17 - 05 - 2012, 10:35 AM | رقم المشاركة : ( 21 ) | ||||
† Admin Woman †
|
3- الألف الثانية قبل الميلاد:
أول القبائل الهامة التي استوطنت أسيا الصغري هم الحثيون. فمنذ عام 1872 عندما رجح دكتور رايت أن الكتابه الهيروغليفية الغربية على الأربعة الألواح البازلتية التي اكتشفها في حماة، هي من الفن الحثى، أخذت تتجمع كميات هائلة من هذه الأكتشافات أمام الباحثين. فهناك تماثيل من نفس الطراز لصور رجال الباحثين. فهناك تماثيل من نفس الطراز لصور رجال ونساء وآلهة وأسود وغيرها من الحيوانات، والنسور برؤوس مزدوجة، وتماثيل أبى الهول، وآلات موسيقية، وعجلات مجنحة والكثير من الأشكال الأخرى التي لايمكن معرفتها تماما، ومعها جميعها كتابات هيروغليفية لم تفك رموزها حتى الآن، والنقوش تقرأ من اليمين إلى الشمال ومن الشمال لليمين. كما اكتشفت قلاع بأسوار ومتاريس وبوابات وانفاق وخنادق وقصور ومعابد وغيرها من المبانى، وأكثر من هذا وجدت بعض الألواح المسمارية على وجه الأرض مما أدى إلى الاعتقاد بأنه لابد أن هناك وثائق مكتوبة ذات قيمة مدفونة في الأرض. فهناك آثار حثية في مالاتيا وماراش وقرة بل وسكجى جيزى وجوران وبوغازكيوى وإيوك وسنقاريا والعديد من المواقع. وكانت كركميش وقادش على نهر الأورنت مدنا كبرى في شمالى سوريا. وكان الحثيون في الأراضى المقدسة – سواء في أيام إبراهيم أو في أيام داود وسليمان – فروعا من نفس الأمة التي كان موطنها الأصلى في أسيا الصغرى.وقد أصبحت بوغازكيوى في السنين الأخيرة أشهر مدن الحثيين في أسيا الصغرى، فهي مدينة نموذجية تقع في شمالى كبدوكية إلى الجنوب من سينوب. وتوجد في يازيلى – إحدى ضواحيها – صخور مكتوبة أو منحوتة على شكل تماثيل. كما أن إيوك بمعبدها الذي تحرسه تماثيل أبي الهول تقع على بعد 15 ميلا إلى شمالها. لقد كان من حسن حظ بروفسور هيجو ونكلر من جامعة برلين الحصول على التمويل اللازم، وكذلك إذن الحكومة التركية، فاستطاع في صيف 1906 أن يكشف عن حوالى 3.000 لوح أو أجزاء من ألواح مكتوبة بالخط المسمارى باللغة الحثية. وكان هذا أول اكتشاف لمخزن من الكتابات الحثية التي لم تفك رموزها، وقدمت للعلماء عملا عظيما ليقوموا به. وهذه الألواح من الطين مكتوبة من الجهتين ثم حرقت حتى احمرت . والكتابة في الغالب في أعمدة منتظمة وكانت الحروف المسمارية – مثلها مثل الأبجدية اللاتينية في العصور الحديثة – مستعملة في جهات كثيرة بعيدة عن موطنها الأصلى، وعلى مدى آلاف السنين. والقليل من ألواح بوغازكيوي باللغة البابلية، وعلى الأخص نسخة من المعاهدة التي عقدت بين رمسيس الثانى ملك مصر وخيتاسار ملك الحثيين في وسط أسيا الصغرى، ولم يستخدم الكتبة الحروف البابلية فحسب، بل استخدموا أيضا بعض الصور الرمزية، وهي التي قدمت المفتاح لمفردات مئات الكلمات التي نشرها بنشر وسايك. وعندما ينشر ونكلر ومعاونوه من الألمان الألواح التي أودعوها متحف القسطنطينية، فيمكن أن نستمع إلى نغمات شاعر حثي (وكأنه هوميروس) يتحدث إلينا من خلال هذه الألواح الخزفية التي كتبت في زمن معاصر لموسى. وتبدو أبراج طروادة أمام بوغازكيوي وكأنها قرية صغيرة محصنة. والتماثيل الحثية تمثل نوعا محددا من الناس بوجوه عريضة وعيون مائلة وأنوف بارزة وملامح منغولية، مما يجعلنا نفترض أنهم من دم طوراني أو منغولي، فهم قطعا ليسوا ساميين، والأرجح أنهم لم يكونوا آريين. وحيث أنهم احتلوا كثيرا من المراكز الداخلية في أسيا الصغرى قبل وفي أثناء الألف الثانية قبل الميلاد، فالأرجح أنهم قد احتلوا كل أو معظم المناطق التي تتخللها، فعاصمة عظيمة مثل بوغازكيوى بتحصيناتها الضخمة كانت تحتاج إلى ولايات شاسعة لتموينها وكان لابد أن تبسط سلطانها على كل المناطق المحيطة بها حتى لا تترك عدوا لها على مسافة يستطيع أن يضربها منها، والمعتقد الآن عموما أن " الأمازونيات " كن الكاهنات الحثيات لإحدى الإلاهات اللواتى انتشرت عبادتهن في كل أسيا الصغرى. وتمتد" جبال الأمازون " – التي مازالت تحتفظ هناك باسمها القديم – موازية لساحل البحر الأسود بالقرب من نهر إيريس. والرأي الشائع هناك هو أن النساء أقوى من الرجال وأكثر جلدا منهم على العمل، وأطول منهم عمرا وأصلب منهم في القتال والدراسة المقارنة للأوانى الخزفية المزخرفة – التي توجد بكثرة في المواقع القديمة من البلاد – تجعل من الأرجح أن تكون الروابي الصناعية – وهى إحدى معالم الأناضول – والمقابر الصخرية المنحوتة – والتي لعل أشهرها تلك التي في أمازيا من صنع الأيدى الحثية. والتماثيل الحثية توحي بقوة بأنها كانت لأغراض دينية أكثر منها سياسية أو حربية، فقد كان الشعب شعبا وثنيا له آلهة كثيرون والإهات كثيرات ، كان يعتبر واحد منها أو زوجين على رأس البانثيون، فألقاب مثل سوتخ كركميش وسوتخ قادش، وسوتخ بلاد الحثيين دليل على أن الإله الرئيسي كان إلها محليا في مختلف الأماكن، ولعله كان يختلف أيضا في الأوصاف . وكانت إحدى الإلاهات الرئيسية تسمى " أنتاراتا "، فكانت هي الإلاهة الأم لأسيا الصغري التي بزت قرينها وتصور في التماثيل مع وجه شاب ذكر، كرفيق لها، لعله كان تصويرا لأسطورة " تموز " الذي كانت النسوة العبرانيات المخطئات يبكين عليه ( خر 8: 14) وقد سمي " أتيس " فيما بعد ذلك، وهو يشير إلى الحياة بعد الموت، والربيع بعد الشتاء، وجيل بعد جيل. وكان الإله الرئيسي المعبود في بوغازكيوي هو " تيشوب "، وإله آخر اسمه " خيبا "، ويظهر هذا الأسم نفسه في ألواح تل العمارنة المرسلة من أورشليم، مما يفسر قول النبي لأورشليم: "أمكن حثية" (خر 16: 45) ومازالت عبادة الحثيين – في زمن معاصر للخروج – مصورة على صخور " يازيلي كايا " فقد كانت هذه البقعة هي مقدس العاصمة، كما يوجد بها بهوان صخريان مكشوفان، أكبرهما به على الجانبين حوالى ثمانين صورة محفورة على الحائط الصخرى الطبيعى الذي صقل لهذا الغرض حتى صار أملس، ويجتمع الجانبان في الطرف الداخلي من البهو. والصور بالقرب من المدخل في نحو نصف الحجم الطبيعى وكلما اتجهنا إلى الداخل كلما زاد ارتفاع الصور حتى تصبح الصورتان عند رأس البهو أكبر من الحجم الطبيعي، وهما يمثلان الكاهن الرئيسي والكاهنة الرئيسية أو الملك والملكة، وكل منهما تقف خلفه حاشية من جنسه، ويرتفع الملك الكاهن فوق رأسي اثنين من رعاياه أو أسراه والملكة الكاهنة فوق فهد ويقف خلفها ابنها. وأطلال أيوك متراكمة وتتكون من معبد صغير، يحرس بابه تمثال لأبي الهول، مع صفين بهما حوالى أربعين من العابدين، والحجرة الرئيسية للمعبد 7 × 8 ياردة مربعة، وهى شبيهة بالقدس في خيمة الأجتماع الإسرائيلية التي كانت تعاصرها تقريبا فكلتاهما لم تكن تتسع لجماعة العابدين، بل تتسع فقط للكهنة الذين عليهم الخدمة. وتماثيل أبي الهول عند المدخل تذكرنا بالكروبيم في الهيكل الإسرائيلي. كما كانت هناك نسور مجنحة برؤوس مزدوجة تزين الحوائط الداخلية للمداخل. وبين هذه الصفوف من التماثيل على الصخور البازلتيه من ناحية المقدس، مذبح ينتصب أمامه ثور على قاعدة، ويقف خلفه كاهن يلبس قرطا كبيرا، وخلف الكاهن مباشرة تقف ثلاثة خراف وعنزة بالقرب من المذبح (قارن ذلك بما جاء في خروج 32). وصنعه عجلا " بنى مذبحا أمامه " " وأصعدوا محرقات وقدموا ذبائح سلامة. وجلس الشعب للأكل والشرب ثم قاموا للعب ". كانت عبادة الإسرائيليين في بعض الطقوس شبيهة بعبادة الحثيين، ولكنها كانت تختلف عنها في محتواها الروحى اختلافا كليا. أما الآلات الموسيقية، فنرى في صور إيوك بوقا (فضيا ؟) وما يشبه الجيتار . ويمثل المملكة الحيوانية ثور آخر على ظهره صندوق أو تابوت، وأسد جيد النحت، وأرنبان بين مخلبي نسر، وهناك نبع قريب كمورد للماء اللازم للعابدين لطقوس العبادة. ويقول بروفسور جارستانج في كتابه " أرض الحثيين " أن القوة التي كانت قد بدأت تضعف بعد سنة 1200 ق. م، نهضت مرة أخرى في القرنين العاشر والتاسع قبل الميلاد، وينسب لهذه الفترة آثار سكجى غيزى التي اكتشفها مع آثار حثية أخرى في أسيا الصغرى. كما قامت في الشمال الشرقى دولة " فان " المعروفة باسم " أورارتو " " أراراط " وهم من أقرباء الحثيين، ولكنهم كانوا منفصليين عنهم، كما بدأ الفريجيون يسودون في الغرب، وزحف الأشوريون على الجنوب الشرقي، ثم أجهزت جحافل الكمرانيين المخربين على الحثيين، وبعد أن استولى الأشوريون على كركميس في 717 ق. م لانجد أثرًا للحثيين في الأكتشافات الأركيولوجية. |
||||
17 - 05 - 2012, 10:35 AM | رقم المشاركة : ( 22 ) | ||||
† Admin Woman †
|
4- الألف الأولى قبل الميلاد:
قبل اختفاء الحثيين من أواسط أسيا الصغرى، استقرت أشتات من شعوب آرية، قريبة الصلة – إلى حد ما – باليونانيين، في نقاط مختلفة على الساحل. وكان " شلمان " رائد الاكتشافات الأركيولوجية في هذا الميدان، فبحماسته المتقدة وسعة حيلته ومثابرته، أماط اللثام عن كنوز مدينة " بريام " واسترجع ذكريات الأيام الغابرة حين كان العالم في صباه ومن أثمن المجموعات في متحف القسطنطينية، مجموعة طروادة التي تشتمل على فؤوس من البرونز ورؤوس رماح وأدوات من النحاس ووزنات من الفضة وأكاليل وأقراط وأسورة من الذهب وخناجر وإبر من العظام، ورؤوس مغازل من الطين المحروق، وأعداد من الأصنام والتقدمات وغيرها من الأشياء التي وجدت في طروادة. وقد جاء المهاجرون من الفريجيين والتراقيين ثم من الغلاطيين من الشمال الغربي عبر الدردنيل واستقروا بين السكان القدامى. وهناك بعض الأشياء المشتركة بين الحضارتين الكريتية والإيجية وحضارة أسيا الصغرى، وإن كان بروفسور هوجارت يقول إنها قليلة. ويذكر هيرودوت أسماء اثنتي عشرة مدينة عولسية واثنتي عشر مدينة إيونية ( قدماء اليونان) وست مدن دورانية على الساحل الغربي أسسها مستعمرون جاءوا عبر بحر إيجه واختلطوا بالسكان الأصليين. وكانت ميليتس – إحدى هذه المستعمرات اليونانية – عامرة بالسكان حتى أنها أرسلت – من ستين إلى ثمانين مستعمرة تتبعها – حشودا متتابعة من المغامرين إلى الشمال والشرق على سواحل بحر إيجه وعبر البسفور وعلى امتداد الشاطئ الجنوبي للبحر الأسود. وقد نشر زينوفون والعشرة الآلاف معه، ثم الإسكندر ورجاله من المقدونين إلى مدى بعيد بذور الثقافة الهيلينية في تربة كانت مهيأة لاستقبالها. فالنقوش والتماثيل والمعابد والقبور والقصور والقلاع والمسارح والحلي والدمي الصغيرة من البرونز أو الخزف، والعملات الفضية أو النحاسية وغيرها من مخلفات ذلك العصر، يظهر فيها الفن والحضارة والديانة التي يحسن أن نسميها الأناضولية، ولكنها قريبة جدا لليونانية الأصلية. والتنقيب الأركيولوجي في أفسس وبرغامس وساردس وغيرها من المواقع الهامة، قد أثبتت تطعيم الحضارة المحلية بالحضارة اليونانية. وأحد الملامح البارزة التي بقيت من تراث الحثيين هو عبارة " الالاهة الأم "، فسواء تحت اسم " ما " أو " سيبل " أو " أنيتيس " أو " ديانا " أو أي اسم آخر، لقد كان زعيم البانثيون (مجمع الالهة) أنثى لاذكرا. ومع الثقافة اليونانية جاء نظام أو حكومة دولة المدينة، وكانت المجتمعات البدائية الأولى منظمة على أساس القرية، فكان لكل قرية معبدها في حراسة الكهنة أو بالحرى الكاهنات، فكانت الأرض ملكا للإله وللالاهه، فكانت العشور تدفع للمعبد، كما كانت تقدم الذبائح والقرابيين في المكان المقدس الذي كان يوجد عادة على تل مرتفع تحت شجرة مقدسة وبجوار نبع مقدس، وكان التعليم قليلا، ولم يكن هناك قانون أو حكومة سوى الأقوال الصادرة من المعبد. وفى الجزء الأول من ذلك العصر (الألف السنة الأولي قبل الميلاد) أصبح للفريجيين الأمر والنهى في الجزء الغربي من شبه الجزيرة. ويقول بروفسور هوجارت عن منطقة قبر الملك ميداس: "لاتوجد منطقة أخرى للأثار القديمة أكثر استحقاقا للتنقيب " من المنقبين والباحثين. ثم جاء دور ليديا – التي كانت عاصمتها ساردس – ويقوم بروفسور بتلر ومعاونوه الأمريكيون بالتنقيب فيها. وقد سقطت ساردس في أيدى الفرس وخلعوا ملكها كروسيوس (قارون) في حوالى 546 ق. م وظل الفرس يبسطون نفوذهم على أسيا الصغرى لمدة قرنين حتى جاء الإسكندر الأكبر. |
||||
17 - 05 - 2012, 10:35 AM | رقم المشاركة : ( 23 ) | ||||
† Admin Woman †
|
5- الرومان بعد الميلاد:
في حوالى 200 ق. م بدأ الرومان في التدخل في سياسات الممالك الأربع الرئيسية في أسيا الصغرى في ذلك الوقت، وهى : بيثينية وبرغامس وبنطس وكبدوكية. وبالتدريج اتسع نفوذهم واشتدت سواعدهم بزعامة قادة مدنيين وعسكريين من أمثال سولا ولوكالوس وبومبى وشيشرون ويوليوس قيصر. وقد سلم أتالوس ملك برغامس وبروسياس ملك بيثينية ولايتهما لتلك القوة الصاعدة في الغرب. وفي 133 ق. م شرع الرومان في تنظيم ولاية أسيا مشتقين الاسم من اسم مقاطعة ليدية ضمتها الولاية. وشيئا فشيئا أخذت الحدود الرومانية تزحف نحو الشرق. وكان يقال عن ميثرايداتس السادس ملك بنطس: " أقوى الأعداء الذين واجتهم الجمهورية "، ولكنه ركع أمام ذراع روما المنتصرة. وقد أدب يوليوس قيصر الفارنكيين في " زيل " في أواسط أسيا الصغرى وأعلن نجاحه بعبارته المشهورة: "جئت ورأيت وغلبت " وأخيرا وقعت شبه الجزيرة الجميلة في اليد الحديدية ، واستمر الحكم الرومانى لها أكثر من خمسمائة سنة إلى 395 م حين قسم ثيودسيوس الامبراطورية بين ولديه فأعطى الشرق لأركاديوس، والغرب لهونوريوس، وهكذا انقسمت الامبراطورية الرومانية إلى قسمين: وكالعادة شق الرومان الطرق المرصوفة جيدا بالأحجار، بين المدن الرئيسية في ولاياتهم الشرقية، وكثيرا ما يسير علماء الآثار أو المسافرون فوق أجزاء من هذه الطرق – بين الغابات الكثيفة أحيانا – ما زالت تحتفظ بصورتها التي كانت عليها وقتئذ. وكانت هناك علامات تبين مراحل الطريق والمسافات بين المدن مكتوبة عادة باللغتين اللاتينية واليونانية. وحل رموز هذه العلامات يساعد على معرفة ذلك التاريخ المفقود. كما شيدت الجسور (الكباري) فوق مجارى المياه الهامة وكانت ترمم على توالى الأجيال. لقد كان الرومان مغرمين بالبناء، فالكثير من المبانى الحكومية وقنوات المياه، والحمامات والمسارح والمعابد وغيرها من العمائر تبدو ظاهرة للعيان، والكثير منها أيضا يحتاج إلى التنقيب عنه. ودراسات النقوش – مثل التي قام بها بروفسور ستريت – تدل على أن هناك كنوزا من النقوش باللاتينية واليونانية في انتظار من يكشف النقاب عنها. في أثناء ذلك العصر الرومانى، أشرقت المسيحية على أسيا الصغرى، وقد استخدم التلاميذ المسيحيون، وكذلك حكام روما وجيوشها هذه الطرق والجسور والمباني. فهناك الكثير من المبانى الكنسية القديمة والمؤسسات الدينية التي تستعرض أمامنا مشاهد التاريخ . فما أروع أن تقرأ في اللغة اليونانية على أحجار المقابر التي ترجع إلى القرنين الأول والثاني مثل هذه الأقوال: "هنا يرقد خادم الله دانيآل "، " هنا ترقد جارية الله مارية ". وأهم مرجع لتاريخ هذه الفترة هو سير وليم رمزى، فمؤلفاته عن الجغرافية التاريخية لأسيا الصغرى وغيرها يجب أن يقرأها كل فرد يريد أن يعرف شيئا عن هذا الحقل الواسع الثراء. |
||||
17 - 05 - 2012, 10:35 AM | رقم المشاركة : ( 24 ) | ||||
† Admin Woman †
|
6- العصر البيزنطي:
وشيئا فشيئا ارتدى العصر الروماني الزى البيزنطي، وهنا ننتقل من دائرة علم الأركيولوجى إلى التاريخ الأكيد ، مما يدعونا للإيجاز. ظلت الامبراطورية الشرقية قائمة على مدى ألف سنة بعد سقوط روما، حيث انتشرت جماعات يونانية مع الاحتفاظ بالنفوذ الرومانى، وكانت القسطنطينية هي قلبها النابض، وكان طابع العصر دينيا خالصا، ومع ذلك كانت المسيحية السائدة هي مسيحية توفيقية تتضمن الكثير من عبادة الطبيعة التي كانت شائعة في الأناضول في الأيام الغابرة. وقد انعقدت المجامع الكنسية الكبرى الأولى فوق تربة أسيا الصغرى. وانعقد المجمع الرابع في أفسس في 431 م وفي ذلك المجمع اضيفت إلى قانون الإيمان عبارة " والدة الإله "، ولقد رأينا أنه على مدى خمسين جيلا أو أكثر عبد شعب أسيا الصغرى " الإلاهة الأم " – وفي أغلب الأحيان مع ابنها الملازم لها. وفي أفسس مركز عبادة ديانا، أضافت السلطات الكنسية – والكثيرون منهم لم تكن لهم إلا معرفة ضئيلة بالمسيحية – هذه العبارة إلى قانون إيمانهم. |
||||
17 - 05 - 2012, 10:35 AM | رقم المشاركة : ( 25 ) | ||||
† Admin Woman †
|
7- عصر الأتراك السلاجقة:
ومرة أخرى تغيرت حكومة البلاد، وتغير الجنس الحاكم وتغيرت الديانة واللغة والثقافة، وعندما غزاها الأتراك السلاجقة أسلاف الأتراك العثمانيين. جاء هؤلاء السلاجقة إلى أسيا الصغرى قادمين من أسيا الوسطى في حوالى نفس الوقت الذي استقر فيه النورمان على سواحل أوربا الغربية، ولهم في التاريخ مكان واضح ، ولكننا نذكرهم هنا ونحن نتحدث عن الأركيولوجى للعمائر الضخمة التي خلفوها في أسيا الصغرى، من مساجد ومدارس ومبان حكومية وخانات وحصون ونافورات وغيرها، مازالت قائمة بإعداد كبيرة والبعض منها في حالة جيدة، وهى تتميز بضخامتها ونقوشها الدقيقة المنمقة. والأتراك العثمانيون – هم أبناء عمومة السلاجقة – خرجوا من أسيا الوسطى بعد ذلك واستولوا على القسطنطينية بطريقة بارعة في 1453 م. ويمكن أن نقول إنه بهذه الحادثة يتنحى علم الأركيولوجي ليأخذ التاريخ مكانه. |
||||
23 - 08 - 2016, 11:48 PM | رقم المشاركة : ( 26 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: آسيا الصغرى
شكراً للإفادة
ربنا يبارك خدمتك |
||||
24 - 08 - 2016, 05:44 PM | رقم المشاركة : ( 27 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: آسيا الصغرى
شكرا على المرور
|
||||
|