منتدى الفرح المسيحى  


merry christmas

ربنا باعتلك رسالة ليك أنت

الرسالة دى تحطها فى قلبك طول سنة 2026

يالا اختار رسالتك من الهدايا الموجودة وشوف ربنا هايقولك ايه



العودة  

الملاحظات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 15 - 05 - 2012, 06:43 PM   رقم المشاركة : ( 301 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,396,190

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي

475 - كان كل طموح زكا العشار وشهوة قلبه أن يسقط نظره ُ حتى من بعيد على المسيح . ركض الرجل القصير ، أمسك بذيل ردائه ِ باسنانه وجرى ، جرى بخطواته القصيرة السريعة . وصل الى شجرة الجميز الباسقة المرتفعة على جانب الطريق وتسلقها بجهد ٍ وعزم ، ركب أحد فروعها وباعد بين أوراقها وأعد لنفسه ِ فتحة ً يستطيع أن يختلس النظر منها . وجاء المسيح محاطا ً بجموع ٍ كثيرة يعوقون سيره ويزحمونه من كل جانب ، ثم وقف ، وقف تحت الجميزة ورفع نظره ُ الى فوق يبحث عنه بين الاوراق والفروع والاغصان ورآه ، وجده يختبئ في الشجرة . ناداه باسمه وقال : " يَا زَكَّا ، أَسْرِعْ وَانْزِلْ ، لأَنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ أَمْكُثَ الْيَوْمَ فِي بَيْتِكَ " ( لوقا 19 : 5 ) وهرول الرجل نازلا ً . أسرع ونزل وقبله فرحا ً ، أعطى نصف أمواله ورد ما أخذه أربعة أضعاف . وقال يسوع : " الْيَوْمَ حَصَلَ خَلاَصٌ لِهذَا الْبَيْتِ ......... لأَنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ قَدْ جَاءَ لِكَيْ يَطْلُبَ وَيُخَلِّصَ مَا قَدْ هَلَكَ " . الله يبحث ويطلب ويسعى وينادي ويدعو ويذهب الى الخاطيء لكي ينجيه ويخلصه وينقذه . يقول الرب بلسان اشعياء النبي : " قُولُوا لابْنَةِ صِهْيَوْنَ : «هُوَذَا مُخَلِّصُكِ آتٍ. هَا أُجْرَتُهُ مَعَهُ وَجِزَاؤُهُ أَمَامَهُ وَيُسَمُّونَهُمْ : «شَعْبًا مُقَدَّسًا»، «مَفْدِيِّي الرَّبِّ». وَأَنْتِ تُسَمَّيْنَ : «الْمَطْلُوبَةَ» ، «الْمَدِينَةَ غَيْرَ الْمَهْجُورَةِ» اشعياء 62 : 11 ، 12 ) المطلوبة ، الله لا يبحث فقط بل في نعمته يبحث ويطلب . جاء ليطلب ويخلّص . حين يطلب الباحث عن الذهب ذهبا ً ، يذهب الى منجمه ويحطم ويجمع الحطام والتراب ، يضعها في صفحته وينبش باصابعه ويفتش ويبحث بعينيه وقلبه يطلب الذهب . عند الغروب والراعي يقود خرافه آخر اليوم الى الحظيرة اكتشف ان خروفا ً ناقص ، أعاد عد الخرفان مرة ً أخرى واحد اثنان ثلاثة ، تسعة وتسعين ، تسعة ٌ وتسعين خروفا ً فقط ، وما ان اكتشف ان هناك خروفا ً قد ضل حتى ترك التسعة والتسعين خروفا ً ورائه وذهب ، ذهب الى الحقول والجبال ، الى الوديان والكهوف ، الى النهر ، الى نبع الماء ، الى البرية . كانت الشمس قد غربت ولف المكان كله ظلام ، أخذ ينادي ويدعو ويرفع صوته ويصرخ . كان يطلب الخروف الضال ، ذهب الى كل ظل ٍ حسبه خروفه ، دخل كل كهف ٍ توقع وجوده فيه . وبعد أن تمزقت أطرافه وتهرأت وجد خروفه الذي كان يطلبه ، ودعا الاصدقاء والجيران وفرحوا معه بعودة الضال ( لوقا 15 ) . ما أعظم أن تكون مطلوبا ً من الله .
 
قديم 15 - 05 - 2012, 06:43 PM   رقم المشاركة : ( 302 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,396,190

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي

476 - كل انسان في الارض عرضة للتجارب والمحن والشدائد ، لا أحد معصوم من الحزن والالم . احيانا ً نتصور انفسنا فوق المتاعب لنا وضع خاص وحصانة خاصة ما دمنا مؤمنين . نتمسك بقول داود النبي : " يَسْقُطُ عَنْ جَانِبِكَ أَلْفٌ ، وَرِبْوَاتٌ عَنْ يَمِينِكَ . إِلَيْكَ لاَ يَقْرُبُ. " ( مزمور 91 : 7 ) . كأن حولنا ساتر ٌ يحوطنا ويصد عنا كل الآلام أو جدارا ً نعيش في ظله آمنين ، وفي تصورنا ذلك نطمئن ونسترخي ونستمريء الراحة " وَأَنَا قُلْتُ فِي طُمَأْنِينَتِي : لاَ أَتَزَعْزَعُ إِلَى الأَبَدِ " ( مزمور 30 : 6 ) هذا الشعور الخاطئ يجعلنا نعمق جذورنا في العالم ونثبت اقدامنا في هذه الارض ، نتصور اننا في طريق نزهة نسير نحو الحياة الابدية في روضة ٍ يانعة ٍ خضراء هانئة ٍ آمنة . لو عشنا هذه الخدعة لصدمتنا تجارب الحياة صدمة ً قاسية وجرتنا الى احباطات مُرة . كل شجرة ٍ على سطح الارض عرضة ٌ لفأس قاطع الاشجار في كل لحظة ، لا تبني عشك عليها . كل جبل ٍ مهما شمخ ، كل واد ٍ مهما رَحُب واتسع ، كل بيت ٍ مهما ارتفع وعلا عرضة ٌ للزوال . لا تبني عشك على شجرة ٍ عرضة للقطع . لا تعلي بنائك على أرض عرضة للفناء . كل ما لدينا من بركات ٍ وديعة من الرب قابلة للاسترداد ، الثروة ُ والصحة والأهل والاصدقاء . المال مهما كَثُر له جناحان سريعا الطيران ، فجأة وبدون انذار يفقدهما ويرحل عنا . الصحة مهما بدت مستقرة والقوة مهما ظهرت ثابتة ، فجأة تهاجمنا جرثومة تنخر العظام وتفترس الاجسام ، حتى الاهل والاصدقاء معنا لحين ثم يرحلون . كلنا زهور ٌ رقيقة ضعيفة نابتة في حقل الحياة . لن نبقى الى الابد ، لن نُزهر الى ما لانهاية ، لا بد ان نذهب ونضمحل ونسقط وننتهي . يقول ايوب من عمق تجربته : " اَلإِنْسَانُ مَوْلُودُ الْمَرْأَةِ ، قَلِيلُ الأَيَّامِ وَشَبْعَانُ تَعَبًا. يَخْرُجُ كَالزَّهْرِ ثُمَّ يَنْحَسِمُ وَيَبْرَحُ كَالظِّلِّ وَلاَ يَقِفُ. ............... إِنْ كَانَتْ أَيَّامُهُ مَحْدُودَةً ، وَعَدَدُ أَشْهُرِهِ عِنْدَكَ ، وَقَدْ عَيَّنْتَ أَجَلَهُ فَلاَ يَتَجَاوَزُهُ ، فَأَقْصِرْ عَنْهُ لِيَسْتَرِيحْ ، إِلَى أَنْ يُسَرَّ كَالأَجِيرِ بِانْتِهَاءِ يَوْمِهِ. " ( ايوب 14 : 1 – 6 ) الأجير الذي يعمل في الحقل كلما زاد تعبه وسال عرقه ، كلما نظر الى الشمس يراقب حركتها ، يراها ويعجّلها أن تتجه نحو الغروب حتى ينتهي يوم شقائه وتعبه ليستريح من العناء . لا يمكن لانسان مهما علا قدره وعظمت قوته وصلحت حياته أن يهرب من الألم والوجع لأن الألم والوجع يسكن الارض ، الشقاء والتعب ظل لحياة الانسان في العالم . ارفع وجهك الى السماء .
 
قديم 15 - 05 - 2012, 06:43 PM   رقم المشاركة : ( 303 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,396,190

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي

477 - دخل المسيح اريحا وكان يسير في طرقاتها ، كانت الجموع تتزاحم حوله ، الكل يريد أن يراه ، الكل يريد أن يسمعه ، الكل يريد أن يحصل على الشفاء منه . لم يكن ظاهرا ً وسط الزحام ، وأراد زكا القصير أن يرى يسوع ، الملتفون حوله يخفونه عنه ، المتزاحمون يدفعونه فلا يستطيع الاقتراب منه ، فلما لم يقدر ركض وتقدم الى الامام وصعد الى جميزة ينتظره أن يمر ويراه . وجاء المسيح وتوقف ووقفت الاجساد المتزاحمة أيضا ً ، كتلة ٌ صماء من البشر ، ونظر الى فوق ورأى زكا يخفي نفسه وسط اوراق شجرة الجميز وفروعها ، وناداه الرب ودعاه للنزول لانه مزمع ٌ أن يمكث في بيته ، ونزل بسرعة . ودخل المسيح بيت زكا وحدث تغيير ٌ في الرجل وفي البيت ، حصل خلاص ٌ لهما .
" وَكَانَ أُنَاسٌ يُونَانِيُّونَ مِنَ الَّذِينَ صَعِدُوا لِيَسْجُدُوا فِي الْعِيدِ. فَتَقَدَّمَ هؤُلاَءِ إِلَى فِيلُبُّسَ الَّذِي مِنْ بَيْتِ صَيْدَا الْجَلِيلِ ، وَسَأَلُوهُ قَائِلِينَ : يَا سَيِّدُ، نُرِيدُ أَنْ نَرَى يَسُوعَ " ( يوحنا 12 : 20 ، 21 ) . نريد ان نرى يسوع . ومنذ ذلك الوقت وحتى اليوم والجميع يريدون ان يروا يسوع . سمعوا عنه ويسمعون لكنهم يريدون ان يقتربوا منه ، يريدون ان يعرفوه . في اريحا لم يستطيع زكا ان يراه من الجمع الملتف حوله بسبب تلاميذه وتابعيه . أحيانا ً يكون تابعوا المسيح وتلاميذه سبب عدم معرفة الناس للمسيح . اقوالنا واعمالنا وتصرفاتنا تعوق رؤيتهم له . لا يرون المسيح فينا ، تحجبه عنهم . تُرى هل انت عائق ٌ يحجب المسيح عن الناس ؟ هل انت عثرة ٌ لهم ؟ المسيح يريدنا سبيلا ً ليعرفه الناس لا سورا ً يبعده عنهم ويمنع رؤيته . العالم في شوق ٍ ولهفة ليعرف المسيح ، ليراه وليعرفه ، وانت وانا الطريق اليه . الناس في عطش لمعرفة المسيح ، يريدونه ، يسعون اليه ، يبحثون عنه . البعض يخدع نفسه ويصدق كذب الشيطان وادعاءه ان الناس لا تريد المسيح . يقول لنا ان احتياج الناس الى المال والسلطة والنجاح والشهرة . ومن وسط اكوام الذهب نسمع الاغنياء يصرخون يريدون ان يروا يسوع . ومن فوق العروش والسطوة نرى اصحاب السلطان يبحثون عن يسوع . ومن قمم النجاح وتحت اضواء الشهرة نجد الناجحين المشهورين يسعون اليه .
هل تعرف المسيح ؟ هل رأيته وجها ً لوجه ؟ هل عرفته ؟ هل احببته ؟ فيه كل الشبع ، فيه كل الارتواء ، فيه كل الراحة والسلام
 
قديم 15 - 05 - 2012, 06:44 PM   رقم المشاركة : ( 304 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,396,190

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي

478 - واجه الشعب عماليق في حرب ٍ في رَفِيدِيمَ . اخذ يشوع رجاله وخرج يحارب عماليق . كان العدو عملاقا ً ورجاله عمالقة ، عدو ٌ قوي يحتاج الى جيش ٍ قوي ليحارب . وارسل موسى يشوع ليدخل المعركة ضد العدو ، ونزل يشوع برجاله الى الساحة ، ووقف موسى على رأس التلة من بعيد وكانت عصا الله معه ، وقف يراقب المعركة ، وكان اذا رفع موسى يده ان الشعب يغلب واذا اخفض يده ان عماليق يغلب . استمر موسى يرفع يده الى السماء لكي يغلب الشعب وتعب موسى من الوقوف فاحضر هارون وحور له حجرا ً ووضعوه تحته وجلس عليه ليريح جسده ، ولما صارت يدي موسى ثقيلتين دعم هارون وحور يديه الواحد من هنا والآخر من هناك ، وكانت يداه ثابتتين مرفوعتين الى غروب الشمس ، يدا موسى متضرعتان . ونحن يلزم علينا ان نرفع ايدينا الى السماء ونظل نرفعهما الى غروب شمس الحياة للشعب . صلاتنا للآخرين هامة ٌٌ فعالة . صلواتنا الشفاعية للغير واجبة ونافعة . حين واجه الشعب في القديم غضب الله طلبوا من صموئيل ان يصلي من أجلهم واستجاب صموئيل وقال : " وَأَمَّا أَنَا فَحَاشَا لِي أَنْ أُخْطِئَ إِلَى الرَّبِّ فَأَكُفَّ عَنِ الصَّلاَةِ مِنْ أَجْلِكُمْ " ( 1 صموئيل 12 : 23 )
. عدم الصلاة لاجل الغير خطأ ، خطية ٌ كما قال صموئيل النبي العظيم . ويوصينا يعقوب الرسول ايضا ً أن نصلي ، يقول : " صَلُّوا بَعْضُكُمْ لأَجْلِ بَعْضٍ " ( يعقوب 5 : 16 ) . كان يشوع يحارب ، كان شجاعا ً ومقداما ً وقويا ً ومعه رجال اشداء واقوياء ، لكنه احتاج الى يدين ، يدي موسى المرفوعتين على رأس التلة من بعيد لأجله . لم يتعب يشوع ، لم يكل ، لم ترتخي يداه لكن موسى تعب من الصلاة . الصلاة عمل ٌ هام ، عمل ٌ شاق . الصلاة تستدعي قوة الله وتدخل الله . الشجاعة لا تكفي ، لا بد من الصلاة . القوة لا تحقق النصرة وحدها ، لا بد من الصلاة . في حربنا الروحية في العالم ، الحماس والقوة والبسالة تحتاج الى المواظبة على الصلاة . ارفع يديك واسأل الرب نصرة ً لك وغلبة ً لاخوتك واحبائك . لا تكل ، استمر رافعا ً يديك الى غروب الشمس ، لا تتوقف عن الصلاة . ظل المسيح يصلي في جثسيماني طول الليل حتى انبلاج ضوء النهار . في حياتك تواجه الحروب ، انزل الى المعركة واستخدم سلاح الله واعرف ان هناك على رأس التلة من يرفع يديه لأجلك طول اليوم . وانت ايضا ً ارفع يديك الى السماء لأجل الآخرين المحاربين مثلك .
 
قديم 15 - 05 - 2012, 06:44 PM   رقم المشاركة : ( 305 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,396,190

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي

479 - ما أن بدأ يسوع خدمته حتى لفت انظار الناس وشد انتباههم واعجابهم فتبعوه . كان مختلفا ً عن المعلمين الذي سبقوه . لم يكن مثل يوحنا المعمدان الذي جاء قبله . كان كلامه هادئا ً رقيقا ً ، وكانت ملابسه بيضاء ناصعة . يوحنا كان صاخبا ً صارخا ً قاسيا ً ، لباسه من وبر الابل وطعامه ُ جراد ٌ وعسل ٌ بري . التفّت الجموع حول المسيح وتبعته . وكان يسوع يطوف كل الجليل يعلّم في مجامعهم ويكرز ببشارة الملكوت ويشفي كل مرض . ولما رأى الجموع ملتفة ً حوله صعد الى الجبل وكانت أول كلماته لهم تطويبات . يوحنا يصرخ ويقول : " يَاأَوْلاَدَ الأَفَاعِي ، مَنْ أَرَاكُمْ أَنْ تَهْرُبُوا مِنَ الْغَضَب الآتِي ؟ " توبوا . أما المسيح فقال لهم طُوبَى لِلْمَسَاكِينِ بِالرُّوحِ ، لأَنَّ لَهُمْ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ. ، طُوبَى لِلْحَزَانَى ، طُوبَى لِلْوُدَعَاءِ ، طُوبَى لِلْجِيَاعِ وَالْعِطَاشِ ، طُوبَى لِلرُّحَمَاءِ ، طُوبَى لِلأَنْقِيَاءِ الْقَلْبِ ، ثم التطويبة السابعة : طُوبَى لِصَانِعِي السَّلاَمِ ، لأَنَّهُمْ أَبْنَاءَ اللهِ يُدْعَوْنَ . صانعي السلام ، ورقم سبعة رقم الكمال عند اليهود ، وصانعوا السلام في نظر المسيح كاملون ، ابناء الله يدعون . سبق هذه التطويبة مدخل ٌ اليها : طُوبَى لِلأَنْقِيَاءِ الْقَلْبِ ، لأَنَّهُمْ يُعَايِنُونَ اللهَ . إن لم تكن نقي القلب ، إن لم تكن معاينا ً لله لا تقدر ان تكون صانع سلام . صانع السلام لا بد ان يكون في سلام ، سلام في القلب ، راحة ً وسكينة وسلام . النقاء والطهارة هما الطريق للسلام . النقاء والطهارة ُ أولا ً ثم يأتي السلام . يقول يعقوب الرسول : " وَأَمَّا الْحِكْمَةُ الَّتِي مِنْ فَوْقُ فَهِيَ أَوَّلاً طَاهِرَةٌ ، ثُمَّ مُسَالِمَةٌ " ( يعقوب 3 : 17 ) طاهرة أولا ً ثم مسالمة . ثم يقول : " وَثَمَرُ الْبِرِّ يُزْرَعُ فِي السَّلاَمِ مِنَ الَّذِينَ يَفْعَلُونَ السَّلاَمَ . " .
نتدخل احيانا ً وسط خصام ٍ لنصنع السلام ، نتصور ان كلمة لهذا أو كلمة لذاك تصنعه . أحيانا ً ننجح وغالبا ً نفشل . الخصام يسود وقد يمتد وينتشر ولا يتحقق السلام ، ونتحير ونحزن ونتراجع ونحن لا نفهم السبب . الكلام ُ كان رقيقا ً لكنه لم يصنع السلام . الله هو معطي السلام ، الله كلي القداسة والبر والصلاح والنقاء ، هنا مدخل السلام . إن شئت أن تكون صانعا ً للسلام والمسيح يدعوك الى ذلك لا بد ان تكون أولا ً نقي القلب . لا تجعل خطية ً أو إثما ً أو شرا ً يعوق اتصالك اولا ً بالله مصدر السلام ومعطيه . اعترف بخطاياك ، تطهر من إثمك ، نقّي قلبك ثم قدّم للمتخاصمين سلام الله . سلام الله الذي يفوق كل عقل يحل عليك ثم ينتقل منك الى الآخرين . طوبى لك إن كنت صانع سلام . طوبى لك فأنت ابن ٌ لله .
 
قديم 15 - 05 - 2012, 06:44 PM   رقم المشاركة : ( 306 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,396,190

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي

480 - لا تأتي الخطايا والتجارب دائما ً سافرة الوجوه ، ظاهرة الملامح ، مكشرة الانياب . حين تأتي هكذا نراها ونعرفها ونستعد لها ونتقدم لمواجهتها ومهاجمتها أو الدفاع عن انفسنا منها . لكنها تكون اخطر واصعب ونحن لا نحس بها ولا نتعرف عليها حين تتسلل الينا ، حين تأتي في هدوء النسيم ورقته ، حين تأتي زاحفة ً لا منقضة ، حين تأتي مستترة . يقول داود النبي : " اَلسَّهَوَاتُ مَنْ يَشْعُرُ بِهَا ؟ مِنَ الْخَطَايَا الْمُسْتَتِرَةِ أَبْرِئْنِي أَيْضًا مِنَ الْمُتَكَبِّرِينَ احْفَظْ عَبْدَكَ فَلاَ يَتَسَلَّطُوا عَلَيَّ " ( مزمور 19 : 12 ، 13 ) . صرخة استنجاد ٍ بالرب . ونحن أضعف وأصغر من داود عرضة ٌ لنفس الموقف ، نفس الهجوم ، نفس التعدي . احفظنا يا رب ، ارحمنا يا رب ، أحطنا بيدك ، دافع عنا بقبضتك ، احفظ يا رب عبيدك ، الخطية العاتية حولنا تهاجمنا ، الطبيعة الشريرة فينا تفترسنا . هجوم خارجي وداخلي . من يقدر ان يواجه الخطية الجامحة وحده ؟ من يمسكها ويلجمها ويسوسها ويسيطر عليها ؟ الله وحده الذي يقدر على ذلك ، يده أقوى منها ، ذراعه اقدر على لي اعناقها . ومن يستطيع ان يكبح الخطية المتفشية داخلنا ؟ من يوقفها ؟ من يشكمها ؟ من يسحقها ؟ الله وحده الذي يستطيع ذلك ، يأمرها فتنكمش ، يطردها فتهرب ، ينهرها فتتراجع . من الخطايا يا رب ، من كل الخطايا احفظ عبدك فلا تتسلط علي َّ ، من الظاهرة والمستترة احفظني . حين تأتي الي منقضة ً شاهرة ً مخالبها أو حين تأتي الي زاحفة ً مستترة قاتلة ، أعطني يا رب القدرة ان اميزها ، هبني القدرة يا رب أن اقاومها ، ساعدني لاواجهها ، ولا تدخلني يا رب في تجربة لكن نجني من الشرير ، احمني يا رب من التجارب ونجني من الشرير . حين سعى آدم ليعرف الخير و الشر ، حين مد يده وتناول الثمرة المحرمة وأكلها ، دخلت جوفه وامتزجت بدمه وسرت في عروقه ولونت حياته ومستقبله . عرف الشر وعرف الخير ، وعمل الشر ولم يعمل الخير ، اختار الشر دون الخير . وحين اراد ان يقاوم الشر لم يقدر ، حتى حين اراد ان يفعل الخير لم يستطع . يقول بولس الرسول : " لأَنِّي لَسْتُ أَفْعَلُ الصَّالِحَ الَّذِي أُرِيدُهُ ، بَلِ الشَّرَّ الَّذِي لَسْتُ أُرِيدُهُ فَإِيَّاهُ أَفْعَلُ. " ( رومية 7 : 19 ) . الخطية ُ ساكنة فينا ، بنت عشها داخلنا ، امتدت جذورها فينا وامسكت بنا واستعبدتنا . ويصرخ فينا الرسول بولس ويقول : " فَأَمِيتُوا أَعْضَاءَكُمُ الَّتِي عَلَى الأَرْضِ : الزِّنَا ، النَّجَاسَةَ، الْهَوَى ، الشَّهْوَةَ الرَّدِيَّةَ ، الطَّمَعَ " ( كولوسي 3 : 5 ) . المسيح حمل كل خطايانا على الصليب ودفنها معه في القبر وقام منتصرا ً متحررا ً منه . ونحن في المسيح انتصرنا على الخطية الظاهرة والمستترة .
 
قديم 15 - 05 - 2012, 06:45 PM   رقم المشاركة : ( 307 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,396,190

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي

481 - كان حزقيا ملكا ً من أكفأ ملوك اسرائيل ، ملَكَ وهو ابن 25 سنة ، وملَكَ 29 سنة في اورشليم . عمل المستقيم في عيني الرب طوال ايام حياته . من اول ملكه في اول شهر ٍ فتح ابواب بيت الرب ورممها . لم يقبل أن يقيم في قصره قبل ذلك . أمر الكهنة واللاويين أن يتقدسوا ، قال لهم : " تَقَدَّسُوا الآنَ وَقَدِّسُوا بَيْتَ الرَّبِّ إِلهِ آبَائِكُمْ " ( 2 اخبار29 : 5 ) وقال امام الشعب كله : " فَالآنَ فِي قَلْبِي أَنْ أَقْطَعَ عَهْدًا مَعَ الرَّبِّ إِلهِ إِسْرَائِيلَ فَيَرُدُّ عَنَّا حُمُوَّ غَضَبِهِ. " ( 2 اخبار 29 : 10 ) . تعهد ان يعبد الرب وحده هو وجميع الشعب ويقدس بيت الرب وهكذا فعل كما تعهد ان يعمل . وكل عمل ابتدأ به في خدمة بيت الله وفي الشريعة والوصية ليطلب الهه انما عمله بكل قلبه وافلح . وكل من يعمل عمله بكل قلبه يُفلح ، وكل من يعمل عمله بتكاسل ٍ وانقسام قلب يفشل . الله لا يحب المتكاسلين ، ولا يُعطي حصادا ً للخاملين ، ولا يُنجح طريق المتخاذلين الفاترين . الله يُسر بكفاح المكافحين ، ويكافئ عرق المجاهدين ، ويُعطي النجاح والفلاح للعاملين المجتهدين . الذي يسعى الى النجاح عليه ان يشمّر عن ساعديه ، ويعمل بكل قوته لينجح في عمله . النجاح كنز ٌ مُخزن في داخل الارض ، الوصول اليه يحتاج الى حفر ٍ وعزق ٍ وحمل ٍ ونقل . هكذا في حياتنا المسيحية ، الله لا يُحب الكسل والخمول وبلادة العقل وبرودة القلب . حياتنا المسيحية كفاح ، كفاح ٌ وجهاد ، لا يقل عن الكفاح في سبيل لقمة العيش وكسوة البدن . يقول لنا الوحي المقدس : " قَوِّمُوا الأَيَادِيَ الْمُسْتَرْخِيَةَ وَالرُّكَبَ الْمُخَلَّعَةَ ، وَاصْنَعُوا لأَرْجُلِكُمْ مَسَالِكَ مُسْتَقِيمَةً ، لِكَيْ لاَ يَعْتَسِفَ الأَعْرَجُ ، بَلْ بِالْحَرِيِّ يُشْفَى. " ( عبرانيين 12 : 12 ، 13 ) . في طريق المسيحي احجار ٌ متناثرة ٌ وعوائق وصعوبات وحفر ومطبات وعثرات ، وعلى المسيحي المجتهد ان يرفع الاحجار ويُبعد العوائق ويسوي الحفر ويعبد الطريق ، ولا يمكن ان ينجح في ذلك إن لم من يعمل بكل قلبه . كل العزم ، كل القدرة ، كل الاصرار . كما تضع كل جهدك في عملك ولا تدّخر قوتك ، هكذا تضع كل قلبك وتثابر في عمل الله . الروح القدس يُتمم فينا كل نَقص ، يضع فينا قوته ويسلحنا بنشاط ٍ وحيوية ٍ وحكمة . فنحن نحصل على مواردنا الروحية من الله لنحيا في علاقتنا به ناجحين فالحين منتصرين . الله يحب المؤمنين النشطين ، الله يُسر بالايدي القوية والجباه التي تتندى عرقا ً . عمل الله يجب ان يُعمل بغَيرة ٍ وحماس ٍ وقلب ٍ ملتهب . هكذا عمل المسيح وهو يحيا على الارض . اعمل عمل الرب بلا تراخي . اعمل عمل الرب بقوة ٍ وغيرة ٍ وحماس .
 
قديم 15 - 05 - 2012, 06:45 PM   رقم المشاركة : ( 308 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,396,190

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي

482 - الخطية تحيط بنا ، العدو الخبيث يجول حولنا ، ابليس يشرّع سهامه ويطلقها دائما ً علينا ، كلص يبحث عن مدخل ليوجه ضربتة ُ الينا ، لا يكل ولا يتعب ، لا يهدأ ولا يكف ، وليس أحد معصوم من التعرض للسقوط في الخطية ، الخطر قادم دائما ً وليس ببعيد . نسير في طرق موحلة ، الطين والوحل يملأ الطريق ويلوث اقدامنا وملابسنا ، ليس من السهل ان نجد ً طريقا ً نظيفا ً أو سبيلا ً آمنا ً علينا ان نسير بحذر وحرص ، لا بد ان نتيقظ ونصحو ونسهر ونستعد ونصلي دائما ً حتى لا ندخل في تجربة . يحذرنا بطرس الرسول وينذرنا ويقول : " اُصْحُوا وَاسْهَرُوا. لأَنَّ إِبْلِيسَ خَصْمَكُمْ كَأَسَدٍ زَائِرٍ، يَجُولُ مُلْتَمِسًا مَنْ يَبْتَلِعُهُ هُوَ فَقَاوِمُوهُ ، رَاسِخِينَ فِي الإِيمَانِ ، عَالِمِينَ أَنَّ نَفْسَ هذِهِ الآلاَمِ تُجْرَى عَلَى إِخْوَتِكُمُ " ( 1 بطرس 5 : 8 ، 9 ) كيف يمكننا ونحن نعيش في هذا العالم بكل اوحاله وترابه وخطاياه أن نحفظ أيدينا نظيفة ؟ لن نستطيع ذلك بقوتنا وقدرتنا ، لذلك يقول لنا الرسول بولس : " تَقَوُّوْا فِي الرَّبِّ وَفِي شِدَّةِ قُوَّتِهِ." ( أفسس 6 : 10 ) . كل ما علينا هو أن نحترس ونحرص على ملابسنا نظيفة وكنوزنا بعيدة عن متناول اللصوص . عند كل منعطف في الطريق يختبئ ابليس يريد ان يسرق منا بهجة خلاصنا وجوهر صلاحنا . لنلبس سلاح الله الكامل لنثبت ضد مكايد ابليس لأن مصارعتنا ليست مع دم ولحم بل مع اجناد الشر الروحية والتي لا يصدها الا سلاح الله الكامل الذي يحمينا ويحفظنا وينجينا . لسنا مطالبين أن ندخل المعركة بانفسنا لكنه وجنده يسحبوننا الى المعركة رغما ً عنا . لنبتعد عن التجربة ونهرب من ابليس إن أمكن ونقاومه بسلاح الله وعتاده . لا تتصور نفسك اكبر من التجارب أو أقوى من ابليس ، لا تقترب منه أو تتشاحن معه . اللعب بالنار يحرق ، التلاعب بالحية خطر ٌ مميت ، لا تهادنها أو تسالمها أو تحالفها . في وسط المعركة التي تحيط بك لا تنظر الى نفسك ولا تعتمد على البشر مثلك . مصدر قوتك ونصرتك يأتي من فوق ، من عند الله الذي يحارب معك وعنك َ . وحين تواجه عدوك لا تخشاه ، لن يغلبك ، لن يهلكك ، لن يقضي عليك . أنت محفوظ ٌ في كف الله ، أنت آمن بين أصابعه ، لن يتركك ولن يهملك ، لكن إن لم يكن في مقدرة العدو أن يقتلك فهو يستطيع أن يجرحك . تنبه ، تيقظ ، أصحو ، لا تجعله يقترب منك بأي سلاح قد يمس نفسك وروحك . قاومهُ وأنت ساهر ، قاومهُ وأنت تصلي . لا تتصور انك في المعركة وحدك . حولك جيش كبير ٌ من الجند السماوي ، فرسان الله يحاربون معك .
 
قديم 15 - 05 - 2012, 06:45 PM   رقم المشاركة : ( 309 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,396,190

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي

483 - بعد أن انهمرت المياه على الارض اربعين يوما ً وارتفع الفُلك وعام فوقها وابحر . بعد أن بقي نوح والذين معه في الفُلك وتعاظمت المياه على الارض 150 يوما ً ، أجاز الله ريحا ً فهدأت المياه وانسدت ينابع الغمر وطاقات السماء وامتنع المطر من السماء . استقر الفُلك على الجبل ، نقصت المياه وظهرت رؤوس الجبال ، وفتح نوح طاقة الفُلك . أرسل الغراب فخرج مترددا ً حتى نشفت مياه الارض ، ثم أرسل الحمامة أيضا ً . خرجت الحمامة خائفة ً مترددة ، أعملت جناحيها وطارت وابتعدت عن نوح وعن الفُلك . أغراها الاتساع أن تطير . طارت بعيدا ً وابتعدت . سبحت في الفضاء ، الفضاء كله لها . جالت وتنقلت وسافرت وابتعدت ، ثم تعبت ، أحست بجناحيها لا يستطيعان حملها . ثَقُل جسمها فترددت انفاسها وضعفت حركة جناحيها ، ارادت مكانا ً تستريح فيه ، لم تجد . كل ما حولها موت . جثث الانسان والحيوان مبعثرة في كل مكان ، لا شجرة ولا زرع . لا مكان تستقر عليه . شعرت بالضياع والضلال . لا بد من العودة الى الفُلك . عادت ، عادت متعبة ، مرهقة . أعملت جناحيها وحركتهما بقوة متجهة نحو نوح والفُلك . أين الملجأ ، أين ؟ أرسلت نظرها بعيدا ً ، لا يبدو شيء ٌ هناك الا المياه الراكدة والجبال الفارهة المرتفعة ، والجثث ، القتلى ، بعضهم طاف ٍ وبعضهم ممزق وبعضهم مستلقٍ . الموت ، الموت حولها . طارت مبتعدة ً تبحث ، هربت من العفن والموت . ها هو الفُلك يبدو داكنا ً من بعيد . ذهبت بسرعة ٍ وضعف نحوه . وهن جناحاها ، بعض القوة ، بعض الاصرار ، بعض الكفاح . ووصلت الى الفُلك ، أين الطاقة ؟ أين نوح ؟ تخبطت في جدران الفُلك الخارجية ، رفرف جناحاها ، فمد نوح يده من الطاقة وأخذها وادخلها عنده الى الفُلك ، الى الراحة والنجاة ، الى الملجأ والدفء ، الى الحياة ، في يدي نوح ٍ راحتها .
هل تجول طائرا ً في الفراغ ، في الضياع ، في التيه ، بعيدا ً عن الفُلك ؟ هل تشعر بالتعب ؟ لا بد انك تشعر بالتعب ، لا بد انك ترى الموت تحتك . لا مقر لرجلك هناك ، ولا مكان تركن اليه ، ولا سند تستند عليه ، لا قلب ٌ رحيم ٌ حولك . ماذا تفعل ؟ هل تستطيع أن تنقذ نفسك ؟ هل تخلّص نفسك بنفسك ؟ لا لن تستطيع . عُد راجعا ً ، ارجع الى نوح . حول طريقك نحو الفُلك ، هناك النجاة والراحة والدفء والخلاص . ليس عليك الا أن تعود " تُوبُوا وَارْجِعُوا لِتُمْحَى خَطَايَاكُمْ ، لِكَيْ تَأْتِيَ أَوْقَاتُ الْفَرَجِ مِنْ وَجْهِ الرَّبِّ. " ( اعمال الرسل 3 : 19 ) تب وارجع الي . سوف يمد يده من الطاقة ويأخذك ويدخلك عنده .
 
قديم 15 - 05 - 2012, 06:45 PM   رقم المشاركة : ( 310 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,396,190

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي

484 - منذ ان تجول المسيح بجوار البحر وانتقى تلاميذه من كل مكان وهم بالقرب منه ، في القرى والمدن كانوا معه في البحر وفي العاصفة ، في الوادي وفوق الجبل كانوا معه . احبهم المسيح واختارهم ليكونوا معه . كانوا طوال الوقت الذي قضاه على الارض معه . كان يتلذذ بصحبتهم ويسعد برفقتهم . كان يجلس معهم ويمشي معهم . كان ينام ويقوم معهم ، حتى حين ارسلهم ليكرزوا كان قلبهُ معهم وفكرهُ معهم وروحه ُ معهم . وحين انطلق الى السماء وهو يتحدث اليهم في آخر لقاء ٍ قال : " هَا أَنَا مَعَكُمْ كُلَّ الأَيَّامِ إِلَى انْقِضَاءِ الدَّهْرِ " ( متى 28 : 20 ) . حين صلى لاجلهم قال : " أَيُّهَا الآبُ أُرِيدُ أَنَّ هؤُلاَءِ الَّذِينَ أَعْطَيْتَنِي يَكُونُونَ مَعِي حَيْثُ أَكُونُ أَنَا " ( يوحنا 17 : 24 ) . نحن ايضا ً الرب اختارنا لنكون خطته . الله اصطفانا لنكون شعبهُ واهله واولاده . وهو يريد أن نكون معه ، ويريد أن يكون معنا . هو يتلذذ بتواجدنا معه في رفقته . هنا والآن يريدنا معه ، وهناك في الأبدية يريدنا معه . لا يريدنا أن نبتعد عنه أبدا ً . قال المسيح وما يزال يقول : " لاَ تَضْطَرِبْ قُلُوبُكُمْ . أَنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللهِ فَآمِنُوا بِي . فِي بَيْتِ أَبِي مَنَازِلُ كَثِيرَةٌ ، وَإِلاَّ فَإِنِّي كُنْتُ قَدْ قُلْتُ لَكُمْ . أَنَا أَمْضِي لأُعِدَّ لَكُمْ مَكَانًا ، وَإِنْ مَضَيْتُ وَأَعْدَدْتُ لَكُمْ مَكَانًا آتِي أَيْضًا وَآخُذُكُمْ إِلَيَّ ، حَتَّى حَيْثُ أَكُونُ أَنَا تَكُونُونَ أَنْتُمْ أَيْضًا " ( يوحنا 14 : 1 – 3 ) . هو يريد ذلك ، يريدنا نحن أن نكون معه حيث يكون سواء هنا مؤقتا ُ أو هناك الى الابد . يتصور الموت انه يقدر أن يفصلنا عنه . يتصور انه يبعدنا عنه . يتصور انه يحرمنا منه . والبعض يصدّق ذلك ، فالموت ليس في قاموس المسيح ، المسيح لا يحل حيث يحل الموت . لكن المسيح بقيامته جعل الموت جسرا ً ومعبرا ً اليه . نحن نطأ الموت ونتخطاه لنصل الى المسيح . نخترق الموت ، نمر في سحابته ، نعبر واديه ، نصل من خلاله الى حيث يكون المسيح . يستطيع الموت ان ينهي علاقتنا باخوتنا ، يستطيع ان ينهي وجودنا مع احبائنا هنا ، لكنه لا يستطيع أبدا ً أن ينهي تواجدنا مع المسيح . نحن مع المسيح هنا على الارض ، نحن معه . ونحن مع المسيح هناك في الفردوس ، في الابدية نجلس في حضرته هناك ، نحن معه . وان كان الموت يخطف منا الاخوة والاصدقاء والاهل والابناء فهو يبعدهم عنا لا عنه ، وينقلهم من ان يكونوا معنا ليكونوا معه . حين يأخذهم منا ، يأخذهم اليه . ونحزن طبعا ً للفراق ، لكن حزننا ليس كالباقين الذين لا رجاء لهم . نحزن برجاء ، ونحزن بمعرفة ٍ وعلم ٍ انهم هناك مع المسيح ، هم معه يعيشون ويعاينون مجده . المسيح يريدهم أن يكونوا معه حيث يكون . ما اروع واحب ان نكون معه حيث يكون .
 
موضوع مغلق


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
الطبيعة حولنا جميلة ولكن طبيعة الإنسان أجمل
ربنا ممكن يأخر حاجة جميلة عشان يخليها أجمل😍
مات موسى وحكم يشوع! لقد بطل الناموس القديم وحكم يشوع الحقيقي
أجمل| أسماء ولاد جميلة حديثة وقديمة
جميلة عوض vs سلمى حايك..أيهما أجمل فى لوك فريدا كاهلوا؟


الساعة الآن 08:39 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025