15 - 09 - 2020, 05:49 PM | رقم المشاركة : ( 21 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: تفسير سفر المزامير - مزمور 19- لله يعلن عن ذاته
المسيح كلمة الله: حينما نتحدث عن الشريعة أو كلمة الله يليق بنا أن ندرك أن ربنا يسوع المسيح هو كلمة الله السرَّمدي، الحق الأبدي، الذي يعلن لنا الأسرار الإلهية. v اقبل المسيح، اقبل البصيرة الداخلية، تَقبّل نورك حتى يمكنك أن ترى الله والناس حسنًا. "عذبة هي الكلمة التي تهبنا نورًا، إنها أثمن من الذهب والحجارة الكريمة، وأشهى من العسل والشهد" القديس أكليمندس الإسكندري * لا نعني بكلمات المسيح تلك الكلمات التي نطق بها عندما صار إنسانًا والتحف جسدنا، فقد (تكلم) السيد المسيح قبلاً في موسى والأنبياء[411]. v مخلصنا هو صورة الله غير المنظور؛ إذا قورن بالآب نفسه فهو الحق، وإذا قورن بنا نحن الذين أعلن لهم الآب فهو الصورة التي تأتي بنا إلى معرفة الآب، المعرفة التي ليست إلا للابن، والتي سُرَّ الابن أن يعلنها العلامة أوريجانوس * أتحب المتعة والملذات؟ تطلَّع إلى وصايا الرب، فهي بالنسبة للنفس السوية أحلى من العسل والشهد! القديس باسيليوس الكبير |
||||
15 - 09 - 2020, 05:49 PM | رقم المشاركة : ( 22 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: تفسير سفر المزامير - مزمور 19- لله يعلن عن ذاته
3. إعلان الله في خبرتنا اليومية: هذا القسم عبارة عن صلاة ومرثاة؛ فإنه إذ يتعرف المرتل على الناموس الإلهي كنور يصير أكثر حساسية للخطية حتى بالنسبة للصادرة عن سهو أو بغير إرادة، فيكتشف الإنسان بكلمة الله ظلمات نفسه. فإنه كلما اشتدت الإضاءة صار الظل أكثر وضوحًا. لقد كشف المرتل عن عظمة المكافأة لمن يحفظ الوصايا... لكن من يقدر أن يتبرر أمام الله؟ من يقدر أن يهرب من السهوات؟... في كل يوم نختبر الله في رحمته كمخلص من الضعفات وغافر للخطايا... هذا ما يؤكده المرتل بقوله: "وإن عبدك يحفظها، وفي حفظها مجازاة كثيرة. من يقدر أن يتفهم الهفوات؟! طهرني يارب من خفياتي ومن الغرباء اشفق على عبدك" [11-12]. يحدثنا القديس باسيليوس الكبير عن مكافأة حفظ وصايا الرب، قائلاً: [توجد مكافأة عظيمة للذين يحفظون الوصايا، مجازاة جزيلة، أكاليل عدل، مسكن دائم، حياة بلا نهاية، فرح لا يُنطق به، مواضع لا تفنى مع الآب والابن والروح القدس الإله الحق في السموات، لقاء وجه لوجه، طرب في صحبة الملائكة والآباء والأنبياء والرسل والشهداء والمعترفين وكل الذين يرضون الله منذ البدء[414]]. هذا هو المجد العظيم الذي سيُستعلن فينا كأولاد لله حافظين بالحب وصيته... لكنه من يقدر أن يحفظ الوصية؟! بأنفسنا نحن ضعفاء وعاجزون، نحتاج إلى خبرة أعمال محبة الله اليومية معنا، فتشهد نعمته الغافرة للخطايا عن وجوده في حياتنا. يقول المرتل: "من يقدر أن يتفهم الهفوات؟! طهرني يارب من خفياتي، ومن الغرباء اشفق على عبدك" [12]. كأنه يقول: "أنت يارب تجد فيّ الخطايا التي اختفت فيّ. ما أكثر الخطايا التي تحاربني خفيةً كغرباء وتقتل نفسي دون أن أدري لولا مراحمك عليّ؟!" خبرتي اليومية هي التلاقي مع مخلصي غافر الخطية بدمه الكفاري! * هكذا يعرف القديسون أن برّ الإنسان ضعيف وناقص ويطلبون مراحم الله على الدوام الأب ثيوناس |
||||
15 - 09 - 2020, 05:49 PM | رقم المشاركة : ( 23 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: تفسير سفر المزامير - مزمور 19- لله يعلن عن ذاته
v "من يقدر أن يتفهم أخطاءه؟!... إن أمكن رؤية الظلمة لأمكن فهم الخطايا. الآن عندما نتوب عن خطايانا، عندئذ فقط يمكننا أن ننعم أخيرًا بالنور؛ لأنه إذ يلتحف الإنسان بخطاياه يُقال أن عينيه تظلمّان وتصابان بعمى بالغ، ولا يقدر أن يرى خطاياه، كما هو الحال بالنسبة لعينيك الجسديتين عندما تكونان معصوبتين، فإنهما لا يقدران أن ينظرا شيئًا بسبب العصابة. القديس أغسطينوس v من يستطيع أن يتفهم معاصيه؟... قدم أيوب المعروف بصبره الشديد ذبائح عن الخطايا غير المعروفة، أو بالحري عن خطايا ابنائه، واضعًا في إعتباره أنه ربما أخطأ ابناؤه وجدفوا على الله في قلوبهم (أي 1: 5). ونحن نتذكر أيضًا بولس الحكيم جدًا عندما كتب: "فأني لست أشعر بشيء في ذاتي، لكنني لست بذلك مبررًا، ولكن الذي يحكم فيّ هو الرب" (1 كو 4: 4) القديس كيرلس الإسكندري * "إن لم يتسلطوا عليّ فحينئذ أكون بلا عيب، واتنقى من خطية عظيمة" [13]. لا تخف إن كنت مسيحيًا، لا تخف من تسلّط أي إنسان من الخارج، إنما خف الله على الدوام. خف الشر الذي في داخلك، وشهواتك الدنيئة التي لم يصنعها الله بداخلك إنما هي من صنعك أنت. لقد خلقك الله عبدًا أمينًا، لكنك خلقت لنفسك سيدًا شريرًا في قلبك. حقًا لقد صرت مستحقًا للخضوع للشر، تأهلت للخضوع للسيد الذي خلقته أنت لنفسك، إذ رفضت الخضوع لمن خلقك. v "واتنقى من خطية عظيمة"؛ أية خطية؟ بالتأكيد الكبرياء. لا توجد خطية أخطر منها تفصل الإنسان عن الله، فقد بدأت الخطية في الإنسان بالكبرياء. v لأنه ما لم أتبرأ من الخطية العظيمة تكون كلماتي موضع إعجاب في نظر البشرية وليس في نظرك (يا الله). النفس المتكبرة تود أن تشرق في عيني البشر، أما المتضعة فتشرق سرًا حيث يعاينها الله. إن كان أحد يرضي الناس بعمله الصالح فليفرح لأجلهم أي الذين يسرون بالعمل الصالح لكنه لا يفرح بنفسه (أي لا يفتخر بذاته)، ففي الحقيقة إن ممارسة العمل الصالح مشبع في ذاته (ولا يحتاج الإنسان إلى رضاء الناس). القديس أغسطينوس |
||||
15 - 09 - 2020, 05:49 PM | رقم المشاركة : ( 24 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: تفسير سفر المزامير - مزمور 19- لله يعلن عن ذاته
هكذا يرى القديس أغسطينوس أن الخطية العظيمة هي حب إرضاء الناس بالعمل الصالح؛ قد يفرحون بهم فليكن ونحن نفرح بهذا لكن لا نفتخر ولا نُعجب برضائهم إذ الله هو العامل فينا... إن ما يرضينا لا رضى الناس إنما العمل الصالح الذي تهبه نعمة الله فينا. بهذا نسر ونفرح، إذ يقول المرتل: "وتكون جميع أقوال فمي بمسرة. وتلاوة قلبي أمامك في كل حين. يارب أنت معيني ومخلصي" [14]. هكذا يختم المرتل المزمور بالسرور والفرح المعلنين بالفم والقلب، خلال التسبيح العلني والخفي، لأن الله هو معيننا في كل عمل صالح ومخلصنا غافر الخطية! |
||||
15 - 09 - 2020, 05:49 PM | رقم المشاركة : ( 25 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: تفسير سفر المزامير - مزمور 19- لله يعلن عن ذاته
صلاة اقبل حياتي شاهدة لك يا الله! * لتُقم يارب ملكوتك في داخلي، فتعلن سمواتك فيّ! هب لي أن أتحدث بحبك وعمل خلاصك خلال حبي وحياتي! * أيها العريس شمس البر الجبّار، هب لنفسي بهجتك فلا ينزع العالم فرحك من أعماقي! هب لها قوة فتجاهد بنعمتك ضد إبليس وظلمته! * اغرس أحكامك فيّ فتشبع نفسي وتغتني بك، أجدك أثمن من كل العالم، وأشهى من كل عذوبة! * إسترني من خطاياي الخفية والظاهرة، واحفظني من عدو الخير الغريب! هب لي برك فيمتلئ لساني تهليلاً وقلبي فرحًا! |
||||
|