04 - 05 - 2014, 01:48 PM | رقم المشاركة : ( 21 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب ابو كريفا العهد الجديد: كيف كُتِبَت؟ ولماذا رفضتها الكنيسة؟
الوثيقة الموراتورية | المخطوطة الموراتورية (3) الوثيقة الموراتورية (170م): وجدت هذه الوثيقة الموراتورية أو المخطوطة الموراتورية في المكتبة الامبروسية Ambrosian - بميلان سنة 1740م ونشرها العالم الإيطالي موراتوري Muratori فدعيت باسمه. وكانت مكتوبة باللاتينية. وترجع نصوص هذه المخطوطة، التي كتبت أصلًا باليونانية، كما تؤكد هي نفسها، في النصف الثاني من القرن الثاني الميلادي حيث تقول الوثيقة "كتب هرماس (كتابه) الراعي حديثًا جدًا في زماننا في مدينة روما عندما كان يجلس شقيقه الأسقف بيوس Pius على كرسي الكنيسة في روما" (26). وكانت سطورها الأولى مفقودة وتبدأ بعبارة عن الإنجيل الثاني الذي للقديس مرقس وتقول "الذي فيه كان حاضرًا وقد دونه"، ثم تتحدث عن الإنجيل الثالث الذي للقديس لوقا مما يؤكد أنها تحدثت في السطور المفقودة عن الإنجيل للقديس متى ثم الإنجيل للقديس مرقس والذي تبقى منه هذا السطر المذكور أعلاه. "كتاب الإنجيل الثالث، الذي بحسب لوقا، هذا الطبيب لوقا بعد صعود المسيح (قيامته)؟ أخذه بولس معه كخبير في الطريق (التعليم)، دونه باسمه حسب فكره، مع أنه لم ير الرب في الجسد، ولأنه كان قادرًا على التحقق منه، فقد بدأ يروى القصة من ميلاد يوحنا. رابع الأناجيل هو الذي ليوحنا (أحد) الرسل. الذي عندما حثه تلاميذه وأساقفته قال: صوموا معي من اليوم ولمدة ثلاثة أيام وما يعلن لكل واحد فلنقله بعضنا لبعض. وفي نفس الوقت كُشف لأندراوس، أحد الرسل، أن ما ينجح (يفحص) الكل فيه يجب أن يدون يوحنا كل شيء باسمه. ولذا فعلى الرغم من وجود أفكار متنوعة تعلم في الإنجيل ككل (أي الأناجيل الأربعة) إلا أن هذه الأمور لا تسبب اختلافًا لإيمان المؤمنين، لأن كل ما فيها أُعلن بالروح الواحد. فكل شيء معلن في الكل: ما يختص بالميلاد وما يختص بالآلام وما يختص بالقيامة وما يختص بالأحاديث مع التلاميذ، ما يختص بمجيئه الأول محتقر في تواضع، والثاني ممجد في قوة ملوكية. فما العجيب إذا في أن يورد يوحنا نقاطًا خاصة في رسائله أيضًا، فهو دائمًا صادق مع نفسه، إذ يقول هو نفسه "الذي رأيناه بعيوننا وسمعناه بآذاننا ولمسته أيدينا نكتبه لكم". فهو يعترف هكذا أنه ليس شاهد عيان فقط بل كاتب أيضًا لكل عجائب الرب بالترتيب. ولكن أعمال الرسل مكتوبة في كتاب واحد. فقد لخص لوقا للعزيز ثاوفيلس الأمور العديدة التي حدثت في حضوره..". وتتحدث الوثيقة أو المخطوطة بعد ذلك عن كل رسائل القديس بولس عدا الرسالة إلى العبرانيين، وتتكلم عن رؤيا يوحنا ورسالة يهوذا ورسالتين للقديس يوحنا. ثم تتحدث عن بعض الكتب الأبوكريفية، أي المزيفة، كالآتي: "ويوجد أيضًا رسالة إلى الاوديكيين وأخرى إلى السكندريين، زيفتا باسم بولس لهرطقة مركيون، وكتب أخرى عديدة لا يمكن أن تكون قد سُلمت في الكنيسة الجامعة. لأنه لن يخلط العسل مع الخل. وفي أخر الوثيقة تقول: "ونحن لا نقبل أي شيء من أرسينوس أو فالنتينوس وميليتادس الذي ألف مزمور جدي لمركيون مع باسيليدس في آسيا الصغرى" (27). وتؤكد لنا هذه الوثيقة ثلاث حقائق جوهرية هي: (1) إيمان الكنيسة في القرن الثاني للميلاد بوحي أسفار العهد الجديد، السبعة والعشرين، وكتابتها وتدوينها بالروح القدس. (2) وأنها، وحدها، أسفار مقدسة وذات سلطان إلهي. (3) كما تميز تمامًا بين هذه الأسفار المقدسة وبين الكتب المزيفة التي قالت عنها أنه "لا يمكن أن تقبل (الكتب الأبوكريفية، المزيفة) في الكنيسة الجامعة. لأنه لن يخلط الخل مع العسل". وعلى الرغم من أن هذه الوثيقة لا تذكر الرسالة إلى العبرانيين وكذلك الرسالة الثالثة للقديس يوحنا ورسالة يعقوب ورسالتي بطرس فهذا لا يدل على عدم الإيمان بوحيها وقداستها أو إنكارها لأن هذه المخطوطة لم تذكر هذه الرسائل لا بين الأسفار المقدسة الموحى بها ولا بين الأسفار المزيفة فقد ذكرت هذه الرسائل في كثير من كتابات الكثير من آباء القرن الثاني الميلادي الذين استشهدوا بآياتها واقتبسوا نصوصها وشهدوا لها، يقول العلامة الإنجليزي وستكوت أن عدم ذكر هذه الرسائل قد يرجع لوجود فجوة أو شق في المخطوطة نفسها. وعلى أية حال فهذه الرسائل مستشهد بها جيدًا وبدرجة كافية في مصادر أخرى(28). |
||||
04 - 05 - 2014, 01:49 PM | رقم المشاركة : ( 22 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب ابو كريفا العهد الجديد: كيف كُتِبَت؟ ولماذا رفضتها الكنيسة؟
اقتباسات إيريناؤس أسقف ليون من الكتاب المقدس (4) إيريناؤس أسقف ليون (120 - 202م): كان إيريناؤس أسقف ليون بفرنسا حاليا أحد الذين تتلمذوا على أيدي تلاميذ الرسل، خاصة القديس بوليكاربوس، كما أكد هو نفسه، كما بينا أعلاه، وخلفائهم، ويضيف القديس جيروم "من المؤكد أنه كان تلميذا لبوليكاربوس" (29). وكان حلقة وصل بين الآباء الرسوليين تلاميذ الرسل ومن جاءوا بعده. وقد كتب مجموعة من الكتب بعنوان "ضد الهراطقة" دافع فيها عن المسيحية وأسفارها المقدسة وأقتبس منها حوالي 1064 اقتباسا منها 626 من الأناجيل الأربعة وحدها و325 من رسائل القديس بولس الرسول الأربع عشرة و112 من بقية أسفار العهد الجديد، منها 29 من سفر الرؤيا. وأكد على حقيقة انتشار الأناجيل الأربعة في كل مكان بقوله "لقد تعلمنا خطة خلاصنا من أولئك الذين سلموا لنا الإنجيل الذي سبق أن نادوا به للبشرية عامة، ثم سلموه لنا بعد ذلك، حسب إرادة الله، في أسفار مقدسة ليكون أساس وعامود إيماننا.. فقد كانوا يمتلكون إنجيل الله، كل بمفرده، فقد نشر متى إنجيلًا مكتوبًا بين العبرانيين بلهجتهم عندما كان بطرس وبولس يكرزان ويؤسسان الكنائس في روما. وبعد رحيلهما سلم لنا مرقس تلميذ بطرس ومترجمه، كتابة ما بشر به بطرس. ودون لوقا، رفيق بولس في سفر الإنجيل الذي بشر به (بولس)، وبعد ذلك نشر يوحنا نفسه، تلميذ الرب والذي اتكأ على صدره إنجيلا أثناء أقامته في أفسس في آسيا الصغرى" (30). وقال عن وحدة الإنجيل "لا يمكن أن تكون الأناجيل أكثر أو أقل مما هي عليه الآن حيث يوجد أربعة أركان في العالم الذي نعيش فيه أو أربعة رياح جامعة حيث انتشرت الكنيسة في كل أنحاء العالم وأن "عامود الحق وقاعدة" الكنيسة هو الإنجيل روح الحياة، فمن اللائق أن يكون لها أربعة أعمدة تنفس الخلود وتحي البشر من جديد، وذلك يوضح أن الكلمة صانع الكل، الجالس على الشاروبيم والذي يحتوى كل شيء والذي ظهر للبشر أعطانا الإنجيل في أربعة أوجه ولكن مرتبطة بروح واحد.. ولأن الإنجيل بحسب يوحنا يقدم ميلاده الأزلي القدير والمجيد من الآب، يقول "في البدء كان الكلمة وكان الكلمة عند الله وكان الكلمة الله" و"كل شيء به كان وبغيره لم يكن شيء مما كان.. ولكن الذي بحسب لوقا يركز على شخصيته (المسيح) الكهنوتية فقد بدأ بزكريا الكاهن وهو يقدم البخور لله. لأن العجل المسمن (أنظر لوقا 23:15)، الذي كان سيقدم ذبيحة بسبب الابن الأصغر الذي وُجد، كان يعُد حالًا.. ويركز متى على ميلاده الإنساني قائلًا "كتاب ميلاد يسوع المسيح ابن داود ابن إبراهيم" و"وكان ميلاد يسوع المسيح هكذا". فهو إذا إنجيل الإنسانية، ولذا يظهر [المسيح] خلال كل الإنجيل كإنسان وديع ومتواضع. ويبدأ مرقس من جهة أخرى بروح النبوة الآتي على الناس من الأعالي قائلًا "بدء إنجيل يسوع المسيح، كما هو مكتوب في إشعياء النبي "مشيرًا إلى المدخل المجنح للإنجيل. لذلك صارت رسالته وجيزة ومختصره لمثل هذه الشخصية النبوية" (31). |
||||
04 - 05 - 2014, 01:49 PM | رقم المشاركة : ( 23 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب ابو كريفا العهد الجديد: كيف كُتِبَت؟ ولماذا رفضتها الكنيسة؟
اقتباسات القديس أكليمندس الإسكندري من العهد الجديد (5) القديس أكليمندس الإسكندري (150-215 م.): كان القديس أكليمندس الإسكندري مديرًا لمدرسة الإسكندرية اللاهوتية وتلميذًا للعلامة بنتينوس ومُعلمًا لكل من العلامة أوريجانوس وهيبوليتوس وكان كما يصفه المؤرخ الكنسي يوسابيوس القيصري "متمرسًا في الأسفار المقدسة" (32)، وينقل يوسابيوس عن كتابه وصف المناظر أنه أستلم التقليد بكل دقة من الذين تسلموه من الرسل، فقد كان هو نفسه خليفة تلاميذ الرسل أو كما يقول هو عن نفسه إنه "التالي لخلفاء الرسل" (33)، "ويعترف بأن أصدقاءه قد طلبوا منه بإلحاح أن يكتب من أجل الأجيال المتعاقبة التقاليد التي سمعها من الشيوخ الأقدمين" (34)، وذلك باعتباره أحد خلفائهم. ومن ثم فقد سجل التقليد الشفوي الذي سمعه ورآه وتعلمه وعاشه وحوله إلى تقليد مكتوب، كما شرحه ودافع عنه. وينقل عنه يوسابيوس، أيضا، قوله عن معلميه الذين استلم منهم التقليد "وقد حافظ هؤلاء الأشخاص على التقليد الحقيقي للتعليم المبارك، المسلم مباشرة من الرسل القديسين بطرس ويعقوب ويوحنا وبولس، إذ كان الابن يتسلمه عن أبيه (وقليلون هم الذين شابهوا آباءهم) حتى وصل إلينا بإرادة الله لنحافظ على هذه البذار الرسولية" (35). ويقول عن تدوين الأناجيل الأربعة كما ينقل عن يوسابيوس القيصري: "وفى نفس الكتاب (وصف المناظر) أيضًا يقدم أكليمندس تقليد الآباء الأولين عن ترتيب الأناجيل على الوجه التالي: فيقول أن الإنجيلين المتضمنين نسب المسيح كتبا أولًا. وكانت مناسبة كتابة الإنجيل بحسب مرقس هكذا: لما كرز بطرس بالكلمة جهارًا في روما. وأعلن الإنجيل بالروح، طلب كثيرون من الحاضرين إلى مرقس أن يدون أقٌواله لأنه لازمه وقتًا طويلًا وكان يتذكرها، وبعد أن دون الإنجيل سلمه لمن طلبوه. ولما علم بطرس بهذا لم يمنعه من الكتابة ولا شجعه عليها. وأخر الكل لما رأى يوحنا أن الحقائق الخارجية قد دونت بوضوح في الكتب كتب إنجيلًا روحيًا بعد إلحاح من أصدقائه وإرشاد من الروح القدس" (36). وقد أقتبس من أسفار العهد الجديد 1433 مرة، منها 591 من الأناجيل الأربعة و731 اقتباسا من رسائل القديس بولس الرسول و111 من بقية العهد الجديد. |
||||
04 - 05 - 2014, 01:50 PM | رقم المشاركة : ( 24 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب ابو كريفا العهد الجديد: كيف كُتِبَت؟ ولماذا رفضتها الكنيسة؟
حديث العلامة ترتليان عن صحة ووحي الأناجيل والأسفار الجديدة العلامة ترتليان، أو كوينتوس سيتيميوس فلورنس ترتليانوس (6) العلامة ترتليان (145 -220م): وقال العلامة ترتليان، من قرطاجنة بشمال أفريقيا والذي قال عنه القديس جيروم أنه: " يعتبر رائدًا للكتبة اللاتين" (37)، عن صحة ووحي الأناجيل الأربعة "أن كُتاب العهد الإنجيلي هم الرسل الذين عينهم الرب نفسه لنشر الإنجيل إلى جانب الرجال الرسوليين الذين ظهروا مع الرسل وبعد الرسل.. يوحنا ومتى اللذان غرسا الإيمان داخلنا، ومن الرسوليين لوقا ومرقس اللذان جدداه لنا بعد ذلك" (38). كما اقتبس من كل أسفار العهد الجديد واستشهد بأكثر من 7000 (سبعة آلاف) اقتباسٍ. |
||||
04 - 05 - 2014, 01:51 PM | رقم المشاركة : ( 25 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب ابو كريفا العهد الجديد: كيف كُتِبَت؟ ولماذا رفضتها الكنيسة؟
استشهاد هيبوليتوس بالعهد الجديد (7) هيبوليتوس (170-235م): كان هيبوليتوس كاهنًا بروما وقد اقتبس واستشهد بأسفار العهد الجديد أكثر من 1300 مرة وأشار إلى قراءتها في الاجتماعات العبادية العامة (39) كما أشار إلى قداستها ووحيها وكونها كلمة الله (40). |
||||
04 - 05 - 2014, 01:51 PM | رقم المشاركة : ( 26 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب ابو كريفا العهد الجديد: كيف كُتِبَت؟ ولماذا رفضتها الكنيسة؟
كلام العلامة أوريجانوس عن وحي وقانونية العهد الجديد (8) العلامة أوريجانوس (185-245 م.): تلميذ وخليفة أكليمندس الإسكندري، وقد فسر جميع أسفار العهد القديم والعهد الجديد وقابل الأسفار الإلهية لكل من العهدين (41)، وقال أن كل ما تكلم به الأنبياء في أسفار العهد القديم قد تكلم به المسيح بواسطتهم قبل التجسد، وأن ما تكلم به رسل المسيح هو كلام المسيح الذي تكلم به من خلالهم بعد صعوده إلى السماء "وبكلمات المسيح لا نعنى تلك التي تكلم بها عندما صار إنسانًا وحل بالجسد، فقد كان المسيح قبل ذلك الوقت كلمة الله الذي تكلم في موسى والأنبياء.. وبعد صعوده إلى السماء تكلم في تلاميذه كما تكلم بواسطة بولس الذي قال: أنتم تطلبون برهان المسيح الذي يتكلم في" (42). ويقول عن وحي وقانونية الإنجيل بأوجهه الأربعة: "بين الأناجيل الأربعة، وهى الوحيدة التي لا نزاع بشأنها في كنيسة الله تحت السماء، عرفت من التقليد أن أولها كتبه متى، الذي كان عشارًا، ولكنه فيما بعد صار رسولًا ليسوع المسيح، وقد أُعد للمتنصرين من اليهود ونُشر باللغة العبرية. والثاني كتبه مرقس وفقًا لتعاليم بطرس، الذي في رسالته الجامعة يعترف به أبنًا قائلًا: تسلم عليكم التي في بابل المختارة معكم، وكذا مرقس أبني (1بط13:5). والثالث كتبه لوقا، وهو الإنجيل الذي أقره (أشرف عليه) بولس، وكتب من أجل المتنصرين من الأمم. وأخر الكل الإنجيل الذي كتبه يوحنا" (43). |
||||
04 - 05 - 2014, 01:52 PM | رقم المشاركة : ( 27 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب ابو كريفا العهد الجديد: كيف كُتِبَت؟ ولماذا رفضتها الكنيسة؟
المؤرخ الكنسي يوسابيوس القيصري ووحي الإنجيل (9) المؤرخ الكنسي يوسابيوس القيصري (264-340 م.): أسقف قيصرية وأحد أعضاء مجمع نيقية الذي انعقد سنة 325 م. وترجع أهمية كتاباته لكونه أقدم المؤرخين المسيحيين، وهو نفسه يعتبر حجة في تاريخ الكنيسة في عصورها الأولى وكان واسع الإطلاع في كتب الآباء والتي كان لديه منها الكثير جدًا واستقى معلوماته منها، ولذا فقد جمع في كُتبه أهم ما كتبه آباء الكنيسة من نهاية القرن الأول إلى بداية القرن الثالث. وقد نقل لنا الكثير من أقوال الآباء في الأناجيل وبقية أسفار العهد الجديد. ويكتب لنا عن وحي وقانونية الأناجيل الأربعة كما يلي: "أولئك الرجال العظام، اللاهوتيون حقًا، أقصد رسل المسيح، تطهرت حياتهم وتزينوا بكل فضيلة في نفوسهم، ولكنهم لم يكونوا فصحاء اللسان. وكانوا واثقين كل الثقة في السلطان الإلهي الذي منحه لهم المخلص، ولكنهم لم يعرفوا – ولم يحاولوا أن يعرفوا – كيف يذيعون تعاليم معلمهم بلغة فنية فصحى، بل استخدموا فقط إعلانات روح الله العامل معهم وسلطان المسيح الصانع العجائب الذي كان يظهر فيهم، وبذلك أذاعوا معرفة ملكوت السموات في كل العالم، غير مفكرين كثيرًا في تدوين الكتب. وهذا ما فعلوه لأنهم وجدوا معونة في خدمتهم ممن هو أعظم من الإنسان. فبولس مثلًا الذي فاقهم جميعًا في قوة التعبير وغزارة التفكير، لم يكتب إلا أقصر الرسائل رغم انه كانت لديه أسرار غامضة لا تحصى يريد نقلها للكنيسة، لأنه قد وصل إلى مناظر السماء الثالثة، ونقل إلى فردوس الله وحسب مستحقًا أن يسمع هناك كلمات لا ينطق بها.. لأن متى الذي كرز أولًا للعبرانيين كتب إنجيله بلغته الوطنية، إذ كان على وشك الذهاب إلى شعوب أخرى وبذلك عوض من كان مضطرًا لمغادرتهم عن الخسارة التي كانت مزمعة أن تحل بهم بسبب مغادرته إياهم" (44). "أضاء جلال التقوى عقول سامعي بطرس لدرجة أنهم لم يكتفوا بأن يسمعوا مرة واحدة فقط ولم يكونوا قانعين بالتعليم غير المكتوب للإنجيل الإلهي، بل توسلوا بكل أنواع التوسلات إلى مرقس أحد تابعي بطرس، والذي لا يزال إنجيله بين أيدينا، لكي يترك لهم أثرًا مكتوبًا عن التعاليم التي سبق أن وصلتهم شفويًا. ولم يتوقفوا حتى تغلبوا على الرجل، وهكذا سنحت له الفرصة لكتابة الإنجيل الذي يحمل اسم مرقس" (45). "أما لوقا فهو نفسه في بداية إنجيله يبين السبب الذي دعاه إلى كتابته.. ودون في إنجيله وصفًا دقيقًا لتلك الأحداث التي تلقى عنها المعلومات الكاملة، يساعد على هذا صداقته الوثيقة لبولس وإقامته معه، ومعرفته لسائر الرسل" (46). "وبعدما نشر مرقس ولوقا إنجيليهما يقولون أن يوحنا الذي صرف كل وقته في نشر الإنجيل شفويًا، بدأ أخيرًا يكتب للسبب التالي: أن الأناجيل الثلاثة السابق ذكرها إذ وصلت إلى أيدي الجميع، وإلى يديه أيضًا، يقولون أنه قبلها وشهد لصحتها، ولكن كان ينقصها وصف أعمال المسيح في بداية خدمته" (47). |
||||
04 - 05 - 2014, 01:52 PM | رقم المشاركة : ( 28 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب ابو كريفا العهد الجديد: كيف كُتِبَت؟ ولماذا رفضتها الكنيسة؟
اعتراف القديس أثناسيوس الرسولي بنفس أسفار العهد الجديد (10) القديس أثناسيوس الرسولي (296-373 م.): بابا الإسكندرية العشرون والمسمى الرسولي لدفاعه البطولي عن جوهر الإيمان المسيحي ومواجهته لكل خصوم عقيدة مساواة الابن للآب في الجوهر. وترجع أهمية قانونه للأسفار المقدسة الموحى بها لأنه يمثل جميع كنائس العالم في ذلك الوقت، إذ كان معترفًا به من جميع الكنائس التي كانت قد وصلت إلى مرحلة من اليقين الكامل والمطلق بقانونية كل أسفار العهد الجديد كما هي بين أيدينا. وهى كالآتي: "الأناجيل الأربعة التي بحسب متى ومرقس ولوقا ويوحنا. بعد ذلك أعمال الرسل والرسائل (المسماة بالجامعة)، وهى سبع، واحدة ليعقوب واثنتان لبطرس، وثلاث ليوحنا، وواحدة ليهوذا. وإلى جانب هؤلاء يوجد أربع عشرة رسالة لبولس كتبت بالترتيب التالي؛ الأولى لروما واثنتان لكورنثوس وواحدة لغلاطية وأخرى لأفسس، ثم واحدة لفيلبي، وواحدة لكولوسى، واثنتان لتسالونيكى والتي للعبرانيين، واثنتان أيضا لتيموثاوس، وواحدة لتيطس وأخيرًا التي لفليمون، وإلى جانب هؤلاء رؤيا يوحنا" (48). |
||||
04 - 05 - 2014, 01:53 PM | رقم المشاركة : ( 29 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب ابو كريفا العهد الجديد: كيف كُتِبَت؟ ولماذا رفضتها الكنيسة؟
قائمة أسفار العهد الجديد في القانون الجلاسياني (11) القانون المدعو الجلاسياني (49): وجاء في القانون المدعو بالجلاسياني والمنسوب للبابا جلاسيوس الخامس (496م) قائمة بأسفار العهد الجديد القانونية السبعة والعشرين القانونية كما تسلمتها الكنيسة من الرسل. وجاء به أيضا قائمة بالكتب الأبوكريفية المحرمة، وأمام كل منها عبارة "أبوكريفي". ويفصل القانون بشدة بين الكتب المحرمة والمرفوضة والأسفار القانونية. وأهم ما جاء به بالنسبة لدراستنا هنا هو كالآتي: كتاب دليل (كتاب) الرحلات تحت اسم بطرس الرسول، والذي يسمى الكتب التسعة للقديس أكليمندس، أعمال تحت اسم أندراوس الرسول، أعمال تحت اسم توما الرسول، أعمال تحت اسم بطرس الرسول، أعمال تحت اسم فيليبس الرسول، إنجيل تحت اسم متياس، إنجيل تحت اسم برنابا (غير الإنجيل المزيف الموجود حاليا)، إنجيل تحت اسم يعقوب الأصغر، إنجيل تحت اسم بطرس الرسول، إنجيل تحت اسم توما، الذي يستخدمه المانيين، إنجيل تحت اسم برثولماوس، إنجيل تحت اسم أندراوس، الإنجيل الذي زيفه لوسيان، الإنجيل الذي زيفه هوسيخوس. كتاب عن طفولة المخلص، كتاب عن ميلاد المخلص أو عن مريم أو الأمه، كتاب يسمى الراعي، كل الكتب التي عملها ألفها لوسيان تلميذ الشيطان.. رؤيا منسوبة لبولس، رؤيا منسوبة لتوما، رؤيا منسوبة لأستيفانوس، كتاب يسمى عودة القديسة مريم للموطن.. هذه وما على شاكلتها من الذي كتبه سيمون الساحر ونيقولاوس وكيرنثوس ومركيون وباسيليدس وأبيون.. مونتانوس.. فالنتينوس، المانيين". |
||||
04 - 05 - 2014, 01:54 PM | رقم المشاركة : ( 30 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب ابو كريفا العهد الجديد: كيف كُتِبَت؟ ولماذا رفضتها الكنيسة؟
قائمة نيسيفوروس للكتب الأبوكريفية المنحولة (12) قائمة نيسيفوروس (50): وتوجد أيضا قائمة باسم البطريرك نيسيفوروس Necephorus (Nikephoros, Nikiforos) بطريرك القسطنطينية (806 - 818م) والذي ذهب إلى بغداد وهناك وجد العديد من هذه الكتب الأبوكريفية فقرأها وأحصى عدد سطورها. وننقل أهم ما جاء بها عن الكتب الأبوكريفية الخاصة بالعهد الجديد: "رؤيا بطرس 300 سطر، إنجيل العبريين 2200 سطر، أعمال بولس 3600 سطر، أعمال بطرس 2750 سطر، أعمال يوحنا 2500 سطر، أعمال توما 1300 سطر، إنجيل توما 1300 سطر". وقد رفضت جميع هذه الكتب الأبوكريفية لأنها جاءت من خارج التسليم الرسولي والكنيسة. كما أنها تمتلئ بالخرافات والأساطير والأفكار الوثنية والأخطاء الدينية والتاريخية..الخ ونرى أن أحسن طريقة لكشف حقيقتها هو نشرها ليقرأها كل واحد بنفسه ليرى الفارق بين العسل والخل كما جاء في الوثيقة الموراتورية. |
||||
|