![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 3031 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() غضب يسوع نطالع في يسوع باصطدامه بالباعة في الهيكل (يوحنا 2/13 – 25) وجهاً يغاير الصورة المعهودة عن يسوع الهادئ، الرقيق، العطوف، اذ نراه يتفجر غاضبا يصنع مِجلداً ويطردهم جميعا. فيسوع انسان ايضا شديد التأثر لسبب او لآخر: يرقّ للمرضى، ويبكي موت صديق، ويحتفل ويفرح بعيد كما يغضب حيناً، مما يدل على قربه منا، وعلى ان كل ما يخص الانسان ليس بغريب عنه. ![]() كيف يُفسَّر غضب يسوع هذا؟ كلنا نعلم اننا نغضب حين يمس احدهم نقطة حساسة على وجه خاص لدينا، او ما هو عزيز علينا وحميم. والمفارقة، اننا في الغالب لا نملك في هذه المجالات بنية دفاعية نصدّ بها ما يؤذي مشاعرنا العميقة فنفصح عن عجزنا برد فعل عنيف. ويسوع، امام مشهد الباعة في الهيكل، جرح في الصميم. فالهيكل عنده ليس بناء فحسب او مكاناً للعبادة فقط، بل انه موضع اتصال الناس بالله الآب. فالى الهيكل جاء يسوع وهو فتى ومكث فيه ثلاثة ايام معتبراً انه في بيت ابيه. هذه العلاقة مع الآب هي سر حياته ويريدها ان تكون علاقة الناس جميعهم. مجيئه الى ارضنا غايته ان يكشف لنا ان الآب يحبنا، نحن ايضاً، كما يحبه. لذلك فحياة يسوع كلها كانت جوابا على حب ابيه. لقد افرغ الباعة والصيارفة الهيكل من فحواه اذ حالوا دون ان يجد حجاجه جوهر علاقتهم بالله الآب، ففعلوا ما لم يستطع يسوع احتماله، وكأن ما رآه من تصرفهم يرمز نوعا ما الى فشل رسالته. واختباره أشعره بشيء من العجز عن منع الناس من اقامة حاجز بين ابيه وبين الصغار الساعين الى الاقتراب منه. واجه في عصره رجال الدين، والتمسك الشكلي بالشريعة، وإغفال الجوهر في الممارسة الدينية، والجوهر هو محبة الله، للتمسك بما هو هامشي وعرضي، وكل هذا يعيق لقاء الله أكثر مما يسهله، فكان ذلك جرحا بليغا اصاب اعمق مشاعره واقتناعاته. والادهى، ان من سبب ذلك لم يكن الشعب البسيط، بل على الاخص المسؤولون الدينيون الذين عليهم ان يساعدوا الناس للاتصال بالله. وفي مواجهة هذا الجدار من عدم الادراك لم يجد وسيلة خيرا من الكلمة ومن بعض حركات، فطرد الباعة، ونثر دراهم الصيارفة... "لا تجعلوا من بيت ابي بيت تجارة". على ان بقية الرواية الانجيلية تفيدنا ان مكان اتصالنا بالآب لم يعد الهيكل الحجري، كما كان الحال عند اليهود، بل صار شخص المسيح. فالهيكل دمر والمسيح صلب. ويسوع لم يقم بأي دفاع في وجه عنف الناس الذين ارادوا تدميره. دفاعه كان تحويله مأساة موته عطية حياة: "لا احد يأخذ مني حياتي، بل انا اعطيتها". وقد اثبت ذلك بقوله على الصليب: "يا ابتاه، في يديك استودع روحي"، فحول المأساة الى فعل حب، وفعل الحب هذا هو ما يتيح لنا ان نكون متصلين بأبيه. من هذا النص نستشف رسالة متعددة الابعاد موجهة الينا: ان نتحسّس علاقتنا بالله عبر شخص يسوع المسيح بحيث تصير هذه العلاقة جوهر حياتنا، وان نثق بأنه عندما يسكن فينا يسوع يصير حبّه محرك حياتنا، وان نتأثر من خيبة يسوع لنجعل امكنة تلاقينا اماكن لقاء بين الله والناس بعيدا عن المظاهر والشكليات، وان نجعل الكنيسة الحية، اي المؤمنين، ملتقى الله والناس، ليدرك المؤمنون انهم مدعوون الى اعلان حب الله لكل الناس في كل مكان. |
||||
|
|||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 3032 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() إنجيل التجارب: التجربة وحياتنا ![]() أن نزول الروح القدس على يسوع الذي يختتم مشهد العماد، يشكل نوعا من بدء مهمة يسوع الرسمية. تخبرنا الأناجيل الايزائية الثلاثة، أن أول عمل قام به الروح ، كان الذهاب بيسوع إلى الصحراء "لكي يجربه الشيطان". وسبقت هذا العمل فترة خشوع، كانت حتما في الوقت عينه، صراعا داخليا في سبيل الرسالة، وصراعا ضد التجارب التي تهدد الإنسان، لأن الإنسان الذي سقط بإمكانه هكذا فقط أن ينهض. أن يسوع، المقيم في قلب رسالته الأصلية، عليه أن يدخل في مأساة الوجود الإنساني، وأن يجتازها في أعماقها، لكي يعثر على "الخروف الضال"، وان يحمله على كتفيه، ويعود به إلى الحظيرة. أن يسوع "بعد أن صام أربعين يوما وأربعين ليلة، أخيرا جاع". وفي زمن يسوع كان الرقم أربعين له معنى رمزي فيه غنى لإسرائيل. فهو يذكرنا أولا بالأربعين سنة التي أمضاها إسرائيل في الصحراء، والتي كانت سني تجربته، وفي الوقت عينه سني اقترابه الخاص من الله. وعلينا أيضا أن نفكر بالأربعين يوما التي أمضاها موسى على جبل سيناء، قبل ان يتمكن من قبول كلام الله، وألواح العهد المقدسة. . ويسوع يجتاز مجددا نوعا ما خروج إسرائيل. والأربعون يوما التي صام فيها يسوع تشمل مأساة التاريخ التي أخذها يسوع على عاتقه، وتحملها حتى النهاية. " وقاده الروح القدس يسوع إلى البرية ليجربه إبليس . فصام أربعين يوما وأربعين ليلة حتى جاع ، فدنا منه المجرب .... + " تجارب يسوع وحياتنا بدأت الحرب مع بدء الصوم الأربعيني كقول الإنجيلي لوقا: "كان يُقتاد بالروح في البرّيّة أربعين يومًا يُجَرَّب من إبليس" (لو 4: 1-2). وقد اشتدّت عندما جاع، فكان الجوع بمثابة استدراج الشيطان لمنازلته، ان الشيطان يجربنا في أشياء نحن نحتاج اليها ، جاع يسوع وهنا عليه أن يأكل ، انه يجربنا في نقاط ضعفنا وبدون أن ندري . ان الصوم هو السلاح الذي يقدّمه السيّد لمؤمنيه لكي يتذرّعوا به أثناء الحرب الروحيّة ممتزجًا بالصلاة. لم يكن السيّد محتاجًا للصوم، إذ لم يكن يوجد فيه موضع للخطيّة، إنّما صام ليقدّس أصوامنا بصومه، مشجعًا إيّانا عليه. عندما يوجد صراع متزايد من المجرّب يلزمنا أن نصوم، حتى يقوم الجسد بالواجب المسيحي في حربه ضدّ (شهوات) العالم، بالتوبة وحث النفس على النصرة في تواضع!هذا وصوم السيّد المسيح أربعين يومًا يُشير إلى التزامنا بالزهد كل أيام غربتنا، لكي نحيا في حياة مطوّبة كاملة، وتكون لنا معرفة صادقة من نحو الله وخليقته. أن تجارب يسوع الثلاثة تظهر حرية يسوع تجاه 3 غرائز إنسانية ، متأصلة في الإنسان هي : " الأكل ويرمز إلي كل ما هو مادي " مال ، شهوة ، جنس " ، والثانية حب السلطة ، والثالثة في الغني وحب الامتلاك الغريزة الاولي: " قل لهذا الحجر أن يصير خبزًا " وهذه تجربة ارتباطنا بالعالم والرغبة في الامتلاك فالخبز يرمز الي كل ما هو مادي ، مرتبط بالجسد " مال ، أكل ، جنس " . هذه التجربة تهددنا بأستمرار ، ففي زمن الصوم هذا علينا أن نفكر بجدية في مدي علاقتنا بالمادة ، وكل ما يبعدنا ويشتت حياتنا الروحية ، فهناك أشياء كثيرة في حياتنا تأخذ مكان الله عن الله ... وهي متنوعة وخاصة بكل فرد .... ما هي ؟ يقول يسوع " عليَ أن أكون فيما لأبي" فهو عاش بحرية تجاه ما هو مادي ، تجاه أهله وأصدقائه ومن تعامل معهم .. في سبيل أن يكون لأبيه . والسؤال الذي يطرح نفسه هو : هل أنا حر بالقدر الكافي تجاه كل ما هو مادي ويشدني بعيدا عن الله ؟ هل أعطي الله في حياتي المكانة الأولي ؟ أم أعطي الأولوية لأشياء آخري لتأخذ مكان الله في حياتي؟ . الغريزة الثانية: " إن كنت ابن الله فاطرح نفسك إلى أسفل، لأنه مكتوب أنه يوصي ملائكته بك، فعلى أياديهم يحملونك لكي لا تصدم بحجر رجلك" [5-7]. وهي غريزة الشهرة والمظاهر ، وان كان يسوع رمي نفسه من فوق الهيكل وحملته الملائكة لأصبح له سمعة عظيمة ونجاح باهر. والسؤال هنا ايا كان ما أقوم به ، أين أنا من هذه الغريزة ؟ هل فكرة الشهرة لها أهمية في حياتي لدرجة إنها تبعدني عن عمل إرادة الله ؟ هل أنا حر تجاه التجارب الثلاثة ؟ عزيزي القارئ : يلزمنا جميعا أن نجاهد لنصل إلي هذه الحرية فالتحرر عملية مستمرة . فلنصلي للروح القدس كي يرشدنا ويقودنا كل يوم إلي الطريق المؤدي إلي الله ، نحتاج أن تكون آذاننا صاغية ومنتبهة لصوت الله بداخلنا الغريزة الثالثة : أعطيك هذه جميعها إن خررت وسجدت لي " [8-10]. هذه الغريزة هي تجربة السلطة ، التسلط علي الآخرين ، أنت سيد العالم ، وغريزة التسلط حاضرة فينا ، وهي غريزة حقيقية تجرب فيها يسوع . فعلي كل منا أن يتساءل : كيف التعامل مع الآخرين في داخل السلطة ، سوا في الأسرة ، في العمل ، في الكنيسة ، هل هناك تسلط أو كبرياء أم أنا في خدمة الآخرين ؟ ختم الإنجيلي حديثه عن التجارب بقوله: "ثم تركه إبليس، وإذا ملائكة قد جاءت فصارت تخدمه" [11]. يقول لوقا الإنجيلي أن إبليس "فارقه إلى حين" (لو 4: 13). فالحرب لا تهدأ قط، فهذه التجارب الثلاثة ملخص لما عاشه يسوع من صراع مع قوي الشر طوال حياته ، فقد لازمته التجربة حتى الصليب " أن كنت ابن الله ، خلص نفسك وخلصنا " فالتجارب تلازمنا طوال حياتنا ، لكن علينا أن نتسلح بالصوم والصلاة وان نكون دائما منتبهين لما يحدث بداخلنا ، نتساءل باستمرار من أين يأتي هذا الصوت : هل هو من إبليس أم انه صوت الله ؟ لنصل بعضنا لأجل بعض والرب معكم. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 3033 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() آه لو عرفو ا!!
ربي يسوع... ![]() نفوس كثيرة قد تركتك وأكثر منها مَنْ رفضك. كثيرون لم يقبلوك وآخرون عاندوك وحاربوك. آه لو علموا حبك.. آه لو تذوقوا أبوتك.. آه لو التمسوا خلاصك!!! إن البشرية اليوم هي أحوج ما يكون أن تتلاقى مع المسيح الحقيقي.. الذي أعلن عن ذاته في الإنجيل وفي التجسد.. آه لو عرفوا!! الشباب المتسكع في الخطايا والضياع..والعلماء المتشبثون بالعقل دون الإله.. والمتدينون الذين يوظفون الإله لقتل مَنْ يخالفهم.. والملحدون الذي رفعوا راية الحرب ضد الله.. واللامبالون والعبثيون واللاهون والناقمون... أفواج من البشر ضد الله... لأنهم لم يتعرفوا بعد عليه. هل يسوعنا الذي تعرفنا عليه في كنيستنا يستحق كل هذا الجحود؟ وهل مسيحنا القدوس يليق به كل هذا الصدود؟ إن يسوع المسيح الذي تجلى في كنيسته المقدسة بالتجسد.. هو الله الجدير بكل الحب والإيمان.. وهو جدير بأن نكرس عمرنا لخدمة مجده ونشر ملكوته.. يا لعظم حبك...!! "نعم هو حبك العظيم الذي جعلك تقبل احتمال كل ذلك العذاب من أجلي"آه يا ربي يسوع.. لو إنك تزرع فيَّ هذا الاستعداد الداخلي للبذل من أجل الآخرين وللتعب من أجلك.إن محبة المسيح لنا ليست مجرد مشاعر ولكنها فِعل.. "يا أولادي، لا نُحِبَّ بالكلامِ ولا باللسانِ، بل بالعَمَلِ والحَق" (1يو3 : 18). إنها محبة متحركة.. وإن كان في حركتها خسارة وتعب وبذل وعرق ودم وموت.. إن التعب برهان الحب, والحب يلغي التعب.. فهل نحن نحبه كما أحبنا هو أولاً...؟!! |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 3034 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() أمام قبر اليعازر
![]() أمام قبر اليعازر اجتمعت الجماهير في بيت مريم ومرثا فالمصاب كبير فالأخ الوحيد لهما قد نال منه الموت وتم دفنه . الكل منذهل من هذه المصيبة والأختان لا تجدان عزاء لقد ارسلتا في طلب المخلص والطبيب الشافي ورب الحياة والموت لكنه أبطأ في القدوم . ارتعش يسوع يالروح وأعلن عن وفاة اليعازر . التلاميذ خائفون على سيدهم فاليهود ينتظرون قدومه إلى أورشليم ليقتلوه . لكن التلاميذ لم يدر بخلدهم أن معلمهم هو الله الظاهر بالجسد . فلن يستطيع أحد أن يمد عليه يدا إلا في الزمان الذي هو يقرر . وصعد الرب المتأنس نحو أورشليم وثبت وجهه نحو بيت عنيا فأليعازر في مثوى الأموات منذ أربعة أيام لم يكن ميتا عاديا فقد أنتن جسده وخروج رائحة تعفن الميت عار على أهله دخل يسوع والجموع تملأ البيت رائحة الموت تملأ المكان والناس تبكي لدموع مريم ومرثا أختاه رآهما يسوع الذي يمسح كل دمعة من كل عين تطلبه في الحزن بكى كإنسان تام لرؤيته دموع من يحب عاتبتاه برفق يا رب لو كنت ههنا لم يمت أخي دمع يسوع وسأل بالجسد اين وضعتموه سأبدل رائحة الموت بفيض الحياة ولحقت الجموع الباكية بموكب الرب أمام القبر وقف فارتعب الجحيم ( مثوى الأموات ) لقد فتح اجحيم فاه فاغرا وابتلع اليعازر الميت ليلحق بآبائه . لم يأبه رب الحياة والموت برائحة الموت العفنة رفع رأسه نحو أبيه شاكرا وممجدا وصرخ صرخته التي هزت وحطمت أبواب الجحيم أليعازر هلم خارجا فكانت قيامة فريدة لجسد بشري ميت وخرج الميت ماشيا على قدميه عجب غريب كيف استطاع النهوض فيداه ورجلاه مربوطات بخيوط لفائف الأكفان تلك معجزة أخرى لقد هزت الصرخة الإلهية الروح والجسد معا فالروح رجعت لجسد اليعازر والجسد قام وخرج برغم الأربطة التي تربطه وأصبح قبر اليعازر فارغا لافظا اليعازر حيا حل الفرح محل الحزن ودموع الفرح محل الحزن نعم فأينما وجد يسوع يوجد الفرح دوما واليوم يصرخ يسوع نحونا هلم خارجا يا مؤمنون لا لتعاينوا قيامة اليعازر بل لتعاينوا قيامتكم أنتم هلم خارجا من كسلكم ومن سبات نومكم وعصيانكم فأنا ما زلت أحبكم رغم خطاياكم وجحودكم ونكرانكم هلموا خارجا من قبور العالم المظلمة لتبصروا النور الذي لا يغرب لتبصروا الحق بدل الباطل لتعيشوا ابناء محررين فإن حرركم الابن فبالحقيقة انتم أحرارا تعالوا رافقوني طريق آلامي ستشفى آلامكم رافقوني في نحيبي سأحول نحيبكم فرحا وحبورا هلموا عاينوا مواضع جلداتي ستشفون من سهام ابليس النارية قفوا عند صليبي فنبع الغفران اسفل هذا الصليب الرهيب كما أقمت اليعازر سأقيم آدم فالخلاص قد تم وسأقيمكم قيامة جديدة بعد أن كنتم امواتا بخطاياكم ستلبسون حللا نظيفة قد غسلتها بدمي فصارت نقية كالثلج لا تهملوا خلاصكم لا تهملوا تجديد حياتكم فالخلاص مجاني للجميع |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 3035 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() الدعوة الإلهية ![]() وَالَّذِينَ سَبَقَ فَعَيَّنَهُمْ فَهَؤُلاَءِ دَعَاهُمْ أَيْضاً. وَالَّذِينَ دَعَاهُمْ فَهَؤُلاَءِ بَرَّرَهُمْ أَيْضاً. (رومية 8: 30) هكذا يخبرنا الرسول بولس في رسالته لرومية، بأن الله يدعو دعوة داخلية فعالة في حياة المؤمن. دعوة الله بصورة عامة هي دعوة فعالة، دعوة فيها تجاوب إيجابي من الطرف الآخر، فعندما دعا المسيح لعازر الميت من قبره استجاب لعازر وقام وخرج حياً. بنفس الصيغة الله يدعو لإقامة الخاطئ من الموت الروحي عن طريق الولادة الثانية وكثيراً ما يسمي علماء الكتاب المقدس هذه الدعوة بالنعمة التي لا تقاوم. الدعوة الإلهية الداخلية هي عمل سري يقوم به الله بروحه القدوس لتحقيق الولادة الثانية في نفوس المختارين، فهو يعمل التغيير الداخلي في رغبة النفس وميلها ونزوعها لقبول هذه الدعوة. هذه الدعوة الداخلية هي فعالة دائماً فأي شخص يدعوه الله، يستجيب بالإيمان. علينا ان نميز بين هذه الدعوة الخاصة وبين الدعوة الخارجية، اي الكرازة بالإنجيل التي يقوم بها المؤمنون. هذه الدعوة يسمعها المؤمن والغير مؤمن وللبشر قدرة على رفضها او مقاومتها، الا اذا صاحبت هذه الدعوة الخارجية الدعوة الداخلية التي هي عمل الروح القدس. 1. وَأَنْتُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَمْوَاتاً بِالذُّنُوبِ وَالْخَطَايَا، 2. الَّتِي سَلَكْتُمْ فِيهَا قَبْلاً حَسَبَ دَهْرِ هَذَا الْعَالَمِ، حَسَبَ رَئِيسِ سُلْطَانِ الْهَوَاءِ، الرُّوحِ الَّذِي يَعْمَلُ الآنَ فِي أَبْنَاءِ الْمَعْصِيَةِ، 3. الَّذِينَ نَحْنُ أَيْضاً جَمِيعاً تَصَرَّفْنَا قَبْلاً بَيْنَهُمْ فِي شَهَوَاتِ جَسَدِنَا، عَامِلِينَ مَشِيئَاتِ الْجَسَدِ وَالأَفْكَارِ، وَكُنَّا بِالطَّبِيعَةِ أَبْنَاءَ الْغَضَبِ كَالْبَاقِينَ أَيْضاً (أفسس 2: 1-3) هنا يشرح لنا الرسول بولس اننا كنا سابقاً ابناء الغضب وكنا موتى لكن اصبحنا مدعويين بضة دعوة الله الداخلية وفعاليتها. الخلاصة دعوة الله الداخلية هي دعوة فعالة في حياة المختارين يقوم بها الروح القدس لتحقيق الولادة الثانية. الله يعمل بروحه القدوس على عمل التغيير الداخلي في حياة الشخص لكي يؤمن ويستجيب للدعوة الإلهية. يجب علينا ان نميز الفرق بين الدعوة الداخلية وبين الدعوة الخارجية التي هي الكرازة بالإنجيل. الدعوة الخارجية لن تثمر الا بالدعوة الداخلية التي يقوم بها الروح القدس. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 3036 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() داود الملك ![]() ماذا نقول عن ذلك الفتى الصغير الذي كان يرعى الغنم في البرية حين ناداه والده يسى الذي من بيت لحم فجاء ذلك الفتى الأشقر صاحب المنظر الحسن ووقف أمام صمؤيل النبي حيث كان يبحث عن ملك بدل شاول بعد أن خان الله وتمرد على وصاياه. هناك قال الرب كلمته "...قم امسحه لأن هذا هو. فأخذ صمؤيل قرن الذهن ومسحه في وسط اخوته. وحل روح الرب على داود من ذلك اليوم فصاعدا" (صموئيل الأول 12:16)، أنه داود الذي أصبح ملك على كل شعب، نعم ذلك الفتى الذي كان بحسب قلب الله. ماذا نقول عن داود حين وقف وجها لوجه أمام أعظم رجل جليات من جت طوله ست أذرع وشبر، ووسط هذا المشهد الرهيب والمفاجىء وقف داود بقلب قوّي مدعوم من روح الله الذي حلّ عليه فقال "... أنت تأتي إليّ بسيف وبرمح وبترس. وأنا آتي إليك باسم ربّ الجنود إله صفوف اسرائيل الذين عيّرتهم" (صموئيل الأول 45:17)، وبحجر صغير جدا وضعه داود بالمقلاع ضرب جليات في جبهته فارتزّ الحجر في جبهته وسقط على وجهه إلى الأرض. وما نقول عن داود حين سقط شاول بين يديه في ذلك الحين كان شاول يريد ان يقتل داود دون رحمة كانت تلك لحظات تحتاج إلى حكمة كبيرة وإلى قلب متجه نحو الله لهذا خرجت الكلمات من داود أمام رجاله فقال "حاشا لي من قبل الرب أن أعمل هذا الأمر بسيدي بمسيح الرب فأمد يدي إليه لأنه مسيح الربّ هو" (صموئيل الأول 6:24). وأخيرا ماذا نقول عن الملك داود حين أخطىء بحق أوريا الحثي حين جاء إليه النبي ناثان لكي يخبره بحكم الرب عليه، حينها تذلل داود بتواضع كبير أمام وجه الرب بندم وتوبة كبيرة فخرج من داخل وجدانه صراخ الرجوع إلى الأحضان الأبوية "ارحمني يا الله حسب رحمتك. حسب كثرة رأفتك امح معاصيّ. اغسلني كثيرا من اثمي ومن خطيّتي طهرني. لأني عارف بمعاصي وخطيتي أمامي دائما" (مزمور 1:51). نتأمل في حياة الملك داود لكي نأخذ الكثير من العبر في حياتنا الروحية ولكي نتعلم الحكمة والمحبة والتواضع وأيضا كيفية الرجوع إلى قلب الله. "ذبائح الله هي روح منكسرة. القلب المنكسر والمنسحق يا الله لا تحتقره" (مزمور 17:51). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 3037 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() جندي المسيح ![]() للعلامة أوريجانوس كان عدد الذين تجمعوا لمحاربة إسرائيل ضخماً، لدرجة أنه يقارن بالجراد. يقول الكتاب: "كالجراد في الكثرة، وجمالهم لا عدد لها كالرمل الذي على شاطئ البحر في الكثرة" (قض 7:12). لنرى إذاً كيف كان من الممكن التغلب على مثل هذا العدد الضخم الذي لا يحصى من الأعداء. يقول الكتاب أن 32000 من الجنود المسلحين من شعب إسرائيل خرجوا مع جدعون في إستعداد لمحاربة هذا العدد الضخم من الأعداء. لكن الله أعطى وعوده لجدعون، قائلاً: "إن الشعب الذي معك كثير عليَّ" (قض 7: 2). وماذا لو كان عدد الشعب كثير؟ في الحروب، أليس كثرة عدد الجيش يقدِّم حماية أكثر أمناً؟ لا على الإطلاق، فهل المعارك الإلهية تجرى بنفس الطريقة التي تجرى بها المعارك البشرية. العمل المجيد الذي للقوة الإلهية لا يتم إنجازه إذا كان مدعوم بالمساعدات البشرية، لأنه "لن يخلُصَ الملك بكثرة الجيش" (مز 33: 16). لذلك، لئلا يفتخر إسرائيل، وبافتخاره ينسب جزء من النصر له، لهذا السبب قال الرب لجدعون: "إنَّ الشعب الذي معك كثير عليَّ لأدفع المديانيين بيدهم لئلا يفتخر عليَّ إسرائيل قائلاً يدي خلصتني. والآن نادِ في آذان الشعب قائلاً من كان خائفاً ومرتعداً فليرجع وينصرف من جبل جلعاد. فرجع من الشعب اثنان وعشرون ألفاً وبقى عشرة آلاف" (قض 7). لنرى أولاً ما معنى قوله "من كان خائفاً ومرتعداً". إذ أن هناك صفتين يُختبَّر بواسطتهما الضعف الإنساني: الخوف والارتعاد. قد يكون الشخص الخائف هو ذلك الذي كان لأول وهلة حريصاً على الإنضمام للمعركة، إلا أنه ليس مرعوباً بكل قلبه، لكن من الممكن أن يُنعَّش ويعطى حياة ثانية. أما الشخص المرتعد، هو ذاك الذي حتى قبل أن يرى أموراً شريرة، يفزَّع بمجرد التفكير فيها - كما تنمو الرذيلة - ويختبر فزعاً يُثلّج جميع أطرافه، فينهار لا من جراء الرؤية بل من الاستماع فقط وتوقع الحوادث الشريرة. ولهذا السبب أضاف "ومرتعداً"، لأن هذه الرذيلة تكون ثابتة في أعماق القلب والذهن. ومن ثم، قال جدعون للشعب المتقدم للقتال: "مَن كان خائفاً ومرتعداً فليرجع". هل يجب أن يبتعد عن المعارك ويترك الجيش؟ هل يجب أن يهجر كلياً إشتباكات الرجال الشجعان؟ نعم حقاً، بل حتى اليوم أيضاً زعيم جيشنا، ربنا ومخلصنا يسوع المسيح، يدعو جنوده ويقول: "من كان خائفاً ومرتعداً فليرجع" ولا يأتي إلى جيشي؟ فهذا هو ما يقوله الرب حفاً في الإنجيل وإن كان بكلمات مختلفة لكن بنفس المعنى، قائلاً: "من لا يأخذ صليبه ويتبعني فلا يستحقني" (مت 38:10)، "إن كان أحد يأتي إليَّ ولا يُبغض أباه وأمه وامرأته وأولاده وإخوته وأخواته، حتى نفسه أيضاً، فلا يقدر أن يكون لي تلميذاً" (لو 26:14)، وأيضاً: "كل واحد منكم لا يترك جميع أمواله لا يقدر أن يكون لي تلميذاً" (لو 14: 33). ألا يفصل السيد المسيح بهذه الكلمات وبشكل واضح أولئك الأشخاص الخائفين والمرتعدين"، ويقطعهم من معسكره العسكري؟ هكذا أنتم جميعاً يا من ترغبون في الالتحاق بجيش المسيح، يا من تشتاقون أن تكونوا في معسكر جيش الرب، أطردوا الخوف بعيداً من ذهنكم، والفزع من قلوبكم. وذلك حتى يستطيع جندي المسيح أن يقول بكل ثقة: "إن نزل عليَّ جيش لا يخاف قلبي. إن قامت عليَّ حربُ ففي ذلك أنا مطمئن" (مز 27)، ويمكنه أن يقول بكل إيمان وثبات: "الرب نوري وخلاصي ممَّن أخاف؟ الرب حصن حياتي ممَّن أرتعب؟" (مز 27). ولكن لئلا يخيفك هذا الجيش العظيم جداً، أعلم أنه لا يحتوي في ذاته شيء صعب أو شاق أو مستحيل. أتريد أن تعرف كيف من السهل أن يمتلئ المعسكر من جنود الإيمان؟ في أحيان كثيرة ومن المألوف في تلك المعسكرات أن تنتصر حتى النساء، لأن قتال هذه المعركة لا يتم بقوة الجسم بل بقوة الإيمان. فيما سبق قرأنا في سفر القضاة عن المرأة دبورة، والتي ذهنها الأنثوي لم ينزعج بالخوف الناتج عن قلة الإيمان (قض 4:4). وماذا أقول أيضاً عن يهوديت، تلك المرأة الجديرة بالاعجاب والأكثر نبلاً بين النساء؟ عندما كانت الأمور صعبة للغاية، لم تخف يهوديت من الإسراع وحدها للمساعدة، ولم تخف أن تُعرِّض نفسها ورأسها للموت على يد أليفانا الوحشي (يهوديت 13)، بل تقدمت إلى الحرب غير معتمدة على التجهيزات العسكرية أو خيول الحرب أو الدعم العسكري، بل على قوة الذهن وثقة الإيمان. وقتلت العدو بعزم وشجاعة، وأستعادت المرأة للشعب الحرية التي كان قد فقدها الرجال. ولماذا نعود للماضي السحيق ونذكر أمثلة من القدماء؟ فنحن كثيراً ما شاهدنا بأعيننا كيف تحملن النساء والعذارى - حتى في سن صغير جداً - العذابات القاسية حتى النهاية، ونلن الاستشهاد، اللواتي لم يثنيهن ضعف جنسهن أو صغر أعمارهن |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 3038 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() يسوع المسيح هو المخلّص ![]() يسوع هو المخلّص الذي أعطى ذاته كي يخلصنا ويشترينا ويحررنا من عبودية الموت، هو بذاته قدم الخلاص على الصليب “الذي بذل نفسه لأجلنا لكي يفدينا من كل اثم ويطهر لنفسه شعبا خاصّا غيورا في اعمال حسنة” (تيط14:2)، من بعد أحداث صلب وقيامة يسوع المسيح لم يعد أيٌّ منا يملك نفسه لأن الله اشتراه ودفع ثمنه “ام لستم تعلمون ان جسدكم هو هيكل للروح القدس الذي فيكم الذي لكم من الله وانكم لستم لأنفسكم لأنكم قد اشتريتم بثمن فمجّدوا الله في اجسادكم وفي ارواحكم التي هي لله” (1كو19:6-20)، كي يحرره “قد اشتريتم بثمن فلا تصيروا عبيدا للناس” (1كو23:7)، والثمن ما هو؟ “عالمين انكم افتديتم لا بأشياء تفنى بفضة او ذهب من سيرتكم الباطلة التي تقلدتموها من الآباء بل بدم كريم كما من حمل بلا عيب ولا دنس دم المسيح” (1بط18:1-19) كما يؤكد بطرس الرسول. يحررنا يسوع المسيح من العبودية للموت ومن مسبب الموت الشيطان، ليس هذا فقط بل أيضاً يعطينا نعمة وزائدة “حسب غنى نعمته” (أف7:1)، وتكون هذه النعمة مجانية بدون أن يقدم الإنسان أي شيء “متبررين مجانا بنعمته بالفداء الذي بيسوع المسيح” (رو24:3)، ولكن ماذا يمكن للإنسان أن يقدم كي ينال الخلاص؟ طبعا لا شيء لأنه نعمة مجانية، أما الأعمال الصالحة التي ينجزها الإنسان فيعبّرون عن علاقة الله المخلص بالإنسان الذي يحب الله وبكل خليقته، بواسطة الأعمال الصالحة، مادام المسيح هو المخلص والضحية لسر الخلاص. اشترى الإنسان بدمه وأعاده إلى الله “لأنك ذبحت واشتريتنا للّه بدمك” (رؤ9:5)، رغم أن التضحية بدت هزيمة إلا أنها في الحقيقة هي الانتصار الوحيد ضد الموت وقوى الشر التي أسرت لها الإنسان من بعد سقوطه “لكي يبيد بالموت ذاك الذي له سلطان الموت اي ابليس” (عبر14:2)، لذلك لا يعتبر آلام السيد والمخلص ألم أو ذبح جائر حدث في تاريخ البشرية لكنه السر الكبير لمحبته للبشر. سر محبة الراعي الصالح ليس فقط أن يضحي من أجل الخراف “الراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف” (يو11:10) بل يعلّم ما هي المحبة الحقيقية “بهذا قد عرفنا المحبة ان ذاك وضع نفسه لاجلنا فنحن ينبغي لنا ان نضع نفوسنا لاجل الاخوة” (1يو16:3)، وإلى أي مدى يمكن أن تصل، لذلك لا يمكن إيجاد محبة أكبر منها “ليس لاحد حب اعظم من هذا ان يضع احد نفسه لاجل احبائه” (يو13:15)، لو كانت محبة السيد لهيب نار لأخصائه “اذ كان قد احب خاصته الذين في العالم احبهم الى المنتهى”(يو1:13)، عندها ماذا نستطيع أن نقول عن آلامه؟ لننظر اليها وكيف تمت، سنجد المحبة سببها الوحيد تجاه الإنسان “ونكس راسه واسلم الروح” (يو30:19). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 3039 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() كيف نشترك برحلته إلى الآلام؟ ![]() لعلنا نشترك كما فعل الأخوان يعقوب ويوحنا بأن نطلب الجلوس عن يمينه ويساره؟ هما لم يعرفا ماذا طلبا، لأنهما لا يدركان ماذا يتطلب الجلوس بجانب المسيح، وكيف أن أي مكان في ملكوت السموات لا يمنح هبة بل يكتسب اكتساب وذلك بالتعب والتصميم وبذل الدم، لعلنا نشترك كيهوذا الذي أسلمه بعد أن جلس معه على المائدة الأخيرة وتناول من يده؟ يعني يمكن للذين يتناولون أن يقعوا بالخطيئة ويسلّموا السيد، أو لعلنا نشترك كبطرس الرسول الذي أنكره بقَسَم رغم أنه اعترف أنه ابن الله؟، كي نشترك بالرحلة يجب أن لا ننكر المسيح وأن لا نسلمه وأن نعرف أن ملكوت السموات يغتصب اغتصاب. دعونا نتبع المسيح بمسيرة آلامه الخلاصية بصمت وتواضع، مشتركين بمسيرة الكنيسة التي صار لها قرون تقود شعب الله نحو القيامة، الكنيسة هي جسد المسيح ومبارك الذي لا يفقد رجائه وإيمانه به “طوبى لمن لا يعثر فيّ” (مت6:11). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 3040 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() التواضع و الصلاة
أحد الفريسي والعشار تُظهر أيقونة الفريسي والعشار صورة التناقض الموجود في حالتيهما “إنسانان صعدا إلى الهيكل ليصلّيا واحد فريسي والآخر عشار” (لو10:18)، وفي المشهد الأول من المقطع الإنجيلي يوضح لنا الكتاب المقدس حالة صلاة الفريسي.قارن الفريسي، في صلاته، بينه وبين باقي الناس، فيشكر الله لأنه ليس كباقي الناس الخاطفين الظالمين الزناة ولا مثل هذا العشار، وبالتالي يرسم الفريسي خطاً فاصلاً بينه وبين باقي الناس معتبراً ذاته إنساناً باراً ومصلياً في الهيكل أما الباقي فهم خارجه. أما صورة العشار فتعطي انطباعاً آخر فهو يجلس بعيداً عيناه تنظران إلى الأرض يضرب على صدره مقرّعاً طالباً رحمة الله. صلاته كانت صلاة تواضع. لم يكن لدى العشار أعمال فاضلة كي يظهرها ويطلب من خلالها الرحمة، لكنه يقف ويعترف بخطاياه أمام الله ويطلب رحمةً، لم يفصل نفسه عن أحد، بل ينتظر حكم الله العادل، علينا في صلاتنا أن نطلب التطهر من خطايانا ومن الجهل والنسيان و من كل تجربة تبعدنا عن الله. وأن نطلب فقط العدالة وملكوت السموات و الفضائل و كل معرفة روحية أو أي أمر يساعد على الخلاص. المشكلة يقع سامعوا هذا المثل بإشكالية، الفريسي هو شخصية دينية كبيرة يصون وصايا الناموس والتقليد. العشار إنسان خاطئ يطلب بتواضع وتوبة رحمة الله. هل سيقبلهما الله كليهما معاً، أم سيقبل واحداً، ومن هو؟ كلام الله واضحٌ: “أقول لكم إن هذا نزل إلى بيته مبرراً دون ذاك” (لو14:18)، هنا السيد يحول نظرة الناس في التبرير والخلاص إلى نظرته وطلبه هو، وكيف أنه سيقبل الناس الذين يتوبون ويطلبون رحمته بتواضع. لأن معرفة خطايانا هي نبع لصلواتنا الحارة وأساس لحياتنا الروحية. طرق التوبة: في البدء علينا التركيز على أن خلاصنا وتبريرنا هو هبة من الله وليس فقط ثمر أعمالنا، فلا يمكن لأي صلاح منا فقط أن يهبنا ملكوت السموات بل نحتاج أيضاً إلى محبة الله للإنسان. يحدثنا القديس يوحنا الذهبي الفم، في حديثه عن صلاة العشار، عن خمس طرق للتوبة: 1. المعرفة الذاتية لخطايانا والاعتراف بها. 2. الحزن على الخطايا. 3. عيش التواضع. 4. أعمال الرحمة. 5. الصلاة. إنما الصلاة يجب أن تعبر عن ما سبقها، أي معرفة الذات والاعتراف والحزن على الخطيئة والتواضع وأعمال الرحمة، حتى تكون فاعلة وتأتي بنتيجة جيدة. “لا نصلّيَن يا إخوة فريسياً” هذه هي العبارة الأولى التي يبتدئ بها كتاب التريودي في أحد الفريسي والعشار، “لا نصلّيَن يا إخوة فريسياً”، أي لا نصلي مفتخرين بأعمالنا، ولكن لنطلب نعمة الخلاص من الله معترفين بعدم استحقاقنا، وأن نصلي بخوف الله وبانتباه وبلا انقطاع وبفرح. جذر كل شر هو التكبر، فيه يسكن الموت والظلام، أما التواضع المقدس، بطريقة لا تفسر، يفتح لنا الملكوت السماوي ويحفظ نعمة الروح القدس في حياتنا. التواضع هو السلاح الوحيد الذي يغلب الشيطان، هو أمر هام للخلاص، وحيث يمْلُكْ التواضع هناك سنجد مجد الله متربّعاً على هذا العرش والمُلك. فليُعطنا الله أن نقابل كل فكر نتعرض له في حياتنا بالتواضع حتى نملك المعرفة الحقيقة لأمور هذه الدنيا والآخرة. |
||||