09 - 12 - 2020, 04:27 PM | رقم المشاركة : ( 30781 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
سلم ربنا مشكلتك يحلها |
||||
09 - 12 - 2020, 04:28 PM | رقم المشاركة : ( 30782 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
مناجاه بين الأب و الأبن |
||||
09 - 12 - 2020, 04:29 PM | رقم المشاركة : ( 30783 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
احبك يارب في خلوتي تناجي فؤادي بعمق الكلم احبك يا رب في توبتي ووقت البكاء ووقت الندم احبك يارب وقت الرخاء احبك يا رب وقت العدم احبك والقصر يُبني لأجلي وأيضًا إذا ما هوى وانهدم أحبك قلبًا يُضمِّد جُرحي و أفرح بالجرحِ حين التأم أُحبك روحًا يرفرف حولي يفيض عليَّ بأسمى النِّعَم |
||||
09 - 12 - 2020, 04:35 PM | رقم المشاركة : ( 30784 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
"ستقف أمام اللـه وتُحاسب" كان رجل ثري يزور معرضاً للرسم فرأى لوحة جذبت انتباهه كما جذبت أنظار الآخرين. كانت اللوحة لأرملة فقيرة يحيط بها أطفالها وقد طردت من مسكنها و هي تقف تتذلل لرجل هو صاحب البيت وتتوسل إليه بدموع ألا يطردها ، و الرجل القاسي يظهر في اللوحة وهو يطردها مع الأطفال بكل قسوة و عيون الأطفال تنظر لهذا القاسي بنظرات الخوف والرعب ولكن واحداً منهم كان ينظر إليه بنظرة التحدي. و الغريب أن هذا الثري تسمرت قدماه وهو ينظر إلى تلك اللوحة لأنه قد تذكر هذا الموقف أنه هو ذاك الرجل القاسي وأخذ قلبه ينبض و العرق يتساقط من جبينه إذ رأى عمله أمامه و أراد أن يشتري تلك اللوحة وذهب إلى الرسام الذي رسمها وقال له : "أريد أن أشتري هذه اللوحة". و وقف الفنان و هو ينظر إليه بتحدي و قال : "لن أبيع تلك اللوحة أبداً وستظل هنا ليراها العالم كله"، فبادره الثري و قال له : "و لماذا .. ؟"، فقال له : "لأن هذه الأم هي أمي وأنا أحد هؤلاء الأطفال". و إستدار الثري ليهرب من أمامه ، فقال له الفنان : "و أنت هذا القاسي الذي لم يرحمنا" فتسمرت قدمي الثري وهو يحاول أن يلملم أشلاء نفسه و لكن الفنان استمر في حديثه بصوت عالي وقال : "هل تضايقت لأنني وضعت أمامك أحد أعمالك القاسية و لكني أقول لك هنالك أمام اللـه سترى كل أعمالك قائمة لتحاسب عليها". العبرة لنا جميعاً : تصور لو أنك زرت معرضاً للصور فوجدت حياتك في هذه الصور، و جدت ما فعلت قائماً أمام عينيك فما هو شعورك .. ؟ و لكنني أقول لك أننا جميعاً سنقف أمام اللـه لنحاسب على حياتنا سنرى ما فعلناه ولكننا سنكون في زمن العدل ، في زمن الحساب ، أننا الآن نحيا زمن الرحمة ، زمن يمكننا فيه أن نصنع صوراً أخرى لحياتنا غير تلك الصور التي قد نخزى منها ، ولكن أن عبرت بنا الأيام والسنون و إنتهت هذه الفرصة سنقف أمام اللـه لنحاسب بعدل . |
||||
09 - 12 - 2020, 06:25 PM | رقم المشاركة : ( 30785 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
*يفتاح الجلعادى* *إنه رجل قوى حقا كما قرأنا عنه الكتاب المقدس... ها هو قادم فلنستعد لإستقباله هيا... *سلام يا أبانا نحن نريد أن نسألك بعضا من الأسئلة هل تسمح لنا؟؟؟ *مرحبا بكم يا أولادى تفضلوا... *ما معنى إسمك يا أبانا؟؟؟ *معنى إسمى ( هو إسم عبرى بمعنى يفتح). {وكنت جبار بأس وذكر عنى أننى إبن امرأة زانية }... *{ثم ولدت إمرأة جلعاد له بنين فلما كبر بنو المرأة طردوا يفتاح وقالوا له لا ترث فى بيت أبينا لأنك أنت إبن امرأة أخرى}* *فهربت من وجه إخوتى وأقمت فى أرض طوب فإجتمع إلى رجال بطالون وكانوا يخرجون معى.... *ونتيجة معاملة المجتمع السيئة لى إلتصقت بالأشرار وصرت زعيمأً لهم وربما فى السلب والنهب.. *وكنت جبار بأس.. ولتلاحظوا يا أولادى الأحباء أن الله لهُ طرق متعددة فى دعوة رجاله وإعدادهم.... * فهنا لم يظهر ملاك لى كما ظهر لجدعون ولوالدى شمشون..... *ولكن الله إستعمل الطريق الطبيعى فالشعب جلس يفكر فى قائد والله أرشده ليفتاح {لى}كقائد مناسب. *وكان الله قد سمح بكل هذه الظروف التى أحاطت بحياتى كإعداد لى... *فالله إستفاد من كونى جبار بأس طريد عنيف لأقود الجيش الخائر فأحسن قيادته. *وكان بعد أيام أن بنى عمون حاربوا إسرائيل.... ولما حارب بنو عمون إسرائيل جاء إلى شيوخ جلعاد ليحضرونى من أرض طوب... *وقالوا لى تعال وكن لنا قائدا فنحارب بنى عمون. فقلت لشيوخ جلعاد أما أبغضتمونى أنتم وطردتمونى من بيت أبى فلماذا أتيتم إلى الآن إذ تضايقتم.؟؟ *فقال شيوخ جلعاد لى لذلك قد رجعنا الآن إليك لتذهب معنا وتحارب بنى عمون وتكون لنا رأسا لكل سكان جلعاد.. *فقلت لشيوخ جلعاد إذا أرجعتمونى لمحاربة بنى عمون ودفعهم الرب أمامى فأنا أكون لكم رأسا.... *فقال شيوخ جلعاد لى الرب يكون سامعاً بيننا أن كنا لا نفعل هكذا حسب كلامك.... *لذا ذهبت مع شيوخ جلعاد وجعلنى الشعب عليهم رأسا وقائدا فتكلمت بجميع كلامه أمام الرب فى المصفاة.... *ونذرت نذرا للرب قائلًا إن دفعت بنى عمون ليدى فالخارج الذى يخرج من أبواب بيتى للقائى عند رجوعى بالسلامة من عند بنى عمون يكون للرب وأصعده محرقة.... *بتأثير الجو الكنعانى الوثنى والأم الكنعانية إعتقدت بأننى هكذا أرضى الله ... وهو نذر ليس فيه شىء من الحكمة والله لا يوافق عليه ولكن الله صمت ولم يمنع تقديم إبنتى كنذر... âک†ليلقن كل المؤمنين درساً قاسياً أن هذا النذر بهذا الأسلوب، أى تقديم نفوس بشرية كذبائح هو شىء مرفوض.. âک†حتى أتعلم الدرس بصفة شخصية سمح الله لإبنتى العذراء أن تخرج هى للقائى فصارت القصة مريرة ... *عجبا يا أبانا...ولكن هل لو قابلتك أى عذراء أخرى كنت ستشعر بنفس المرارة؟ *قد لا أشعر ،لكن أهلها سيشعرون ،إذن حقا درس لى... *عموماً فالنذر ليس ثمناً فالله يعطيه من محبته مجانًا بدون ثمن ويعطى بسخاء ولا يُعيِّر ولكن النذر هو تعبير عن شكر.... *ولكن يا أصدقاء هذا النذر غير المقبول كان نذراً قاسياً وكان تحقيقه أكثر مرارة. ولا توجد مقارنة بين هذه القصة وتقديم إسحق محرقة.... *فالله الذى طلبه ليشرح قصة فداء المسيح لذلك لم يترك إبراهيم يذبحه، ولكن يُحسب ليفتاح ولإبنته أنهما قَبِلَا تنفيذ النذر ولم يتراجعا.... *فهما بجهل من كليهما إشتاقا أن يقدما أغلى ما عندهما لله فقدما شىء لا يوافق الله عليه لكن ما فعلاه كان يعبر عن حب شديد وإخلاص شديد لله.... *ولنا تأمل معا يا أصدقاء فى شخصية إبنته المضحية بنفسها تنفيذاً لنذر والدها.... *إبنه يفتاح الجلعادى {الفتاة التى تم التضحية بها من أجل قسم} ذكرت فى/قض(30:11-39). *بعد طرد يفتاح من بيت جلعاد أبيه فإنه عمل صِيتاً لنفسه ،كرئيس عصابه من اللصوص ناجح ولا يخشى أحد،وكشخص شجاع فقد إستُدعي من قِبل شيوخ جلعاد ليقودهم فى الحرب ضد بنى عمون،الذين حاربوا إسرائيل.... *وعرض يفتاح أن يحارب على شرط أنه لو إنتصر على بنى عمون يكون رئيساً لهم.... *وعلى الرغم من أصله شبه الوثنى إلا أنه كان ينحاز إلى جانب الله،لأننا نقرأ.... {أنه كان يتكلم بجميع كلامه أمام الرب}.... و{كان روح الرب على يفتاح}،و{أنه نذر نذراً للرب }.... وقد أدرج إسمه بين أولئك الذين تميزوا بإيمانهم.... {أبطال الإيمان}{عب32:11}.... *الذى ظهر فى الأزمات الطاحنة فى تاريخ إسرائيل.... *ونحن لا نجد ذكراً لزوجته ،ربما تكون ماتت ؟ إلا أن ذكرى يفتاح لا تنسى بسبب حُبه الشديد لإبنته،والنذر الذى نذره بشأنها.... *والعنصر المثير للشفقة يتمثل فى اللغة الرقيقة التى صيغت بها القصة... *إن الفتاة المجهولة الإسم هى إبنته الوحيدة و{لم يكن عنده ولد أو بنت سواها}.... *لقد نذر نذراً متسرعاً بأنه لو دفع الله بيده بنى عمون وإنتصر عليهم ،لأصعد كل من من يخرج من بيته للقائه عند عودته ليكون محرقه للرب.... *وإذ ظن يفتاح إن واحداً من العبيد قد يخرج للقائه فيقدمه محرقه..... *وقبل الله كلام يفتاح ،ولكن يفتاح ذهل عندما وجد إبنته الوحيدة محبوبته خارجة عند عتبة البيت لتحييه ،فإستجاب الله لصلاته وعاقبه عن طريق إستجابة طلبه..... *ولكن عندما شعر يفتاح بالأذرع المحبة لإبنته تضمه فى شوق صرخ قائلاً {آه يا إبنتى ،قد أحزنتنى حزناً وصِرتِ بين مكدرىِ لأنى قد فتحت فمى إلى الرب ولا يمكننى الرجوع }.... *ترى ماذا كان رد فعل تلك الفتاة البريئة عندما رأت نظرة اللوعة فى عينى أبيها؟؟؟ *ترى ما الذى كانت تفكر فيه إزاء حزن والدها والإدراك المفاجئ لمصيرها؟؟؟. *أرى أن رد فعلها ينطوى على بطولة نادرة لم يكن ينطوى صوتها على نغمات غاضبة أو متمردة ،لم تذرف الدموع ولم ترتعب يأساً بعد تحدث والدها عن نذره الذى نذر.... *بل كان هناك القبول الهادئ الحقيقة المأساوية بأنها سوف تصبح المحرقه التى نذرها أبوها.... *وعلى الرغم من أن هذه العذراء التى تستحق كل المدح ،لا يذكرها الكتاب سوى أنها إبنه يفتاح.. *ولكنها ستظل دوماً تجسيداً حياً على أنها الذبيحة المقدمة طوعاً{يا أبى هل فتحت فاك إلى الرب فإفعل بى كما خرج من فمك}... *لو كانت هناك صفة نصفها بها لا نجد أسمى من كلمة {مُضحية}... *لقد قبلت إرادته بتكريس حقيقى وخضعت لأمره ،لقد شعرت أن دمها سوف يكون ثمناً معقولاً للإنتقام الإلهى من أعداء إسرائيل ،لقد أظهرت أنها ذات شخصية نبيلة تلهب خيالنا وتحرك مشاعرنا.... *طِلبتها* بالنسبه للفتاه العبرانية فإن أقسى ألم تتعرض له أن تموت بلا زوج أو طفل.... *وهكذا فإن إبنه يفتاح طلبت مهلة من أبيها لمدة شهرين لتبكى عذراويتها ،لقد ذهبت إلى الجبال الموحشة لتندب ضياع آمالها كفتاة عبرانية فى تحقيق حلم أمومتها.... *وقد إستجاب الأب المكلوم طواعية لطلب إبنته النبيلة على أمل أنها قد لا ترجع إليه فيوفر على نفسه مشقه وعذاب رؤيه إبنته الوحيده فوق المذبح.... *التضحيه بها* إذ كانت وفية لوعدها ،عادت الفتاة الحزينة من مبكاها على الجبال كانت عند كلمتها ورجعت لتنفيذ نذر أبيها {ففعل بها نذره الذى نذر}.... *لاشك أنها فوق الجبال كان قلبها يستجمع قوة وشجاعه لتحمل التضحية بها فى الوديان {كل إلهام عظيم يأتى من الجبال {مز 1:121-2}.... *لقد حفظت تلك الفتاة الرائعة بتوليتها إذ لم تعرف رجلاً لقد ذهبت مع صاحباتها لتبكى عذريتها.... *لقد عزلت نفسها فى عفه وطهارة كالراهبات وقدمت نفسها عذراء بتول لملك الملوك حتى وإن كان أبيها سبب ذلك بقسمه المتهور.... ولكن طاعتها تشبه طاعه إسحق إبن الموعد. *ذكراها* هل هناك عجب حينما نعلم أنه من التقاليد المحلى حتى الآن فى إسرائيل أن البنات يتذكرن ويكرمن إبنه يفتاح بإحتفال يدوم 4أيام كل سنه ؟؟؟... *يا لها من لفتة رائعة لتلك الفتاة المضحية التى لم تجعل والدها يحنث بعهده حتى لو كان نذراً خاطئاً.... *إن مشاعر هؤلاء الفتيات اللاتى ذهبت معها للجبال للبكاء يجعلنى أتأثر هل هناك محبة هكذا،ووفاء هكذا فى ذلك الزمان؟؟؟؟؟. هذه هى قصة يفتاح الجلعادى وإبنته. |
||||
09 - 12 - 2020, 06:26 PM | رقم المشاركة : ( 30786 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
إبنه يفتاح الجلعادى {الفتاة التى تم التضحية بها من أجل قسم} ذكرت فى/قض(30:11-39). *بعد طرد يفتاح من بيت جلعاد أبيه فإنه عمل صِيتاً لنفسه ،كرئيس عصابه من اللصوص ناجح ولا يخشى أحد،وكشخص شجاع فقد إستُدعي من قِبل شيوخ جلعاد ليقودهم فى الحرب ضد بنى عمون،الذين حاربوا إسرائيل.... *وعرض يفتاح أن يحارب على شرط أنه لو إنتصر على بنى عمون يكون رئيساً لهم.... *وعلى الرغم من أصله شبه الوثنى إلا أنه كان ينحاز إلى جانب الله،لأننا نقرأ.... {أنه كان يتكلم بجميع كلامه أمام الرب}.... و{كان روح الرب على يفتاح}،و{أنه نذر نذراً للرب }.... وقد أدرج إسمه بين أولئك الذين تميزوا بإيمانهم.... {أبطال الإيمان}{عب32:11}.... *الذى ظهر فى الأزمات الطاحنة فى تاريخ إسرائيل.... *ونحن لا نجد ذكراً لزوجته ،ربما تكون ماتت ؟ إلا أن ذكرى يفتاح لا تنسى بسبب حُبه الشديد لإبنته،والنذر الذى نذره بشأنها.... *والعنصر المثير للشفقة يتمثل فى اللغة الرقيقة التى صيغت بها القصة... *إن الفتاة المجهولة الإسم هى إبنته الوحيدة و{لم يكن عنده ولد أو بنت سواها}.... *لقد نذر نذراً متسرعاً بأنه لو دفع الله بيده بنى عمون وإنتصر عليهم ،لأصعد كل من من يخرج من بيته للقائه عند عودته ليكون محرقه للرب.... *وإذ ظن يفتاح إن واحداً من العبيد قد يخرج للقائه فيقدمه محرقه..... *وقبل الله كلام يفتاح ،ولكن يفتاح ذهل عندما وجد إبنته الوحيدة محبوبته خارجة عند عتبة البيت لتحييه ،فإستجاب الله لصلاته وعاقبه عن طريق إستجابة طلبه..... *ولكن عندما شعر يفتاح بالأذرع المحبة لإبنته تضمه فى شوق صرخ قائلاً {آه يا إبنتى ،قد أحزنتنى حزناً وصِرتِ بين مكدرىِ لأنى قد فتحت فمى إلى الرب ولا يمكننى الرجوع }.... *ترى ماذا كان رد فعل تلك الفتاة البريئة عندما رأت نظرة اللوعة فى عينى أبيها؟؟؟ *ترى ما الذى كانت تفكر فيه إزاء حزن والدها والإدراك المفاجئ لمصيرها؟؟؟. *أرى أن رد فعلها ينطوى على بطولة نادرة لم يكن ينطوى صوتها على نغمات غاضبة أو متمردة ،لم تذرف الدموع ولم ترتعب يأساً بعد تحدث والدها عن نذره الذى نذر.... *بل كان هناك القبول الهادئ الحقيقة المأساوية بأنها سوف تصبح المحرقه التى نذرها أبوها.... *وعلى الرغم من أن هذه العذراء التى تستحق كل المدح ،لا يذكرها الكتاب سوى أنها إبنه يفتاح.. *ولكنها ستظل دوماً تجسيداً حياً على أنها الذبيحة المقدمة طوعاً{يا أبى هل فتحت فاك إلى الرب فإفعل بى كما خرج من فمك}... *لو كانت هناك صفة نصفها بها لا نجد أسمى من كلمة {مُضحية}... *لقد قبلت إرادته بتكريس حقيقى وخضعت لأمره ،لقد شعرت أن دمها سوف يكون ثمناً معقولاً للإنتقام الإلهى من أعداء إسرائيل ،لقد أظهرت أنها ذات شخصية نبيلة تلهب خيالنا وتحرك مشاعرنا.... *طِلبتها* بالنسبه للفتاه العبرانية فإن أقسى ألم تتعرض له أن تموت بلا زوج أو طفل.... *وهكذا فإن إبنه يفتاح طلبت مهلة من أبيها لمدة شهرين لتبكى عذراويتها ،لقد ذهبت إلى الجبال الموحشة لتندب ضياع آمالها كفتاة عبرانية فى تحقيق حلم أمومتها.... *وقد إستجاب الأب المكلوم طواعية لطلب إبنته النبيلة على أمل أنها قد لا ترجع إليه فيوفر على نفسه مشقه وعذاب رؤيه إبنته الوحيده فوق المذبح.... *التضحيه بها* إذ كانت وفية لوعدها ،عادت الفتاة الحزينة من مبكاها على الجبال كانت عند كلمتها ورجعت لتنفيذ نذر أبيها {ففعل بها نذره الذى نذر}.... *لاشك أنها فوق الجبال كان قلبها يستجمع قوة وشجاعه لتحمل التضحية بها فى الوديان {كل إلهام عظيم يأتى من الجبال {مز 1:121-2}.... *لقد حفظت تلك الفتاة الرائعة بتوليتها إذ لم تعرف رجلاً لقد ذهبت مع صاحباتها لتبكى عذريتها.... *لقد عزلت نفسها فى عفه وطهارة كالراهبات وقدمت نفسها عذراء بتول لملك الملوك حتى وإن كان أبيها سبب ذلك بقسمه المتهور.... ولكن طاعتها تشبه طاعه إسحق إبن الموعد. *ذكراها* هل هناك عجب حينما نعلم أنه من التقاليد المحلى حتى الآن فى إسرائيل أن البنات يتذكرن ويكرمن إبنه يفتاح بإحتفال يدوم 4أيام كل سنه ؟؟؟... *يا لها من لفتة رائعة لتلك الفتاة المضحية التى لم تجعل والدها يحنث بعهده حتى لو كان نذراً خاطئاً.... *إن مشاعر هؤلاء الفتيات اللاتى ذهبت معها للجبال للبكاء يجعلنى أتأثر هل هناك محبة هكذا،ووفاء هكذا فى ذلك الزمان؟؟؟؟؟. هذه هى قصة يفتاح الجلعادى وإبنته. |
||||
09 - 12 - 2020, 06:27 PM | رقم المشاركة : ( 30787 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
من هو يفتاح الجلعادي؟
اسم عبري معناه “يفتح” وهو ابن جلعاد، أحد قضاة إسرائيل. أبغضه أخوته الشرعيون لأنه لم يكن أخًا شرعيًا (ابن امرأة زانية اتخذها أبيهم جلعاد) وطردوه من بيت أبيه فأقام في أرض طوب، لربما كان حوران (قض 11: 3). وهناك جمع حوله أتباع أقوياء مفتولي العضلات. وعندما نشبت حرب بين بني إسرائيل وعمون رغب شيوخ جلعاد أن يقيموا قائدًا عليهم، فأبى في بادئ الأمر لسوء معاملتهم إياه سابقًا، ولكنه أذعن أخيرًا لطلبهم فصار زعيمهم (قض 11: 4- 11) وحاول أولًا تسوية النزاع بالطرق السلميَّة دون اللجوء إلى الحرب وعندما اتضح له عدم نجاح هذه الطريقة شن الحرب على العمونيين. وقبل الشروع في القتال نذر انه إذا انتصر قدم من يلاقيه أولًا عند رجوعه محرقة للرب. وانتهت الحركة بظفره وهزيمة عمون. وكان أول من لقيه ابنته الوحيدة ومعها صويحباتها يضربن الدفوف ويرقصن ابتهاجًا بنصره. وهذه كانت العادة للقاء المنتصر. وعندما أخبر يفتاح ابنته بنذره قبلت نصيبها بخضوع، وبعد شهرين صرفتهما في الجبل تبكي عذراويتها عادة إليه فوفى نذره فيها (قض 11: 34-39). وأصعدها محرقة للرب. إن الذبائح البشرية كانت مألوفة وقتئذ. ولكنها كانت مُغايرة للشريعة الموسوية. وبعد هذه الحادثة خاصم الافرايميون يفتاح لأنه لم يأخذ رأيهم في الحرب ضد عمون. والواقع أنهم رفضوا مساعدتهم ضد أخوتهم بسبب كبريائهم وقد حثهم يفتاح على ذلك ولما لم يفز منهم بطائل أشهر عليهم حربًا عوانًا وكسرهم شر كسرة. وقضى على جلعاد 6 سنين (قض 10: 6- 12: 7). وعلى الرغم من أن حياته لم تخل من الشوائب، فقد رأى فيه صموئيل دليلًا على أمانة يهوه في إتمام وعده بإقامة منقذ لبني إسرائيل (1 صم 12: 11). ورأى فيه كاتب الرسالة إلى العبرانيين رجلًا من رجال الإيمان .و ماذا اقول ايضا لانه يعوزني الوقت ان اخبرت عن جدعون و باراق و شمشون و يفتاح و داود و صموئيل و الانبياء (عب 11: 32 ) |
||||
09 - 12 - 2020, 06:30 PM | رقم المشاركة : ( 30788 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
يَفتاح الجلعادي Jephthah
اسم عبري معناه "يفتح" وهو: ابن جلعاد، أحد قضاة إسرائيل. أبغضه أخوته الشرعيون لأنه لم يكن أخًا شرعيًا (ابن امرأة زانية اتخذها أبيهم جلعاد) وطردوه من بيت أبيه فأقام في أرض طوب، لربما كان حوران (قض 11: 3). وهناك جمع حوله أتباع أقوياء مفتولي العضلات. وعندما نشبت حرب بين بني إسرائيل وعمون رغب شيوخ جلعاد أن يقيموا قائدًا عليهم، فأبى في بادئ الأمر لسوء معاملتهم إياه سابقًا، ولكنه أذعن أخيرًا لطلبهم فصار زعيمهم (قض 11: 4- 11). وحاول أولًا تسوية النزاع بالطرق السلميَّة دون اللجوء إلى الحرب وعندما اتضح له عدم نجاح هذه الطريقة شن الحرب على العمونيين. وقبل الشروع في القتال نذر انه إذا انتصر قدم من يلاقيه أولًا عند رجوعه محرقة للرب. وانتهت الحركة بظفره وهزيمة عمون. وكان أول من لقيه ابنته الوحيدة ومعها صويحباتها يضربن الدفوف ويرقصن ابتهاجًا بنصره. وهذه كانت العادة للقاء المنتصر. وعندما أخبر يفتاح ابنته بنذره قبلت نصيبها بخضوع، وبعد شهرين صرفتهما في الجبل تبكي عذراويتها عادة إليه فوفى نذره فيها (قض 11: 34-39). وأصعدها محرقة للرب. إن الذبائح البشرية كانت مألوفة وقتئذ. ولكنها كانت مُغايرة للشريعة الموسوية. وبعد هذه الحادثة خاصم الافرايميون يفتاح لأنه لم يأخذ رأيهم في الحرب ضد عمون. والواقع أنهم رفضوا مساعدتهم ضد أخوتهم بسبب كبريائهم وقد حثهم يفتاح على ذلك ولما لم يفز منهم بطائل أشهر عليهم حربًا عوانًا وكسرهم شر كسرة. وقضى على جلعاد 6 سنين (قض 10: 6- 12: 7). وعلى الرغم من أن حياته لم تخل من الشوائب، فقد رأى فيه صموئيل دليلًا على أمانة يهوه في إتمام وعده بإقامة منقذ لبني إسرائيل (1 صم 12: 11). ورأى فيه كاتب الرسالة إلى العبرانيين رجلًا من رجال الإيمان (عب 11: 32). * يُنطَق بفتح الياء: يافتاح، يقتاح. |
||||
09 - 12 - 2020, 06:36 PM | رقم المشاركة : ( 30789 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
ماذا نتعلم من قصة يفتاح الجلعادي؟ أولاً، الثقة والاتكال على الله في وسط الظروف المناوئة. وسط الأزمات الشخصيَّة والاجتماعيَّة والوطنيَّة نحتاج إلى وضع الخطط اللازمة والبرامج المناسبة لمواجهة تحديات هذه الأزمات، الأمر الذي فعله القائد العسكري يفتاح الجلعادي، ولكن يفتاح فعل أمرًا آخرًا ألا وهو اعتباره بأن النصر يأتي من الله تعالي. ليتنا لا نكتفي بالثقة بإمكانيتنا وقدراتنا مهما بلغت، بل نضع ثقتنا بالله ونتكل عليه تعالى وسط التحديات التي تواجهنا. ثانيًا، اتخاذ الموقف الصحيح من النذور. يخبرنا الكتاب المقدس عن نوعين من النذور: نذور غير أنانيَّة (مزمور132: 2-5، أعمال18:18)، ونذور أنانيَّة يصح أن نطلق عليها تعبير “نذور الصفقات” (تكوين28: 20-22، تثنية23: 21و23، عدد21: 1-3، 1صموئيل11:1، 2صموئيل15: 7-8). ينبع النوع الأول من الرغبة في تقديم الشكر والحمد والامتنان لله، لأجل أفضاله وبركاته ونعمه التي لا نستحقها. اما النوع الثاني فهو المتمثل بالموقف: “أعطني يا رب… وبقدر ما تعطيني أعطيك”. هذا النوع من النذور يدفع صاحبه للتفكير بأنه يستطيع شراء نعمة الله بما ينذر ويعطي، أو أنه بواسطة نذره يؤثر على الله “فيستخدم” الله كاستخدام فانوس علاء الدين السحري لتحقيق مآربه وأهدافه. ينبغي علينا الحذر الشديد من هذا النوع الثاني من النذور، والتفكير مليًّا بدوافعنا ومواقفنا عندما نتعهد بأمر ما لله. من ناحية أخرى، فإن موضوع التعهد لله أو النذر له تعالى، ينبغي أن ينشئ فينا تصميمًا لأهميَّة تحقيق ما نتعهد بنذره (عدد36: 2-13، مزمور4:15، 14:66،11:76، أعمال5: 1-4)، بالطبع بشرط ألا يتعارض النذر مع وصايا الله وتعاليمه. لقد كان الملك هيرودس في حال من الإثارة والسكر الشديدين، وتعهد بأن يعطي الراقصة ابنة هيروديا كل ما أرادت ولو عادل ذلك نصف مملكته. استشارت الراقصة أمها التي كانت تضمر كل الشر ليوحنا المعمدان، الذي اتخذ موقفًا شجاعًا وحاسمًا من خطايا هيروديا، فطلبت الراقصة رأس يوحنا المعمدان. لا شكَّ أن هذا الطلب يتعارض مع وصايا الله، لقد كان بإمكان هيرودس ألا يتمم هذا النذر (مرقس6: 23-27). ولو كان يفتاح قد نذر بتقديم ابنته ذبيحة بشريَّة، لكان عليه ألا يتمم هذا النذر لأنه يتعارض مع وصايا الله الواضحة المعلنة في شريعته الإلهيَّة المقدسة. |
||||
09 - 12 - 2020, 06:36 PM | رقم المشاركة : ( 30790 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
هل قدَّمَ يفتاح الجلعادي إبنته ذبيحة للرب؟ هل يرضى الله بالذبائح البشريَّة؟ هل قدَّمَ يفتاح الجلعادي إبنته ذبيحة للرب؟ تخبرنا بعض المقاطع من كتاب القضاة (11: 30-31، 34-35، 39 و11: 29-40) عن قائد عسكري يُدعى يفتاح، قبيل مغادرته إلى ساح المعركة، نذر هذا القائد نذرًا لله. كان النذر يقضي بتقديم ذبيحة لله، إذا كان الله في عونه وحالفه الانتصار في معركته. أما الذبيحة المزمع تقديمها فهي أول من أو ما يخرج من بيته ليرحب بعودته. ويعود القائد يفتاح منتصرًا وتخرج ابنته الوحيدة لاستقباله. وتخبرنا الرواية أن أمانة القائد وتعهده لله يدفعانه إلى تقديم ابنته “ذبيحة”! فهل يرضى الله بالذبائح البشريَّة؟ إذا لم تكن تعرف هذه الحادثة جيدًا فإنني أدعوك لقراءتها. هذه هي بعض الأسئلة التي أعتقد أنها خطرت في بالك عندما قرأت هذه الحادثة:
الرأي الأول: يعتقد أصحاب هذا الرأي بأن يفتاح قدّم ابنته ذبيحة لله. ولهذا الرأي بعض الحجج التي تدعمه وبعض الآراء المتفرعة عنه. أما أهم الحجج المؤيدة لهذا الرأي والمتفرعة عنه فهي: أولاً، إن تقديم يفتاح لابنته ذبيحة كان مجاراة لإحدى العوائد الدينيَّة السائدة في ذلك الزمان. فقد كشفت مخطوطات أوغاريت، رأس شمرا شمال سوريا، النقاب عن مثل هذه العادة حيث عنات يقدِّم فتوح كذبيحة للإله. وفي آسيا الصغرى، كانت هناك ممارسات مماثلة حيث نذر ملك كريت عقب عاصفة هوجاء أن يقدِّم للإله نبتون أول من يخرج من القصر للقائه بعد عودته سالمًا. وإحدى الروايات تحدثنا عن أجاممنون الذي قدم ابنته إفيجينيا للإله. ثانيًا، عاش يفتاح شرقي الأردن في منطقة جلعاد، ولم يكن على علم بأن الله يمنع بشدة تقديم الذبائح البشريَّة. لقد نذر بأن يقدِّم أعز ما لديه إرضاء لله، ولم يكن ليدري أن الله الذي نذر له هذا النذر لا يقبل مثل هذا النوع من الذبائح. وهكذا قدّم ابنته ذبيحة بسبب نقص علمه، ومحدوديَّة معرفته. ثالثًا، لقد تسرع يفتاح بالتعهد بهذا النذر حيث لم تكن هناك ضرورة لأي نذر فقد كان عليه روح الرب (قضاة29:11)، وكان الله سينصره على أعدائه على كل حال. لقد كانت ابنته ضحيَّة نذره المتسرع وانفعاله الذي لم تكن له ضرورة البتة. رابعًا، لقد قدّم يفتاح ابنته كذبيحة ولكن ليس على غرار عوائد الأمم الوثنيَّة المجاورة، بل على غرار ما فعل يشوع. الله يعطي يشوع الانتصار فيقوم يشوع بالتحريم. وفي هذه الحادثة يحصل القائد يفتاح على الانتصار من الله، فإذ به يحرّم ابنته تعبيرًا عن شكره لله لمنحه النصرة على الأعداء. الرأي الثاني: يعتقد أصحاب هذا الرأي أن يفتاح لم يقدّم ابنته ذبيحة لله، بل كرَّسها لخدمة الله في الهيكل، حيث نذرها لتبقى عذراء طوال فترة خدمتها فيه. أميل إلى قبول الرأي الثاني، ولكن قبل أن أستعرض الحجج المؤيدة له، أود أن أقوم بالرد على الرأي الأول وعلى النظريات المتفرعة عنه. أولاً، إن ظهور عادة جارية في بعض مناطق الشرق الأدنى القديم، لا يعني أن قصة يفتاح هي رواية أو أسطورة أو خرافة مماثلة لما كان سائدًا في الشرق الأدنى القديم. مما شكَّ فيه أن عادة تقديم الذبائح البشريَّة إرضاء للآلهة كانت موجودة في بعض معتقدات الشرق الأدنى القديم (ولكنها لم تكن واسعة الانتشار، كما يظن البعض)، ولكن ذلك لا يعني بالضرورة أن يفتاح اتبع مثل هذه العادة كما سيتبين لنا بعد قليل. ثانيًا، ليس هناك ما يؤكد أن يفتاح كان غير عالم بوصيَّة الله التي تنهى عن تقديم الذبائح البشريَّة. إن متابعتنا لحديث يفتاح ومحاوراته ومفاوضاته مع العمةنيين تجعلنا ندرك أنه كان على علم بالشريعة والوصايا التي كانت معروفة غرب الأردن (قضاة11: 12-28). كما أنه ليس من الضروري لشخص ما أن يلمَّ بكل تعاليم إحدى الديانات ليدرك أحد الأمور أو التعاليم الجوهريَّة فيها. فليس ضروريًّا على المسيحي أن يلمَّ بكل تعاليم الديانة الإسلاميَّة ليدرك أن الصلاة هي إحدى تعاليمها الجوهريَّة. إن وصيَّة عدم تقديم الذبائح البشريَّة يمكن معرفتها دون الحاجة لمعرفة كل دقائق الشريعة وتفاصيلها. ثالثًا، من خلال قراءتنا لكامل الفصل الحادي عشر من كتاب القضاة لا يوجد لدينا أي دليل يشير إلى أ، يفتاح كان شخصًا متسرعًا، ينطق بنذر دون تفكير كافٍ. إن مفاوضات يفتاح مع العمونيين تشير إلى أنه كان طويل الباع، فهو لم يتسرع للحرب والقتال، بل كان مترويًّا فاتبع سبيل المفاوضات. من جهة أخرى، لم ينطق يفتاح بنذره وهو في ساحة القتال حيث الضغوطات والمواقف الحرجة التي تجبر الإنسان أحيانًا على قول ما لا يريد قوله. لقد نطق بنذره وهو في حالة هدوء وتفكير عميقين (قضاة11: 29-31). رابعًا، إن فكرة التحريم بعيدة جدًا عن النص الذي أمامنا، وليس من دليل أنها كانت إحدى الممارسات الشائعة في العهد القديم (انظر مناقشتي لموضوع تحريم أريحا في هذا الكتاب). لقد كان التحريم يقضي أن يتم قتل الأشخاص ولم يكن يتضمن أي فكر عن القيام بتقديم تقدمة أو محرقة أو ذبيحة إلى الله (تثنية13: 12-18، عدد21: 2-3، 1 صموئيل33:15). أما أسباب تأييدي للرأي الثاني، الذي مفاده بأن يفتاح لم يقدّم ابنته ذبيحة لله، بل كرَّسها لخدمة الله في الهيكل حيث نذرها لتبقى عذراء طوال فترة خدمتها فيه، يعود إلى ما يلي: أولاً، عندما نذر يفتاح نذره كان يتوقع أن ما سوف يقدِّمه محرقة هو شخص وليس حيوان. قال يفتاح: “فالخارج الذي يخرج من أبواب بيتي للقائي عند رجوعي بالسلامة يكون للرب وأصعده محرقة” (قض11:31). وفي هذا السياق أشير إلى أربعة أمور هامة.
والسؤال الذي يطرح نفسه هو: إذا كان يفتاح ينوي تكريس ابنته لخدمة الهيكل، فلماذا حزنه الشديد وأسفه العميق؟ ألا يشير هذا الموقف إلى أنه كان مزمعًا أن يقدّم ابنته ذبيحة؟ وجوابي على هذا السؤال الأخير إن حزن يفتاح مرده إلى حدوث الأمر المستبعد، ولكنه الممكن، ألا وهو خروج ابنته الوحيدة من البيت. والآن هو مضطر أن يفي بنذره، وبذلك ستحرم ابنته من الزواج وإنجاب الأولاد، وهو الأمر المألوف والطبيعي لكل امرأة شرقيَّة قديمًا (تكوين1:30)، أما هو فسيحرم من الأحفاد والنسل وهو أحد الأمور الهامة أيضًا في الشرق الأدنى القديم. لقد حزن يفتاح لأجل ابنته بالدرجة الأولى، وضمنًا لأجل نفسه بالدرجة الثانية. ثالثًا، من الجدير بالملاحظة أن ابنة يفتاح لم تمانع بتحقيق رغبة والدها، بل أن سعادتها بالانتصار على الأعداء كانت فيّاضة وغامرة لتعمل ما نذر به والدها. ألا تجدر أن تكون ابنة يفتاح مثالاً لمحبة الوطن والاستعداد للتضحيّة في سبيل تحرره وتقدمه وازدهاره؟ لقد طلبت الابنة المطيعة من والدها أن تذهب إلى الجبال هي وصاحباتها. ونسأل لماذا تذهب مع صاحباتها إلى الجبال؟ لم يكن ذهابها بغرض توديع الحياة لأن والدها يريد أن يقدمها ذبيحة لله، بل يقول النص صراحة أنها ذهبت مع صاحباتها للقيام بمهمة محددة، هذه المهمة هي بكاء عذراويتها، وليس لتوديع هذه الحياة. لاحظ تكرار العبارات التالية للتشديد على حقيقة “العذراويَّة”: “وأبكي عذراويتي” (الآية37)، “وبكت عذراويتها” (الآية38)، “وهي لم تعرف رجلاً” (الآية 39). ألا نرى في هذه العبارات أن التأكيد هو على موضوع البتوليَّة، وليس على موضوع الموت؟ إن عبارة “وهي لم تعرف رجلاً” تعني بأنها تممت النذر دون أن تعرف رجلاً، بل أنها تممت النذر بواسطة كونها لم تعرف رجلاً. ولكن قد يقول معترض على هذا التفسير، ماذا عن كلمة “محرقة” الواردة في الآية 31 لتصف ما سيقوم به يفتاح؟ من المحتمل جدًا أن يفيد أصل هذه الكلمة في العبريَّة معنى التكريس أساسًا وليس فكرة الاحتراق بالنار أو الذبيحة الدمويَّة المحترقة. إن أصل الكلمة العبري هو “علاخ” وهي من الفعل الذي يماثل الفعل “علا” (ارتفع، صعد) بالعربيَّة، فالمحرقة (علاه)، إذن هي في أصلها إشارة إلى ما يتم رفعه أو إصعاده إلى المذبح كتعبير ظاهر وعلني عن التخصيص للرب والتكريس له تعالى. من ناحية أخرى، اعتقد البعض من أصحاب الرأي الأول، الذين ينادون بأن يفتاح قدَّم ابنته ذبيحة دمويَّة، أن الكلمة “لينُحنَّ” في الآية: “أن بنات إسرائيل يذهبن من سنة إلى سنة لينُحنَّ على بنت يفتاح الجلعادي أربعة أيام في السنة” (الآية 40)، تشير إلى البكاء على الميت. ولكن الكلمة في أصلها العبري لا تعني هذا. لقد وردت هذه الكلمة مرة أخرى في كل كتب العهد القديم وذلك في كتاب القضاة11:5 حيث ترجمت “يثنون”، وهذا معناه أن بنات إسرائيل[1] كن يمدحن ويشدن بتضحية هذه الفتاة لعذراويتها مقابل انتصار شعبها على الأعداء. ولا من مانع لإمكانيِّة وجود التقليد السنوي لزيارة الفتيات ابنة يفتاح، لتشجيعها ومدحها وتكريمها عندما كانت حيَّة آنذاك، أما بعد موتها فقد أضحى هذف الزيارة تقديم الثناء لهذه الفتاة الباذلة، ولإحياء ذكرى الانتصار على الأعداء أيضًا. رابعًا: بعد انتهاء فترة بكاء العذراويَّة حان موعد عودة الابنة إلى أبيها نقرأ بأنه “فعل بها نذره الذي نذر” (الآية 39). لاحظ أنه لا توجد في كل المقطع إشارة واحدة واضحة بأنه قدّمها ذبيحة دمويَّة للرب، بمعنى أنه استعمل في ذلك السكين لذبحها والنار لإشعالها كما كانت عادة تقديم الذبائح آنذاك. إن يفتاح فعل بابنته كما نذر، أي أنّه كرَّسها للخدمة في الهيكل. وهذا النوع من الخدمة له أساسه في العهد القديم سواء للرجال مثل صموئيل (1صموئيل1: 22-28) أم للفتيات (خروج8:38)، كما أن عادة تواجد بعض النساء في الهيكل مألوفة أيضًا (1صموئيل22:2). فقد كانت النساء تقمن بخدمة الطهي والغسيل والترتيب وما شابه. إضافة إلى ذلك فإنه من المحتمل بأن بنات شيلوه، وهو المكان الذي كان فيه تابوت العهد (قضاة21: 19-23)، كانت لهن خدمة معيَّنة مرتبطة بمكان العبادة. خامسًا، إن تقديم الذبائح البشريَّة هي احدى الممارسات الوثنيَّة في الشرق الأدنى القديم، ومن المستحيل جدًا أن الله في زمن العهد القديم قد وافق على ممارستها في إسرَإيل. والحق يقال إن الله حذَّر بشدة من ممارستها. وأوجب عقوبات قاسية على ممارسيها 0تثنية18:9-12، 12: 30-31، لا21:18، 2:20 و 22). فعندما قام ملك موآب بتقديم بكره ذبيحة دمويَّة أدان الله ذلك بشدة (2ملوك27:3)، وكان أنبياء الله يرفضون بقوة هذه الممارسات الوثنيَّة ويحذرون الشعب من هذا التقليد الوثني (ارميا24:3، 31:7، 19: 4-6، 35:32)، وكان أنبياء الله يرفضون بقوة هذه الممارسة الوثنيَّة ويحذرون الشعب من هذا التقليد الوثني (ارميا24:3، 31:7، 19: 4-6، 35:32، خروج16: 20-21، 23: 37-39). وفي حادثة تقديم إبراهيم لابنه نرى بأن هدف الله ليس تقديم الذبيحة البشريَّة بل إظهار الطاعة البشريَّة (تك12:22). وللأسف نلاحظ أنه بسبب انحدار شعب إسرَإيل الأخلاقي والديني فقد مورست هذه العادة أحيانًا (2ملوك17:17، 16، 3، 6:21، مزمور106: 37-38). فلو كان يفتاح قد قدم ابنته ذبيحة بشريَّة لله، لكان قد خالف بذلك الله، وعصى وصاياه الواضحة، ولا توجد أيَّة إشارة إلى أن يفتاح كان عاصيًا لوصايا الله. على العكس تمامًا فقد تحدث عنه النبي صموئيل بصورة إيجابيَّة (1صموئيل11:12)، ووصفه العهد الجديد بأنه بطل من أبطال الإيمان (عبرانيين32:11). إضافة إلى ذلك فإن الكتاب المقدس يدين موسى عندما أخطأ (تثنية32: 50-52، عدد20: 1-13)، ويدين داود عندما زنى وقتل (2صموئيل12: 1-23)، والأهم من ذلك فإن كاتب كتاب القضاة – حيث ترد قصة يفتاح – يدين القائد جدعون (27:8)، فلو ارتكب يفتاح عملاً غير أخلاقي (لا بل إجرامي!) لكنا نتوقع أن تتم ادانته، أو على الأقل، أن يذكر العهد القديم أو العهد الجديد، وبالأخص كاتب كتاب القضاة تعليقه السلبي على ذلك. سادسًا، يخبرنا كتاب التلمود (تعنيت4أ) أن نذر يفتاح كان نذرًا غير شرعي، وبناء على ذلك فإنه كان بإمكانه أن يتممه بطريقة أخرى (انظر لاويين27: 2-7)، ولتفرض جدلاً أنه نذر تقديم ابنته ذبيحة دمويَّة فقد كان باستطاعته أن يفي هذا النذر حسب شريعة اللاويين دون أن يقدم ابنته كذبيحة بشريَّة. إضافة لذلك ينبغي أن لا ننسي أن مقتضيات تقديم الذبائح تفرض تقديم ذبيحة ذكريَّة فقط (لاويين1: 3-10). سابعًا، ولنفرض جدلاً، أن يفتاح قرر تقديم ابنته ذبيحة بشريَّة لله فإننا نسأل: أين قدَّمها؟ لقد كانت الذبائح تقدَّم على المذبح في خيمة الشهادة وبواسطة الكهنة اللاويين. فهل يُعقل أن الكهنة اللاويين كانوا يسمحون بذلك، ويقومون بأنفسهم بهذا العمل، وهم على دراية كافية بأن الشريعة تدين تقديم الذبائح البشريَّة وقد يقول قائل: ربما قدَّمها في مكان خاص وذبحها على مذبح سري. هذا الرأي مرفوض لأنه إذا أخذنا النص جديًّا فإنه يقول “ففعل بها نذره الذي نذر” والنذر الذي نذره هو تقديمها كمحرقة، فلو كانت المحرقة تعني ذبيحة بشريَّة فلا يكون قد أتمَّ نذره إلا بتقديمها في المكان المعين لتقديم الذبائح أي مذبح خيمة الشهادة. ثامنًا، ونتساءل إذا كان الموت هو مصير ابنة يفتاح فلماذا تبتعد عن أبيها لمدة شهرين لتموت بعد هذه المدة وهي ابنته الوحيدة؟ ألم يكن من الأفضل – لو كان الموت حقًا نصيبها – أن تبقي مع والدها لتودعه وتودع الحياة؟ وألا تتطلب عاطفة الأبوة والبنوة ذلك؟ ومن يعلم أنه سيموت بعد شهرين هل يقضيها بالنحيب بدلاً من الاستمتاع بالحياة؟ وأكثر من ذلك، لو أراد يفتاح تقديم ابنته ذبيحة بشريَّة لله، لانتشر ذلك الخبر خلال مدة الشهرين، كما تنتشر الأخبار بسرعة فائقة في شرقنا، ولتوقعنا تدخل الناس بمنعه عن مثل هذه الفعلة الشنيعة، كما حدث مع شاول وابنه (راجع 1صموئيل28:14، 43-45، 2صموئيل33:18).[2] أخيرًا، وبالرغم من اعتقادي بحريَّة ما يختار الإنسان فعله، فإن الله العارف بكل الأمور والعليم بالنهاية قبل البداية، كنا نتوقع أنه قد يضطر إلى حجب الانتصار عن يفتاح، لو كان يفتاح مزمعًا أن يذبح ابنته حقًا، الأمر الذي لا يرضاه الله، بل يبغضه ويدينه أيضًا. وهل من المعقول أن الله المحب والعادل يشترك في جريمة يفتاح؟ حاشا لله تعالى فعل ذلك! ماذا نتعلم من قصة يفتاح الجلعادي؟ أولاً، الثقة والاتكال على الله في وسط الظروف المناوئة. وسط الأزمات الشخصيَّة والاجتماعيَّة والوطنيَّة نحتاج إلى وضع الخطط اللازمة والبرامج المناسبة لمواجهة تحديات هذه الأزمات، الأمر الذي فعله القائد العسكري يفتاح الجلعادي، ولكن يفتاح فعل أمرًا آخرًا ألا وهو اعتباره بأن النصر يأتي من الله تعالي. ليتنا لا نكتفي بالثقة بإمكانيتنا وقدراتنا مهما بلغت، بل نضع ثقتنا بالله ونتكل عليه تعالى وسط التحديات التي تواجهنا. ثانيًا، اتخاذ الموقف الصحيح من النذور. يخبرنا الكتاب المقدس عن نوعين من النذور: نذور غير أنانيَّة (مزمور132: 2-5، أعمال18:18)، ونذور أنانيَّة يصح أن نطلق عليها تعبير “نذور الصفقات” (تكوين28: 20-22، تثنية23: 21و23، عدد21: 1-3، 1صموئيل11:1، 2صموئيل15: 7-8). ينبع النوع الأول من الرغبة في تقديم الشكر والحمد والامتنان لله، لأجل أفضاله وبركاته ونعمه التي لا نستحقها. اما النوع الثاني فهو المتمثل بالموقف: “أعطني يا رب… وبقدر ما تعطيني أعطيك”. هذا النوع من النذور يدفع صاحبه للتفكير بأنه يستطيع شراء نعمة الله بما ينذر ويعطي، أو أنه بواسطة نذره يؤثر على الله “فيستخدم” الله كاستخدام فانوس علاء الدين السحري لتحقيق مآربه وأهدافه. ينبغي علينا الحذر الشديد من هذا النوع الثاني من النذور، والتفكير مليًّا بدوافعنا ومواقفنا عندما نتعهد بأمر ما لله. من ناحية أخرى، فإن موضوع التعهد لله أو النذر له تعالى، ينبغي أن ينشئ فينا تصميمًا لأهميَّة تحقيق ما نتعهد بنذره (عدد36: 2-13، مزمور4:15، 14:66،11:76، أعمال5: 1-4)، بالطبع بشرط ألا يتعارض النذر مع وصايا الله وتعاليمه. لقد كان الملك هيرودس في حال من الإثارة والسكر الشديدين، وتعهد بأن يعطي الراقصة ابنة هيروديا كل ما أرادت ولو عادل ذلك نصف مملكته. استشارت الراقصة أمها التي كانت تضمر كل الشر ليوحنا المعمدان، الذي اتخذ موقفًا شجاعًا وحاسمًا من خطايا هيروديا، فطلبت الراقصة رأس يوحنا المعمدان. لا شكَّ أن هذا الطلب يتعارض مع وصايا الله، لقد كان بإمكان هيرودس ألا يتمم هذا النذر (مرقس6: 23-27). ولو كان يفتاح قد نذر بتقديم ابنته ذبيحة بشريَّة، لكان عليه ألا يتمم هذا النذر لأنه يتعارض مع وصايا الله الواضحة المعلنة في شريعته الإلهيَّة المقدسة. وأخيرًا، لا بد من القول بأنه بالرغم من أن النذور والتعهدات مقبولة حسب الكتاب المقدس، إلا أنها ليست ضروريَّة في حياة المؤمنين (تثنية22:23). من يدري ربما كان الله سيمنح يفتاح الانتصار سواء نذر أم لم ينذر خاصة وأن روح الرب كان عليه (قضاة29:11)، وما دام مؤمنًا بأن الله هو القاضي العادل (قضاة27:11). [1] إن استبدال كتابة كلمة “إسرائيل” بالكلمة “إسرَإيل” في هذا الكتاب أمر مقصود، وذلك للتمييز بين الشعب بين الشعب العبري القديم المذكور في كتب العهد القديم وبين شعب دولة إسرائيل الحديثة. من المفيد جدًا أن تقوم الترجمات العربية للعهد القديم وكافة الكتابات المتعلقة بالعهد القديم بإتباع هذا التمييز. وتجدر الملاحظة إلى أنه ينبغي التمييز أيضًا بين كلمة “فلسطيني” الواردة في العهد القديم لتكتب “فلسطي” لتمييزها عن كلمة “فلسطيني” التي نستعملها في أيامنا للإشارة إلى الفلسطينيين العرب في الأراضي المحتلة أو في الشتات. تميِّز اللغة الإنجليزية بين هذه الأمور باستخدام Palestinians, Philistines, Israelis, Israelites. إن الترجمة العربية المشتركة للكتاب المقدس، إصدار دار الكتاب المقدس في العالم العربي، التي شارك فيها مجموعة من المترجمين الذين ينتمون إلى الكنائس الكاثوليكية والأرثوذكسية والإنجيلية، قد أحسنت صنعًا باستخدام كلمة “فلسطي” بدلاً من “فلسطيني” ولكن للأسف لم تعتمد ذلك بالنسبة لكلمة “إسرائيل”. انظر مناقشتى لهذا الأمر في: R. Kassis, “Christian Zionism: A Critique.” Unpublished ThM theses. Vancouver: Regent College, 1993. P. 142. n. 69. [2] إن وجهة نظري عن مصير ابنة يفتاح تتشابه مع ما تقدِّمه التمثيلية الأدبية التاريخية: الخوري الأسقفي الحايك، عذراء يفتاح (بيروت: صادر 1953)، ولكنها غير مبنيَّة على أساس التمثيلية الأدبية التاريخية. |
||||