20 - 05 - 2012, 01:46 PM | رقم المشاركة : ( 291 ) | ||||
† Admin Woman †
|
وَمَفْدِيُّو الرَّبِّ يَرْجِعُونَ وَيَأْتُونَ إِلَى صِهْيَوْنَ بِالتَّرَنُّمِ وَعَلَى رُؤُوسِهِمْ فَرَحٌ أَبَدِيٌّ. إبْتِهَاجٌ وَفَرَحٌ يُدْرِكَانِهِمْ. يَهْرُبُ الْحُزْنُ وَالتَّنَهُّدُ» (إشعياء11:51). إن نبوءة إشعياء في إطارها هذا تبدو وكأنها تتطَّلع إلى العودة المستقبلية البهيجة لشعب إسرائيل بعد سبعين سنة من السَّبي في بابل، وقد تشير أيضاً إلى عودة إسرائيل مستقبلاً عندما يجمعهم المسيَّا إلى الأرض من جميع أنحاء العالم، وهذا أيضاً سيكون وقت فرح عظيم. لكن في معناها الأوسع بالنسبة لنا ما يبرر تطبيق العدد على إختطاف الكنيسة. نوقَظ بصوت الرَّبّ وصوت رئيس الملائكة وبوق ﷲ. عندما تقوم أجساد المفديّين من القبور عبر جميع الأجيال الغابرة، والمؤمنون الأحياء يتغيرّون في لحظة في طرفة عين وينضمّون إليهم وهم صاعدون لملاقاة الرَّب في الهواء، يبدأ الموكب الكبير نحو بيت الآب. إن نبوءة إشعياء في إطارها هذا تبدو وكأنها تتطَّلع إلى العودة المستقبلية البهيجة لشعب إسرائيل بعد سبعين سنة من السَّبي في بابل، وقد تشير أيضاً إلى عودة إسرائيل مستقبلاً عندما يجمعهم المسيَّا إلى الأرض من جميع أنحاء العالم، وهذا أيضاً سيكون وقت فرح عظيم.من المحتمل جداًّ أن تكون كل الطريق محاطة بجوقات الملائكة وعلى رأس الموكب يكون الفادي نفسه مشرقاً بانتصاره المجيد على الموت والقبر، وتتبعه حشود المفديين من كل قبيلة ولسان وشعب وأُمةّ، ربوات ربوات، وأُلوف أُلوف، وهم يرنّمون ترنيمة جديدة «مُسْتَحِقٌّ هُوَ الْحَمَلُ الْمَذْبُوحُ أَنْ يَأْخُذَ الْقُدْرَةَ وَالْغِنَى وَالْحِكْمَةَ وَالْقُوَّةَ وَالْكَرَامَةَ وَالْمَجْدَ وَالْبَرَكَةَ». إنَّ كلّ واحد في هذه الجموع هو تذكارٌ لنعمة ﷲ الرائعة، وكل واحد قد إفتُدي من الخطيئة والعار وجُعل خليقة جديدة في المسيح يسوع، وقد مرَّ بعضهم بآلام شديدة لأجل إيمانهم وضحّى آخرون بحياتهم لأجل المخلّص، لكن الآن اختفت كل آثار الجروح والتشويهات وصار للقدّيسين أجساد مُمجَّدة لا سلطان للموت عليها. ثم إنَّ هناك إبراهيم وموسى وداود وسليمان، وهناك بطرس المحبوب ويعقوب ويوحنا وبولس، وهناك أيضاً مارتن لوثر وجون ويسلي وجون نوكس وجون كالفن، لكن هؤلاء ليسوا أكثر بروزاً من بعض أولاد ﷲ الذين كانوا مجهولين وهم على الأرض بينما كانوا معروفين للسماء. الآن يسير القديسون إلى قصر الملك، لقد انتهت آلامهم وتنهداتهم إلى الأبد، يُكلِّل رؤوسهم فرحٌ أبدي، والإيمان أصبح عياناً، والرجاء الذي طال انتظاره قد تحقَّق، ويعانق الأحباء بعضهم البعض بحرارة يهيمن عليهم الفرح الغامر، وكلهم منبهرٌ بالنعمة العجيبة التي نقلتهم من أعماق الخطيئة إلى آفاق هذا المجد. |
||||
20 - 05 - 2012, 01:54 PM | رقم المشاركة : ( 292 ) | ||||
† Admin Woman †
|
«إذْهَبْ إِلَى بَيْتِكَ وَإِلَى أَهْلِكَ وَأَخْبِرْهُمْ كَمْ صَنَعَ الرَّبُّ بِكَ وَرَحِمَكَ» (مرقس19:5). في بداية خلاصنا نعتقد أن الأمر بسيط جداً وجميل لدرجة أن كل أقاربنا سيرغبون بالإيمان بالمخلّص عندما نخبرهم عنه. على أننا بدلاً من ذلك نجد وفي بعض الحالات أنهم مستاؤون، مرتابون ومعادون، يتصرّفون وكأننا نخونهم، وعندما نجد أنفسنا في جوٍّ كهذا، غالباً ما يكون ردُّنا بطريقة تعيق في الواقع مجيئهم إلى المسيح. أحياناً نردّ عليهم بعنف فنصبح بعيدين عنهم ومنعزلين ومتقلِّبي المزاج، أو ننتقِدهم بسبب مسلكهم في عدم الإيمان ناسين أنهم لا يمتلكون القوة الإلهية اللازمة لتطبيق المعيار المسيحي. ومن السهل في مثل هذه الأوضاع أن نغرز فيهم الإنطباع بأننا نعتبر أنفسنا أفضل منهم، لأنه من المرجَّح أن يتّهموننا بموقف «نحن أقدس منكم»، وعليه يجب أن نتجنب منحهم ما يُبرِّر لهم القيام بذلك. ثمة خطأ آخر نقترفه، وهو محاولة إجبارهم على قبول الإنجيل بدافع محبّتنا الكبيرة لهم وغيرتنا على نفوسهم، فنُقصيهم بكرازتنا الهجومية عن الإنجيل. ثم إنَّ أمراً واحداً يؤدّي إلى أمرٍ آخر، كفشلنا في إظهار الخضوع بالمحبة لوالدينا وكأن إيماننا المسيحي يُعفينا من أي واجب لإطاعتهما ومن ثم يَزداد إبتعادنا عن المنزل لقضاء الوقت في خدمات الكنيسة وبرفقة المؤمنين، وهذا بدوره يزيد من إستيائهم ضد الكنيسة والمؤمنين. عندما شفى يسوع المسكون بالشيطان أي لجيئون قال له أن يذهب إلى بيته ويخبر أصدقاءه بالعظائم التي صنعها معه الرَّب. إن هذا أول ما علينا أن نفعله، بأن نقدّم شهادة بسيطة متواضعة مفعمة بالمحبة عن تجديدنا. إنَّ هذا ينبغي أن يقترِن بشهادة حياة قد تغيِّرت، كما ينبغي أن «يُضِئْ نُورُكُمْ هكَذَا قُدَّامَ النَّاسِ، لِكَيْ يَرَوْا أَعْمَالَكُمُ الْحَسَنَةَ، وَيُمَجِّدُوا أَبَاكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ (متى16:5). وهذا يعني، إظهار إكرامٌ جديدٌ وخضوع ومحبة واحترام لوالدينا والأخذ بنصيحتهم طالما لم تتعارض مع الكتاب المقدس. ينبغي أن نكون أكثر نفعاً في المنزل ممّا كنا في أي وقت مضى، بالمحافظة على نظافة غرفتنا، وغسل الأواني وإخراج النفايات بحيث نقوم بكل ذلك دون أن يُطلب منّا. إنَّ هذا يعني أيضاً قبول الإنتقادات بصبر دون الإنتقام، الأمر الذي من شأنه أن يذهلهم من روح الإنكسار الجديدة خصوصاً وأنهم لم يروا ذلك من قبل. إن قليلاً من اللطف يساعد على كسر المعارضة، كإستلام رسائل تقدير وبطاقات معايدة ومكالمات هاتفية وهدايا، وبدَلاً من أن نعزِل أنفسنا عن والدينا علينا أن نقضي بعض الوقت معهم في محاولة لتقوية أواصر العلاقة، عندها قد يكونون أكثر إستعداداً لقبول دعوة لمرافقتنا إلى الكنيسة، عندها وفي نهاية المطاف يقدمون أنفسهم للرَّب يسوع المسيح. |
||||
20 - 05 - 2012, 01:56 PM | رقم المشاركة : ( 293 ) | ||||
† Admin Woman †
|
«اَلدَّعْوَةُ الَّتِي دُعِيَ فِيهَا كُلُّ وَاحِدٍ فَلْيَلْبَثْ فِيهَا» (كورنثوس الأولى20:7). عندما يصبح الشخص مؤمناً مسيحياً، فقد يظن أن عليه الإنفصال الكامل عن كل ما كان يربطه بحياته السابقة. من أجل تَقويم هذا التفكير، أرسى الرسول بولس قاعدة عامة مفادها أنه ينبغي للشخص أن يَبقى في نفس الدعوة التي كان فيها وقت تجديده. دعونا نُمعن النَّظر في هذه القاعدة ونقترح ما تعنيه وما لا تعنيه. في السياق المباشر، فإن العدد ينطبق على علاقة زوجية خاصة، ففي حالة أنَّ أحد شريكي الزواج قد آمن بينما بَقي الآخر غير مؤمن، ماذا يجب على المؤمن أن يفعل؟ هل يجب عليه أن يطلِّق زوجته؟ يقول بولس، لا، ينبغي أن يبقى على تلك العلاقة الزوجية آملاً في أن يتجدّد شريكه بشهادته. عندما يصبح الشخص مؤمناً مسيحياً، فقد يظن أن عليه الإنفصال الكامل عن كل ما كان يربطه بحياته السابقة. من أجل تَقويم هذا التفكير، أرسى الرسول بولس قاعدة عامة مفادها أنه ينبغي للشخص أن يَبقى في نفس الدعوة التي كان فيها وقت تجديده. دعونا نُمعن النَّظر في هذه القاعدة ونقترح ما تعنيه وما لا تعنيه.تعني قاعدة بولس على وجه العموم أن التجديد لا يتطلّب إلغاءً قاطعاً بالقوة بما كان من علاقات وإرتباطات قبل التجديد والتي لا يمنعها الكتاب المقدس بوضوح، فمثلاً، لا يحتاج اليهودي إلى إجراء عملية جراحية لطمس السمة المادية ليهوديته، ولا يحتاج المؤمن الأمُمي للخضوع لتغيير مادي كالختان لتمييزه عن الوثني. إن الملامح الجسدية والعلامات ليست هي ما يهُم، فإن ما يريد ﷲ أن يراه هو الطاعة لوصاياه. فعندما يكون شخصٌ ما عبداً عند ولادته الجديدة، ينبغي ألاّ يتمرَّد ضد عبوديّته وبالتالي يجلب المتاعب والعقاب على نفسه، إذ أن بإمكانه أن يكون عبداً نافعاً ومؤمناً صالحاً في نفس الوقت. إن المراكز الإجتماعية والطبقية غير مهمة عند ﷲ، ومع ذلك، فإذا كان العبد قادراً على الحصول على حريته بالوسائل المشروعة فينبغي عليه أن يفعل ذلك. كل هذا بل وأكثر ما تعنيه قاعدة بولس. ينبغي أن يكون واضحاً أن هناك إستثناءات مهمة لهذه القاعدة، فمثلاً، إنها لا تعني أن الشخص الذي يعمل في عمل غير شرعي أن يستمر فيه، فإذا كان يعمل نادلاً في حانة أو يدير بيت دعارة أو نادياً للقمار فسيعرف بالغريزة الروحية بأن عليه القيام بالتغيير. ثمة إستثناء آخر لهذه القاعدة العامة يتعلّق بالإرتباطات الدينية وهو أنَّ على المؤمن الحديث أن لا يستمر في أي نظام حيث يتم فيه إنكار الأسُس العظيمة للإيمان المسيحي، عليه أن يفصل نفسه من أية كنيسة يُهان فيها المخلّص، وهذا ينطبق أيضاً على العضوية في نواد إجتماعية حيث يُمنَع ذِكر إسم المسيح أو لا يُرحَّب به. إذاً فإنَّ الولاء لإبن ﷲ يتطلّب من المؤمن أن يستقيل من مثل هذه المؤسّسات. وتلخيصاً للأمر، فإنَّ القاعدة هي أن المؤمن الجديد يجب أن يظَّل في الدعوة التي دُعي إليها إلا إذا كان في ذاك العمل خطيئة أو مَهانةً للرَّب. إنه ليس من الضروري أن يقطع علاقاته بالإرتباطات الماضية إلا إذا كانت ممنوعة وبوضوح في كلمة ﷲ. |
||||
20 - 05 - 2012, 01:58 PM | رقم المشاركة : ( 294 ) | ||||
† Admin Woman †
|
«مَا الْمَنْفَعَةُ يَا إِخْوَتِي إِنْ قَالَ أَحَدٌ إِنَّ لَهُ إِيمَاناً وَلَكِنْ لَيْسَ لَهُ أَعْمَالٌ؟ هَلْ يَقْدِرُ الإِيمَانُ أَنْ يُخَلِّصَهُ؟» (يعقوب14:2). إنَّ يعقوب لا يقول أنَّ الشخص المذكور في عدد اليوم له إيمان، بل الشخص نفسه يقول أن له إيماناً، لكن لو كان له إيمانٌ مُخلِّص حقاًّ لكانت له أعمالٌ أيضاً، إن إيمانه هو مسألة كلمات فقط وهذا النوع من الإيمان لا يمكنه أن يُخلّص أحداً لأن الكلام دون الأعمال ميّت. فالخلاص ليس بالأعمال ولا بالإيمان بإضافة الأعمال، بل هو بنوع من الإيمان الذي تنشأ عنه أعمال صالحة. فلماذا إذاً يقول يعقوب في العدد 24 أن الإنسان يتبّرر بالأعمال؟ أليس هذا تناقضاً صريحاً لتعليم بولس بأننا نتبّرر بالإيمان؟ في الواقع ليس هناك مِن تناقض، كلاهما صحيح، والواقع هو أن هناك ستّة جوانب مختلفة من التبرير في العهد الجديد هي كالتالي: إننا نتبرّر من قِبَل ﷲ (رومية33:8)، فهو الذي يحسِبُنا أبراراً. إننا نتبرّر بالنعمة (رومية24:3)، فإن ﷲ يمنحنا التبرير عطيّة مجانيّة لا نستحقّها. إننا نتبرّر بالإيمان (رومية1:5)، نحصل على هذه العطية بالإيمان بالرَّب يسوع المسيح. إننا نتبرّر بالدم (رومية9:5)، لأن دم المسيح الثمين هو القيمة التي دُفعت لتبريرنا. إننا نتبرّر بالقوة (رومية25:4)، فإن القوة التي أقامت يسوع ربُّنا من بين الأموات هي القوة التي تجعل تبريرنا ممكناً. إننا نتبرّر بالأعمال (يعقوب24:2)، لأن الأعمال الصالحة هي الدليل الخارجي للجميع على أننا حقاًّ قد تبّررنا. لا يكفي أن نشهد لإختبار تجدُّدنا، بل علينا أن نظهره بالأعمال الصالحة التي حتماً تتبع الولادة الجديدة. فالإيمان غير منظور لأنه عمليَّة غير مرئية تحدث بين النفس وﷲ، والناس لا يستطيعون رؤية إيماننا، لكن يمكنهم أن يروا الأعمال الصالحة التي هي ثمر الإيمان المُخلِّص، وقد يظلُّ لديهم سبب للتشكيك في إيماننا إلى أن يروا أعمالنا. كان عمل إبراهيم الصالح إستعداده ليذبَح إبنه تقدمة للّه (يعقوب21:2)، وكان عمل راحاب الصالح خيانة بلدها (يعقوب25:2)، وسبب كونها أعمال «صالحة» هو أن كل منهما أظهر إيماناً باللّه، وإلاّ لكانت أعمالاً سيّئة، أي قتل وخيانة، وأنَّ الجسد المُنفصل عن الروح هو ميت، والموت هو إنفصال الروح عن الجسد، لذا فالإيمان بدون أعمال ميت أيضاً، إنه بلا حياة وبلا قوة وغير فعاَّل. لكن الجسد الحي يُظهِر أن روحاً غير منظورة تسكن فيه، لذا فالأعمال الصالحة هي علامة مؤكِّدة على أن هناك إيماناً مُخلِّصاً رغم كونه غير منظور لكنه ساكن في قلب الشخص. |
||||
20 - 05 - 2012, 01:59 PM | رقم المشاركة : ( 295 ) | ||||
† Admin Woman †
|
«حارِّينَ فِي الرُّوحِ» (رومية11:12). إن أحد القوانين التي تعمل في المجال المادي هو أن الأشياء تميل إلى فقدان الزخم أو تنحل أو تنطفئ، وهذا ليس تعبيراً علمياً للقانون لكنه يشرح الفكرة العامة. فكما قيل لنا، على سبيل المثال، أن الشمس تحترق بدرجة شديدة جداً، وعلى الرغم من أنها يمكن أن تستمرّ لفترة طويلة إلا أن عُمرها آخذٌ بالتناقص. إنَّ الأجساد تَشيخ وتموت ثم تعود إلى التراب، ومكوك يُحرَّك باليد ثم يتوقف، نعبئ زنبرك ساعة الحائط أو ساعة اليد وسرعان ما نحتاج إلى تعبئته من جديد (هذا ينطبق على الساعات التي تعمل بالبطارية بحيث تحتاج إلى تغيير من حين لآخر). الماء الساخن يبرد بحيث يتوازى مع درجة حرارة الغرفة، تفقد المعادن بريقها وتَبهت الألوان، ولا شيء يدوم لفترة طويلة وليس هناك حركة دائمة، فالتغيير والإنحلال يؤثّران في كل شيء. حتى أن العَاَلَم نفسه يشيخ. يقول الكتاب في الحديث عن السماء والأرض، «هِيَ تَبِيدُ وَلَكِنْ أَنْتَ (إبن ﷲ) تَبْقَى، وَكُلُّهَا كَثَوْبٍ تَبْلَى، وَكَرِدَاءٍ تَطْوِيهَا فَتَتَغَيَّرُ. وَلَكِنْ أَنْتَ أَنْتَ، وَسِنُوكَ لَنْ تَفْنَى» (عبرانيين11:1، 12). للأسف يبدو أن هناك مبدأً مماثلاً في المجال الروحي ويَصحّ قوله عن الأفراد والكنائس والحركات والمؤسسات. فإنه حتّى لو كان الشخص يبدأ حياة مسيحية بإمتياز، فثمة خطر دائم بإنحسار الحماس، أو إخماد القوة أو تراجع الرؤيا. نبدأ بالسَّأم وعدم الرضى من أنفسنا، نفتُر ونشيخ. الشيء نفسه ينطبق على الكنائس، وقد بدأ الكثير منها في قمّة حركة عظيمة للروح القدس واستمرّت النار مشتعلة بتوهُّج لسنوات عديدة، ثم حلَّ بها الخمود، تركت الكنيسة محبّتها الأولى (رؤيا4:2)، إنتهى شهر العسل، يزول الحماس التبشيري مفسحاً المجال للخدمة الرتيبة وقد يُضّحَّى بالنقاوة العقائدية من أجل وحدة لا قيمة لها، وأخيراً يصبح البناء الفارغ شهادة صامتة بأن المجد قد وَلّى وذهب. ثم إنَّ الحركات والمؤسّسات تخضع للإضمحلال. ربما تكون قد بدأت كأنشطة تبشيرية قوية، ولكنها تأخذ في الإنهماك في العمل الإجتماعي لدرجة أن الإنجيل يُصبِح مُهمَلاً إلى حد كبير، أو أنها تبدأ بحماس وبعفوية الروح وبعد ذلك تنتقل إلى الطقوس والشَّكليات. نحن نحتاج للحماية ضد الضعف الروحي، ونحتاج أيضاً أن نختبر ما يدعوه نورمان جراب «النهضة المستمرة». نحتاج إلى المحافظة على «الوهج الروحي». |
||||
20 - 05 - 2012, 02:01 PM | رقم المشاركة : ( 296 ) | ||||
† Admin Woman †
|
«مَنْ يُجِيبُ عَنْ أَمْرٍ قَبْلَ أَنْ يَسْمَعَهُ فَلَهُ حَمَاقَةٌ وَعَارٌ» (أمثال13:18). إن نصَّ الكتاب المقدس للترجمة التفسيرية يقول «مَنْ أَجابَ عَنْ أَمْرٍ ما زالَ يَجهَلَهُ فَذاكَ حَماقَةٌ مِنهُ وَعارٌ لَهُ». إن هذا يُبرزُ درساً هاماًّ وهو أنه لا يمكنك اتخاذ قرار ذكيٍّ حتى تسمع كلَّ الحقائق، وللأسف فإن العديد من المؤمنين لا ينتظرون سماع كِلا الطرفين في القضية، فيُصدرون حكماً على أساس قصة طرفٍ واحدٍ، وغالباً ما يكون هذا الحُكم خاطئاً تماماً. في سنة 1979 كان جاري بروكس عضواً في مجلس شمامسة كنيسة إنجيلية، كان ذا شعبية كبيرة جداً وشخصية دافئة ومرحة، وفي كل مرة كان يدخل مكاناً يعجُّ بالناس كانت الغرفة تشعُّ فرحاً. لقد ميَّز نفسه بخدمة أعضاء الكنيسة كلّما احتاجوا إلى مساعدة، كان دائماً متنبهاً لكبار السن في الجماعة، وكانت زوجته وإبناه أيضاً نشيطين في شؤون الكنيسة، وقد بدا أن عائلة بروكس عائلة نموذجية. لقد وقع خبرٌ كإنفجار القنبلة عندما عُلِم بأن الشيوخ الكنيسة قد أَدَّبوا جاري بإعفائه من عمله كشمّاس وأنه قد طُلبِ منه الإمتناع عن المشاركة في خدمة العشاء الرَّباني. إحتشد أصدقاؤه للدفاع عنه ودعوا أعضاء كنيسة أخرى لمعارضة الشيوخ في قرارهم هذا. كان الشيوخ في وضعٍ غير مؤات، فهم لا يرغبون في ان يعلنوا عن كل ما يعرفوه، فجلسوا بهدوء يستمعون إلى مديح فضائل جاري، عالمين أن هناك جانباً آخر للقصة، وأنه قد نالهم الكثير من الإساءة في هذه العملية. ما الذي عَلِمَه الشيوخ؟ كانوا يعرفون أن زواج جاري على حافة هوّة لأنه كان في علاقة غرامية مع سكرتيرته، وكانوا يعرفون أنه اختلس أموال الكنيسة لتمويل نمط حياته الباذخ، وأنه كان يشارك في معاملات تجارية غير أخلاقية، وأن شهادته في عالم الأعمال كانت سلبية، كانوا يعرفون أيضاً أنه كَذَبَ عليهم عند مواجهته بالأدلة عن سوء تصرفاته. وبدل الخضوع لتأديب الشيوخ، قام جاري بتنظيم أصدقائه في تحدٍ صريح، حتى على حساب إنقسام الكنيسة، في النهاية تحدَّث بعضٌ من أتباعه إلى أحد شيوخ الكنيسة وعَلِموا ببعض الحقائق المُحزنة، لكنّهم كانوا يَخجَلون من تغيير موقفهم، فاستمرّوا في الدفاع عنه. تبرز لنا من كل هذا ثلاثة دروس. أولاً: لا تحاول إصدار حكم قبل أن تعرف كل الحقائق. ثانياً: إذا كنت لا تستطيع الحصول على كل الحقائق، أُحجُب حكمك. أخيراً: لا تسمح لأواصر الصداقة أن تضغط عليك في الدفاع عن الإثم. |
||||
20 - 05 - 2012, 02:02 PM | رقم المشاركة : ( 297 ) | ||||
† Admin Woman †
|
«اَلأَوَّلُ فِي دَعْوَاهُ مُحِقٌّ فَيَأْتِي رَفِيقُهُ وَيَفْحَصُهُ» (أمثال17:18). يشير الجزء الأول من هذا العدد إلى تقصير شائع عند معظمنا، فنحن دائماً نقدِّم أدلةً بطريقة نظهر فيها أنفسنا في أفضل نور ممكن، وهذا يحدث معنا بطريقة طبيعية. فعلى سبيل المثال، نقوم بحجب حقائق من شأنها أن تُثبِت أنها مُضرَّة لنا ونركّز على نِقاطِنا الحسنة، نقارن أنفسنا بالآخرين الذين يبدو فَشَلهُم أكثر وضوحاً، ونلقي باللائمة على الآخرين عن تصرفاتنا، ننسب دوافع مقدسة لأفعالنا التي خطؤها واضح، نشوِّه ونحرّف الحقائق حتى يُصبح واقعها باهتاً، نستخدم كلمات ملونة عاطفياً كي نرسم صورة أكثر مواتاة. لقد ألقى آدم باللائمة على حوّاء، «الْمَرْأةُ الَّتِي جَعَلْتَهَا مَعِي هِيَ أعْطَتْنِي مِنَ الشَّجَرَةِ فَأكَلْتُ» (تكوين12:3)، وألقت حوّاء باللائمة على الشيطان، «الْحَيَّةُ غَرَّتْنِي فَأكَلْتُ» (تكوين13:3). دافَع الملك شاول عن عصيانه فأبقى خراف وثيران عماليق بأن نَسَبِ لها دوافع مقدّسة، «فَأَخَذَ الشَّعْبُ مِنَ الْغَنِيمَة… لأَجْلِ الذَّبْحِ لِلرَّبِّ إِلَهِكَ فِي الْجِلْجَالِ» (صموئيل الأول21:15)، وقد اقترح أيضاً بالطبع، أنه إذا كان هناك أي لوم فيجب أن يقع على الشعب وليس عليه. لقد كذب داود على أخيمالك من أجل الحصول على أسلحة قائلاً: «لأَنَّ أَمْرَ الْمَلِكِ كَانَ مُعَجِّلاً؟» (صموئيل الأول8:21). في الواقع لم يكن داود في عمل لأجل الملك بل كان هارباً من الملك شاول. ثم إنَّ المرأة على البئر قد حجبت الحقيقة وقالت، «لَيْسَ لِي زَوْجٌ» (يوحنا17:4)، والواقع أنه كان لها خمسة أزواج وكانت الآن تُعاشر رجلاً لم تكن متزوّجة منه. وهكذا يستمرّ الحال! فبسبب طبيعتنا الساقطة الموروثة من آدم، فإنه من الصعب علينا أن نكون موضوعيين تماماً عند تقديم الجانب الخاص بنا من المسألة. إننا نميل إلى تصوير أنفسنا في ضوء أكثر جاذبية، ويمكن أن يكون لدينا إعتبار ألطف نحو الخطيئة في حياتنا بينما نُدين بشدّة هذه الخطايا في حياة شخص آخر. «اَلأَوَّلُ فِي دَعْوَاهُ مُحِقٌّ فَيَأْتِي رَفِيقُهُ وَيَفْحَصُهُ»، أي عندما يكون لرفيقه فرصة ليُدلي بشهادته فإنه يعطي صورة أكثر صحَّة للحقائق، ويكشف عن كل المحاولات الماكرة للتغطية وتبرئة الذات، إنه يروي القصة دون تحريف. في النهاية ﷲ هو الرَّفيق، الشخص الذي يُسلِّط الضوء على الأشياء المتخفيِّة في الظلام ويكشف أفكار ونوايا القلب. ﷲ نور وليس فيه ظلمة البتّة، فإذا أردنا أن نسير معه في شركة مكشوفة فيجب أن نكون صادقين دون مواربة في شهادتنا كلها حتىّ لو أدى ذلك إلى دمارنا. |
||||
20 - 05 - 2012, 02:03 PM | رقم المشاركة : ( 298 ) | ||||
† Admin Woman †
|
«لَسْتُمْ تَمْتَلِكُونَ، لأَنَّكُمْ لاَ تَطْلُبُونَ» (يعقوب2:4). إنَّ عدداً كهذا يثير مسألة مثيرة للإهتمام وهي أننا لا نملك لأننّا لا نطلب، فما هي الأشياء العظيمة التي نفتقدها في الحياة لأننّا لا نطلبها بالصلاة؟ ثمة سؤال مماثل يُثار من يعقوب16:5 «طِلْبَةُ الْبَارِّ تَقْتَدِرُ كَثِيراً فِي فِعْلِهَا»، وإن لم يُصلّي هذا الإنسان البارّ، أَيعني هذا أنه يحقق من خلالها إنجازات قليلة؟ المشكلة مع معظمنا أننّا لا نصلّي بما فيه الكفاية، أو عندما نصلّي، نطلب القليل القليل، نحن كما يقول س.ت. ستاد «نَقضُم المُمكن بدل أن نقبِضَ على المستحيل»، صلواتنا خجولة ولا خيال فيها عندما يجب أن تكون جريئة. ينبغي أن نُكرم ﷲ بالصلاة لأجل أشياء عظيمة، وبكلمات جون نيوتن: أنت قادم إلى حضرة ملك التماسات كبيرة تُحضِرُ معك ولأنّ نعمته وقوّته عظيمة هكذا فلا يستطيع أحد أن يطلبها كلها. عندما نفعل ذلك فنحن ليس فقط نكرم ﷲ بل ونُغني أنفسنا روحياً، إنه يحب أن يَفتح لنا كُنوز السماء، لكن عدد اليوم يشير إلى أنه يفعل ذلك في استجابةٍ للصلاة. يبدو لي أن هذا العدد يجيب على سؤال كثيراً ما نسمعه، وهو: هل يمكن فعلاً أن تحرّك الصلاة ﷲ لكي يعمل أشياء سوف لا يعملها بغير ذلك؟ أو هل تضعنا بإنسجام مع ما قد يشاء أن يفعله على أية حال؟ تبدو الإجابة واضحة: إن ﷲ يستجيب إلى صلاة لا يستجيب إليها بطريقة أخرى. قد يُشدُّ خيالنا في أحد إتجاهين حين نتأمّل هذا الموضوع؛ أولاً، يمكن أن نُفكِّر بالإنجازات العظيمة التي جاءت كنتيجة مباشرة للصلاة، ونقتبس كلمات العبرانيين33:11و34 فنتذكّر هؤلاء «الَّذِينَ بِالإِيمَانِ قَهَرُوا مَمَالِكَ، صَنَعُوا بِرّاً، نَالُوا مَوَاعِيدَ، سَدُّوا أَفْوَاهَ أُسُودٍ، أَطْفَأُوا قُوَّةَ النَّارِ، نَجَوْا مِنْ حَدِّ السَّيْفِ، تَقَّوُوا مِنْ ضُعْفٍ، صَارُوا أَشِدَّاءَ فِي الْحَرْبِ، هَزَمُوا جُيُوشَ غُرَبَاءَ». ثانياً، يمكننا أن نُفكِّر في ما قد أنجزناه نحن أنفسنا من أجل المسيح إذا كنا نطلب فحسب. يمكننا أن نُفكّر في الوعود الكثيرة والثمينة في الكلمة، التي فشلنا في المطالبة بها، فلقد كنّا ضعفاء عندما كان بإمكاننا أن نكون أقوياء، لمسنا حياة البعض لأجل ﷲ عندما كان بإمكاننا أن نلمس الآلاف أو حتّى الملايين، لقد طلبنا دونمات بينما كان بإمكاننا أن نطلب قارَّات، كنّا فقراء روحياًّ بينما كان بإمكاننا أن نكون أثرياء، لا نملك لأننّا لا نطلب. |
||||
20 - 05 - 2012, 02:04 PM | رقم المشاركة : ( 299 ) | ||||
† Admin Woman †
|
«مَنْ أَرَادَ أَنْ يَكُونَ فِيكُمْ عَظِيماً فَلْيَكُنْ لَكُمْ خَادِماً وَمَنْ أَرَادَ أَنْ يَكُونَ فِيكُمْ أَوَّلاً فَلْيَكُنْ لَكُمْ عَبْداً» (متى26:20، 27). هنالك نوعان من العظمة في العهد الجديد، من المفيد أن نميِّز بينهما. هناك عظمة مرتبطة بمركز الشخص، وعظمة أخرى مرتبطة بشخصيته. عند الكلام عن يوحنا المعمدان، قال يسوع أنه «لَيْسَ نَبِيٌّ أَعْظَمَ مِنْه» (لوقا28:7). كان المخلّص هنا يتكلّم عن عظمة مركز يوحنا. لم يتسنَّ لأي نبي آخر هذا الإمتياز بأن يكون سابقاً للمسيح، وليس المقصود أن يوحنا كان ذا صفات أفضل من أي أنبياء العهد القديم، لكن فقط لأنه كان له مهمّةً فريدة في تقديم حمل ﷲ الذي يرفع خطايا العالم. في يوحنا28:14، قال يسوع للتلاميذ: «أبي أعظم منّي»، فهل كان يقصد أن أباه كان أعظم منه شخصيّاً؟ لا، لأن جميع أعضاء الأُلوهِيَّة متساوون، لكنه قَصَدَ أن الآب كان جالساً على العرش في المجد السماوي في حين كان هو محتقر ومخذول من الناس على الأرض، كان يجب على التلاميذ أن يفرحوا لعلمهم أن يسوع سيصعد إلى الآب لأنه سيكون له نفس مركز المجد كما للآب. يتمتَّع جميع المؤمنين بمركز عظيم بسبب إتحادهم بالرَّب يسوع، إنهم أولاد ﷲ، وورثة ﷲ ووارثون مع المسيح يسوع، ثم يتكلّم العهد الجديد أيضاً عن عظمة شخصيَّة. فعلى سبيل المثال، في متى26:20، 27، يقول يسوع، «مَنْ أَرَادَ أَنْ يَكُونَ فِيكُمْ عَظِيماً فَلْيَكُنْ لَكُمْ خَادِماً وَمَنْ أَرَادَ أَنْ يَكُونَ فِيكُمْ أَوَّلاً فَلْيَكُنْ لَكُمْ عَبْداً»، فالعظمة هنا هي عظمة الصفات الشخصية التي تتجلَّى في حياة الخدمة للآخرين. يَهتمّ مُعظم رجال العالم بالعظَمة بما يختص ومركزهم فقط، وقد أشار الرّب يسوع إلى ذلك عندما قال: «مُلُوكُ الأُمَمِ يَسُودُونَهُمْ وَالْمُتَسَلِّطُونَ عَلَيْهِمْ يُدْعَوْنَ مُحْسِنِينَ» (لوقا25:22)، لكن فيما يتعلَّق بصفاتهم الشخصيَّة فقد يكونون خالين تماماً من العظَمة، وقد يكونون زناة أو مختلسين أو سكّيرين أو قتلة. إنَّ المؤمن مدركٌ أن عظمة المركز بدون عظمة الشخصيَّة لا قيمة لها. إن ما في باطن الشخص هو ما يُحسب له، وثمر الروح أكثر أهمية من مركز عالٍ في سلّم الشركات. وعليه فمن الأفضل أن تكون ضمن قائمة القدّيسين ممّا أن تكون بين النجوم. |
||||
20 - 05 - 2012, 02:16 PM | رقم المشاركة : ( 300 ) | ||||
† Admin Woman †
|
«أَفْعَلُ شَيْئاً وَاحِداً: إِذْ أَنَا أَنْسَى مَا هُوَ وَرَاءُ.» (فيلبي13:3) عادةً عندما نقرأ هذه الكلمات نميل إلى الإعتقاد بأن بولس كان يتحدَّث عن خطاياه الماضية، كان يعلم أن هذه الخطايا قد غُفرت، وبأن ﷲ قد نسيها ولن يذكرها فيما بعد، ولذلك حرِصَ أن ينساها هو أيضاً وأن «يسْعَى نَحْوَ الْغَرَضِ لأَجْلِ جَعَالَةِ دَعْوَةِ ﷲ العُليا في المسيح يسوع». مع أنني لا أزال أعتقد أن هذا تطبيقٌ صحيحٌ للعدد، إلّا أنَّ بولس لا يفكّر في هذا المقطع بخطاياه، بل إنه يفكر بالأشياء التي قد يفتخر بها، أي نَسَبهُ وتديُّنه السابق وغيرته وبّره الناموسي، والآن، هذه الأمور لم تعُد تعني له شيئاً، فهو عازمٌ على أن ينساها. أتذكّر جون سانج، المبشّر الصيني المُكرَّس، والذي جاء إلى الولايات المتّحدة للتدريب، وبينما هو في طريق عودته إلى الصين كَتَبَت ليسلي لِيالْ عنه قائلة: «في أحد الأيام، وعند إقتراب السفينة من نهاية رحلتها، نزل جون سانج إلى حجرته، أخرج من صندوقه شهاداته وميدالياته ومفاتيح فرقة أخويّته وألقى بها كلها في البحر ما عدا شهادة الدكتوراه التي احتفظ بها لإرضاء والده، ووضعها لاحقاً في إطار وعلّقها في بيته القديم. زاره القس و.ب كول يوماً عام 1938، ولاحظ الدكتور سانج أن القس كول كان ينظر إلى الشهادة فقال له: «مثل هذه الأمور لا جدوى منها، إنها لا تعني شيئاً بالنسبة لي». «يجب أن يكون هناك تنازلات كبيرة إذا كان يجب أن تكون الخِدمة مسيحية!» هذه كلمات الدكتور داني التي ربما كانت مكتوبة آخذاً باعتباره الدكتور سانج، ومن المحتمل أن السِّر الرئيسي في خدمة الدكتور سانج أنه جاء اليوم الذي تَخلَّى فيه للتو عن كل ما يعتبره العالم أنه ذات قيمة». يا رَّب لا تسمَح بأن أفخر إلّا بالصَّليب مُكرِّساً نفسي وما أَملُكُ للفادي الحبيب إن شهادات فخر الإنسان بإنجازاته عابرةٌ وشيءٌ فارغ، يَعتزُّ بها للحظة ثم يتراكم عليها الغبار لعشرات السنين. إنَّ الصليبَ هو كلُّ مَجدنا، نطمحُ لنكون مرْضِيين عند الذي مات لأجلنا وقام ثانية، وكل ما يهم هو أن نسمع كلمة «نِعِمَّ!» وأن نُمدَحُ عند اﷲ، وأن نكون مستعدّين للتخلِّي عن كل شيء كي نفوز بالمكافأة. |
||||
|