12 - 05 - 2014, 03:40 PM | رقم المشاركة : ( 21 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: العماد المقدس
رأى القديس إيريناؤس ضرورة تحديد الإيمان في صيغة معروفة تسند القبائل إذ لم تكن بعد قد تُرجمت الأسفار المقدسة إلى لغاتهم، لكنهم قبلوا الإيمان في قلوبهم، وقد ركز على الإيمان بالآب، والابن في تجسده وموته وقيامته وصعوده ومجيئه في اليوم الأخير، والروح القدس [404]. وجاء في رسائل القديس كبريانوس: [أتؤمن بالله الآب والابن المسيح والروح القدس؟ أتؤمن بالحياة الأبدية وغفران الخطايا خلال الكنيسة المقدسة؟ أؤمن [405].] وقد قدمت لنا قوانين القديس هيبوليتس [406] نصًا فريدًا ومطولًا عن الاعتراف بالإيمان داخل مياه المعمودية، كما قدم لنا التقليد الرسولي للقديس هيبوليتس نصًا مشابهًا. جاء في قوانين القديس هيبوليتس أن طالبي العماد يتوجهون نحو الشرق ويقولون: [أؤمن وانحني أمامك وأمام عظمتك أيها الآب والابن والروح القدس]، ثم ينزلون في المياه ويقفون فيها ووجوهم نحو الشرق. يضع كاهن آخر يده على رؤوسهم ثم يسألهم: "أتؤمنون بالله الآب ضابط الكل؟" يجيبون: "أؤمن"، ثم يغطسون للمرة الأولى. وبعد الغطسة الأولى يُسألون: أتؤمن بيسوع المسيح ابن الله الذي وُلد من العذراء مريم بالروح القدس، والذي صُلب في عهد بيلاطس، والذي مات وقام في اليوم الثالث من بين الأموات، وصعد إلى السماوات وجلس عن يمين الآب، ويأتي ليدين الأحياء والأموات؟" ويعد أن يجيبوا "أومن" يغطسون للمرة الثانية. عندئذ يُسألون: أتؤمنون بالروح القدس؟ يجيبون: "أؤمن"، ويغطسون للمرة الثالثة والأخيرة. وفي كل غطسة يقول الكاهن: أعمدك باسم الآب والابن والروح القدس، وبعد ذلك يُدهنون بالمسحة المقدسة التي تعرف بالميرون Chrism، ويلبسون ثيابهم ويدخلون الكنيسة، ويتقبلون وضع الأيدي من الأسقف وقبلة السلام، وعندئذ يبدأ تقديم الإفخارستيا. أما الأسئلة كما وردت في التقليد الرسولي للقديس هيبوليتس، فهي: - أتؤمن بالله الآب ضابط الكل؟ - أتؤمن بالمسيح يسوع ابن الله الذي ولد من العذراء مريم بالروح القدس ومات وقُبر وقام حيًا من بين الأموات في اليوم الثالث، وجلس عن يمين الآب، وسيأتي ليدين الأحياء والأموات؟ - هل تؤمن بالروح القدس وبالكنيسة المقدسة وبقيامة الجسد؟ أما كيفية التغطيس فهي كما وردت في قوانين هيبوليتس تمامًا. هنا نلاحظ أن الاعتراف بالإيمان كان يتم داخل المياه وعلى شكل أسئلة وأجوبة. |
||||
12 - 05 - 2014, 03:40 PM | رقم المشاركة : ( 22 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: العماد المقدس
يروي لنا يوسابيوس المؤرخ أن البابا ديوناسيوس السكندري كتب في رسالته إلى أكسيتوس Xystus أسقف روما هكذا أنه كان في كنيسة الإسكندريّة رجل من أيام سلفة ياروكلاس إذ "سمع الأسئلة والأجوبة في المعمودية" اكتشف أن هناك خطأ قد حدث عندما اعتمد، إذ اعتمد لدى هراطقة [407]، كأن كنيسة الإسكندريّة كانت تعمد هكذا حيث يعلن المُعمد إيمانه في المياه خلال الأسئلة والأجوبة، حتى الهراطقة استخدموا نفس الأسلوب، لكن أسئلتهم وإجابتهم كانت مختلفة. وفي ميلانو أيضًا كان الاعتراف بالإيمان يتم هكذا، إذ يقول القديس أمبروسيوس: [عند ذلك تُسأل: أتؤمن بالله الآب ضابط الكل؟ تقول "أومن"، عندئذ تغطس أي تدفن. ومرة ثانية تُسأل: "أتؤمن بربنا يسوع المسيح وبصليبه؟" تقول: "أومن"، وعندئذ تغطس وهكذا تُدفن مع المسيح، لأن كل من يُدفن مع المسيح يقوم من الموت معه. وفي المرة الثالثة تُسأل: "أتؤمن بالروح القدس؟" تقول: "أومن"، ومرة ثالثة تغطس. وهكذا تغطس ثلاث مرات ويمحو اعترافك المثلث كل خطاياك السابقة [408].] ويرى العلامة أوريجينوس في شرحه إنجيل يوحنا أن غياب أي بند من بنود الإيمان الأساسية هو فقدان للإيمان كله [409]. أما في الطقس القبطي الحالي، فيردد طالب العماد أو أشبينه عبارات جحد الشيطان وراء الكاهن، قائلًا: [أجحدك أيها الشيطان، وكل أعمالك النجسة وكل جنودك الشريرة، وكل شياطينك الرديئة، وكل قوتك، وكل عبادتك المرذولة، وكل حيلك الرديئة والمضلة، وكل جيشك، وكل سلطانك، وكل بقية نفاقك. أجحدك. أجحدك. أجحدك.] ثم ينفخ الكاهن في وجه طالب العماد وهو يقول ثلاث مرات: [أخرج أيها الروح النجس.] بعد هذا إذ يحول وجهه نحو الشرق ويده مرفوعة إلى فوق يردد أيضًا مع الكاهن، قائلًا: [اعترف لك أيها المسيح الهي، وبكل نواميسك المخلصة، وكل خدمتك المحيية، وكل أعمالك المعطية الحياة.] ثم يلقنه الإيمان هكذا: [أؤمن باله واحد، الله الآب ضابط الكل، وابنه الوحيد يسوع المسيح ربنا، والروح القدس المحيي، وقيامة الجسد، والكنيسة الواحدة الوحيدة المقدسة الجامعة الرسولية. آمين.] ثم يردد ثلاث مرات: "آمنت". يتم هذا قبل دخوله المياه. |
||||
12 - 05 - 2014, 03:40 PM | رقم المشاركة : ( 23 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: العماد المقدس
10. تقديس المياه
إذ تعمد السيد المسيح في نهر الأردن صار الرسل أيضًا يعمدون في الأنهار أو في مياه جارية،فيذكر العلامة ترتليان أن بطرس الرسول عمد الذين قبلوا الإيمان في نهر التيبر بروما [لأن الروح الواحد يقدس المياه في كل مكان، ويهب الروح قوة التقديس للمياه بالاستدعاء والصلاة.] إلا أن التعميد في الأماكن العامة كان يعرض المؤمنين والكهنة للكثير من المشاكل كما يعرض المقدسات لحملات التشهير من الوثنيين، لهذا اقتصر الأمر على التعميد في معموديات داخل الكنائس. جاء في الديداكيّة -التي ترجع بعض نصوصها- إلى القرن الأول الميلادي: [أما عن العماد، فعمدوا هكذا: بعدما تعملون كل ما تقدم، عمدوا باسم الآب والابن والروح القدس بماء جارٍ (حيّ). فإذا لم يكن هناك ماء جارٍ فعمد بماء آخر. إذا لم تستطع أن تعمد بماء بارد فعمد بماء دافئ. إذا كنت لا تملك كليهما فاسكب الماء فوق الرأس ثلاثًا. باسم الآب والابن والروح القدس [410].] |
||||
12 - 05 - 2014, 03:41 PM | رقم المشاركة : ( 24 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: العماد المقدس
عنصر الماء
لقد أكد السيد المسيح: "إن كان أحد لا يُولَد من الماءِ والروح لا يقدر أن يدخل ملكوت الله" (يو 3: 5)، مقدمًا المياه عنصرًا أساسيًا في الميلاد الجديد بالروح القدس، لماذا؟ يربط العلامة ترتليان المياه بالخلق (تك 1: 2)، إذ كان روح الله يرف على المياه ليخلق، وقد جبل الله الإنسان من الطين (تراب مخلوط بماء)، ومن المياه خرجت الكائنات الحية، هكذا في الخلق الجديد تُستخدم المياه المقدسة. استخدام المياه في الخلق الجديد إعلان لتقديس المادة، وليس كما كانت بعض الفلسفات القديمة تدعى بأن المادة عنصر ظلمة من خلق إله الشر. استخدام الماء إنما إعلان لنظرة الله المقدسة للمادة كما للروح، يطلب أيضًا غسل الجسد والنفس، فهو لا يحتقر المادة ولا يزدري بالجسد. حقًا ليس الماء في ذاته هو الذي يجددنا، بل الروح القدس الذي يعمل خلال المياه بتقديسها. |
||||
12 - 05 - 2014, 03:41 PM | رقم المشاركة : ( 25 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: العماد المقدس
تقديس المياه
جاء في التقليد الرسولي للقديس هيبوليتس: [عند صياح الديك أولًا يصلون على المياه، إذ يأتون بمياه نقية وفياضة [411].] ويقول القديس باسيليوس: [الأمور التي سلمت إلينا من تقليد الرسل... أن نبارك مياه المعمودية [412].] وقد تحدث الآباء كثيرًا عن تقديس مياه المعمودية باستدعاء روح الله القدوس والصلوات ورشم علامة الصليب، كما أفاضوا في الكشف عن فاعلية هذا العمل في حياة المعمدين، تقتطف هنا بعض العبارات: * يحصل الماء على سرّ التقديس بالابتهال لله، إذ ينزل الروح في الحال من السماء، ويستقر على المياه، ويقدسها بنفسه، وإذ تتقدس المياه تتشرب قوة التقديس [413]. العلامة ترتليان * يلزم أولًا أن تتطهر المياه وتتقدس بواسطة الكاهن لتحل فيها قوة المعمودية لغسل خطايا الإنسان الذي ينال المعمودية، إذ يقول الرب لحزقيال النبي: "وأرشُّ عليكم ماءً طاهرًا فتُطهَّرون من كل نجاستكم ومن كل أصنامكم أطهركم. وأعطيكم قلبًا جديدًا وأجعل روحًا جديدة في داخلكم" (حز 36: 25-26) [414]. القديس كبريانوس * لا تنظروا إلى الجرن كماء بسيط بل بالأحرى تطلَّعوا إلى النعمة الروحية التي توهب مع الماء... إذ يحمل الماء البسيط قوة جديدة للقداسة، بتكريس الروح القدس والمسيح والآب. * عندما تنزلون في الماء لا تفكروا في المادة المجردة بل تطلَّعوا إلى الخلاص بقوة الروح القدس. فإنه بدونهما -كلاهما- لا يمكن أن تصيروا كاملين. ما أقوله هذا ليس من عندياتي، إنما هو كلام الرب يسوع صاحب السلطان في هذا الشأن. إنه يقول: "إن كان أحد لا يُولَد من الماءِ والروح لا يقدر أن يدخل ملكوت الله" (يو 3: 5). فمن يعتمد بالماء ولا يكون متأهلًا للروح (بسبب سوء نيته) لا يتقبل نعمة الكمال. وأيضًا إن كان فاضلًا في أعماله ولم يتقبل الختم بالماء فلا يدخل ملكوت السماوات. هذا القول فيه جسارة لكنه ليس مني بل أعلنه يسوع [415]. القديس كيرلس الأورشليمي * هنا حكم المؤمن شيء وحكم غير المؤمن شيء آخر. فمن جهتي أنا عندما أسمع أن المسيح صُلب في الحال أتعجب لمحبته للبشرية، أما الذي لا يؤمن فيرى في ذلك غباوة... غير المؤمن إذ يسمع عن الحميم يفكر فيه مجرد ماء، أما أنا فمن الجانب الآخر لا أتطلع إلى ما هو منظور فحسب وإنما أهتم بتطهير النفس بالروح القدس [416]. القديس يوحنا الذهبي الفم * انزع الكلمات (الخاصة بالتقديس) فتكون المياه مجرد مياه. أضف الكلمات إلى العنصر فيكون لك سرّ Sacramentum [417]. القديس أغسطينوس * إنكم ترون المياه، لكن ليست كل المياه تشفي بل تلك التي تحمل نعمة المسيح. الماء هو أداة، لكن الروح القدس هو الذي يعمل. المياه لا تشفي ما لم يحل الروح عليها ليقدسها [418]. القديس أمبروسيوس * يليق بالأسقف -حسب قانون الخدمة الكهنوتية- أن يستخدم الكلمات المعروفة، ويسأل الله أن يحل الروح القدس على المياه، ويجعلها قادرة على الميلاد المملوء رهبة [419]. القديس ثيؤدور المصيصي |
||||
12 - 05 - 2014, 03:41 PM | رقم المشاركة : ( 26 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: العماد المقدس
* يا ملك كل الأشياء وربها، يا خالق الكون، لقد خلصت كل طبيعة بإرسال ابنك الوحيد، يسوع المسيح، وأعتقت خليقتك بمجيء كلمتك الفائق الوصف. تطلع الآن من السماء وانظر إلى هذه المياه، واملأها من الروح القدس. ليعمل فيها كلمتك الفائق الوصف، ويحوّل قوتها، وليملأ هذه الأشياء المخلوقة من نعمتك، حتى لا يكون السرّ الذي يتم الآن عديم الفاعلية في الذين سيولدون من جديد، بل ليملأ بنعمتك الإلهية جميع الذين سينزلون ويتعمدون [420]. خولاجي القديس صرابيون * تطلع من السماء وقدس هذا الماء، وامنحه نعمة وقوة، حتى أن من يتعمد حسب وصية مسيحك يُصلب معه ويموت معه ويدفن معه ويقوم معه إلى التبني الذي له، وذلك بأن يموت عن خطاياه ويحيا لله [421]. الدساتير الرسولية * قدوس، قدوس أيها الرب، وقدوس في كل شيء، الآن أيضًا يا ملكنا رب القوات ملك الجنود السمائية، اطلع أيها الجالس على الشاروبيم، اظهر وانظر إلى جبلتك هذه أي هذا الماء. امنحه نعمة الأردن والقوة والعزاء السمائي. وعند حلول روحك القدوس عليه هبه بركة الأردن. آمين. أعطه قوة ليصير ماء محييًا. آمين. ماء طاهرًا. آمين. ماء يطهر الخطايا. آمين. ماء حميم الميلاد الجديد. آمين. ماء البنوة. آمين. أنعم على هذا الماء لكي لا يوضع فيه، ولا ينزل مع الذي يتعمد فيه روح رديء، ولا روح نجس، ولا روح النهار، ولا روح الظهيرة، ولا روح المساء الخ. قداس المعمودية القبطي هكذا يظهر دور الثالوث القدوس في تقديس المياه، وإن كنت سأتحدث بمشيئة الله عن دور السيد المسيح ليس في تقديس المياه فحسب وإنما في تتميم السرّ في نهاية هذا الباب. إن كنا قد تحدثنا عن دور استدعاء اسم الله والصلوات في تقديس المياه، فإننا لا ننسى أيضًا دور رشم علامة الصليب في ذلك الأمر، فقد أوضح القديس أغسطينوس أن علامة الصليب تُرسم على مياه المعمودية، كما على زيت المسحة وعلى الإفخارستيا [422]، كما يربط القديس أمبروسيوس بين تقديس مياه المعمودية والصليب بقوله: [إننا نقر أن الشهود ثلاثة في المعمودية: الماء والدم والروح (1 يو 5: 7) هم واحد، لأنك إذا انتزعت واحدًا منهم لما وُجد سرّ المعمودية. لأنه ما هو الماء بدون صليب المسيح؟! عنصر مادي بدون أي فعل سرّي. كما أنه لا يوجد سرّ التجديد بدون ماء، "لأنه إن كان أحد لا يُولَد من الماءِ والروح لا يقدر أن يدخل ملكوت الله" (يو 3: 5). والآن حتى الموعوظ يؤمن بصليب الرب يسوع الذي به قد خُتم هو أيضًا، ولكنه إن لم يعتمد باسم الآب والابن والروح القدس فلا يمكن أن ينال غفران الخطايا، ولا أن يحصل على عطية النعمة الروحية [423].] |
||||
12 - 05 - 2014, 03:41 PM | رقم المشاركة : ( 27 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: العماد المقدس
11. سكب الميرون في المياه
في نهاية الصلوات الخاصة بتقديس المياه يسكب الكاهن الميرون ثلاث مرات على مثال الصليب ليقدس الماء وهو يقول: "باسم الآب والابن والروح القدس. مبارك الله الآب ضابط الكل. آمين". "مبارك ابنه الوحيد يسوع المسيح. آمين". "مبارك الروح القدس الباراقليط. آمين". ثم يحرك المياه وهو يقول بعض الفقرات من المزامير: "صوت الرب على المياه. إله المجد أرعد.. الرب على المياه الكثيرة. الليلويا. صوت الرب بالقوَّة. صوت الرب بعظيم الجلال. الليلويا". (مز 29: 3-4) "تعالوا إليه لتستنيروا ولا تخزى وجوهكم. تعالوا يا أبنائي واسمعوني لأعلمكم مخافة الرب. الليلويا". (مز 31: 5) "جزنا في النار والماءِ ثم أخرجتنا إلى الراحة. الليلويا". (مز 66: 12) "انضح عليَّ بزوفاك فأطهر وأغسلني أكثر من الثلج. اصرف وجهك عن خطاياي وامح كل آثامي. الليلويا". قلبًا نقيًّا اخلق فيَّ يا الله، وروحًا مستقيمًا جدّده في أحشائي. الليلويا" (مز 50: 7، 9، 10) "الرب اختار صهيون ورضيها مسكنًا لهُ. الليلويا" (مز 132: 13). إنه اختيار دقيق وعجيب يحمل في قوةٍ سرّ عمل الروح القدس في حياة المعتمد في هذه المياه التي تتقدس بالروح. لقد حملت المياه صوت الرب الذي يرعد في حياة الإنسان، محطمًا الشر ليقيم مملكته فيه من جديد. وفي المياه ينال المؤمن سرّ الاستنارة فلا يخزى وجهه بعد، ويصير ابنًا لله يسمع لوصاياه ويحمل مخافته لأبيه السماوي. يدخل المؤمن المياه فيجتاز نار الروح والمياه المقدسة ليعبر إلى راحة الفردوس الجديد. في هذه المياه يغتسل داخليًا فيصير نقيًا ويحمل القلب الجديد والروح الجديد. وفي هذه المياه يعلن الله اختياره للكنيسة "صهيون" ويقبل المؤمن عضوًا حيًا فيها. حقًا إنه نص فريد يدخل بنا إلى كل أسرار المعمودية خلال المزامير بقوة وبساطة! أما عادة سكب الميرون في مياه المعمودية بجوار مسح المُعمد به فهي عادة قديمة. يقول Stone أنها وجدت في مصر قبل نهاية القرن الخامس على الأكثر، كما وجدت في الغرب في القرن السادس [424]. وجاء في القديس ديونسيوس الأريوباغي: [يأتي (الأسقف) إلى أم التبني (الجرن) ويقدس المياه فيها بابتهالات مقدسة، ويكمل ذلك بسكب الميرون كلّي القدس فيها ثلاث مرات [425].] |
||||
12 - 05 - 2014, 03:42 PM | رقم المشاركة : ( 28 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: العماد المقدس
12. الثلاث تغطيسات
يتم العماد في داخل المياه المقدسة بالتغطيس ثلاث مرات. أما عادة التغطيس -دون الرش- فقد بدأت بالسيد المسيح نفسه الذي نزل نهر الأردن وصعد منه كقول الكتاب: "فلما اعتمد يسوع صعد للوقت من الماءِ" (مت 3: 16)، وقد مارست الكنيسة في الشرق والغرب العماد بالتغطيس، وقد بقيت الكنيسة الشرقية هكذا، أما الغربية فحتى أيام الأب توما الأكويني كانت تمارسه بالتغطيس. يقول F. Cuttaz الكاثوليكي: [يلزم اعتبار عماد المسيح في نهر الأردن بواسطة القديس يوحنا المعمدان مثالًا ونموذجًا للعماد المسيحي الذي أراد المسيح تأسيسه. لقد نزل مخلصنا في النهر، إذ يقول عنه الإنجيل: "صعد للوقت من الماءِ" (مت 3: 16)، ونقرأ في سفر الأعمال (8: 38-39) عن عماد خصي كنداكة الملكة: "فنزل كلاهما إلى الماء فيلبس والخصي فعمده، ولما صعدا من الماء خطف روح الرب فيلبس... (وجاء في هرماس) نزل الموعوظون في الماء أمواتًا وصعدوا منها أحياء [426]. العماد نزول مع السيد المسيح إلى القبر ودفن معه ثم صعود معه خلال قيامته. هذا النزول والصعود لا يتحقق برش بعض نقاط من الماء على الإنسان بل بتغطيسه في المياه [427].] لقد دُعيت المعمودية "صبغة" لأن الكلمة اليونانية "Baptizen" تعني صبغة، والصبغ يتم بتغطيس الشيء تمامًا في مادة الصبغ. هذا والمعمودية في الحقيقة هي "تجديد"، يتم بالتعري الكامل عن الإنسان القديم وأعماله، لهذا تمارس المعمودية بالتغطيس حيث يتعرى الإنسان لكي يلبس الإنسان الجديد: [تصبحون عراة مثل آدم في الفردوس، مع الفرق أن آدم أخطأ، أما في المعمودية فيتعرى الإنسان لكي يتحرر من الخطيئة. آدم فقد مجده، أما من يأتي إلى المعمودية فيخلع الإنسان العتيق بسهوله كما يخلع ملابسه [428].] والتغطيس أيضًا ضروري، لأن المعمودية هي دفن مع السيد المسيح (رو 6: 4، كو 2: 12). بالتغطيس يُغمر الإنسان بالمياه من كل جانب، هكذا يحيط الروح بنفسه من كل جانب بطريقة فائقة! وإن عدنا حتى إلى رموز العهد القديم الخاصة بالمعمودية مثل عبور البحر الاحمر ونهر الأردن كان الشعب يدخل إلى القاع، وفي قصة الطوفان كان الفلك مغمورًا بالمياه. ولا تزال المعموديات القديمة في الشرق والغرب تشهد عن العماد بالتغطيس، إذ كانت متسعة، بعضها توجد به سلالم ناحية الشرق والغرب حيث ينزل طالب العماد على إحداها ومتمم السرّ على الأخرى ليضع يده على رأسه أثناء العماد بالتغطيس. في الطقس القبطي يتم التغطيس ثلاث مرات، في المرة الأولى يضع الكاهن يده على المعمد ليقول: "أعمدك يا... باسم الآب"، والثانية باسم الابن، والثالثة باسم الروح القدس. في كل مرة ينفخ الكاهن في وجهه. والتغطيس ثلاث مرات إنما إعلان عن العماد باسم الثالوث القدوس، كما تشير إلى الدفن مع السيد المسيح ثلاثة أيام ليحمل المعمد قوة القيامة مع السيد المسيح (كو 2: 12) [429]. * نحن نغطس ثلاث مرات [430]. * نحن لا نغطس مرة واحد بل ثلاث مرات عندما نذكر اسم كل أقنوم من أقانيم الثالوث [431]. العلامة ترتليان |
||||
12 - 05 - 2014, 03:42 PM | رقم المشاركة : ( 29 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: العماد المقدس
* إننا نغطس للآب لنتقدس، ونغطس للابن بذات الهدف، كما نغطس للروح القدس لكي نصير إلى ما هو عليه وما يدعونا إليه [432]. * نحن نُدفن في الماء كما دفن المسيح في القبر، وعندما نغطس ثلاث مرات نعبر بذلك عن قبولنا لنعمة القيامة التي ظهرت بعد ثلاثة أيام [433]. القديس غريغوريوس النيسي * تتم كل غطسة عند ذكر كل أقنوم من أقانيم الثالوث [434]. القديس ديوناسيوس الأريوباغي * في كل مرة يقول: أعمدك باسم الآب والابن والروح القدس [435]. قوانين القديس هيبوليتس * بعد القيامة أرسل الرب تلاميذه وأوصاهم وعلمهم كيف يعمدون، قائلًا: كل سلطان أعطي لي في السماء وعلى الأرض، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى.لذلك اذهبوا وعلموا كل الأمم وعمدوهم باسم الآب والابن والروح القدس. لقد جعل الثالوث معروفًا خلال السرّ بواسطة الأمم الذين يعتمدون [436]. القديس كبريانوس * بثلاث غطسات ودعاء مساوٍ لها في العدد يتم سرّ المعمودية العظيم، لكي يتصور رسم الموت وتستنير نفوس المعمدين بتسليم معرفة الله [437]. القديس باسيليوس الكبير * يوجد سران في طريقة التعميد: الغطسات الثلاث هم رمز للإيمان بالثالوث القدوس الذي باسمه نعتمد، وكذلك رمز للدفن مع الرب ولقيامته في اليوم الثالث، لأننا ندفن مع المسيح في المعمودية ونقوم معه بالإيمان. القديس أغسطينوس * إننا نغطس ثلاث مرات، لكن سرّ الثالوث واحد، لأننا لا نعتمد بأسماء ثلاثة آلهة بل باسم الإله الواحد، ورغم أننا نغطس ثلاث مرات تحت الماء إلا أننا نؤمن بمعمودية واحدة [438]. القديس جيروم |
||||
12 - 05 - 2014, 03:42 PM | رقم المشاركة : ( 30 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: العماد المقدس
13. غسل القدمين
يروي لنا القديس أمبروسيوس عن عادة كانت متبعة في ميلانو دون غيرها، وهي أن الأسقف أو الكاهن الذي يقوم بالعماد يتمنطق بعد أن يتمم العماد ويغسل قدميْ المُعمد [439]. وهي عادة غريبة لأن المعمد قد خرج من الجرن طاهرًا ولا حاجة له إلى غسل قدميه في ذلك الوقت. ربما يريد الكاهن أن يُعلن للمعمد أن الكنيسة تبقى تغسل قدميه خلال وجوده في العالم حتى بعد نواله المعمودية المقدسة. |
||||
|