منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 06 - 07 - 2012, 08:48 PM   رقم المشاركة : ( 21 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,166

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: الزواج فى العقيدة المسيحية

البابا شنودة الثالث
18- بحث تعدد الزوجات في العهد القديم وإلغائه في المسيحية:
ه) العنصر الروحي الأول لتعدد الزوجات


1-كانت هناك أسباب روحية خطيرة من أجلها تسامح الله فى قيام تعدد الزوجات.
أما السبب الأول الخطير فهو مقاومة طغيان الوثنية:
تلك الوثنية التى كانت قد انتشرت بشكل مريع، حتى كادت تكتسح العالم كله بدون استثناء. ولذلك كانت فكرة الله فى اختيار شعب يعبده تقوم على ثلاثة عمد أساسية، و هى عزل هذا الشعب، وإنماؤه، وتعليمه. أما سياسة العزل فبدأت عندما قال الله لإبراهيم "اذهب من أرضك ومن عشيرتك ومن بيت أبيك إلى الأرض التى أريك، فأجعلك أمة عظيمة وأباركك..." (تكوين1:12،2). وكان العزل لازما حتى لا يتأتر شعب الله بالوثنية فيعتنقها نتيجة لاختلاطه بالوثنيين.
وكان من مظاهر هذه السياسة: السكن المنفرد، وعدم التزاوج مع شعوب الأرض الوثنية، وعدم التعامل معهم. وحرص
إبراهيم على تنفيذ هذا فى فى تزويجه لابنه إسحاق (تكوين3:24-4) كما حرص عليه اسحق فى تزويج ابنه يعقوب (تكوين 1:28-4). وعندما كان شعب الله يكسر قاعدة العزلة هذه، كان يقع فى عبادة الأوثان ويحل عليه غضب الله، كما حدث ذلك مرات سجلها سفر القضاة.و لكن سياسة العزل وحدها عن الشعوب الوثنية لا يكفى، لأن الشعب المؤمن إذ كان قليلا وضعيفا، حتى إن هو اعتزل عن الوثنيين يمكن أن يطغوا هم عليه ويستعبدوه لهم ويخضعوه لعبادتهم. فكان لابد أن تصحب عملية العزل عملية إنماء فى العدد، حتى يستطيع الصمود أمام قوة أعدائة، وحتى يرث أرضهم و ينشر فيها عبادة الله. وعملية الإنماء صحبها بالضرورة تعدد الزوجات، لأن الأمر لم يكن سهلاً، إذ هو تكوين شعب من فرد واحد.
ولهذا كان إنجاب البنين وقتذاك عملا مقدسا. لأن المقصود به كان حفظ الايمان بالله من الضياع، والوقوف أمام خطر العبادات الفاسدة. وهكذا نرى حقيقة هامة وهى:
فى تعدد الزوجات – قبل مجئ
السيد المسيح – لم يكن المقصود هو الزوجات، وإنما البنين الذين تلدهم الزوجات والبنون لم يقصدوا لذاتهم، وانما لحفظ الإيمان فى عالم وثنى. فخرج الأمر اذن عن الغرض الجسدى الى الغرض الدينى. ومن الواضح أن هناك فرقا بين الحالة هنا، والحالة أيام آدم وأيام نوح بعد الطوفان. ففى هذه الحالة الأخيرة كانت الأرض خالية، ولكنها كانت نقيةليست فيها وثنية تهدد الإيمان السليم بالفناء (اقرأ مقالاً عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في قسم الأسئلة والمقالات). فكان يمكن للإنسان أن ينمو على مهل فى ظل قصد الله السامى بشريعة "الزوجة الواحدة". أما فى أيام ابراهيم فكان العكس هو السائد: كانت فى الأرض شعوب كثيرة من الناس. وإذ كانو كلهم وثنيين، صاروا خطرا على القلة الضئيلة جدا التى تعبد الله. ولذلك كان يبدو أن تعدد الزوجات بالنسبة لعابدى الله لازم ليرفع نسبتهم العددية ولو قليلا.
  رد مع اقتباس
قديم 06 - 07 - 2012, 08:49 PM   رقم المشاركة : ( 22 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,166

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: الزواج فى العقيدة المسيحية

البابا شنودة الثالث
19- بحث تعدد الزوجات في العهد القديم وإلغائه في المسيحية:
و) لم يكن مناسباً أن يلغي تعدد الزوجات في شريعة موسى


1- كل هذا حدث ولم تكن الشريعة المكتوبة قد أعطيت بعد ونريد أن نعرف في أي ظروف أعطيت هذه الشريعة علي يد موسي النبي، لكي نفهم مدي مناسبتها للناس وللظروف المحيطة بهم. أعطيت الشريعه منحة لشعب مؤمن. ولكنه علي الرغم من كونه وقت ذاك الشعب الوحيد الذي يعرف الله الحقيقي ويعبوده، فإنه كان شعباً قاسياً (متي 19: 8) عنيداً " صلب الرقبة " بشهادة الله نفسه عنه ( خروج 32: 9، 33: 5) وبشهادة موسي النبي أيضاً (خروج 34: 9). كان شعباً متذمراً كثير الشهوات (خروج 15: 24، 16: 3) أتعب موسي النبي جداً، علي الرغم من المعجزات التي رأها، حتي قال لهم هذا النبي العظيم، "ليس تذمركم علينا بل علي الرب" ( خروج 16: 8).
لقد أعطيت الشريعة أيام موسي لشعب قال الله لموسي عنه " دعني أفني هذا الشعب". ولولا شفاعة موسي، لأهلك اله الشعب كله في البرية وأفناه (خروج 32). نعم أعطيت الشريعة لهذا الشعب، الذي لم أبطئ عليهم موسي مع الله – إذا كان علي الجبل يستلم الشريعة – قال هذا الشعب لهرون " قم اصنع لنا آلهه تسير أمامنا، لأن موسي هذا الرجل الذي أصعدنا من
ارض مصر، لا نعلم ماذا أصابه "(خروج 32: 1) (اقرأ مقالاً عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في قسم الأسئلة والمقالات). وهكذا لم نذل موسي من علي الجبل، وجد الشعب يعبد عجلاً من ذهب! هذا الشعب الذي قال الله عنه فيما بعد " ربيت بنين وبنات ونشأتهم وأنهم فعصوا علي. الثور يعرف قانية، والحمار معلف صاحبه. وأما اسرائيل فلا يعرف، شعبي لا يفهم ويل للأمه الخاطئة، الشعب الثقيل الأثم، نسل فعلي الشر أولاد مفسدين" (اشعياء 1: 2-4) لم يكن ممكناً لمثل هذا الشعب الذي أوضحنا شيئاً من حالته، أن يحتمل مستوي عالياً، فكان لابد أن يتدرج الله معهم.
هذا الشعب الذي بكي بدموع مشتهياً أن يأكل لحماً (عدد 11: 4، 10،15)، والذي عادي فأشتهي العبودية من أجل اكلأ اللحم (خروج 16: 3)، هل كان ممكناً أن يمنع الله عنه تعدد الزوجات؟! مثل هذا الشعب الذي ارتكب
الزنا في بيت الرب نفسه، والذي بسبب زناه عبد آلهه اخري وسجد لها في حياة موسي نفسه (عدد 25)، هل كان ممكناً آن يمنع عن تعدد الزوجات؟!... لم يكن مناسباً أذن أن يمنع تعدد الزوجات في شريعة موسي، علي الأقل لسببين:
أولاً: لأن ذلك لم يكن مناسباً لمستوي الشعب الأسرائيلي ذاته، وألا أقتيد إلي الزنا.
ثانياً: لأن ذلك لم يكن مناسباً للرغبة في مقاومة الجو الوثني الطاغي المحيط بالشعب.
وإنما كان لابد من سياسة تدرج، يسمح فيها لمن يريد من الشعب بأتخاذ النساء كزوجات، مع رفع فكرة ليتسامي بفكرة الزواج فيتخذها بغرض روحي، لتكوين شعب لله، بدلاً من التفكير في الزواج كمادة لأشباع شهوة جسدية.
فما الذي فعل
الله في سياسة التدرج هذه؟
  رد مع اقتباس
قديم 06 - 07 - 2012, 08:50 PM   رقم المشاركة : ( 23 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,166

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: الزواج فى العقيدة المسيحية

البابا شنودة الثالث
20- بحث تعدد الزوجات في العهد القديم وإلغائه في المسيحية:
ز) سياسة التدرج التي اتبعها الله


7- بدأ الله في شريعة موسي يغسل هذا الشعب من نجاسته ويرفع مستواه، حتي يستطيع أن يصل به في المسيحية إلي الطهارة التي أرادها له منذ البدء، و التي كانت شريعة "الزوجة الواحدة" أحد مظاهرها. فماذا شرع له حتي أقتاده إلي ذلك؟
أ‌- حرم الله علي الشعب كثيراً من الزيجات:

حرم عليه التزوج بالأخت، وكان ذلك ممارساً في القديم.
فابراهيم أبو الآباء أتخذ ساره زوجه له ( تكوين 20: 12). وحرم عليه الزواج لأختين وكان ذلك أيضاً ممارساً في القديم، كما حدث مع يعقوب أبي الأسباط الأثني عشر (تكوين 29: 26، 27). وحرم عليه زيجات اخري كثيرة، بلغت في سفر الاويين 17 حاله (أصحاح 18). وهكذا لم يعد الزواج مطلقاً كما كان من قبل. وقد تدرج هذه المحارم وتطور حتي وصلت إلي حد اكبر فيما بعد. ومن يكسر هذه المحارم كان في الغالب يقتل.
الزواج فى العقيدة المسيحية
ب‌- أمره بالأبتعاد عن النساء في ظروف روحية معينه:

فقبل أن يقتر بالشعب من جبل سيناء لسماع الشريعة، أمره موسي آن يتطهر ويغسل ثيابه، ولا يقرب النساء ثلاثة أيام (خروج 19: 15). وكان محرماً علي اي فرض من الشعب آن يتقدم ليأكل من ذبائح الله المقدسة، إلا وهو طاهر لم يقرب أمرأة (لاويين 22: 6). وهكذا كانت هناك أيام عامه، يتعفف فيها الشعب كله، ويتفرغ للعبادة وهي موسم الرب وأعياده، التي تقدم فيها ذبائح عامه وكانت كثيرة (لاويين 23) تضاف إليها المناسبات الخاصة بالأفراد التي يقدمون فيها ذبائح للرب عن أمور خاصه بهم.
وهكذا عندما طلب داود النبي من
أخيمالك الكاهن خبزاً، أجابه ذاك"... يوجد خبز مقدس، إذ كان الغلمان قد حفظوا أنفسهم ولاسيما من النساء". ولم يعطيه إلا بعد أن أجابه داود " أن النساء قد منعت عنا منذ أمس وما قبله" (صموئيل الأول 21: 4، 5).
الزواج فى العقيدة المسيحية
ج- كان أمر الله الشعب بالأبتعاد عن النساء في ظروف خاصة بهن:

مثال ذلك "أيام طمث المرأة". أن مسها وهي "في نجاسة طمثها" يصبح هو أيضاً نجساً إلي المساء وكذلك أن كانت ذات سيل، في الغير أيام طمثها (لاويين 15: 19، 27). أما أذا أضطجع رجل مع إمرأة طامث فكلاهما يقطعاً من بين الشعب (لاويين 20: 18). كذلك كان المرأة لا تمث في أيام نفاسها حتي تطهر (لاويين 12).
د- ولكي يمنع الله الشعب من الأنغماس الشهواني في المعاشرات الجنسية اعتبر أن "كل من اضطجع مع امراة أضطجع زرع يكون نجساً إلي المساء" (لاويين 15: 16) فيغتسل الأثنين ويغسلاً ملابسهما هذا إذا كانا زوجيين، أما آن لم يكونا كذلك فإنهما يقتلان (لاويين 20: 10) (اقرأ مقالاً عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في قسم الأسئلة والمقالات). فكأن الله شرع لهم أن الأبتعاد عن النساء طهارة، حتي الزوجات! فإن كانت هذا مع الوحدة، فكم بالأكثر في حالة تعدد الزوجات؟!
الزواج فى العقيدة المسيحية
ه - وهكذا حتي في شريعة موسي كشف الله للشعب ولو من بعيد قبساً من جمال البتوليه وسموها عن الزواج.

وكمثال لذلك قال عن الكاهن الأعظم "هذا يأخذ أمرأة عذراء أما الأرملة والمطلقه والمدنسة والزانية، فمن هؤلاء لا يأخذ بل يتخذ عذراء من قومه أمراة (لاويين 21: 13، 14). وتدرج الله حتي بارك الخصيان وقال "لا يكن الخصي اني شجرة يابسه... أني أعطيهم... أسماً أفضل من البنين والبنات" (أشعياء 56: 3، 5).
الزواج فى العقيدة المسيحية
و- أصلاح آخر قام به الله في شريعة الزواج وهو يختص بالطلاق:

وقد شرحنا قبلاً ما اتبعه الله فيه من تتدرج أنتها إلي أنه قيل في سفر ملاخي النبي " لأنه يكره الطلاق قال الرب إله إسرائيل" (2: 16). هذه امثله قليله من التدرج الذي أحدثة اله في شريعه الزواج، ورفع به الشعب من الممارسات البدائية التي تشابه الوثنين إلي درجات قربتهم إلي شريعة المسيحية التي رجعت فيها الوضع الألهي الأصلي. أما تعدد الزوجات فإن وقت إلغائه لم يكن قد حان بعد.
  رد مع اقتباس
قديم 06 - 07 - 2012, 08:50 PM   رقم المشاركة : ( 24 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,166

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: الزواج فى العقيدة المسيحية

تفريق مَا جمعَــــــه الله


ســـــــؤال

يقول الكتاب " ما جمعه الله لا يفرقه إنسان " ( مت 19 : 6 ). فكيف يحدث أنه فى حالة الزنا يمكن تفريق ما جمعه الله؟

الجواب :
الوصية تقول " لا يفرقه إنسان ". وفى حالة الزنا , لايحدث التفريق بواسطة إنسان , إنما بأمر الله نفسه, الذى سمح بالطلاق فى حالة الزنا , وفى نفس الإصحاح ( مت 19 : 9 ).

عن كتاب سنوات مع أسئلة الناس
لصاحب القداسة والغبطة
البابا شنودة الثالث
  رد مع اقتباس
قديم 06 - 07 - 2012, 08:51 PM   رقم المشاركة : ( 25 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,166

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: الزواج فى العقيدة المسيحية

البابا شنودة الثالث
21- بحث تعدد الزوجات في العهد القديم وإلغائه في المسيحية:
ح) السبب الروحي الثاني لتعدد الزوجات


8- عملياً سمح الله بتعدد الزوجات لن مستوي الشعب لم يكن يتفق وإلغاءه. ولكنه لكي يسمو بهم وجههم إلي إتخاذ الزواج لإنجاب البنين لسببين.
أ- لينمو شعب الله ويقف أمام قوة الوثنيين
وفي ذلك يقول القديس أوغسطينوس "إن الآباء في العهد القديم كان واجباً عليهم أن ينجبوا أولادا لأجل تلك الأم اورشليم... حتي الأنبياء الذين كانوا لا يعيشون حسب الجسد كانوا أيضاً مضطرين أن يجتمعوا بأجساد".
ب‌-لأنه بهذا النسل ستتبارك الأرض، إذ أن منه سيخرج المسيح.
كان مجئ المسيح أو "المسيا المنتظر" هو أمل كل فرد من أفراد الشعب. حتى إن المرأة السامرية – على الرغم من أنها كانت خاطئة – قالت للسيد المسيح قبل أن يعلن لها ذاته "أنا أعلم أن المسيا الذى يقال له المسيح يأتى. فمتى جاء ذاك يخبرنا بكل شئ" (يوحنا 25:4).
و هكذا كانت قلوب جميع أبناء
إبراهيم معلقة بالمسيا ومجيئه. وكانوا يعرفون أنه المقصود بوعد الله لإبراهيم "ويتبارك فى نسلك جميع أمم الأرض" (تكوين 18:22)، وهو نفس الوعد الذى سمعه إسحق أيضا (تكوين 4:26)، وكذلك يعقوب (تكوين 14:28).
كل رجل كان يتمنى أن يأتى المسيح من نسله وكل أمرأة كانت تذوب شوقاً فى أن يكون المسيا من ثمرة أحشائها. ولهذا يقول
القديس أغستينوس " فاشتعلت النساء القديسات –ليس بالشهوة وانما بالتقوى– للأنجاب". وقال عن الآباء القديسين " كان الزواج واجباً علي القديسين، ليس طلباً له في ذاته وإنما لأجل شئ أخر". من أجل أي شئ؟ يريد القديس في نفس كتابة " ليوا من أجل العالم، وغنما من أجل المسيح صاروا أزواجاً ومن أجل المسيح صاروا أباء". لذلك فما أصدق القديس أوغسطينوس عندما قال في موضع اخر "كانت الرغبة في انجاب الأولاد روحيه وليست جسدية". ولهذا اصبحت قلة النسل عاراً. فرحيل زوجة يعقوب، لما كانت عاقراً قالت ليعقوب " هب لي بنين وإلا فإنا اموت"! (تكوين 30: 1) (اقرأ مقالاً عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في قسم الأسئلة والمقالات). ولم فتح الله رحمها فولدت، قالت "قد نزع الله عاري" (تكوين 30: 23). وإليصابات العاقر لم ولدت أبنها يوحنا المعمدان سبحت الله قائلاً " نظر إلي لينزع عاري من بين الناس" (لوقا 1: 25) وعلي عكس ذلك كان كثرة البنين بركة. فقيله " البنون ميراث من الرب..." (مزمور 127: 3).... وكان من البركة أن يقال " أمرأة مثل كرمه مخصبه في جوانب بيتك، وبنيك مثل غصون الزيتون الجدد حول مائدتك... "(مزمور128: 3)...
لذلك فعلي الرغم من أن الزواج بإمراة الخ كان محرماً حسب الشريعه (لاويين 18: 16) ، فإنه كان يتحول إلي واجب حتمي أذا مات الأخ بدون نسل، فيضطر أخوه إلي أتخاذ أرملته زوجه ليقيم نسلاً للأخ المتوفي، فالبكر الذي تلده يحسب أبناً للمتوفي "لئلا يمحي اسمه من اسرائيل" (تثنية 25: 5- 10).
  رد مع اقتباس
قديم 06 - 07 - 2012, 08:51 PM   رقم المشاركة : ( 26 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,166

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: الزواج فى العقيدة المسيحية

البابا شنودة الثالث
22- بحث تعدد الزوجات في العهد القديم وإلغائه في المسيحية:
ط) تطور الأمور وزوال أسباب تعدد الزوجات



إذن لم يكن تعدد الزوجات في قصد الله منذ البدء، بل انه وضع للبشرية شريعة "الزوجة الواحدة" ورأي أنه حسن. ولكن لما سقط الناس في الفساد في تعدد زوجاتهم تنازل الله إليهم ويرفعهم اليه، وتسامح في هذا المر محاولاً آن يوجه أفكارهم في أتجاه روحي. فسار هذا الأمر فتره من الزمن، ثم استجاب لهم القديسون فقط الذين قال عنهم اوغسطينوس " كان الآباء يستطيعون أن يضبطوا انفسهم لكنهم – لأجل الأنجاب وليس لمرض الشهوة – إتخذوا لهم نساء. ولنا في السماء شركاء زاهدون.. لم يستعملوا نساءهم أطلاقاً للحبل". وقال عنهم ايضاً " لم يتقدموا في المعاشرة الجنسية اكثر من حاجة أنجاب البنين". امام غالبيه الشعب فلم تسر في هذا الطريق الروحي، وإنما انحرف عن الطريق السليم، واستغلت سماح الله استغلالاً رديئاً.
وكما قال العلامه ترتليانوس في كتابه إلي زوجته "هناك احتياجات اسئ استعمالها". ولم يقف الناس عند هذا الحد بل تدنسوا بالزنا وخالفوا وصايا الله وعبدوا آلهه أخري وسجدوا للاصنام. لذلك أسلمهم الله للسبي، فسباهم نبوخذ نصر ملك بابل. واورشليم ذاتها أنهدم سورها واحرقت أبوابها والذين نجوا من السبي وبقوا فيها صاروا في شر عظيم وعار (نحميا 1: 2، 3).
وسمح برجوع المسبين وبناء السور أورشليم، ولكن الشعب لم يتحول عن فساده حتي قال الله لارمياء النبي أكثر من مرة "لا تصل لأجل هذا الشعب للخير. حين يصومون لا أسمع صراخهم، وحين يصعدون محرقه لا أقبلهم. بل بالسيف والجوع والوباء أنا أفنيهم" (ارمياء 14: 11، 12). وبالفعل اسلمهم الله فعلاً لليونان فحكمهم الأسكندر الأكبر وخلفائه البطالمه، ومن بعد هؤلاء أسلمهم إلي الرومان فاستعبدوهم. وجاء المسيح وهم كذلك.
هكذا لم تستمر فكرة "شعب الله الذي يصمد أمام الوثنيين" فإذا قد سلموا المسيحية وديعتهم العقائديه من نبوات ورموز وتقاليد وكتب موحي بها، انتهت فكرة الشعب المختار، واصبح المؤمنون في العالم كله هو شعب الله، ولم يعد هناك فرق بين يوناني ويهودي كما قال بولس الرسول (كولوسي 3: 11)
وفكرة إنجاب المسيح تطورت هى الأخرى.
إذ ما لبثوا أن عرفوا من النبوءات أنه سيأتى من سبط يهوذا، وهو واحد فقط من الأسباط الإثنى عشر. ثم عرفوا أيضاً أنه سيأتى من قرية بيت لحم، من بيت داود بالذات، وهو فرع من سبط. ثم عرفوا أخيرا أنه سيولد من عذراء. وهكذا زال هذا السبب أيضاً كما زال سابقه (اقرأ مقالاً عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في قسم الأسئلة والمقالات). و هكذا يقول القديس أوغسطينوس فى كتابه De Bonon Viduitetis عن حنة النبية، التى تفرغت للعبادة وهى بعد شابة بعد ترملها المبكر، عابدة بأصوام و صلوات مدى 84 سنة لم تفارق الهيكل " كانت حنة كنبية تؤمن أن المسيح سيولد من عذراء، و لذلك لم تتزوج ثانية".
ثم ولد المسيح أخيراً، وانتهى هذا السبب أيضا.
بل أننا وجدنا ظاهرة أخرى قد جدتفى تاريخ شعب الله، وهى البتولية. فإذا بأنبياء كثيرين عاشوا بتوليين، مثل يشوع وإيليا واليشع ودانيال والفتية الثلاثة القديسين وكثيرين غيرهم، وأخيرا يوحنا المعمدان الذى عمد السيد المسيح.
و لم يعد عدم الانجاب عارا، بعد دعوة المسيحية إلى البتولية وإلى البقاء فى الترمل. والشعب اليهودى نفسه، بدأ يقلل من تعدد الزوجات، إذ لم يجد داعيا إليه ، حتى إنه ندر فى الفترة التى سبقت ولادة المسيح. " وقد ألغته الآن طائفة اشكنازيم ولم تعد تسمح به. كما ألغته غيرها من الطوائف". وهكذا فى مجئ المسيحية، كان الجو معدا من كل ناحية، ولم يعد هناك سبب واحد للإبقاء على تعدد الزوجات، الذى كان كسرا للنظام الذى وضعه الله منذ البدء.

  رد مع اقتباس
قديم 06 - 07 - 2012, 08:52 PM   رقم المشاركة : ( 27 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,166

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: الزواج فى العقيدة المسيحية

البابا شنودة الثالث
23- بحث تعدد الزوجات في العهد القديم وإلغائه في المسيحية:
ي) الزمن الآن قد تغير


10- عرضنا فى الفصول السابقة، الظروف التى نشأ فيها تعدد الزوجات فى العهد القديم قبل المسيحية، والأسباب التى كانت تدعو إليه وكيف زال بزوالها. وبقى أن نردد الآن ما سبق فقاله القديس ايرونيموس: "ما شأننا وهذا؟! نحن الذين انتهت إلينا أواخر الدهور، الذين قيل لنا: الوقت مقصر، لكى يكون الذين لهم نساء كأن ليس لهم" (1كو29:7). وأيا كانت الحالة فى العهد القديم فإننا نضع إلى جوارها قول بولس الرسول " الأشياء القديمة قد مضت، وهو ذا كل شئ صار جديدا". فما أعجب قول من يقول آن المسيحية توافق على تعدد الزوجات مستدلا على ذلك بأن إبراهيم أبا الأنبياء كانت له أكثر من زوجة! إن كان المسيحى إذن يقلد إبراهيم فيتخذ لنفسه زوجات، فهل يستطيع المسيحى أن يتزوج أخته لأن إبراهيم كان متزوجا اخته؟! وهل يستطيع المسيحى أن يتخذ له سرارى ومحظيات مثل ابراهيم وسليمان؟! وهل يحق للمسيحين أن يملأوا هياكلهم ذبائح ومحرقات لأنه هكذا كان أيام موسى والأنبياء؟!
لا شك أن الزمن غير الزمن، والشريعة القديمة اليهودية قد كملت فى المسيحية،
والسيد المسيح نفسه قال إنه جاء ليكمل (متى17:5).
قال
القديس أغسطين " سمح للأزواج باتخاذ نساء عديدات، ولم يكن سبب ذلك شهوة الجسد ولكن فكرة الانجاب... أما الآن فلم يعد إنجاب البنين واجباً كما كان فى القديم". ويقول أيضاً "حتى حينما كان النساء يلدن بنينا كان مصرحا بتزوج نساء أخريات للحصول على ذرية أكثر، ولكن هذا الآن بالتأكيد غير شرعى، لأن الاختلاف بين الأزمنة يحدد جواز الشئ أو عدم جوازه.
الآن يعمل الرجل أحسن لو أنه لم يتزوج حتى زوجة واحدة، إلا إذا كان لا يستطيع أن يضبط نفسه" (اكو1:7،9).
بقى أن نعرف الآن كيف ألغت المسيحية تعدد الزوجات؟
  رد مع اقتباس
قديم 06 - 07 - 2012, 08:52 PM   رقم المشاركة : ( 28 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,166

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: الزواج فى العقيدة المسيحية

البابا شنودة الثالث
24- تشريع المسيحية بخصوص الطلاق

1-الشريعة التى وضعها السيد المسيح بخصوص الطلاق هى شريعة واضحة لا لبس فيها، وهو قوله فى العظة على الجبل " وأما أنا فأقول لكم أن من طلق أمرأته إلا لعله الزنا يجعلها تزني. ومن تزوج بمطلقه فإنه يزني" (متي 5: 32) وهذا الأمر أيدته وفسرته قوانينه الكنسية وأقوال الآباء...



2-ولكن السيد المسيح لم يكتفي بهذا. إنماأتي إليه الفريسيون مره فسألوه في موضوع الطلاق، فكان من ضمن إجابته لهم " وأقول لكم أن من طلق إمرأته إلا بسبب الزنا وتزوج بإخري، يزني..." (متي 19: 9، لوقا 16: 18). وهذه الآية تظهر بطريقة لا تحتمل الجدل شريعة "الزوجه الواحدة". لأنه أن كان مسموح للرجل أن يتخذ زوجات عديدات، فإنه لا يعتبر زانياً أذا تزوج بأخري. لأنه سواء أكان تطليقه للأولي قانونياً أو غير قانوني، قائماً أو باطلاً، فإن الزوجة الثانية – بمبدأ تعدد الزوجات – تعتبر زوجة قانونية أخرى تحل له.
و لا يوجد من هذه الناحية ما يقف ضد شرعية هذا الزواج.



3-و لكن متى يعتبر الزواج بعد التطليق كعلاقة زنا؟ يعتبر كذلك إن كان هناك قانون ينص على عدم الجمع بين زوجتين فى وقت واحد، واعتبر مثل هذا الشخص جامعا بين زوجتين فى وقت واحد بسبب بطلان الطلاق من الأولى.
و هذا هو الذى قاله السيد المسيح وعلم به إذ قال"... وتزوج بأخرى يزنى". و لذلك فإن القديس مرقس الرسول أورد لنا أكثر وضوحا من هذا، فبعد سؤال الفريسيين للسيد المسيح وإجابته لهم، يقول القديس مرقس فى إنجيله " ثم فى البيت سأله تلاميذه أيضا عن ذلك. فقال لهم: "من طلق امراته وتزوج بأخرى، يزنى عليها (اقرأ مقالاً عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في قسم الأسئلة والمقالات). و إن طلقت امرأة زوجها وتزوجت بآخر تزنى" (مرقس11،10:10). هذا هو الشرح الذي نطق به السيد المسيح نفسه. فإنه إذا ماعتبر الطلاق باطلاً لسبب كونه لغير عله الزنا وتبعاً لذلك اعتبر الزواج الأول مازال قائماً وعلاقه الزواج بمن طلاق مازالت علاقه زوجية لم تنفصل، فإنه إن تزوج غيرها يزني عليها. وكلمه " عليها " تدل علي جرم هذا الذي أتخذ زياده علي زوجته الواحده التي لا تحل له زوجه أخري عليها.
ومن الشق الثاني للآية التي أوردها القديس مرقس، نري أن السيد المسيح قد ساوي بين المرأة والرجل في وحده الزواج. فكما آن المرأة لا تستطيع أن تجمع بين زوجين، وان تزوج بأخر في حالة قيام الزوج الأول لبطلان الطلاق يعتبر زانية؛ كذلك الرجل الذي لا يحل له هو إيضاً سوي زوجه واحده.
  رد مع اقتباس
قديم 06 - 07 - 2012, 08:53 PM   رقم المشاركة : ( 29 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,166

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: الزواج فى العقيدة المسيحية

البابا شنودة الثالث
25- فكرة "الجسد الواحد"

أن الفكرة قديمة متجددة:

1- إن فكرة " الجسد الواحد" قديمة متجددة. ذكرت فى البدء منذ أول الخليقة اذ قيل " لذلك يترك الرجل أباه وأمه، ويلتصق بامرأته. ويكونان جسدا واحدا" (تكوين24:2). وذكرها السيد المسيح فى كلامه مع الكتبة والفريسيين ودعمها بقوله "إذاً ليسا بعد اثنين بل جسد واحد. فالذى جمعه
الله لا يفرقه إنسان" (متى5:19، مرقس7:10). وبولس الرسول استعمل هذا التعبير أيضا فى رسالته إلى أفسس (3:5) مشبها إتحاد المسيح بالكنيسة باتحاد الزوجين وقائلا بعد ذلك " إن هذا السر عظيم".
الزواج فى العقيدة المسيحية
ما معنى " جسد واحد "؟

2- من قول السيد المسيح " ليسا بعد اثنين ، بل جسد واحد " يفهم آن الاثنين قد أصبحا
بالزواج وحدة واحدة وليس أكثر. ولذلك فإن القديس يوحنا فم الذهب يخاطب فى ذلك العروسين قائلا " لقد أصبحتما الآن واحدا ، مخلوقا حيا واحدا". هذه الوحدة فيها الرجل هو الرأس والمرأة هى الجسد، كما شرح بولس الرسول (أفسس28،23،5) الذى قال أيضا مؤكدا ذلك فى نفس الأصحاح من الرسالة " من يحب امرأته يحب نفسه. فإنه لم يبغض أحد جسده قط" (الآيتان28،29). ويشرح القديس يوحنا ذهبى الفم هاتين الآيتين فيقول: "أتسأل كيف هى جسده؟ إسمع هذه الآن عظم من عظامى ولحم من لحمى هكذا قال آدم" (تكوين23:2)، لأنها مصنوعة من مادة منا. وليس هذا فقط، وإنما يقول الله يصيران جسدا واحدا" (تكوين24:2)... ليس لاشتراكنا فى طبيعة واحدة. كلا، فطبيعة الواجب نحو الزوجة هى أبعد من طبيعة واحدة. كلا، فطبيعة الواجب نحو الزوجة هى أبعد من هذا بكثير وانما هذا لأنه ليس هناك جسدان وإنما جسد واحد: هو الرأس وهو الجسد.
ويستطرد هذا القديس فيقول:" الاثنان لا يظهران بعد اثنين. لم يقال "روحا واحداً" ولا "نفساً واحده" لأن هذا ممكن لجميع الناس" (إعمال 4: 32)، وإنما "يكونان جسداً احداً". ويتذكر القديس قصة لخليقة فيقول "في الواقع إن الله منذ البدء قد عمل إعداد خاصاً لهذا الأتحاد فيقول:
"في الواقع آن الله منذ البدء قد عمل إعداد خاصاً لهذا الاتحاد لتحويل الاثنين إلي واحد... فهو لم يخلقها من خارج لئلا يشعر " آدم أنها غريبه عنه "
والقديس أمبروسيوس يؤيد هذه الحقيقة فيقول " أن الله أخذ ضلعاً من أدم وعمله امرأة، لكي يرجع ويربطهما مرة أخري، ويصبحان جسداً واحداً".
الزواج فى العقيدة المسيحية
تعرض الفكرة مع الطلاق وتعدد الزوجات:

3- فكرة " الجسد الواحد " هذه، تتعارض منطقياً مع أمرين منعتهما المسيحية أيضاً لأنهما لا يتفقان و تعليم المسيحية في الزواج. أما هذان الأمران فهما:
الطلاق وتعدد الزوجات. واضح هو تعارض الطلاق مع فكرة "الجسد الواحد". فمن المستطاع التفريق بين اثنين، ولكن الزوجين في المسيحية هما كما قال السيد المسيح " ليسا بعد اثنين بل جسد واحد ". ولم يسمح السيد المسيح بالطلاق في حالة الزنا إلا لأن الزوجة قد خطت في ذلك عملياً يوم زناها. لأنها – بهذا الزنا – تكون قد حطمت مبدأ " الجسد الواحد " تحطيماً. وذلك لأن جسد ثالثا قد دخل بالزنا في الإتحاد الذي ربطه الله ففصم عري روابطه.
فالزوجة مع زوجها جسد واحد حسب الشريعة، وهي – كزانيه – صارت كذلك جسدا واحداً مع الذي زني بها. وهكذا علم بولس الرسول في رسالته الأولي إلي كورنثوس إذ قال "أم لستم تعلمون أن من التصق بزانية هو جسد واحد، لأنه يقول يكون الاثنان جسداً واحداً؟" (6: 16). فبالزنا مع الزواج، أصبح هناك اتحادان أو جسدان، وتحطمت الفكرة السامية، وأصبح فصل الزوجين شيئاً واقعياً قد تم من قبل عملا، وبقي أن يتم شرعا. وذلك لأنه الزواج المسيحي ليس جسدين ولا اتحادان ولا أكثر، وإنما جسد واحد واتحاد واحد حسب قول الرب.
والذي يحدث في الزنا المسبب للطلاق، هو من الناحية العلمية نفس الذي يحدث في تعدد الزوجات (اقرأ مقالاً عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في قسم الأسئلة والمقالات). الوضع واحد وإن تغييرت الأسماء.
كل ما في الأمر أنه في الحالة الثانية حدث أن كسر فكرة " الجسد الواحد " قد تغطي برداء شرعي.. أما الواضع الواحد المشترك بين الحالتين، فهو دخول جسد ثالث غريب، يحاول أن يوجد له اتحادا مع أحد طرفي الوحدة المقدسة، بأن يعزل الطرف الاخر عنه، ويكون بهذا قد حطم الفكرة الإلهية. إن فكرة " الجسد الواحد " تجعل تعدد الزوجات أمرا متعذرا فليس بالإمكان عقلياً أن يكون رجل في جسد واحد مع اكثر من أمراة، إذ يستحيل اجتماع ثلاثة في جسد واحد ولا أربعه. قالت الوصية الإلهية أن الزوج يترك أباه وأمه ويلتصق بأمرأته. ولكن الذي تتعدد زوجاته لا يستطيع بحق أن يكون ملتصقاً بأخري. وعلي ذلك فإن كل محاولة للاتصال بامرأة اخري، عن طريق علاقة شرعية أو زنائية، هي تصديع لهذه الوحدة.
فإن سأل أحد: هل يمكن للرجل - بعد الزواج – أن يتحد بجسد أخر؟ فمثل هذا السؤال ليس له موضع في الواقع. لأنه بعد الزواج لم يعد هناك اثنان حتي يجوز أن يعطي واحد منهما جسده لثالث. فهما ليسا بعد اثنين وغنما جسد واحد، لا يستطيع إنسان آن يفرقه، كما قال الرب. ويقول
القديس ايرونيموس: إنه مع التعدد تكون فكرة الزواج " الجسد الواحد " قد تحطمت ويستطرد القديس متعجباً " في البدء تحول ضلع واحد إلي زوجة واحدة ، وصار الاثنان جسداً واحداً وليس ثلاثة او أربعة وإلا كيف يكونان اثنين أن صار جمله "؟!
الزواج فى العقيدة المسيحية
خاتمه:

1- إنه جسم واحد، فيه الزوج هو الرأس والزوجه هي الجسد. وكما أنه لا يمكن أن يكون للجسد رأسان أو اكثر، كذلك لا يمكن أن يكون للمرأة زوجان أو أكثر. وأيضاً كما أنه لا يمكن للرأس جسدان أو أكثر، كذلك لا يمكن أن يكون للرجل زوجتان أو أكثر. وإلا فإن هذا التشبيه الذي ذكره بولس الرسول مقتبساً إياه من تعليم الله ذاته، يكون تشبيهاً خاطئاً لا تطبيق له.
أنسأل بعد عن نص في المسيحية لتحريم تعدد الزوجات؟! ليست المسيحية في الواقع ديانة نصوص بقدر ما هي "روح وحياة" كما قال الرب (يوحنا 6: 63). وهذا هو روح الزواج المسيحي وقد علمنا المسيح أن نسلك بالروح.

  رد مع اقتباس
قديم 06 - 07 - 2012, 08:53 PM   رقم المشاركة : ( 30 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,166

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: الزواج فى العقيدة المسيحية

البابا شنودة الثالث
26- علاقة المسيح بالكنيسة

الزواج الروحي بين المسيح والكنيسة :

1- كما أن الذي يلتصق بامرأة، يصير معها جسداً واحداً (تكوين 2: 24) ، كذلك " من التصق بالرب فهو روح واحد" (1 كو 6: 17).
فالاتحاد الأول نسميه زواجاً جسدياً، والاتحاد الثاني نسمية زواجاً روحياً وفي الكتاب المقدس أمثله عديدة لهذا الزواج الروحي بين الله وشعبه أي بين الله وكنيسته. ويكفي أن سفرا بأكمله في العهد القديم، هو نشيد الأناشيد، يدور كله حول هذه العلاقة وحدها التي ذكرها الله ايضاً بوضوح في سفر أشعياء النبي كذلك (أشعياء 54: 5).
ولهذا يقول بولس الرسول في رسالته الثانية إلي كورنثوس "خطبتكم لرجل واحد، لأقدم عذراء عفيفة للمسيح" (2 كو 11: 2). وفي رسالته إلي أفسس أتي بتفصيلات كثيرة لهذه العلاقة الروحية بين المسيح وكنيسته، مقارنا بينها وبين الزواج الجسداني للرجل والمرأة في أوجه شبه عديدة ((أفسس 5: 22- 33). قائلاً عن الزواج الروحي بين المسيح وكنيسته "أن هذا السر عظيم".
الزواج فى العقيدة المسيحية
زوجة واحدة:

1- من هذه المقارنة التي عقدها بولس الرسول بين زواج الرجل والمراة من ناحية أخري، يمكن الاستدلال بوضوح علي شريعه " الزوجة الواحدة " في المسيحية. وقد كان هذا هو نفس تفكير كبار قديسي الكنيسة ومعلميها. فالقديس ايرونيموس يقول في كتابه ضد جوفنيانوس:
" المسيح بالجسد بتول، وبالروح تزوج مرة واحدة. لأن له كنيسة واحدة، هي التي قال عنها الرسول: أيها الرجال أحبوا نساءكم، كما أحب المسيح أيضاً الكنيسة، وأسلم نفسه لأجلها (افسس 5: 25).
فكما آن المسيح مثال يقتدي به البتوليون في حياتة حسب الجسد، كذلك هو مثال أيضاً للمتزوجين، في علاقته الروحية بالكنيسة التي سار فيها علي شريعة "الزوجة الواحدة".
ويقول القديس ايرونيموس أيضاً في رسالته إلي اجيروشيا " إن بولس في شرح هذا الفصل من اففسس، يشير إلي المسيح والكنيسة بقوله " من أجل هذا يترك الرجل أباه وأمه ويلتصق بأمرأته ويكون الإثنان جسداً واحداً. هذا السر العظيم، ولكنني أنا أقول من نحو المسيح والكنيسة" (أفسس 5: 31، 32).
فجعل آدم الأول صاحب زوجة واحدة في الجسد، وآدم الثاني "= المسيح " صاحب زوجة واحدة في الروح. وكما أنه توجد حواء واحدة هي أم كل الأحياء كذلك توجد كنيسة واحدة هي أبوا كل المسيحية ".
وكلمه " أبوا " التي استخدمها القديس ايرونيموس يقصد بها المسيح والكنيسة ، العريس والعروس، الرأس والجسد. ومثل هذا الكلام قال أيضاً العلامة ترتليانوس في كتابه De Exhortatione Castitas أذ قال " عندما فسر الرسول هذا النص " يصير الإثنان جسداً واحداً"، علي علاقة المسيح بالكنيسة، فكر في العلاقة الروحية بين المسيح الذي هو واحد، والكنيسة التي هي واحدة. نفس التأييد لقانون الزواج الواحد. زواج واحد جسد في آدم وروحي في المسيح".
الزواج فى العقيدة المسيحية
رأس، وجسد:

قال بولس الرسول في رسالته إلي أفسس " إن الرجل هو رأس المرأة كما أن المسيح أيضاً رأس الكنيسة "
(5: 23). وعن الجسد قال " كذلك يجب علي الرجال أن يحبوا نساءهم كأجسادهم... فإنه لم يبغض أحد جسده قط بل يقوته ويربيه، كما الرب أيضاً للكنيسة لأننا أعضاء جسمه من لحمه ومن عظامه" (5: 28-30). وفي الآية الأخيرة يذكرنا بولس الرسول بقول آدم عن حواء "هذه الأن عظم من عظامي ولحم من لحمي" (تكوين 2: 23). فكما آن للرأس جسداً واحداً، فللمسيح كنيسة واحده وكذلك للرجل امرأة واحدة. لأنه لو اتخذ الرجل زوجات عديدات، لما أمكن تشبيهه بالمسيح الذي له كنيسة واحدة. إذ أننا نقول في قانون الإيمان " نؤمن بكنيسة واحدة مقدسة جامعه رسولية". وفي ذلك يقول القديس اغريغوريوس الناطق بالالهيات " لو كان هناك مسيحان، لكان يمكن هناك زوجان أو زوجتان. ولكن إن كان المسيح واحدا، الذي هو الرأس الواحد للكنيسة، فليكن هناك إذن جسد واحد، وليرفض الثاني ويأخذ القديس أمبروسيوس هذا التشبيه من ناحية المرأة أيضاً، فيقول " لم تأخذ حواء زوجاً ثانياً، ولا الكنيسة المقدسة تعرف عريساً ثانياً.

  رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
ما هي العقيدة المسيحية
شرح العقيدة المسيحية
العقيدة المسيحية (ملف متكامل )
الزواج فى العقيدة المسيحية (موضوع متكامل)
سر الزواج بين العهد القديم و الجديد Tagged with: الزواج سر الزواج في المسيحية سر الزواج في المسيحية


الساعة الآن 01:35 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024