أبى سيفين وتأديب الأباطرة والحكام
يوجد في التاريخ قصة كان فيه واحد امبراطور اسمة يوليانوس وهو من عائلة الملك قسطنطين لكن رجع للعبادة الوثنية,وتحدي المسيح وقال لليهود:إن الناصري قال لكم إنه لا يبقي حجر علي حجر,وأنا سأبين لكم أن هذا الناصري كذاب ويقصد المسيح.أنا الإمبراطور سأعطيكم مساعدات أن تبنوا الهيكل,وأعطي لهم مساعدات مادية كثيرة من الإمبراطورية نفسها,أقصد من الدولة,لكي يبنوا الهيكل,فكانت تخرج كرات من نار من تحت الأرض وفشل اليهود في بناء الهيكل,هذا الرجل يوليانوس سمي يوليانوس المرتد أو يوليانوس الكافر,دخل في حرب مع الفرس فأصيب بسهم وقتل وانتهت قصته.القديس مرقوريوس أبو سيفين له صورة كانت عند القديس باسيليوس الكبير صاحب القداس الذي يسمي قداس القديس باسيليوس وكان وقتها أسقف قيسارية,فلفت نظره أنه رأي السيف غير موجود في الصورة فتعجب,وبعد فترة بسيطة وجد السيف رجع ثانية,ثم جاءت الأنباء أن يوليانوس قتل في الحرب,وقد شوهد مرقوريوس في سماء المعركة يضرب يوليانوس بسيفه ويوليانوس نفسه صاح وهو يحتضر ينادي المسيح حانقا لقد غلبتني أيها الجليلي,فالقديس باسيليوس نظر للصورة وقال له أنت الذي عملتها؟ فأومأ أبو سيفين برأسه,بمعني أني أنا الذي عملت ذلك.ومن بين من أوردوا هذه القصة de lacy o'leary,the saints of egypt.
هذه القصة مؤداها أن هؤلاء القديسين والشهداء لم تنته قصتهم بنهاية حياتهم,إنهم يعملون ويساعدونا,وأقول لكم إنه رغم أن أبو سيفين غير مصري ولكن لا يوجد بلد عمل فيها أبو سيفين معجزات قدر بلدنا لأننا محتاجين لهم أكثر,البلاد الأخري فيها تسهيلات وإمكانات وقدرات ولا يوجد أحد يعاكسهم,لا يوجد أحد يعترضهم,لكن هؤلاء القديسين يساعدونا,في القريب جاءت سيدة من أمريكا وهي من بناتنا الأقباط,لكن لها مدة طويلة مهاجرة,وهي التي روت لي هذه القصة.
هذه السيدة كانت ترغب في زيارة دير أبي سيفين للراهبات في مصر القديمة,فأخذت تاكسي لكنها لا تعرف الطريق,وسائق التاكسي لا يعرف أيضا الطريق,وكل فترة يقف يسأل عن الطريق,فوجد شابا ظهر له وقال له أوصلك,وركب معه حتي دير أبي سيفين واختفي.هناك كثير من القصص مثل هذه.
أنــــــا أبو سيفين
الحقيقة أثبت الرجل أنه مازال حيا رغم أنه من القرن الثالث,هذه القصة من راهبة بدير أبي سيفين,كانت مسافرة هي وزميلة لها علي الصعيد فأخذوا القطار الساعة الرابعة بعد الظهر,لأمر معين القطار وقف عند أسيوط قبل أن يصل إلي الرصيف لأنه كان هناك قطار بضاعة مقلوب,وكان ذلك حوالي الساعة الثانية عشر مساء,وكان الظلام دامسا ولم تكن ليلة قمرية وهنا راهبتين ولا يوجد معهم بطارية والقطار وقف قبل الرصيف فنزلوا علي القضبان وعلي الزلط وعلي الطوب وكل واحدة معاها شنطتها وشيلها فكانتا في حيرة,وكان شئ مخيف,وهما في هذا الارتباك جاء واحد ضابط,وقال لهما لا تخافا أنا سأركبكما,وجدا شيئا من النور لا يدريان من أين أتي إنما كان نور كافي إنهما يقدرا أن يريا الطريق وكانا يستعجلا لأن موظفي القطار قالوا للركاب أن يأخذوا القطار الذي يقف بعد القطار المقلوب بحوالي مائة متر,وعندما يحاولا الإسراع يقول الضابط لهما علي المهل أنا سأركبكما,القطار لن يقوم إلا بعد أن تركبا,حتي وصلا إلي القطار,المفروض أنهما يركبانه لكي يصلا إلي جرجا وفعلا ركبا العربة التي كان فيها اثنين من العساكر اللذين عندما رأيا الضابط قدما له التحية العسكرية,ووقف العساكر لكي يعطوا فرصة للراهبتين أن يجلسا فجلست الراهبتان,في الأول تحرجوا لكن العساكر رفضوا وجلست الراهبتان,وإحدي الراهبتين كانت كبيرة في السن وأرادت أن توجه الشكر لهذا الرجل الضابط,فقالت له نحن متشكرين جدا علي الخدمة الكبيرة التي قدمتها لنا,نحن راهبات من دير أبو سيفين,ونرجو أن تزورنا بالدير لعلنا نؤدي شيئا من الواجب نحوك كتحية وتقدير للعمل الذي أنت عملته,قال لهما أنا أبو سيفين.واختفي...العساكر الذين أدوا له التحية والناس الذين حولهم,فوجئوا باختفائه فكانت هناك حركة ذهول,وسألوا من أبو سيفين هذا؟ وأخذت الراهبتان تقصان عليهم قصة أبي سيفين.
ما أريد أن أقوله يا أولادنا أولا نعرف حقيقة,أن حياة الإنسان بعد الموت هي امتداد لحياته قبل الموت,الإنسان منا يخرج من الجسد,ونحن موعودين بالحياة الأبدية,حياتنا علي الأرض هذه مرحلة أولي.
فعندما يموت أحد أو يستشهد فليس معني ذلك أن حياته انتهت,أبدا الإنسان علي الأرض في مرحلة أولي من حياته بعدها تتواصل الحياة في المرحلة الثانية فيزدادوا في المعرفة ويزدادوا في الروحانية ويزدادوا في الإمكانات والقدرات والمساعدات,والخدمات التي يخدموا بها,أكثر مما كانوا علي الأرض,لأن في الأرض هناك معطلات,لكن بعد الموت عندهم إمكانات وقدرات ولا يوجد معطلات,الوقت كله ملكهم,لا يوجد نوم ولا مرض ولا كلام يضيع الوقت,أبدا أبدا,فكل وقتهم يقضوه بين التسبيح والعبادة والمساعدات,والخدمات والمعونات.ويتحولوا إلي قدرات وإلي آلهة صغيرة,لا يوجد عندهم مشكلة مواصلات,في ثانية مثل السهم,ينتقل بسرعة,لا يوجد أي مشكلات,لذلك كنيستنا الجميلة تجعلنا نحتفل بهؤلاء القديسين لكي لا ننسي إمكاناتهم ومساعدتهم,وأيضا لكي نلجأ إليهم يساعدونا.لأنهم أقوي منا,الواحد لو أخوه الكبير أو أبوه في مركز كبير يكون مسنود,فنحن مسنودين يا أولادنا بالمسيح إلهنا وأيضا بهؤلاء.هؤلاء الأرواح المقدسة التي تملك إمكانات أكثر مما كانوا علي الأرض,ووقته كله مساعدات فيكون من الغباوة ومن الحماقة أن الواحد فينا لا يستفيد من شفاعة هؤلاء ومساعدتهم وقدراتهم وإمكاناتهم.
لذلك نحن عندما نحتفل بأعياد القديسين,نتذكر حياة هؤلاء الناس وأيضا نتمثل بهم وبإيمانهم انظروا إلي نهاية سيرتهم فتمثلوا بإيمانهم.
فهذه المناسبات في الواقع هي تشجيع لأبناء الكنيسة أنهم يجدوا المثل والنماذج التي يتعلموا منها كيف كانوا في حياتهم,لكي نكون نحن أيضا أمناء وثابتين ولا نتزعزع خصوصا يا أولادنا الأيام القادمة,نحن في فترة مهمة جدا في تاريخ الإنسانية كلها.نحن محتاجين أكثر من أي وقت مضي أن نكون ثابتين ولا نتزعزع,في أيامنا الحاضرة توجد معطلات,توجد مضايقات,توجد منغصات,بعضها قائم وبعضها سيأتي,لذلك يجب أن نكون ثابتين غير متزعزعين مثل ما قال سيدنا:الذي عندكم تمسكوا به إلي أن أجئ,كن أمينا حتي الممات,فأعطيك إكليل الحياة,جاهد لئلا يأخذ أحد إكليلك.
فنحن يا أولادنا في مناسبة هذا العيد عيد أبي سيفين وأعياد القديسين الآخرين نحتفل بها من جهة,لكي نتابع حياتهم فنتعلم منهم كنماذج وكأمثلة أمامنا,كمثل عليا نتعلم منها لأنهم بشر مثلنا ومع ذلك نجحوا,فنحن نتمثل بهم لكي نعمل مثل ما عملوا وبهذا مجدوا الله,وأيضا عاشت أسماؤهم وحياتهم مثل ما قال المسيح:طوبي للودعاء لأنهم يرثون الأرض,كثير من أسماء الأغنياء والملوك والرؤساء زالت ونسيت,إنما هؤلاء القديسين الشهداء من القرن الثالث حتي اليوم أحياء ويعملون.
فنحن في هذه المناسبات نتذكرهم لنتعلم منهم ونكون ثابتين علي الإيمان خصوصا في الأيام التي فيها نتعرض لمتاعب ومضايقات ومنغصات تهدد حياتنا.وفي نفس الوقت أيضا لكي نستفيد منهم الآن,كلنا نعرف الإمكانات التي عندنا إنما هم أصبحوا عندهم قدرات أكثر,وهذا معني الشفاعة,الشفاعة بمعني الإلحاق,يقول شفعت طلبي بمذكرة,أي ألحقت بطلبي مذكرة,فنحن محتاجون لمساعدات القديسين وهذا معني الشفاعة,ليس فقط صلواتهم وإنما أيضا خدماتهم ومعوناتهم,ومساعداتهم.