16 - 04 - 2016, 06:30 PM | رقم المشاركة : ( 21 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: الأحد السادس ( أحد التناصير ) من الصوم الكبير موضوع متكامل
+ ما هو ذاك الليل الذي متى حل لا يقدر أحد أن يعمل؟ اسمعوا ما هو هذا النهار، وعندئذ ستفهمون ما هو الليل... دعوه هو يخبرنا: "مادمت في العالم فأنا نور العالم" [٥]. انظروا هو نفسه النهار. دع الأعمى يغسل عينيه في النهار، لكي يرى النهار... إذن سيكون ليل من نوع ما هو عدم معرفة الشخص لي؛ حيث لا يكون بعد المسيح هناك، فلا يقدر أحد أن يعمل. + إنه ليل الأشرار، ليل أولئك الذين سيُقال لهم في النهاية: "ابعدوا إلى النار الأبدية المعدة لإبليس وملائكته". الآن يعمل الإيمان بالحب، فإن كنا الآن نعمل - فيكون الآن نهارًا - إذ المسيح حاضر هنا. اسمعوا وعده، ولا تظنوا أنه غائب. إنه بنفسه قال: "ها أنا معكم". إلى متى؟ ليتنا لا نقلق نحن الأحياء؛ حيث هذا ممكن إذ نكون في أمان كامل بكلمته في الأجيال القادمة. إنه يقول: "هذا أنا معكم كل الأيام إلى انقضاء الدهر" (مت ١ל: ٢٠). يوجد وقت للعمل وآخر لنوال الأجرة، فإن الرب سيكافئ كل واحدٍ حسب أعماله (مت ١٦: ٢٧). مادمتم تعيشون اعملوا... فسيأتي ليل مرعب يغشى الأشرار في ثناياه. الآن كل غير مؤمن يموت يدخل في ليلٍ، حيث لا يوجد عمل يمكن أن يُفعل. في ذلك الليل كان الغني يحترق ويتألم ويعترف، لكنه لم ينل أية راحة. لقد حاول أن يفعل صلاحًا إذ قال لإبراهيم: "يا أبي إبراهيم، أرسل لعازر إلى اخوتي ليخبرهم ما يحدث هنا، لئلا يأتوا هم أيضًا إلى موضع العذاب هنا" (راجع لو ١٦: ٢٧-٢ל). يا له من إنسان شقي! عندما كنت عائشًا كان وقت للعمل، الآن أنت في ليلٍ، حيث لا يقدر إنسان أن يعمل. القديس أغسطينوس |
||||
16 - 04 - 2016, 06:30 PM | رقم المشاركة : ( 22 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: الأحد السادس ( أحد التناصير ) من الصوم الكبير موضوع متكامل
"قال هذا وتفل على الأرض، وصنع من التفل طينًا، وطلى بالطين عيني الأعمى". [6] طريقة شفاء المولود أعمى فريدة، فمن المعروف أن الطين يفسد العين السليمة، فكيف يصنع من التفل طينًا ليطلي به عيني المولود أعمى؟ ولماذا لم ينتظر ليشفيه خفية حتى لا تهيج القيادات الدينية؟ وأيضًا لم ينتظر حتى يعبر السبت ليشفيه؟ أولاً: يؤكد السيد المسيح أنه يتمم عمله بحسب فكره الإلهي وليس حسب رغبتنا ووسائلنا البشرية. ثانيًا: ما يشغله هو وهب الأعمى بصرًا لعينيه، وبصيرة لقلبه، دون اهتمام بمقاومة القيادات اليهودية له. ثالثًا: لم ينتظر حتى يعبر السبت، لأن السبت هو يوم الراحة، فتستريح نفس المسيح بالعمل الإلهي واهب الاستنارة والراحة للغير. رابعًا: يقدم نفسه مثلاً ألا نؤجل عمل الخير إلى الغد، بل ننتهز كل فرصة لنسرع إلى عمل الخير لئلا لا توجد هذه الفرصة في الغد. خامسًا: صنع من التفل طينًا وطلى عينيه بيديه، ليؤكد أن سرّ القوة في المسيح نفسه، وفي عمل يديه. كل ما يصدر عن المسيح فيه قوة وحياة واستنارة، فإن يده قديرة. + لاحظوا أنه عندما أراد أن يشفيه نزع عماه بأمرٍ يزيد العمى، إذ وضع طينًا. + أخذ ترابًا من الأرض وذلك بنفس الطريقة هو يخلق (آدم). حقًا لو أنه قال: "أنا هو الذي أخذ ترابًا من الأرض وشكل الإنسان"، لكان الأمر شاقًا وبغيضًا على سامعيه أن يحتملوه. لكنه إذ أظهر الأمر خلال العمل الواقعي لا يقف شيء أمامه. لذلك إذ أخذ ترابًا ومزجه باللعاب يًعلن مجده الخفي. فإنه ليس بالمجد الهين أن يؤمنوا أنه صانع الخليقة. + إن سألت: لِم لم يستعمل السيد المسيح ماءً في الطين الذي أصلحه، بل استعمل لعابه؟ أجبتك: لكى لا يُنسب الشفاء إلى الينبوع، بل لكى تعرف أن القوة الظاهرة من فمه هي التي أبدعت عيني الأعمى وفتحتهما. القديس يوحنا الذهبي الفم |
||||
16 - 04 - 2016, 06:31 PM | رقم المشاركة : ( 23 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: الأحد السادس ( أحد التناصير ) من الصوم الكبير موضوع متكامل
+ منحه عينين جديدتين. القديس بولينوس + صنع العينين من الطين. انبعث النور من التراب، وذلك كما حدث في البداية... أمر النور، فُولد من الظلمة. هكذا هنا أيضًا. صنع طينًا بلعابه، وقدم كمالاً لما كان ناقصًا في الخليقة، وذلك منذ البداية، ليظهر أن ما كان في يديه هو أن يقدم كمالاً لما هو ناقص في الطبيعة... وإذ كانوا لا يريدون أن يؤمنوا أنه قبل إبراهيم. برهن لهم بالعمل أنه ابن ذاك الذي شكلت يداه آدم الأول من التراب. مار افرام السرياني + فإذ صنع من التفل طينًا طلى بالطين أعيننا (يو 6:9، 7)، وجعلنا نبصر جليًا (مر 25:8) وفتح آذان (راجع مر 33:7-35) قلوبنا، حتى إذ صارت لنا آذان نسمع (راجع متى 11: 15، 13: 19). وإذ نشتم رائحته الذكية (راجع أف 5؛ 2 كو 15:2)، مميزين اسمه كرائحة طيب مسكوب (نش 1: 3، في 2) وإذ ذقنا ونظرنا ما أطيب الرب (1 بط 3:2، مز 34 [33]: 8) وإذ لمسناه بتلك اللمسة التي يتحدث عنها يوحنا: "الذي كان من البدء، الذي سمعناه، الذي رأيناه بعيوننا، الذي شاهدناه ولمسته أيدينا من جهة كلمة الحياة" (1 يو 1:1)، صار في إمكاننا حينئذ أن نذبح الحمل ونأكله، فنخرج بهذا من مصر. العلامة أوريجينوس |
||||
16 - 04 - 2016, 06:31 PM | رقم المشاركة : ( 24 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: الأحد السادس ( أحد التناصير ) من الصوم الكبير موضوع متكامل
"وقال له:
اذهب اغتسل في بركة سلوام الذي تفسيره مرسل، فمضى واغتسل وأتى بصيرًا". [7] سلوام: تدعى أيضًا شيلوه Siloo, Siloe, Shilooh، وهي عبارة عن ينبوع كان تحت حصون أورشليم نحو الشرق، ما بين المدينة وجدول مياه قدرون. يرى البعض أن سلوام هي بنفسها عين روجل الواردة في يش ١٥: ٧؛ ١ל: ٦؛ ٢ صم ١٧: ١٧؛ ١ مل ١: ם. كانت مياه هذا الينبوع تجمع في مخزن عظيم لاستخدام المدينة، وكان يصدر عنه مجرى ماء يغذي بركة بيت صيدا. كانت هذه البركة تستمد المياه من ينبوع صادر عن جبل صهيون، فكانت مياه الهيكل "نهر سواقيه تفرح مدينة الله مقدس مساكن العلي" (مز ٤٦: ٤). إنها مياه حية شافية (حز ٤٧: ם). "الذي تفسيره مرسل"، إذ الاسم مشتق من العبرية Shalach وتعني "أرسل"، إما لأنهم كانوا يتطلعون إلى هذا الينبوع كعطية مرسلة من قبل الله لأجل استخدام مياهه في المدينة، أو لأن مياهها كانت تُرسل خلال قنوات أو أنابيب إلى جهات متباينة. يرى البعض أن الاسم يشير إلى نبوة يعقوب ليهوذا عن مجيء السيد المسيح من نسله: "حتى يأتي شيلون وله يكون خضوع الأمم" (تك ٤ם: ١٠)، فهي رمز للسيد المسيح المُرسل من قبل الآب لإنارة النفوس وشفائها. كان السيد المسيح يُدعى المُرسل، إذ هو رسول العهد (ملاخي ٣: ١)، ويكرر السيد في إنجيل يوحنا أن الآب قد أرسله. هكذا إذ يدعو الأعمى أن يذهب إلى بركة سلوام أو المرسل، إنما يدعو كل نفس تحتاج إلى الاستنارة أن تذهب إليه، إذ هو المُرسل الذي يطهر الإنسان من الخطية، ويشرق بنوره عليه، فيتمتع بالمعرفة السماوية، ولا تعود للظلمة موضع فيه. + كما أن المسيح كان الصخرة الروحية (١ كو ١٠: ٤) هكذا كانت أيضًا سلوام الروحية. القديس يوحنا الذهبي الفم |
||||
16 - 04 - 2016, 06:31 PM | رقم المشاركة : ( 25 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: الأحد السادس ( أحد التناصير ) من الصوم الكبير موضوع متكامل
أبرز السيد المسيح طاعة هذا الأعمى، فمن جهة ترك ربنا يسوع المسيح الذي لم يره من قبل أن يصنع طينًا على عينيه دون أن يتذمر، أو حتى يتساءل كيف تُشفى عينان بالطين؟ ومن جهة أخرى أطاع وذهب إلى بركة سلوام واغتسل فيها، وربما سبق فاغتسل فيها ولم يتمتع بالبصر، وحتمًا كثيرون اغتسلوا بمياه سلوام ولم يُسمع عن أعمى قد شُفي بمياهها. لقد أعلن السيد عن فضائل هذا الأعمى المسكين كيف أطاع في يقين وثقة وهدوء. + لاحظوا فكر الأعمى، كان مطيعًا في كل شيء. إنه لم يقل: إن كان بالحق الطين واللعاب يهبني عينين، فما الحاجة إلى سلوام؟ إن كانت هناك حاجة إلى سلوام فما الحاجة إلى الطين؟ لماذا هو يدهنني (بالطين)؟ ولماذا يأمرني أن أغتسل؟ إنه لم يفكر في مثل هذه الأمور. لقد هيأ نفسه لأمرٍ واحدٍ وهو الطاعة في كل شيء لذاك الذي قدم له الأمر، وألا يفعل شيئًا مضادًا له. القديس يوحنا الذهبي الفم |
||||
16 - 04 - 2016, 06:31 PM | رقم المشاركة : ( 26 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: الأحد السادس ( أحد التناصير ) من الصوم الكبير موضوع متكامل
تمتع المولود أعمى بالبصر الذي لم يتمتع به قبلاً، وكأنه قد نال ميلادًا جديدًا يختلف عن مولده السابق. بركة سلوام كانت تشير إلى مياه المعمودية التي تهب مع التطهير وغفران الخطايا استنارة داخلية.
كانت المياه تشير إلى العصر المسياني أو مملكة بيت داود: "لأن هذا الشعب رذل مياه شيلوه الجارية بسكوت..." (إش ל: ٦). عاد الأعمى بصيرًا، يرى ما لا يُرى، مسبحًا بكل كيانه ذاك الذي وهبه الاستنارة. وكما قيل بإشعياء النبي: "صوت مراقبيك يرفعون صوتهم، يترنمون معًا لأنهم يبصرون عينًا لعين عند رجوع الرب إلى صهيون" (إش ٥٢: ל). + يقول السيد المسيح للأعمى اذهب اغتسل في بركة سلوام، فإن قلت: لِم لم يعمل السيد المسيح هذا العمل في الحال، بل أرسل الأعمى إلى بركة سلوام؟ أجبتك: ليُعرف إيمان الأعمى، ولكي يُبكم مكابرة اليهود، ولأنه كان واجبًا أن يبصره كل من التقى به ذاهبًا إلى البركة مشتملاً الطين على عينيه. إذ بهذا المنظر الغريب يجتذب الكل إليه، سواء الذين كانوا يعرفونه أو الذين لم يكونوا يعرفونه، فالكل يلاحظه بكل دقة. وإذ ليس من السهل أن يُعرف الأعمى بعد تفتيح عينيه (إذ تتغير ملامحه) لذلك جعل السيد أولاً شهودًا كثيرين بطرق مختلفة، وبالمنظر الغريب يلاحظونه بدقة... حتى لا يمكنهم بعد المعجزة أن يقولوا أن هذا ليس هو. القديس يوحنا الذهبي الفم |
||||
16 - 04 - 2016, 06:32 PM | رقم المشاركة : ( 27 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: الأحد السادس ( أحد التناصير ) من الصوم الكبير موضوع متكامل
+ غسل عينيه في تلك البركة التي تفسيرها "مرسل". إنه اعتمد في المسيح. لذلك إذ عمده بطريقة ما فيها استنارة، وعندما مسحه (بالطين) ربما جعله موعوظًا. يرى القديس أغسطينوس في صنع الطين بالتفل إشارة إلى أن الكلمة صار جسدًا. 2 - حوارات بعد الشفاءأ. حوار بين الجيران والأعمى الجيران وهم شهود عيان لما حدث يعرفون الأعمى تمام المعرفة. بسبب عظمة المعجزة وعدم توقعهم لحدوثها، مروا بثلاث مراحل من الشك، أوجدت ثلاث تساؤلات: المرحلة الأولى: تشككهم في الشخص نفسه [ל] فأكد لهم الأعمى أنه هو [ם]. المرحلة الثانية: من الذي قام بها؟ وكانت الإجابة: إنسان يقال له يسوع [١١]. المرحلة الثالثة: أين هو؟ وجاءت الإجابة: "لا أعلم" [١٢]. كان الأعمى دقيقًا ومخلصًا للغاية في إجاباته على الأسئلة الثلاثة قدر معرفته في ذلك الحين. "فالجيران والذين كانوا يرونه قبلاً أنه كان أعمى قالوا: أليس هذا هو الذي كان يجلس ويستعطي؟" [8] دُهش جيرانه فقد وُلد ونشأ في وسطهم، واعتادوا أن يروه أعمى، وغالبًا ما كان يجلس مستعطيًا في بؤس، الآن فجأة صار بصيرًا، وصار بصره كاملاً، يسير هنا وهناك متهللاً. ذاك الذي لم يكن قادرًا على العمل بسبب عماه ونفسيته المحطمة، ولم يكن والداه قادرين على إعالته لذا كان يستعطي وهو جالس في الطريق أغلب يومه. لقد تغيرت حتى لهجته، وكلماته، فعوض كلمات الاستعطاف لكي ينال صدقة، صارت كلمات تحمل تسبيحًا وشكرًا. هذا وقد تمت معجزة شفائه علانية، ولم تكن خفية! مع هذا فقد تشكك البعض في شخصه، وتضاربت الأقوال، لأن شفاء مولود أعمى أمر يصعب قبوله، بل ومستحيل حسب الفكر البشري. + يا لحنو الله! أينما نزل بحنوه العظيم شفى حتى الشحاذين، وهكذا أبكم اليهود، فإنه لم يأخذه في اعتباره الأشخاص المشهورين أو البارزين أو الحكام، بل الذين يبدو كمن لا يتأهلون لنوال نفس الرعاية. فقد جاء لخلاص الكل. القديس يوحنا الذهبي الفم |
||||
16 - 04 - 2016, 06:32 PM | رقم المشاركة : ( 28 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: الأحد السادس ( أحد التناصير ) من الصوم الكبير موضوع متكامل
"آخرون قالوا:
هذا هو، وآخرون إنه يشبهه، وأما هو فقال: إني أنا هو". [9] ربما الذين قالوا: "هذا هو" هم الذين عاينوا ما حدث معه، إذ تم كل شيء علانية، أما الآخرون فلم يصدقوا قائلين: "إنه يشبهه"، لأن تفتيح عينيه أعطاه شكلاً مغايرًا تمامًا عما كان عليه. وبقوله "إني أنا هو"، يشهد أنه هو ذاك الذي كان قبلاً يستعطف حنو الناس الآن يتمتع بغنى نعمة الله الفائقة. + لم يخزَ من عماه الأول، ولا خشي غضب الجمع، ولا استعفى من إظهار ذاته لينادي بمن أحسن إليه. القديس يوحنا الذهبي الفم كيف انفتحت عيناك؟" [10] إذ شهد الأعمى أنه هو الذي نال نعمة الشفاء تساءل الجيران عن كيفية شفائه، لكي يتعرفوا على صانع المعجزة، ويبحثوا عنه. وكما يقول المرتل: "عظيمة هي أعمال الرب، مطلوبة لكل المسرورين بها" (مز ١١١: ٢). |
||||
16 - 04 - 2016, 06:32 PM | رقم المشاركة : ( 29 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: الأحد السادس ( أحد التناصير ) من الصوم الكبير موضوع متكامل
"أجاب ذاك وقال: إنسان يقال له يسوع صنع طينًا وطلى عيني، وقال لي: اذهب إلى بركة سلوام واغتسل، فمضيت واغتسلت، فأبصرت". [11] لقد قدم الحقيقة في بساطة حسب خبرته فقال: "إنسان يُقال له يسوع صنع طينًا..." لم يكن قد سبق فرأى يسوع لكنه سمع عنه، وسمع صوته حين أمره أن يغتسل في بركة سلوام، لقد شعر بأنه وضع شيئًا على عينيه اكتشف بعد شفائه أنه طين، وأن يسوع قد صنعه بنفسه وطلى به عينيه. + انظروا لقد صار مبشرًا بالنعمة. انظروا إنه يكرز بالإنجيل؛ إذ نال البصيرة صار معترفًا. صار ذاك الأعمى معترفًا، فاضطربت قلوب الأشرار، إذ لم ينالوا في قلوبهم ما ناله هذا في محياه. القديس أغسطينوس |
||||
16 - 04 - 2016, 06:32 PM | رقم المشاركة : ( 30 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: الأحد السادس ( أحد التناصير ) من الصوم الكبير موضوع متكامل
"فقالوا له:
أين ذاك؟ قال لا أعلم." [12] جاء سؤالهم الثاني: "أين ذاك؟" هل عن تشكك في شخص صانع المعجزة لأنه كسر الناموس وحرض على الكسر. فمن جانبه صنع طينًا وطلى به العينين، ومن جانب آخر أمر الأعمى أن يسير حتى البركة ويغتسل. وربما تساءل البعض كنوعٍ من حب الاستطلاع ليروا أين ذلك القادر أن يفعل هذا، وربما وُجد من تساءل عن إخلاص ليلتقي به. أجاب الأعمى: "لا أعلم"، إذ يبدو أن السيد انسحب للحال بعد أن أمره بالذهاب إلى بركة سلوام، ولم ينتظر حتى يرجع ليقدم الشكر. فإن مسرة السيد المسيح هي في العطاء المجاني دون انتظار لكلمة مديح أو شكر. وإن عاتب على عدم الشكر فهو من أجل الآخرين، إذ يريدهم شاكرين فرحين مسبحين كالملائكة. + لاحظوا تواضع المسيح، فإنه لم يستمر مع من يشفيهم، لأنه لم يطلب أن يحصد مجدًا، ولا أن يجتذب الجماهير، ولا أن يظهر نفسه. القديس يوحنا الذهبي الفم |
||||
|