27 - 04 - 2013, 08:15 PM | رقم المشاركة : ( 3091 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الأحد ما بعد الظهور الإلهي
(متى 12:4-17) يُظهر إنجيل أحد ما بعد الظهور ثلاث أحداث مهمة تمت بعد معمودية السيد، وهي سجن يوحنا المعمدان “لما سمع يسوع أن يوحنا أُسلم انصرف” وتوجه المسيح إلى كفرناحوم “واتى فسكن كفرناحوم” وبدء تعليمه “من ذلك الزمان ابتدأ يسوع يكرز” (متى 12:4-17). يُخبرنا متى الإنجيلي في الحدث الأول أن المسيح سمع بأن يوحنا قد قُبض عليه وحُبس، ويشبه البعض هذا الحدث بمحاولة القوى الشيطانية لإسكات صوت الحق وإطفاء العدل وإضعاف قوة النور واغتصاب كلمة الحقيقة والعدالة، إذ كان يوحنا أينما يذهب يُخبر عن المخالفات أللأخلاقية لهيرودس الذي عاش مع زوجة أخيه هيروديا، لذلك قبض على يوحنا وقطع رأسه محاولة لإسكاته وإخفاء الحقيقة. لا يشكل الحدث الثاني، أي خروج المسيح إلى كفرناحوم، حركة أمان للمعلم، بل يأخذ تفسيراً آخراً أكثر عمقاً وهو تصحيح معنى شعب الله المختار. فلم يعد ذلك الذي ينحدر من إبراهيم وموسى بل أصبح مع المسيح الذي يسمع كلمة الله ويحفظها. لذلك لم يتوجه أولاً إلى أورشليم بل إلى كفرناحوم حيث عاش فيها شعوب من أمم مختلفة بالإضافة للشعب اليهودي لينشر فيها بشارته الجديدة ودعوته لخلاص النفس، وذلك لتكون بذرة كلمته الأولى ليس فقط وسط الشعب اليهودي بل وسط كل أبناء الله. “لأني أقول لكم أن الله قادر أن يقيم من هذه الحجارة أولاداً لإبراهيم” (متى 9:3). فشعب الله المختار هو كل أبناء الله المدعون لقبول بشارة المسيح بالملكوت السماوي. يبدأ الحدث الثالث، أي بدء تعليم السيد المسيح، فور انتهاء عظة يوحنا عن التوبة واقتراب ملكوت السماوات. وتعليم المسيح هذا كان رؤيوياً وخلاصياً فهو يكشف محبة الله لأبنائه كما أنه يوضح إرادته في خلاص الكل. جاء المسيح مرسلاً من عند الآب ليخلّص البشر من الخطايا المميتة ومن رباطات الشيطان الكثيرة ومن الفساد والموت الروحي وحقق كل ذلك بواسطة قيامته من بين الأموات. لذلك ومن تلك اللحظة بدء المسيح يعظ ويقول: “توبوا لأنه قد اقترب ملكوت السموات” (متى17:4). أي أن نصبح من سكان ذلك الملكوت السماوي غالبين الخطيئة والموت الروحي ورباطات الشيطان. كل هذا يتم إذا سبقته التوبة وطلب الغفران الصادق من الله على كل خطايانا اليومية بالقول أو بالفعل أو على كل سيئاتنا المخجلة التي تودي بنا للخطيئة أو على كل ما يفرح الشيطان ويحزن الله. فلنطلب المسامحة من الله على كل خطايانا وتجاوزاتنا لوصاياه ولنقرر العودة إليه لنكون بقربه، هو ينتظرنا بفرح لكي نعود إليه وعندما نفعل ذلك سيلبسنا ثوب الخلاص ويجعلنا ساكنين ملكوته ونكون شعبه المختار. أحبائي يبدأ تعليم المسيح: “توبوا لأنه قد اقترب ملكوت السموات” وهو يتوجه بالكلام لنا جميعاً فلا نتأخر لنأخذ طريق العودة إليه وأن نطلب العفو تائبين عن خطايانا، وهو كأب رحوم ينتظر عودتنا ليمنحنا غفران الخطايا ومحبته وبركته. وليس شيء أعظم من العيش تحت بركة ومحبة الله. |
||||
27 - 04 - 2013, 08:16 PM | رقم المشاركة : ( 3092 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الظهور الإلهي
تُشبّه الكنيسة الأورثوذكسية بالسفينة التي تبحر في النور الإلهي الغير المخلوق التي تصل إلى أقصى مجدها داخل الأعياد السيدة الكبيرة، بالخصوص، ومنها عيد الظهور الإلهي. كلمة الظهور الإلهي تشرح لنا فحوى العيد ومعناه وهو ظهور الله كثالوث في نهر الأردن. الله أرثوذكسياً ثُلاثي الأقانيم وكثيراً ما تعبر عن هذه الحقيقة الليتورجية الكنسية كالقداس الإلهي “آبُ وابنُ وروح قدس ثالوثُ متساو في الجوهر وغير منفصل” تحمل هذه الكلمات كل العقيدة الأرثوذكسية حول الثالوث. يقول الآباء أن أحد أهم أهداف التجسد هو الكشف الإلهي للثالوث القدوس. وهذا ما حدث في نهر الأردن الابن اعتمد والآب يشهد “هذا هو ابني الحبيب” والروح القدس يظهر بهيئة حمامة. وهو يشبه ظهور الله كثالوث في التجلي على جبل ثابور. عقيدة الثالوث واضحة جداُ في الكتاب المقدس وتؤكّدها الكتب الليتورجية. بالعموم يمكننا القول أن المسيح هو الحقيقة والآب هو أب الحقيقة والروح القدس هو روح الحقيقة. الكنيسة الأرثوذكسية تستند على هذه الحقيقة في عيشها مع الله، فتُعمّد على اسم الثالوث “يُعمّد عبد الله على اسم الآب والابن والروح القدس” في القداس الإلهي نستدعي بركة الثالوث “نعمة ربنا يسوع المسيح ومحبة الله الآب وشركة الروح القدس لتكن معكم جميعاً” عندما نتناول جسد ودم المسيح نحصل على نعمة الثالوث لأن المسيح هو باتحاد دائم مع الآب والروح القدس. المواهب التي عندنا نحن أعضاء الكنيسة ليست إلا هبة من الروح القدس لتساعد على تشكيل جسد المسيح الصحيح وذلك لمجد الله الآب. ويشدد الآباء على حفظ الوصايا لنكون بشركة مع الثالوث القدوس، فيقول القديس مكسيموس المعترف: “الذي يقبل إحدى الوصايا ويحفظها فهو يملك الثالوث القدوس”. صلاتنا يجب أن لا تبدأ وتنتهي عند المسيح فقط، لأن هذا ما تفعله الكنيسة البروتستانتية، بل يجب أن نتوجه للثالوث القدوس، وإذ لا نفعل ذلك فهذا يُشير أننا لا نعيش أُرثوذكسياً في الكنيسة. يشدد الآباء على أن عيش التوبة الحقيقة والفكر الأرثوذكسي يؤدي إلى شركة مع الثالوث القدوس وبهذه الشركة نكون قد احتفلنا حقيقة بعيد الظهور الإلهي وذلك بظهور الثالوث القدوس فينا. |
||||
27 - 04 - 2013, 08:18 PM | رقم المشاركة : ( 3093 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الميلاد يتحقق سرّياً في قلوبنا مرة أخرى يعود ميلاد السيد المسيح جالباً معه النور والفرح والرجاء “أشرق نور المعرفة للعالم”. يحتفل شعب الله بميلاد الشمس العقلية، شمس العدل، عمانوئيل، فيدعو نور وجهه الإلهي أن ينير الكل “إن الحقيقة قد جاءت والظل قد جاز” (الساعة الأولى من خدمة الميلاد).قبل ميلاد السيد عاش العالم في ظلام كبير، في ظلمة الجهل والخطيئة. وفي بحثه الدائم عن النور الذي سيضيء هذه الظلمة وظلال الموت، جاءه نور الشمس العقلية “لكي ننظر به النور الذي لا يُدنى منه” (أفشين الساعة الأولى). أي أن المسيح أتى لينير العالم ويقدس ويخلص خليقته. يبشرنا ميلاد السيد بإمكانية تغيير حالة وجود هذا العالم ليصبح عالم ملكوت الله. بميلاد المسيح أشرق رجاء للعالم فلم يعد أحدٌ أو شيءٌ يمكنه إبقائنا في حالة الموت. بميلاد السيد بدأت الرحلة نحو الربيع نحو ازدهار الحياة. بحضور السيد بيننا نُمنح القداسة والبركة والرجاء وتصبح قلوبنا ملكوتاً هو ملكوت الله. صار الله إنساناً ليصير الإنسان إلهاً، نزل إلينا كي يرفعنا إليه. اشترك في طبيعتنا البشرية لكي يشركنا بالنعمة في طبيعته الإلهية. ميلاد المسيح تم مرة واحدة من والدة الإله لكنه يتكرر مرّاتٍ عدّة سرّياً في قلب كل مسيحي. يأخذ المؤمن روحياً مكانة والدة الإله لكي يولد المسيح في قلبه. ميلاد المسيح ونموه داخل المؤمن ليس إلا النمو الروحي للإنسان. مجيء ابن الله الكلمة إلى العالم أعطى قيمةً للطبيعة البشرية. أبرم الله بيسوع المسيح عهداً جديداً مع البشر بأن الملكوت الذي خسره سابقاً سيعطى ثانية مجاناً باسمه. ميلاد المسيح بالنسبة للعالم هو الخلاص “اليوم ولد لكم مخلصٌ هو المسيح الرب” (لو11:2)، وهو حدث يعطي الحياة حيث يملك الموت والحزن. نمجد ميلاد السيد لأنه يمنحنا الحياة الأبدية. وكما كانت المغارة متواضعة ودافئة هكذا يجب أن تكون قلوبنا ممتلئة، محبة وسلاماً وتواضعاً ينعكس نوراً لكل من حولنا، حتى تكون مقبولة ليولد فيها السيد. إن صُنّا نعمة الله فينا مجاهدين ومطبقين وصاياه، مقدّمين أعمالاً حسنة، سائرين في الطريق الذي سلكه ومائتين معه عندها لن تكون حياتنا اليومية فارغة روتينية بل ممتلئة بالفرح المتجدد من الإله المتجسد. |
||||
27 - 04 - 2013, 08:20 PM | رقم المشاركة : ( 3094 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
نسب المسيح
يعتبر ميلاد السيد المسيح من أكبر عجائب الثالوث القدوس، الآب أراد أن يخلّصنا، الابن كان الأداة التي بواسطتها خلصنا والروح القدس عمل ليتحقق خلاصنا. “الكلمة صار جسداً” (يوحنا 14:1). وحتى يتحقق الخلاص تجسد ابن الله آخذاً سلالة بشرية، نتعرّف عليها في إنجيل متى الذي يُقرأ في قداس عيد الميلاد. (متى 1:1-17). سلالة المسيح: الصفة الأساسية لسلالة المسيح كون غالبيتها من الرجال، ويعود ذلك لناموس موسى الذي يعتبر الرجل رأس المرأة فبالتالي كان يًعطي الأهمية للرجل في كل شيء. ويوجد لدينا تسلسلين لهذه السلالة الأول عند الإنجيلي متى فيبدأها من إبراهيم وينهيها بيوسف: “رجل مريم التي ولد منها يسوع الذي يدعى المسيح” (متى16:1). على عكس الإنجيلي لوقا الذي يبدأها من يوسف الصدّيق وينهيها بـ “بن انوش بن شيث بن آدم ابن الله” (لوقا38:3). السيد بالطبيعة الإلهية لا سلالة له فهي شيء غير موجود، هو الكلمة الإلهية لا يوجد قبله أحد أو شيء لأنه كائن منذ الأزل. هذه السلالة وضعت وفق طبيعته البشرية لذلك يلقب الإنجيلي متى بـ “ابن الإنسان” وهو أخذ هذه الطبيعة وفق هذه السلالة لكي يخلصنا. ملاحظات حول سلالة السيد المسيح: لنتوقف عند بعض النقاط التي تدور حول سلالة السيد. في بدايتها يُذكر اسم داوود الملك قبل إبراهيم، فبدل أن يقول: “كتاب ميلاد يسوع المسيح ابن إبراهيم” يقول : “كتاب ميلاد يسوع المسيح ابن داوود ابن إبراهيم” (متى1:1)، مع أن إبراهيم هو أقدم من داوود ومع ذلك هو الثاني في السلالة. وسبب ذلك يعود كون إنجيل متى كُتب لليهود ليثبت لهم أن الوعد الذي أعطاه الله لداوود بأن من نسله سيأتي المخلّص قد تحقق بيسوع المسيح. “أقيم بعدك نسلك الذي يخرج من أحشائك واثبت مملكته هو يبني بيتاً لاسمي وأنا اثبت كرسي مملكته إلى الأبد أنا أكون له اباً وهو يكون لي ابناً” (2صم 12:7-14). يقول القديس يوحنا الذهبي الفم أن النبي داوود أخذ أهمية كبيرة وعظيمة عند اليهود أعظم من إبراهيم وذلك للدور الذي لعبه داوود عند اليهود في تأسيس مملكة إسرائيل. ولا ننسى أن الأنبياء تنبؤا عن أن المسيح سيأتي من نسل داوود وهو سيخلص إسرائيل (مز17:132-18). فاسم داوود كان مرتبطاً بالذي سيخلص هذا الشعب. في العهد القديم لا يرد ذكرٌ للنساء عند سرد أي سلالة، وبالرغم من ذلك نقرأ في سلالة المسيح أسماء أربع نساء: ثامار، راحاب، راعوث، بتشبع زوجة اوريا. اثنان منهما غير يهوديات (راحاب و بتشبع زوجة اوريا) واثنان غير طاهرات، هذا هو العهد الجديد الذي جاء فيه المسي ليخلص الكل وأولهم الخطاة وليعلّمنا أن لا نخجل وأن لا نعطي اعتباراً لسلالتنا مهما كانت. ماذا نستفيد من سلالة المسيح؟ تُعلمنا السلالة أن لا نخجل من خطايا أجدادنا، بل أن نخجل من قلة الفضيلة التي فينا، ومن جهة ثانية إذا كانت سلالاتنا عريقة وكبيرة فهذا لا يفيد إذا لم نجاهد شخصياً لتقديس ذواتنا، يجب أن لا نفرح أو أن نفتخر بسلالتنا وعراقتها بل أن نفرح عندما نطبق وصايا الله. نلاحظ ذلك في الكنيسة حيث أن السلالة العائلية لشخص ما، لا تحدد حالته الروحية. الكل سواسيةً أمام الله لأنهم تعمّدوا من جرن واحد ويتناولون من الجسد ذاته والكل مائتون. جاء المسيح لكي يخلص البشرية من الخطيئة والشر، جاء كطبيب وليس كقاضي، صار عريساً للطبيعة البشرية الفاسدة. عظيمٌ هو تواضع السيد المسيح إذ أخذ سلالة لطبيعته البشرية كهذه ويقبل أن يُدعى “ابن الإنسان” وهو بلا خطيئة وذلك كله لأجل خلاصنا. إن محبته لعظيمة نحونا، فلنفعل ذات الشيء ولنظهر محبتنا نحوه ونتوجه إليه قائلين: “يا ابن داوود خلصنا”. |
||||
28 - 04 - 2013, 10:05 AM | رقم المشاركة : ( 3095 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
العازر هلم خارجا
اريد ان اسمعها منك ..اريدك ان تخرجني من قبري قبل فوات الاوان اعرف ان رقدتي قد طالت في القبر والبعض يظنون اني انتنت ولكنك مازلت تراني صالحا مازلت تعرف ان الوقت لم يمضي الان اريدك ان تناديني هلم خارجا هلم قائما من خطاياك ومن سقطتك فصوتك يبعث بي الحياة من جديد ويعطيني القوة والنصرة لاغلب كل شر يابني هلم خارجا ....اقمني ياالهي |
||||
28 - 04 - 2013, 10:14 AM | رقم المشاركة : ( 3096 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
تجارب الحياة
لوالدة الإله مكانة خاصة في الليتورجية الأرثوذكسية، ولكن، كما هو معروف، هناك خدمات تتوجه مباشرة لها والمعروف منها بين المؤمنين بشكل كبير هما خدمة صلاة “المديح الذي لا يجلس فيه” و “البراكليسي الصغير” وتمتاز الثانية باحتوائها على طلبات حارة لمختلف جوانب الحياة ومصاعبها، نطلب متضرّعين أن تَحمينا وتُعيننا وتَشفينا بشفاعتها عند المولد منها، وسمي البراكليسي الصغير لأن قانونه صغير مقارنة مع قانون “البراكليسي الكبير” ويختلفان عن بعضهما البعض بنص القانون والمقطع الإنجيلي أما ترتيب الخدمة فذاتها، ونرتلهما بالتناوب مساء كل يوم من صيام السيدة الواقع قبل عيد رقادها 15 آب، ما عدا مساء غروب عيدي التجلي ورقاد والدة الإله، كَتب القانون الصغير المرّنم ثاوفانس (وهو الراهب ثاوسستيريكتوس وليس ثاوفانس المعروف) أما زمن كتابته فهو غير معروف على عكس القانون الكبير فكتبه الملك ثيوذوروس الثاني منتصف القرن الثالث عشر، ويمكن أن نرتلهما عند كل حاجة وضيق. توضح الطروبارية الأولى لقانون البراكليسي الهدف المرتجى من صلاته وهو الحماية من التجارب والمصاعب: “تجاربٌ كثيرةٌ قد شملتنا أيتها العذراء، فأليك نلتجئ طالبين الخلاصَ، فيا أم الكلمة خلصينا الآن من المصاعب والضيقات” (الطروبارية الأولى من الأودية الأولى) لكن ما هي التجارب؟ وكيف نتجرّب؟ وكيف نواجهها؟1. ما هي التجارب؟ التجارب هي التي تضع إيمان ومحبة وطاعة الإنسان لله على المحك فتتعبه وبالتالي يمكن أن تدفع الضعفاء منا لمخالفة وصايا الله وارتكاب الخطايا، ومن بعض هذه التجارب: - هي أي شيء يدفع الإنسان لارتكاب الخطايا ومخالفة وصايا الله. - هي المشاهد المثيرة والقذرة من صور أو كلام… - هي أي شيء يدفع الإنسان ليفقد إيمانه و صبره و رجائه. - هي أي ضيق مادي أو فشل في العمل يعيق الإنسان عن التقدم نحو الله. - هي كل شيء يعيقنا عن تقديم واجباتنا الاجتماعية أو الدينية. - هي كل شيء يسخر من الدين أو الأخلاق….. - … وعندما نتعرض لأي منها أو أكثر فلنصلي لوالدة الإله لكي تطردها عنا لأنها ملجأنا: “أيتها البتولُ، إنك تطردين عنا صدمات التجارب وطوارقَ الآلام، لذلك نسبحُك مدى جميع الدهور” (كانين الأودية الثامنة)2. كيف نتجرّب؟ مصدر التجارب داخلي وخارجي، تعود الخارجية منها إلى الناس من حولنا فيضايقوننا ويزعجوننا ويتّدخلون بحياتنا الخاصة: العائلية، المهنية، الدينية… فيصبحون كأدوات يحققون غايات الشيطان ويصعبون حياة المؤمن، مستخدمين أدوات متنوعة: طول اللسان أو الضرر الجسدي أو السحر أو… ودرجة تحمّل الإنسان فهي مختلفة بين واحد وآخر ولكنها بالعموم محدودة، وعند تجاوز هذا الحد يمكن أن يقع في اضطرابٍ وضيقٍ بالتالي يمكن أن يفقد سلامه وإيمانه بالمعونة الإلهية فما عليه إلا اللجوء لوالدة الإله مرتلاً خدمة البراكليسي لتنتشله بشفاعتها من هذا الضيق: “أيتها العذراءُ، بما أنك ولدت المخلصَ فأليك نتوسلُ أن تنقذينا من كل المصاعب، لأننا إليك نلتجئ ونُبسطُ النفسَ والعقلَ نحوَك” (ذكصا الأودية الأولى) قانون البراكليسي ينّبهنا بوجود مصدر آخر للتجارب وهو الشيطان:“أيتها العذراءُ، إننا نعرفكُ شفيعةً لحياتنا وصيانةً حريزةً مزيلةً جماحَ التجارب وداحضةً حيلَ الأبالسة، فنضرعُ إليك على الدوام أن تنجينا من فساد آلامنا” (الطروبارية الثانية من الأودية السادسة) هذه الشياطين والأبالسة لا تكل ولا تتعب في محاربة المؤمنين فتجرّبهم في إيمانهم ورجائهم بالله وتحاول إيقاعهم بالتكبر وتشجّعهم أن لا يتوب وتقويهم على تبرير خطاياهم…. فهي تحارب الكل وبشتى الوسائل لكي توقع البشر بتجارب وضيق وشدة كلها حسداً وغيرة من الإنسان. وليس على المؤمن سوى الصراخ لوالدة الإله أن تعينه من شدة تجارب هذه الشياطين:“أيتها السيدةُ الكليُ قدسها، لا تكلينا إلى شفاعة بشريةٍ، لكن تقبّلي ابتهالاتنا نحن عبيدك لأننا في ضغطة وحُزن. ولا نستطيع أن نحتملَ قسيّ الشياطين، وليس لنا سترٌ ولا ندري إلى أين نلتجئ نحن الأشقياء المحاربين من كل جهة، وليس لنا سلوهٌ سواكِ، فيا سيدةَ العالم يا رجاءَ وشفيعةَ المؤمنين لا تعرضي عن ابتهالاتنا بل اصنعي ما يوافقنا” تشكل نقاط الضعف الداخلية للإنسان، أي أهوائه، باباً كبيراً لدخول التجارب هدفها الشيطاني أن توقع الإنسان في الخطيئة ليخسر خلاصه، لذلك علمنا الرب أن نصلي في الصلاة الربانية: “ولا تدخلنا في تجربة لكن نجّنا من الشرير” 3. كيف نواجهها؟ لمواجهة هذه التجارب يجب علينا أن نضع في أذهاننا ما يلي: أ. يسمح الله بالتجارب لكي يزداد إيماننا وننضج روحياً وذلك بعد أن نتجاوزها، يقول القديس يعقوب الرسول: “احسبوه كل فرح يا إخوتي حينما تقعون في تجارب متنوعة” (يعقوب 2:1). ب. لا يسمح الله أن نتجرّب بما هو أكبر من طاقتنا على التحمل: “الله أمين الذي لا يدعكم تجربون فوق ما تستطيعون بل سيجعل مع التجربة أيضاً المنقذ لتستطيعوا أن تحتملوا” (1كو13:10). ت. الله يعيننا ولا يتركنا، وشرط أن يساعدنا هو أن نقدم ما نستطيع وبكل قوانا من صلاة وصوم وتعب روحي مجاهدين أن نصنع مشيئته، وعندما لا نستطيع تجاوز هذه التجارب من بعد تعبٍ فلا بدّ أننا سنلقى العون منه: “لأن ليس لنا رئيس كهنة غير قادر أن يرثي لضعفنا” (عبر15:4)، لأن الذي تألم وجرُّب محبة فينا قادرٌ أن يقيمنا نحن الواقعين في التجارب: “لأنه في ما هو قد تألم مجرباً يقدر أن يعين المجربين” (عبر18:2). عندما تقصى التجارب وتقوى أهوائنا وتضعف قوانا سنتخبّط باحثين عن ملجئ، علمنا آباء الكنيسة أن ملجئنا في الضيق هو والدة الإله فبشفاعتها هي المعينة لمواجهة التجارب والمحن والشدائد ونعرف أننا، وبكل تأكيد، سننال طلبتنا وسننجو من كل المصاعب بشفاعتها، هذا ما تقوله التراتيل الكنسية الخاصة بوالدة الإله وخصوصاً خدمة البراكليسي. آمين |
||||
28 - 04 - 2013, 10:15 AM | رقم المشاركة : ( 3097 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الرسل الأثني عشر
تقيم الكنيسة في اليوم الثاني من عيد القديسين بولس وبطرس عيداً جامعاً للرسل الاثني عشر: سِمْعَانَ الَّذِي سَمَّاهُ أَيْضاً بُطْرُسَ وَأَنْدَرَاوُسَ أَخَاهُ. يَعْقُوبَ وَيُوحَنَّا. فِيلُبُّسَ وَبَرْثُولَمَاوُسَ. مَتَّى وَتُومَا. يَعْقُوبَ بْنَ حَلْفَى وَسِمْعَانَ الَّذِي يُدْعَى الْغَيُورَ. يَهُوذَا أَخَا يَعْقُوبَ وحلَّ متيّا مكان يهوذا الاسخريوطي. ولنرى كيف تمت دعوتهم. كيف تم اختيار الرسل الإثني عشر: الطريقة التي انتقى بها السيد تلاميذه من بين الحشود الكبيرة كانت مميزة جداً إذ كانت بعد صلاة من السيد. يصف لنا الإنجيلي لوقا كيف اختارهم الرب يسوع بعد صلاةٍ: “وَفِي تِلْكَ الأَيَّامِ خَرَجَ إِلَى الْجَبَلِ لِيُصَلِّيَ. وَقَضَى اللَّيْلَ كُلَّهُ فِي الصَّلاَةِ لِلَّهِ. وَلَمَّا كَانَ النَّهَارُ دَعَا تَلاَمِيذَهُ، وَاخْتَارَ مِنْهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ، الَّذِينَ سَمَّاهُمْ أَيْضاً رُسُلاً” (لو12:6-13). أراد أن يختار المميزين من التلاميذ وأراد تعلّيمنا أن نضع أولاً بين يدي الرب أي عمل قبل أن نقوم به، أي أراد أن يعطينا الحالة الروحية الصحيحة للعيش مع الله مبتدئاً بذاته. من جهة أخرى اختيار السيد للتلاميذ يشير إلى معرفته بهم وبإمكاناتهم حتى أنه لقبهم رسلاً، وهم لم يستحقوا هذا اللقب لولا معونة الرب. وعبر العصور حاول الكثيرون أن يأخذوا لقب الرسل دون معونة الرب واختياره، كما يشرح القديس بولس الرسول: “لأَنَّ مِثْلَ هَؤُلاَءِ هُمْ رُسُلٌ كَذَبَةٌ، فَعَلَةٌ مَاكِرُونَ، مُغَيِّرُونَ شَكْلَهُمْ إِلَى شِبْهِ رُسُلِ الْمَسِيحِ” (2كور13:11). سلطان الرسل: أعطاهم سلطاناً على الأرواح الشريرة وقوة لشفاء المرضى: “ثُمَّ دَعَا تَلاَمِيذَهُ الاِثْنَيْ عَشَرَ وَأَعْطَاهُمْ سُلْطَاناً عَلَى أَرْوَاحٍ نَجِسَةٍ حَتَّى يُخْرِجُوهَا، وَيَشْفُوا كُلَّ مَرَضٍ وَكُلَّ ضُعْفٍ” (متى1:10). لم يُرد أن يحتفظ بهذه المقدرة لنفسه بل وهبها لتلاميذه. هو أرسلهم ليبشروا ويعظوا بكلمة الله في المدن اليهودية، وليس فقط أن يبشروا بالملكوت الله الآتي بل وأن يجترحوا العجائب، وكلها مجّاناً: “مَجَّاناً أَخَذْتُمْ، مَجَّاناً أَعْطُوا” (متى8:10). العجائب التي قام بها الرسل لم تكن نتيجة قدرتهم الشخصية إنما كانت هبة من الله من أجل الذين يحتاجونها، وهم لم يسعوا ليقتنوا هذه الموهبة بل الله هو الذي وهبهم إياها مجاناً لخدمة كنيسته. في البداية أرسلهم ليبشروا المدن اليهودية فكانت تحضيراً للبشارة الكبرى بعد قيامته عندما سيرسلهم للعالم أجمع: “فَاذْهَبُوا وَتَلْمِذُوا جَمِيعَ الأُمَمِ وَعَمِّدُوهُمْ بِاسْمِ الآبِ وَالاِبْنِ وَالرُّوحِ الْقُدُسِ” (متى19:28). الأمر العجيب أن أناساً غير متعلمين وفقراء وليسوا من عائلات معروفة نالوا نعمة الروح القدس وصاروا مبشرين بملكوت الله وهذا بمثابة دليل على أن الذي يقوم بهذا العمل هو الروح القدس عبر البشر الذين يقبلونه، والسلطان الذي يملكونه ليس سلطانهم بل سلطان الروح القدس الساكن فيهم. الكنيسة هي خزينة النعمة: الشخص الذي يمنحه الله أن يقتني نعمة الروح القدس يرغب دوما أن يشاركه بها الآخرين، وهذا دليل على اقتنائه لها. كنيسة المسيح هي مخزن نعمة الروح القدس وهي قناة عمله، هي الواسطة التي بها يشفي الروح القدس نفوس المرضى وأجسادهم. في زمن حياة المسيح بالجسد بين البشر دانه الكثيرون لأنه كان صديق الفقير والخطاة يأكل ويشرب مع العشّارين، لكنه كما قال هو إنما جاء من أجل هؤلاء وللسبب ذاته أرسل تلاميذه لكي يشفوا المرضى روحيا وجسدياً ومجّاناً. تشكل الكنيسة القناة التي تجري منها نِعَمُ الروح القدس، وهي لم تقف عن مساعدة أبنائها، فتقدم لهم أسرارها الإلهية لكي يتقدّسوا، وتزوّدهم بكلام الله الشافي، تلبي حاجاتهم الروحية. أي بكلام آخر هي تعظ بكلمة الله وتشفي المرض أي تقوم بعمل الرسل ذاته، أي أنها تستمر في مزاولة عملها منذ تأسيسها بحلول الروح القدس على التلاميذ. لذلك فلنصلي للرب كي يرسل مختارين للكنيسة على غرار الرسل يضحّون بأنفسهم لينالوا نعمة الروح القدس فيتقدّسوا مُحقيقين مشيئة الله. |
||||
28 - 04 - 2013, 10:18 AM | رقم المشاركة : ( 3098 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
“إنما قال هذا عن الروح” “إنما قال هذا عن الروح”كشف السيد المسيح عن نفسه، في اليوم الأخير لعيد المظال اليهودي، أنه نبع الحياة. قال بأن العطشان الذي سيأتي إليه سيخرج من بطنه ماء حي (يو38:7) والمقصود بالبطن هو القلب و الماء هو نعمة الروح القدس، والقلب الذي يسكنه الروح القدس يفيض، وبشكل دائم، بنِعَم الروح القدس ومواهبه. هكذا أجاب السيّدُ السامريةَ ولكن بشكل آخر: “الْمَاءُ الَّذِي أُعْطِيهِ يَصِيرُ فِيهِ يَنْبُوعَ مَاءٍ يَنْبَعُ إِلَى حَيَاةٍ أَبَدِيَّةٍ” (يو14:4) أي سيتحول الماء الذي سيعطيه، أي الروح القدس، إلى نبع داخلي للحياة الأبدية، أي سبباً للخلاص. السيد هو السبب لننال نعمة الروح القدس: المسيح هو بكر الخليقة الجديدة أي الطبيعة البشرية المتجددة، وبتجسده وموته وقيامته أصبحت هذه الطبيعة مهيأة لكي تقتني نعمة الروح القدس. قديماً وبسبب رفض آدم الأول تطبيق وصية الله خسر نعمة الروح القدس فشعر أنه عارٍ، وبخطيئته أظلمت الطبيعة البشرية وخسرت نعمة الروح القدس، هذا الذي ألهم أنبياء العهد القديم وأعطاهم القدرة على رؤية المستقبل وفهم الأسرار الإلهية. الذين يؤمنون بالمسيح كمخلص ويكونوا أعضاء في كنيسته لا يمرّ فيهم الروح القدس مروراً عابراً بل يسكن فيهم ليكونوا هيكلاً له، لأن أجسادنا هيكل للروح القدس: “جَسَدَكُمْ هُوَ هَيْكَلٌ لِلرُّوحِ الْقُدُسِ” (1كو19:6)، وهذا هو هدفنا في الحياة. علامات الروح القدس: يسكن الروح القدس هؤلاء الذين يجاهدون وينقّون أنفسهم، ويستمر حضوره فيهم ماداموا يجاهدون ليحافظوا على هذه النقاوة، وبشكل معاكس يهجر هؤلاء الذين لا يستحقونه ليصبحوا خالين من نعمة الروح القدس وعندها يمكن أن تسكنهم الأرواح الشريرة. الروح القدس موجود في كل مكان ويملئ الكل ولكنه يملئ المستحقين من نعمته ويُظهر قوته فيهم. لكن أين يسكن المعزي؟ إنه لا يسكن غير المؤمنين ولا المتكبرين ولا الفلاسفة ولا العلماء بل في المتواضعين الأنقياء القلب، فيعيش مع المتواضعيّ الكلام وبسيطيّ الحياة الذين يبتعدون عن المجد الشخصي. الروح القدس موجود في الكنيسة: نستطيع داخل الكنيسة أن نحافظ على نعمة الروح القدس بواسطة الصلاة والصوم والجهاد والمناولة المقدسة. بعض المؤمنين لا يحصلون على جزء من نعمة الروح القدس بل على ملء النعمة. يتعلق الأمر بالنقاوة الداخلية للمؤمنين. فمنهم من يقتنون جزءًا من نعمة الروح القدس وآخرون أكثر بقليل وآخرون أكثر وأكثر وآخرون ملء النعمة. علامات حضور نعمة الروح القدس فينا هي عيش التبني، أي عندما نعيش كأبناء لله، بداخلنا سلام، نسامح أعدائنا، لدينا رغبة لتحقيق الخلاص، نضبط أهوائنا، ننمي مواهبنا، لدينا سلام في فكرنا، لا نحب المال، نحافظ على أجسادنا نقية، ولدينا إيمان سوي…الخ العيش بجهاد مستمر هو الذي يحفظ نعمة الروح القدس فينا. فلنعمل على أن نعيش مع الله ولنحافظ على إيماننا به لكي نُبقي الروحَ القدس حاضراً في قلوبنا دائماً. |
||||
28 - 04 - 2013, 10:19 AM | رقم المشاركة : ( 3099 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الصعود الإلهي
تعيد الكنيسة يوم الخميس الواقع بين أحد الأعمى وأحد الآباء لعيد الصعود الإلهي و يذكره القديس لوقا الإنجيلي في الإصحاح الأخير من إنجيله وفي بداية كتابه أعمال الرسل (لو44:24-53) و (أع1:1-14)، مشكّلاً الحدث الأخير لحياة المسيح على الأرض والظهور الأخير للسيد القائم من بين الأموات، و به تنتهي مسيرة المسيح الجسدية على الأرض وتبدأ بعدها مسيرة أخرى للتلاميذ متابعين ما بدأه السيد لتأسيس الكنيسة، وكأنه حلقة الوصل بين عمل السيد الخلاصي وبين بشارة التلاميذ للعالم. فبعد أن عشنا ولمدة أربعين يوما مع التلاميذ، بعد قيامة السيد، نمجد قيامته الخلاصية ببهجة وفرح نوجّه الآن معهم أنظارنا نحو جبل الزيتون (أع12:1) مودّعين وساجدين للمسيح الصاعد إلى السموات. يرافق حادثة الصعود أجواء الفرح والتمجيد للانتصار الذي تم. المسيح أنهى عمله الخلاصي منتصراً على الموت وهو يصعد من الأرض إلى السماء كمنتصر وغالب، أما التلاميذ فيمجّدون المخلّص المنتصر و الآب يستقبله مع الملائكة. هذه الأجواء الفرحة لصعود السيد المجيدة تعبّر عنها القطعة الأولى لصلاة الغروب من خدمة هذا العيد: “إن الرب قد صعد إلى السموات لكيما يرسل المعزّي إلى العالم. فالسموات هيّأت عرشه والغمام هيّأ ركوبه. الملائكة يتعجبون إذ يلاحظون إنساناً أعلى منهم. الآب يقتبل في أحضانه من كان معه أزلياً. الروح القدس يأمر جميع ملائكته ارفعوا يا رؤساء أبوابكم. فياجميع الأمم صفقوا بالايادي لأن المسيح صعد إلى حيث كان أولاً” فرح هذا العيد ليس فقط لتمجيد السيد الصاعد بل أيضاً لتحقق خلاص البشرية، لأن المسيح صعد إلى السماء حاملاً الطبيعة البشرية وأجلسها عن يمين مجد الآب. وهكذا وكما بقيامته من بين الأموات أصبح بكر القائمين أيضاً بصعوده أصبح بجسده بكر الطبيعة البشرية التي جلست عن يمين الآب. وتعبّر ذكصا أبوستيخن صلاة الغروب عن انتصار الطبيعة البشرية بصعود السيد: “صعد الله بتهليلٍ الرب بصوت البوق ليرفع صورة آدم الساقطة ويبعث الروح المعزي ليقدّس نفوسنا” هذا الفرح لصعود المسيح يقترن مع الحزن لفراقه، ويصف كاتب التسابيح، في القطعة الرابعة في صلاة الغروب، حزن التلاميذ عند مشاهدتهم السيد صاعداً إلى السماء: “أيها المسيح الواهب الحياة إن الرسل لمّا عاينوك متعالياً في السحاب فامتلأوا عبوسةً وناحوا بعبراتٍ ونحيبً قائلين: أيها السيد لا تغادرنا يتامى نحن عبيدك الذين احببتنا برآفتك بما أنك المتحنن لكن أرسل لنا روحك الكلي قدسه كما وعدت لينير نفوسنا” فرح لإمكانية نيل الخلاص وحزن لفراق السيد، لكن كلّها برجاء أن السيد لن يتركنا يتامى بل سيرسل لنا الروح القدس المعزي الذي سيبقى معنا دائماًً، فسيتبع صعود السيد إلى السماء انحدار روحه القدوس إلى العالم وهذا ما تعبّر عنه القطعة الأولى من الليتين:“يارب لقد صعدت إلى السموات من حيث انحدرت فلا تتركنا يتامى لكن فليأت روحك حامً سلامةً للعالم وأعلن لبني الناس أفعال قدرتك أيها الرب المحب البشر“ عيد الصعود هو سر كبير تعيشه الكنيسة ليس فقط في يوم الاحتفال بالعيد بل بكل لحظة يتوجه فيه المؤمن في صلاته نحو المخلص الذي صعد إلى السماء وجلس عن يمين عرش مجد الآب، كما شاهده القديس استفانوس يوم استشهاده: “وَأَمَّا هُوَ فَشَخَصَ إِلَى السَّمَاءِ وَهُوَ مُمْتَلِئٌ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ فَرَأَى مَجْدَ اللهِ وَيَسُوعَ قَائِماً عَنْ يَمِينِ اللهِ. فَقَالَ: هَا أَنَا أَنْظُرُ السَّمَاوَاتِ مَفْتُوحَةً وَابْنَ الإِنْسَانِ قَائِماً عَنْ يَمِينِ اللهِ” (أع55:7-56).المؤمن الذي يعيش في الكنيسة يشعر بيد الله تباركه ويسمع كلامه عن إرسال الروح القدس بأنه سيأتي ليبقى معنا دوماً، فيتأكد الإنسان عندها أنه ليس وحيداً فيتقوّى ويجابه الخطيئة بنعمة الروح القدس، هو يعيش على الأرض ولكن فكره يجب أن يكون موجّه دوماً نحو السماء وليس فكره فقط بل ونظره وهذا ما يدعونا إليه بولس الرسول: “فَإِنْ كُنْتُمْ قَدْ قُمْتُمْ مَعَ الْمَسِيحِ فَاطْلُبُوا مَا فَوْقُ، حَيْثُ الْمَسِيحُ جَالِسٌ عَنْ يَمِينِ اللهِ. اهْتَمُّوا بِمَا فَوْقُ لاَ بِمَا عَلَى الأَرْضِ، لأَنَّكُمْ قَدْ مُتُّمْ وَحَيَاتُكُمْ مُسْتَتِرَةٌ مَعَ الْمَسِيحِ فِي اللهِ” (كو1:3-3). لكن الشرط الأساسي لكي نراه هو أن نقوم معه، فالذين يعرفون القيامة ويعيشونها في حياتهم سيعرفون كيف صعد المسيح وأين جلس، والشرط الآخر لكي نقوم معه هو أن نمتلئ من نعمة الروح القدس كما حدث مع القديس استفانوس يوم استشهاده. فهل نحن ممتلئون من الروح القدس لنعيش هذا العيد حقيقة أم بعد نحن غرباء نريد كل شيء إلا الذي يربطنا بالسماء لأنه مُتعب وصعب. لكن مع ذلك أرسل الآبُ الروحَ القدس الذي ينتظر المجاهدين الظافرين لكي يسكن فيهم ويقدّسهم فيكونوا من أهل القيامة يرون ويسبّحون ويمجّدون الساكن في السماء عن يمين الآب. |
||||
28 - 04 - 2013, 10:21 AM | رقم المشاركة : ( 3100 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
أحد الشعانين
دخول المسيح إلى أورشليم “لِهَذَا أَيْضاً لاَقَاهُ الْجَمْعُ، لأَنَّهُمْ سَمِعُوا أَنَّهُ كَانَ قَدْ صَنَعَ هَذِهِ الآيَةَ” علّم السيد المسيح الشعب اليهودي لثلاث سنوات و صنع آيات وعجائب كثيرة التي بسببها صار معروفاً أكثر بين الشعب. ويمكننا تمييز الكثير من العجائب الرئيسية التي كان لها تأثير على الشعب، فمثلاً في سنته الأولى للبشارة كانت أعجوبة المخلّع، المريض منذ 38 عاماً، وفي سنته الثانية كانت حادثة شفاء الأعمى، وفي سنته الثالثة وقبل آلامه بأيام قليلة كانت حادثة إقامة لعاذر، و بسبب الأخيرة بالخصوص استقبله هذا الحشد الكبير من الشعب على أبواب أورشليم “لأَنَّهُمْ سَمِعُوا أَنَّهُ كَانَ قَدْ صَنَعَ هَذِهِ الآيَةَ” (يو18:12).دخوله أورشليم: دخل السيد المدينة راكباٌ على حيوان بسيط أي جحش ابن أتان، كما ذكر في الكتاب المقدس. كان هدفه من ذلك أن يغيّر الصورة الخيالية المأخوذة عن المسّيا (المخلّص المُنتظر)، فالصورة التي كانت موجودة في ذهن الشعب وحتى لدى التلاميذ عن السيد مختلفة كلّياً عن الواقع، هم شاهدوا عجائبه واعتقدوا أنه المسّيا المنتظر الذي سيخلّصهم من حكم الرومان ويؤسس مملكة إسرائيل على الأرض. كانوا ينتظرونه كمحرّر أرضي “وَنَحْنُ كُنَّا نَرْجُو أَنَّهُ هُوَ الْمُزْمِعُ أَنْ يَفْدِيَ إِسْرَائِيلَ” (لو21:24). حتى أنهم، ولمرّات عديدة، أرادوا أن يقيمونه ملكاً رسمياً عليهم (يو15:6). لكن بالمقابل كان المسيح صارماً اتجاه هذا الأمر. هم أرادوا خبزاً أرضياً بينما هو تحدث عن خبز الحياة الأبدية “اِعْمَلُوا لاَ لِلطَّعَامِ الْبَائِدِ، بَلْ لِلطَّعَامِ الْبَاقِي لِلْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ” (يو27:6). هم أرادوا السيد أن يكون ذو مكانة رفيعة وعالية وقوياً لا يُغلب، بينما ظهر عند دخوله المدينة متواضعاً حنوناً وهادئاً، هم أرادوه قائد حرب لكنه لم يدخل المدينة كقائد حربي بل كرجل متواضع ذاهب ليتألم. هو تألم حتى النهاية لكي يعلّمنا أن لا نتكبّر على الآخرين وأن لا نطلب منهم أكثر مما هو ضروري للخلاص. ردة فعل الشعب: لم تكن ردة الفعل واحدة من الجميع، فانقسموا لقسمين: الأول ذو العدد الكبير “الجمع الأكثر” (متى8:21) و “كثيرون” (مر8:11) و “كل جمهور التلاميذ” (لو37:19) أخذوا سعف النخل وفرشوا ثيابهم ليمشي عليها المسيح وصرخوا مع الأطفال قائلين: “مبارك الآتي باسم الرب” (يو13:12). هم استقبلوه كما يستقبله الملائكة كملك وإله. أما القسم الثاني وهم العدد القليل كانوا من الفريسيين الذين تذمّروا وطلبوا من المسيح أن يُسكت الجمع والتلاميذ عن الصراخ عند استقباله: “يا معلم انتهر تلاميذك” (لو39:19)، و أخرون منهم خافوا حانقين: “انظروا انكم لا تنفعون شيئاً هوذا العالم قد ذهب وراءه” (يو 19:12). بالنتيجة نلاحظ أن الشعب استقبله كما يجب، كملك وإله، أما الرؤساء فقد غضبوا وخافوا ومكروا في قلوبهم الشرّ. المراتب العالمية: الكنيسة هي جسد المسيح، ولا يمكنها، بأي حالة من الأحوال، أن تطالب أو رؤسائها بمكانة عالمية ما، لأنهم بذلك يلتصقون بهذا العالم فقط ويبتعدون عن الملكوت السماوي، فالكنيسة يمكن أن تكون في هذا العالم ولكنها لا تعمل بطريقة عالمية، حتى أعمالها الإنسانية من مساعدة الفقراء، أو أمور اجتماعية أخرى، فإنها تنطلق من السيد المسيح وليس من أسس بشرية عالمية. وإذا تحلّت الكنيسة ببرفير وأرجوان بدون تواضع المسيح لا تكون الكنيسة التي أرادها المسيح. فالمؤمن عليه أن لا يسعى لعروش وكراسي بل لتواصل مباشر وحي مع المسيح. لذلك يجب على الكنيسة أن تسلك في طريق الشهادة والذي سلكه الرب أولاً، واضعةً نصب عينها شخص المسيح كي لا تضلّ عن المسلك الصحيح وتضيع في هذا العالم. في الكنيسة لا يتم التقاطع بين المكانة العالمية والخدمة الكنسية. هدف الكنيسة أن تجمع أبناء الله في حظيرته وتريهم طريق الخلاص، فمبارك الآتي الذي سيخلّصنا. |
||||