|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
03 - 07 - 2014, 02:36 PM | رقم المشاركة : ( 21 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب الإدمان: أسبابه وآثاره + الوقاية والعلاج: الدرهم المفقود.. من يجده؟
الإدمان والمشاكل يقول أحد الطلبة المدمنين "دايمًا أعمل مشاكل في المدرسة، ولو ماشربتش مااعرفش أتكلم لازم أضبط دماغي.. وباعمل خناقات مع الطلبة والمدرسين على أتفه الأسباب، يعني اتلكك.."(54) ويقول آخر "التعاطي يخلي الواحد يتخانق مع طوب الأرض.. يتلكك للناس ويعيش في دور فريد شوقي"(55) ويقول ثالث "واحنا مبرشمين نعمل أي حاجة، مش بنخاف "(56) ويقول رابع "الشرب بيأثر على العلاقة بأي حد سواء أفراد الأسرة أو الأصدقاء.. لأن لما الواحد بيشرب بيتخانق مع طوب الأرض"(57) الإدمان والموت: كثيرًا ما تحدث الوفاة نتيجة جشع تجار المخدرات الذين يغشون المخدرات بمواد أخرى مثل الأسبرين والسكر وغيرهما، فالغش سمة أساسية لتاجر المخدرات الذي يظل يغش بضاعته ليحقق ربحًا أكبر إلى الحد الذي بعده لا يملك أن يغش وإلاّ بارت بضاعته، وفي غشه هذا يزهق أرواح الكثيرين.. أيضًا تحدث الوفاة لأن المدمن لا يعرف الجرعة التي يُحقن بها ومدى تركيز المادة الفعالة فيها، فيشعر الإنسان في البداية بالكسل والنعاس وثقل اللسان، ويفقد وعيه شيئًا فشيئًا، ويشعر بالترنح وشبه الغيبوبة. ثم الغيبوبة الكاملة التي يصاحبها انخفاض في ضغط الدم وهبوط مركز التنفس والدورة الدموية ثم الموت السريع،وقد تحدث الوفاة نتيجة تناول أكثر من مثبط، وحكى لي أحد الأطباء قصة شاب كان يعمل أسطرجي موبليات في المحل الذي يمتلكه أبوه، وفي فترة الصيف كان يعمل غطاسًا في أحد البلاجات، وكان على تعبير الطبيب أنه ابن بلد وشهم، وقوي البنية.. بدأ التدخين في سن الثانية عشر. ثم أدوية الكحة مع أحد جيرانه وهو في الثالثة عشر، ثم دخل إلى الأدوية المنومة والحشيش وأبو صليبه مع أصدقائه وكان لكل منهم اسمه الحركي، فمنهم الجرنش والكأس والتوتو وفرعون والقاضي وشرارة والغريب.. وكانت له انحرافاته الجنسية حتى أنه تعرف على سيدة من المصطافات كانت مع زوجها وأولادها، وعندما تأتي للبلاج تتعلل بأنها تعاني من الصداع فتعود إلى الشقة ويذهب إليها هذا الغطاس.. بدأ رحلة العلاج وانقطع عن الإدمان نحو ستة أشهر، ولكنه كان يتعاطى الحشيش أحيانًا مع التدخين بكثرة ثم انقطع عن العلاج ورغم كثرة الاتصالات به لم يحضر لإستكمال العلاج، وفي ذات يوم كان قد تناول المواد المخدرة التي تثبط الجهاز العصبي وظن أنه يستطيع أن يمارس نشاطه بصورة طبيعية.. وكم كانت المفاجأة إذ نزل إلى البحر وتعرض للغرق والموت وهو الذي طالما أنقذ آخرين من الموت غرقًا. ونختتم هذه النقطة الخاصة بتأثير الإدمان على المدمن باعترافات مدمن حيث يقول "عمري 19عامًا.. اسمي " إنسان " محطم.. ضائع.. فرغم صغر سني واجهت اليأس بسبب المخدرات.. حكايتي طويلة مع الإدمان. ولكنني أردت أن أعرض تجربتي لكل إنسان.. كبير وصغير.. رجل وامرأة.. لتصبح عبرة قبل السقوط في الهاوية.. كنت أعيش في أسرة مترابطة.. لم يبخل والدي عليَّ بأي شيء كنت أطلبه.. بدأ عالمي يتسع خاصة في المرحلة الثانوية.. وأخذت أشعر بشبابي وقدراتي وحماسي لكل جديد.. وللآسف في هذه الفترة كنت أخشى أن أشارك والديّ واخوتي ما أشعر به من مشاكل عاطفية ومشاكل الدراسة وعلاقاتي مع أصدقائي. ارتبطت بزميل لي وكنت أصارحه بكل شيء.. وكان يبادلني ما يشعر به بالمثل.. للآسف لم نكن نجد إجابة شافية لما يساورنا من تساؤلات في الحب وعلاقتنا مع الجنس الآخر، والمستقبل.. تعودنا أن ندخن السجائر في الخفية.. ومن هنا بدأنا سلم الانزلاق لإدمان الحشيش.. إلى أن تدهورت الأمور إلى ما هو أصعب من ذلك. تعلمت المكيفات من دعوة.. جذبتنا الشلة.. ومن ثم سهرة مجنونة وتغير جذري في حياتي.. كانت هذه هي المرة الأولى التي أواجه فيها المخدر.. وكانت كافية لتجعلني أتمادى أنا وصديقي في هذا المشوار الخطير.. أصبحنا نتفنن لتضليل أهلنا.. شخصيًا تأخرت في الدراسة.. أصبحت مضطربًا.. قلقًا.. أخذت علاقاتي مع الآخرين تتضاءل.. وأي موقف بسيط يثيرني.. كنت أشعر بانفعالات غير متزنة.. واضطرابات في طريقة تفكيري.. واضطرابات في جسمي مثل الغثيان.. والإمساك.. أو الإسهال.. حاجتي إلى المخدر دفعتني إلى الانحراف.. سرقت من منزلنا.. وحتى من أقرب أصدقائي.. عشت هذه المأساة لمدة 4 سنوات.. إلى أن قابلت شخصًا يعمل في مؤسسة متخصصة لمتابعة حالات المدمنين مثلي.. اكتشف مشكلتي.. تقرب إليَّ.. كان صبورًا واسع الصدر.. فقد كذبت عليه مرارًا.. وسخرت منه ليتركني لإدماني. كانت لي رغبة قوية للانقطاع عن هذا السم القاتل.. وثقت في هذا الشخص.. اتخذت القرار بنفسي.. علمت منه أن هناك أملًا.. نجحت.. اقتنعت أن العلاج بيدي. حياتي أخذت في التغيير.. اكتشفت أفاقًا كثيرة.. وُلِدتُ مرة ثانية من جديد.. لقد عاد الهدوء إلى أسرتي عدت إلى دراستي وكلي أمل أن أنقذ كل شاب وشابة من هذا الوهم الكاذب إلا وهو "الإدمان"(58) |
||||
03 - 07 - 2014, 02:37 PM | رقم المشاركة : ( 22 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب الإدمان: أسبابه وآثاره + الوقاية والعلاج: الدرهم المفقود.. من يجده؟
أثر المخدرات والإدمان على الأسرة لا توجد أسرة تعيسة أكثر من الأسرة التي في بيتها مدمن، فالأسرة التي يعاني أحد أعضائها من أي مرض عضوي حتى لو كان فشل كلوي أو سرطان، فإنها تعيش في أمان عن الأسرة التي بها عضو مدمن، وتتفاوت الأخطار إذ كان المدمن أعزبًا أو متزوجًا أو متزوجًا ويعول، وإذا كان المدمن له علاقات اجتماعية كبيرة أو لا، وإذا كان في موقع مسئولية كبيرة أو لا. ويبتز المدمن دخل الأسرة ولو على حساب قوتها الأساسي، ولا يكف عن الكذب والخداع والاحتيال والسرقة، فيفقد الأسرة اتزانها، وتهتز ميزانية الأسرة.. ويفقد المدمن الاتصال بينه وبين أسرته، فلا يهتم بهموم الأسرة، ولا يفرح لأفراحها،لا يلتفت إلى مشاكلها، ولا يحزن بأحزانها.. المدمن يفقد دوره من تحمل المسئولية الواقعة على عاتقه.. إنه يحتاج إلى بديل يحمل عنه المسئولية. بل ويحمل مسئوليته هو شخصيًا.. يقول أحد الآباء المدمنين الذي يحمل مسئولية أسرته " أنا كنت اسيبهم في البيت من غير أكل ولا شرب، وأروح اشتري برشام، وكنت لابس ذهب بـ8 آلاف جنيه، وبعته، وشربت به وانصرفوا في أسبوع "(59) المدمن يسير في طريق الانتحار بخطوات واسعة.. كم يكون حزن والديه وأخوته عليه إذ يندبونه يومًا فيومًا حتى يقضى نحبه.. هذا إذا كان المدمن هو الابن أما إذا كان المدمن هو الزوج والأب فحتمًا لن يحطم نفسه بل سيحطم من حوله أيضًا، فهو يقدم القدوة في أسوء صورها، وتهتز معه معايير الأبوة، وتنهار الصورة الحلوة للأبوة أمام الأبناء المساكين. أما الزوجة التي تحتمل فوق طاقتها وتتعرض للأذى المعنوي والبدني من زوجها المدمن الذي يبحث عن المخدر بجنون، وعند تدخل أحد الأقرباء أو الأصدقاء ليهون على الزوجة معاناتها فقد يحدث ارتباط عاطفي بينهما، وتزداد الطينة بله، ويضيع الأبناء بين أب مدمن يدمرهم وأم مطحونة ومشتته وتعيش في صراع ولابد أن تهملهم، وبين هذا وذاك تتحطم سمعة الأسرة الطيبة. ويفقد المدمن ضميره، حتى أنه قد يدفع زوجته للإدمان لتشاركه آلام ومتاعب الإدمان، فيحكي الأستاذ وجيه أبو ذكرى قصة صبي فلسطيني طُرِد مع أبيه من وطنه سنة 1967م وعاش في مخيم اللاجئين تحت سفح أحد جبال العاصمة الأردنية، ومات أبوه فصار وحيدًا، ولكنه صمد وتحدى الظروف القاسية، وتفوق في دراسته وهو يعول نفسه، فيستيقظ فجرًا يبحث عن الزجاجات الفارغة في أكوام النفايات وينظفها ويقوم ببيعها، ووفر له ياسر عرفات مكانًا في طب القاهرة، وحصل على بكالوريوس الطب ، وعمل طبيبًا في مصر، وتزوج ورزق بولد.. بسبب طموحاته الكبيرة سافر إلى الولايات المتحدة للحصول على الدكتوراه.. أما عن كيفية دخوله الإدمان فيقول "وذات يوم أصابني أرق شديد، ولم أنم، وذهبت إلى الجامعة مرهقًا.. شكوت حالتي لصديقي الأمريكي فأعطاني حبوبًا بيضاء مهدئة، وعندما عدت إلى غرفتي تناولت حبيتين.. بعد دقائق شعرت بسعادة وهدوء ونسيت كل شيء. التفكير في زوجتي وابني الرضيع (اللذان في مصر) ورحت في نوم عميق، وفي الصباح قمت من النوم بصعوبة وذهبت إلى الجامعة، وتمكنت من استعادة نشاطي، وعدت إلى الغرفة.. استذكرت دروسي.. حاولت أن أنام فلم أتمكن فأخذت حبيتين، وهكذا حتى انتهت الحبوب، وفي الجامعة سألت صديقي عن اسم هذه الحبوب لأشتريها من الصيدلية فقال لي L.S.D".. فأدرك أنه تناول نوعًا خطيرًا من المخدرات، وقرر الامتناع عنها، ولكنه أُصيب بالأرق ولم يتذوق النوم لعدة أيام، فشكى لزميله الطبيب الأمريكي فحقنه بهذا العقار اللعين بدلًا من الحبوب، وهكذا صار مدمنًا، وعندما عاتب صديقه قال له " ألم تعلم إنني إسرائيلي أحمل الجنسيتين: الأمريكية والإسرائيلية معًا". وفشل هذا الطبيب في الحصول على الدكتوراه، وعاد إلى مصر ليقبل ترابها، ويرتمي في أحضان زوجته ووالدها وأخوتها وهو يبكي. ثم دخل غرفة النوم وأخذ جرعة كبيرة من السائل الذي أحضر منه كمية وافرة، وخرج للصالة، فيقول "بعد دقائق من جلوسي معهم ابتسمت بلا سبب. ثم ضحكت ثم قهقهت.. أشرت إلى والد زوجتي بيدي وأنا في غاية السعادة والمرح وقلت: هذا قرد الأسرة، وطلبت منه أن يقفز على الحائط الذي يتحرك (بحسبما تهياء له) وطلبيت من شقيق زوجتي أن يمسك برأسه الذي طار وعُلِق في السقف (بحسبما تهيأ له).. وعلموا أنه صار مدمنًا، فعقدوا له مجلسًا، وطلبوا منه أن يبدأ مرحلة العلاج أو يطلّق ابنتهم، وعندئذ سيبلغون عنه الشرطة، فأبدى موافقته على الحل الأول، ولكنه خشي أن تتسرب أخباره إلى زملائه، وتصير مثال أحاديث الصحف والمجلات والتليفزيون إذ كيف يدمن وهو طبيب عقار الهلوسة، وفكر في فكرة شيطانية إن يوقع زوجته في الإدمان، فكان يضع لها الهيروين سرًا في الشاي وفي الطعام. بل أنه فكر في وضع قليل منه في غذاء ابنه الطفل الصغير، وعندما شعرت الزوجة يومًا بآلام لا تحتمل في مفاصلها مع صداع شديد قدم لها مسحوقًا أبيض لتستنشقه قال عنه أنه إسبرين، وصدقته زوجته وأخذت جرعة الهيروين، وفي اليوم التالي عندما انتابتها نفس الأعراض عرض عليها نفس المسحوق مذابًا في الماء في سرنجة، فأدركت ما فعله زوجها، وصرخت في وجهه " حولتني إلى مدمنة يا.. " فضحك كثيرًا، وأخذت طفلها ورحلت، وبعد قليل اقتحم رجال الشرطة شقة الطبيب، وقادوه للقضاء الذي حكم عليه بسبعة سنين سجن"(62). وكما أن المدمن يفقد ضميره، فإنه يفقد عقله أيضًا حتى يتصور أن الوهم حقيقة، فيحكي الأستاذ وجيه أبو ذكرى قصة رجل الأعمال الذي أمضى في فنادق العالم أكثر مما أمضى في بيته.. يعمل ويجد ويجمع الثروة من أجل ابنه وزوجته الجميلة، وفي إحدى رحلاته وكان يحلم بالعودة إلى مصر ليصحب أسرته في رحلة حول العالم، وإذ بجرس التليفون يضرب، وشقيقه يطالبه بالحضور الفوري إلى القاهرة.. عاد ليجد الكارثة، وتوجه مع شقيقه إلى المشرحة ليتسلم جثة زوجته المخلصة التي أحبها كثيرًا، وبعد أن انتهت مراسم الجنازة ذهب إلى القسم ليلتقي بابنه الذي جلس يعترف قائلًا " لقد عرفت منذ عامين الهيروين للتسلية والجنس، ولم يعد يسليني بل يصيبني بالاكتئاب، ولم يعد لي أي قابلية للجنس.. كانت مجموعة معي، منهم من ترك عمله ومنهم من ترك جامعته.. وعشنا للهيروين، وقتل فينا الهيروين كل شيء: الطموح والخُلق، ودفعنا جميعًا إلى الجريمة.. سرقنا.. كم سرقت أمي؟ وكم هي اتهمت الشغالة، وكم دفعتني الحاجة إلى اختراع القصص والنوادر، حتى أحصل منها على مال يكفي ما نحتاجه من هيروين. ثم اكتشفت أمي إنني أتعاطى هيروين، وهددتني بأنها سوف تبلغك إذ لم أتوقف، ولم يكن لدي الرغبة في التوقف، إدعيت إني توقفت، ولكن كل تصرفاتي تفضحني.. زادت حاجتي أيضًا للمال والذي بدأت تمنعه عني بقسوة، وطلبت مني أن أدخل إحدى المصحات للعلاج إلاّ أنني رفضتُ، وألحتْ، وكنت وقحًا في رفضي.. حتى كان يوم الجريمة.. كنت في حاجة ماسة إلى المال لأشترى هيروين لي ولأصدقائي، وطلبت منها ألف جنيه، وأخبرتها إنني صدمت سيارة بسيارتي، ولكنها رفضت.. وإذا بالحاجة إلى الهيروين تدفع إلى رأسي فكرة جنونية.. هددتها بأنها إذا لم تدفع لي الألف جنيه فسأخبرك بأنها على علاقة برجل، فصفعتني وبصقت في وجهي.. وإذ بهذه الفكرة الجنونية الكاذبة تتحول إلى شبه واقع أمامي، وأن أمي.. حقًا.. على علاقة برجل آخر غيرك. هكذا صوَّر لي الهيروين الوهم حقيقة.. وتضخمت الأمور أمامي، وتصوَّرت ما يحدث بين عشيق وعشيقته، والعشيقة هنا أمي.. ومرَّ أمام عيني شريط من الوهم وكأنه الواقع.. إذًا هذه المرأة التي هي أمي يجب أن تموت.. وأسرعت إلى المطبخ، وجئت بالسكين، وطلبت الألف جنيه من هذه الخائنة.. فرفضت.. فكانت الجريمة البشعة.. وماتت أشرف امرأة في الوجود". وإذ بالابن يصرخ ويكرر " أنت السبب.. أنت السبب.. أمي أشرف امرأة في الدنيا " وأُصيب الابن باللوثة العقلية، فتم إيداعه بمستشفى الأمراض العقلية قبل محاكمته، وتبرع الرجل بالثروة الضخمة التي جمعها لإدارة مكافحة المخدرات، وظل يعيش في حسرة ما بعدها حسرة. والمدمن إنسان فقد كل إحساس وتساوت أمام عينيه كل الأمور سواء الشرف أو الرذيلة، ويحكي الدكتور عادل صادق قصة فتاة جميلة فيقول "جاءت إلى عيادتي فتاة صغيرة جميلة أنهت تعليمها الجامعي وبدأت حياتها العملية لتساعد أسرتها التي بدأت أحوالها تتدهور في تدهور مباغت طرأ على والدها -رب الأسرة- الذي يشغل مركزًا مرموقًا أتاح لكل أفراد الأسرة العيش في بحبوحة وهناء سنوات طويلة. ولم تفهم الصغيرة في البداية ماذا أصاب والدها الذي صار شاحبًا نحيلًا زاهلًا.. ساخطًا متبرمًا ومنسحبًا مستسلمًا في أحيان أخرى (لماذا؟).. وقيل لها من أمها أن مرضًا غير معروف أصاب أباها، وأن عليها أن تعمل لتساهم في إطعام الأسرة بعد أن أهمل عائلها عمله.. ولأنها كانت صغيرة وجميلة فقد وفقت لعمل في شركة خاصة يدر عليها راتبًا كبيرًا كل شهر استطاع أن يسد كل احتياجات الأسرة الأساسية. ولأنها كانت صغيرة وجميلة فقد تعرضت لمداعبات غير بريئة ونداءات صريحة من أحد أصحاب الشركة.. ولأنها كانت ذكية أيضًا وكانت في احتياج ملح للراتب الكبير فإنها استطاعت بلطف حازم ورقة حازمة أن تصده، ولكنه ظل واقفًا على أعتاب الأمل متشجعًا بلطفها ورقتها، متجاهلًا حزمها وحسمها.. واشتكت لأمها التي طالبتها بالصبر.. وحين فاض بها أخبرت أباها العليل وكأنها تستحثه أن يبرأ من مرضه ويعفيها عن العمل إلاَّ أنه أبدى لا مبالاة وما هو هذا المرض؟!! وزادت أعباءها المالية حين بدأ أبوها -سرًا-.. يطالبها ببعض من مالها المتبقي.. في البداية أعطته -خجلًا- بسخاء وخالطها شعور بالفرح والألم.. الفرح لأنها تسدد دينها لوالدها.. والألم لأن الأيام أضعفت أباها وجعلته يمد يده لابنته.. ودهشت لأنه لم يكن يكف عن مطالبتها بالمال.. راجيًا ألا تخبر أمها بذلك - وكانت في أوقات كثيرة تعجز عن تلبية ما يطلب فكان ينصرف عنها لاعنًا ساخطًا.. ولاحظت الأم التغيرات التي طرأت على العلاقة بين الأب والابنة، أو بالأصح الخلل الذي أصاب هذه العلاقة حين تبادلا المواقع وأصبح الأب يقف أمام الابنة موقف المستجدى المتلهف حين ينصرف أما مسرورًا راضيًا أو زاجرًا مزمجرًا. واضطرت الأم أن تفصح لابنتها عن حقيقة علة أبيها.. أبوكِ مدمن "أفيون" كل مرتبه ونقود أخرى يستدينها تذهب في شراء المخدر بالإضافة إلى النقود التي يبتزها منك.. وأصبحت الابنة تتهرب من أبيها.. وتراوح موقفه منها بين التذلل والتهديد. وفاجأها يومًا في مقر عملها.. وكانت حالته غريبة.. زائغ العينين.. مرتعش الوجه متلعثم اللسان.. يتصبب عرقًا.. وأيضًا يتصبب ألمًا.. ورجاها بتذلل أحرق قلبها أن تعطيه فورًا عشرة جنيهات. وأقسمت له أنها لا تحتفظ معها إلاَّ بجنيه واحد، فانهار وكأن صاعقة هبطت على رأسه.. وفي لحظة إستجمع بعض قواه ربما لأن فكرة جهنيمة عبرت برأسه فقال لها بكلمات تحمل في طياتها كل المعاني المخزية: أدخلي لمديرك وأطلبي منه.. وفهمت الفتاة الذكية المعاني المخزية في كلمات أبيها، وفهم هو أنها فهمت ما يعني فأبتسم ابتسامة زادته خزيًا في نظرها.. فلم تدر بنفسها وهي تنهال على صدره دفعًا بكلتا يديها، وأفاقت حين سقط على الأرض مغشيًا عليه.. ونقله المدير الشهم إلى المستشفى وعرف بقصة إدمانه، وظن أنه امتلك سلاحًا جديدًا للضغط على الصغيرة المتمنعة.. وحطمها الصراع بين أن تستسلم أو تترك عملها معرضة كل أفراد أسرتها للضياع والعار.. ولذا جاءت للعيادة النفسية.. وكانت هذه الحكاية من هذه الصغيرة أبلغ درس في موضوع الإدمان.. الأب يدفع ابنته إلى السقوط لتحصل له على المال ليشتري به "الأفيون" أي تدهور أصاب هذا الأب.. أي خلل حطم عقله وأحرق عواطفه وأهدر أخلاقه وبعثر قيمه ولطخ شرفه.. هذا هو المدمن. استعمال المخدرات لا يؤدي فقط إلى تحطيم المتعاطي ولكنه يؤدي إلى تحطيم كل الأشياء الجميلة في الحياة.. وماذا أسوأ من تحطيم الفضيلة والشرف وماذا أسوأ من تلويث أقدس علاقة: علاقة الأبوة.. أن الإنسان بعد أن يقع في مصيدة الإدمان فإن إحدى الصفات التي تميز حالته هي: محاولة الحصول على المخدر بأي ثمن.. المدمن يفعل أي شيء من أجل الحصول على المخدر.. يسرق مثلًا.. وربما يقتل وهو يشرع في السرقة.. المدمن يدفع أي ثمن للحصول على المخدر حتى ولو كان مهر ابنته أو نفقات علاج ابنه أو شرف ابنته.. أي ثمن باهظ "(60). ويقتل الإدمان في المدمن كل مشاعر نبيلة، حتى أنه يفضل الجرعة التي اعتاد عليها عن حياة أعز الناس عليه، فيحكي الأستاذ وجيه أبو ذكرى قصة ابن صديق له في المرحلة الثانوية، وعندما ذهبت الأسرة في مصيف العجمي تناول الابن المخدرات التي كادت أن تقضي عليه لأنه تناول كمية من الحبوب المخدرة القوية في حفلة مفتوحة أقامها أحد الشباب في فيلا خاصة مقابل رسم اشتراك عشرون جنيهًا.. يقول الابن " في البداية رفضت، ولكن أحدهم قال: أتركه أنه طفل.. ثم جاء آخر وقال لي: ما دمت في الحضانة.. فلماذا تحضر حفلة الرجال..؟ ووجدت نفسي أبتلع عددًا من الأقراص قيل أنها صليبة".. وصدمت الأم في ابنها فأصيبت بهبوط حاد في الدورة الدموية ونُقلت إلى العناية المركزة.. وتم إسعاف الأم، وتم إنقاذ الابن، وعادت الأسرة إلى القاهرة. وفي ذات يوم دخلت الأم إلى حجرة ابنها، فوجدت صديقه يعطيه حقنة هيروين، فصرخت، وألقت بالحقنة من النافذة، وهرب الصديق، وأصيبت الأم بهستريا، وسقطت على الأرض وهي تردد.. قلبي.. قلبي.. وتجمع الجيران في الوقت الذي كان فيه الزوج عائدًا من عمله وأزعجه ما رأى، فأخرج مبلغًا من المال، وأرسل ابنه ليشتري أنبوبة "كورامين" من الصيدلية القريبة، وأتصل بطبيب الأسرة وبالإسعاف، ولم يعد الابن وتأخر الطبيب والإسعاف، وماتت الزوجة بين يدي زوجها وأخر ما تفوهت به " قتلني ابني " أما الابن الذي أخذ قيمة الدواء، وعوضًا من أن يسرع بأنبوبة الكورامين لإنقاذ أمه من الموت.. أسرع إلى أوكار الهيروين ليأخذ الحقنة التي جاء ميعاد تعاطيها، وعندما عاد وعلم بموت أمه عاد إلى أوكاره.. ظل الأب يبحث عنه ونشر صورته في الجرائد يناشده الرجوع، وأخيرًا قبضت عليه الشرطة وهو يعمل ناضورجيًا لتجار المخدرات (شباب في دائرة الموت ص251-261) ويحول الإدمان المدمن من إنسان إلى وحش كاسر، فيقول أحد المدمنين " التعاطي مش كويس، وببخلي الواحد يعمل حاجات مش كويسة لدرجة إنها بتوصل أن الواحد يمكن يتهجم على أمه وأخته "(61) ويحكي الأستاذ وجيه أبو ذكرى قصة أليمة عن أرملة أحد المدرسين وقد اهتمت بتعليم ابنتها وابنها، وكانت تحلم باليوم الذي يصبح فيه ابنها طبيبًا أو مهندسًا أو ضابطًا، ولكنه بدأ التدخين وهو في الخامسة عشر من عمره، وفشل في دراسته، وانتهت حياته بالقتل بيد أمه التي قتلته ودفنته في شقتها بالدور الأرضي بمساعدة أخته (التي تزوجت وأنجبت طفلة)، ورفضت الأم وكذلك الأخت عن الإفصاح عن سبب قتله، واحتار القاضي كيف يحكم عليهما دون أن يعرف دوافع هذه الجريمة، ولجأ إلى الطفلة الصغيرة يلاطفها حتى عرف منها الحقيقة، وأخيرًا اعترفت الأم قائلة "كبر الفشل مع ابني.. أو كبر ابني مع الفشل، وذات يوم.. دخلت عليه حجرته الخاصة، ووجدته بكل جراءة وقسوة يعطي لنفسه حقنة هيروين، وثرت عليه، وصرخت وبكيت خوفًا عليه.. وأثناء صراخي خرج ابني المدمن وصفعني على وجهي.. نعم.. صفع أمه.. فانتزع بيده وفي لحظة واحدة كل سنوات الحب التي مضت، وحاولت أن أمزقه، ولكنه كان الأقوى والأقسى.. لست أنت ابني، فالذي أمامي هو حيوان مفترس.. ثم حدث تطور جديد خطير.. أصبح يأخذ ما معي من مال بالقوة، وأخذت أفكر كثيرًا.. هل اُبلغ الشرطة..؟ هل أنتظر ربما أجد فرصة لأعيده إلى صوابه.. ماذا أفعل؟ وأثناء هذا التفكير.. دخل ابني وكنا في الثالثة صباحًا واتجه إلى غرفتي، وكان منظره بشعًا يثير الغثيان.. ثقيل اللسان.. أصفر الوجه.. اختفت نضارته، واختفى معها بريق عينيه.. قال كلامًا لم أفهمه. لأول مرة أخاف من ابني.. اقترب مني بلا وعي.. مزق ثيابي.. حاول الاعتداء علي.. أمه.. تمكنت من الإفلات من يديه، وخرجت مذعورة من بيتي، وجريت في الشوارع إلى بيت ابنتي " وأمام زوج ابنتها قالت أن لصًا هجم عليها ليسرق المنزل.. ثم صارحت ابنتها بالحقيقة، وتركت بيتها لمدة شهر، وبعد هذا عادت مع ابنتها وحفيدتها لعلها تجد ابنها قد مات بسبب جرعة هيروين زائدة أو أنه إنتحر، لأنه لم يسأل على أمه منذ شهر.. لم يجدوا الابن في الشقة فباتوا ليلتهم، وفي الثالثة صباحًا عاد الوحش ليكرر فعلته الشنعاء، ولكن هذه المرة مع الطفلة الصغيرة ابنة أخته، وعندما فشلت الجدة في انتزاعها منه أسرعت للمطبخ وأحضرت سكينًا غرستها في ظهره، وتناوبته بالضرب إلى أن سقط ميتًا، وحيث أنها تسكن في الدور الأرضي، فأشارت عليها ابنتها بدفنه داخل المنزل، والطفلة التي كانت تغمض عينيها خوفًا وتتصنع النوم رأت كل شيء، وأباحت به للآخرين الذين ابلغوا الشرطة.. لقد جاء حكم المحكمة بالبراءة للأخت والأم. |
||||
03 - 07 - 2014, 02:39 PM | رقم المشاركة : ( 23 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب الإدمان: أسبابه وآثاره + الوقاية والعلاج: الدرهم المفقود.. من يجده؟
أثر الإدمان والمخدرات على المجتمع
ثالثًا أثر الإدمان على المجتمع 1- الإدمان والخسائر الاقتصادية 2- الإدمان والمخاطر السياسية 3- الإدمان وضياع القيم 4- الإدمان والخسائر البشرية 1- الإدمان والخسائر الاقتصادية: ما يصرف في المخدرات يمثل مبالغ عظيمة، ومافيا المخدرات قوية ومنظمة جدًا ومترابطة للغاية على مستوى العالم، وقد رأينا من قبل تاجر المخدرات الذي كان يهرب الهيروين في فيل خشبي من الهند إلى مصر، ويحيطه بالعيون التي تتابعه من المنبع إلى المصب، وتتمثل الخسائر الاقتصادية في الآتي: i.الإنفاق المباشر: وهو ما يصرف في مكافحة المخدرات بواسطة الإدارة العامة لمكافحة المخدرات، والمباحث العامة، وحرس الحدود، وحرس الجمارك، والبوليس الدولي، ومصلحة السجون، ومصلحة الطب الشرعي، والسلطة القضائية، وأيضًا ما يصرف لخفض الطلب على هذه السموم مثل برامج التوعية، والمطبوعات، والعلاج المبكر بداية من الخط الساخن وحتى العلاج المجاني بالمستشفيات الحكومية وفترة التأهيل، وقد لمسنا المجهود الكبير الذي يقوم به صندوق مكافحة وعلاج الإدمان في هذا المجال. 2- الإدمان والمخاطر السياسية: الإدمان سلاح فتاك استخدمته وتستخدمه بعض الدول ضد الأخرى، كما رأينا بين بريطانيا والصين وحرب الأفيون. 3- الإدمان وضياع القيم: 4- الإدمان والخسائر البشرية: وتتمثل هذه الخسائر في الآتي: أ- جميع العاملين في حقل الجلب والتهريب والزراعة والتوزيع للمخدرات ليسوا طاقات معطلة فقط لكنهم طاقات هدامة. ب- جميع المدمنين ومعظمهم من الشباب هم طاقات معطلة، ولا سيما أن العمال المهرة أكثر تعرضًا للإدمان من العمال الآخرين، وذلك بسبب توفر المال اللازم لشراء المخدر معهم،إذا نظرنا إلى المدمنين وبحسب تعبير أحد الأشخاص يقول "اللي بيشربوا بانجو من سن 12 إلى 18 سنة، ومجموعة الحشيش ودول المعلمين الصنايعية، ودول قليلين علشان الحشيش غالي، وفيه مجموعات الشم ودول أنواع، مجموعة تشم البرشام، ومجموعة تطحنه ويشد الواحد من أنفه، ومجموعة أخرى بتأخذ أبر ودول في الضياع تلاقيهم متلقحين تحت العمارات البعيدة، وفيه اللي بيشربوا البرشام أبو صليبة ودول بتوع الخناقات وفتح المطاوي لأنه يفقدهم الإحساس بالضرب "(63) وعندما لا يجد المدمن المال الذي يشتري به المخدر يتحول إلى سارق، فيسرق من بيته، ومن بيوت أقربائه، ويقول أحد الأشخاص " أحيانًا بيطلعوا على البيوت الفاضية ويكسروا الأبواب بالأسلحة ويسرقوها.. ممكن يسرقوا الحنفيات ويبيعوها ويجيبوا مخدرات "(64) وقد تتطور السرقة إلى سرقة بالإكراه والشروع في القتل، فالمدمنون يعتبرون بؤر فاسدة في جسم المجتمع. ج- الذين يلقون في السجون نتيجة الإتجار في المخدرات، أو نتيجة ارتكاب الجرائم تحت تأثير المخدر يمثلون طاقات معطلة، وعبء على الدولة. د- الضحايا الأبرياء الذين يفقدون حياتهم بسبب حوادث المرور، فقد ارتبط الإدمان بحوادث المرور بدرجة كبيرة، ففي الولايات المتحدة أثبتت الدراسات أن حوادث الطرق والانتحار والقتل العمد هي الثلاثة عوامل الرئيسية المسئولة عن ثلاثة أرباع الوفيات في الشريحة العمرية (15-24) والتي ثبت أنها الشريحة الأكثر وقوعًا في شرك الإدمان. ه- الضحايا الأبرياء من الفتيات والسيدات اللاتي يتعرضنَّ للقتل الأدبي بالاغتصاب، فتقول فتاة جامعية بمدينة السلام " لما بأكون عندي محاضرات ببقى نازلة مرعوبة لأن البلطجية خطفوا بنت قُريب، والمخدرات منتشرة وخصوصًا البانجو اللي افسد الشباب وخلاهم مش داريين بيعملوا أيه "(65) ويقول أحد المدمنين لما بأكون مبرشم بأشوف كل واحدة ماشية قدامي حلوة، وأبقى عايزها "(66) ومازال المجتمع يذكر فتاة المعادي التي كانت تسير مع خطيبيها، واختطفها خمسة مدمنين، واغتصبوها مع بواب عمارة، وحكم على الستة أشخاص بالإعدام، وقد إلتقى الأستاذ وجيه أبو ذكرى بأحدهم قبل إعدامه بساعتين، وهو شاب متزوج وله ابنة، ويملك سيارة أجرة فاخرة، وكان لأول مرة يجرب الهيروين تحت ضغط أصدقاء السوء "جرب.. شمة واحدة لن تضر.. سوف تنقلك هذه الشمة إلى دنيا أخرى.. أرجوك حتى نعيش جميعًا في عالم واحد، وأما هذا الإلحاح شم "خطين".. وشعر بسعادة غريبة، وأحس أنه كالفراشة يطير.. بل أحس برغبة جنسية ملحة، وأحس برغبة شديدة في المغامرة، فهي ليلة واحدة سعيدة.. في هذه اللحظة نسى كل شيء. نسى زوجته وابنته. نسى استقامته وحرصه على مستقبله. نسى أسطول النقل الذي يحلم به. نسى المبادئ والقيم. تذكر أمرًا واحدًا. رغبة في الجنس والمغامرة. أو القيام بعمل غير مألوف، وأقترح الذهاب إلى أحد الملاهي الليلية ووافق الجميع.. ركب الجميع سيارته في طريقهم إلى شارع الهرم، وفي إحدى إشارات المرور شاهدوا سيارة بجوارهم تقودها سيدة جميلة، فأقترح أن يطاردوها.. انطلقت السيارة التي تقودها السيدة الجميلة، وانطلقوا خلفها، واتجهت إلى المعادي، وهم يحاولون اللحاق بها، ولكنها اختفت عن أنظارهم.. شاهدوا فتاة جميلة أيضًا تنزل من عمارة، ومعها شاب في الخامسة والعشرين من عمره، ويركبان سيارة بيضاء صغيرة.. أسرع الشاب ووقف أمام السيارة، ونزلوا جميعًا وتم اختطاف الفتاة.. تمت أبشع جريمة.. تناوب الشباب الخمسة، وبواب العمارة (التي تحت الإنشاء) اغتصاب الفتاة أمام خطيبها". وعندما سأله الأستاذ وجيه عما إذا كانت هذه هي المرة الأولى التي تناول فيها الهيروين قال "هي هذه المرة.. نعم مرة واحدة. ستدفع بي إلى حبل المشنقة.. كنت في غيبوبة.. لم يكن عقلي أنا الذي يفكر.. كان عقل الشيطان هو الذي يفكر بدلًا مني.. الهيروين جاء لي مدة ساعات بعقل آخر غير عقلي.. عقل مجرم.. شيطان.. سفاح، ولكنه لم يكن عقلي"(67). وقصة أخرى أليمة يحكيها الأستاذ وجيه.. هي زوجة مدرس في الجامعة لم تنجب رغم أن الأطباء حكموا بسلامتها وسلامة زوجها من أية عيوب تعوق الإنجاب، وفي إحدى المرات استقلت تاكسي من بيت أسرتها في حلوان إلى بيتها في حدائق القبة، وانحرف السائق في طريق عريض مظلم ادعى أنه الطريق الدائري.. بدأ السائق يخفض من سرعته ويبتسم ابتسامة إبليس، وأخذ يشم الهيروين ودعاها لمشاركته "أنا أشتري يوميًا بمائة جنيه بودرة.. تصوري إنني أشتريها من شارع ملاصق لمديرية أمن القاهرة.. حاولي تجربي.. سوف تُحلقين معي في السماء" وتوقف بسيارته وجذبها من السيارة وهجم عليها كوحش كاسر.. راحت في غيبوبة وعندما استيقظت من غيبوبتها في هذا الخلاء والظلام وجدت ملابسها ممزقة.. بكت ولطمت الخدود وصرخت وتمنت الموت.. مرت عليها سيارة بها رجل عجوز وابنه وأعادها إلى أمها، وعلم زوجها، وابلغوا الشرطة، وهي تذهب إلى مواقف التاكسيات ومعها سكين وتقول "لو شاهدته فسوف أغرس في بطنه هذا السكين.. فملامحه أمامي.. ورائحة أنفاسه الكريهة في أنفي تصيبني حتى الآن بالغثيان.. أستطيع أن أتعرف عليه وسط ملايين البشر " هناك من يقول أن المدمن مريض يجب علاجه وإنه ضحية للمهرب والتاجر والموزع، وأنا اختلف تمامًا مع كل من يقول هذا. أن كل الدراسات تقول أن مدمن المخدرات يتحول إلى مجرم، يمكن أن يقتل، ويمكن أن يرتكب أي جريمة مادام واقعًا تحت تأثير المخدرات.. إذًا هناك ضحية بريئة قد يقتلها المدمن". ومما زاد من هذه المأساة أنه بعد عدة أشهر اكتشفت هذه السيدة إنها حامل ولم تعلم من هو أبو الجنين هل زوجها أم هذا المدمن المجرم الشيطان" (شباب في دائرة الموت ص155-163). و- الضحايا الأبرياء الذين تسفك دماءهم بواسطة المدمنين.. يحكي الأستاذ وجيه أبو ذكرى قصة خمسة من أصدقاء السوء الذين يدمنون الهيروين، وبعد أن سرقوا أسرهم، إقترح أحدهم اقتراح مجنون، وهو خطف الشاب الذي يسكن بجواره ويعمل أبوه في الإمارات، ومطالبة أهله بفدية سبعين ألف جنيه، وإذا أبلغوا الشرطة فإنهم سيقتلونه، ووقف صاحب الاقتراح في الظلام أمام جراج مهجور وهو ينتظر الضحية.. بينما إتصل آخر بالأسرة يطالبهم بالفدية، واهتزت الأم وحضر الأب من الإمارات وتم تدبير المبلغ، وظلت الأم بجوار التليفون تنتظر مكالمة من هذه العصابة، ولكن أحدًا لم يتصل لأن الجار وهو يرتدي قناعًا ويهجم على جاره الشاب الضحية، ويحاول أن يقوده إلى الجراج المهجور، فإذ بالشاب يقاومه ويكشف القناع عنه، ويعرفه، فأخذ المدمن يضربه بقطعة حديد على رأسه. ثم أسرع إلى بيته وأحضر سكينًا، وبينما الشاب يمد يده ملتمسًا المعونة من جاره، وهو يسبح في دمائه، فإذ بالجار المدمن يذبحه ذبح الشاه بدون أي جرم جناه (شباب في دائرة الموت ص165-173).. ودائمًا تطالعنا الصحف عن مذابح راح ضحيتها أبرياء بيد مدمنين ربما من الأقارب الذين كانت الضحية تحسن إليهم.. أن نسبة 70% من جرائم السرقة والقتل يرتكبها مدمن. |
||||
03 - 07 - 2014, 02:49 PM | رقم المشاركة : ( 24 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب الإدمان: أسبابه وآثاره + الوقاية والعلاج: الدرهم المفقود.. من يجده؟
فكرة عن المواد المخدرة التي تسبب الإدمان | المخدرات
عالم المخدرات عالم واسع، فمعهد البحوث الصيدلانية التابع لجامعة المسيسيبي أصدر مجلدين سنة 1982م عن مادة "القنب" فقط يشملان 5715 مدخلًا. وهناك عدة تقسيمات لهذه المواد، فيمكن تقسيمها حسب أصلها إلى الآتي: 1-المخدرات الطبيعية: وهي المواد التي تؤخذ من أصل نباتي وتشمل الحشيش والبانجو (من نبات القنب) والأفيون (من نبات الخشخاش) والكوكاكين (من أشجار الكوكا) والقات. 1-مواد منشطة ومنبهة للجهاز العصبي: ومنها المنشطات الطبيعية مثل القات والكوكا، ومنها النصف تخليقية مثل الامفيتامينات.ويمكن تقسيم هذه المواد بحسب قوة وسرعة الإدمان(67) كالآتي: 1-أدوية لها قوة إدمان عالية جدًا ولا تستخدم طبيًا: مثل الهيروين والحشيش وعقاقير الهلوسة.وفيما يلي نلقي قليلًا من الضوء على هذه المواد التي تسبب الإدمان:
|
||||
03 - 07 - 2014, 02:50 PM | رقم المشاركة : ( 25 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب الإدمان: أسبابه وآثاره + الوقاية والعلاج: الدرهم المفقود.. من يجده؟
مجموعة الأفيونات
أولاً: الأفيونات:- ومنها:-
|
||||
03 - 07 - 2014, 02:53 PM | رقم المشاركة : ( 26 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب الإدمان: أسبابه وآثاره + الوقاية والعلاج: الدرهم المفقود.. من يجده؟
الأفيون يستخرج الأفيون من نبات الخشخاش الذي ينمو في جنوب شرق أسيا، وإيران، وتركيا، وبعض بلدان الشرق الأوسط، وشجرة الخشخاش ذات أزهار بيضاء جميلة أو حمراء أو بنفسجية تسر الناظرين، ويبلغ طولها من 1-2,50 م. ذات أوراق خضراء تميل للزرقة، والأوراق بها لمعة فضية، والشجرة تعطي من 5-8 كبسولات خضراء وعند النضج تتحول إلى اللون الأصفر، وتشرط هذه الكبسولات بآلة حادة من منتصف النهار حتى الغروب فتخرج منها مادة لبنية بيضاء لزجة ذات رائحة نفاذه وطعم مر، وعندما تتعرض للهواء تتحول إلى اللون البني، فتجف في الهواء وتقل كمية المياه بها، وبعد جفاف المادة تُشبّع بالماء ثم يتم ترشيحها بإضافة الجير المطفأ وكلوريد النشادر، حتى تصل نسبة المورفين من 50-70% بعد إزالة الشوائب العضوية، والأفيون أنواع فمنه الهندي والتركي واليوغسلافي كلٍ بحسب مصدره، ولأن الأفيون مر الطعم جدًا، فلذلك يضيفون عليه بعض المواد السكرية، ويتعاطونه عن طريق الاستحلاب تحت اللسان، أو يضاف إلى القهوة، أو يبلع، أو يدخن في الأرجيلة، ومشتقات الأفيون تبلغ أكثر من 35مركب أهمها المورفين، والكودايين، والثيبايين، والبابافرين، والهيروين، وقد عرف الخشخاش في مصر باسم أبي النوم. ومن الأمور المعروفة في التاريخ "حرب الأفيون" التي حدثت بين إنجلترا والصين، فقد قامت إنجلترا بزراعة الأفيون في الهند، وتم تصديره إلى الصين بهدف الربح القبيح، وإذلال الشعب الصيني، فكتب صموئيل مارتن في كتابه " تخدير شعبي " {لم يكن الشعب الصيني مدمنًا على المخدرات ولم يُستعمل الأفيون في الصين إلاَّ للأغراض الطبية، وكانت هناك تجارة بين إنجلترا والصين، وكان الميزان التجاري لصالح الصين، مما جعل بريطانيا تدفع للصين الكثير من العملة الفضية، وفكرت بريطانيا في استرداد عملاتها الفضية من الصين، فقامت شركة الهند الشرقية بإدخال الأفيون شيئًا فشيئًا بلا ثمن تقريبًا، وزينوا للصين استعماله وعلموهم كيفية استعماله، وأقبل الشعب الصيني على الأفيون، واستردت بريطانيا بعد ذلك كل العملة الفضية الموجودة في الصين، وبعد الرخاء الذي كان يعم الصين انتشر الفقر وعمت المجاعات "(68) ففي سنة 1838م صدَّرت إنجلترا للصين 25 ألف صندوق أفيون، وعندما تصدى إمبراطور الصين لهذه التجارة، وحاكم تجار الأفيون، وأحرق كميات ضخمة من الأفيون اشتعلت نيران الحرب بين بريطانيا والصين (1839-1842م) واستولت إنجلترا على هونج كونج، ووقعت معاهدة نانكين مع الصين حيث أرغمتها على فتح خمس مواني في وجهه التجارة الأجنبية أو على الأصح تجارة الأفيون الهندي، وتقاضت بريطانيا من الصين 6مليون دولار ثمنًا للأفيون الذي أحرقته الصين، وفي سنة 1913م ارتفع صوت بعض الشرفاء والأحرار في البرلمان البريطاني يطالب بمنع تصدير الأفيون الهندي للصين، وفعلًا تم وقف التصدير، وفي سنة 1920م كان عدد ربع الذكور في الصين يدمنون الأفيون، وفي سنة 1950م أعلنت وزارة الصحة في حكومة ماونسي تونج بدء برنامج فعال للقضاء على تعاطي الأفيون. والأفيون له أثاره الضارة على الإنسان، فهو ينبه ويثبط الجهاز العصبي في آن واحد، والإنسان قد يشعر بالنشوة أو الاكتئاب وانحراف المزاج، ويؤدي تعاطي الأفيون إلى الاسترخاء والنعاس والنوم، وبطئ النبض وضعف التنفس، وانخفاض ضغط الدم، والغثيان والقيء والشعور بالدوار، وتشنجات وتقلصات في عضلات المعدة، وضيق حدقة العين، وفقدان الشهية والهزال، وجفاف الفم والحلق، واحتقان الوجه، وبطئ الكلام وقلة التركيز، وحكة الجلد وتقيحه، وقد يصاب مدمن الأفيون بهياج عصبي شديد، ويؤدي الإدمان إلى اضطراب الشخصية، ومجموعات الأفيونات "يمكنها أن تخفف الألم الجسمي نتيجة زيادة التأثير المانع لقشرة المخ على مراكز الإحساس.. وتظهر علامات إدمان هذه المواد على المدمن سريعًا، ويحدث تدهور في الأخلاق والسلوك الاجتماعي سريعًا "(69) ويقول أحد الأطباء المتخصصين في علاج الإدمان "في البداية فإن أول إحساس يشعر به متعاطي الأفيون ومشتقاته كما قال الدكتور عادل صادق، هو مرور نسمة مرح.. سعادة.. فتنعش قلبه وتوقظ نفسه، وتنشط ذهنه، وتعرفه بمعنى كلمة النعيم، وما المقصود بالسعادة.. تنزاح الهموم وتتراجع المشاكل ويحل السلام فتهدأ كل خواطره، وتتبخر كل عداوته، وتدفن مشاعر الكراهية فيسكن تمامًا ولا يريد أن يتحرك، وسرعان ما تستولي عليه البلادة.. ولا ينبعث من جسده أي إحساس بالألم،وتضيق حدقة العين، ويضعف التنفس، ويختفي السعال وتستريح الأمعاء، فيحدث الإمساك الشديد.. أن المدمن قليل التركيز.. سريع النسيان.. مضطرب التقدير.. متلعثم اللسان.. وزيادة الجرعة تحدث ما يُسمى بتسمم الأفيون ومشتقاته.. فقد تحدث غيبوبة، وهبوط حاد في التنفس، ويلاحظ هنا الضيق الشديد في حدقة العين، وتعالج هذه الحالة فورًا بمضادات الأفيون عن طريق الحقن في الوريد لوقف تأثير الأفيون ومشتقاته، وإن لم يتم ذلك وبسرعة.. فإنه يتوفى.. مدمن الأفيون ومشتقاته يبدو ضعيفًا هزيلًا سلبيًا منسحبًا مستسلمًا وكأنه في حالة ذهول، لا شيء يشغله على الإطلاق إلاَّ الحصول على الأفيون أو أي من مشتقاته التي أدمنها، ويفقد اهتمامه بأي ملذات أخرى"(70) وعندما يتوقف مدمن الأفيون عن تعاطيه يتعرض للكآبة والقلق، ولذلك يحتاج أن يتخطى هذه المرحلة بتناول مضادات الاكتئاب والقلق ومرحلة الانسحاب قد لا تستغرق إلاَّ أسبوعًا واحدًا، ثم يدخل الإنسان في مرحلة التأهيل التي تستغرق وقتًا طويلًا، وقد يحتاج الإنسان إلى بعض الأدوية التي توقف لهفة المريض على المادة المخدرة مع كميات كبيرة من الفيتامينات. _____ |
||||
03 - 07 - 2014, 02:54 PM | رقم المشاركة : ( 27 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب الإدمان: أسبابه وآثاره + الوقاية والعلاج: الدرهم المفقود.. من يجده؟
المورفين 2. المورفين: ويمكن استخلاصه مباشرة من نبات الخشخاش، وهو مادة عديمة الرائحة، مرة المذاق، ويعتبر المورفين هو المركب الأساسي للأفيون الخام، وهو مسحوق يتدرج لونه من الأبيض إلى البني وفقًا لدرجة نقاوته، ويتعاطى المورفين عن طريق الحقن في الوريد أو الشراب بالفم. ويصيب المورفين الإنسان المدمن بالهزال، والإمساك أو الإسهال، وفقدان النشاط، والاكتئاب والقلق، والرعشة، والتردد في اتخاذ القرارات، وتدني القيم الأخلاقية، والمورفين يحدث اعتمادًا جسمانيًا ونفسيًا للمدمن. ويشتق من المورفين الهيدرومورفين، وهو أقوى منه أربع مرات، ويشتق منه الهيروين بعملية كيميائية بسيطة، وهو أقوى من المورفين ست مرات. ويستخدم المورفين كمسكن شديد للألم لأصحاب الأمراض السرطانية، وهناك بديلات للمورفين لا تماثله في التركيب الكيميائي لكنها تماثله في التأثير، فمثلًا "الايتورفين" تبلغ فاعليته ألف مرة من المورفين، ويستخدمه الأطباء البيطريون لشل حركة الحيوانات الضخمة المتوحشة(1) وبعض هذه البديلات تستخدم لعلاج حالات الإدمان مثل الميثاذون والفالوكسون. |
||||
03 - 07 - 2014, 02:55 PM | رقم المشاركة : ( 28 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب الإدمان: أسبابه وآثاره + الوقاية والعلاج: الدرهم المفقود.. من يجده؟
الهيروين 4. الهيروين: في سنة 1874م أمكن تخليق الهيروين معمليًا، وعُرف باسم "أي أسيتايل مورفين"، وفي سنة 1898م أطلقت عليه شركة باير للأدوية اسم "هيروين"، ويتم تحضير الهيروين من المورفين وحامض الخليك الثلجي، وكربونات الصوديوم، وحامض الكورديك، والكحول، والقطران، وهي عملية كيميائية بسيطة، لذلك فإن العصابات الدولية تُحضّره في معاملها السرية، وفاعليته تمثل ست مرات فاعلية المورفين، وهو مادة ناعمة الملمس رمادية أو بيضاء، لها رائحة تشبه رائحة الخل، وما يزيد الأمر سوءًا خلطها بمواد أخرى مثل أقراص الأسبرين أو المانيثول لزيادة حجمها وتحقيق أرباح أكثر، وقد يضاف إليها مواد أخرى لزيادة قوة تأثيرها مثل الكينين، والبروكايين، والكافيين، والميثادون، والباربيتيوات. وبدأ ظهور الهيروين في مصر لأول مرة سنة 1920م وسط أبناء الطبقة الاجتماعية الميسورة، ثم تراجع من قائمة المخدرات لارتفاع ثمنه، وعاد أول الثمانينيات للظهور ليسقط فيه أيضًا أبناء الطبقات العليا ويقول د. أحمد جمال أبو العزايم أنه "بعد نكسة سنة 1967م وحتى حرب 1973م كانت الحالة الاقتصادية متردية، مما دفع الشباب بعد الانفتاح سنة 1975م إلى السفر إلى الدول العربية للعمل والتجارة، واستطاعوا جنى مكاسب كبيرة، فاتجهت إليهم عصابات المخدرات واستطاعت توريطهم في تعاطي الهيروين ونقله إلى مصر عند عودتهم إلى الوطن، فانتشر الهيروين من الإسكندرية حيث التجارة مع الدول الأوربية إلى القاهرة وإلى باقي الجمهورية(73)، وقد تزايدت حالات إدمان الهيروين سريعًا ففي سنة 1982م لم تكن هناك حالة واحدة في مستشفى المعمورة بالإسكندرية، وفي سنة 1983م كان هناك 26 حالة أرتفع في سنة 1984 إلى 116 حالة، وفي سنة 1987 إلى أكثر من 600 حالة، وهكذا في القاهرة أيضًا، وفي باكستان أرتفع العدد من 30 ألف حالة سنة 1982 إلى 657 ألف حالة سنة 1986م(74). ويتعاطى الهيروين عن طريق الاستنشاق، أو بحرقه على ورق ألمونيوم واستنشاق الأبخرة المتصاعدة منه في مكان مغلق، ويسمون هذه العملية "رقصة التنين"، أو يستعمل بأذابته في الماء والحقن منه في الوريد، وقد يمزج بالخمر ويشرب ويعتبر الهيروين أسرع المخدرات التي تؤدي إلى الإدمان، فاستعماله لمدة أسبوع يحول الإنسان إلى مدمن وعبدًا له، وهو أخطر أنواع المخدرات من جهة تأثيرها، والجرعة الزائدة منه تقود إلى الوفاة، وتأثير الهيروين على المدمن ضار جدًا فيؤدي إلى فقدان الشهية والهزال، وضعف عضلة القلب، وتقيح الجلد، والتهاب الكبد، واتساع بؤرة العين، وتسمم الدم، والمدمن على استعداد أن يفعل أي شيء للحصول على المادة، فالشابات يسلمن أنفسهن للدعارة ليس لرغبة في النجاسة، ولكن بهدف الحصول على المال لشراء الهيروين، والإنسان الملتزم الذي على خلق يمد يده للسرقة، والإنسان الهادئ الوديع قد يضطر للقتل للحصول على المادة. أما السيدة الحامل فإن الهيروين يؤثر على الجنين، حتى أنه قد يصاب بنزف دموي في المخ، ونقص في النمو، ومرض الصفراء،بل أن الجنين قد يدمن، ولذلك فور ولادته يُعطَى مُزيلًا للألم وهو صبغة الأفيون أو ميثادون مع نالكسون حتى لا يحدث له هبوط في التنفس، ويقول د. مصطفى سويف أن الأمهات المدمنات للهيروين ترتفع بينهن نسبة إنجاب التوائم بمعدل يفوق ثلاث مرات عن الحالات العادية، ومتوسط وزن الطفل من الأم التي تدمن الهيروين يبلغ نحو2,49 كجم بينما وزن الطفل العادي 3,176 كجم، ونسبة الوفيات في الأطفال الذين أنجبتهم أمهات مدمنات للهيروين تبلغ 5,4% بينما النسبة العادية 1,6%، ونسبة 80% من أطفال الإدمان يعانون من أعراض الانسحاب لمدة تتراوح بين ثلاثة وستة أشهر، بالإضافة إلى اضطرابات أخرى مثل كثرة الحركة وضعف الانتباه والتركيز(75). وعندما يتوقف المدمن عن تعاطي الهيروين تظهر عليه أعراض الانسحاب بعد مرور 8 ساعات من آخر جرعة تناولها وهي:
وبعد مرور 8 - 15 ساعة تظهر الأعراض الآتية:
وفي اليوم الثاني والثالث تظهر الأعراض الآتية:
وبعد مرور 5-10 يوم تنتهي أعراض الانسحاب، ويجب أن يمضيها الإنسان المدمن تحت إرشاد طبي ويُفضل أن يكون ذلك بالمستشفى، وخلال هذه الفترة يتناول بعض الأدوية التي تساعده على تحمل آلام الانسحاب. ثم بعد ذلك يقضي فترة التأهيل التي تستغرق عدة شهور قد تصل إلى السنة لتعديل السلوك، وقد يحتاج إلى بعض الأدوية التي توقف اللهفة على الهيروين مثل التركسان Trexance. ولشدة خطورة الهيروين على الإنسان، دعنا صديقي ندعم هذه الحقيقة بالجانب العلمي، وإليك قصتين من عشرات القصص المنشورة والمسموعة والتي تظهر عمق المأساة. القصة الأولى(71): شاب لبناني من أسرة ثرية وعلى حد تعبيره يقول: "إنني أتيت إلى هذه الدنيا وفي فمي ملعقة من ذهب مما جعلني لا أهتم بشيء إسمه المستقبل.. وصل إلى مرحلة المراهقة وبدأ بالتدخين ثم الخمور، ودخل في الانحرافات الخلقية ولا سيما أنه بسبب غناه ووسامته كانت البنات الفارغات يتهافتن عليه، وعندما وصل إلى العشرينات من عمره لم يكتفٍ بكل ما سبق إنما اتجه إلى الهيروين مصدر التعاسة والشقاء، فيقول "شعرت بسرور عظيم في بداية الأمر، ولكن ما لبث كل شيء أن تغير، وبدأت أتحطم نفسيًا وجسديًا وعقليًا وبدأ اهتمامي ينصب فقط على تأمين الهيروين وتعاطيه " وعندما اكتشف والده هذا الأمر أُصيب بالذهول وعالجه مرة تلو الأخرى، ولكنه في كل مرة كان يعود للانتكاسة، وفي إحدى المرات تعرض للسجن بسبب الإدمان فكان صدمة كبيرة لأبيه، وبعد خروجه من السجن أرسله والده إلى أوربا للعلاج، وبعد فترة طويلة ومصاريف مهولة عاد إلى وطنه وعاد إلى إدمانه، فجن جنون الأب، وأدخله السجن بنفسه لعله يتعافى مما هو فيه قبل أن يموت، وعندما خرج عاد للإدمان، ففرض عليه أباه رقابة شديدة فاصطدم معه، فأصيب الأب بجلطة في المخ وأصبح نصف مشلول، ويقول هذا الشاب المسكين "الحياة مع إدمان الهيروين أشد وقعًا على الإنسان من الحياة في الجحيم.. مسكين والدي لقد دفع كثيرًا جدًا من أجلي دون فائدة". القصة الثانية(72): قصة "مارى سيسيل باركينسون" ابنة وزير التجارة والصناعة البريطاني في حكومة مارجريت تاتشر، فقد كانت تعاني من فقدان الشهية، فقدم لها صديقها الهيروين على أنه فاتح للشهية، وبعد قليل أدمنته فتقول: "حدث تحول غريب في جسدي.. عندما يصل هذا السائل السام إلى خلايا عقلي.. انه يجعل كل الأمور تستوي عند رقم صفر.. رقم لا شيء.. والحب لا شيء.. المال لا شيء.. الأب لاشيء.. والشرف لا شيء.. والعفة لا شيء.. والعواطف لا شيء.. كل شيء.. كل قيمة.. كل مبدأ.. كل مسلك جميل.. كل هذا يستوي عند لا شيء.. من هذه المعادلة وجدت نفسي مستسلمة للذئاب البشرية تنهش جسدي.. لا عن رغبة، ولكن لأن كل شيء لم يعد له وزن أو رقم أو قيمة.. أدمنت الهيروين، وأصبح جسدي مشاعًا، وانتقلت بمرضي من المدرسة إلى جامعة بريستول.. وبدأ جسدي يحتاج إلى جرعات أكثر.. وبدأت أتردد على أماكن بيع الهيروين في شوارع لندن القذرة الخطرة.. وكم حاولت إخفاء شخصيتي وإنني ابنة وزير الخارجية " وعلم والدها فغضب، واستشار أفضل الأطباء فنصحوه باصطحابها إلى مكان بعيد لمدة شهر، فأخذها معه إلى فرنسا، وفي طريقها كانت مارى قد أخفت كمية من الهيروين يكفيها لمدة شهر، ووضعت الهيروين في أنبوبة، ووضعت الأنبوبة في طي ملابسها، وتقول مارى" في غرفتي بالفندق واجهت لأول مرة ضرورة أن أتمكن من إعطاء حقنة الهيروين لنفسي.. لقد كررت المحاولة أكثر من مرة.. حتى أن الغرفة قد ملأتها دمائي.. وأخيرًا تمكنت واسترحت" وظلت تتعاطى الهيروين طوال الشهر في فرنسا، وعادت إلى لندن، فأرسلها والدها إلى مدرسة لغات في موناكو، ولم ينتبه والدها لعمل التحاليل التي تثبت توقفها عن التعاطي، فاستمرت ولم تتوقف، وتقول مارى عن مدرستها "لم تكن مدرسة.. بل كانت وكرًا ينتشر فيه المخدرات والجنس!! كانت حياتي في هذه المدرسة بين الشاطئ والجسد المشاع والهيروين!!" وخلال فترة وجيزة تعرفت على مائة شاب، وعادت إلى إنجلترا بعد أن غاصت في الوحل، وصارت في حاجة ماسة للمال ووالدها لا يعطيها إلاَّ القليل، فسرقت الكارت الذهبي الخاص بأبيها، وسحبت من حسابه بالبنك أربعين ألف جنيه إسترليني، واشترت بكل هذا المبلغ الضخم الهيروين.. كان والدها يظن أنها شفيت تمامًا فأراد أن يقدم لها مكافأة فصحبها في زيارة رسمية إلى كينيا، فذهبت معه وعادت بكمية وافرة من الهيروين لأن كينيا أرخص من لندن، وهي مطمئنة لأن حقائب الوزير لا يتم تفتيشها.. ثم اتصلت الشرطة بوالدها لتخبره بضبط ابنته في وكر للبغاء، فذهب أباها وأستلمها من الشرطة، وانهال عليها ضربًا.. لقد أضاعت مستقبلها ومستقبله وهو الذي كان على مقربة من زعامة حزب المحافظين خلفًا لمارجريت تاتشر.. صحبتها أمها في رحلة علاجية بالولايات المتحدة تكلفت سبعين ألف جنيه إسترليني، وبعدها عادت لتعيش في جنوب بريطانيا بعد أن تحولت إلى شبح، وأرسلت رسالة مؤثرة لوالدها أستقطع منها فقرات صغيرة " أنا الآن في حالة مرضية.. أتوقع نهايتي قريبًا.. أنا متأكدة إنني سأغادر الدنيا هذه خلال فترة وجيزة.. لقد توقفت تمامًا عن الإدمان وأبذل جهدي ألاَّ أعود إليه.. أعلم إنني أستحق الإعدام شنقًا على كل ما فعلته.. فالدمار لم يشملني وحدي.. ولكن شمل كل الأسرة.. ولكن.. كان يجرني إلى الهاوية شيطان غريب.. كان هذا الشيطان أقوى من كل قدراتي.. وكان الخطأ الذي وقعت فيه إنني أخفيت عليك {الشمة الأولى} والحقنة الأولى والخطوة الأولى في طريق الموت.. إنني الآن أتمنى الموت.. بل إنني كنت أتمنى ألاَّ أُولد.. والدي العزيز.. وحتى تأتي اللحظة الحاسمة.. لحظة الموت.. لا أدري ما إذا كان ذلك مناسب أم لا.. لماذا لا يفكر العالم في القضاء على تجار المخدرات..؟! لماذا لا يُعدَمون في الساحات العامة..؟! لماذا يتركون للعبث في أرواح الشباب؟" وقد تم نشر هذه القصة عدة مرات في الصحف البريطانية. |
||||
03 - 07 - 2014, 02:56 PM | رقم المشاركة : ( 29 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب الإدمان: أسبابه وآثاره + الوقاية والعلاج: الدرهم المفقود.. من يجده؟
الكودايين من عائلة الأفيونات ولكنه أضعفهم تأثيرًا، فهو يمثل ربع فاعلية المورفين، ونسبة الكودايين في الأفيون الخام تبلغ.. 5-2,5% بينما نسبة المورفين تمثل 6-7%، والكودايين مادة شبه قلوية، وقد تم تحضيرها لأول مرة سنة 1832م، وهو عبارة عن بلورات من المسحوق الأبيض، ويتعاطاه البعض عن طريق الحقن. ويستخدم الكودايين كمسكن للألم فيؤدي إلى الاسترخاء والنوم، ويدخل في أدوية الكحة والسعال، ويلجأ مدمن الكودايين إلى شرب عدة زجاجات من هذه الأدوية، ومن أثار الكودايين الضارة التقلصات العضلية، والتوتر، واضطرابات التنفس، والعشى الليلي أي ضعف الرؤية البصرية ليلًا. |
||||
03 - 07 - 2014, 03:05 PM | رقم المشاركة : ( 30 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب الإدمان: أسبابه وآثاره + الوقاية والعلاج: الدرهم المفقود.. من يجده؟
مجموعة القنبيات ثانيًا مجموعة القنبيات:
|
||||
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
في مثل الدرهم المفقود لقد تم البحث عما قد سقط |
(الدرهم المفقود) الآيات (8-10) |
مثل (الدرهم المفقود) |
إن الدرهم المفقود لم يعد بنفسه |
الدرهم المفقود |