منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 07 - 12 - 2020, 12:28 PM   رقم المشاركة : ( 30671 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,296,129

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

أخنوخ: الرجل الّذي سار مع الله

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



بدا أخنوخ مختلفًا عن الآخرين في لائحة الأنساب في مستهلّ سفر التّكوين. بينما عاش الجميع وماتوا، سار هو مع الله ولم يوجد لأنّ الله أخذه. لا يُذكر له إنجازٌ معيّنٌ ولا يُحدّد سببٌ مباشرٌ، ومع ذلك تمتّع بتكريم الله ورضاه فلم يختبر الموت. كلّ ما في الأمر أنّه فقط سار مع الله.
هل تكمن العظمة الحقيقيَّة في رفقة الله أم هي حاضرة بين صُنَّاع التّاريخ وأصحاب البطولات والإنجازات والأعمال الخيريَّة؟

لا يشير الكتاب المقدّس إلى أخنوخ كشخص مُنعَزل كسول وغير فعَّال. وقد يكون على العكس من ذلك تمامًا. إنّ القليل الّذي كُتب عنه يُعلن رسالة واضحة وصريحة. مفادها أن لا شيء يُسرُّ قلب الله أكثر من رفقته، والشّركة معه، والتمتّع به، والشّبع فيه. يحتاج هذا العالم الكثير الحركة إلى إعادة النّظر بأولويّاته وأهدافه ومقاييسه.و على العالم المسيحي بالتّحديد أن يُراجع حساباته، فيُقَلِّل من احتفالاته وإجتماعيّاته ونشاطاته، ويردّ للربّ مكانته، ويعود لتكريس الأوقات والخلوات معه.
سرّ أخنوخ إنّه سار مع الله! عَبَّر عن حبّه الأقوى في حياته بشوقه إليه فجاع إلى البرّ وعطش إليه. إن كنّا لا نُعطي القلب أوّلًا للرّب يكون ما نقدّمه ونعمله مجرّد رشوة. تصبح كلّ إنجازاتنا باطلة إذا لم يكن هو عزّنا وفخرنا. الله معنا ما دمنا معه، والعكس صحيح. هذا تصريح شديد لكنّه أيضًا أكيد.

يصرخ كثيرون إلى الله طالبين مراحمه. يتاجر البعض باسمه. قليلون يحبّونه حقًّا كأخنوخ فيجلسون عند قدميه ليستمعوا إلى كلمات النّعمة الخارجة من شفتيه، ويستمتعوا بها. في السّير مع الله هناك اتّفاقّ واتّباع. فهو لا يسير مع إنسان بوظيفة مُستشار، بل كسيّد وربّ. يلهج الإنسان حتمًا بما في قلبه. ومن "فضلة القلب يتكلّم الّلسان". من يحبّ الرّب حقًّا سيُمضي الوقت معه، ويومًا من الأيام



كتير مننا لا يعرف الكثير عن أخنوخ البار
والكتاب لم يذكر عنه سوى بعض الآيات
وعاش يارد مئة واثنين وستين سنة وولد أخنوخ (تكوين 5: 18)
وعاش يارد بعد ما ولد أخنوخ ثماني مئة سنة وولد بنين وبنات (تكوين 5 :19)
وعاش أخنوخ خمسا وستين سنة وولد متوشالح (تكوين 5: 21)
وسار أخنوخ مع الله بعد ما ولد متوشالح ثلاث مئة سنة وولد بنين وبنات (تكوين 5: 22)
فكانت كل أيام أخنوخ ثلاث مئة وخمسا وستين سنة (تكوين 5: 23)
وسار أخنوخ مع الله ولم يوجد لأن الله اخذه (تكوين 5: 24)

بالإيمان نقل أخنوخ لكي لا يرى الموت ولم يوجد لأن الله نقله إذ قبل نقله شُهد له بأنه قد أرضى الله (عبرانيين 11: 5)
وتنبأ عن هؤلاء أيضا أخنوخ السابع من آدم قائلا: هوذا قد جاء الرب في ربوات قديسيه (يهوذا 1 :14)
ولكم ان تتخيلوا ايه طبيعة حياة أخنوخ
وايه اللي ميزه عن كل اللي في جيله ان الله ياخذه

وايه معنى سار مع الله
برغم ان العصر اللي كان يعيش فيه كان من أشر العصور نظرا لتبعيات قتل قايين لأخيه هابيل والأغلب هو نسل قايين الشرير
إلا أن اخنوخ كان على العكس
عرف ازاي يعيش طاهر وبار وسط جيل فاسد وشرير
تعالوا نتعلم من أخنوخ البار


1- أخنوخ المجدد




وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



أخنوخ كان إنسان زينا من نفس طبيعتنا وسار مع الله عند ولادة ابنه متوشالح يعني كان سنه 65 سنة
يعنى مهما كان عمرك اسعى انك تجري لطريق ربنا
مش لازم تخدم نفس خدمة الشباب لان صحتك مش هتساعدك
مش لازم توعظ زي الواعظ الشهير
فقط ابدأ طريقك مع الله حتى لو تنضف بيت ربنا

2- أخنوخ المؤمن




وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



اخنوخ اللي ذكر عنه " بالايمان نقل اخنوخ لكي لا يرى الموت ولم يوجد لأن الله نقله"
وكلمة سار مع الله يعني ايمانه كان نقي
ايمان ثابت
لا عمره سمع تشكيك الناس ولا كلام الناس على الله
كان الله هو الاول والاخر في حياته


3- أخنوخ الممجد من الله




وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



استحق أخنوخ ان ينقله الله ولم يذق الموت حتى الآن
تعالوا نلخص ما تعلمناه في حياتنا من أخنوخ البار
1- اطلب الله حتى اخر لحظة في عمرك فاللحظة الواحدة مع الله افضل من ألف سنة بعيد عنه
2- خليك واثق في الله دايما انه يقدر وخلي ايمانك ثابت فيه لا يزعزعه اي شكوك
ومهما تأني يستجيب ومهما تأخر هيكون لخيرك
3- انتظر المجد اللي هيعطيه لك الله لو انت مشيت في طريقه
 
قديم 07 - 12 - 2020, 12:29 PM   رقم المشاركة : ( 30672 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,296,129

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الرجل الّذي سار مع الله

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



بدا أخنوخ مختلفًا عن الآخرين في لائحة الأنساب في مستهلّ سفر التّكوين. بينما عاش الجميع وماتوا، سار هو مع الله ولم يوجد لأنّ الله أخذه. لا يُذكر له إنجازٌ معيّنٌ ولا يُحدّد سببٌ مباشرٌ، ومع ذلك تمتّع بتكريم الله ورضاه فلم يختبر الموت. كلّ ما في الأمر أنّه فقط سار مع الله.
هل تكمن العظمة الحقيقيَّة في رفقة الله أم هي حاضرة بين صُنَّاع التّاريخ وأصحاب البطولات والإنجازات والأعمال الخيريَّة؟


لا يشير الكتاب المقدّس إلى أخنوخ كشخص مُنعَزل كسول وغير فعَّال. وقد يكون على العكس من ذلك تمامًا. إنّ القليل الّذي كُتب عنه يُعلن رسالة واضحة وصريحة. مفادها أن لا شيء يُسرُّ قلب الله أكثر من رفقته، والشّركة معه، والتمتّع به، والشّبع فيه. يحتاج هذا العالم الكثير الحركة إلى إعادة النّظر بأولويّاته وأهدافه ومقاييسه.و على العالم المسيحي بالتّحديد أن يُراجع حساباته، فيُقَلِّل من احتفالاته وإجتماعيّاته ونشاطاته، ويردّ للربّ مكانته، ويعود لتكريس الأوقات والخلوات معه.
سرّ أخنوخ إنّه سار مع الله! عَبَّر عن حبّه الأقوى في حياته بشوقه إليه فجاع إلى البرّ وعطش إليه. إن كنّا لا نُعطي القلب أوّلًا للرّب يكون ما نقدّمه ونعمله مجرّد رشوة. تصبح كلّ إنجازاتنا باطلة إذا لم يكن هو عزّنا وفخرنا. الله معنا ما دمنا معه، والعكس صحيح. هذا تصريح شديد لكنّه أيضًا أكيد.

يصرخ كثيرون إلى الله طالبين مراحمه. يتاجر البعض باسمه. قليلون يحبّونه حقًّا كأخنوخ فيجلسون عند قدميه ليستمعوا إلى كلمات النّعمة الخارجة من شفتيه، ويستمتعوا بها. في السّير مع الله هناك اتّفاقّ واتّباع. فهو لا يسير مع إنسان بوظيفة مُستشار، بل كسيّد وربّ. يلهج الإنسان حتمًا بما في قلبه. ومن "فضلة القلب يتكلّم الّلسان". من يحبّ الرّب حقًّا سيُمضي الوقت معه، ويومًا من الأيام
 
قديم 07 - 12 - 2020, 12:34 PM   رقم المشاركة : ( 30673 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,296,129

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

آيات من الكتاب المقدس عن أخنوخ



وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


وعاش يارد مئة واثنين وستين سنة وولد أخنوخ (تكوين 5: 18)
وعاش يارد بعد ما ولد أخنوخ ثماني مئة سنة وولد بنين وبنات (تكوين 5 :19)
وعاش أخنوخ خمسا وستين سنة وولد متوشالح (تكوين 5: 21)
وسار أخنوخ مع الله بعد ما ولد متوشالح ثلاث مئة سنة وولد بنين وبنات (تكوين 5: 22)
فكانت كل أيام أخنوخ ثلاث مئة وخمسا وستين سنة (تكوين 5: 23)
وسار أخنوخ مع الله ولم يوجد لأن الله اخذه (تكوين 5: 24)
بالإيمان نقل أخنوخ لكي لا يرى الموت ولم يوجد لأن الله نقله إذ قبل نقله شُهد له بأنه قد أرضى الله (عبرانيين 11: 5)
وتنبأ عن هؤلاء أيضا أخنوخ السابع من آدم قائلا: هوذا قد جاء الرب في ربوات قديسيه (يهوذا 1 :14)
 
قديم 07 - 12 - 2020, 12:43 PM   رقم المشاركة : ( 30674 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,296,129

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

هل مات اخنوخ وايليا ام ارتفعا الى السماء

حيّان بالنفس والجسد ؟؟؟




وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

يعتقد بعض الاشخاص بطريق الخطأ ان هناك بعض الأنبياء الابرار لم يروا الموت مثل اخنوخ البار وايليا النبي- استنادا الى هاتين الايتين

*1* « وَكَانَ عِنْدَ إِصْعَادِ الرَّبِّ إِيلِيَّا فِي الْعَاصِفَةِ إِلَى السَّمَاءِ، أَنَّ إِيلِيَّا وَأَلِيشَعَ ذَهَبَا مِنَ الْجِلْجَالِ ». (ملوك ث 1:2)
*2* « وَسَارَ أَخْنُوخُ مَعَ اللهِ، وَلَمْ يُوجَدْ لأَنَّ اللهَ أَخَذَهُ ». (تك5: 24)

نهاية حياة إيليا. يسمّيه الناسُ إيليّا الحيّ ويعتبرون أنه لم يمُت، وأنه سيعود.
تعبير اصعاد الرب ايليا اي ان ايليا لم يصعد بذاته بل الرب اصعده اذا الذي يَصعد وينزل ويُصعد ايضا هو الرب يهوه وهو لقب المسيح .

نحن ربما نقول إِن ايليا النبي حيّ نسبة إلى ترداده لهذه العبارة: «حيّ الربّ الذي أنا واقف أمامه ».

لا يقدر انسان ان يكسر ولو بصلاحه امر السيد الخالق بالموت في نفس اليوم الذي تمت فيه الخطية "يوم تأكلا منها موتاً تموتا" وعلى هذا فلا يستطيع اي انسان مهما كان بارا او صالحا ان يحيا في السماء لان باب السماء اغلق في وجه البشرية الساقطة في الخطية اذا يقول الكتاب الكل اخطأ واعوذهم مجد الله ولم يفتح الا بعد ان دفع الثمن رب المجد يسوع بموته وقيامته فكان الصليب هو مفتاح باب السماء
« وَلَيْسَ أَحَدٌ صَعِدَ إِلَى السَّمَاءِ إِلاَّ الَّذِي نَزَلَ مِنَ السَّمَاءِ ابْنُ الإِنْسَانِ الَّذِي هُوَ فِي السَّمَاء».
فقد اوضح القديس بولس ذلك في رسالته الى العبرانيين حين تكلم عن موت الابرار
« فِي الإِيمَانِ مَاتَ هؤُلاَءِ أَجْمَعُونَ، وَهُمْ لَمْ يَنَالُوا الْمَوَاعِيدَ، بَلْ مِنْ بَعِيدٍ نَظَرُوهَا وَصَدَّقُوهَا وَحَيُّوهَا، وَأَقَرُّوا بِأَنَّهُمْ غُرَبَاءُ وَنُزَلاَءُ عَلَى الأَرْضِ». (عبر 13:11)
وايضا: "دخَلت الخطيئةُ في العالم عن يد إنسان واحد، وبالخطيئة دخل الموت، وعمّ الموتُ جميع الناس" (روم 5: 12).
فإن كان إيليّا إنسانًا من الناس، فلا بدَّ أنّه مات. هذه هي المسلَّمة التي ننطلق منها وهي لا تقبل الجدال.
فيبقى علينا أن نشرح النصوص التي تتحدّث عن نهاية حياة إيليّا.
ما هو الواقع؟ إختفى جسدُ إيليّا. بحثَ عنه بنو الأنبياء ثلاثة أيام فلم يجدوه (2 مل 2: 17). كان في البرّية، وقد تكون الريحُ حملته وطرحته "على أحد الجبال أو في أحد الأودية" (2 مل 2: 16): والمعقول هو أنّ عاصفة رمليّة طلعت عليه كما طلعت على أشخاص كثيرين في الصحراء فضاع أثرُهم.

هذا ما حدث لموسى مات بعيدًا عن الناس ، مات هناك في أرض موآب ، كم تمنّى الشعبُ ألاّ يموتَ موسى، ولكن فمَ الربّ تكلّم (تث 34: 5). دُفن في الوادي. من دَفنه؟ الربّ. لم يكن أحدٌ معه حين مات. وهكذا لم يعرف أحدٌ قبرَ موسى. لقد كان موسى عظيمًا جدًّا (تث 34: 11- 12 )
وتمنّى الشعبُ إلاّ يموت إيليّا. وقد سمّوه "مركبةَ اسرائيل وفرسانَه" (2 مل 2: 12). وتمنّوا أن يعرفوا أين دُفن ليكرّموا مدفَنه.
ولكن "الله" أخفاه كما أخفى مدفن موسى، وإيليّا هو صورةٌ عن موسى في كل شيء، ورفيقُ موسى حتى على جبل التجلّي (مت 3:17).

ونعود إلى النصّ كما نقرأه في 2 ملوك 2: هذا ما حدث حين أصعد الربُّ إيليّا في العاصفة نحو السماء.
ونقرأ في 2 مل 2: 11-12: "وفيما كانا سائرَين، وهما يتحادثان، إذا مركبةٌ ناريّةٌ وخيلٌ ناريّةٌ قد فصلت بينهما، وصعد إيليّا في العاصفة نحو السماء. وأليشاع ناظرٌ وهو يصرخ: يا أبي، يا أبي، يا مركبةَ اسرائيل وفرسانَه. ثمّ لم يعد يراه".
نلاحظ أولاً أن النارَ تدلّ على حضور الله. والمركبة الناريّة خاصة بالله. فلم يركبها إيليّا. لقد مرّت المركبة الناريّة، أي مرَّ الله، فأخذ إيليّا وأبقى أليشاعَ على قيد الحياة. رآه أليشاع يختفي فكان وريثَه. لهذا فعل مثله، فقال بنو الأنبياء: "حلّت روح إيليّا على أليشاع" (2 مل 2: 15).
أجل، أخذ الربُّ إيليّا كما أخذ موسى وسائر الأبرار. وسيقول التقليد اللاحق إنّ موسى انتقل إلى السماء ولم يمُت. تلك كانت رغبةً ملحّةً في العهد القديم. كيف يسمح الله أن يتخلّى عن أحبّائه في الموت؟ ولكن هذه الرغبة حقّقها يسوعُ المسيحُ وحدَه.
يروي لنا القديسُ لوقا في سفر الأعمال كيف صعد إلى السماء على مرأى من تلاميذه (9:1). صوّر لوقا المشهدَ على مثال ما عرف عن إيليّا. رأى أليشاعُ إيليّا فكان له سهمان من روحه، أي كان وارثَه الأول. ورأى التلاميذُ يسوع صاعدًا، فكان لهم روحُه مسبقًا، بانتظار أن ينزل عليهم هذا الروح ويمنحهم قوةً من العلاء (أع1"= 8 )

ونقرأ في النصّ العبريّ والسريانيّ: "خُطف (إيليا) في مركبة إلى العلاء، في خيل من نار إلى السماء. وهو مزمعٌ أن يأتي قبل أن يأتي يومُ الربّ ليَرُدَّ البنين إلى الآباء وليبشّر أسباط يعقوب".
هنا يشير النصُّ إلى مجيء إيليّا. ويقولُ الناس: إيليّا هو الحيّ الذي لم يمُت وهو سيعود إلى الأرض. نقول نحن المسيحيين: يسوعُ وحدَه "سيأتي بمجد عظيم"، سيعود بمجد عظيم ليدين الأحياء والأموات.
متى يكون يوم الربّ هذا؟ هنا نورد كلام النبيّ ملاخي (3: 23- 24): "هاءنذا أرسل إليكم إيليّا النبيّ قبل أن يأتي يومُ الربّ العظيم والرهيب، فيردّ قلوب الآباء إلى البنين وقلوب البنين إلى آبائهم".
من يردُّ قلوبَ الآباء إلى البنين؟ هو يوحنّا المعمدان. قال الملاك جبرائيل لزكريّا يبشّره بمولد ابنه: "يسير أمام الربّ بروح إيليّا وقوّته ليردَّ قلوب الآباء إلى البنين" (لو 1: 17).
سيكون يوحنا المعمدان شبيهًا بإيليّا في غيرته على الربّ. وهذا ما سيشرحه يسوعُ لتلاميذه مرارًا، مرةً أولى خلال مديح عن يوحنا المعدان: "فجميع الأنبياء قد تنبّأوا، وكذلك الشريعة، حتى يوحنا. فإن شئتم أن تفهموا، فهو إيليّا المنتظر رجوعُه". أنتم تنتظرون إيليّا، وها هو قد جاء في شخص يوحنا المعمدان الذي جاء يربط ملاخي آخرَ الأنبياء بالعهد الجديد.
ومرّةً ثانية بعد العودة من جبل التجلّي، إذ "سأله تلاميذه: لماذا يقول الكتبة: يجب أن يأتي إيليّا أولاً؟ فأجابهم: إن إيليّا آت وسيصلحُ كلَّ شيء. ولكن أقول لكم: إيليّا قد أتى ولم يعرفوه، بل صنعوا به كل ما أرادوا. ففهم التلاميذ أنه كلّمهم على يوحنا المعمدان" (مت 17: 10-13؛ رج مر 9: 11-13).
أنريدُ كلامًا أوضح من هذا؟ جاء يوحنا المعمدان فكان إيليّا الجديد، كما أنّ النبيّ الذي أعلن عنه موسى قد جاء في شخص يسوع المسيح. قال الربُّ لموسى: "سأقيم لهم نبيًا من وسط إخوتهم مثلكَ، وأجعل كلامي في فمه، فيخاطبهم بكلّ ما آمره به" (تث 18:18). ولكن عددًا من المسيحيّين ما زالوا يعيشون على مستوى العهد القديم. هم ينتظرون عودة إيليّا الذي ما زال حيًا في مكان ما في السُّحب! وسيأتي يومٌ ينتظرون فيه مجيءَ المسيح وكأنه لم يأت بعد!

كان إيليّا رجلَ الله فأُعطي أن ينعم بصداقة الله، لا خلال حياته على الأرض، بل بعد موته ايضا. هذا هو نصيب الصدّيقين، وقد قال فيهم سفرُ الحكمة: "أما نفوس الأبرار فهي بيد الله، فلا يمسُّها أيّ عذاب" (3: 1). وقال أيضًا عن البارّ الذي يُعاجله الموت: "أصبح مرضيًا عند الله فكان محبوبًا. كان يعيش بين الخاطئين فنُقل" (7:4، 10). نقلَه الله إليه، إختطفه لكي لا يُفسد الشرُّ بصيرتَه (آ 11). هذا ما حدث لأخنوخ (تك 5: 24) الذي سار مع الربّ، سلَك بحسب طرقه ووصاياه ( سي 44: 16؛ عب 11: 5). هذا ما حدث لنوح وابراهيم واسحاق وكلِّ الذين شهدوا للمسيح بحياتهم وإيمانهم.

اخيراً الرب يسوع مات على الصليب لأنه تحمل خطايانا . والعذراء مريم والدة الإله لم تكن لها خطيئة فلم تكن خاضعة لشريعة العقاب من الخطيئة لأنها لم ترتكبها يوماً أضافة الى الأمتياز الذي نالته لكونها ( حبل بها بلا دنس ) وكانت قديسة بأعلى درجات الكمال ولهذا أختارها الله لكي تكون تابوت العهد الذي يحمل أبنه الوحيد الى العالم ، لكن رغم هذا أرادها الله أن تموت كما مات أبنه الذي حمل خطايا العالم . فبما أنه قد مات حقاً فهي أيضاً وجب عليها الموت كما وجب على كل البشرية من دون استثناء
 
قديم 07 - 12 - 2020, 12:45 PM   رقم المشاركة : ( 30675 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,296,129

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

أخنوخ البار حياً إلى السماء


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

أخنوخ بن يارد ويدعوه معلِّمنا يهوذا الرسول أخنوخ السابع من آدم (يهوذا 14) وهو ابن متوشالح الذي عمر على الأرض أكثر من أي إنسان آخر إذ عاش 969 سنة ويشهد الكتاب المقدس عن أخنوخ البار أنه سار مع الله أي أرضىَّ الله بسيرته الحسنة وعاش في طاعته في وسط جيل استشرى فيه الفساد وتفاقمت فيه الرذيلة ” وسار أخنوخ مع الله ولم يوجد لأن الله أخذه ” (تك 5: 24)،
ومعنى أخذه أي أصعده إلى السماء حياً بجسده ولم يذق الموت تماماً كما حدث بعد ذلك مع إيليا النبي ( 2مل 2) وسيظل هذان القديسان بجسديهما في السماء إلى أن يأتيا ويحاربا الوحش (رؤ 11: 7) فيقتلهما ويذوقان الموت كباقي الناس. عاش أخنوخ 365 سنة قبل إصعاده حياً إلى السماء.
بركة صلواته فلتكن معنا. ولربنا المجد دائماً أبدياً آمين.



 
قديم 07 - 12 - 2020, 12:53 PM   رقم المشاركة : ( 30676 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,296,129

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الصدّيق والقديس أخنوخ البار



وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


+وَعَاشَ أَخْنُوخُ خَمْساًوَسِتِّينَ سَنَةً وَوَلَدَ مَتُوشَالَحَ. وَسَارَ أَخْنُوخُ مَعَ اللهِ بَعْدَ مَا وَلَدَ مَتُوشَالَحَ ثَلاَثَ مِئَةِ سَنَةٍ وَوَلَدَ بَنِينَ وَبَنَاتٍ. فَكَانَتْ كُلُّ أَيَّامِ أَخْنُوخَ ثَلاَثَ مِئَةٍ وَخَمْساًوَسِتِّينَ سَنَةً. ( تك 5 : 21-23 )

+” سار أخنوخ مع الله ولم يوجدلأن الله أخذه ” (تك 5 : 24)

+” بالإيمان نُقل أخنوخ لكي لا يرى الموت ، ولم يوجد لأن الله نقله ” ( عب 11 : 5 ) .

+”أخنوخ أرضى الرب فنُقل وسينادى الأجيال الى التوبة ” (يشوع بن سيراخ 44 : 16)

+” لم يخلق على الأرض أحد مثل أخنوخ الذى نُقل عن الأرض ” (يشوع بن سيراخ 49 : 16)

+”خطفه لئلا يغير الشر عقله، إنه كان مرضيًا لله فأحبه وكان يعيش بين الخطاة فنقله” (الحكمة ظ¤: ظ،ظ*، ظ،ظ،).

+بالايمان نقل اخنوخ لكي لا يرى الموت و لم يوجد لان الله نقله اذ قبل نقله شهد له بانه قد ارضى الله (عب 11 :5)

+وقد تنبأ النبى والقديس أخنوخ البار عن الخطاة وذكر ذلك معلمنا الرسول يهوذا فى رسالته بقوله ” وتنبأ عن هؤلاء أيضاً أخنوخ السابع من آدم قائلاً هوذا قد جاء الرب فى ربوات قديسيه ليصنع دينونة على الجميع ويُعاقب جميع فُجارهم على جميع أعمال فُجورهم التى فجروا بها وعلى جميع الكلمات الصعبة التى تكلم بها عليه خطاة فجار” (يهوذا1: 14،15)

+القديس أمبروسيوس:رأى فيه القديس أمبروسيوس صورة للحياة الرسولية التي لا يهزمها الموت إذ يقول: [حقًا لم يعرف الرسل الموت كما قيل لهم: “الحق الحق أقول لكم إن كثيرين من القيام ههنا لا يذوقون الموت حتى يروا ابن الإنسان قادمًا في ملكوته” (راجع مت ظ،ظ¦: ظ¢ظ¨). فمن ليس بداخله شيء يموت (يحيا أبديًا)، هذا الذي ليس فيه من مصر (رمزيًا) أي نعل أو رباط، إنما خلع عنه هذا كله قبل تركه خدمة الجسد. ليس أخنوخ وحده هو الحيّ ولا وحده أُخذ إلى فوق، إنما بولس أيضًا ارتفع ليلتقي بالمسيح ].

+القديس كبريانوس:بنفس الفكر يرى القديس كبريانوس مثلاً حيًا للمنتقلين إلى الرب سريعًا إذ تركوا عنهم محبة الزمنيات: [إنك تكون (كأخنوخ) قد أرضيت الله إن تأهلت للانتقال من عدوى العالم. لقد علّم الروح القديس سليمان أن الذين يرضون الله يؤخذون مبكرين ويتحررون سريعًا لئلا بتأخيرهم في هذه العالم يتدنسون بوبائه. وكما قيل: “خطفه لئلا يغير الشر عقله، إنه كان مرضيًا لله فأحبه وكان يعيش بين الخطاة فنقله” (حك ظ¤: ظ،ظ*، ظ،ظ،). وفي المزامير تسرع النفس المكرمة لإلهها نحوه قائلة: “ما أحلى مساكنك يارب الجنود، تشتاق بل تتوق نفسي إلى ديار الرب” (مز ظ¨ظ¤: ظ،) ].

+القديس يوحنا الذهبي الفم:يرى القديس يوحنا الذهبي الفم أن “أخنوخ” فاق هابيل في إيمانه، إذ يقول: [فاق هذا الرجل هابيل في إيمانه. ربما تسأل كيف؟ لأنه بالرغم من مجيئه بعده فإن ما أصاب هابيل كان كافيًا بصده عن سعيه… ومع هذا لم يدخل أخنوخ إلى اللامبالاة، ولا قال في نفسه: ما الحاجة إذن إلى التعب؟! ]. كان أخنوخ عظيمًا في إيمانه، فمع عدم رؤيته أمثلة حية يحتذي بها، ومع سماعه ما حدث مع هابيل عاش مع الله يسلك بالبر فاستحق أن يأخذه.

+ أخنوخ البار :

بين سلسلة الأنساب المذكورة فى سفر التكوين الاصحاح الخامس وُجد إنسان واحد لم تختم حياته بعبارة “ومات”، إنما قيل عنه “ولم يوجد لأن الله أخذه” [ظ¢ظ¤]، هذا الذي “قبل نقله شُهد له بأنه أرضي الله” (عب ظ،ظ،: ظ¥). فإن كانت الأنساب الأخرى تمثل البشرية المؤمنة التي تمتعت بالرجاء في مجيء المخلص الموعود به لينقلها من الموت إلى الحياة، فإن “أخنوخ” يمثل أعضاء الكنيسة التي لا تعاين الموت عند مجيء ربنا يسوع بل ترتفع معه على السحاب لتنعم مع بقية الأعضاء بالحياة الأبدية المجيدة (ظ، تس ظ¤: ظ،ظ¤– ظ،ظ§).

لعل ما ورد عن أخنوخ هنا وسط سلسلة الآباء، تأكيد أن سرّ سعادة الإنسان ليس طول بقائه على الأرض وإنما انتقاله إلى حضرة الرب ليعيش معه وجها لوجه.

وكأن “أخنوخ” يمثل استرداد الإنسان لحالته الأولى الفردوسية، بانطلاقه من الأرض التي فسدت إلى مقدس الله. وكما يقول يهوذا الرسول: “وتنبأ عن هؤلاء أيضًا أخنوخ السابع من آدم قائلاً: “هوذا قد جاء الرب في ربوات قديسيه، ليضع دينونة على الجميع ويعاقب جميع فجورهم على جميع أعمال فجورهم التي فجروا بها على جميع الكلمات الصعبة التي تكلم بها عليه خطاة فجار” (يه ظ،ظ¤: ظ،ظ¥). انتقال أخنوخ إلى الله هي نبوة عملية عن الحياة الأبدية وشهادة ضد الأشرار ودينونتهم العتيدة، بجانب نبوته النطقية التي تسلمتها الكنيسة اليهودية خلال التقليد الشفوي وسجلها الرسول يهوذا.

أخنوخ يمثل القلب الذي يتحد مع الذي ويصير موضع سروره ورضاه في المسيح يسوع الابن المحبوب، فلا يمكن للموت (الروحي) أن يجد له فيه موضعًا، بل يكون في حالة انطلاق مستمر نحو الأبدية، لا يقدر العدو أن يمسك به أو يقتنصه.
لم نعرف عن حياة أخنوخ شيئًا سوي هذه العبارة “وسار أخنوخ مع الله ولم يوجد لأن الله أخذه” [ظ¢ظ¤]، إذ لم يذكر لنا الكتاب شيئًا عن تصرفاته أو مثلاً لمعاملاته، لكنه بحياته الخفية سحب قلوب الكثيرين عبر الأجيال نحو التوبة والحياة مع الله. يقول ابن سيراخ: “نُقل أخنوخ كمثال للتوبة لجميع الأجيال” (ظ¤ظ¤: ظ،ظ¦). (تفسيرالأصحاح الخامس من سفر التكوين للقمص تادرس يعقوب ملطى )
 
قديم 07 - 12 - 2020, 12:56 PM   رقم المشاركة : ( 30677 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,296,129

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

أخنوخ البار



وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


+ أخنوخ البار

بين سلسلة الأنساب المذكورة فى سفر التكوين الاصحاح الخامس وُجد إنسان واحد لم تختم حياته بعبارة “ومات”، إنما قيل عنه “ولم يوجد لأن الله أخذه” [ظ¢ظ¤]، هذا الذي “قبل نقله شُهد له بأنه أرضي الله” (عب ظ،ظ،: ظ¥). فإن كانت الأنساب الأخرى تمثل البشرية المؤمنة التي تمتعت بالرجاء في مجيء المخلص الموعود به لينقلها من الموت إلى الحياة، فإن “أخنوخ” يمثل أعضاء الكنيسة التي لا تعاين الموت عند مجيء ربنا يسوع بل ترتفع معه على السحاب لتنعم مع بقية الأعضاء بالحياة الأبدية المجيدة (ظ، تس ظ¤: ظ،ظ¤– ظ،ظ§).

لعل ما ورد عن أخنوخ هنا وسط سلسلة الآباء، تأكيد أن سرّ سعادة الإنسان ليس طول بقائه على الأرض وإنما انتقاله إلى حضرة الرب ليعيش معه وجها لوجه.

وكأن “أخنوخ” يمثل استرداد الإنسان لحالته الأولى الفردوسية، بانطلاقه من الأرض التي فسدت إلى مقدس الله. وكما يقول يهوذا الرسول: “وتنبأ عن هؤلاء أيضًا أخنوخ السابع من آدم قائلاً: “هوذا قد جاء الرب في ربوات قديسيه، ليضع دينونة على الجميع ويعاقب جميع فجورهم على جميع أعمال فجورهم التي فجروا بها على جميع الكلمات الصعبة التي تكلم بها عليه خطاة فجار” (يه ظ،ظ¤: ظ،ظ¥). انتقال أخنوخ إلى الله هي نبوة عملية عن الحياة الأبدية وشهادة ضد الأشرار ودينونتهم العتيدة، بجانب نبوته النطقية التي تسلمتها الكنيسة اليهودية خلال التقليد الشفوي وسجلها الرسول يهوذا.

أخنوخ يمثل القلب الذي يتحد مع الذي ويصير موضع سروره ورضاه في المسيح يسوع الابن المحبوب، فلا يمكن للموت (الروحي) أن يجد له فيه موضعًا، بل يكون في حالة انطلاق مستمر نحو الأبدية، لا يقدر العدو أن يمسك به أو يقتنصه.
لم نعرف عن حياة أخنوخ شيئًا سوي هذه العبارة “وسار أخنوخ مع الله ولم يوجد لأن الله أخذه” [ظ¢ظ¤]، إذ لم يذكر لنا الكتاب شيئًا عن تصرفاته أو مثلاً لمعاملاته، لكنه بحياته الخفية سحب قلوب الكثيرين عبر الأجيال نحو التوبة والحياة مع الله. يقول ابن سيراخ: “نُقل أخنوخ كمثال للتوبة لجميع الأجيال” (ظ¤ظ¤: ظ،ظ¦). (تفسيرالأصحاح الخامس من سفر التكوين للقمص تادرس يعقوب ملطى )
 
قديم 07 - 12 - 2020, 01:01 PM   رقم المشاركة : ( 30678 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,296,129

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

ايمان اخنوخ‎




وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


تأملنا بإيمان هابيل، عن الذبيحة التي قدمها لله، وبنعمة الرب سوف نستمر بالتأمل بحياة رجال ونساء الله، من خلال الاصحاح الحادي عشر من رسالة العبرانيين. أحد الشخصيات الكتابية التي كُتِب عنها القليل في الكتاب المقدس، ولكن لها تأثير كبير ومعنا حقيقي للإيمان بالله هي شخصية اخنوخ. اخنوخ​ نقرأ في العبرانيين 11:5 انه بالإيمان نُقِل اخنوخ لكي لا يرى الموت، ولم يوجد لان الله نقله، اذ قبل نقله شُهِد له بانه قد ارضى الله.
ذكر الرسول كلمة نقل ثلاث مرات في هذا العدد، نقرأ ان اخنوخ نُقل، اي ليس بمجهوده البشري وحكمته البشرية نُقل، بل كما يقول الرسول ان الله نقله، وبانه قبل نقله قد أرضى الله، اي بمعنى اخر ان الفضل هو لله، القوة من الله، العمل هو لله وتكريس حياتنا المسيحية يأتي بفضل قوة وافتقاد سماوي، من الله وروحه القدوس.

ان معنى الاسم اخنوخ هو "المكرس"، وما احوجنا جميعا في هذه الايام ان نتكرس للرب الهنا من كل قلوبنا، تكريس صادق وكامل من كل القلب، والله وحده بعد ان وهبنا نعمة الخلاص والحياة الابدية، بسفك دم يسوع على الصليب، قادر ان يكرسنا بالتمام لشخصه المبارك ولخدمة الملكوت، ملكوت السماوات.

كتب الرسول بولس لأهل تسالونيكي الاولى 4:3، ان ارادة الله قداستكم، ويتابع بالقول ان تمتنعوا عن الزنا، وان يعرف كل واحد ان يقتني اناءه بقداسة وكرامة، لا في هوى شهوة كالأمم الذين لا يعرفون الله! علينا كمؤمنين (بمعونة الرب) ان لا نتمثل ونتشبّه بأفكار العالم، وللأسف الشديد اصبحت افكار ومعتقدات مناقضة للإيمان المسيحي، مناقضة لفكر ومحبة الله وكل رغبة صادقة بأن نتكرس ونتقدس للرب الهنا، وكما يقول الرسول يوحنا ان كل ما في العالم هو شهوة الجسد، شهوة العيون، وتعظم المعيشة، وهذه الامور هي ليست حسب فكر الله بل بالعكس تمام.

يحثنا الرسول في تسالونيكي الاولى 5:23 ان نمتحن كل شيء، ونتمسك بالحسن، ان نمتنع عن كل شبه شر، ويتابع ان إله السلام نفسه يقدسكم بالتمام، وتُحفظ روحكم ونفسكم وجسدكم كاملة بلا لوم عند مجيء ربنا يسوع المسيح. اخنوخ سار مع الله، نوح سار مع الله، ابراهيم سار مع الله، فهل حياتنا نحن، بعد ما قبلنا يسوع ربًا ومخلصًا على حياتنا، تُظهر تكريس وتقديس للسيد الذي اقتنانا بدمه؟ هذا التكريس الذي يبدأ بالروح كما كتب الرسول، اي من الداخل، من كياننا الباطني ومن كل القلب، كذلك تكريس للنفس، وتهذيب رغباتها وميولها حسب مشيئة الله، وايضا الجسد بكلامه ونظراته، بطعامه وشرابه ولباسه، بشهوته واحتياجاته...

يحثنا الكتاب المقدس ان نسير مع الله كما سار اخنوخ، ولكن هذا الامر يتطلب منا ان نقدم ذواتنا وبإرادة كاملة لله، وليس عن غصب، او حزن، او اضطرار، بل كما طلب الرسول بولس برأفة الله من اهل رومية، ان يقدموا اجسادهم ذبيحة حيّة مقدسة مرضية عند الله، اي ان رأفة الله هي التي تدعونا لكي نتكرس لإلهنا، وليس اي امر او دافع اخر، كذلك يقول الرسول ذبيحة حية، فكيف للذبيحة ان تكون حية؟

نعم ذبيحة اي ان نموت على ذواتنا وشهواتنا، لكي نحيى بقوة قيامة المسيح فينا، نسير معه كل ايام حياتنا، نتغير الى صورته ومثاله، وكما كتب الحكيم في كتاب الامثال 23:26، يا ابني أعطني قلبك، ولتلاحظ عيناك طرقي، لان الزانية هُوَّة عظيمة، والاجنبية حفرة ضيقة. وفي امثال 4:23 نقرأ ان فوق كل تحفظ احفظ قلبك، لان منه مخارج الحياة... في تكوين 5:22 نقرأ عن حياة اخنوخ انه سار مع الله بعد ما ولد متوشالح، ونحن ليس لنا ان نسير مع الله، نطيعه، نخضع له ونخدمه ان لم نولد من فوق، نولد من الله، من الكلمة الحية وبعمل الروح القدس. اخنوخ ولد متوشالح (المعنى مات وأرسل، بالعبرية ×‍×ھושלח)، اي قبل الولادة الجديدة بالروح القدس، هناك موت على ذواتنا وشهواتنا، موت عن العالم، موت عن الخطية لكي نحيى مع المسيح، وكما كتب بولس في كولوسي 3:3، لأنكم قد مُتُّم وحياتكم مستترة مع المسيح في الله، متى أُظهِر المسيح حياتنا، فحينئذ تُظهرون أنتم ايضًا معه في المجد. دعونا لا نتهاون بما يكتب رسول الامم، لأنه ان لم نموت على ذواتنا ونحيا مع المسيح كل يوم، بكل قداسة وتقوى فلن يرى أحد الرب! عبرانيين 12:14.

نفهم من تكوين 22 -5:21، ان اخنوخ عاش 365 سنة، وهذا يذكرنا بعدد ايام السنة، ويحثنا ان نتكرس للرب الهنا كل ايام السنة، وليس في ايام معينة فقط، بل كل ايام حياتنا، ايام الحزن وايام الفرح، ايام الاضطهاد وايام البركات، لأنه لكل شيء وقت تحت الشمس، والمثير للانتباه ان حياة اخنوخ على الارض كانت اقل من جميع ابائه واولاده، كانت حياة قصيرة نسبياً، ولكن كانت حياة مكرسة ومقدسة، لان الله ينظر الى القلوب وليس الى الوجوه، وليس المهم كَم السنين التي نعيشها في ايام غربتنا على الارض، بل الكَيف، الم يعش ربنا المبارك في ايام تجسده فقط 33 سنة، ولكن كانت مليئة بالمحبة والعطاء، بالتحرير والشفاء، فالكيف لا الكم يا احباء... يقول الرسول ان اخنوخ لم يوجد، لان الله اخذه، هل نحن ايضًا اخذنا الله؟

لا نقصد الاختطاف الى السماء يوم رجوع الرب يسوع مع القديسين، امواتًا كنا ام احياء، ولكن نقصد هل الله اخذنا اليوم، هل اخذ راحته في تشكيلنا وتجديد قلوبنا وافكارنا؟ ان كان الله يعمل بنا فليس لنا ان نوجد نحن ايضًا، كما لم يوجد اخنوخ، هل الناس ترى فينا الطبيعة القديمة، الانانية، الشهوة، الكذب، الزنى والسرقة ام نحن لم نوجد، ويظهر المسيح فينا؟ هل نحن نوجد في خدمتنا وعطائنا للرب ام نختفي وراء صليب رب المجد، لكي يظهر هو وحده؟ كما ذكرنا ان كلمة نقله تتكرر ثلاث مرات في نفس العدد في رسالة العبرانيين، وهذا ما يؤكده لنا بولس مرة اخرى في الرسالة الى اهل كولوسي 1:13، ان الله أنقذنا من سلطان الظلمة، ونقلنا الى ملكوت ابن محبته، الذي لنا فيه الفداء، بدمه غفران الخطايا.

دم المسيح يغفر الخطايا، دم المسيح يطهر، دم المسيح ينقذ من سلطان الظلمة وينقلنا الى ملكوت ابن محبته، فهل اختبرنا قوة دم المسيح الذي سُفك على عود الصليب، ونقلنا الى ملكوت الحبيب يسوع، ام ما زلنا نصارع بقوانا البشرية ظلمة هذا الدهر بل ومنغمسين بخطاياه وشهوته؟! الله هو الذي نقل اخنوخ، والفضل والقوة من الله، الله هو الذي نقل ايليا الى السماء، الله هو الذي اقام بل واجلس المسيح عن يمينه لكي يشفع لنا، فالذي نقل اخنوخ وايليا قادر ان ينقلنا نحن ايضاً الى ملكوته ومجده.

ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هو: كيف لي ان اعرف ان كنت قد انتقلت من الموت الى الحياة؟ احبائي، نحن انتقلنا من الموت الى الحياة بمحبة الاخوة (يوحنا الاولى 3:14)، فهل محبة الله هي التي تملأ قلوبنا، ان نحب الله، نحب اولاد الله، نحب ونُكرم الاخوة اكثر من انفسنا، لأننا ان قلنا اننا قد انتقلنا من الموت الى الحياة، من الظلمة الى النور، فالعلامة هي المحبة، محبة الاخوة، بل واقول محبة الاعداء كما علم ربنا، لأننا ان فعلنا هذا واحببنا الاخوة بل حتى الاعداء، فبهذا نُرضي ربنا المبارك، كما اخنوخ ارضى الله قبل ان ينقل...



احبائي، دعونا نرضي الله قبل ان نُنقل، دعونا نحب بعضنا البعض قبل ان ننقل، لان الذي نربطه على الارض يكون مربوط في السماء، والذي نحله على الارض يكون محلول في السماء، دعونا نصلح كل شيء اليوم وليس غدًا، لأنه غدًا ربما يكون متأخر! دعونا نغفر اليوم، دعونا نُطلق اليوم، لأنه بعدما نُنقل لن يكون بعد مجال لا للتوبة ولا ارضاء الله، بل دينونة رهيبة لكل من لم يحل ولم يغفر، لان الله محبة، نعم نحن نتكلم عن الايمان، كذلك عن الرجاء، ولكن أعظمهم المحبة! وكيف لنا ان نحب الوالد (الله الآب)، ولا نحب المولود منه (المؤمنين باسم ابن الله الحي)؟
الم تكن هذه هي الوصية العظمى، أحبوا بعضكم بعضًا كما احببتكم انا؟ اخنوخ تنبأ عن الناس الفجار، الذين يُحَوِلون نعمة الهنا الى الدعارة، والذين يُنكرون السيد الوحيد: الله وربنا يسوع المسيح، نعم تنبأ عن هؤلاء اخنوخ السابع من آدم قائلاً: هوذا قد جاء الرب في ربوات قدّيسيه، ليصنع دينونة على الجميع، ويعاقب جميع فُجَّارهم على جميع اعمال فجورهم التي فجروا بها، وعلى جميع الكلمات الصعبة التي تكلم بها عليه خُطاةٌ وفُجارٌ (رسالة يهوذا). اخنوخ تكرس وتقدس وأرضى الله، وانتقل الى الامجاد السماوية، فهل تكرسنا وتقدسنا نحن من كل القلب، روحاً ونفساً وجسدًا؟

وانتقلنا من سلطان الظلمة والموت الى ملكوت يسوع المسيح؟ هل ملكوت الله في قلوبنا؟ ونحب الاخوة، جميع الاخوة، الضعيف والقوي، اليهودي والاممي، من اتفق معه الرأي ومن اعارضه الرأي؟ من فهمني ومن لم يفهمني؟ هل حياتنا تُظهر المسيح؟ لكي نتنبأ كما اخنوخ أيضا؟ ان كنا رائحة المسيح الذكية لله (كورنثوس الثانية 2:15)، في الذين يخلصون وفي الذين يهلكون، لهؤلاء رائحة موتٍ لموتٍ، ولأولئك رائحة حياةٍ لحياةٍ، ومن هو كُفوءٌ لهذه الامور؟
 
قديم 07 - 12 - 2020, 01:09 PM   رقم المشاركة : ( 30679 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,296,129

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

اخنوخ ‏«ارضى الله»‏



وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة







عاش اخنوخ حياة طويلة،‏ اطول بكثير مما نتخيل.‏ فقد وصل عمره الى ظ£ظ¦ظ¥ سنة،‏ اي ما يعادل مجموع حياة اربعة اشخاص عاشوا اكثر من ظ©ظ* سنة!‏ ولكن مقارنةً بالناس في ايامه،‏ لم يكن اخنوخ عجوزا.‏ ففي ذلك الوقت،‏ اي منذ اكثر من ظ¥ظ*ظ*ظ* سنة،‏ كان معدل اعمار البشر اطول بكثير مما هو عليه اليوم.‏ مثلا،‏ حين وُلد اخنوخ،‏ كان الانسان الاول آدم بعمر ظ¦ظ*ظ* سنة تقريبا،‏ ثم عاش ظ£ظ*ظ* سنة اخرى.‏ حتى ان بعض المتحدرين من آدم عاشوا اكثر من ذلك.‏ لذا يمكننا تخيُّل اخنوخ رجلا نشيطا وحيويا وهو بعمر ظ£ظ¦ظ¥ سنة.‏ فأمامه بعد سنوات كثيرة حتى يشيخ ويموت.‏ لكن مشوار حياته انتهى فجأة.‏
كانت حياة اخنوخ على الارجح في خطر كبير.‏ فهو كان مكلَّفا ان يبلِّغ الناس رسالة من الله.‏ لكنَّ الناس كرهوا رسالته،‏ وكرهوا الاله الذي أرسله،‏ وكرهوه هو ايضا!‏ ذراعهم اقصر من ان تصل الى الهه يهوه،‏ فوجدوا فيه هو فريسة سهلة.‏ تصوَّره يركض هاربا من امامهم،‏ ووجوههم الشرسة لا تروح من باله.‏ بمَن يفكِّر الآن يا تُرى؟‏ بزوجته؟‏ ببناته؟‏ بابنه متوشالح؟‏ بحفيده لامك؟‏ (‏تكوين ظ¥:‏ظ¢ظ،-‏ظ¢ظ£،‏ ظ¢ظ¥‏)‏ هل يراهم مجددا،‏ ام ان نهايته قد اتت؟‏
لا يعطينا الكتاب المقدس معلومات كثيرة عن اخنوخ.‏ فهو يأتي على ذكره باختصار ثلاث مرات فقط.‏ (‏تكوين ظ¥:‏ظ¢ظ،-‏ظ¢ظ¤؛‏ عبرانيين ظ،ظ،:‏ظ¥؛‏ يهوذا ظ،ظ¤،‏ ظ،ظ¥‏)‏ الا ان هذه المعلومات القليلة كافية كي ترسم صورة رجل ايمانه عظيم.‏ وفي حال كنا ارباب عائلات،‏ او في حال وقفنا وقفة شجاعة لندافع عن معتقداتنا،‏ فسنتشجع كثيرا من مثاله.‏


‏«سار اخنوخ مع الله»‏

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


حين وُلد اخنوخ في الجيل السادس بعد آدم،‏ كانت البشرية في حالة سيئة.‏ طبعا،‏ كان البشر آنذاك قريبين جدا الى الكمال الجسدي الذي خسره آدم وحواء،‏ فعاشوا حياة طويلة.‏ لكن هذا لا يمنع ان وضعهم الاخلاقي والروحي تدهور الى اقصى الحدود،‏ فصار العنف جزءا من حياتهم.‏ هذا العنف كان قد بدأ في الجيل الاول بعد آدم حين قتل قايين اخاه هابيل.‏ لكنَّ العنف اشتدَّ وقوي الى درجة ان احد المتحدرين من قايين افتخر بأنه اعنف وأشر منه.‏ وفي الجيل الثاني،‏ ابتكر البشر عادة شريرة جديدة.‏ ‹فابتدأوا يدعون باسم يهوه›.‏ وهل كان هدفهم عبادة الله؟‏ كلا.‏ فعلى ما يبدو،‏ كانوا بذلك يجدفون؛‏ يستعملون اسم الله المقدس بقلة احترام!‏ —‏ تكوين ظ¤:‏ظ¨،‏ ظ¢ظ£-‏ظ¢ظ¦‏.‏
وقد صار هذا الجو الفاسد دينا باطلا.‏ وعلى الارجح،‏ تبنَّاه معظم الناس ايام اخنوخ.‏ لذا،‏ فيما كان يكبر،‏ وجب عليه ان يتخذ قرارا.‏ هل يساير الاغلبية في ايامه،‏ ام يحاول ارضاء الاله الحقيقي يهوه خالق السماء والارض؟‏ تُجيب التكوين ظ¥:‏ظ¢ظ¢‏:‏ «سار اخنوخ مع الله».‏ وهذه الآية اللافتة ميَّزته عن العالم الكافر من حوله.‏ وهو اول مَن وُصف بذلك في الكتاب المقدس.‏ فلا بد انه تأثر كثيرا بمثال هابيل،‏ هذا الرجل الذي مات شهيدا لأنه عبد يهوه عبادة مقبولة.‏ وأخنوخ من جهته قرر ان يتبع المسلك نفسه.‏
بعمر ظ¦ظ¥ سنة تقريبا صار اخنوخ رب عائلة.‏ وتُخبرنا التكوين ظ¥:‏ظ¢ظ¢ انه ظل يسير مع الله بعدما ولد ابنه متوشالح.‏ وقد تألفت عائلته من زوجة لا نعرف اسمها،‏ وعدد من ‹البنين والبنات›.‏ وبما ان اخنوخ كان ابا ‹يسير مع الله›،‏ فلا بد انه ربى اولاده وأعال عائلته واهتم بها وفق المبادئ الالهية.‏ فهو عرف ان يهوه يريد منه ان يكون وليا ويلتصق بزوجته.‏ (‏تكوين ظ¢:‏ظ¢ظ¤‏)‏ ولا شك انه سعى جاهدا ليعلِّم اولاده عن يهوه الله.‏ فهل اثمرت جهوده؟‏
لا يخبرنا الكتاب المقدس تفاصيل كثيرة عن هذه المسألة.‏ فالسجل الموحى به لا يقول هل كان متوشالح بن اخنوخ رجلا مؤمنا.‏ كل ما نعرفه ان ليس هناك شخصية في الكتاب المقدس عاشت اكثر مما عاش،‏ وأنه مات في السنة التي جاء فيها الطوفان.‏ الا ان متوشالح انجب ابنا يدعى لامك.‏ ولامك عاصر جده اخنوخ اكثر من ظ،ظ*ظ* سنة وكان رجلا مؤمنا.‏ فيهوه اوحى له ان يتفوه بنبوة عن ابنه نوح تمت بعد الطوفان.‏ ونوح ايضا تميَّز بين ابناء جيله انه سار مع الله مثل جد ابيه اخنوخ.‏ ورغم ان نوحا لم يعاصر اخنوخ،‏ استفاد على الارجح من ميراثه الروحي الغني.‏ فربما سمع عنه من ابيه لامك او جده متوشالح او ربما من يارد،‏ ابي اخنوخ،‏ الذي مات حين كان نوح بعمر ظ£ظ¦ظ¦ سنة.‏ —‏ تكوين ظ¥:‏ظ¢ظ¥-‏ظ¢ظ©؛‏ ظ¦:‏ظ©؛‏ ظ©:‏ظ،‏.‏
أليس لافتا هذا الميراث الرائع الذي تركه اخنوخ لأولاده؟‏!‏ فهذا الرجل الناقص ترك لذريته ميراثا روحيا غنيا،‏ بعكس آدم الكامل الذي لم يورث اولاده سوى التمرد والمعاناة!‏ وقد مات آدم حين كان اخنوخ بعمر ظ£ظ*ظ¨ سنوات.‏ فما كانت ردة فعل عائلة آدم؟‏ هل حزنوا وناحوا على ابيهم الاناني والمتمرد؟‏ لا نعرف.‏ لكن ما نعرفه بالتأكيد ان اخنوخ ظل ‹يسير مع الله›.‏ —‏ تكوين ظ¥:‏ظ¢ظ¤‏.‏
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
في حال كنت رب عائلة،‏ فإيمان اخنوخ يعلِّمك درسا قيِّما.‏ صحيح ان تأمين حاجات عائلتك المادية مهم جدا،‏ الا ان حاجاتها الروحية اهم بكثير.‏ (‏ظ، تيموثاوس ظ¥:‏ظ¨‏)‏ وتذكَّر ان الاعمال هي اقوى من الكلمات.‏ لذا كي تعتني بعائلتك روحيا،‏ لا تكتفِ بتعليمهم الحقائق الروحية بل ارسم المثال امامهم.‏ وإذا سرت مع الله كأخنوخ وعشت بحسب مبادئه،‏ فستترك لعائلتك ميراثا لا يقدَّر بثمن:‏ مثالا رائعا يقتدون به.‏


‏اخنوخ ‏‹تنبَّأَ عنهم›‏

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


ربما شعر رجل الايمان اخنوخ بالوحدة وسط عالم بعيد كل البعد عن الايمان.‏ لكنَّ عينَي يهوه كانتا تراقبان.‏ ففي احد الايام،‏ تواصل الله مع خادمه الامين وأعطاه رسالة يوصلها الى الناس.‏ وهكذا عُيِّن اخنوخ نبيا،‏ اول نبي تُكشف رسالته في الكتاب المقدس.‏ اما مضمون الرسالة فيكشفه يهوذا،‏ اخو يسوع،‏ الذي كتب بالوحي كلمات اخنوخ النبوية بعد مئات السنين.‏ *
وما هي نبوة اخنوخ؟‏ نقرأ:‏ «ها قد اتى يهوه مع ربوات قدوسيه،‏ لينفِّذ دينونة في الجميع،‏ ويدين جميع الكافرين بجميع اعمال كفرهم التي كفروا بها،‏ وبجميع الامور الفظيعة التي تكلم بها عليه خطاة كافرون».‏ (‏يهوذا ظ،ظ¤،‏ ظ،ظ¥‏)‏ اول ما يلفت الانتباه في هذه الكلمات هو صيغة الماضي.‏ فهي تعطي الانطباع ان الله سبق ونفَّذ الدينونة.‏ لكنَّ الجدير بالذكر ان نبوات كثيرة اتَّبعت هذا الاسلوب لاحقا.‏ وهو يُظهر ان النبي واثق مئة في المئة ان النبوة ستتم،‏ لدرجة انه يتكلم عنها وكأنها تمَّت بالفعل.‏ —‏ اشعيا ظ¤ظ¦:‏ظ،ظ*‏.‏

نقل اخنوخ بكل شجاعة رسالة الله الى عالم عنيف



وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


كيف شعر اخنوخ يا ترى وهو يُعلن رسالته؟‏ هل تراه تكلم بها علنا على مسمع من الجميع؟‏ لا يُخبرنا الكتاب المقدس بذلك،‏ لكنَّ الاكيد ان رسالته كانت قوية الى ابعد الحدود.‏ فقد استعمل اربع مرات كلمة «كُفر» بصيغ مختلفة ليدين الناس وليفضح شرورهم وتجديفهم.‏ فهذه النبوة اظهرت للناس ان المجتمع الذي اسسوه منذ طرد الانسان من جنة عدن مجتمع فاسد تماما.‏ لذلك سيأتي يهوه مع «ربوات قدوسيه»،‏ وهم جيش جبار من الملائكة،‏ ليمحو هذا العالم الشرير.‏ تخيَّل اخنوخ وحيدا ينقل بشجاعة هذه الرسالة الجبارة!‏ وتخيَّل نفسك مكان لامك وأنت ترى اخنوخ وشجاعته.‏ اما كنت لتفخر بجَدٍّ كهذا؟‏!‏
يدفعنا ايمان اخنوخ ان نسأل انفسنا هل نرى العالم اليوم من منظار يهوه.‏ فالدينونة التي جاهر بها هذا النبي الشجاع لا تزال تنطبق في ايامنا.‏ قديما،‏ تمت نبوته حين جلب يهوه طوفانا ايام نوح.‏ وبهذا وضع نموذجا للدمار الاعظم الآتي.‏ (‏متى ظ¢ظ¤:‏ظ£ظ¨،‏ ظ£ظ©؛‏ ظ¢ بطرس ظ¢:‏ظ¤-‏ظ¦‏)‏ فاليوم ايضا،‏ يهوه متأهب مع ربوات قدوسيه ليدين هذا العالم الكافر دينونة عادلة.‏ لذا لا ننسَ ابدا هذا التحذير ولنُخبر الآخرين به ايضا.‏ ولنثق دائما بيهوه حتى لو تخلى عنا افراد عائلتنا وأصدقاؤنا وشعرنا بالوحدة.‏ فالله لم يتخلَّ اطلاقا عن اخنوخ قديما ولن يتخلى عن خدامه الاولياء اليوم.‏


‏«نُقل اخنوخ لكيلا يرى الموت»‏



وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


تطرح ميتة اخنوخ علامات استفهام اكثر من حياته.‏ فالسجل في التكوين يُخبر:‏ «سار اخنوخ مع الله.‏ ثم لم يوجد بعد،‏ لأن الله اخذه».‏ (‏تكوين ظ¥:‏ظ¢ظ¤‏)‏ فما المقصود بذلك؟‏ بعد قرون قال الرسول بولس:‏ «بالايمان نُقل اخنوخ لكيلا يرى الموت،‏ ولم يوجد لأن الله نقله.‏ فقد شُهد له قبل نقله بأنه قد ارضى الله».‏ (‏عبرانيين ظ،ظ،:‏ظ¥‏)‏ وما معنى عبارة «نُقل اخنوخ لكيلا يرى الموت»؟‏ تقول بعض الترجمات ان الله اخذ اخنوخ الى السماء.‏ لكنَّ هذا غير صحيح.‏ فالكتاب المقدس يُظهر بوضوح ان يسوع المسيح هو اول شخص يُقام الى السماء.‏ —‏ يوحنا ظ£:‏ظ،ظ£‏.‏
بأي معنى اذًا «نُقل اخنوخ لكيلا يرى الموت»؟‏ على الارجح،‏ «نقَل» يهوه نبيه من الحياة الى الموت،‏ اي اماته ميتة هادئة لكيلا يعذِّبه اعداؤه.‏ لكن قبل ذلك،‏ «شُهد له .‏ .‏ .‏ بأنه قد ارضى الله».‏ كيف؟‏ قُبيل موته،‏ يُحتمل ان يهوه اعطاه رؤيا عن الفردوس على الارض ليبرهن انه راضٍ عنه.‏ وقد كتب الرسول بولس عن اخنوخ في معرض حديثه عن رجال ونساء اولياء،‏ قائلا:‏ «في الايمان مات هؤلاء اجمعون».‏ (‏عبرانيين ظ،ظ،:‏ظ،ظ£‏)‏ ولعل اعداءه فتشوا عن جسده لاحقا،‏ لكنه «لم يوجَد».‏ فربما يهوه اخفى جثته لكيلا يدنسها الناس او يستغلوها ليروِّجوا للدين الباطل.‏ *
لنستند الآن الى ما مر من آيات،‏ ولنحاول ان نرسم سيناريو افتراضيا للحظات اخنوخ الاخيرة.‏ لنتخيَّله يركض هاربا من مكان الى آخر وهو يلهث ويلهث من شدة التعب.‏ ها هم مقاوموه يطاردونه والغضب بادٍ على وجوههم!‏ وكيف لا،‏ وكلماته القوية تطن في آذانهم؟‏!‏ ينظر حوله فيجد مكانا يختبئ فيه ويرتاح قليلا.‏ ولكن اي راحة!‏ فهو يعرف ان مقاوميه سيجدونه قريبا ويكاد يرى بعينيه الميتة الفظيعة التي سيذوقها!‏ يصلي الى يهوه،‏ فيشعر بسلام داخلي.‏ وفجأة يجد نفسه في رؤيا تنقله الى عالم مختلف تماما .‏ .‏ .‏

لو لم يأخذ يهوه نبيه اخنوخ،‏ كانت تنتظره على الارجح ميتة فظيعة


فيرى اخنوخ منظرا لم يره طوال حياته:‏ عالما رائعا لا يُشبه عالمه اطلاقا.‏ عالما يُخيَّل اليه انه جنة عدن نفسها!‏ عالما مليئا برجال ونساء في عز شبابهم وقوتهم يجولون في الجنة كما يريدون.‏ فلا كروبيم يحرسون مدخلها ويمنعونهم من الدخول.‏ ينظر اليهم فلا يرى الا الخير والسلام.‏ فأين الحقد وأين الاضطهاد الذي اختبره؟‏!‏ لقد صارا من الماضي!‏ فيشعر عندئذ بدعم الهه ومحبته ورضاه.‏ يتلفت حوله،‏ فيحس ان هذا هو موطنه الجديد!‏ هذا هو العالم الذي ينتمي اليه.‏ فيزول توتره ويشعر بسلام داخلي.‏ فيغمض عينيه ويغرق في نوم عميق .‏ .‏ .‏ لن يصحو منه قريبا.‏
وإلى اليوم،‏ لا يزال اخنوخ راقدا على رجاء القيامة،‏ محفورا اسمه في ذاكرة يهوه العظيمة.‏ وكما وعد يسوع،‏ يأتي يوم يسمع فيه جميع مَن في ذاكرة الله صوت المسيح فيُقامون.‏ نعم،‏ يُقامون فيجدون انفسهم في عالم جديد رائع .‏ .‏ .‏ عالم يملأه السلام.‏ —‏ يوحنا ظ¥:‏ظ¢ظ¨،‏ ظ¢ظ©‏.‏
تخيَّل نفسك تدخل هذا العالم،‏ فتلتقي اخنوخ وتتكلم معه!‏ فكِّر في الامور المذهلة التي ستتعلمها منه.‏ اسأله تفاصيل عن حياته لتعرف هل السيناريو الذي تخيلناه عن لحظاته الاخيرة حصل بالفعل.‏ لكن بانتظار ذلك اليوم استفد الآن من مثاله.‏ فبعدما تكلم بولس عن اخنوخ،‏ اكمل قائلا:‏ «بدون ايمان يستحيل ارضاء [الله]».‏ (‏عبرانيين ظ،ظ،:‏ظ¦‏)‏ وهل من سبب اهم من هذا لنتمثل بأخنوخ الشجاع ونؤمن ايمانا راسخا بخالقنا العظيم يهوه؟‏!‏







 
قديم 07 - 12 - 2020, 01:10 PM   رقم المشاركة : ( 30680 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,296,129

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

اخنوخ ‏‹تنبَّأَ عنهم›‏

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


ربما شعر رجل الايمان اخنوخ بالوحدة وسط عالم بعيد كل البعد عن الايمان.‏ لكنَّ عينَي يهوه كانتا تراقبان.‏ ففي احد الايام،‏ تواصل الله مع خادمه الامين وأعطاه رسالة يوصلها الى الناس.‏ وهكذا عُيِّن اخنوخ نبيا،‏ اول نبي تُكشف رسالته في الكتاب المقدس.‏ اما مضمون الرسالة فيكشفه يهوذا،‏ اخو يسوع،‏ الذي كتب بالوحي كلمات اخنوخ النبوية بعد مئات السنين.‏ *
وما هي نبوة اخنوخ؟‏ نقرأ:‏ «ها قد اتى يهوه مع ربوات قدوسيه،‏ لينفِّذ دينونة في الجميع،‏ ويدين جميع الكافرين بجميع اعمال كفرهم التي كفروا بها،‏ وبجميع الامور الفظيعة التي تكلم بها عليه خطاة كافرون».‏ (‏يهوذا ظ،ظ¤،‏ ظ،ظ¥‏)‏ اول ما يلفت الانتباه في هذه الكلمات هو صيغة الماضي.‏ فهي تعطي الانطباع ان الله سبق ونفَّذ الدينونة.‏ لكنَّ الجدير بالذكر ان نبوات كثيرة اتَّبعت هذا الاسلوب لاحقا.‏ وهو يُظهر ان النبي واثق مئة في المئة ان النبوة ستتم،‏ لدرجة انه يتكلم عنها وكأنها تمَّت بالفعل.‏ —‏ اشعيا ظ¤ظ¦:‏ظ،ظ*‏.‏
 
موضوع مغلق


الانتقال السريع


الساعة الآن 03:13 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025