![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
رقم المشاركة : ( 21 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() 6- الله هو الذي منح الحياة للبشر والحيوانات، وهو الوحيد الذي له حق إستردادها متى شاء، وقد شاءت حكمته أن يكشف عن بشاعة الخطية بتكثيف لحظات الموت من خلال الكوارث أو الحروب لكيما يتعظ الإنسان ويتوب عن شره. حكم على أريحا بالدمار الشامل لكيما تكون عبرة لكل مدينة عاصية، وأيضًا حدث هذا مع بابل التي صارت عبرة لكل مدينة شريرة، ومن جانب آخر جعل نينوى عبرة لكل مدينة تائبة. وأيضًا أمر الله بإبادة الحيوانات وحرق الممتلكات لأنها أرتبطت بالخطية والشر، وقصد الله أن يوضح للإنسان أن نتائج الشر لا تتوقف عند الإنسان الشرير فقط، بل تنسحب على الكائنات الحيَّة التي تعيش معه، بل تؤثر على البيئة، فالأرض تضج من شر الإنسان، وتلفظه من على ظهرها.. تأمل في وضع آدم في الفردوس قبل الخطية ووضعه على الأرض بعد المعصية، فالحيوانات التي كانت تخضع له صارت تود إلتهامه، والطبيعة ثارت عليه من خلال العواصف والبراكين والزلازل والرياح، والأرض صارت تنبت له شوكًا وحسكًا.. إلخ. ويقول " القس أمونيوس ميخائيل": "الله لم يكن ظالمًا في معاقبة هذه الشعوب المعاندة، لأنه منحها الفرصة للتوبة مئات السنين ولم تتب.. كما أن وجودهم كان يشكل خطرًا روحيًا واجتماعيًا على العالم كله. هذه إلى جانب أنهم كانوا في موقف عداء مع الله ذاته {للرب حرب مع عماليق} (خر 17: 16) والله يختار الوسيلة التي ينفذ بها أحكامه: 1- إما ينفذها بنفسه كما حدث في الطوفان، وسدوم وعمورة. 2- أو يستخدم الطبيعة (الزلازل والأوبئة والمجاعات). 3- أو يستخدم الناس (بأن يقتل بعضهم بعضًا في الحروب). 4- أن يكون العقاب جزئيًا أو مؤقتًا (بالسبي أو الضربات). |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 22 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ولا ننسى أن الله عاقب شعبه عندما تمرد عليه بالوباء (عد 16: 47) وبإشعال النار في محلتهم (عد 11: 3) وبالحيات (عد 21: 6) وحتى المؤمنين والقديسين يعاقبهم عندما يخطئون، فضرب مريم أخت موسى بالبرص (عد 12: 19) وأمات أبيهو وأبيناداب ابني هارون (لا 10: 2) وحرم موسى وهرون من دخول أرض الموعد (عد 20: 12)"(30). 7- الله هو المالك وضابط الكون يسيّره حسبما تشاء حكمته، ولم يكن بنو إسرائيل وحدهم الذين ميَّزهم بامتلاك أرض كنعان، فقد سبق وأعطى العمونيين والموآبيين الأرض التي ورثوها، وحذر موسى من أخذ هذه الأرض منهم قائلًا " لأني لبني لوط قد أعطيت عار ميراثًا" (تث 2: 9).. " لأني لبني لوط قد أعطيتها ميراثًا" (تث 2: 18، 19) والله هو الذي يُقيم الممالك وينهيها (دا ص 2، 8)، فقد قامت من قبل أمبراطوريات عظيمة وأنتهت مثل الأمبراطورية البابلية الأولى والأشورية والبابلية الثانية والفارسية واليونانية والرومانية.. لينظر الناقد إلى نبؤة أشعياء النبي عن مملكة بابل (الثانية) والشر الذي سيأتي عليها من قِبل إمبراطورية مادي وفارس، ويصف أشعياء بأن هذا اليوم الذي يُجرَى فيه العدل الإلهي بسبب شرور بابل العظيمة هو " يوم الرب " فيقول لأهل بابل " ولولوا لأن يوم الرب قريب كخراب من القادر على كل شيء.. هوذا يوم الرب قادم قاسيًا بسخط وحمو غضب ليجعل الأرض خرابًا ويبيد منها خطاتها.. أزلزل السموات وتتزعزع الأرض من مكانها في سخط رب الجنود وفي يوم حمو غضبه. ويكونون كظبي طريد وكغنم بلا من يجمعها.. كل من وُجِد يُطعن.. وتُحطَّم أطفالهم أمام عيونهم وتنهب بيوتهم وتُفضح نساؤهم. هآنذا أهيج عليهم الماديين.. فتُحطّم القسيُّ الفتيان ولا يرحمون ثمرة البطن. لا تشفق عيونهم على الأولاد. وتصير بابل بهاء الممالك وزينة الكلدانيين كتقليب الله سدوم وعمورة. لا تُعمَر إلى الأبد ولا تُسكَن إلى دور فدور.." (أش 13). |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 23 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() 8- لا يمكن إتهام الله بالمحاباة والعنصرية، فقد قضت الشريعة بقتل الزاني والزانية، وقتل الله الذين زنوا مع بنات موآب بالوباء وكان عددهم أربعة وعشرين ألفًا، وهذا فعله الله مع الأمم بالتمام والكمال، فالله القدوس من رابع المستحيلات أن يقبل الشر، فقد حكم على الملائكة ذو الجمال والبهاء لأنهم سقطوا في الكبرياء، وقد حكم الله على آدم وهو الذي جبله على صورته ومثاله، لأنه لم يحفظ الوصية، فالله ليس لديه محاباة ولا تغيير ولا ظل دوران. أليست النيران التي ألتهمت أريحا وعاي وحاصور هي ذات النيران التي أكلت عخان بن كرمى وأولاده ومواشيه وجسم الجريمة من ذهب وفضة وثوب شنعاري؟! أليست هي ذات النار التي ألتهمت مدينة جبعة التابعة لسبط بنيامين بكل من فيها وكل ما فيها؟! أليست هي ذات النار التي قتلت ابني رئيس الكهنة هارون؟! أليست هي ذات النيران التي أكلت رجال قورح المائتين والخمسين؟! أليست هي ذات النار التي أكلت أورشليم بيد نبوخذ نصر؟! أليست هي ذات النار التي أحرقت الهيكل مفخرة اليهود سنة 70م؟! أليست هي ذات النار التي مازالت تحرق وتدمر الخطاة؟! أليست هي ذات الجحيم الذي سيحتفظ بالأشرار في أحضانه؟! أليست هي جهنم النار الأبدية وبحيرة النار والكبريت المعدة لأبليس وملائكته؟! فعلآم الإعتراض على العدل الإلهي؟! |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 24 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() 9- قضية ذبح الأطفال الأبرياء هي قضية حساسة، ومع هذا فإننا نقول أن هؤلاء الأطفال ربما كانت نهايتهم الحرق بتقديمهم ذبائح بشرية للآلهة الوثنية، وإن نجوا من هذا وكبروا واستشروا في الشر مثل آبائهم فستكون نهايتهم العذاب الأبدي في جهنم النار، ولهذا فإن إنهاء حياتهم في مرحلة الطفولة رغم صعوبته جدًا فإنه ينقذهم من هذا وذاك، فهم كأطفال إرادتهم قاصرة لا يُعاقبون بالنار الأبدية ولا يتنعمون بنور الملكوت، فهم لا يُعذبون ولا يكافئون، وهذه الحالة بلا شك هي أفضل من الإحتمالين السابق طرحهما(31). 10- سادت شريعة الحرب لوقت محدد، وبهدف إقرار العدل الإلهي وامتلاك بني إسرائيل الأرض. ولا ننسى أن ملوك كنعان هم الذين أخذوا المبادرة بالقتال " ولما سمع جميع الملوك الذين في عبر الأردن في الجبل وفي السهل وفي كل ساحل البحر الكبير إلى جهة لبنان الحثيون والأموريون والكنعانيون والفرزّيون والحوّيون واليبوسيون. أجتمعوا معًا لمحاربة يشوع وإسرائيل بصوت واحد" (يش 9: 1، 2).. " فخرجوا هم وكل جيوشهم معهم شعبًا غفيرًا كالرمل على شاطئ البحر.. بخيل ومركبات كثيرة جدًا" (يش 11: 4) (راجع أيضًا عد 21: 21 - 35، يش 10: 1 - 6، 24: 11). |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 25 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() لقد ضخم النُقَّاد من حروب يشوع وكأنها الكارثة الأولى والأعظم في تاريخ البشرية، والأمر بلا شك ليس كذلك، فالأرض التي دارت في ساحتها المعارك غرب الأردن مساحتها 80 × 240 كم (ربما مثل دلتا النيل) والمدة التي أستغرقتها هذه الحروب هي السبع سنين الأولى لقيادة يشوع، والأسلحة التي أُستخدمت هي أسلحة بدائية، والملوك الواحد والثلاثون الذين تعرضوا ليشوع لم يكونوا ملوكًا لدول، إنما كانوا أمراء لمدن أُطلق عليهم لقب ملوك، وكل ما حدث يتضائل جدًا بجوار أحداث الحرب العالمية الثانية التي خلَّفت وراءها 60 مليون قتيل والتي دارت رحاها في عدة قارات، وأستخدمت فيها أسلحة حديثة وخُتمت باستخدام الأسلحة النووية، وأيضًا حروب يشوع لا تُقاس بزلزال شرق آسيا الذي ضرب ثمانية دول في الأحد الأخير من عام 2004م بقوة 9 ريختر وهو ما يساوي قوة مليون قنبلة ذرية، وما تبعه من موجات المد العاتية (تسونامي). فقد تحركت بعض الجزر عن موقعها نحو ثلاثين كيلومترًا، وأختفت قرى ومدن من الوجود، والسفن العملاقة من عابرات المحيط صارت مثل علب الكبريت فطوحت بها الرياح على اليابس، ووصلت سرعة الأمواج الطاغية إلى مئات الكيلومترات في الساعة، وبارتفاع نحو أربعين مترًا، حتى أن الخيال السينمائي يتضاءل أمام هول هذه الكارثة التي أرتجت لها الأرض وأثرت على دورانها حول محورها، وكأن هذه الكارثة هي (بروفا) للمجئ الثاني.. إذًا حروب يشوع ليست قمة المآسي البشرية، ولكن عدو الخير يوظفها جيدًا بهدف كراهية الله. |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 26 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() 11- لم يكن الهدف من حروب يشوع هو قتل كل إنسان غير يهودي، ولذلك جاء الحكم خاص بشعوب كنعان فقط، وحتى لا يكونوا مصدر عدوى لشعب الله، فالجسد المسرطن يحتاج إلى تدخل جراحي عميق، ولذلك أوصاهم الله " هكذا تفعلون بهم تهدمون مذابحهم وتكسرون أنصابهم وتقطعون سواريهم وتحرقون تماثيلهم بالنار. لأنك أنت شعب مقدَّس للرب إلهك. إياك قد إختار الرب إلهك لتكون له شعبًا أخصَّ من جميع الشعوب الذين على وجه الأرض" (تث 7: 5، 6) ويقول " المطران يوسف الدبس": "وقد أباحهم الله هذا القتل والتدمير ليشتد رعبهم على سكان الأرض التي جعلها لهم ميراثًا فيتيسر لهم امتلاكها عنوة كما فعلوا. وقد أشار الكتاب إلى ذلك بقوله (يش 6: 27) {وكان الرب مع يشوع وذاع خبره في كل الأرض} ففر كثير من الكنعانيين من وجه بأسه"(32). والأمر العجيب أنه بعد أن صدر الأمر الإلهي بالقضاء على شعوب كنعان، وضرب يشوع ضربته الأولى والمؤثرة، والتي كان يجب أن يتبعها امتلاك الأسباط للأرض، كلٍ فيما يخصه، فإن الأسباط تقاعست وتركت هذه الشعوب، وتخالطت معها، وعبدت آلهتها، ولذلك قال لهم الرب " فأنا أيضًا لا أعود أطرد إنسانًا من أمامهم من الأمم الذين تركهم يشوع عند موته.. فترك الرب أولئك الأمم ولم يطردهم سريعًا ولم يدفعهم بيد يشوع" (قض 2: 21، 23).. " فسكن بنو إسرائيل في وسط الكنعانيين والحثيين والأموريين والفرزييين والحويين واليبوسيين. وأتخذوا بناتهم لأنفسهم نساءً وأعطوا بناتهم لبنيهم وعبدوا آلهتهم" (قض 3: 5، 6) فواضح أن الحكم بالقضاء على هذه الشعوب لم يتحقق إلاَّ جزئيًا، ومن قُتل من هذه الشعوب هو نسبة بسيطة من إجمالي السكان. |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 27 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ويجب الإشارة إلى أن حروب يشوع كانت أشبه بقانون إستثنائي0 أما القانون السائد في العهد القديم كله فهو قانون السلام ونبذ الحروب، فالله إله رؤوف " الرب رحيم ورؤوف طويل الروح وكثير الرحمة.. كما يترأف الأب على البنين يترأف الرب على خائفيه" (مز 103: 8، 13). ولذلك جاءت الوصية واضحة وصريحة " لا تقتل" (خر 20: 13) وأوصى شعبه " لا تكره أدوميًا لأنه أخوك. لا تكره مصريًا لأنك كنت نزيلًا في أرضه" (تث 23: 7) و" لا تضطهد الغريب ولا تضايقه. لأنكم كنتم غرباء في أرض مصر" (خر 22: 21).. " ولا تضايق الغريب فأنكم عارفون نفس الغريب. لأنكم كنتم غرباء في أرض مصر" (خر 23: 9).. " وإذا نزل عندك غريب في أرضكم فلا تظلموه. كالوطني منكم يكون لكم الغريب النازل عندكم. وتحبه كنفسك" (لا 19: 33، 34) و" إذا صادفت ثور عدوك أو حماره شاردًا ترده إليه" (خر 23: 4) و" إن جاع عدوك فاطعمه خبزًا وإن عطش فاسقه ماء. فأنك تجمع جمرًا على رأسه والرب يجازيك" (أم 25: 21، 22) وقد سبق وناقشنا هذا الموضوع بالتفصيل(33). |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 28 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() 12- ليس من المنطق أن نحكم على أحداث حدثت منذ 35 قرنًا أي منذ أكثر من ثلاثة آلاف عام بمقاييس اليوم ومبادئ حقوق الإنسان، فما كان سائدًا حينذاك هو الغزو والنهب وتقسيم الغنائم، ومصادرة الحق في الحياة عند إستشعار الخطر، فهكذا فعل فرعون عندما أصدر قراره بقتل كل أطفال العبرانيين من الذكور، بل أن بني إسرائيل فيما بينهم في عصر القضاه وما بعده طالما نشبت بينهم الحروب وراح ضحيتها عشرات الألوف (قض 12: 6، قض 20). وجاء في كتاب " غوامض العهد القديم": "يكفي أن نلاحظ بأن قتل كل الرجال بل وكل السكان القاطنين في مدينة مغلوبة كانت عادة عامة في الحرب في العصور الأولى. مثال ذلك أنه وُجِد على الحجر الموآبي الأثري القديم كلام للملك حيث يقول {حاربت مدينة " عتاروث " من سبط جاد وأخذتها وذبحت كل الرجال إكرامًا للإله كموش إله موآب. وأخذت مدين " نبو " من إسرائيل وذبحت كل سكانها حتى رؤساء القبائل والنساء والأطفال لأن كموش لعنها}"(34). ويكفي أن نسجل هنا ما فعله الهكسوس بالبلاد المصرية، وقد وصف أحد شهود العيان ما حلَّ ببلادنا المصرية جراء هذا الغزو من حرق المدن، وهدم المعابد، والمذابح الجماعية، وبيع البشر كالسوام في أسواق العبودية، فقال " ولسبب ما لا أعرف عنه شيئًا، حلَّت بنا صاعقة إلهيَّة، فعلى حين غرة زحف غزاة من جهة الشرق ينحدرون من أصول عرقية يكتنفها الغموض، وكلهم ثقة في إحراز النصر ضد بلادنا. واستطاعوا اعتمادا على أعمال أقصى درجات الجبروت، التفوق بسهولة كبيرة على حكام البلاد، فاضرموا النيران دون رحمة في مدننا، وسهدموا معابد الآلهة، وعاملوا كافة الأهالي، أبناء مصر، بعدوانية وقسوة، حيث ساقوا بعضهم إلى المذابح، وقادوا زوجات وأطفال البعض إلى أسواق العبودية، وفي نهاية المطاف نصَّبوا أحد عناصرهم في منصب ملك مصر باسم " ساليتيس " Salitis وقد أتخذ هذا الملك الأجنبي مقر عرشه في " منف " حيث شرع في جباية الجزية من الوجهين القبلي والبحري، وفي إقامة الحاميات العسكرية وراءه حيثما حلَّ.. وقد أسَّس.. " أباريس" (= أورايس) Avaris ونصب هناك حامية قوامها أكثر من 240 ألف جندي مدججين بالسلاح كي يحموا حدوده"(35). |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 29 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() وعندما أراد فرعون مصر أن يقدم هدية لسليمان الملك الحكيم " صعد فرعون ملك مصر وأخذ جازر وأحرقها بالنار وقتل الكنعانيين الساكنين في المدينة وأعطاها مهرًا لإبنته امرأة سليمان" (1 مل 9: 16). وكان نفس الأسلوب متبعًا بين أسباط بني إسرائيل: أ - ماذا فعل جدعون بأهل سكوت الذين رفضوا أن يسعفونه بالطعام وهو يطارد ملكي مديان..؟! " أخذ شيوخ المدينة وأشواك البرية والنوارج وعلَّم بها أهل سكوت" (قض 8: 16) أي أنه خلطهم بالأشواك ودرسهم بالنوارج.. هل هناك ميتة أصعب من هذه؟!! ب - ماذا فعل أبيمالك بن جدعون بأخوته السبعين ..؟! " جاء إلى بيت أبيه في عفرة وقتل أخوته بني يربعل سبعين رجلًا على حجر واحد" (قض 9: 5).. فمن رأى مذبحة مثل هذه راح ضحيتها سبعون أخًا بيد شقيقهم؟!! جـ- ماذا فعل أبيمالك بأخواله في شكيم ..؟! " أخذ المدينة وقتل الشعب الذي بها وهدم المدينة وزرعها ملحًا" (قض 9: 45).. فمن رأى أضرارًا بالأرض الصماء مثل هذا الضرر؟!! د - ماذا فعل أبيمالك ببرج شكيم الذي إحتمى فيه ألف رجل وامرأة..؟! " أخذ أبيمالك الفؤوس بيده وقطع غصن شجر ورفعه ووضعه على كتفه وقال للشعب الذي معه مارأيتموني أفعله فاسرعوا أفعلوا مثلي.. وأحرقوا عليهم الصرح بالنار. فمات جميع أهل برج شكيم نحو ألف رجل وامرأة" (قض 9: 48، 49) وجميعهم مثل من سبقهم من بني إسرائيل. هـ- ماذا فعل يفتاح بسبط أفرايم الذي عاتبه بشدة لأنه لم يأخذهم لحرب بني عمون..؟! لم يصرف غضبهم كما صرف غضبهم من قبل جدعون بتواضعه، إنما ذبح منهم 42 ألفًا، فكل من كان يقول " سِبُّولت " بدلًا من " شِبُّولت " كانوا يذبحونه على مخاوض الأردن، حتى فاض النهر دمًا.. فمن رأى وحشية مثل هذه؟! و - ماذا حدث لسبط بنيامين الذي دافع عن أهل جبعة الذين أغتصبوا سرية اللاوي..؟! نشبت الحرب بينهم وبين بقية الأسباط، فقتلوا من الأسباط في يومين أربعين ألفًا، وفي اليوم الثالث أبادت الأسباط السبط بالكامل 25 ألفًا، لم يتبقى من السبط رجال ونساء وأطفال وشيوخ غير ستمائة رجلًا " حتى البهائم حتى كل ما وُجِد وأيضًا جميع المدن الذي وُجِدت أحرقوها بالنار" (قض 20: 28). |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 30 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() لقد كان قلب الإنسان غليظًا يعيش بروح العبودية فكان يلزمه التأديب الصارم، أما نحن الآن في عصر النعمة، وقد إستنار ذهن الإنسان بمعرفة الروح القدس، وأيقن أن نهاية الشر هي الهلاك والدمار والموت الأبدي، ولك يا صديقي أن تتأمل وتقارن بين نزول الله على جبل سيناء في العهد القديم وكيف كان الجبل يدخن ويضطرم بالنار وصوت بوق شديد.. إلخ وبين تجسد الله كطفل وديع بسيط في مزود في العهد الجديد. ويقول " زينون كوسيدوفسكي " الذي طالما إنتقد الكتاب المقدَّس " يجب أن نتنبه هنا إلى أنه لا يمكن تقديم الحوادث التوراتية من منطلق المفاهيم الأخلاقية الحالية، فالحقبة التي يدور الحديث عنها كانت حقبة بربرية، والعادة الحربية التي أنتشرت آنذاك سمحت بقتل الأسرى وسكان القلاع المحتلة وتشويه أو قتل الملوك، وبأتباع أساليب المكر والخداع والخيانة. من هذا المنطق كان الإسرائيليون أبناء بررة أوفياء لحقبتهم الزمنية، ولم يختلفوا عن بقية شعوب العالم القديم، فقد عرف الحروب الشاملة كل من البابليين والمصريين والأشوريين والأغريق كما يتضح من هوميروس"(36). |
||||
![]() |
![]() |
|