27 - 04 - 2013, 07:47 PM | رقم المشاركة : ( 3081 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
أحد القديسة مريم المصرية مر32:10-45 رتبت الكنيسة في الأحد الخامس من الصوم أن نقرأ المقطع الإنجيلي من إنجيل القديس مرقص، والذي تنبّأ فيه السيد عن تسليمه وموته وقيامته وذلك كي نتحضّر نحن أيضاً للآلام والقيامة، وأن نعيّد للقديسة مريم المصرية نموذج التوبة وهامة النسك الكبيرة في الكنيسة. لفت نظري وانتباهي في إنجيل اليوم الفرقُ في الذهن بين السيد وتلاميذه، فبذات الوقت الذي أخذ يتحدث فيه عن الآلام والتسليم والموت اخذ بعض التلاميذ يطلبون منه ويسألون أن يجلسوا عن يمينه ويساره في مجده، وتساءلت: هل التواصل بين الله والإنسان سهل؟ هل يفهم الإنسان ما يقول المسيح وما يطلب؟ لماذا يقول الله شيئاً ويفهم الإنسانُ شيئاً آخر بدايةً، علينا فهم ماذا يريد الله منا؟ بالعموم هو يريد خلاصنا الذي يتم بدءاً بأن نترفّع عن الأرضيات ونرتقي نحو السماء، وأن نعيش كلماته مطبّقين وصاياه ومبتعدين عن كل ما يبعدنا عنها ويلصقنا بالأرضيات العالمية. يظهر واضحاً في إنجيل اليوم ما قلناه بعدم تفهّم الإنسان لما يريده المسيح، فبينما أخذ يُعدّ تلاميذه لأحداث الآلام، التي ستحصل، من تسليم ومحاكمة وبصاق وجلد وموت وقيامة، والتحدث عن الطريق الصعب والمليء بالألم، أخذ بعض التلاميذ يطلبون الجلوس عن يمينه أو يساره في مجده (37:10)، فيوحنا ويعقوب ابنا زبدى طلبا أن يحصلا على المجد والمكانة الرفيعة لا الناتجتين عن نعمة الله بواسطة الألم والجهاد الشخصي بل بواسطة المسيح عندما يجلس في مجده. هنا يتضح عدم قدرة التلاميذ على فهم المسيح، ولم تكن هذه المرة الوحيدة، ففي الكتاب المقدس هناك حوادث تؤكد ذلك، كأن يطلب التلاميذ الأولوية أو يطلبون أن يدفنون موتاهم قبل اللحاق بالمسيح أو يتساءلون متعجّبين لماذا لا يستطيعون فعل العجائب…الخ. رغم عدم فهم التلاميذ للمسيح إلا أنه استمر في عمله، فأخذ يبشّر المسكونة بكلمته ويشفي المرض داعياً لتخلّي عن عالم الخطيئة والسقوط، وأن يتفهّم الناس اعوجاج سلوكهم ويصلحوه، وهو يتوجّه نحو هؤلاء الذين لم يدركوا الحقيقة وما زالوا يحملون أعباء الخطيئة والفكر العالمي ويدعوهم أن يفرغوا هذه الحمولة التي تشكل عبئاً ثقيلاً في حياتهم من خطايا وكبرياء وأنانية، كي تستطيع نعمة الله أن تعمل فيهم فتشفي السقماء والمرضى وتقدّس البشر، أي بعمله هذا أخذت نعمة الله تعمل في حياة الناس، وعلى هذا السياق يكون الحل لفهم إرادة الله في حياتنا هو أن نجاهد لتفعل نعمة الله في حياتنا. بدون نعمة الرب تبقى القلوب مغلقة وغير قادرة على فهم الكلمات الإلهية. الإيمان المريض بالعادات الشعبية الموروثة لا يشفي الإنسان. تشفى القلوب البشرية حين يدخلها نور الله الحقيقي فينيرها ويقدّسها، ويجعلها تدرك الخطأ الحاصل في تصرفاتها أو أفكارها أو عبادتها. بدخول نعمة الله إلى القلوب تنيرها وتشعل فيها ناراً داخلية فتحرق كل شيء سيء فيها وتنقّيها، وهذا في صُلب ما يُسمى بالولادة الجديدة. بهذه الطريقة فقط يستطيع الإنسان أن يتواصل مع الله وأن يفهم ما يريد و أن يدرك ما هي الأولويات التي يطلبها في حياته. عندها الإنسان المستنير والمولود جديداً، بواسطة نعمة الله، سيلبي الدعوة التي دعانا إليها المسيح: “من أراد أن يصير فيكم عظيماً يكون لكم خادماً” (43:10). إخوتي، الذي يبحث أن يكون أول الناس و أن يخدمه الجميع أو الذي يسعى وراء المجد الشخصي والمكانة الأولى بين الناس بدافع الكبرياء وحب الذات يكون قد أخطأ خطأً كبيراً، لأن المسيح لم يأتي ليجعل الناس عظماء وكبار وليوزع كراسي وأمجاد، كما يمنح العالم لبعض الناس، لم يأتي لكي يُخدم، رغما أن له الحق بذلك، بل ليخدُم، وأن يقدم حياته للبشر. لذلك، الذي لم يفهم كلام المسيح أن “ابن الإنسان لم يأت ليُخدم بل ليخدُم وليبذل نفسه فدية عن كثيرين” (45:10) ولم يطبّقه في حياته سيبقى بعيداً عن المسيح مهما علت وكبرت مكانته العالمية. |
||||
27 - 04 - 2013, 07:52 PM | رقم المشاركة : ( 3082 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الأحد الثالث من الصوم مر 34:8-1:9 ها قد وصل انتصاف الصوم الكبير سريعاً، فلنسارع مجاهدين بالصوم والصلاة ولنقم بأعمال إنسانية خيرية مبتعدين عن الشر والخطيئة، لنعيش القيامة حقيقةً. السمة الرئيسية لهذا الصوم هو الجهاد ضد أهواء الإنسان الشخصية وضد الخطيئة وكأنها معركة. هي ليست معركة لحظية أو مكانية محدودة بل هي ضد أرواح شريرة وضد أهواء الإنسان الشخصية، لا تقف أو تنتهي بل تكون مستمرة، ولا يمكن تحديد مكانٍ لها فهي يمكن أن تحدث حتى داخل الكنيسة. يقوم أساس هذه الحرب على حرية الإنسان في خوضها أو عدمه، أما أسلوبها فله قواعد وأصول يرتكز على تعاليم السيد في الإنجيل المقدس وعلى خبرة مجاهدين سبقوا وخاضوها، يوضح إنجيل اليوم شيئاً من أسلوبها: “من أراد أن يأتي ورائي فلينكر نفسه ويحمل صليبه ويتبعني” (مر34:8). إتّباع المسيح، كما في إنجيل اليوم، ليس بالأمر السهل ولا يمكن تنفيذه بسرعة، هو يتطلب خوض هذه المعركة ومثلاً بأسلوب إنجيل اليوم أي إنكار الذات وحمل الصليب، وهذه كلها صعبة وتحتاج العمر كله لتحقيقها. في هذه المعركة يجب أن نفكر بالآخر وخلاصه، إذ ينبغي أن نساعده كي يعبر مجاهداً منتصراً في معركته، لا أن نكون عقبة وتجربة إضافية فوق تجاربه الخاصة، صحيح أن الخلاص شخصي ولكننا لا نستطيع أن نتجاهل أو أن لا نهتم لخلاص أخينا، فهذا يشير لنقص في المحبة، نحن كلنا أعضاء في جسد المسيح الواحد، ونحن كلنا إخوة بالنعمة، لذلك يهمنا ما يحدث لأخينا من خير أو ضرر لأنه يصير لجسد المسيح الذين نحن أعضائه. عندما يطالبنا المسيح أن ننكر ذاتنا لا يعني أن نقوم بإذلالها أو تحقيرها بل أن نتخلص من كل المعوقات التي تعرقل إتباعنا له، وعندما نستطيع إنكار ذاتنا يمكننا أن نفكر ونهتم بإخوتنا لا فقط بأنفسنا. يريد المسيح عندما يطالبنا أن نرفع صليبنا بأن يقول لنا أن حياتنا ستكون مليئة بالجهاد والتعب، وأن طريق الرب يحتاج في سلوكه إلى معونته وإلى تعب ومحاربة مستمرة للشر، ولهذا ليس لهذا النوع من الجهاد استراحة أو توقف لأن الشيطان لا يتوقف عن محاربتنا والجهاد يستمر ليل نهار. في حال قررنا أن نكون مع المسيح فيجب أن نبقى معه دائماً، فلا نستطيع أن نكون معه وفي مكان آخر بآنٍ معاً، لا نستطيع أن نقول إننا مع المسيح وفي الوقت ذاته نبقى بقرب الشيطان، لأننا لا نستطيع أن نخدم سيدين كما قال المسيح. هنا تكمن المشكلة عند الأكثرية منا. فنحن نريد أن نكون مع الله ونحاول تطبيق وصاياه ولكن أهوائنا تدفعنا أن نقوم بخطايا وأحياناً نعرفها ونريدها وكأننا نريد الله ملطّخاً بضعفاتنا وخطايانا أو نريده على مقياسنا وطبعاً هذا خطأ فالله كلّي الطهر والنقاء وهو الإله الذي يجب أن نسعى لنحقق مثاله لا أن نجعله على مثالنا الضعيف. في التاريخ نعرف الكثير من الأشخاص الذين أنكروا ذاتهم وضحّوا بها، من أجل الوطن أو العائلة أو من أجل ممتلكات ما، نحن نحترمهم لتضحياتهم ونعتبرهم أبطالاً، ولكن كل هذا غير كاف ليتحقق الخلاص، لأن الهدف التي تمت من أجله التضحية ليس المسيح وإنجيله، وبالتالي لا يتحقق الجزء الثاني المطلوب بعد حمل الصليب بأن نتبع المسيح. من جهة ثانية نحن ننكر ذاتنا ونحمل صليبنا كي نستطيع أن نتبع المسيح، أي علينا أن نسعى أن نتغلب على أهوائنا في مسيرتنا لحمل الصليب، لأنه يمكن أن ننكر ذاتنا وأن نحمل الصليب بدافع الكبرياء الشخصي أي أن نظهر للآخرين أننا صالحين نتعب من أجل الخير، فيتغير هدفنا الذي يجب أن نسعى إليه من المسيح إلى إرضاء الذات، بالتالي سيضيع تعبنا سداً لأننا استبدلنا المسيح بأنفسنا. إخوتي، الذي ينكر ذاته، حاملاً صليبه أي يضحّي ويسعى لعمل الخير، مُنطلقاً لا من مبدأ التكبر أو العجب أو محبة الذات إنما محبة بالمسيح، هو وحده الذي سيضمن خلاص نفسه، و تضحيته هذه لها قيمة كبيرة، لأن كل التضحيات إن كانت من أجل الذات لا من أجل المسيح هي قشور لا جوهر، وعلينا أن ننتبه كي نتجاوز هذه القشور حتى نتمكن من الوصول إلى الجوهر الذي هو السيد المسيح. |
||||
27 - 04 - 2013, 07:53 PM | رقم المشاركة : ( 3083 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
رتبت الكنيسة أن نقرأ في الأحد الثاني من الصوم إنجيل أعجوبة شفاء المخلّع، و به توضح لنا اختلاف طريقة تفكير الإنسان عن الله، وذلك من خلال طريقة تعامل المسيح مع مرض المخلّع، هو لم يتعامل في البداية مع مرضه الجسدي بل الروحي أي خطاياه وقال له مغفورة خطاياك. كان جواب المسيح للمخلّع غريباً ولم يفهمه من كان حوله من بشر، و بهذا الغفران ظهر وضوح اختلاف طريقة عمل الله عن طريقة عمل الإنسان.
يرى المسيح، في إنجيل المخلّع، الخطيئة مرضاً، فهو يعرف أن هذا الإنسان، المخلّع، قد فعل خطايا لذلك وقع في المرض، فيسعى في البداية على شفائه من الخطيئة، لأن النفس هي نبع كل شيء في الإنسان و يجب أن يكون هذا النبع نظيفاً مقدّساً كي يتقدس الإنسان. الجسد والنفس الجسد هو عضو خادم للنفس يعمل ما تقرره وتحدده، والنفس، كعضو مسيطر على جسد الإنسان، تقوده أن يعمل الخير أو الشر. المسيح جاء أولاً ليشفينا من الخطيئة وليس من الأمراض، ومات على الصليب كي نتحرر من الخطيئة، وهو في إنجيل المخلّع يظهر لنا أولويته في أن ينال الإنسان مغفرة الخطايا، فالإنسان يستطيع، في معظم الأحوال، أن يشفي أمراضه بأدوية وعلاجات طبّية، أما مغفرة الخطايا فالمسيح وحده القادر أن يقوم بها. تقع مسؤولية الوقوع في الخطيئة على عاتق الإنسان مرتكبها، فتتعبه بأحمالها وأثقالها، ولكن بالغفران، الذي يمنحه المسيح، تخف هذه الأحمال وتزول أتعابها، وكما أشرنا سابقاً هذا الغفران يمنحه الله فقط. الغفران والخلق الغفران الذي يمنحه المسيح ليس إلا استمرار لعملية الخلق، التي قام بها في الفردوس واستراح في يومها السابع، وتكميل لها، هو يهب الغفران ويزيل أعمال الخطيئة لأنه عادل و رحيم ومحب، وبغفرانه هذا يذهب إلى أبعد من عملية الخلق ويصل إلى اكتمالها أي تقديس الخليقة، و به يتحقق مثال الله المرجو. العقل البشري أدان الفريسيون المسيح واعتبروا أن قوله بغفران الخطايا هو تجديف على الله، وذلك لأنهم فكروا بعقل بشري. لكن المسيح تجاوزا هذا العقل البشري مظهراً لهم من يكون، فقال لهم: “أيما أيسر أن يقال للمفلوج مغفورة لك خطاياك أم أن يقال قُم واحمل سريرك وأمشي” (مر9:2). كلى العملين، الغفران والشفاء، كانا غير مقبولين للعقل البشري، لا أن يغفر خطايا ولا أن يشفي المخلّع. ولكن كون المسيح الله، ويحب خليقته، فهو قادر أن يقوم بكليهما. ويعبر عن محبته هذه بصراخه للمخلّع: “لك أقول قم واحمل سريرك واذهب إلى بيتك” (مر11:2). المسيح هو طبيب النفس والجسد ويشفي كليهما. وهكذا قام المخلّع صحيحاً جسدياً وروحياً، فكانت هبة الله له مضاعفة. إخوتي، يجب أن لا يغيب عن ذهننا أننا نعيش في عالم مليء بالخطيئة، وهناك من يقوم يومياً بكثير و آخر بقليل من الخطايا، لكن المسيح جاء إلى العالم لكي يرفع عنا هذه الخطايا، هو أزهق دمه على الصليب كي ننال نحن الحياة. إنما حتى ننال الهبة مضاعفة، كما نالها المخلّع اليوم، غفران الخطايا وشفاء الجسد، يجب أن نرفع سرير ألآمنا وأمراضنا وأن نضعه أمام أقدام محبته في ملكوته، وأن نجاهد كي نحصل على هبة الله المجانية، أن ننقب ونهدم ما يفصلنا عن المسيح، أن نحب الكنيسة والبشرية فيحملون معنا سرير ألامنا، أن نطلب الشفاء واثقين بكلمة المسيح الشافية وننهض. يمكنكم قراءة عظة السنة الماضية |
||||
27 - 04 - 2013, 07:59 PM | رقم المشاركة : ( 3084 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
أحد الصوم الأول (يو 44:1-52)رتبت الكنيسة أن نحتفل في الأحد الأول من الصوم الكبير بعيد مميز جداً هو عيد أرثوذكسيتنا، هي كنيسة الآباء والقديسين والشهداء والأبرار، فنحتفل بما تنبئ به الأنبياء، وبالتعليم الذي استلمناه من الرسل وكتبه الآباء ووافقت عليه المسكونة الذي به بقيت مستقيمة الرأي وأظهرت الحقيقة المستلمة من الرب يسوع المسيح لكل العالم. التقليد: في المجمع المسكوني الرابع وبأسلوب صريح وواضح تم تحديد ما يُسمى بتقليد الكنيسة وحياتها أي التعليم الأرثوذكسي. تعيش الكنيسة هذا التعليم (الأرثوذكسي) كإيمان مسلّم من السيد المسيح ذاته، وتظهره بالتعليم الشفوي أو المكتوب أو بالليتورجية الإلهية كعبادة وشركة أسرارية. يُعتبر التقليد بالنسبة للكنيسة الكنز الثمين، تعيشه استناداً على إيمان الرسل والآباء والمؤمنين الأرثوذكس، و به تسعى لكشف كل حقائقها، معلنة للعالم بشجاعة وجرأة أن المسيح هو الإله الحقيقي الذي تعبده وتسجد له. هي تعلّم بتكريم القديسين لقداسة حياتهم وصدق كلامهم ومؤلفاتهم ولتضحياتهم في الكنيسة، فهي تقدّم لهم ولأيقوناتهم التكريم أما السجود للمسيح فقط، لأنهم بواسطة المسيح تقدّسوا وله قدّموا كل حياتهم وما تملّكوا. لهذا السبب تأخذ الكنيسة على عاتقها المسؤولية كاملة أمام الله والتاريخ ومؤكدة بأن إيمانها بالإنجيل هو بالحقيقة ذات إيمان الرسل والآباء وإيمان كل أرثوذكسي حق، فهي الوحيدة القادرة على تفسير الإنجيل تفسيراً معاشاً صار إلى تقديس الكثيرين، فتعود إلى الآباء الذي فهموا الإنجيل وعاشوه وتقدسوا بنعمة الروح القدس وتعطيهم الأولوية في شرح الإنجيل. الكنيسة كجماعة مؤمنة كلام الكنيسة نبويٌ مقدّسٌ، تسعى للحفاظ على أرثوذكسيتها بغيرة أمام الله والإنسان، هي تقرر وتتكلم كجماعة وليس كفرد واحد يسيرها، تعلم الإيمان القويم وتعيش بالنعمة الإلهية فتكمل كل شيء ناقص، حافظة فيها كلام الأنبياء و التقليد الرسولي، وبهذه الروح الجماعية أي الكنسية وبنعمة الروح القدس عملت في كل المجامع المسكونية لتكون هي الوحيدة القادرة بنعمة الروح القدس على حفظ الإيمان المستقيم. انتصار الأرثوذكسية يبدو لنا أن هذا اليوم هو يوم انتصار، أي انتصار الكنيسة على التعليم الكاذب المميت. ابتداء هذا الانتصار منذ انتصار المسيح على الموت بالقيامة، وفرحنا بقيامة المسيح من الأموات يساوي فرحنا لانتصار الأرثوذكسية على التعليم المميت الكاذب. وكما يحتفل كل مسيحي بالقيامة يجب أن يحتفل كل أرثوذكسي بانتصار أرثوذكسيته على انتشار الإيمان المفسد الحياة. قال الرب: “السماء والأرض تزولان ولكن كلامي لا يزول” (متى35:24). وقال لبطرس أنت صخرة وعلى إيمان حقيقي كهذا سأبني كنيستي والموت لن يقوى عليها. (مت 17:16-18). لذلك كل الأعداء الذين حاربوا ويحاربوا الكنيسة، بأن يرموها بكلامهم أو بكذبهم فينعتوها كما يشاؤون، أو يستهزئون بالإيمان أو بحقيقة المسيح، كلهم بادوا كالدخان. هكذا نؤمن فلا نخاف شيء لأن رجاءنا مستند على حضور المسيح في الكنيسة وهي الذي يصونها. إخوتي، اليوم هو يوم الأرثوذكسية، يوم الحقيقة وكشف الكلمة الإلهية الحقيقة. كلنا اليوم نعيش هذه الحقيقة أي المسيح الإله الذي هو حجر الزاوية للكنيسة فيبقى فيها لتمتلئ من نعمته الإلهية فنحيا بها. |
||||
27 - 04 - 2013, 08:01 PM | رقم المشاركة : ( 3085 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
أحد الغفران
أحد مرفع الجبن (متى 14:6-21)يتغرّب الإنسان عن الله عندما يجف من الإنسان نبع المسامحة والغفران فيصبح الابن غريباً، وسبب ذلك أنه لم يعمل مشيئة الله ووصاياه ولم يغفر خطايا الآخرين أو سامحهم. ويقول إنجيل اليوم: “إن غفرتم للناس زلاّتهم يغفر لكم أيضاً أبوكم السماوي” (متى 14:6). الأمر المؤلم مسيحياً هو أننا نشعر بأن على الله واجب أن يغفر لنا خطايانا فنطلب منه بجرأة وبدون تردد، مفترضين أنه جزيل الرحمة، وهو كذلك، ومن جهة ثانية لا نشعر بواجب أن نغفر نحن لمن أساءا إلينا فنقابل خطاياهم وأخطائهم بقسوة ولا نسامحهم، ناسين أو متناسين أن الله عادل أيضاً. إذا تسألنا كم مرة يومياً نطلب من الله الغفران والمسامحة عن خطايانا؟ طبعاً الجواب لمرات لا تقاس كما هي رحمته، وكم مرة نسامح نحن الذين أخطاؤا و أساءوا إلينا أو أدانونا وتكلموا بالسوء علينا أو خانونا؟ نجد أنها لمرات قليلة أو معدومة عند البعض. سأل بطرس الرسول كم مرة يجب أن نسامح أخينا الإنسان هل لسبعة مرات؟ فينال الجواب لسبعة وسبعين مرّة والمقصود أن نسامح باستمرار ولعدد كبير غير محدود، كان الأجدر به أن لا يسأل عن عدد المرات التي يجب أن يسامح بل إلى متى سنسامح؟ لأن هنا الصعوبة، فعدد المرات التي نغفر فيها ككمية تحول الواجب في تطبيقها إلى حاجة ومصلحة فنغفر مرة أو أكثر لكي نصل إلى إرضاء الذات بأننا قمنا بواجبنا نحو الله و الآخر، وفي هذه الحالة لا يكون للغفران علاقة بوصايا المسيح بل بأسلوب أخلاقي اجتماعي رفيع. بالمسامحة والغفران نصبح في شركة مع الآخر، نتصادق معه ونضعه بمكانة الأخ. و بالمقابل، الأخ الذي نسامحه على أعماله التي بلبلت الوحدة بيننا وبينه وبين المجتمع يشعر بأنه محبوب فيصطلح ويشعر بسلام ويقبل المسامحة والغفران، وهكذا تكون الفائدة مضاعفة. مسامحة الآخر كعمل محبة لا يمكن تفسيره بأنه إذلال للذات، بل طريقة فعالة لمواجهة الشرّ. والصعوبة تكمن بكيف سنسامح؟ تتم المسامحة عندما يستطيع الإنسان أن يخرج من هذا العالم الأرضي ليقول بأنه جزءاً من العالم السماوي، الذي يفكر كما يريده الله، وبالتالي سيجد نفسه يسامح بسهولة لأنه قَبلَ أن يكون ابن السماء لا ابن الأرض. يستخدم الإنسان وسائل مختلفة لمواجهة الكوارث الطبيعية، أما الكوارث الآتية من الإنسان القريب فيواجهها بوسائل أخرى مختلفة بالأسلوب لكن متشابها بالمبدأ، وكما أن مبدأ حماية الطبيعة هو الحب كذلك مبدأ حماية الأخر من الشر والشيطان هو المحبة والمسامحة. فلنستند على المحبة في حياتنا لأنها الداعم الأساسي لكي نغفر للآخر. أما الذي لا يستطيع أن يغفر فهذه إشارة بأن مقياس محبته مختلّ وناقص، وعليه التشبث بالبعد السماوي أكثر من الأرضي لكي يُكمل هذا النقص أو الخلل. أحبائي، الكلام في إنجيل اليوم عن محبة الآخر ومسامحته واضحاً فلنحاول أن نعيشه يومياً، و لننتبه أننا نصلي يومياً “واغفر لنا خطايانا كما نغفر نحن لمن لنا عليه” فإذا لا نطبق الكلام الذي نصليه فنحن نكذب والله يعرف ذلك وسيحاسبنا عليه. فلننتبه ولنحاول مجاهدين أن نسامح الذين أساءوا إلينا ولو بقليل. حتى يسامحنا الله على خطايانا الكثيرة. |
||||
27 - 04 - 2013, 08:01 PM | رقم المشاركة : ( 3086 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
أحد الغفران
أحد مرفع الجبن (متى 14:6-21)يتغرّب الإنسان عن الله عندما يجف من الإنسان نبع المسامحة والغفران فيصبح الابن غريباً، وسبب ذلك أنه لم يعمل مشيئة الله ووصاياه ولم يغفر خطايا الآخرين أو سامحهم. ويقول إنجيل اليوم: “إن غفرتم للناس زلاّتهم يغفر لكم أيضاً أبوكم السماوي” (متى 14:6). الأمر المؤلم مسيحياً هو أننا نشعر بأن على الله واجب أن يغفر لنا خطايانا فنطلب منه بجرأة وبدون تردد، مفترضين أنه جزيل الرحمة، وهو كذلك، ومن جهة ثانية لا نشعر بواجب أن نغفر نحن لمن أساءا إلينا فنقابل خطاياهم وأخطائهم بقسوة ولا نسامحهم، ناسين أو متناسين أن الله عادل أيضاً. إذا تسألنا كم مرة يومياً نطلب من الله الغفران والمسامحة عن خطايانا؟ طبعاً الجواب لمرات لا تقاس كما هي رحمته، وكم مرة نسامح نحن الذين أخطاؤا و أساءوا إلينا أو أدانونا وتكلموا بالسوء علينا أو خانونا؟ نجد أنها لمرات قليلة أو معدومة عند البعض. سأل بطرس الرسول كم مرة يجب أن نسامح أخينا الإنسان هل لسبعة مرات؟ فينال الجواب لسبعة وسبعين مرّة والمقصود أن نسامح باستمرار ولعدد كبير غير محدود، كان الأجدر به أن لا يسأل عن عدد المرات التي يجب أن يسامح بل إلى متى سنسامح؟ لأن هنا الصعوبة، فعدد المرات التي نغفر فيها ككمية تحول الواجب في تطبيقها إلى حاجة ومصلحة فنغفر مرة أو أكثر لكي نصل إلى إرضاء الذات بأننا قمنا بواجبنا نحو الله و الآخر، وفي هذه الحالة لا يكون للغفران علاقة بوصايا المسيح بل بأسلوب أخلاقي اجتماعي رفيع. بالمسامحة والغفران نصبح في شركة مع الآخر، نتصادق معه ونضعه بمكانة الأخ. و بالمقابل، الأخ الذي نسامحه على أعماله التي بلبلت الوحدة بيننا وبينه وبين المجتمع يشعر بأنه محبوب فيصطلح ويشعر بسلام ويقبل المسامحة والغفران، وهكذا تكون الفائدة مضاعفة. مسامحة الآخر كعمل محبة لا يمكن تفسيره بأنه إذلال للذات، بل طريقة فعالة لمواجهة الشرّ. والصعوبة تكمن بكيف سنسامح؟ تتم المسامحة عندما يستطيع الإنسان أن يخرج من هذا العالم الأرضي ليقول بأنه جزءاً من العالم السماوي، الذي يفكر كما يريده الله، وبالتالي سيجد نفسه يسامح بسهولة لأنه قَبلَ أن يكون ابن السماء لا ابن الأرض. يستخدم الإنسان وسائل مختلفة لمواجهة الكوارث الطبيعية، أما الكوارث الآتية من الإنسان القريب فيواجهها بوسائل أخرى مختلفة بالأسلوب لكن متشابها بالمبدأ، وكما أن مبدأ حماية الطبيعة هو الحب كذلك مبدأ حماية الأخر من الشر والشيطان هو المحبة والمسامحة. فلنستند على المحبة في حياتنا لأنها الداعم الأساسي لكي نغفر للآخر. أما الذي لا يستطيع أن يغفر فهذه إشارة بأن مقياس محبته مختلّ وناقص، وعليه التشبث بالبعد السماوي أكثر من الأرضي لكي يُكمل هذا النقص أو الخلل. أحبائي، الكلام في إنجيل اليوم عن محبة الآخر ومسامحته واضحاً فلنحاول أن نعيشه يومياً، و لننتبه أننا نصلي يومياً “واغفر لنا خطايانا كما نغفر نحن لمن لنا عليه” فإذا لا نطبق الكلام الذي نصليه فنحن نكذب والله يعرف ذلك وسيحاسبنا عليه. فلننتبه ولنحاول مجاهدين أن نسامح الذين أساءوا إلينا ولو بقليل. حتى يسامحنا الله على خطايانا الكثيرة. |
||||
27 - 04 - 2013, 08:04 PM | رقم المشاركة : ( 3087 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
أحد الدينونة
أحد مرفع اللحم متى 31:25-46 يميز السيد في إنجيل اليوم، إنجيل أحد الدينونة، بين حالتين متناقضتين ايجابية وأخرى سلبية، فمن جهة يقول “أطعمتموني” ومن جهة أخرى “لم تطعموني”، بحيث تشكّل المحبة الدافع الأكبر للقيام بالعمل الإيجابي الأول، بحيث يكون شكلها العملي العطاء، و حيث العطاء تكون المحبة، و حيث المحبة تكون رحمة الله، فلذلك مباركٌ من يحب وملعونٌ من لا يحب ومن لا يعطي ولا يعمل أعمال رحمة نحو الآخرين. ليس للعطاء، كأساس للمحبة، حدود أو نظام يقيده أو يحدد مقداره، أي لا يقاس فيما إذا كان كثيراً أو قليلاً، فالله لا يسأل عن الكمية بل عن النوعية، وهكذا الذي لديه الكثير يعطي الكثير والذي لديه القليل يعطي القليل، أما الذي يميز بين الكثير والقليل فهو الرغبة بعمل الخير و الإرادة الحرة و المحبة المجانية، لذلك مغبوطٌ العطاء الآتي من حاجة وتعب عن العطاء الآتي من الغنى وعدم الحاجة. فَرِحَ المسيح بعطاء الأرملة الفقيرة لأنها أعطت فلسها من عوز “هذه الأرملة الفقيرة قد ألقت أكثر من الجميع” (مر43:12)، وعطائها هذا، ولو كان فلساً، كان كبيراً بعين الرب، لأنه يقدّر ويهتم بنوعية العطاء وليس بمقداره، والنوعية هذه تحدد مقدار المحبة التي يقتنيها. قسّم المسيحُ بكلامه، “أطعمتموني” و “لم تطعموني”، البشر إلى مجموعتين، الأولى مجموعة الصالحين المعطاءين المحبين وأخرى سيئين غير معطاءين وغير محبين، وسمى الذين يطعمون الجياع ويسقون العطاش ويأوون الغرباء…الخ بـ”مباركي أبي” ووراثي ملكوت السموات، و قال بأنهم يخدمونه في عملهم هذا، “الحق أقول لكم بما أنكم فعلتموه بأحد إخوتي هؤلاء الاصاغر فبي فعلتم”، لأن الإنسان الرحيم يشعر بفرح إذا استطاع، رغم عوزه، مساعدة إخوته بالمسيح. أما الغير المعطاءين أو المحبين فسمعوا من الرب “لم تطعموني”، هم لم يعطوا لأنهم خافوا أن يخسروا أو أن تقل ممتلكاتهم، وأن لا يبقى شيء يستندوا عليه في حياتهم. هم اعتقدوا أن سندهم الضامن الوحيد في هذه الحياة هي المادة. الذين يعلّقون حياتهم بالمادة، كالممتلكات والبيوت الكبيرة الغالية الثمن بالسيارات الفخمة بالمنازل العالية، وبمجرد خسارتهم لها يفقدون معنى الحياة والوجود. حقيقة لأنه مأساة، فالإنسان الغني بممتلكات كثيرة، الذي لا يرى الحياة أبعد من المادة، الذي لا يساعد أخيه الإنسان المحتاج يخسر فرحاً كبيراً وسبباً للخلاص، عليه أن يشاركه ببعضاً مما يملك، لأنه إن فعل ذلك سيعرف الفرح الأبعد من سعادته بما يملك، فيراه على وجه الذين أعطاهم شيء مما يملك، ويكتشف أن المحبة الحقيقة هي في العطاء وليس في المشاركة فقط كما يظن البعض. إخوتي الأحباء، تستند المحبة على عطاء نقوم به. وهي تحررنا من كل قيد، لأننا نشعر أنه يوجد إخوة من حولنا، إخوة بالمسيح، الذين ينتظروننا أن نقدم لهم شيء، مما أعطانا إياه الله، فتملئ حياتهم وحياتنا بالسعادة الحقيقة. إذا كنا نؤمن، ويجب أن نؤمن، بأن الإنسان يجب أن يكون على صورة الله، فعندها يجب أن يكون لدينا المحبة، لأنه حيث لا يوجد إيمان لا يوجد محبة. لذلك للذين يؤمنون ويحبون لا مشكلة لديهم فهم بحاجة فقط إلى بركة ورحمة الله. الدينونة التي سندان بها هي دينونة المحبة أولاً فلنتعلّم أن نحب بالعطاء، عندها نسمع من الرب أنتم الذين أطعمتموني وآمنتم بي تعالوا لترثوا ملكوت السموات. |
||||
27 - 04 - 2013, 08:07 PM | رقم المشاركة : ( 3088 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الفريسي و العشّار
الأحد السادس عشر من لوقا لوقا 10:18-14 تكشف الصلاة حالة الإنسان الروحية الداخلية الحقيقية، واستخدمها السيد، في مثل اليوم، ليُظهر لنا بأن اختلاف أسلوب الصلاة بين كل من الفريسي و العشّار كشف التناقض بين حالتيهما الروحيتين المختلفتين. فبطريقة صلاة الفريسي أوضح لنا حالته الروحية الداخلية وكيف كان يعيش الإيمان ظاهرياً، وكيف أن هذه الطريقة في عيش الإيمان لم تودي به إلى الخلاص بل خسره “لأن كل من يرفع نفسه يتّضع ومن يضع نفسه يرتفع”، رغم أنه يبدو ظاهرياً أمام ذاته وأمام أعين الناس من أوائل المصلّين والمبررين إلا أنه لم يتبرر بعين الله. بينما العشّار بصلاته “اللهم ارحمني أنا الخاطئ” أوضح لنا حالته الروحية الداخلية الصحيحة فـ “نزل إلى بيته مبرراً”. بحالتي كل من الفريسي و العشّار يمكننا التمييز بين المتخشع المتواضع وبين المتخشّع المتظاهر ويمكن أن نرى: 1- المتخشع المتواضع أمثال العشّار يفحص ذاته ويكشف كل خطاياه وأخطائه، وذلك لأنه يرى خطاياه ويعرفها. بينما الفريسي المتخشع المتظاهر يفحص ذاته كي يكشف فضائلها ويتحدّث عنها متفاخراً أمام أعين الناس والله. 2- المتخشع المتواضع يسأل رحمة الله دائماً لأنه يعرف أنه لا يستطيع بمقدرته أن يخلص إنما برحمة الله. أما المتخشع المتظاهر فهو على العكس يطلب من الله التبرير مستنداً على أعماله التي أنجزها. فهو يعتبر ذاته أنه مستحق الدخول إلى ملكوت السموات لأنه يعتقد أن أعماله ستخلّصه. 3- المتخشع المتواضع يعتبر فضائله أو حسناته ثمرة من ثمار العيش مع الله أي بالنتيجة ثمرة من ثمار الروح القدس لذلك فهو لا يتفاخر بها. على عكس المتخشّع المتظاهر فهو يفتخر بحسناته ولا يعتبرها ثمرة من ثمار العيش مع المسيح بل هي نتاج أعماله كانسان. بالتالي بالنسبة للمتخشع المتواضع فإن فضائله هي نتاج العملي الإلهي الإنساني أما المتخشع المتظاهر فهي نتاج للعمل الإنساني فقط. 4- المتخشع المتواضع يهتم ويلاحظ ذاته فقط معتبراً أن الآخرين هم أفضل منه. على عكس المتخشع المتظاهر فهو يعتبر ذاته أفضل الناس، أما الآخرين فيعتبرهم كمادة تصلح للقمامة وسيذهبون للجحيم إذ قال الفريسي “أللهم أنا أشكرك أني لست مثل باقي الناس الخاطفين الظالمين الزناة”. إخوتي وبنظرة نقدية للذات هل نلاحظها أنها تشبه الفريسي المتخشع المتظاهر (الفريسي) أم لا؟ وإذا كان الجواب نعم فلنتعلم من إنجيل اليوم أن نتمثّل في الصلاة والتواضع بالعشّار المتخشّع المتواضع ونتبع طريقته في الصلاة المتواضعة لأنه بذلك سننال رحمة الله، وهذه هي روحانية كنيستنا الأرثوذكسية التي يجب أن نرتكز عليها لننال الخلاص “نزل إلى بيته مبرراً”. |
||||
27 - 04 - 2013, 08:08 PM | رقم المشاركة : ( 3089 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
المرأة الكنعانية
الأحد السابع عشر من متى متى 21:15-28 تريد الكنيسة بإنجيل المرأة الكنعانية أن تعلمنا أهمية الإيمان بيسوع المسيح في حياتنا، هذا الإيمان المطلوب تملكه المرأة الكنعانية، والكنيسة تعلّمنا الطريق الذي يجب أن نسلكه لكي نقتني هكذا إيمان. موضوع المرض أو الموت لأشخاص هم أقارب أو معارف لنا أو حتى لأشخاص أبرياء، يؤثر على الإيمان الضعيف ويخلق تساؤلات موجّه نحو الله، ومن جهة أخرى يشكّل كشفاً حقيقياً لقوة الإيمان عند الإنسان. إيمان المرأة الكنعانية كان قوياً فلم ينطفئ أو يخمد أمام تجارب الشيطان و العالم بل صمد، إذ مرضت ابنتها، إنما بالمقابل أعطاها الصبر والقوة والإصرار لتتوجّه نحو الذي سيحقق طلبها، نحو نبع الحياة والخلاص أي المسيح. المسيح جرّب إيمانها، ليس ليعذّبها أو ليعاقبها بل ليكشف لنا كبرى إيمانها، هذا الإيمان التي به استطاعت أن تتحمل هذه التجربة بعزم ثابت، فإيمان كهذا يعادل إيمان إزاحة الجبال، أمّا لو كان إيمانها ضعيف ينحل بأقل التجارب والصعوبات فلن تستطيع وضع رجائها بالمسيح أنه سيشفي ابنتها وسيسمع منها هي الغريبة الكنعانية. المرأة الكنعانية توجهت نحو المسيح مدفوعة من إيمانها الكبير، لم تشك أن المسيح هو الوحيد القادر على شفاء العالم بل تركت كل فكر عالمي وألحّت بتضرّعها للمسيح، رغم محاولته لتجربة إيمانها، أمام هذه الحقيقة لم تنزاح عن عزمها وإيمانها بل طلبت ونالت، وكلّه لأنها تؤمن برحمة الله. المسيح يعبّر عن إعجابه بإيمانها “عظيمٌ إيمانك” فهو يفرح بتوبة وتقدم البشر وزوال الألم من حياتهم، هو لا يبحث عن التحسن الصحي أو التقدم العلمي بل عن تصحيح الإيمان من اعوجاجه بالتالي الخلاص. يحدد الإيمان قيمة ومستوى الإنسان الروحي والأخلاقي، هو الذي يميز البشر عن بعضهم، هو الذي يجعل الإنسان حرّ لا يسيطر عليه شيء، هو الشيء الأساسي الذي يحدد نوعية علاقة الإنسان بالله، فبإيمان قوي يستطيع الإنسان أن يصلي لله ويقيم معه حواراً صحيحاً. “يا امرأة عظيمٌ إيمانك ليكن لكِ كما تريدين” بهذا الجواب يؤكد المسيح خروج الكنعانية منتصرة من التجربة، هي انتصرت لأنها عرفت أن تصبر، وصبرت لأن لديها رجاء، ورجائها مستند على إيمانها بمحبة المسيح للعالم. لا يشد انتباه المسيح الإيمان الضعيف الهزيل الذي ينحل من أصغر تجربة ومنحة ولا يعطيه أهمية ولا يعتبره رصيداً ذو قيمة للإنسان، إنما بالمقابل يشدّه ذلك الإيمان الذي يثبت ولا يتزعزع في الطرقات الصعبة المليئة بالتجارب والمصاعب، ويشدّه ذاك المؤمن الذي يترجى بمحبة الله و يصبر متشبّثاً بإيمانه حتى يصل إلى النصر. في جهادنا الروحي لا يمكننا العيش والمتابعة والتقدم بدون إيمان الكنعانية، فنحن سنتعرض دوماً لمعوقات من الشيطان كي لا نعرف أن نصلي أو نطلب أو نخاطب الله ولكننا نستطيع مواجهته بسهولة بالتعلّم من إلحاح الكنعانية، الذي كان وسيلة لشدّ انتباه المسيح والتغلب على تجارب الشيطان، وأن نعيش هكذا إيمان. نحتاج لإيمان ننتصر به على التجارب ونتجاوز معوقات الشيطان الكثيرة، إيمان مثل إيمان إبراهيم الذي آمن ووضع حياته والذين معه بين يدي الله، إيمان أيوب الذي أصيب بويلات كثيرة ولم يحنث بالله، إيمان موسى الذي رغم ضياعه أربعين سنة في البرية لم يفقد رجائه بالله، إيمان الشهداء والقديسين وأبرار الكنيسة الذين بجهادهم وشهادتهم وتضحياتهم اليومية وموتهم أكدوا رجائهم وفرحهم بالرب. بالنهاية لا يوجد جدول بأسماء لأناس كثر تعرض إيمانهم لتجربة أو صعوبة أو معوقة واستطاعوا الصمود والانتصار، كما حدث للمرأة الكنعانية في إنجيل اليوم، فإيمانها تعرّض لتجربة كبيرة إذ مرضت ابنتها لكنها تحمّلت لأنها عرفت إلى من تتوجه في حديثها وطلبها نحو المخلص، الوحيد الذي سيسمعها ويستجيب لطلبها في شفاء ابنتها. آمنت وصدّقت كلامه: “ومن ساعتها شفيت ابنتها”. إذا أتى المسيح في أيامنا هذه على الأرض هل سيجد إيمان مثل إيمان المرأة الكنعانية؟ نخاف أن إنسان اليوم هو بحيرة أيؤمن أم لا؟ يبقى في الوسط وجاهز ليغير الاتجاه الذي يوافق مصالحه، هو يؤمن في لحظات الخطر والشدة والحاجة والمرض، وبالمقابل يستطيع بسهولة أن يتخلى عن إيمانه عندما يكون هناك حاجة لكي يجاهد أو يصبر بحجة أنه صعب ولا يمكن عيشه، توصف كنيستنا بـ”كنيسة المجاهدين” والذي لا يجاهد فهو خارج الكنيسة و سيخصر فرصة لنيل الخلاص. |
||||
27 - 04 - 2013, 08:13 PM | رقم المشاركة : ( 3090 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
البرص العشرة
الأحد الثاني عشر من لوقا (لو 12:17-19) نكران الجميل أمرٌ سيء جداً، فعندما يأخذ الإنسان ما يريد ويدير ظهره دون كلمة شكرٍ فإنما يدل على عدم اهتمامه لشيء أبعد من أن يأخذ دون أن يعطي، كأن يحصل على هدية دون أن يهتم بصاحب الهدية، وهذه دلالة على فقدان الحس بأهمية وجود الطرف الآخر والارتكاز على الأنا. شكران الله: البرص التسعة من العشرة الذين شفاهم السيد لم يعبّروا عن العرفان والشكر له لأنه شفاهم، كما يوضح إنجيل اليوم. العشرة قبلوا هدية الشفاء المجانية ولكن واحداً منهم شعر بالحاجة لشكر السيد وكان سامرياً “وخرّ على رجليه شاكراً له” عندما رأى السيد ما حدث شعر بالألم، ليس لأنه كان يطلب أن يسجدا العشرة ويشكروه، فهو ليس بحاجة لهذا، بل لأن الذين شفوا من برصهم لم يشعروا بالحاجة لأن يعودوا ويشكروا شافيهم أي الله. هؤلاء البرص التسعة، وبعد شفائهم، نسو حالتهم السابقة حالة الألم والصراخ “يا يسوع يا معلم ارحمنا” نسو أن المسيح فقط كان رجائهم، نسوها كلُّها، وعندما شفوا توقفوا عن الصراخ وحتى ليقولوا كلمة شكر، ناسين أن نبع الحياة هو المسيح. نلاحظ أن السامري، الأجنبي بالنسبة لليهود، يعود وحده ويشكر المسيح. أما اليهود التسعة فيظهرون قلة العرفان بالجميل ويديرون ظهورهم، هؤلاء الذين كانوا مستنيرين بواسطة معلّمين كُثر ولديهم الناموس المكتوب، الذي من خلاله يستطيعون معرفة طريقة لشكر الله على أي شيء يقدّمه لهم، لم يفعلو، عليهم أن يخجلوا من هذا الأجنبي الذي قاده ناموس الطبيعة البشرية غير المكتوب لشكر الله. المسيح لكثرة محبته ورحمته قدّم العطية والشفاء للجميع دون استثناء، للذين شكروه وكانوا قلة، والذين لم يشكروه و كانوا كثر. نحن متى شكرنا الله على أي نجاح نحققه في حياتنا؟. مشيئة الله ومشيئتنا: المسيح يريد الجميع أن يخلصوا “ليخلص به العالم” (يو17:3)، أن يصبحوا أولاداً لله “لننال التبني” (غلا5:4). ويفعل ذلك دون تمييز أو تفريق “جال يصنع خيراً ويشفي جميع المتسلط عليهم إبليس” (أع 38:10). لله مشيئة واحدة للإنسان وهي “الخلاص”، نحن البشر نعيش تحت هذه المشيئة “كونوا قديسين” (1بط 16:1)، وكل وجودنا مرتبط بها، وبالمقابل يجب أن تكون مشيئة الإنسان على الأرض واحدة وهي تحقيقها، وما يوحد هاتين المشيئتين هو ما نردده في صلاتنا “لتكن مشيئتك كما في السماء كذلك على الأرض”. يهتم الله لأمر الإنسان ويقدم له المساعدة يومياً ليحقق خلاصه، وأمام هذه المحبة والرأفة والرغبة، يقف الإنسان صارخاً “رحمتك يا رب تدركني جميع أيام حياتي” (مز6:22)، وهكذا تتولد مشاعر الشكر لله وتتحرك داخل الإنسان عندما يدرك هذه المحبة ويفهمها، فهو كأب غني الرحمة والرأفة يغدق عليه خيراته مجّاناً. أحبائي، يقترب المسيح إلينا يومياً، يمر بقربنا هل يسمعُ أحدً منّا يناديه؟ ما يريحه هو أن يأخذ أعبائنا ويحملها، وما يفرحه أن يهبنا الفرح بالمقابل، والشيء الذي ينتظره هو أن يرى الإنسان مهتماً يسأل عن خلاصه وعن الله. هو يريد خلاص الإنسان، ولكن هل تهتم البشرية لخلاصها؟ هذا ما يؤلم الله أكثر. كأبناء لله أحرار نضع أنفسنا تحت إرادة الآب السماوي الجزيل الرأفة وفي كل الحالات، أي عندما يعمل لنا الخير، أو عندما يسمح بحدوث الشر، هو يسرع إلينا عندما يسمعنا نصرخ طالبين “أفلا ينصف الله مختاريه الصارخين إليه نهاراً وليلاً” (لو 7:18) فلنصرخ إليه ليس في وقت الحاجة فقط، بل وفي ساعات الخير والسعادة والراحة. وعلى الأقل فلنشكره لأننا في فكره دائماً. |
||||