منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 26 - 04 - 2013, 07:03 PM   رقم المشاركة : ( 3061 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,860

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

كالملائكة في مجد الله

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
تحتفل الكنيسة يوم الثامن من شهر تشرين الثاني من كل سنة بعيد جامع لرؤساء الملائكة. نحن والملائكة والقديسون نشكل جسد الكنيسة، حدثٌ يجعلنا نتأمل في طريقة حضور الملائكة أمام الله وخدمتهم له “ونظرت وسمعت صوت ملائكة كثيرين حول العرش والحيوانات والشيوخ وكان عددهم ربوات ربوات والوف الوف قائلين بصوت عظيم مستحق هو الخروف المذبوح أن يأخذ القدرة والغنى والحكمة والقوة والكرامة والمجد والبركة” (رؤ 11:5-12).
تمثُلُ الملائكة أمام سيدها في السموات شاخصة بأعينها نحوه لا تحيد عن النظر إلى مجده، تخدمه، تسبح حضوره وتمجد بهاءَه. ولكن هل تفعل الكنيسة في قِسمها المنظور الشيء ذاته أم أنها تثبت نظرها على التراب؟

الإجابة على هذا السؤال تكتمل عندما يستطيع الإنسان أن يحقق الشركة مع جسد السيد ودمه عن استحقاق، ساعياً إلى تطبيق الوصايا الإلهية وأهمها المحبة التي تقوى بالشركة الحقيقة بين المؤمن والله وبين الإنسان المسيحي وأخيه الإنسان، عندها يرفع نظره عن التراب إلى السماء. يتعلم من الملائكة كيف أن المسيح هو الكل في الكل.
لحظات القداس الإلهي مقدسة ومباركة فيها تجتمع الكنيسة جمعاء، السماوية(التي في السماوات أو الظافرة) أي الملائكة والقديسون، والأرضية(التي على الأرض أو المجاهدة) أي المؤمنين ذوي الإيمان الصحيح. فيها نرى أعين الملائكة لا تحيد عن رب المجد لأنها استطاعت أن تعاينه، أما بعض المؤمنين فينشغل في وقت الصلاة والقداس الإلهي عن الله بأشياء أرضية فيحيد نظرهم عن رؤية مجده ويخسرون الشركة في الكنيسة الجمعاء ولو حضروا فيها.
أما إذا استطاعوا تركيز صلاتهم ونظرهم على رب المجد وحققوا الشركة الإلهية عن استحقاقٍ بالمناولة المقدسة فإنهم يدركون هدف الحياة ومعناها وأن الله هو مقدِّسها وهو مالئها، ويعرفون أنّ ما في الدنيا هو سراب لا بقاء له، يبهت أمام مجد الله، أي المال أو السلطة أو الأملاك ليست إلا تراباً أمام عين المؤمن الصحيح.
حافظوا على نظركم ثابتاً على المسيح رب المجد وعندها ستدركون الحقيقة وغاية الحياة.
عندما تمعن نظرك على الله فإن حياتك تأخذ طريقها الصحيح أي بعيداً عن الأنا وحب الذات والكبرياء وتتوقف عن محاولتك لتحويل العالم إلى صورة عن رغباتك ورؤاك وأحلامك وتصوراتك ويصبح الله مَلكَ حياتك فتملك لا الكون وحده بل فرحاً لا حدود له.
عندما تمعن النظر على رب المجد عندها يملئ قلبك من وجوده، فلا يعد هناك مكان للخطيئة في حياتك لأنه امتلأ من الحضور الإلهي ولن يسعى لأي شيء آخر.
عندما تمعن النظر على الخالق فهو يصبح عونك في المصاعب وسندك في الضيقات ومخلصك في الحروب وقوتك أمام التجارب.
عندما تمعن النظر على السيد فهو يُفعِمك حبه لخليقته، وترى أن أخيك الإنسان وكل الخليقة هي نتيجة عمله لن تجرأ على تخريبها أو إلحاق الضرر بها بل سترى الله من خلالها.
أن تبقي نظرك على الله هذا يعني أنك ستعطيه، طوعاً، قلبك لا محال فيصبح هذا القلب عرشاً يجلس عليه رب المجد، ينبع منه كل صلاح
فلا تحيدنَّ عن النظر إلى السيد في حياتك لأنك بهذه الطريقة ستعيش في شركة حقيقية معه في الكنيسة الظافرة وستكون من المخلّصين الذين يسكنون ملكوت السموات لأنك صرتَ بعضاً من ملاك.
 
قديم 26 - 04 - 2013, 07:06 PM   رقم المشاركة : ( 3062 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,860

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

بعضاً من خدمة عيد الرقاد السيدة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



تحتفل الكنيسة بأعيادها بواسطة تسابيح وصلوات فحواها يتضمن معاني العيد بعناصر عقائدية وروحية وكتابية، فتعبر الكنيسة عن إيمانها بالصلاة والترتيل وتصرخ مع بولس الرسول في رسالته إلى أهل أفسس: “مكلمين بعضكم بعضا بمزامير وتسابيح واغاني روحية مترنمين ومرتلين في قلوبكم للرب” (أفس19:5).

التسابيح والطروباريات الكنسية هي تعبير عن العبادة الحية للكنيسة الأرثوذكسية والتسبيح المقدس هو صوت الإيمان والتقليد والحياة لكل المؤمنين في الكنيسة، لذلك سنتوقف في حديثنا عند بعض طروباريات عيد رقاد والدة الإله ومنها قطع الطروباريات الثلاثة الأولى في صلاة الغروب فهي تعبر عن العيد بطريقة جلية و سنتوقف عند الأولى منها:
“يا له من عجبٍ مستغربٍ إن ينبوع الحياة قد وُضعت في قبرٍ واللحد صار سلّماً مصعدةً إلى السماء، فافرحي أيتها الجسمانية الخدر المقدّس الذي هو لوالدة الإله، ولنهتف نحوها يا مؤمنين مع غفرائيل رئيس الطغمات قائلين: افرحي أيتها الممتلئة نعمةً الرب معك المانح العالم بواسطتك الرحمة العظمى”
وفيها نلاحظ التشديد على النقاط التالية:

+ موت العذراء ليس إلا تشديداً على كونها إنساناً لا أكثر، ككل البشر، وبما أن الموت محتماً على كل البشر فلذلك ماتت العذراء مريم، والأمر المستغرب و العجيب هو أن التي منها أتى الحياة والتي صارت سلماً للسماء تموت، فكإنسان ووالدة لإله تتمم كمال الطبيعة البشرية وتموت، ولهذا الأمر حضر الرسل من كل مكان إلى الجسمانية ليقوموا بصلاة الراقدين عليها.
+ قبر المؤمنين، وحتى يوم القيامة العامة، ليس سوى خدر، أي سرير، وراحة، أما بالنسبة لوالدة الإله لم يكن سوى سلم به صعدت إلى السماء (كما يشير التقليد)، لذلك الكنيسة تكرم الجسمانية لأنها أصبحت المكان المقدس لوالدة الإله حيث رقدت، لا بل صعدت إلى السماء.
+ يطلب كاتب التسبيح من المؤمنين مشاركة رئيس الملائكة غفرائيل، وكل الملائكة معه، في مدح وتسبيح العذراء لتشترك الكنيسة بالكلية الأرضية والسماوية في تجنيز والدة الإله فترتفع أصوات الكنيسة لتمجيدها وتكريمها مادحين إياها بعبارة الملاك “افرحي” التي هي التحية الوحيدة الآتية من السماء.
+ تفهم الكنيسة التجسد الذي تم من العذراء، بنعمة الروح القدس، بأنه رحمة من الله ومحبة للبشر.
في وسط الخدمة نجد قانونيين لكاتبي التسابيح الكبيرين في الكنيسة وهما القديسان قزما ويوحنا الدمشقي، الذين كتبا الكثير من التسابيح للأعياد السيدية والوالدية، كتبا هذه التسابيح لأنهما عاشا العيد كحدث إيماني فاستطاعا أن يكتبا عنه بتراتيل روحية مميزة، شرح هذه التراتيل لا يحتاج إلى مفسرين كبار أو علماء في الآداب بل إلى مؤمنين يعيشونها، سنأخذ من القانونين أرمس الأودية التاسعة للقانون الأول، أي الطروبارية الأولى:
أيتها البتول الطاهرة أن حدود الطبيعة قد غلبت فيك لأن المولد بتولي والموت قد صار عربونا للحياة فيا من هي بعد الولادة بتول وبعد الموت حية يا والدة الإله أنت تخلصين ميراثك دائما
+ التركيز على بتولية العذراء هو من صميم عقائدنا عن والدة الإله والليتورجية عبر التراتيل تجسد هذه العقيدة بالعبارات والكلمات التي تؤكد هذا الإيمان.
+ مع والدة الإله تم تجاوز حدود الطبيعة لحياة إنسان، فهي ولدت ابنها بنعمة الروح القدس وبقيت بعد الولادة عذراء، هي ماتت ولكن انتقلت إلى الحياة، والمسيح بذاته نقلها إلى الحياة، فبقيت بعد الموت حيّة.
ننتقل في تحليلينا إلى قطعة أخرى من تراتيل الكنيسة وهو القنداق:
إِن والدةَ الإله التي لا تغفل عن الشفاعة والرجاء الغير المردود في النَّجدات . لم يَضبِطْها قبٌر ولا موتٌ لكن بما أنَّها أُمُّ الحياة نقلها إلى الحياة الذي حلَّ في مُستودعها الدائم البتولية”
+ العنصر الأساسي في القنداق هو دور العذراء في الشفاعة، واكتمل دورها هذا من كونها أم الحياة الذي نقلها بذاته من الموت إلى الحياة، هذه النقلة أكدت دورها في الشفاعة لما لها مكانة عند السيد حتى ينقلها إليه.
+ امرأة كوالدة الإله لا يمكن أن يكون للموت تأثير عليها.
+ هناك تأكيد أن الذي ولدته هو الذي حضر يوم رقادها وأصعدها بيديه إلى السماوات.
هكذا نجد أن الكنيسة عندما تحتفل ليتورجياً بأي عيد فإنها تحيط به بمعاني نابعة من روح العيد حتى تبلوره بشكل روحي أفضل، فأي خسارة تكون للذين لا يتابعون صلوات وتراتيل الكنيسة؟ فبشفاعات العذراء نصلي أن يشملهم الرب بعنايته ليعرفوا غنى صلوات الكنيسة وفوائدها الروحية السامية التي إن عاشها المؤمن حقيقة لن يضرّه الموت أبداً.
 
قديم 26 - 04 - 2013, 07:09 PM   رقم المشاركة : ( 3063 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,860

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

عيد رقاد السيد: الفصح الصيفي

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


يسمى عيد رقاد والدة الإله الفصح الصيفي، وفيه نعيّد لرقادها وانتقالها إلى العرش السماوي، هذا العيد يعطينا الفرصة أن نتحدث عن أم عمانوئيل الفائقة القداسة والكلية الطهارة. وكل مرة نتجرأ بالكلام عنها نقول مع جبرائيل: “أيما مديحٍ واجبٍ أقدم لكِ أو بماذا أسميكِ؟ إنني أنذهل وأتحير”.
مريم العذراء هي المرأة التي اختارها الله من بين كل البشر لتكون السلم السماوي الذي بها نزل الله الكلمة إلى الأرض. هي المرأة التي ولدت “بالروح القدس” (متى18:1) الإله المتجسد، هي “والدة الإله” كما حدد المجمع المسكوني الثالث. امرأة خجولة صعدت إلى أليصابات لتقول لها سرّها، الذي لم تخبره لأحد، وعندما استقبلتها أليصابات قالت لها “أم ربي” هذا الذي جاءت تقوله سبقتها إليه أليصابات. من هي والدة الإله؟
هي أمة لله وهذا لقب لم يعطها إياه أي إنسان بل هي أعطته لذاتها عندما أجابت بشارة الملاك: “فقالت مريم هوذا أنا أمة الرب” (لو 38:1)، هي لحظة مباركة جداً لأنها من اللحظات القليلة التي تتطابق فيها إرادة الله مع إرادة البشر.هي أمٌّ: بالمقارنة مع الأم الأولى أي حواء التي هي أم كل الأحياء “دعا آدم اسم امرأته حوّاء لانها ام كل حي” (تك 20:3)، أما مريم فهي أم الحياة الجديدة لأنها أعطت ذاتها لله، هي لم تتجرأ أن تقول عن ذاتها بل أليصابات نادتها بأم الرب “فمن أين لي هذا أن تأتي أم ربي إلي” (لو 43:1)، السيد أسماها أم البشر جميعاً عندما قال للرسول الإنجيلي يوحنا: “هوذا أمك” (يو 27:19).
هي والدة الإله: الكنيسة في المجمع المسكوني الثالث قالت عنها “والدة الإله”. من بين كل الأسماء التي سميت بها مريم العذراء يشكل اسم والدة الإله أكثر الأسماء وضوحاً وتفسيراً لتجسد الله الكلمة منها.
مريم العذراء هي امرأة صامتة ومجاهدة بامتياز، قليلا ما نسمعها تتكلم، أول مرة في البشارة وثانياً عندما ترك المسيح بعمر الثانية عشر أهله ووجدوه في الهيكل يعلم وثالثاً في عرس قانا الجليل عندما انتهى الخمر من العرس. لم تتحدث عن نفسها أبداً ولا على ابنها من كل ما جرى وما سمعت. وقفت عند الصليب مع يوحنا الحبيب لترى ابنها معلقاً على الصليب، ولصمتها أعطى الانجيلي لوقا شهادة بقوله: “اما مريم فكانت تحفظ جميع هذا الكلام متفكرة به في قلبها” (لو 19:2)، هي كانت تسمع وترى ولكنها لازمت الصمت. هي ترى أمامها الله الذي تجسد من أحشائها، هي قبلت أن تحمل المسؤولية على عاتقها وولدت ابن الله من أحشائها. إذا كان السقوط بسبب المرأة الأولى، حواء، فإن بداية الخلاص هو بالمرأة الأخرى أي والدة الإله، بسبب رغبات وأهواء حواء الأولى كان السقوط أما مع مريم فبإرادتها وبنعمة الله سيكون الخلاص، قال الله لحواء: “تكثيرا أكثر أتعاب حبلك، بالوجع تلدين أولادا” (تك 16:3)، أما الملاك فقد حمل للعذراء الفرح السماوي قائلاً: “سلام لك أيتها المنعم عليها. الرب معك مباركة أنت في النساء” (لو28:1)، واستعملت الكنيسة هذا السلام في كل الأعياد الوالدية وفي الكثير من التسابيح الخاصة بالعذراء.
سماع الترتيل والدخول في معانيه يجعل الليتورجيا وعيشها من صلب الحياة الروحية للمؤمن، والتي من خلالها يستطيع أن يتمتع بفوائد روحية جمّة تختلف باختلاف العيد وتراتيله ولكنها تصب في بوتقة واحدة هي عيش الإيمان شخصياً، يقول بولس الرسول في رسالته إلى أهل أفسس: “مكلمين بعضكم بعضاً بمزامير وتسبيح وأغاني روحية مترنمين ومرتلين في قلوبكم للرب” (أفس 19:5)، وهذا يعني بأن تمتلئ من روح الله فترتل من كل قلبك تسابيح ومزامير وتراتيل روحية. العيش في الكنيسة لا يتم بطريقة عقلية أو فكرية بل حياتية، لذلك الكنيسة في أعيادها ترتل وتسبح وتصلي ولا تشرح العيد بكلام فكري محض وقصص تاريخية. فكيف ولدت العذراء من الروح القدس أو كيف انتقلت إلى السماء لا يمكن للعقل أن يجد لها جواباً ولكن الإيمان يراها والقلب يرنّمها، وهذا هو الإيمان أي حالة الإنسان الروحية الداخلية وكما يقول بولس الرسول في رسالته للعبرانيين: “أما الإيمان فهو الثقة بما يرجى والإيقان بأمور لا ترى” (عبر 1:11).
 
قديم 26 - 04 - 2013, 07:11 PM   رقم المشاركة : ( 3064 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,860

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

أحد السامرية

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

“ألعلَّ هذا هو المسيح؟”
يتساءل الإنسان من خلال عيشه مع الله، مستنداً على محبة الله له، ما هو المطلوب منه، أو من البشرية جمعاء، أو من المؤمنين وغير المؤمنين، وأين مصدر الحياة الحقيقي؟، وما هو مصدر السعادة الحقيقي للإنسان؟ وكيف يحقق كل ذلك؟


هل سعادة الإنسان موجودة في الحياة المادية وأطعمة الجسد؟ طبعاً لا
هل في شفاء كل مرض؟ طبعاً لا
هل في اكتشاف العوالم الغامضة وعالم النجوم؟ طبعاً لا … الخ
إذا ما هو الجواب؟ طبعا الجواب هو أن يسكن الإله الحقيقي داخل قلوبنا، السيد المسيح الإله الإنسان، مخلص العالم، النور الحقيقي، الحياة والقيامة، نبع الحياة، خبز الحياة النازل من السماء، النور من نور وإله حق من إله حق، ولكن سكنى الإله فينا لا يتم بدون توبة من الإنسان.
نرى الجواب عند تلك المرأة الخاطئة التي قابلت يسوعَ بدموع وطيوب جزيلة الثمن وأخذت تمسح رجليه بشعرها فاستحقت المسامحة والصفح، مقدمة له توبة حقيقية، سامعةً من فمه قائلاً: “من أجل ذلك أقول لك: قد غفرت خطاياها الكثيرة ، لأنها أحبت كثيرا” (لو47:7).

نرى الجواب على الصليب من ذاك اللص القاتل المجرم الذي أدرك أولاً مدى قذارة الأعمال التي عملها وثانياً آمن بألوهة السيد المسيح وثالثاً طلب من كل قلبه رحمة الله فعبر أولاً بوابة الخلاص إلى الفردوس. الساكن الأول للفردوس كان لصاً ومجرماً، وهذا ليس سوى رحمةً من الله، إذاً كل شيء يرتكز على التوبة والإيمان، على التوبة والتواضع، على التوبة والمحبة وثمارها الصالحة.
مثال آخر هو ما حدث في مثل هذا اليوم، أحد السامرية، حيث قابلت المرأة السامرية السيدَ عند بئر يعقوب في مدينة سوخار، وهي مدينة صغيرة للسامريين، كانت السامرية امرأة خاطئة لها خمسة رجال في الماضي، كشف لها السيد أنه المسيح ومخلص العالم: “أنا المتكلم معك هو” فأكد لها ولكل العالم أنه السيد حقيقة، عندها فتح معها موضوعاً لاهوتياً غير موجود في أي مكان من الكتاب المقدس، فتحدث الله السيد عن الله: “الله روح والذين يسجدون له فبالروح والحق ينبغي أن يسجدوا”، عّرف لها ذاته بأنه: “ينبوع ماء ينبع إلى حياة أبدية”، أعجوبة الإيمان والكشف الإلهي تمّ. بالكشف الإلهي استنارت نفس المرأة السامرية الخاطئة وعلى هذه الاستنارة يرتكز الإيمان وتتقوى التوبة فتحدث تغييراً شاملاً في حياة الإنسان.
بعد فترة وفي وقت عمل الرسل ونشرهم للكلمة الإلهية كانت المرأة السامريةُ من أوائل النساء اللواتي نلنَ سر المعمودية المقدسة وسميت فوتيني، أي المستنيرة، لم تحتفظ بالاسم لنفسها بل عملت على استنارت الآخرين، فعندما آمنت بالمسيح أنه المخلص أسرعت إلى مدينة سوخار وقالت لهم: ” هلموا انظروا إنساناً قال لي كل ما فعلت” وحاولت أن تشدّ انتباههم قائلة: ” ألعل هذا هو المسيح؟”.
هكذا بدأت أولى عظاتها، وعندما اعتمدت، على اسم الثالوث، كبر إيمانها وصار ملتهباً، بعد سنة 40 م بدأت بعملها البشاري، بشكل رئيسي بين النساء، بادئة عملها في كل فلسطين ممتدة في نشر الكلمة الإلهية إلى كل أرجاء الإمبراطورية الرومانية حتى وصلت إلى أفريقيا وعبرت بلاد ما بين النهرين وكبادوكيا وغلاطية وأسيا الصغرى واليونان حتى وصلت إلى روما مقدمة لهم الماء الإلهي الحي لتعليم المسيح الإنجيلي لكل النفوس العطشى.
جهزّت كل مكان مرت به قلوب عابدي الأصنام، الممتلئة ظلمة، لتعليم الرسل وبشارتهم وإنارتها بنور المسيح، عملت حوالي 25 سنة في البشارة حتى وصلت إلى بيت نيرون وحولت ابنة الإمبراطور ذومنينا إلى المسيحية بنعمة الله، والكثير من عبيدها، وهكذا قربت ساعة شهادتها.
قبض عليها وعلى أولادها وأخواتها واستحقت الكرامة الكبيرة بأن تموت لأجل المسيح، لذلك في الكنيسة نسميها ليس فقط العظيمة في الشهيدات بل والرسولة، نعيد لها مرتين في السنة، الأولى في الأحد الخامس من بعد القيامة، أي اليوم، والثانية في 26 شباط.
حاجة الإنسان اليوم يا إخوة، لكل إنسان، وفي كل عصر ووقت، إلى المسيح السيد المتجسد مخلص العالم وإنجيله المليء بــ: كشوفات للثالوث القدوس، تجسد الإقنوم الثاني للثالوث القدوس بشخص يسوع المسيح كإله وإنسان كامل، كشوفات لتعليمه وعجائبه، صلبه وقيامته من بين الأموات وصعوده للسموات، وكل شيء مطلوب للخلاص من إيمان وتوبة ومعمودية والميرون المقدس والمناولة المقدسة وأعمال توبة وإيمان كلها نجدها في الكتاب المقدس.
نؤكد أن السامرية، فوتيني، آمنت بكل ما رأت وسمعت وعملت به بتعب وتضحية كبيرة حتى وصلت إلى الشهادة.
عالمنا اليوم بقدر حاجته للبشارة فهو بحاجة لتعليم الإنجيل، وهذا الأمر لا يقع على عاتق رجال الدين بكل فئاتهم بل على الأهل فهذا واجبهم، وتملّصهم من هذا الأمر بحجة أن هذا العمل يخص الكنيسة هو أمر معيب جداً ويضرّ بالأولاد وبالأهل معاً. يجب أن يكون هناك تعاون مستمر بين الأهل والكنيسة، لا لنطبق رأي الأهل الشخصي في التربية المسيحية بل لنطبق وصايا المسيح وحياة الإنجيل، فلماذا يبقى عملنا غير كامل وينقصه الكثير، كنيسة وأسرةً، فهناك شيء ما ينقصنا، لذلك سأسأل:
أين التواضع؟، أين التوبة الحقيقية؟، أين طهارة القلب؟، أين الصوم، السهر، النسك والصلاة؟، أين الصبر؟، أين الإيمان الحي والمحبة حتى نحو الأعداء؟، أين الحس بالخطيئة؟، أين الأعمال الصالحة، الأخلاق الحسنة، خوف الله؟، أين المثال الذي نقدمه في القداسة؟، هذه القداسة ستوصلنا إلى الخلاص بنعمة الروح القدس، الذي به فقط ستحدث البشارة الحقيقة لإنارة النفوس. عندما رأى السيد التوبة الحقيقية للسامرية وإيمانها الحي ومحبتها المتقدة أهّلها لتكون مبشرة حتى في الأماكن البعيدة من العالم وبالنهاية نالت الشهادة.
نعود لسؤالنا ما هو الذي ينقصنا؟ ينقصنا أن يسكن المسيح في قلوبنا، أن نسعى كي نحتويه في داخلنا فيكون لنا سبباً للخلاص والحياة والنور والقيامة لأنه الطريق والحق والماء الحي لأنه هو كل شيء.
إذا المطلوب أن يكون المسيح ساكناً في قلوبنا ولكن ما هي الشروط لتحقيق ذلك؟ قلناها ونعيدها، هذه الشروط هي التوبة الحقيقة والإيمان الحي والمحبة المتقدة والتواضع، فلنصلٌّ إلى السيد أن يهبنا إياها ولنجاهد لنستحقها وعندها سيأتي السيد وسيسكن في قلوبنا.
 
قديم 26 - 04 - 2013, 07:19 PM   رقم المشاركة : ( 3065 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,860

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

أحد رفع الصليب

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

تسمى علامة الصليب علامة الظفر أي النصر، إذ من بعد موت المسيح عليه وقيامته من بين الأموات انتصر على الموت، ومن بعده حتى يومنا هذا يستخدم المسيحيون الصليب لكي ينتصروا على الشر. هذا الشر متعدد الأشكال والمصادر ويمكن تصنيفه وفق المصادر الثلاث التالية: العالم والجسد والشيطان.
1. العالم: ليس المقصود الأرض أو البحر أو السماء التي نعيش فيها إنما هم الناس غير المؤمنين وغير التائبين فيشكلون أعداء المسيحية الخفيين. في العصور الأولى للمسيحية كان المسيحيون يُضطَّهَدون بالقتل وأما اليوم فيُضطهدوا بالكلام الوضيع والهزأ والسخرية من المسيحيين غير المؤمنين. أما المسيحي الحق فهو لا يخافهم لأنه يعرف أنه من بعد الصلب هنالك الغلبة دوماً وبهذا الروح يرسم علامة الصليب بلا خجل ويقرأ الكتب المقدسة ويذهب إلى الكنيسة ويصلي ويلبس كما يليق بأبناء الله ويصوم ويعترف، ولذلك الشخص الذي يريد أن يتبع العالم ويصبح صديقاً له يصبح عدواً للمسيح والمسيحيين.

2. الجسد: هو ذات كل واحد منا التي لا تقف عن أن تطلب ملذاتها، والشخص الذي يتبع شهوات الجسد ورغباته لا يطلب السماء بل الجحيم، وذلك أنّ الانغماس بشهوات الجسد هو انغماس بالخطيئة وبالتالي نتيجته الموت والجحيم. أما رفع الصليب فيعني عدم تلبية مشتهيات الجسد المفسدة بل طلب ملكوت السموات.
3. الشيطان: هو العدو الأكبر الذي يحارب الإنسان بدون توقف. بعض غير المؤمنين لا يشعرون بوجود الشيطان ولا يؤمنون أنّه كائنٌ حقيقيّ، ولكنهم إن فتحوا أعينهم جيداً فهم سيرون أنه أخطر كائن على البشرية، هدفه جمع النفوس الضعيفة لتكون معه في حربها ضد المسيح أو المسيحيين. نحن ننام أما هو فيبقى ساهراً لا ينام، وكمثلِ أسدٍ جائع يبحث عن الطعام كذلك هو يبحث عن النفوس الضعيفة كي يطاردها ويصطادها.
أما كيف نتغلب على مصادر الشر فهذا يكون كما عمِلَ المسيح وعلّمنا:
1. العالم: المسيح لم يأبه لما سيقوله العالم عند صلبه بل كان هدفه أن تتحقق مشيئة الله الآب السماوية فينال بالصليب الغلبة على الموت، وهكذا نحن أيضاً علينا أن لا نأبه لما يقول العالم ولنتابع حياتنا المسيحية كما ترضي الله وليس البشر.
2. الجسد: هو أيضاً لم يأبه له فسلّمه للجلد والبصق والجروح والآلام والموت ومن بعد آلامه كلها قام وغلب كل ألم وهكذا نحن يجب أن نتحمل كل ألم عند الصوم والصلاة أو أي شيء آخر لأنه لا يقارن بآلام المسيح ولأنه من بعدها سيكون الظفر والغلبة.
3. الشيطان: بعودٍ غلب الشيطانُ آدمَ الأول وطُرد هذا الأخير بسببه من الفردوس، عكَسَ المسيح الأمرَ إذ بعودِ الصليب غلبَ الشيطان وفتح لنا أبواب الفردوس.
أخي المؤمن لا تأبه لكل حرب ضد مسيحيتك بل جاهد بالروح وبقوة الصليب الغالبة ستغلب كل تجربة وخطيئة.
 
قديم 26 - 04 - 2013, 07:23 PM   رقم المشاركة : ( 3066 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,860

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

نبؤة أم بشارة؟


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
رتبت الكنيسة أن نقرأ في الأحد الذي قبل عيد الظهور الإلهي مقطعاً من إنجيل القديس مرقص 1:1-8، وفيه تحدثنا عن يوحنا المعمدان آخر الأنبياء: “هآنذا مرسل ملاكي أمام وجهك يهيئ طريقك قدامك صوت صارخ في البرية أعدوا طريق الرب واجعلوا سبله قويمة”.
النبي يوحنا المعمدان هو نبي لأن كلامه كان بالهام من الروح القدس. حتى يكون الشخص مهيَّأً ليكون نبياً يجب أن يكون مثل المعمدان، كلامه ملهم من الله وحياته كلها زهد وتواضع، فمحرّك النبؤة هو الروح القدس، وهذا هو الأمر هو الذي يميّز النبي الحقيقي عن الساحر والمشعوذ لأنه إذا لم تكن النبؤة من الله فهي تنبئ بالشخص الذي أتت منه أي الإنسان أو الشرير وتالياً تصبح شعوذة وضرباً من السحر.

يخبرنا الإنجيل أن يوحنا المعمدان زهد وترك الدنيا وأصبح يأكل من الجراد ويلبس الوبر فكانت حياته مثال للذين زهدوا عن الدنيا ليعرفوا المسيح بنقاوة. يوحنا عاش التواضع طوال حياته وعند قوله: “يأتي بعدي من هو أقوى مني الذي لست أهلاً أن أنحني وأحل سيور حذائه”.
النبوة كانت موجودة بقوّة في العهد القديم لأن هدفها كان أن تشير إلى السيد وتخبرنا بأنه آتٍ ولكن من بعد تجسُّد المسيح لا نحتاج إلى النبؤة بل إلى البشارة أي لا نحتاج إلى أنبياء بل إلى مبشرين. فكل النبؤات تحققت بالمسيح، لكن من منا جاهزٌ ليكون مبشّراً؟ هو فقط الذي كلامه ملهمٌ من الله ويعيش الزهد والتواضع.
الدعوة للجميع أن يكونوا مبشّرين لذاتهم و لعائلاتهم ولكل من يسأل عن كلمة الله، ولكن لن يستطيعوا أن يكونوا مبشّرين بالحقيقة إن لم يكن كلامهم ملهَم من الله وعاشوا الزهد والتواضع.
أتستطيع أن تكون مبشراً؟
تستطيع عندما يكون كلامك ملهَم من الله، تستطيع عندما تعيش الزهد عن كل ما هو مادي، تستطيع عندما تكون متواضعاً.
 
قديم 26 - 04 - 2013, 07:25 PM   رقم المشاركة : ( 3067 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,860

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

التضرع

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
التضرع في الكنيسة ليس استعطاف بل صلاة من المخلوق للخالق، يتم بحالات كثيرة متعددة ومختلفة باختلاف حاجته، الهدف منه السؤال عن شيء مادي كان أم روحي، هو يربط المحتاج بالمعطي، المحتاجين روحياً هم كثر أما المعطي فهو واحد، السيد المسيح.
المجاهدون الذي تطهّروا وتقدّسوا سبقونا إلى ملكوت السموات، هم يعيشون بقرب الله ويتنعمون بالرؤية الإلهية والفرح الأبدي، يعرفون آلامنا ويفهمون جهادنا وحتى ضعفاتنا، نسألهم أن يصلوا معنا للخالق، هم ليسوا وسطاء لنا عند الله بل صلاتهم وصلاتنا هي الواسطة التي تدفع الله أن يستجيب لما نسأل، نحن وهم نشكل جسد الكنيسة التي رأسها المسيح، وما داموا سبقونا إلى الحضرة إلهية فنحن بحاجة لمساعدتهم لينيروا لنا الطريق الذي سلكوه هم قبلنا، الذي به وصلوا إلى القداسة وأصبحوا يعاينوا مجد الله كل لحظة.


يحرّف البعض معنى التضرّع إلى عبادة، متناسياً أن العبادة هي لله وحده وليس للأشخاص أو الأماكن، فينجرفوا وراء عواطف أساسها أحاسيس غير منضبطة، ويمكن أن يكون للشيطان دور في تحركها وتوجهها حتى يضلنا عن العبادة الصحيحة لله. هناك أمثلة كثيرة لما أقول من تصرفات خارجة عن إطار التقليد الأرثوذكسي وخاصة ما يتعلق في هذه الأيام بصلاة التضرع إلى والدة الإله أي ما يسمى الباراكليسي، فالكثير منا يتوجه إلى والدة الإله ليكرمها، لأنها ولدت الإله مخلصنا، إلا أنه، مع الوقت، يتناسى المسيح مبقياً ذهنه وعقله مع والدة الإله، فيفرغ الليتورجية من المسيح محولاً إياها إلى عبادة والدية، لعله يتم بشكل غير مقصود، ولكن النتيجة تكون بأن ينسى السيد ويبقى ذهنه محصوراً في شخص العذراء، علمنا أباء الكنيسة أن حضور والدة الإله يكون بحضور المسيح، لذلك ركز الكتاب المقدّس على الأحداث المتعلقة بوالدة الإله لطالما مرتبطة بالمسيح، وكذلك في الأيقونات المقدسة فتصوّر والدة الإله حاملة المسيح ومشيرة إليه، يبقى التضرع للقديس لأنه نال كرامة من الله، ولكي يشاركنا الصلاة للخالق حتى يتحقق طلبنا من التضرع.
الله كرم العذراء مريم ونقلها إلى السماء هذه الكرامة التي خصصها بها تجعل تضرعها أمامه مستجاب في كل حين فلنصلي لها لتشاركنا تضرعنا حتى يستجيب الله لنا فيحمينا من قوى الشرير ويخلصنا.
 
قديم 26 - 04 - 2013, 07:27 PM   رقم المشاركة : ( 3068 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,860

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

إثنين الروح القدس

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
أحد العنصرة هو عيد ميلاد الكنيسة حيث حل الروح القدس على التلاميذ الذين بدورهم ذهبوا وبشروا العالم بالخلاص الآتي من الإله الحقيقي أي الثالوث القدوس.
نعيد في أحد العنصرة للشخص الثالث من الثالوث القدوس أي “الروح القدس”، ولذلك نصرخ قائلين: ” قد نظرنا النور الحقيقي وأخذنا الروح السماوي”، الروح القدس هو شخص لكنه أفضل من الإنسان وحتى الملائكة، هو الشخص الثالث لثالوث القدوس، مساو في الجوهر والعرش للآب والابن، وكما أن الآب هو الإله الحقيقي والابن هو الإله الحقيقي كذلك الروح القدس هو الإله الحقيقي، منبثق من إله حقيقي. الآب إله كامل والابن إله كامل كذلك الروح القدس إله كامل, وهم ليسوا ثلاث آله بل إله واحد، هذا سر الأسرار أي سر الثالوث، الذي يتم بالمعرفة والإيمان بالشيء الذي لا يرى “وأما الإيمان فهو الثقة بما يرجى والإيقان بأمور لا ترى” (عبر1:11).
 
قديم 27 - 04 - 2013, 10:39 AM   رقم المشاركة : ( 3069 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,860

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وسط الأسود الجائعة رأى دانيال ملاكك.



  • وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وسط الأسود الجائعة رأى دانيال ملاكك.

ووسط أتون النار ظهرتَ أيها العجيب وسط الثلاثة فتية.


في كل ضيقة تتجلّى، لعلنا نراك ونتمتع ببهاء مجدك.

... ... ...
مرحبًا بكل ضيقة ما دمت تتجلّى لي!

لأراك فلا أُبالي بكل الضيقات



وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
 
قديم 27 - 04 - 2013, 01:38 PM   رقم المشاركة : ( 3070 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,860

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

نتصفح في أوراق قديمة...


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
نتصفح في أوراق قديمة ويمكن أن تكون سبب لنتعلم أشياء جديدة يكون فيها رجاء لي ولك والى الآخر...آمين يارب
إنني متعب من حياتي. فقد فقدت الرجاء وغشاني اليأس ففكرت أن أهجر العالم، وأدخل الدير. أو أن أقضي على حياتي بالانتحار. فما السبيل للقضاء على اليأس؟
ولماذا يجربنا الله أكثر مما نستطيع؟
كان السؤال من: السيد ب. ل. ك.
1- إن دخول الدير لا يحل المشكلة، بل لعله يزيدها تعقيداً. لأنك إن استطعت الهرب من العالم في غياهب الدير فلن يكون في وسعك الهرب من نفسك، ولا من التجارب ما دمت حياً. يُقال أنه حين حاول القديس أنطونيوس الهرب إلى البرية، سمع صوتاً يقول له: يا أنطونيوس إن التجارب التي هربت منها في الاسكندرية سوف تلقاك في البرية. لأن التجارب ليست محيطة بك، بل هي في أعماق نفسك.
أنت إنسان خُلقت على صورة الله كشبهه في أمور كثيرة. وقد زوّدك الله بمواهب وإمكانات، وجعلك كائناً له القدرة على الكفاح في سبيل الخير والجمال. فلماذا لا تستعمل هذه الطاقات الخيرة لمحو الفشل الذي مُنيت به؟
لقد ثبت بالاختبار أن العزلة لا تستطيع إسدال رداء النسيان على الماضي وبالتالي لا تغطي آثار الفشل. على العكس ففي العزلة تستيقظ الذكريات وتشرأب الحسرات في ألف سؤال وسؤال من نوع كيف ولماذا؟
2- إن التجارب ليست شراً يسلطه الله على الإنسان قصاصاً، « لأَنَّ ٱللّٰهَ غَيْرُ مُجَرَّبٍ بِٱلشُّرُورِ» وهو لا يجرب أحداً، هكذا قال الرسول يعقوب: «وَلٰكِنَّ كُلَّ وَاحِدٍ يُجَرَّبُ إِذَا ٱنْجَذَبَ وَٱنْخَدَعَ مِنْ شَهْوَتِهِ» (يعقوب ١: ١٣ و١٤).
وقال الرسول بولس: «لَمْ تُصِبْكُمْ تَجْرِبَةٌ إِلاَّ بَشَرِيَّةٌ. وَلٰكِنَّ ٱللّٰهَ أَمِينٌ، ٱلَّذِي لاَ يَدَعُكُمْ تُجَرَّبُونَ فَوْقَ مَا تَسْتَطِيعُونَ، بَلْ سَيَجْعَلُ مَعَ ٱلتَّجْرِبَةِ أَيْضاً ٱلْمَنْفَذَ، لِتَسْتَطِيعُوا أَنْ تَحْتَمِلُوا» (١كورنثوس ١٠: ١٣) ونفهم من قول الرسول أن الله لا يسمح أن يجرب خائفوه بتجارب لا تستطيع الطبيعة البشرية احتمالها. وأن أمانته تحمله على حفظه إياهم خلال التجارب لكيلا يسقطوا من ثباتهم. ومهما كانت التجارب قاسية، فهي لا تقدر أن تسد طريق القداسة على مختاري الله. لأن الله أما أن يزيلها، وأما أن يعطيهم نعمة كافية للانتصار عليها. وهذا على وفق قول الرب يسوع لبطرس «هُوَذَا ٱلشَّيْطَانُ طَلَبَكُمْ لِكَيْ يُغَرْبِلَكُمْ كَٱلْحِنْطَةِ! وَلٰكِنِّي طَلَبْتُ مِنْ أَجْلِكَ لِكَيْ لاَ يَفْنَى إِيمَانُكَ» (لوقا ٢٢: ٣١ و٣٢).
3- أما الانتحار فهو شر ما يفعله إنسان عاقل. إن دليل صارخ على الخوف من مواجهة الواقع، واحتمال الصعوبات. وهذا ضرب من ضروب الجبن، بل لعله أسوأها. الإنسان المؤمن بالله لا ينهزم أمام الفشل، ولا ييأس أمام المحن. لأن الله «لأَنَّ ٱللّٰهَ لَمْ يُعْطِنَا رُوحَ ٱلْفَشَلِ، بَلْ رُوحَ ٱلْقُوَّةِ وَٱلْمَحَبَّةِ وَٱلنُّصْحِ» (٢تيموثاوس ١: ٧) وبهذا يستطيع أن يجعل من فشله سبباً لشحذ الفكر وتحليل علة الفشل، فيعالج حالته بإيمان وحذر. وله من روح القوة طاقة جبارة ليجاهد جهاد الإيمان، لدفع التجربة عن حصن الحق الذي لله فيه. وله من روح المحبة ما يزكي إيمانه، لأن المحبة «َتَحْتَمِلُ كُلَّ شَيْءٍ، وَتُصَدِّقُ كُلَّ شَيْءٍ، وَتَرْجُو كُلَّ شَيْءٍ، وَتَصْبِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ. اَلْمَحَبَّةُ لاَ تَسْقُطُ أَبَداً» (١كورنثوس ١٣: ٧ و٨). وله من روح النصح ما يزوّده بحكمة تخوله ضبط النفس، وفحص كل الأمور برزانة وتعقل. ولعله بوحي من هذه الحقيقة، كتب الرسول يعقوب وصيته الخالدة للمؤمنين: «اِحْسِبُوهُ كُلَّ فَرَحٍ يَا إِخْوَتِي حِينَمَا تَقَعُونَ فِي تَجَارِبَ مُتَنَوِّعَةٍ، عَالِمِينَ أَنَّ ٱمْتِحَانَ إِيمَانِكُمْ يُنْشِئُ صَبْراً. وَأَمَّا ٱلصَّبْرُ فَلْيَكُنْ لَهُ عَمَلٌ تَامٌّ، لِكَيْ تَكُونُوا تَامِّينَ وَكَامِلِينَ غَيْرَ نَاقِصِينَ فِي شَيْءٍ. وَإِنَّمَا إِنْ كَانَ أَحَدُكُمْ تُعْوِزُهُ حِكْمَةٌ فَلْيَطْلُبْ مِنَ ٱللّٰهِ ٱلَّذِي يُعْطِي ٱلْجَمِيعَ بِسَخَاءٍ وَلاَ يُعَيِّرُ، فَسَيُعْطَى لَهُ» (يعقوب ١: ٢-٥).
ملحق
بعد ثلاثة أسابيع جاءني خطاب من السيد ب . ل. ك. هذه مقدمته: لشد ما كان ابتهاجي عند وصول كتابك المؤرخ في ١٠ شباط ١٩٦٩. وازداد سروري لما فيه من إجابات حكيمة وإرشادات... وبعد قراة الكتاب بتمعن شعرت بنار مقدسة تضطرم في أحشائي. وبعدها شعرت بارتياح عظيم وإذ أتنسم من خطابك روائح المحبة والعطف والإقناع، أسأل الرب يسوع أن يمنحك قوة... ويعضدك ويهبك الغلبة والنصرة على أعداء الكلمة.
أبي الروحي... لقد طرحت مشكلتي الدير والانتحار وعرفت أني مخطئ. ولم ألبث أمام الواقع، حتى تبدت أمامي محاربات إبليس اللعين من جديد. ويبدو لي أني أعيش فترة جفاف روحي. وهذا من نتيجة الفشل الذي مُنيت به العالم الماضي. فأهملت الصلاة والذهاب إلى الاجتماعات الروحية وقراءة الكتاب المقدس.. ويخدعني إبليس معلناً عليّ حرب الشهوة. إنه يحاربني في صورة عطف فتاة وينصب أشراكه بأن أبادلها الحب. وبعد فترة عذاب وآلام وتعلق واضطراب وشغل العقل كلية بها، أستيقظ من غفوتي، وقد أخذت سهام الضمير تنخسني... ولكن الشيطان يلون كل شيء بالمكر والدهاء، لكي يبقيني أسير العواطف الفاجرة... إنني أعيش كإنسان تعيس يتخبط في غياهب الألم والمرارة. فأرجو في محبة المسيح بعضاً من كلمات التعزية... وكيف أعود إلى حياة الطهارة والسعادة الحقيقية... كيف أتخلص من قيود إبليس؟
ألتمس في هذا منكم جميع أخواني وأخواتي أن ترفعوا صلاة حارة من أجل بعضنا بعضاً حتى نعود ويعود كلنا إلى حياة الجهاد والنصرة والقداسة...
الجواب
لقد سرني أن يعطيني الله نعمة في عينيك، فتجد في رسالتي تاريخ ١٠/٢/١٩٦٩ ما جعلك تعزف عن القيام بعمل طائش. كنت قد حزمت أمرك عليه. الأمر الذي يستوجب مني أن أحني ركبتي لدى أبي ربنا يسوع المسيح، مصلياً من أجلك، حتى الرب يكملك في كل عمل صالح، لتصنع مشيئته عاملاً فيك ما يرضيه بربنا يسوع المسيح.
أنا لست مندهشاً أن يشن عليك عدو النفوس إبليس حرباً لا هوادة فيها. لأنه وجد في قرارك بطرح فكرتي دخول الدير والانتحار هزيمة له نكراء، وفشلاً لمخططه الذي وضعه لإلقائك في جب الهلاك. بل إنني كنت لأتعجب لو أنه تركك في الابتهاج بالحصول على السلام باستسلامك للرب يسوع المسيح!
ولكن لا تخف لأن الرب يسوع معك، وهو أقوى من الذي عليك. وما عليك إلا أن تقاوم أفكاره فتنال الغلبة، وتقاد في موكب نصرة المسيح. قال الرسول يعقوب: «ٱخْضَعُوا لِلّٰهِ. قَاوِمُوا إِبْلِيسَ فَيَهْرُبَ مِنْكُمْ. ٨ اِقْتَرِبُوا إِلَى ٱللّٰهِ فَيَقْتَرِبَ إِلَيْكُمْ» (يعقوب ٤: ٧ و٨).
فحين يهاجمك - كما قلت - في صورة عطف فتاة، ارفع نظرك إلى المصلوب وقل يا مجرب: انظر إكليل الشوك، انظر الجراح الدامية. إنه يحبني إنه مات لأجلي لذلك أنا أرفض الخطية. لأن الخطية، كانت السبب المباشر لتسميره على خشبة الصليب.
بكل سرور قبلت المهمة التي شئت أن توكلها إليّ، وهي الصلاة من أجلك. فسأحملك على قلبي، سائلاً إلهي الذي أعبده بروحي أن يكتب اسمك في سفر حياة الخروف. وأن يكمل هذا العمل الصالح الذي بدأه في حياتك إلى يوم مجيئه.
ألتمس في هذا منكم جميع أخواني وأخواتي أن ترفعوا صلاة حارة من أجل بعضنا بعضاً حتى نعود ويعود كلنا إلى حياة الجهاد والنصرة والقداسة دائماً آمين...
أشكرك أحبك كثيراً
يسوع المسيح يحبكم جميعاً
هو ينبوع الحياة
 
موضوع مغلق


الانتقال السريع


الساعة الآن 09:33 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024