27 - 09 - 2014, 05:08 PM | رقم المشاركة : ( 21 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: القديس فرنسيس.. حياة كالصلاة
لما ساءت صحة فرنسيس وشعر بدنو أجله , استدعى إخوته و الأخت كلارا و أخواتها، وفي نشوة سماوية راح يتغنى بلحن استوحاه من فرحه وغبطته وهو نشيد الخلائق أو نشيد الأخت الشمس: "أيها الرب الكلي السمو والقدرة والمحبة.. لك التسبيح والمجد والتكريم.. وكل تبريك.. بوركت يا إلهي عن أختنا و أمنا الأرض.. التي تغذينا وتسندنا وتنتج شتى الثمار.. والأزاهير والأعشاب ... مجدوا الرب وامدحوه .. اشكروه واخدموه... جميعكم بكل تواضع "(38)..
إن أهم فقرة أضافها فرنسيس إلى نشيد الخلائق عندما دنا أجله فعلا ً، حيث طلب من الإخوة أن يغنوا له أنشودة المحبة بخاتمتها التالية: "نحمدك اللهم حمداً لأجل أخينا الموت, موت الجسم, الذي لا ينجو منه من الأحياء حي، الويل لمن يموت موت الخطيئة والهلاك, والطوبى لمن يتمم إرادتك المقدسة، إذ لا يستطيع الموت الآخر إليه سبيلاً " (40).. قال أحد الفرنسيسكانيين : "إنّ نشيد الخلائق هو عهد القديس فرنسيس, هو إشادته بالحياة على عتبة الموت, ومعانقته البشر في ساعة الفراق والرحيل, والغناء وسط التلوي من الألم" |
||||
27 - 09 - 2014, 05:08 PM | رقم المشاركة : ( 22 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: القديس فرنسيس.. حياة كالصلاة
النهاية
اقتربت ساعة دعوة الرب لفرنسيس ... فاستقبل الموت منشداً ... وقبل ذلك استغفر الجميع وباركهم ... وبارك مدينته العزيزة , وغاص في الصلاة : "أهلا بأخي الموت ... إنّ الرب يدعوني "(41).. كان ذلك مساء الثالث من شهر تشرين الأول 1226 حيث الآفاق الصافية , كأنها على أهبة لقبول أنفاس فرنسيس الأخيرة ! أجل هكذا برحت نفس فرنسيس هذه الدنيا. إنّ فقير أسيزي قد أنشد أصفى أفراح الأرض ورفع شأن ما بها من آلام وتضحية وموت.. إنه بكى طغيان البشر وظلمهم, وعلّمنا أن يحب بعضنا بعضاً, زهد في نفسه زهد الأبطال. رُسم قديساً في 16 حزيران 1228 أي بعد وفاته بأقل من سنتين . وصفه أحد الباباوات بأنه : "نسخة أمينة عن المسيح" (43) وأخيرًا: إن فرنسيس، الذي كانت حياته بأكملها صلاة متصلة وحوارا مع الله لا ينقطع، والذي انتدب لإصلاح الكنيسة المتصدعة, كان علمانياً, وظل علمانياً حتى قبيل وفاته حين سيم شماسا إنجيليا فحسب, كي يستطيع أن يتلو في الكنائس الإنجيل الذي كان به ولها . وإن في علمانيته مغزى عميق الدلالة, بعيد المرمى, إذ أثبت أن العيش في حضور الله ليس وقفا على النساك و المكرسين, بل هو شأن كل من رام أن يتجاوز ذاته, ويتجاوز الحياة الدنيوية الزائلة إلى حيث اللانهاية والخلود, كما أثبت أنّ الكنيسة الحقة هي جماعة المؤمنين كل المؤمنين الذين يعيشون الإنجيل بصدق. وأختم بالتحية التي كان فرنسيس وجماعته يحيون بها بعضهم البعض وكل من يلتقون بهم في الطريق وهي التحية الشرقية القديمة "سلام الله عليكم".. __________________ |
||||
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
حياة القديس فرنسيس الأسيزي |
حياة القديس فرنسيس الأسيزي |
قصة حياة وصلوات القديس فرنسيس الأسيزي |
قصة حياة وصلوات القديس فرنسيس الأسيزي |
حياة القديس فرنسيس الأسيزى |