دراسة بيانات أبي صالح والنابلسي عن أديرة الفيوم
إن البيانين المشتركين لأبي صالح والنابلسي يقدمان لنا 15 ديرًا مختلفًا.
و يمكن أن نضيف إلي هذه الأديرة الدير المشار غليه في المستند رقم 3 أي دير "شالا" الذي لم يذكره أبو صالح، ولكن النابلسي ذكره ضمن بيان الأماكن الخربة والمهجورة - ولهذا فإنه من المحتمل أن يكون قد خرب قبل زمن أبي صالح.
وفي مجال النفوذ والسلطة الكنسية فإن الفيوم قد قدمت خلال هذه المدة شخصية بارزة هي شخصية بطرس أسقف البهنسا الذي ذكره أبو صالح أربع مرات علي أنه اشترك في تكريس الكنائس والأديرة في فسطاط مصر وبالقرب منها.
وكان أول ظهوره في سنة 1183 م. حين ذكر أنه احتفل بافتتاح دير كان خاصًا بالنسطوريين قبل ذلك ولكنه تحول غلي الجانب الأخر حيث أنه لم يتبق هناك من النسطوريين في مصر سوي واحد أو اثنين (أبو صالح)..
ولاضطهاد المماليك وانتشار وباء الموت الأسود سنة 1348 م. والمجاعة في سنة 1374 م. فقد شهد القرن الرابع عشر قلة المخزون بالأديرة المصرية جميعها ومنها أديرة وادي النطرون.
ويبدو أن أديرة وادي النطرون صمدت في الاضطهادات في أوائل القرن الرابع عشر أيام بطريركية يوحنا الثامن (1300-1320 م.)، ويوحنا التاسع (1320-1327 م.)..
وليس هناك ما يدعو للاعتقاد بأن كنائس وأديرة الفيوم نجت من الاضطهاد العنيف في سنة 1321 م. الذي كان من نتائجه تخريب عدد كبير من الأديرة والكنائس في جميع أنحاء مصر، وكذلك في أيام البابا مرقس الرابع البطريرك الرابع والثمانين..
ذكر "فانسليب" اثنين من الأديرة هما دير أبو لقلح الواقع في الصحراء شمال بحيرة قارون ودير العزب في منتصف الطريق بين مدينة الفيوم ونقلون.
و الدير الأخير مدفون في كنيسته جسد القديس العظيم أنبا ابرآم أسقف الفيوم (تنيح في 10/9/1914 م.).
"طوباك أيها البار أنبا ابرآم، وطوبي لمن يذكر اسمك في وقت الشدة والضيق، فإن طلباتك مقبولة أمام الرب يسوع.
ويذكر "كلارك" كنيسة للعذراء في دير العزب.
ويبدي "بوكوكي" ملاحظاته عن حالة الأديرة المهجورة بوجه عام فيقول أنه كان يسكنها قس أو اثنان من الكهنة المتزوجين ولكنه لم يذكر شيئًا عن الأديرة المعروفة حتى دير نقلون أو قلمون، ومع ذلك فهو يذكر ديرين في الإقليم الشمالي الغربي للفيوم،الأول يسمس "دير تحرك المياه" ويقع شمالي بحيرة قارون وقد بدا له المبني كأنه من البقايا الأثرية التي حولت إلي دير.
ويقول Nabia Abbot (17 لندن 1743 وصف الشرق).
من الصعب أن نقرر أن هذا الدير ودير أبي لقاح هما اسمان لدير واحد أو لديرين مختلفين، والدير الثاني ذكره بوكوكي وهو دير خرب مبني من اللبن علي بعد غلوتين أو ثلاث جنوبي قصر قارون علي بعد ستة أميال.
وجاء في الوصف ذكر دير آخر خرب هو دير زكاوه جنوبي شرقي مدينة الغرق.
وأخيرًا يضيف "فليندرز بتري" ديرا آخر إلي بيان الأديرة وهو دير "الحمام" علي بعد ثلاثة أميال شمال اللاهون - ويقول إن الدير قد أعيد بناؤه منذ عدة قرون ولكن هناك آثار لدير آخر.
ويذكر "جوهان جورج" ضمن الثلاثة الأديرة الصغيرة بالفيوم أيضًا (دير الحمام) وقد زارها سنة 1927-28- إذ أن الرحلة إلي الحمام قد قام بها في السنة التالية. وكان الدير عندئذ خربًا تمامًا.. وكان هيكل الدير مغلقًا.
ولكن روايته -مثل رواية بتري- تدل علي قدم الدير لأنه يذكر نقوشًا لأحد الأبواب تاريخها حوالي سنة 500م، كما يذكر نقوشًا من القرن السادس، ويذكر أن الكنيسة بنيت من نحو ألف سنة.
وكتب المتنيح القمص عبد المسيح المسعودي في كتابه تحفة السائلين ص 158.
"دير العذراء مريم ويعرف بدير "الحمام" (لابد أن هناك أسبابًا لتسمية هذا الدير دير الحمام خصوصًا وأن العذراء تسمي الحمامة الحسنة) بجهة جبل ناحية اللاهون وذكر في سجل الكنائس في كرسي الفيوم".
هذا وان الثلاثة أديرة التي ذكرها جوهان جورج: العزب والملاك (نقلون) والحمام، قال عنها أنها أديرة بدون رهبان ولكن كنائسها لا تزال قائمة.
كما أن "كلارك" يقرر أن هناك كنيستين فقط من الثلاثة كنائس: غبريال في نقلون، وكنيسة العذراء في العزب، وهما اللتان ذكرا في البيان الذي أعطاه له البطريرك كيرلس الخامس (1874-1927 م.).