستَجيب لصراخها ويشفي ابنتها. قالوا ذلك ليس لأنهم رأفوا بحالتها وأشفقوا عليها واشتركوا في ألمها. كلا. بل كانت وساطتهم بدافع أناني فقد ضاقت نفوسهم من صراخها وانزعجوا من أتباعها إيّاهُم وأرادوا أن يَستَريحوا مِنها وهُم يَقولون اصرِفها لأنها تَصيح وَراءنا!
ولم يسمع المُعلّم لصوت تلاميذه وأعلن أن رِسالته الأولى ليست للأمم. وإنما لإسرائيل وهو لم يفرغ بعد من رِسالته لهم. ولو أنه وسع دائرة خدمته لما كفاه الزمن القليل الذي سيقضيه على الأرض. وهو لذلك قد نظم زِيارته بحيث تَناولت الشعب المُختار!
وبِالرُغم من أن المَرأة سمعت الكلام الواضِح أنه لم يُرسِل إلاّ إلى خِراف بَيت إسرائِيل الضالة فإنها ظَلّت تَتبعه صارخة ارحمني يا ابن داود. ابنتي مَجنونة جداً!
يا لحب الأم!!
إنه لا يقف عند حدّ. إنه يخترق المسالك غير المَطروقة ويصعد الجِبال الشَامِخة ويَحتمل المُقاومة والصَدّ ويَظلّ مُحتَفِظاً بِقوّة إيمانِه. إن المَرأة لا تعود إلى البَيت ولا تُسلّم بِالهَزيمة وها نحن نرى المَرأة تتبع يسوع وهي لا تكف عن الصراخ خلفه حتى دخل بيتاً. وظنّ التلاميذ أن المرأة ستعود إلى بيتها ولكنهم أخطئوا.. لا شيء يمنعها من أتباعه ولا حتى دخوله بَيتاً غَريباً. فهي تدخل خلفه وتَجثو عِند قَدميه وتَسكُب دموعها فَيّاضة تبلّ الأرض تَحته وتَقول بنغمة باكِية يا سيد أعنّي!
ونظر السيّد إلى المَرأة. كانت كلماته قاسِية ولكن يا للعجب أن وجهه لَيّن وعَينيّه يَفيض مِنهما عَطِف وحُب. كان وَجهه يُشجعها ولكن كلماته تَصدّها.ليس جيداً أن يؤخذ خبز البَنين ويُطرح لِلكِلاب!
وكانت الكَلِمات مَثلاً مَعروفاً لا يحمل قوة الخشونة التي نراها نحن. ولكنه على ألين صورة – تَعبير قاسٍ وخَشِن. وسواء كان المَقصود بِالكِلاب، الكِلاب الضَالة المؤذِيّة أو الكِلاب المُدللة في البيت، فإن المِعنى أن مَكان المَرأة كأممية بِالنِسبة لِخِدمة يسوع مَكان من لا يَجوز أن تُعطى حَقّ الغير. فهل فرغ صبر المرأة وهل صاحَت فيه مُحتجة، ولعنت ذلك الشعب اليَهودي البغيض. هل قامت ووجهها نحو بيتها. هل فعلت شيئاً من ذلك؟ ..
كلا. بل انحنت أمام كلماته وأجابت نعم. نعم يا سيّد ليس حَسناً أن يؤخذ خبز البَنين ويُطرَح لِلكِلاب! ولَكني لا أطلب خبز البَنين إنني أطلب الفتات السَاقِط مِن مَائِدتهم فالكلاب أيضاً تأكل من الفتات الساقط من مَائِدة أربابها!! وهُنا تَعجّب يَسوع وَكان تَعجّبه عَظيماً جِدّاً.
«يا امرأة عَظيم إيمانك ليكن لك كَما تُريدين» وهَكذا انتصر إيمانها وشُفيت ابنتها مِن تِلكَ السَاعة.
عزيزي المستمع هل لنا هذا المقدار من الإيمان الذي طالبت به المرأة الفينيقية يسوع هل نطالب ونصر على أخذ البركة من الرب مطالبين بها بالرغم من كل الظروف والمفاهيم المتناقضة المحيطة بنا.
يسوع قال اطلبوا تجدوا اقرعوا يفتح لكم. اطلب اليوم بنفس إصرار المرأة الفينيقية. اطلب منه البركة والنعمة وقبل ذلك خلاص نفسك وروحك متوقعاً شفائه الإلهي كما شفى ابنة هذه المرأة.
أشكرك أحبك كثيراً
يسوع المسيح يحبكم جميعاً
هو...ينتظرك

 
قديم 29 - 04 - 2013, 07:08 PM   رقم المشاركة : ( 3115 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,797

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

من هو يسوع (٢)

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


من هو يسوع (٢)
من غايات مجيء المسيح، ومن دلائل حضوره كما تنّبأ الأنبياء عنه من قبل مئات السنين، أنه يملأ البائسين سروراً والمساكين ابتهاجاً، محققاً النبوة القديمة في سفر أشعياء{روح السيد الرب عليّ، لأن الرب مسحني لأُبشر المساكين، أرسلني لأعصب منكسري القلب، لأُنادي للمسبيين بالعتق، وللمأسورين بالإطلاق، لأُنادي بسنة مقبولة للرب، وبيوم انتقام لإلهنا. لأُعزّي كل النائحين} (أشعياء ١:٦١ – ٢). فيحرّر الإنسان من الشر والخطيئة وما يتبعهما من شقاء، ويعيد إلى الإنسان كرامته وسعادته.
وعليه، فحين أرسل يوحنا المعمدان من سجنه اثنين من تلاميذه إلى يسوع يسألانه، أأنت الآتي أم ننتظر آخر؟
أجابهما يسوع: {اذهبا وأخبرا يوحنا بما تسمعان وتنظران. العُمي يبصرون، والعُرج يمشون، والبُرص يطهرون، والصمّ يسمعون، والموتى يقومون، والمساكين يبشّرون، وطوبى لمن لا يعثر فيّ} (متى ٢:١١ – ٦). أي أنه هو تحقيق الرجاء الذي طالما تاقت إليه نفوس البشر.لقد كانت المعجزات علامة من علامات الأزمنة لمجيء المسيح وابتداء ملكوته الروحي في النفوس. ويذكر لنا الإنجيل ما يربو على أربعين معجزة أجراها يسوع، بالإضافة إلى كثير غيرها فمنها ما يتناول العناصر الجامدة وقوى الطبيعة، ومنها ما يتعلق بطرد الأرواح الشريرة والشياطين،
لقد كانت المعجزات علامة من علامات الأزمنة لمجيء المسيح وابتداء ملكوته الروحي في النفوس. ويذكر لنا الإنجيل ما يربو على أربعين معجزة أجراها يسوع، بالإضافة إلى كثير غيرها فمنها ما يتناول العناصر الجامدة وقوى الطبيعة، ومنها ما يتعلق بطرد الأرواح الشريرة والشياطين،
ليست المعجزة كما يتوهّم البعض تحدّياً اعتباطياً لنواميس الطبيعة التي رسمها الله في حكمته السامية، بل هي على العكس من ذلك تماماً، تجلّ صريح لتلك الحكمة. فالله في علاقته بالإنسان، جود وعطاء، يظهر له بكلمته هي وبفعله. وكلمته وفعله إنما يهدفان إلى هداية الإنسان وتخليصه. وفي مساق هذا التاريخ الخلاصي بالذات، يتجلى الله أحياناً تجليات أكثر وضوحاً في ظروف معينة بواسطة أنبيائه ورسله، حملة الوحي والرسالة، فتأتي المعجزة شهادة على حضور الله في عملهم، وعلى انسياقهم في إرادته التي تسيّر كل شيء نحو الخلاص. فالمعجزة للنبي والرسول أشبه بأوراق الاعتماد التي يقدّمها سفير دولة. إنها تؤيد صدق مصدر البعثة، وتثبت ما يدّعي من صفة وصلاحيات. وعليه فالمعجزة قبل كل شيء (آية)، أي دلالة حسية (بيّنة)، تشير إلى أن ما يقول ويفعل هذا الرسول أو النبي أي أن ما يقوله ويفعله بإذن الله نفسه وإرادته، يؤيده بها شهادة له.
في معجزة الصيد العجيب (لوقا ٤:٥ – ٧، يوحنا ١:٢١ – ٨)، كان الرسل قد تعبوا الليل كله عبثاً في محاولة الصيد ولم يستطيعوا أن يمسكوا شيئاً من السمك، فلمّا ألقوا الشبكة بأمر يسوع حصلوا على سمك كثير جداً. المقصود لم يكن فقط الحصول على السمك، بل إشعار الرسل أنهم مازالوا مدعوين أن يصيروا صيادي الناس، أي الكارزين بكلمة الله، يصطادونهم لذاك الذي وجدوه أكثر من إنسان عادي، ليكونوا تلاميذ للمسيح. وفي حادثة تهدئة العاصفة (مرقس ٣٥:٤ – ٤١)، كان تلاميذ يسوع بالسفينة، والسفينة والرسل على وشك غرق محتوم، وإذا بيسوع ينتهر البحر فتنقلب العاصفة هدوءاً. وما تسكين العاصفة سوى آية (عجيبة) المقصود من ورائها استشفاف قدرة يسوع الخارقة، وإثارة السؤال في النفوس: مَن ترى هذا؟
فحتى الريح والبحر يطيعانه، وكذلك القول في المشي على البحر عندما خاف التلاميذ في السفينة، فجاءهم يسوع ماشياً على البحر (متى ٢٢:١٤ – ٣٢)، وفي لعن التينة وتيبيسها، عندما أمر يسوع شجرة التين غير المثمرة أن تيبس (مرقس ١٢:١١ – ١٤، ١٩ – ٢٣). أما تكثير الخبز (متى ١٣:١٤ – ٢١، ٣٢:١٥ – ٣٨، يوحنا ١:٦ – ١٥) حيث أشبع يسوع من بضعة أرغفة وقليل من السمك آلافاً كثيرة، فالمقصود من وراء هذا، إيصال الجماهير إلى التفكير والمجاهرة بإيمانهم بالمسيح "هل هو في الحقيقة النبي الآتي إلى العالم"، وتهيئتهم للتعرّف على يسوع، خبز الحياة (يوحنا ٢٢:٦ – ٦٩).
لقد كان في ذلك كله آية لهم لو كانوا يؤمنون، أما الذين كفروا قالوا عن يسوع إنه هو بعلزبول رئيس الشياطين، ولهذا اتهموه بالسحر والشعوذة، ونعتوه بالتعامل مع الشياطين وأردفوا قائلين: "ما هذا إلا سحر مبين".
تلك صورة مصغّرة عن ذلك المستشفى الدائم المتجوّل من حول يسوع، والذي يعيد فيه يسوع العافية والرجاء معاً إلى القلوب الكسيرة. ألم يتنبأ عنه أشعياء من قبل بقوله "لكن أحزاننا حملها، وأوجاعنا تحملها..." (أشعياء ٤:٥٣)؟ يسوع لم يكن يهدف إلى شفاء الأمراض فحسب، بل إنما هو يجري آية أي يعمل عجيبة، وبذلك يوجّه إشارة، وطوبى لمن وعى القصد وتجاوب معه. فمعجزة الكسيح تأييد لسلطان يسوع على مغفرة الخطايا (مرقس ٥:٢ – ١٢).
كانت مهمة المسيح الأساسية هي محبة وإنقاذ الشعب الضائع والعودة به إلى شاطئ الأمان. لذلك نجده يتكلم عن أمور كثيرة مقدّماً النصيحة تلو الأخرى، ضارباً عرض الحائط بالتعاليم البالية والتقاليد الموروثة التي كانت سائدة آنذاك لا تظنوا أني جئت لأنقض الناموس أو الأنبياء. ما جئت لأنقض بل لأُكمّل. فإني الحق أقول لكم، إلى أن تزول السماء والأرض، لا يزول حرف واحد أو نقطة واحدة من الناموس حتى يكون الكل.


لم ينقض يسوع الوصايا بل كمّلها، وكذلك لم ينقض عبادات قائمة، بل حاول أن يخرج بها من مظاهر الرياء إلى صفاء الصدق، ومن عبودية الحرف إلى حرية الروح.
أشكرك أحبك كثيراً
يسوع المسيح يحبك...هو ينتظرك

 
قديم 29 - 04 - 2013, 07:52 PM   رقم المشاركة : ( 3116 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,797

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

“لأنه فيه سر أن يحل كل الملءِ”

(كو19:1)

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

ترد عبارة “الملء” إذ نسمع هذه العبارة من بولس الرسول متحدثاً لأهل غلاطية: : “لَمَّا جَاءَ مِلْءُ الزَّمَانِ، أَرْسَلَ اللهُ ابْنَهُ مَوْلُوداً مِنِ امْرَأَةٍ، مَوْلُوداً تَحْتَ النَّامُوسِ” (غلا4:4) متحدثاً عن ملء الزمن الذي كان ضرورياً لتجسد المسيح، وأيضاً في حديثه الموجّه لأهل أفسس يصف الكنيسة بأنها: “هِيَ جَسَدُهُ، مِلْءُ الَّذِي يَمْلأُ الْكُلَّ فِي الْكُلِّ” (أف 23:1) موضّحاً لنا بأن الكنيسة تكون حقيقية عندما يكون جسد المسيح ملئها، ويؤكد لأهل أفسس بأن الإنسان يحقق الكمال عندما يصل إلى ملء قامة المسيح: “إِلَى أَنْ نَنْتَهِيَ جَمِيعُنَا إِلَى وَحْدَانِيَّةِ الإِيمَانِ وَمَعْرِفَةِ ابْنِ اللهِ. إِلَى إِنْسَانٍ كَامِلٍ. إِلَى قِيَاسِ قَامَةِ مِلْءِ الْمَسِيحِ” (أف 13:4) وكلها تُشير إلى أن الملء يتحقق بحضور المسيح في الزمن، في الكنيسة، في الإنسان. وبالتالي إذا أراد الإنسان تحقيق الملء أو الكمال عليه أن يمتلئ من المسيح.
من جهة ثانية كلمة “الملء” مصطلح يشير ضمنياً لـ “الخلاص”، فنحن بشر مخلقون على صورة الله، ولكن يوجد فينا شيء ما ناقص يجعلنا بعيدين عن الملء، ولا واحد منا هو في حالة الملء مع أننا خُلقنا للملء، والملء ليست كلمة تعبّر عن حقيبة مليئة بالأخلاق الحسنة، والأخلاق الحسنة ليست سبباً رئيسياً للخلاص، لذلك نقول بأننا مخلوقون على صورة الله لنحقق مثاله، هذا السعي لتحقيق المثال يمر عبر الملء بالمسيح الذي به يتم الخلاص.
مفهومنا للخلاص بعيد كل البعد عن المفهوم البروتستانتي، أحدهم قال بأنه لم يعرف الخطيئة منذ ثلاث سنوات، موضحاً بذلك بأن مفهومه للكمال مختلف كلياً عن مفهومنا، الآباء القديسون جاهدوا طوال حياتهم بالصلاة والجهاد ولم يقولوا أنهم بلا خطيئة بل كلما تقدّموا بالسيرة الخلاصية عرفوا أنهم أكبر الخطاة فيصلّون للرب ليعطيهم وقت أطول لكي يتوبوا. فكيف تعرف أنك نلت الخلاص وأنت لم تقابل وجه المسيح؟.
بالنسبة لي هناك أمور كثيرة تعني الملء:
1. إنسانياً، الملء يعني أن نحقق ما خُلقنا من أجله، ويكون الشخص أكثر إنسانيةً عندما يعيش ملء وجوده.
2. الملء أكثر من أن تعرف كثيراً، فمن الممكن أن تعرف في مواضيع كثيرة وممتلئ منها، مع ذلك يمكن أن تكون فارغاً وبدون حياة. “وَمِنْ مِلْئِهِ نَحْنُ جَمِيعاً أَخَذْنَا، وَنِعْمَةً فَوْقَ نِعْمَةٍ” (يو16:1). الملء الحقيقي هو انسكاب نعمة الله فينا وامتلائنا من نعمته وليس انسكاب للمعلومات أو للمعارف.
3. الملء يعني الأفضل، السيد المسيح وعدنا بـ “فَقَدْ أَتَيْتُ لِتَكُونَ لَهُمْ حَيَاةٌ وَلِيَكُونَ لَهُمْ أَفْضَلُ” (يوحنا 10:10)، ولم يقصد الله بقوله هذا أننا سنعيش حياة مليئة بالرفاهية بل وعدنا بأن يملئنا الله من حياته. المسيح هو “الكل” وليس السيارات أو البيوت أو التلفاز الكبير أو الرحلات حول العالم. هو وعدنا بأن يكون حاضراً فينا، وحضوره فينا هو أهم من هذه الحياة التي نعيشها، أنا متأكد أن هذا الحضور الداخلي للسيد في حياتنا يجعل من داخلنا أوسع وأكبر من هذه الدنيا بالكلية.
4. الملء يؤدي للكمال، فعبر أسرار الكنيسة والكتاب المقدس يمكن للإنسان اقتناء الروح القدس، و به يصل للكمال، وهذا يتم كله في الكنيسة، إذا الكنيسة هي الملء بشرط أن تكون مليئة بالروح القدس، وهي تكون كنيسة حقيقية عندما تكون ممتلئة بالروح القدس، ولكنها أيضاً مجاهدة نحو الكمال بنعمة الروح القدس ونحن إذا جاهدنا وبنعمة الروح القدس يمكن أن نصل إلى الكمال.
5. الملء لا يُحدّد بمكان ولا بزمان ولا يمكن معرفته بشكل كامل فهو أبعد من حدود العقل البشري، ويعتمد على مبدأ أن الملكوت السماوي – الذي نعيشه عندما نكون بحالة الملء- في مكان آخر حيث الله هناك.
6. يتحقق الملء في المحبة. عرفنا الله في السيد المسيح عندما قبل أن يُصلب من أجلنا، “وَتَعْرِفُوا مَحَبَّةَ الْمَسِيحِ الْفَائِقَةَ الْمَعْرِفَةِ، لِكَيْ تَمْتَلِئُوا إِلَى كُلِّ مِلْءِ اللهِ” (أفس19:3)، فالتضحية من أجل الآخر هي تعبير عن المحبة الذي هي الملء الحقيقي الذي من أجله خُلقنا. الحسد والكراهية والمكر والتعصب تعاكس تحقيقنا للملء وتشوّه من حقيقة وجودنا وتهدد بتحطيمه، على حين عمل المسامحة – حيث المحبة هي التضحية الكبرى- هو الامتداد الواسع غير المحدود انطلاقاً من ذاتنا للوصول للملء. فالحياة مع الله،أي الامتلاء،هي بأن لا نعرف الحسد أو الكراهية أو المكر أو التعصب بل المحبة حتى للأعداء، وهذا هو الملء الذي يملئ الكل بالكل.
رأى السيد المسيح ما لم يستطع أحد أن يراه، شاهد حقولاً تحتاج لفعلة وآخرين مَن ظنّوا أنفسهم قريبين لله ولم يكونوا سوى فرّيسيّن، رأى عملَ أبيه مِن حوله في حين لم يعرف أحدٌ الآبَ، رأى العالم في ملءٍ لم يقدر أحدٌ على رؤيته هكذا.
قلب الإنسان مليء بالرغبة لتحقيق الملء (الكمال)، فتراه يشعر بفراغ في داخله وبنقص في كل ما يحيط به. حدْسُه يخبره بأن هناك المزيد، هناك توقٌ لكمال ما لا يمكنه تجاهله.
يجب ألاّ يرضى الإنسان بأقل مما دعاه الله إليه، أي إلى الملء الذي وعدنا به كميراث. واقع الحياة يؤكد لنا بأن هذه الحياة فارغة وأن هناك شيء أكثر من ذلك يجب أن نسعى بكلّ قدرتنا وبكلّ نفوسنا من أجل تحقيقه.
وأنا أتساءل: “لماذا يريد الإنسان شيئاً أقل من هذا الملء؟”
آمين.
 
قديم 29 - 04 - 2013, 07:59 PM   رقم المشاركة : ( 3117 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,797

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

شجرة الصلاة والمحبة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
لطالما كان يشغلني في الأعياد حال هؤلاء الذين لا يعرفون معنى العيد وأفراحه، لأسبابهم الخاصة أو أمراضهم أو مشاكلهم الحياتية اليومية، والذين يشغلني بالخصوص شباب اليوم وكيف يمكنني أن أساعدهم؟
وجدت نفسي أنني مكتوف الأيدي ولا أستطيع إلا بشكل محدود جداً أن أُساعدهم، ولكن الرب العلي الذي يرى ويعرف كل شيء يستطيع أن يفعل الكثير، وأنا كلي ثقة أنه قادر ويريد، فالأصلي لهم عند الرب علّه يسمع صوتي أنا الخاطئ ويساعدهم.
الصلاة الحقيقية الكاملة يمكن أن تتحقق، بأن تصلّي ليس فقط لأهلك وأقاربك وأصدقائك بل لهؤلاء الذين لا تعرفهم أيضاً، الذين بحاجة لمعونة حقيقة من العلي، عندها تمتزج صلاتك مع المحبة وتصل إلى الذروة. عندما نريد أن نصلي، حتى أنا الكاهن عندما أذكر في صلاتي على المذبح، نذكر الذين نعرفهم، ولكن ألا يوجد غير الذين نعرفهم بحاجة لصلاتنا؟ نعم بالتأكيد لذلك علينا جميعاً أن نصلي لكل شباب العالم الذين يعانون من المرض أو الجوع أو الفقر أو يعيشون في ظل الحروب بلا أمل، ولكل إنسان فقد عائلته أو بيته أو رزقه، ولكل طفل ضائع أو جائع…
في المسيحية يوجد خلاف بين فئتين من المؤمنين، الأولى تعتبر بأن الشجرة هي من العبادات الوثنية بكل ما تحوي، وأن عيد ميلاد السيد هو في الكنيسة فقط، وأخرى تعتبرها تعبير رمزي عن ميلاد السيد، وتحتاجها لتتذكر بميلاد السيد المسيح على الأرض وبأن الحياة مليئة بالأفراح، وهي لا ترى بأن وضع الشجرة يُنسيهم المولود الحقيقي، وحتى لو بالغوا قليلاً بمظاهر العيد.
ككاهن في قرية صغيرة يظهر فيها هذا الخلاف جلياً واضحاً فما العمل؟
إن السؤال لطالما راودني كثيراً: هل يا ترى عندما نضع الشجرة ونضع أزراراً مضاءة مختلفة على شرفات البيوت نكون قد انحرفنا عن الطريقة الصحيحة للاحتفال بالعيد؟؟ هل يا ترى فرحة الطفل بميلاد المسيح متعلقة فقط بالشجرة أو بالأزرار المضاءة؟
طبعاً لا، وذلك إذا حافظنا على الجوهر ولم ننسى صاحب العيد، بأن نكون مشاركين مع الملائكة بالصلاة والتمجيد ومع المجوس بالعطاء والسجود داخل الكنيسة مع الجماعة المسيحية.
هاجسي الأول هو في شدّ المؤمنين نحو صلاة أوسع ومحبة أكبر وأكمل، والثاني أن أحلّ مشكلة القرية التي أرعاها حول وضع شجرة الميلاد أو لا، فأتتني فكرة بواسطتها أستطيع تنويه أبناء الرعية بأنهم قادرون على أن يرفعوا صلاتهم لتكون أوسع ولكي تقترن بالمحبة وأن ترتفع محبتهم لتصل إلى أقص درجاتها وتصبح محبة كاملة لا يشوبها الأنانية. وقلت لماذا لا نملئ شجرة العيد بصلوات أبناء الرعية؟؟ فبدل أن نضع زينة وكرات وأجراس فلنضع صلوات وطلبات صغيرة يكتبها أبناء الرعية صغاراً وكباراً بأيديهم لطفل المغارة سألينه ما يشاءون، لا متوقفين في صلاتهم عند الأهل والأقرباء بل متوجهين نحو شباب العالم الذين لا يملكون طعاماً ولباساً ودواءً وحناناً ومحبةً وللذين لم يعرفوا المسيح كإله أن يعرفوه أيضاً.
وهكذا كان…
ذهبت لمدرسة القرية، بعد أن قمت بتحضير قطع من الكرتون الصغيرة الملّونة، وشرحت الموضوع لمدير مدرسة القرية الذي رحّب جداً ووزّعها على الأطفال وأخذ كل طفل يكتب عباراته وصلاته بيده طالبين من طفل المغارة ما يشاءون من أجل كل العالم.
وجاء اليوم الموعود لتزين الشجرة، قُمنا بتركيبها وتزينها بأزرار مضيئة فقط، وقام كل طفل بتقديم صلاته و تعليقها على الشجرة، فرح الأطفال بهذا العمل لا يوصف، وفرحت جداً بأنني استطعت أن أنقل فكر وصلاة الطفل نحو العالم بأجمعه ليحب حتى الذي لا يعرفه.
قديماً قادت النجمةُ المجوسَ نحو طفل المغارة فسارعوا وقدّموا له الهدايا، أما اليوم فالذي يقوم بهذا الدور هي الكنيسة، لذلك استبدلنا النجمة التي تعلو الشجرة بصورة عن كنيسة القرية وقلنا بأن الكنيسة هي التي تجمع صلاتنا وتقودنا نحو طفل المغارة ونحو الخلاص.
في هذا الميلاد أتمنى للجميع أن يعلّقوا على شجرة العيد صلاة ما تخطر ببالهم لطفل المغارة من أجل خلاص العالم وليسمّوا شجرتهم كما أسميناها نحن في رعيتنا: “شجرة الصلاة والمحبة”.
 
قديم 29 - 04 - 2013, 07:59 PM   رقم المشاركة : ( 3118 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,797

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الشعلة التي ألهبتموها


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
لطالما أحببت العمل مع الشباب لأن كنت أرى فيهم تلك الروح الحية التي لا تقبل بالأمر الواقع الغير الصحيح، أو الجامد الغير الحي. راغبين أن يجددوا الماضي والحاضر ليكون المستقبل في أفضل حال. وكأنهم يحملون شعلة ملتهبة لا تنطفئ
ولطالما ناشدتهم بذلك، مركّزاً دوما على أن المستقبل لا يمكن أن يكون أفضل إن لم يكن الحاضر الذي يعيشونه نابض بالحياة ومتجدد بالروح القدس، و المستقبل الأفضل يكون بالعمل الجاد، باحثين ومجتهدين مقدّمين ما يمكن ولكـــــــن هنا كانت خيبة الأمـــــل!!!!!!!!!!
فعندما تسألهم ماذا أنجزتم حتى الآن؟ (وذلك في كل النواحي العلمية، الروحية، الشخصية الأجوبة مخجلة أو لا جـــــــــــــــواب لا الصلوات، لا الكتاب مقدس، لا الأسرار، لا الكتب الروحية، لا الكتب الفكرية أو العلمية الجادة، لا العمل في الكنيسة، لا حماية الأرثوذكسية من الذئاب الخاطفة، يشكلون شيئاً مهم في حياتهم
هذا كان يؤلمني. وكأن بالشعلة التي أراها بين يديهم تكاد أن تنطفئ. (أكتب هذا ونهران صغيران يتدفقان من عيناي يحرقان وجهي، من لوعة ما قد احترق في داخلي). هل بات الخمول والكسل والضياع و… من سمات شباب اليوم؟
لا لم أستطيع قبول ذلك وجاءني الجواب يوم 15 من تشرين الثاني، عندما سمعت عن أول محطة إذاعية على شبكة الانترنت واسمها الأرثوذكسية بالحقيقة تفاجئت أو لم أتوقع ذلك من شباب هذا اليوم. والشيء الثاني الذي فاجئني بأن يكون اسمها الأرثوذكسية. كنت أظن أنهم لا يعرفون هذه الكلمة أو حتى لا تهمهم. ولكن يا…أو من يعمل معكم من وراء الكواليس
شكراً جداً لأنكم حققتم ما كنت أحلم به. (مع العلم أنني لم أتوقع أنه سيتحقق) وثانياً لأنكم أثبتم ما أؤمن به من جهة الشباب أنهم دوما يجددون الماضي والحاضر ليكون المستقبل أفضل. وثالثاً أنكم ألهبتم الشعلة من جديد وأعطيتموها لهيب من الروح القدس لا ينطفئ أبداً في النهاية أتمنى من كل شباب كنيستنا الأرثوذكسية أن يحملوا الشعلة بين يديهم وهي ملتهبة بنعمة الروح القدس مقدسة حاملها ومنيرة له الطريق مهما كثر ظلامه بسبب قوة الشيطان التي تزداد يوما بعد يوم، وأن لا يقبلوها أن تخبوا يوما ما لي رجاء وثقة وأمل أنكم فاعلون ذلك.
 
قديم 29 - 04 - 2013, 08:01 PM   رقم المشاركة : ( 3119 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,797

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

صلاة من أجل شباب العالم المتألم

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
وقفتُ للحظاتٍ طويلةٍ مع نفسي متسائلاً ما هي الطريقةُ المثلى لوداعِ هذه السنة واستقبالِ السنة الجديدة؟ تساءلتُ كثيراً، والأجوبةُ كانت غزيرةً، إلا أنني لم أستطِعْ أن أُبعِدَ عن ذهني ما يحدثُ أو سيحدثُ لشبابِ هذا العالم. فهناك الكثير منهم يعيشونُ بألمٍ كبير. فماذا أستطيعُ أنْ أفعلَ لهم؟ كيف أساعدُهُم؟ تحيّرتُ، وفكرّتُ كثيراً، ورغم شعوري أنني لا أستطيعُ مساعدةَ هؤلاء المتألمين، إلا أنني وجدتُ أنَّ الحلَّ هو بيدِ الله وبيدِهم، ولكن يمكنني أنا أيضاً أن أفعلَ شيئاً – ودوري هامٌ جداً وفعّال- أستطيعُ وبحرارةٍ!!!! أن أصلّيَ لهم
فقرّرتُ أن أودّعَ هذه السنةَ وأنا أصلّي لشبابِ هذا العالمِ الذين يتألمون وأدعوكُم جميعاً أن تصلُّوا لأجلِهم، فكثيرٌ منهم يتعرضّون في حياتِهم لليأسِ والاعتداءِ والاستغلالِ والأمراضِ المستعصيةِ وللذين لم يعرفوا الربَّ بعدُ فاستحوذَ الألمُ على قلبِهِم وحوّلَ حياتَهم إلى جحيمٍ
هناكَ شبابٌ تعلّقوا بالمخدّرات فسيطرتْ على عقولِهم وتصرُّفاتِهم وحولّت حياتَهم إلى ألمٍ لا يتوقّف، إذ يفقدُون بتأثيرِها الشعورَ بالدنيا من حولِهم ويبدُون وكأنّهم موجودون في هذا العالم ولكنّهم لا يعيشون فيه
هناك شبابٌ يعيشون بفراغِ سبّبته مصاعبُ حياتِهم الخاصّة ولم يعرِفوا أنّ المسيحَ هو سَندُ حياتِهم وهو مخلّصُهم وشافيهِم ومالئُ كلّ حياتِهم بكلّ أملٍ ورجاءٍ وفرحٍ وبدونهِ تصبحُ الحياةُ فارغةً من معناها
وآخرون دمّرتِ الحروبُ بيوتَهم أو مدارسَهم أو جامعاتِهم فينظرونَ إلى المستقبلِ ولا يرون فيه أيَّ بصيصِ أملٍ بل يقتصرُ إحساسُهم بالسعادةِ في حياتِهم على أحلامِهم في ساعاتِ النوم فقط وعندما يستيقظون تكونُ الصدمةُ التي لا تُحتَمَل فيفكّرون بالانتحارِ وبعضُهم يُقدِمُ على قَتلِ نفسِه فيخسرون هذه الحياةَ والحياةَ الثانيةَ التي ينتظرُهم فيها المخلِّصُ
وهناك بالإضافةِ إلى ما ذكرناه أشياءُ أخرى كثيرةٌ تجعلُ من حياةِ شبابِنا ألماً مستمراً، وهم خاصةً في نموِّهِم العاطفي يتصرّفون كما يشاءون بدون الإصغاء إلى نُصحِ الكنيسة أو توجيهها، فتنمو عاطِفَتُهم بشكلٍ عشوائي مشوَّشٍ وبالنتيجةِ لا يعودون قادرين أن يأخذوا قراراتِهم عندَ اللزومِ بشكلٍ صحيح
ألا نعرفُ كلُّنا أنَّ لعبةَ الشيطانِ الحاليةِ هي إبعادُ الإنسانِ عنِ الله وتحويلِ قلبِه إلى صخرةٍ قاسيةٍ، إذ يجعلُه يرى محبةَ الآخرين بمقدارِ ما يقدّمونه له، فينسى الإنسانُ أنَّ الحبَّ هو عطاء صرف، ينسى أنّ اللهَ أحبَّنا حتى أنه بذَلَ ابنَه الوحيد من أجلِ خلاصِنا. وبقساوةِ قلوبِ البشرِ يصبحُ العالمُ أكثرَ عنفاً، ويسهِّلُ التدميرَ والقتلَ. فلهولاءِ الذينَ لم يتعلَّموا مِنَ السيّدِ أنّ المحبةَ هي بمقدارِ ما تُعطي وتضحِّي، وللذينَ قسَتْ قلوبُهم بسببِ العنفِ والغرورِ نقولُ إنّ محبةَ الإنسانِ الحقّةِ تتبلورُ في تقديمِه محبّتِهِ مجاناً للآخرين وهذا ما نريدُه بكلّ تأكيد لنا جميعاً ولكل شباب العالم
ولكن من أين يتأتّى الألمُ في الدنيا؟ نعتقدُ أنَّ مصادرَ الألمِ كثيرةَ ولكنْ يمكنُنا تصنيفُها إلى مصدرَين: الأولُ خارجيّ والثاني داخليّ. أمَّا الخارجيّ فيأتي من الشيطانِ والعالمِ من حولنا والداخليّ يأتي من خطايانا وضعفاتِنا. فإنْ كان من الآخرين فاحرَصْ أن لا تكونَ أنت المسبّبُ لألمِ الآخر، وإن كان من الخطيئة فاحرَصْ أن تُعينَ نفسَك بالصلاةِ و الصومِ والمحبةِ و الاعتراف …. المهمُّ أن لا تكونَ أنتَ مصدرَ الألمِ في حياةِ الآخرين. ولكنَّ الألمَ في حياةِ الإنسانِ أمرٌ نسبيّ ومتبدّلٌ وهو أحدُ أوجُهِ الحياةِ بعدَ السقوط، ولكي تكتملَ رؤيتُنا الصحيحةُ للحياةِ والألمِ الذي يقاسيه الشبابُ في العالمِ ينبغي أن نتطلعَ إلى الوجهِ الآخرِ للأمور، أي إلى حضورِ الله في حياتِنا نحنُ البشر ووقوفِه الدائمِ إلى جانب خليقتِه. وليسَ أدلّ على تحرُّكِ اللهِ وانعطافِه للألمِ البشريّ من صورةِ يسوعَ المسيحِ في الكتابِ المقدس وحياةِ الكنيسة، إنه البلسمُ الشافي دوماً لكل آلامِ البشرِ وحاضرٌ دوماً ليجعلَ من آلامنا أمراً مقبولاً محتَمَلاً ويحوّلها إلى بركة في حياتنا من أجله حين نحتمِلُها بصبر. وبالنتيجةِ، للهِ دورٌ حاسمٌ في هذا الخصوص، ولنا نحنُ البشر دورٌ أساسيٌ بالصلاةِ والصومِ والصبر، فلنفعل ما نستطيعُ ولنترُك باقيَ الأمورِ لحكمةِ اللهِ ومحبتهِ اللتين لا تُحدَّان ولا تُوصَفان وانطلاقاً من محبةِ اللهِ لخليقتِه جميعاً ولكلِّ المتألمين في هذه الدنيا، ومن ضِمنِهم شبابُ العالم، نرفعُ جميعاً قلوبَنا إلى الله في نهايةِ العامِ المنصرمِ ونتطلعُ إلى تحنُّنِه وإشفاقِه عليهم وعلينا جميعا في العامِ الجديد ونبتهل قائلين
أيها الربُّ المتحنّنُ، نعرفُ أنكَ سريعُ الاستجابةِ لكلّ طالبيك. لقد علّمَنَا تلميذُك الحبيبُ يوحنا، إننا مهما طلبنا من الآبِ باسمِك وحَسْبَ مشيئتِك… فإنّه يسمعُ لنا على الفور يا لك من أبٍ رحيمٍ، لا تشاء أن يُذَلَّ أولادُك بتركِهم يتوسلون إليك دونَ أن تستجيب… علَّمتَنا هذا يا ربُّ في مثَلِ قاضي الظلم، بل وقد أوصيتَنا صراحةً أن لا نكرِّرَ الكلامَ باطلاً في صلواتِنا فنطلبُ إليكَ في هذا اليوم
” من أجلِ كلِّ شابٍّ قد تعلّقَ جسدياً أو روحياً بالمخدرات فآلمَته وأبعدَتهُ عن الخيرِ والمحبةِ
من أجل شفائه وخلاصه منها من أجلِ كلِّ شابٍّ مريضٍ فقَدَ الرجاءَ في هذه الدنيا فلَمْ تعُدِ الحياةُ بالنسبةِ له ذاتَ معنىً. فاشفِهِ يا ربُّ وعرّفهُ أنكَ قادرٌ على كلِّ شيء
من أجل كلِّ شابٍّ متألمٍ يشعرُ بفراغٍ في حياتِه، في فكرِه، في روحِه، في شخصيتِه وفي عاطفته، فلا يجدُ معنىً أو هدفاً لكلِّ أمرٍ يفعلُه فاملأ يا ربُّ قلبَه من روحِك القدُّوس، أنتَ المالئُ الكلَّ من أجلِ كلِّ شابٍّ دخلتِ القسوةُ إلى قلبِه فباتت كلماتُه، أفعالُه ونظراتُه فارغةً من الرحمةِ والحنانِ والعطف فأعطِه يا ربُّ أن يعرفَ التوبةَ كالقديسِ موسى الأسود
من أجل كلِّ شابٍّ دخلَ العنفُ إلى تصرفاتِه أو تعرّضَ للعُنفِ فتألَّمَ منه بسببِ طباعٍ صعبة أو إرهاقٍ أو مرضٍ عصبيّ أو غرورٍ فأعطِهِ يا ربُّ أن يعرفَ الحقَّ بك
من أجل أن تتعطّفَ وتتغاضى عن هفواتِ وخطايا شبابِ هذا العالمِ التي اجترموها في هذهِ السنةِ وتنظرَ إليهِم بعينِ الرأفةِ وترحمََهم من أجل أن توطّدَ أيها الربُّ إلهُنا روحَ السلامِ في العالم أجمعَ، وتثبّتَ شبابَ كنيستِك المقدّسةِ في الإيمان مبعداً عنهم كلَّ خللٍ و مرضٍ و جوعٍ و فقرٍ و فراغٍ، حافظاً إياهم من الأعداءِ المنظورين وغيرِ المنظورين.
آمين وكل عام وأنتم بخير
 
قديم 29 - 04 - 2013, 08:01 PM   رقم المشاركة : ( 3120 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,797

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

صلاة من أجل شباب العالم المتألم

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
وقفتُ للحظاتٍ طويلةٍ مع نفسي متسائلاً ما هي الطريقةُ المثلى لوداعِ هذه السنة واستقبالِ السنة الجديدة؟ تساءلتُ كثيراً، والأجوبةُ كانت غزيرةً، إلا أنني لم أستطِعْ أن أُبعِدَ عن ذهني ما يحدثُ أو سيحدثُ لشبابِ هذا العالم. فهناك الكثير منهم يعيشونُ بألمٍ كبير. فماذا أستطيعُ أنْ أفعلَ لهم؟ كيف أساعدُهُم؟ تحيّرتُ، وفكرّتُ كثيراً، ورغم شعوري أنني لا أستطيعُ مساعدةَ هؤلاء المتألمين، إلا أنني وجدتُ أنَّ الحلَّ هو بيدِ الله وبيدِهم، ولكن يمكنني أنا أيضاً أن أفعلَ شيئاً – ودوري هامٌ جداً وفعّال- أستطيعُ وبحرارةٍ!!!! أن أصلّيَ لهم
فقرّرتُ أن أودّعَ هذه السنةَ وأنا أصلّي لشبابِ هذا العالمِ الذين يتألمون وأدعوكُم جميعاً أن تصلُّوا لأجلِهم، فكثيرٌ منهم يتعرضّون في حياتِهم لليأسِ والاعتداءِ والاستغلالِ والأمراضِ المستعصيةِ وللذين لم يعرفوا الربَّ بعدُ فاستحوذَ الألمُ على قلبِهِم وحوّلَ حياتَهم إلى جحيمٍ
هناكَ شبابٌ تعلّقوا بالمخدّرات فسيطرتْ على عقولِهم وتصرُّفاتِهم وحولّت حياتَهم إلى ألمٍ لا يتوقّف، إذ يفقدُون بتأثيرِها الشعورَ بالدنيا من حولِهم ويبدُون وكأنّهم موجودون في هذا العالم ولكنّهم لا يعيشون فيه
هناك شبابٌ يعيشون بفراغِ سبّبته مصاعبُ حياتِهم الخاصّة ولم يعرِفوا أنّ المسيحَ هو سَندُ حياتِهم وهو مخلّصُهم وشافيهِم ومالئُ كلّ حياتِهم بكلّ أملٍ ورجاءٍ وفرحٍ وبدونهِ تصبحُ الحياةُ فارغةً من معناها
وآخرون دمّرتِ الحروبُ بيوتَهم أو مدارسَهم أو جامعاتِهم فينظرونَ إلى المستقبلِ ولا يرون فيه أيَّ بصيصِ أملٍ بل يقتصرُ إحساسُهم بالسعادةِ في حياتِهم على أحلامِهم في ساعاتِ النوم فقط وعندما يستيقظون تكونُ الصدمةُ التي لا تُحتَمَل فيفكّرون بالانتحارِ وبعضُهم يُقدِمُ على قَتلِ نفسِه فيخسرون هذه الحياةَ والحياةَ الثانيةَ التي ينتظرُهم فيها المخلِّصُ
وهناك بالإضافةِ إلى ما ذكرناه أشياءُ أخرى كثيرةٌ تجعلُ من حياةِ شبابِنا ألماً مستمراً، وهم خاصةً في نموِّهِم العاطفي يتصرّفون كما يشاءون بدون الإصغاء إلى نُصحِ الكنيسة أو توجيهها، فتنمو عاطِفَتُهم بشكلٍ عشوائي مشوَّشٍ وبالنتيجةِ لا يعودون قادرين أن يأخذوا قراراتِهم عندَ اللزومِ بشكلٍ صحيح
ألا نعرفُ كلُّنا أنَّ لعبةَ الشيطانِ الحاليةِ هي إبعادُ الإنسانِ عنِ الله وتحويلِ قلبِه إلى صخرةٍ قاسيةٍ، إذ يجعلُه يرى محبةَ الآخرين بمقدارِ ما يقدّمونه له، فينسى الإنسانُ أنَّ الحبَّ هو عطاء صرف، ينسى أنّ اللهَ أحبَّنا حتى أنه بذَلَ ابنَه الوحيد من أجلِ خلاصِنا. وبقساوةِ قلوبِ البشرِ يصبحُ العالمُ أكثرَ عنفاً، ويسهِّلُ التدميرَ والقتلَ. فلهولاءِ الذينَ لم يتعلَّموا مِنَ السيّدِ أنّ المحبةَ هي بمقدارِ ما تُعطي وتضحِّي، وللذينَ قسَتْ قلوبُهم بسببِ العنفِ والغرورِ نقولُ إنّ محبةَ الإنسانِ الحقّةِ تتبلورُ في تقديمِه محبّتِهِ مجاناً للآخرين وهذا ما نريدُه بكلّ تأكيد لنا جميعاً ولكل شباب العالم
ولكن من أين يتأتّى الألمُ في الدنيا؟ نعتقدُ أنَّ مصادرَ الألمِ كثيرةَ ولكنْ يمكنُنا تصنيفُها إلى مصدرَين: الأولُ خارجيّ والثاني داخليّ. أمَّا الخارجيّ فيأتي من الشيطانِ والعالمِ من حولنا والداخليّ يأتي من خطايانا وضعفاتِنا. فإنْ كان من الآخرين فاحرَصْ أن لا تكونَ أنت المسبّبُ لألمِ الآخر، وإن كان من الخطيئة فاحرَصْ أن تُعينَ نفسَك بالصلاةِ و الصومِ والمحبةِ و الاعتراف …. المهمُّ أن لا تكونَ أنتَ مصدرَ الألمِ في حياةِ الآخرين. ولكنَّ الألمَ في حياةِ الإنسانِ أمرٌ نسبيّ ومتبدّلٌ وهو أحدُ أوجُهِ الحياةِ بعدَ السقوط، ولكي تكتملَ رؤيتُنا الصحيحةُ للحياةِ والألمِ الذي يقاسيه الشبابُ في العالمِ ينبغي أن نتطلعَ إلى الوجهِ الآخرِ للأمور، أي إلى حضورِ الله في حياتِنا نحنُ البشر ووقوفِه الدائمِ إلى جانب خليقتِه. وليسَ أدلّ على تحرُّكِ اللهِ وانعطافِه للألمِ البشريّ من صورةِ يسوعَ المسيحِ في الكتابِ المقدس وحياةِ الكنيسة، إنه البلسمُ الشافي دوماً لكل آلامِ البشرِ وحاضرٌ دوماً ليجعلَ من آلامنا أمراً مقبولاً محتَمَلاً ويحوّلها إلى بركة في حياتنا من أجله حين نحتمِلُها بصبر. وبالنتيجةِ، للهِ دورٌ حاسمٌ في هذا الخصوص، ولنا نحنُ البشر دورٌ أساسيٌ بالصلاةِ والصومِ والصبر، فلنفعل ما نستطيعُ ولنترُك باقيَ الأمورِ لحكمةِ اللهِ ومحبتهِ اللتين لا تُحدَّان ولا تُوصَفان وانطلاقاً من محبةِ اللهِ لخليقتِه جميعاً ولكلِّ المتألمين في هذه الدنيا، ومن ضِمنِهم شبابُ العالم، نرفعُ جميعاً قلوبَنا إلى الله في نهايةِ العامِ المنصرمِ ونتطلعُ إلى تحنُّنِه وإشفاقِه عليهم وعلينا جميعا في العامِ الجديد ونبتهل قائلين
أيها الربُّ المتحنّنُ، نعرفُ أنكَ سريعُ الاستجابةِ لكلّ طالبيك. لقد علّمَنَا تلميذُك الحبيبُ يوحنا، إننا مهما طلبنا من الآبِ باسمِك وحَسْبَ مشيئتِك… فإنّه يسمعُ لنا على الفور يا لك من أبٍ رحيمٍ، لا تشاء أن يُذَلَّ أولادُك بتركِهم يتوسلون إليك دونَ أن تستجيب… علَّمتَنا هذا يا ربُّ في مثَلِ قاضي الظلم، بل وقد أوصيتَنا صراحةً أن لا نكرِّرَ الكلامَ باطلاً في صلواتِنا فنطلبُ إليكَ في هذا اليوم
” من أجلِ كلِّ شابٍّ قد تعلّقَ جسدياً أو روحياً بالمخدرات فآلمَته وأبعدَتهُ عن الخيرِ والمحبةِ
من أجل شفائه وخلاصه منها من أجلِ كلِّ شابٍّ مريضٍ فقَدَ الرجاءَ في هذه الدنيا فلَمْ تعُدِ الحياةُ بالنسبةِ له ذاتَ معنىً. فاشفِهِ يا ربُّ وعرّفهُ أنكَ قادرٌ على كلِّ شيء
من أجل كلِّ شابٍّ متألمٍ يشعرُ بفراغٍ في حياتِه، في فكرِه، في روحِه، في شخصيتِه وفي عاطفته، فلا يجدُ معنىً أو هدفاً لكلِّ أمرٍ يفعلُه فاملأ يا ربُّ قلبَه من روحِك القدُّوس، أنتَ المالئُ الكلَّ من أجلِ كلِّ شابٍّ دخلتِ القسوةُ إلى قلبِه فباتت كلماتُه، أفعالُه ونظراتُه فارغةً من الرحمةِ والحنانِ والعطف فأعطِه يا ربُّ أن يعرفَ التوبةَ كالقديسِ موسى الأسود
من أجل كلِّ شابٍّ دخلَ العنفُ إلى تصرفاتِه أو تعرّضَ للعُنفِ فتألَّمَ منه بسببِ طباعٍ صعبة أو إرهاقٍ أو مرضٍ عصبيّ أو غرورٍ فأعطِهِ يا ربُّ أن يعرفَ الحقَّ بك
من أجل أن تتعطّفَ وتتغاضى عن هفواتِ وخطايا شبابِ هذا العالمِ التي اجترموها في هذهِ السنةِ وتنظرَ إليهِم بعينِ الرأفةِ وترحمََهم من أجل أن توطّدَ أيها الربُّ إلهُنا روحَ السلامِ في العالم أجمعَ، وتثبّتَ شبابَ كنيستِك المقدّسةِ في الإيمان مبعداً عنهم كلَّ خللٍ و مرضٍ و جوعٍ و فقرٍ و فراغٍ، حافظاً إياهم من الأعداءِ المنظورين وغيرِ المنظورين.
آمين وكل عام وأنتم بخير
 
موضوع مغلق


الانتقال السريع


الساعة الآن 04:26 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024