20 - 05 - 2012, 02:19 PM | رقم المشاركة : ( 301 ) | ||||
† Admin Woman †
|
«…يُحَرِّفُهَا غَيْرُ الْعُلَمَاءِ وَغَيْرُ الثَّابِتِينَ كَبَاقِي الْكُتُبِ أيضاً، لِهَلاَكِ أَنْفُسِهِمْ.» (بطرس الثانية16:3) اعتاد الدكتور فان جوردر أن يُحدّث عن لافتة معلّقة فوق مشغل للأخشاب تقول «نقوم هنا بجميع أنواع خِراطة الخشب». لا يتقن عمّال الخشب الخِراطة فقط، لكن العديد من المؤمنين المُعلنين إيمانهم يحرّفون ويحوّلون الكتب المقدّسة لتناسب أهواءهم، وكما يقول العدد، يحرّف البعض الكتاب المقدس لهلاك أنفسهم. نحن خبراء لا بأس بنا في التبرير، فمثلاً، نقدّم أعذاراً لخطّة عدم الطاعة بأن نقدّم شرحاً مُعتمَداً أو ننسب لأعمالنا دوافع سليمة، نحاول أحياناً أن نحرِّف الكتاب المقدس ليناسب تصرّفاتنا. نقدّم أسباباً معقولة لكنها غير حقيقية لسلوكنا أو لمواقفنا. إليك بعض الأمثلة: يَعرِف رجل الأعمال المؤمن أنه من الخطأ أن يقاضي مؤمناً آخر في محكمة مدنيّة (كورنثوس الأولى6: 1-8). وعندما يُواجَه بهذا يقول، «أجل، لقد كان مخطئاً على وجه التحديد ولا يريده الرَّب أن يفلت من العقاب». تخطِّط جين لكي تتزوّج من جون على الرغم من أنها تعرف أنه غير مؤمن. وعندما يذكّرها أحد المؤمنين بأن كورنثوس الثانية14:6 يردَع عن هذا، تقول، «حقاًّ، لكن الرَّب قال لي أن أتزوجّه لأتمكن من قيادته إلى المسيح». بالرغم من أن جلين وراعوث يعترفان بأنهما مؤمنان ومع ذلك يعيشان معاً دون زواج. وعندما يشير أحد أصدقاء جلين بأن ما يقوم به يُعدّ زنا وأن الزناة لا يرثون ملكوت ﷲ (كورنثوس الأولى9:6، 10)، يردّ جلين قائلاً: «هذا ما تقوله أنت، لكننا نحب بعضنا البعض حبًّا شديداً وفي نظر ﷲ نحن متزوّجان». وهذه عائلة مسيحية تعيش حياة بذخ وأبهة، وبالرغم من تحذير بولس أنه ينبغي أن نحيا حياة بسيطة، مكتفين بالطعام والكساء (تيموثاوس الأولى8:6)، يبرّرون أسلوب حياتهم بإجابة مدروسة بدقة: «لا شيء كثير على شعب ﷲ». وهنا رجل أعمال جشع، يكدِّس بطمع كلَّ ما يمكنه من الثروة، وفلسفته هي: «لا عيب في المال. إنما محبة المال هي أصل لكل الشرور». على أنه لم يخطر بباله أبداً أنه يمكن أن يكون مذنباً بمحبته للمال. يحاول الناس إيراد تفسيرٍ أفضل لخطاياهم ممّا يسمح به الكتاب المقدّس، وعندما يصمّمون على عصيان الكلمة، يجدون عُذراً أقبح من ذنب. |
||||
20 - 05 - 2012, 02:21 PM | رقم المشاركة : ( 302 ) | ||||
† Admin Woman †
|
"وَإِنْ قَرَّبْتُمُ الأَعْمَى ذَبِيحَةً أَفَلَيْسَ ذَلِكَ شَرّاً؟ وَإِنْ قَرَّبْتُمُ الأَعْرَجَ وَالسَّقِيمَ أَفَلَيْسَ ذَلِكَ شَرّاً؟ قَرِّبْهُ لِوَالِيكَ أَفَيَرْضَى عَلَيْكَ أَوْ يَرْفَعُ وَجْهَكَ؟ قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ.» (ملاخي8:1) ليس هنالك من خلاف حول ما يطلبه ﷲ في الذبيحة الحيوانية، فإنها يجب أن تكون بلا عيب أو شائبة، لقد توقّع من شعبه أن يقدّموا خِيار الحيوانات من قطعانهم، ذلك لأن ﷲ يريد الأفضل. لكن ماذا كان يفعل الإسرائيليون؟ كانوا يقدّمون الأعمى والأعرج والسَّقيم، لأن خيار الحيوانات تجلب سعراً مرتفعاً في السوق، أو أنه يكون مطلوباً للتربية والتكاثر وبالتالي فإن الناس قدَّموا السَّقيم من الحيوان قائلين في الواقع، «أي شيء يصلح للرَّب». وقبل أن ننظر إلى الإسرائيليين بصدمة وازدراء، علينا أن نفكِّر، نحن مؤمني القرن الواحد والعشرين، إن كنّا نقوم الآن بإمتهان ﷲ عندما نفشل في إعطائه الأفضل. نقضي حياتنا في جمع الثروة في محاولة لكسب سمعة لأنفسنا، نعيش في بيت فخم في ضواحٍ راقية متمتّعين بأفخر الأشياء، ثم نقدِّم لله نهاية حياة كادحةٍ مُرهِقة جداً، وخيرة مواهبنا تذهب لعملنا ولمهنتنا، والرَّب يحصل على ما يتبقّى من أمسيات أو نهايات الأسبوع. نربّي أولادنا لأجل العالم مشجّعين إياهم على كسب المال الكثير داعين لهم بزواج ناجح وامتلاك منزل مميّز مع كل وسائل الراحة الحديثة، لا نَعرِض عمل الرَّب أمامهم أبداً كطريقة مرغوب بها لكي يقضوا حياتهم فيها، فإن الحقل التبشيري مناسب لأولاد أناس آخرين وليس لأولادنا. ننفق أموالنا على سيارات باهظة الثمن وعلى سيارات الترفيه ومراكب شراعية ومعدات رياضية بدرجة عالية، ثم نقدّم جنيهاً تافهاً أو إثنين لعمل الرَّب، نلبس ملابس غالية الثمن ثم نغتَبِط عندما نتبرَّع بأشيائنا القديمة لمؤسسات خيرية. ما نريد أن نقوله، في الواقع، هو أن أي شيء يصلح للرَّب، وأننا نبغي الأفضل لأنفسنا، والرَّب يقول لنا «إذهب وتبرّع به للرئيس، وانظر إن كان يرضى بهديتك»، إنها إهانة للرئيس، وكذلك للرَّب، فلماذا نعامله بطريقة قد لا نجرؤ أن نعامل بها الرئيس؟ إن ﷲ يريد الأفضل ويستحق الأفضل. دعونا نعقد العزم بكل صدق لكي يحصل على أفضل ما لدينا. |
||||
20 - 05 - 2012, 02:22 PM | رقم المشاركة : ( 303 ) | ||||
† Admin Woman †
|
«فَكُونُوا حُكَمَاءَ كَالْحَيَّاتِ وَبُسَطَاءَ كَالْحَمَامِ.» (متى16:10) إنَّ أحد العناصر الهامة للحكمة العملية هي اللَّباقة. ينبغي على المؤمن أن يتعلّم كيف يكون لبِقاً، وهذا يعني أنه يجب أن يطوّر إحساساً مرهفاً لكل ما يعمله أو يقوله وذلك لتفادي الإساءة ولبناء علاقات جيِّدة. إن الشخص الَّلبِق يضع نفسه في مكان الشخص الآخر ويسأل نفسه «هل يعجبني أن يُقال أو يُعمل لي هذا الأمر؟» إنه يسعى لكي يكون لبِقاً ومراعياً لشعور الغير، مهذَّباً وذا إدراك. مما يؤسف له، أنه كان للإيمان المسيحي حصَّته من الأفراد المناصرين لعدم اللَّباقة، وأحد الأمثلة التقليدية، أن حلَّاقاً مسيحياً كان يعمل في مدينة وسط البلاد، فدخل إليه يوماً أحد الزبائن طالباً حلق ذقنه، أجلسه الحلّاق وربط فوطة بيضاء حول عنقه كالعادة وأمال الكرسي إلى الخلف، وعندما نظر الزبون إلى السقف رأى الكلمات التالية، «أين ستقضي أبديّتك؟» وضع الحلّاق الصابون على وجهه، ثم أخذ يشحذ موسَى الحلاقة على حزام الجلد وبدأ يقدِّم شهادته سائلاً إياه «هل أنت مستعد لِلِقاء إلهك؟» إندفع الزبون هارباً من على الكرسي ومن الفوطة ومن كل شيء ولم يُسمع عنه منذ ذلك الحين. ثم هناك الطالب المتحمَّس الذي خرج في إحدى الليالي ليقوم ببعض الكرازة الشخصية، فبينما كان يسير في شارع معتم رأى صبيَّةٌ تسير أمامه في الظلال، ولما حاول اللِّحاق بها أخذت تركض، ومن شدَّة تلهُّفه راحَ يركض هو أيضاً خلفها، وعندما ضاعفت من خَطوِها قام هو بالمثِل، إلى أن وصلت أخيراً إلى باحة منزل وهي مصدومة ثمَّ أخذت تتحسّس حقيبتها مفتشةً عن مفاتيحها، وعندما وصل هو إلى الباحة خلفها، كانت متشنجة ولم تستطع الصراخ من خوفها، عندها وبابتسامة قدّم لها منشوراً ثم غادر المكان، وكان سعيداً لأنه بشَّرَ خاطئاً آخر برسالة الإنجيل. تقتضي عيادة المرضى لباقة عظيمة، فإنه لا يليق بك أن تقول للمريض «تبدو مريضاً حقاًّ» أو «أعرف شخصاً بنفس المرض، وقد فارق الحياة»، من عساه يرغب في تعزية كهذه؟ ينبغي أيضاً أن نكون لبِقين حين نزور المكلومين، فيجب ألاّ نكون مثل ذلك الشخص الذي قال لأرملة سياسي قد اغتيل «لماذا كان يجب أن يحدث هذا هنا؟» ليبارك ﷲ خيار القديسين أولئك الذين يعرفون كيف يتكلّمون برقَّة وبكلام مناسب، وليت ﷲ يعلِّم الباقين منّا كيف يكونوا لَبِقين بدل أن يكونوا مرتبكين. |
||||
20 - 05 - 2012, 02:31 PM | رقم المشاركة : ( 304 ) | ||||
† Admin Woman †
|
«أَنَا أَعْرِفُ…َضَِيْقَتَكَ، وَفَقْرَكَ.» (رؤيا9:2) قال الرَّب يسوع في رسائله لكنائس آسيا سبع مرّات، «أَنَا أَعْرِفُ» وعادة ما تستخدم هذه العبارة بمعنى إيجابي «أنا عارف أعمالك… تعبك… صبرك… ضيقتك… فقرك…إيمانك… وخدمتك». ففي هذه الكلمات «أنا أعرف» عزاء كبير وتعاطُف وتشجيع لشعب ﷲ. يشير ليهمان شتراوس، إلى أنه عندما قال يسوع «أنا أعرِف»، فإنه لم يستخدم الكلمة «eksonig» التي تعني في كثير من الأحيان المعرفة التي تتحقق تدريجياً، فلقد استعمل كلمة «adio» والتي تعني كمال المعرفة، أو معرفة كاملة ليس فقط بالملاحظة بل بالخبرة. وبما أن القديسين المتألمّين غير معروفين للعالم ومكروهين منه، إلّا أنهم معروفون للرَّب ومحبوبون منه. إن المسيح يعرف عن الإضطهاد الذي يلقاه أتباعه وعن فقرهم، ويعرف كيف ينظر العالم إليهم، فلقد تقوّى كثير من القدّيسين المُتعَبين والمتضايقين وتشجّعوا من هاتين الكلمتين «أنا أعرف»، وهاتان الكلمتان اللتان نطق بهما مخلّصنا تلمسان ضيقاتنا بابتسامة من ﷲ، وتجعل آلام العالم لا تُقارَن بالمجد الذي سيُستَعلَن فينا (رومية18:8). إنها كلمات تعاطُف، فإنَّ رئيس كهنتنا العظيم يعرف ما نمرّ به من الضيقات لأنه قد مرّ بها بنفسه، فهو رَجُل الأوجاع ومختبِر الحَزَن. لقد تألم وجُرِّب. إنها كلمات مُشارَكة، وكرأس الجسد، فهو يشارك في تجارب وضيقات الأعضاء، «مع كل إنقباضة تمزق القلب يكون لرجل الأحزان نصيب»، ثم هو لا يعرف ما نمرّ به فكرياً فقط، بل يعرفه كإختبار حاضرٍ لأنه يشعر به. إنها كلمات وعد بالمساعدة، كمُعزٍّ لنا، فهو يسير بجانبنا ليحمل أحمالنا ويمسح دموعنا الساقطة، وهو هناك ليُضمِّدَ جراحنا وليَطرد أعداءنا. وأخيراً، إنها كلمات لمكافأة مضمونة. فهو يعرف عن كل عمل وتألُّم نمرُّ به لأننا متحدون معه، وهو يحافظ على سِجل دقيق لكل عمل محبة وطاعة وصبر، وسيأتي اليوم الذي يكافئنا فيه سريعاً. فإذا كنتَ تمرّ الآن في وادي حزن أو ألم فاسمع المخلّص يقول لك، «أَنَا أَعْرِفْ» فأنت لست وحدك إني معك في الوادي وسأعبر بك بأمان وأقودك إلى وجهتك المنشودة. |
||||
20 - 05 - 2012, 02:33 PM | رقم المشاركة : ( 305 ) | ||||
† Admin Woman †
|
"اُنْظُرُوا أنْ لاَ يَكُونَ أحَدٌ يَسْبِيكُمْ بِالْفَلْسَفَةِ وَبِغُرُورٍ بَاطِلٍ، حَسَبَ تَقْلِيدِ النَّاسِ، حَسَبَ أرْكَانِ الْعَالَمِ، وَلَيْسَ حَسَبَ الْمَسِيحِ.» (كولوسي8:2) نحصل من كلمة «spillihp» «فكرية» على كلمة «فلسفة»، التي تعني أساساً حب المعرفة، ولكن منذ ذلك الحين اكتسبت معنى آخر ألا وهو البحث عن الحقيقة والهدف من الحياة. إنَّ معظم فلسفات البشرية يُعبَّر عنها بلغة معقّدة ومتعالية فوق مستوى الإنسان العادي، وهي مرغوب فيها عند الذين يؤثرون إستخدام سلطتهم الفكرية بتغليف الأفكار البشرية بكلمات يصعب فهمها. وصريح القول، أنَّ الفلسفات البشرية غير ملائمة، ويتحدَّث فيليبس عنها على أنها «هُراء فكري رنَّان» وهي تقوم على أفكار الإنسان عن طبيعة الأشياء وتجاهل المسيح. وقد نُقل عن الفيلسوف المشهور بيرتراند راسل، قوله في أواخر حياته، «لقد ثبت لي إخفاق الفلسفة». إن المؤمن الحكيم لا يُؤخذ بالهُراء الرنَّان الصادر عن «الفكر الحديث». إنه يرفض الركوع عند نُصُب الحكمة البشرية، وبدلاً من ذلك فهو يدرك أن كل كنوز الحكمة والمعرفة مجتمعة في المسيح، إنه يمتحن كل فلسفات البشرية بكلمة اﷲ ويرفض كل ما يتعارض مع الكتاب المقدّس. لا يهزَّ المؤمن أن يَبرُز الفلاسفة بعناوين الصحف بلون جديد من الهجوم على الإيمان المسيحي، لأن عنده نضوجاً في الرأي لكي يدرك أنه لا يمكنه أن يتوقّع منهم ما هو أفضل. فهو لا يشعُر بالنقص لعدم استطاعته التحدّث مع الفلاسفة بكلمات ومقاطع رنَّانة أو متابعتهم في التفكير الذي يعنيهم، بل إنه يشك في مقدرتهم على التعبير عن رسالتهم ببساطة، ويفرح بأنه حتى بعض خائفي ﷲ الجهلاء يمكنهم إستيعاب الإنجيل. إنه يكتشف في الفلسفات الحديثة غواية الأفعى، «…تكونان مثل ﷲ» (تكوين5:3). يميل الإنسان إلى تمجيد فكره بحيث يعلو فوق فكر ﷲ. لكن المؤمن الحكيم يرفض كذب الشيطان، طارحاً التفكير البشري «وَكُلَّ عُلْوٍ يَرْتَفِعُ ضِدَّ مَعْرِفَةِ اﷲ» (كورنثوس الثانية5:10). |
||||
20 - 05 - 2012, 02:35 PM | رقم المشاركة : ( 306 ) | ||||
† Admin Woman †
|
«لِكَيْ تَجْثُوَ بِاسْمِ يَسُوعَ كُلُّ رُكْبَةٍ مِمَّنْ فِي السَّمَاءِ وَمَنْ عَلَى الأَرْضِ وَمَنْ تَحْتَ الأَرْضِ، وَيَعْتَرِفَ كُلُّ لِسَانٍ أَنَّ يَسُوعَ الْمَسِيحَ هُوَ رَبٌّ لِمَجْدِ اللهِ الآبِ.» (فيلبي10:2، 11) يا له من منظر! كل رُكبة في الكون ستجثو لإِسم يسوع القدُّوس، وكل لسان سيعترف بأن المسيح هو الرَّب! لقد قضى ﷲ بذلك وسيتم بالتأكيد. إنه ليس خلاصاً كَونياً شاملاً، وبولس لا يقترح هُنا أن جميع المخلوقات سوف تتّخذ المسيح ربّاً حياًّ ومحبوباً في نهاية المطاف، بل إنه يقول أن الذين يرفضون الإعتراف به في هذه الحياة سيضطرون لذلك في الحياة القادمة، فإن كل مخلوق سيعترف في النهاية بربوبية يسوع المسيح، وسيكون خضوعاً كونياً شاملاً. لقد قال جون ستوت في إحدى عظاته بعنوان «يسوع ربّ» ما يلي: «خلال حفل تتويج جلالة الملكة في كاتدرائية ويست مِنِستر، كانت أكثر اللحظات إثارة عندما كان التاج على وشك أن يوضع على رأسها وعندما نادى رئيس أساقفة كانتربري، المواطن الأول في البلاد أربع مرّات باتّجاه كل نقطة في البوصلة في الكاتدرائية، شمالاً، جنوباً، شرقاً وغرباً، أيها السّادة، أقدّم لكم الملكة المُعْتمدة على هذه المملكة، فهل أنتم مستعدّون لمُبايَعتِها؟ إنه لن يوضع التاج على رأس الملكة حتى يتم سماع صُداح الموافقة الهادر في صحن الكنيسة أربع مرّات». ثم يضيف جون ستوت، «وأنا أقول لكم هذا المساء، أيها السيّدات والسادة، إني أقدّم لكم يسوع المسيح ملكاً ورباًّ لكم لا جدال حوله، فهل أنتم مستعدّون لمُبايَعتِه؟» ذلك السؤال المُلحّ ظلَّ يرنُّ على مدى قرون، هتافاً إيجابياً عظيماً يرتفع «يسوع المسيح هو ربُّنا»، ولكن من ناحية أخرى يصدر جواب التحدي من آخرين «لا نريد هذا الإنسان أن يملك علينا». هذه القبضة القابضة ستضطر يوماً ما أن تنفتح والرُّكب التي رفضت الإنحناء ستجثو لذاك الذي إسمه فوق كل إسم. إن المأساة هي أن ذلك سيأتي متأخراً إذ يكون يوم نعمة ﷲ قد وَلّى، وفُرصة الإيمان بمخلّص الخطاة قد ولَّت أيضاً، وذاك الذي رُفِضَت ربوبيّتُه سيصبح في ذلك الحين ديَّاناً جالساً على العرش الأبيض العظيم. فإذا لم يكن هو ربُكَ حتى هذا اليوم فاعترِف به رباًّ ومخلّصاً، وكن مستعداً لمُبايَعتِه. |
||||
20 - 05 - 2012, 02:38 PM | رقم المشاركة : ( 307 ) | ||||
† Admin Woman †
|
«إِنْ كُنْتُ أَتَكَلَّمُ بِأَلْسِنَةِ النَّاسِ وَالْمَلاَئِكَةِ وَلَكِنْ لَيْسَ لِي مَحَبَّةٌ…» (كورنثوس الأولى1:13) بعد أن أدَّت مغنية شابة بصوت سوبرانو (صوت الغناء الأعلى عند النساء) دوراً على مسرح الأوبرا لأوّل مرّة، كتب عنها أحد النقّاد قائلاً: «إنَّ أداءها الرائع كان من الممكن أن يكون أفضل لو أنها قد أحبّت ذات يوم»، لقد اكتشف غياب الحب، وكان غناؤُها على ما يبدو سليماً من الناحية الفنيَّة لكنه كان يفتقر إلى الدِّفء. نحن أيضاً يمكن أن نحيا الحياة ونقوم بكل شيء بحسب القواعد، ويمكن أن نكون صادقين ويمكن الإعتماد علينا، أبراراً وكرماء وذوي طاقة ومتّضعين، ومع ذلك فكل هذه الفضائل لا يمكنها التعويض عن نقص المحبة. إنَّ الكثيرين منا يجدون صعوبة في معرفة كيفيّة إعطاء الحب وتلقِّيه. لقد قرأت منذ وقت قريب عن أحد المشاهير «الذي يمكنه أن يفعل كل شيء ما عدا التعبير عما يشعر به نحو الناس الذين يُحبِّهم». كتبَ جون وايت في كتابه «الناس في الصلوات» قائلاً: «لسنين عديدة كنت أخشى من أن أُحَبُّ، أنا لم أمانع في مَنح محبّتي (أو ما كنت أعتقد أنه محبَّة)، لكنني كنت أشعر بضيقٍ إذا ما أظهَر لي أي رجلٍ أو إمرأة أو ولد الكثير من المحبة، فإننا لم نتعلّم أبداً في عائلتنا كيف نتعامل مع المحبة، لم نكن خبراء في إظهارها للغير أو قبولها منهم. أنا لا أقصد أننّا لم نحب بعضُنا البعض أو أننا لم نجد طرقاً للتعبير عن المحبة، لكن كنّا بريطانيّين للغاية. وعندما كنت في التاسعة عشرة من عمري وعزمت على مغادرة البيت لألتحق في الجيش، قام أبي بعمل شيء غير مسبوق، فقد طوَّقني بذراعيه وقبَّلني، فذهِلتُ إذ لم أعرف ماذا أقول أو ماذا أفعل، فقد كان الأمر بالنسبة لي مُحرِجاً في حين كان أمراً محزناً جداًّ لأبي». وذات يوم رأى وايت رؤيا بأن المسيح واقف أمامه مع يدين تظهر فيهما آثار المسامير كانتا ممدودتين نحوه. في البداية بدا عاجزاً عن قبول محبة المسيح تجاهه، ثم صلّى، «آه يا ربّ، أريد أن أمسك بيديك، لكنني لا أستطيع». «في الهدوء الذي أعقبَ ذلك جاءني التأكيد بأن جدار الدفاع الذي أقمته حولي بدأ بالتفكُّك تدريجياً وبأنني قد أتعلّم ما معنى أن أسمح لمحبة المسيح أن تَلُفَّني وتملأني». فإن كناّ قد أقمنا جدران دفاع حول أنفسنا تعيق تدفُّق المحبة مِنّا وإلينا، فيجب علينا أن نترك للرَّب يسوع أن يُفكِّك هذه الجدران وأن ينقذنا من الخوف الذي يجعلنا مسيحيين فاترين. |
||||
20 - 05 - 2012, 02:39 PM | رقم المشاركة : ( 308 ) | ||||
† Admin Woman †
|
«طَرِيقُ الْغَادِرِينَ فَأَوْعَرُ» (أمثال15:13). إن كانت هناك حاجة إلى دليل على أن طريق الغادرين أَوعَر، فما علينا إلّا أن نختار صحيفة يومية على نحو عشوائي، وسوف نجد الكثير من الأمثلة. لقد قمت بمثل هذه التجربة بالذات وإليك بعض النتائج: إنَّ مجرم حرب نازِيّ كان قد نجا من الكشف عنه والقبض عليه في أمريكا الجنوبية لمدة 35 عاماً قد انتحر، فإن خوفه من المحاكمة ومن حكم إعدام مُحتمل جعل إستمرار حياته أمراً غير محتمل. إختَطف ثلاثة رجالٍ رجلاً في الرابعة والسبعين من عمره تحت تهديد السلاح وطالبوا إبنه بفدية قدرها 90،000 دولار، كان المعروف عن إبنه أنه تاجر مخدِّرات، وهارب من الشرطة ومن عملاء الحكومة لمكافحة المخدِّرات. طُرد عضوٌ في مجلس النواب الأمريكي من المجلِس لقبوله رشوة في مقابل وعدٍ بمنح إمتياز سياسي، ويبدو أن طرده من المجلس سيكون نهائياً. إنَّ الثوار الأفغان يواصلون مقاومة القوّات الروسية، إذ أنَّ ما نشرته الصحيفة لا يذكر حقيقة أن حكومة أفغانستان قد جرفت في السابق مبنى الكنيسة المسيحية الوحيد في البلاد، أيمكن أن يكون الغزو الروسي العقاب الإلهي؟ أعلَن نقيبُ شرطة كذِباً أنَّ سيارته قد سُرقت، وأَمِلَ في أن يحصل على تعويض عنها، وقد كان يُعتبر ضابطاً مُتمَيِّزاً وكان من المتوقَّع أن يُرقَّى إلى منصب رئيس الشرطة يوماً ما، أما الآن فقد استُبعِدَ من الخدمة ويَنتظر التحقيق الجنائي. نحن أحياناً مثل ما قال صاحب المزامير، نميل إلى حَسَد الأشرار، لأنه يبدو أن العالم مثل جوهرة في أيديهم وكل شيء يعمل لصالحهم، لكننا ننسى بأنهم يَجْنونَ حصاداً أكيداً من عار الشعور بالذنب والخوف من الفضيحة، وغالباً ما يصبحون ضحايا للإبتزاز. إنهم يخشون على حياتهم وحياة أفراد أسرهم مما يتعيَّن عليهم تركيب أنظمة الحماية المُكلِفة، وهم يواجهون إحتمال المقاضاة والإعتقال وفرض غرامات باهظة أو السجن، وتصبح الحياة كابوساً بدلاً من حلم كما كانوا يتمنّون. إنَّ أحد الرجال الذين تعلموا الدرس جيداً، قال للواعظ سام جونز بإقتِناع عميق، أعرف عدداً واحداً في الكتاب المقدس وأعرف أنه صادق، «طَرِيقُ الْغَادِرِينَ فَأَوْعَرُ»، لقد ثبت له بأن الخطيئة المُدمَجة بالعواقب لا مفرَّ منها وغير سارّة البتَّة. |
||||
20 - 05 - 2012, 02:40 PM | رقم المشاركة : ( 309 ) | ||||
† Admin Woman †
|
«فَابْتَدَأَ حِينَئِذٍ يَلْعَنُ وَيَحْلِفُ» (متى74:26). كان أحد الأساقفة يتجّول في حديقته في أحد الأيام، وكان يُعمِل فكره بنشاطات الأسبوع الماضي، وعندما لمَع في ذاكرته حادثاً محرجاً جداً، أطلق سيلاً من الشتائم المريرة. وإيجازاً للموقف، كان أحد أفراد رعيّته يسير على الجهة الأخرى من جدار الحديقة المرتفع، سمع اللغة غير الكهنوتية ولَهَثَ غير مصدِّق. كانت تلك حالة تدنيس خاصة، وتجربة تسحق قلب العديد من أولاد ﷲ الجِديّين. يتأوه المئات تحت القهر من هذه العادة البشعة، مدركين كم هي مهينة للرَّب وكم هي مُدنِّسة لحياة الشخص، ومع هذا فإنَّ كل جهودهم للتخلّص منها تثبت عُقمَها. إنَّ هذه العبارات غير المرغوب فيها عادة ما تندفع عندما يكون الشخص وحيداً (أو يظنَّ ذلك) وعندما يكون متوتّر الأعصاب، فتكون أحياناً تعبيراً مسموعاً عن الغضب المكبوت، وفي أحيان أخرى تعطي متنفساً لمشاعر الإحباط، أما في حالة الأسقف فقد كان ذلك ردَّ فعله الطبيعي للخجل الذي سَبَّب له إحراجاً. إنَّ الأسوأ من عذاب الشتم الشخصي هو الخوف من أن تخرج العبارات ذات يوم علناً على الملأ، أو عندما نكون نائمين، أو نكون تحت تأثير المُخدِّر في المستشفى. إن هذه العادة القديمة قد عادت لبطرس ليلة محاكمة المخلّص، عندما أُشير إليه على أنه من رفقاء يسوع الجليلي، فلقد أنكر الإتهام وصار يلعن ويحلف (متى74:26)، لم يكن ليفعل ذلك لو كان في حالة من الإسترخاء لكنه الآن في خطر وتهديد شديدين، فخرجت العبارات بكل سهولة كما كان يفعل قبل تجديده. على الرغم من حُسن نوايانا وتصميمنا الجِدِّي فإن الكلمات تخرج قبل أن تتحيَّن لنا فرصة للتفكير، فنسقط فيها على حين غرَّة. هل يجب أن نيأس من التغلُّب على «جوليات» كهذا في حياتنا؟ كلّا، هناك وعدٌ بالإنتصار عليه وعلى كل تجربة أخرى (كورنثوس الأولى13:10). أوّلاً، علينا أن نعترف ونترك الخطيئة في كل مّرة نسقط فيها، ثمَّ يجب علينا أن نصرخ إلى ﷲ ليضع حارساً لشفاهنا، يجب أن نطلب قوة لكي نواجه ظروف الحياة غير المواتية بإتزان وهدوء، وأحياناً فإن الإقرار بالخطأ ضد بعض المؤمنين الآخرين قد يساعدنا على كسر العادة القوية. أخيراً، يجب أن نتذكّر دائماً بأنه في حين لا يسمعُنا أحد هنا على الأرض، فإن أبانا الذي في السماء يسمع. وإذ نتذكَّر كم هذا مزعجٌ لدى ﷲ فإنه يكون رادعاً قوياً لنا. |
||||
20 - 05 - 2012, 02:41 PM | رقم المشاركة : ( 310 ) | ||||
† Admin Woman †
|
«كُونُوا شَاكِرِينَ» (كولوسي15:3). إنَّ القلبُ الشاكر يُضفي بريقاً على كل ما في الحياة. بعد إنتهاء تناول العشاء قال أحد الأولاد، «لقد كانت هذه وجبة جيدة يا أمي»، فخلقت هذه الملاحظة إحساساً جديداً بالدفء في بيت إتَّسم بالسعادة. كثيراً ما نفشل في التعبير عن شُكرنا. لقد شفى الرَّب يسوع عشرة بُرُص، لكن واحداً فقط عاد ليقدّم الشُكر، وكان هذا سامرياًّ (لوقا17:17). نتعلّم من هذا الحادث درسَين، هما أن الشكر نادرٌ في عالم الإنسان الساقط، ثم عندما يظهر، يأتي دائماً من المصدر الذي قلّما نتوقّعه. من السهل علينا أن نشعر بالحزن عندما نُظهِر العطف على الآخرين ولا يكون لديهم حتى بعض المجاملة ليقولوا «شكراً»، وعلى نفس المنوال فإننا يجب أن ندرك كيف يشعر الآخرون عندما نفشل في التعبير عن إمتناننا لأفضالٍ نتقبلها منهم. عند فحص سريع للكتاب المقدس يتكشَّفُ لنا ما يتخلله من النصائح والأمثلة لتقديم الشكر لله، وعندنا الكثير من الأمور التي يجب أن نكون شاكرين ﷲ لأجلها، ولا يمكننا تعدادها، ذلك أنَّ حياتنا يجب أن تكون مزمور حمدٍ للرَّب. من أجل آلاف وعشرات آلاف العطايا الثمينة أُوظِّف شكري اليومي، ليس بأقل من قلبٍ فرح بمذاق هذه العطايا. يجب أن نُنمِّي فينا عادةً نتعلَّم منها كيف نعبِّر عن الشكر لبعضنا البعض أيضاً، كمصافحة دافئة أو مكالمة هاتفية أو رسالة. ترى أي تشجيع يجلبه كل هذا؟ تسلّم طبيب متقدّم في السن رسالة شكر مع دفعة من المال من أحد مرضاه، فاحتفظ بتلك البطاقة بين ممتلكاته الثمينة، لقد كانت الأولى التي تسلّمها خلال حياته. ينبغي أن نكون سريعين في التعبير عن شكرنا للهدايا والضيافة، ولأجل سفرةٍ مجانية أو إستعارة بعض الأدوات والآلات، أو للمساعدة في مشروع نقوم به، ولأجل كل شكل من أشكال الّلطف والخدمة التي أُظهِرت لنا. إن المشكلة هي أننا كثيراً ما نأخذ هذه الأفضال كأمرٍ مفروغٍ منه، أو أننا لا ننضبط في الجلوس لخط رسالة شكر. في هذه الحالة يجب أن نعمل على تطوير عادة الشكر وتطوير الوعي لكل ما لدينا وما يجب أن نشكر من أجله، ثم تدريب أنفسنا للتعبير عن الشكر على هذه الأشياء على الفور. فالسرعة في التعبير تضاعف الشكران. |
||||
|