26 - 03 - 2014, 06:01 PM | رقم المشاركة : ( 21 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب آدم (بين آدم الأول وآدم الثاني) - الأنبا بيشوي
الله لا يُرغم أحدًا العذراء مريم عندما أراد أن يتجسد منها، أرسل إليها ملاك لكي يستأذن منها أولاً "فَقَالَ لَهَا الْمَلاَكُ: «لاَ تَخَافِي يَا مَرْيَمُ لأَنَّكِ قَدْ وَجَدْتِ نِعْمَةً عِنْدَ اللهِ وَهَا أَنْتِ سَتَحْبَلِينَ وَتَلِدِينَ ابْنًا وَتُسَمِّينَهُ يَسُوعَ" (لو1: 30 ،31). وعندما سألت كيف يحدث هذا وأنا لست أعرف رجلاً؟ فَأَجَابَ الْمَلاَكُ: "اَلرُّوحُ الْقُدُسُ يَحِلُّ عَلَيْكِ وَقُوَّةُ الْعَلِيِّ تُظَلِّلُكِ فَلِذَلِكَ أَيْضًا الْقُدُّوسُ الْمَوْلُودُ مِنْكِ يُدْعَى ابْنَ اللهِ" (لو1: 35). ولما قالت له: "هُوَذَا أَنَا أَمَةُ الرَّبِّ. لِيَكُنْ لِي كَقَوْلِكَ" (لو1: 38). حينئذ تجسد الله الكلمة منها. لكن إذا لم توافقه، لن يقبل أن يدخل في أحشائها غصبًا. فطريقة ربنا إنه دائمًا يقرع على الباب؛ قبل أن يدخل يستأذن، وها هو يقول: "هَئَنَذَا وَاقِفٌ عَلَى الْبَابِ وَأَقْرَعُ. إِنْ سَمِعَ أَحَدٌ صَوْتِي وَفَتَحَ الْبَابَ، أَدْخُلُ إِلَيْهِ وَأَتَعَشَّى مَعَهُ وَهُوَ مَعِي" (رؤ3: 20). |
||||
26 - 03 - 2014, 06:02 PM | رقم المشاركة : ( 22 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب آدم (بين آدم الأول وآدم الثاني) - الأنبا بيشوي
المسئولية الشخصية حقًا، وإن كان السيد المسيح هو الرئيس الأعلى وهو الرأس الأعظم إنما يترك حرية الاختيار لك في إما أن تتبعه وتأخذ أوامرك منه، أو تظل مرتبطًا بالرأس الأول الذي هو آدم الأول، كما تريد وكما ترغب. أردت أن تعيش الحياة الجديدة في المسيح... مرحبًا بك، أما إن أردت أن تعيش كمولود بالجسد "اَلْمَوْلُودُ مِنَ الْجَسَدِ جَسَدٌ هُوَ وَالْمَوْلُودُ مِنَ الرُّوحِ هُوَ رُوحٌ" (يو3: 6). فإذا كانت المسئولية الشخصية لأبناء آدم لم تدخل في الخطية الأصلية وقد ورثوا حالة الخطية التي سقط فيها آدم مع حواء، لكن لديهم الفرصة أيضًا مع آدم أن يختاروا طريقة الخلاص وينالوا البنوة لله بقبول عطية الله في المسيح. مسئولية الإنسان الشخصية هي التي تحدد مصيره. وحتى الذين آمنوا بالمسيح؛ فإن هناك أناس اختاروا طريق الشركة مع إبليس إذ رفضوا الإيمان الأول، وهناك آخرون اختاروا طريق الشركة مع الله، وظلّوا ثابتين إلى النهاية. |
||||
26 - 03 - 2014, 06:03 PM | رقم المشاركة : ( 23 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب آدم (بين آدم الأول وآدم الثاني) - الأنبا بيشوي
آدم الذي هو مثال الآتي نستطيع أن نفهم الآن معنى ما قاله معلمنا بولس الرسول إن "آدَمَ الَّذِي هُوَ مِثَالُ الآتِي" (رو5: 14)، هذا التعبير هو ملخص كل ما سبق وتحدثنا عنه؛ عندما قال إن "آدَمَ الَّذِي هُوَ مِثَالُ الآتِي" يقصد أنه لما خلق الله آدم، وجعله رأسًا للجنس البشرى، وأعطاه أن يثمر ويكون له أولاد، وأولاده يرثون طبيعته ويأخذون ميراثه و.. و.. إلى آخره؛ كل هذه القصة تشير إلى ما سوف يعمله السيد المسيح عندما يصير هو رأس لنا ويعطينا الميراث الأبدي، ونصير كلنا أعضاء في جسده وهكذا... وطبعًا لكي نأخذ استحقاقات السيد المسيح لابد أن نكون ثابتين فيه باستمرار، وكيف ذلك؟ نحن نثبت فيه بتناولنا من جسده المقدس ودمه الكريم. |
||||
26 - 03 - 2014, 06:04 PM | رقم المشاركة : ( 24 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب آدم (بين آدم الأول وآدم الثاني) - الأنبا بيشوي
في المسيح سيحيا الجميع في قوله: "فَإِنَّهُ إِذِ الْمَوْتُ بِإِنْسَانٍ، بِإِنْسَانٍ أَيْضًا قِيَامَةُ الأَمْوَاتِ. لأَنَّهُ كَمَا فِي آدَمَ يَمُوتُ الْجَمِيعُ هَكَذَا فِي الْمَسِيحِ سَيُحْيَا الْجَمِيعُ" (1كو15: 21، 22). كما ورثنا موت آدم كذلك نحن نرث قيامة السيد المسيح، وكما ورثنا خطية آدم أمكننا أن نرث أيضًا بر السيد المسيح، بل إن موت السيد المسيح أيضًا أمكننا أن نرثه، كيف ذلك؟ إن موت المسيح كنائب عنا يحسب لنا كقول معلمنا بولس الرسول: "إِذْ نَحْنُ نَحْسِبُ هَذَا: أَنَّهُ إِنْ كَانَ وَاحِدٌ قَدْ مَاتَ لأَجْلِ الْجَمِيعِ. فَالْجَمِيعُ إِذًا مَاتُوا" (2كو5: 14). ونحن نتحد مع المسيح بشبه موته بالمعمودية كما قال بولس الرسول: "فَدُفِنَّا مَعَهُ بِالْمَعْمُودِيَّةِ لِلْمَوْتِ حَتَّى كَمَا أُقِيمَ الْمَسِيحُ مِنَ الأَمْوَاتِ بِمَجْدِ الآبِ هَكَذَا نَسْلُكُ نَحْنُ أَيْضًا فِي جِدَّةِ الْحَيَاةِ لأَنَّهُ إِنْ كُنَّا قَدْ صِرْنَا مُتَّحِدِينَ مَعَهُ بِشِبْهِ مَوْتِهِ نَصِيرُ أَيْضًا بِقِيَامَتِهِ" (رو6: 4 ،5). كما أنك مُتَ في آدم لما مات، فالمسيح على الصليب مات بالجسد، ويمكنك أنت أن تموت في المسيح بعمل الروح القدس في المعمودية، عمل الروح القدس يأخذ مما للمسيح ويعطيك (انظر يو16: 14). وكما تأخذ موت المسيح كذلك قيامة السيد المسيح تأخذها أيضًا. |
||||
26 - 03 - 2014, 06:05 PM | رقم المشاركة : ( 25 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب آدم (بين آدم الأول وآدم الثاني) - الأنبا بيشوي
وماذا عن آباء العهد القديم؟! وربما تسأل: هل آدم وإبراهيم وسائر الآباء الذين رقدوا على رجاء الخلاص قد دُفنوا معه مثلنا نحن الذين دُفنا معه في المعمودية للموت؟ ونجيب ونقول: نعم.. وإن كانوا لم يُدفَنوا معه بل بالحرى هو الذي دُفن معهم!! من أجل ذلك قال: "لأَنَّهُ كَمَا كَانَ يُونَانُ فِي بَطْنِ الْحُوتِ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ وَثَلاَثَ لَيَالٍ هَكَذَا يَكُونُ ابْنُ الإِنْسَانِ فِي قَلْبِ الأَرْضِ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ وَثَلاَثَ لَيَالٍ" (مت12: 40). لماذا؟ لأنه يريد أن يُدفَن بالجسد مع آدم ومع إبراهيم وإسحق ويعقوب وكل الذين رقدوا على رجاء الخلاص، ويقول لهم سوف آتى إليكم في الجحيم بنفسي، كقول معلمنا بطرس الرسول عن موت السيد المسيح "مُمَاتًا فِي الْجَسَدِ وَلَكِنْ مُحْيىً فِي الرُّوحِ، الذِي فِيهِ أَيْضًا ذَهَبَ فَكَرَزَ لِلأَرْوَاحِ الَّتِي فِي السِّجْنِ" (1بط3: 18، 19). فكما نتحد نحن معه بشبه موته في المعمودية، فإن السيد المسيح قد اتحد معهم بشبه موته بنزوله إلى القبر وإلى الجحيم ليس كمعاقَب محبوس ولكن كمحرِر من الحبس ومخلِّص وكارز بالخلاص،وهنا ينطبق قول بولس الرسول: "لأَنَّهُ إِنْ كُنَّا قَدْ صِرْنَا مُتَّحِدِينَ مَعَهُ بِشِبْهِ مَوْتِهِ نَصِيرُ أَيْضًا بِقِيَامَتِهِ" (رو6: 5). إذن تتضح المسئولية الشخصية هنا سواء في العهد القديم للذين رقدوا على رجاء الخلاص، أو في العهد الجديد للذين نالوا البنوة والتجديد الذي ناله آباؤنا حين نزل إليهم المسيح في الجحيم ورفعهم معه وأدخلهم الفردوس، لدرجة أنه "قَامَ كَثِيرٌ مِنْ أَجْسَادِ الْقِدِّيسِينَ الرَّاقِدِينَ. وَخَرَجُوا مِنَ الْقُبُورِ بَعْدَ قِيَامَتِهِ وَدَخَلُوا الْمَدِينَةَ الْمُقَدَّسَةَ وَظَهَرُوا لِكَثِيرِينَ" (مت27: 52، 53)، بمعنى إنه لم ينقل أرواحهم إلى الفردوس فقط، ولكنه أقامهم بعد قيامته وأرسلهم إلى مدينة أورشليم كشهود ليشهدوا أن الفداء قد تم. |
||||
26 - 03 - 2014, 06:07 PM | رقم المشاركة : ( 26 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب آدم (بين آدم الأول وآدم الثاني) - الأنبا بيشوي
بالمعمودية نرث مجد الملكوت بعد أن قال فَدُفِنَّا مَعَهُ بِالْمَعْمُودِيَّةِ لِلْمَوْتِ، يكمل ويقول: "حَتَّى كَمَا أُقِيمَ الْمَسِيحُ مِنَ الأَمْوَاتِ بِمَجْدِ الآبِ هَكَذَا نَسْلُكُ نَحْنُ أَيْضًا فِي جِدَّةِ الْحَيَاةِ" (رو6: 4). ثم يقول إن أعضاءنا تصير آلات بر لله لأننا نرث بره "وَلاَ تُقَدِّمُوا أَعْضَاءَكُمْ آلاَتِ إِثْمٍ لِلْخَطِيَّةِ بَلْ قَدِّمُوا ذَوَاتِكُمْ لِلَّهِ كَأَحْيَاءٍ مِنَ الأَمْوَاتِ وَأَعْضَاءَكُمْ آلاَتِ بِرٍّ لِلَّهِ" (رو6: 13). لأننا نرث بره أي نأخذ قوة قيامته ونأخذ بالنعمة البر الذي للمسيح على قدر استطاعتنا، كما نأخذ استحقاق الحياة الأبدية وميراث مجد الملكوت الأبدي. إذن من خلال ولادتنا منه في المعمودية نأخذ كل الاستحقاقات التي تجسد السيد المسيح ليهبها لنا. |
||||
26 - 03 - 2014, 06:07 PM | رقم المشاركة : ( 27 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب آدم (بين آدم الأول وآدم الثاني) - الأنبا بيشوي
نِعم ننالها في المعمودية من ضمن الِنعم التي نأخذها؛ قوة الانتصار على الشيطان، ونعمة البنوة لله، والاستنارة، وفهم مقاصد الله، واستحقاق معاينة الملكوت، وصيرورتنا أعضاء مع أهل بيت الله كأولاد لله، ونُختَم بسِمة أبدية وختم إلهي لا يُمحى، كل هذه النعم ننالها في المعمودية. ونلبس ثياب العرس لنستحق دخول الملكوت. |
||||
26 - 03 - 2014, 06:08 PM | رقم المشاركة : ( 28 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب آدم (بين آدم الأول وآدم الثاني) - الأنبا بيشوي
آدم الثاني أعظم من الأول بقى أن نوضح بالأكثر قوله "وَلَكِنْ لَيْسَ كَالْخَطِيَّةِ هَكَذَا أَيْضًا الْهِبَةُ" (رو5: 15). "لأَنَّهُ كَمَا بِمَعْصِيَةِ الإِنْسَانِ الْوَاحِدِ جُعِلَ الْكَثِيرُونَ خُطَاةً هَكَذَا أَيْضًا بِإِطَاعَةِ الْوَاحِدِ سَيُجْعَلُ الْكَثِيرُونَ أَبْرَارًا" (رو5: 19). لماذا لا تؤمن أنه لما مات المسيح من أجلك على الصليب ممكن أن يغفر خطايا العالم كله؟ إذا كان إنسان واحد ارتكب خطية واحدة في الفردوس جاء للبشرية بكل هذه البلية. كل البشر صاروا تحت حكم الموت بسبب خطيته، فبالأولى كثيرًا جدًا الأعمال العظيمة التي قام بها السيد المسيح. إذا كان آدم الأول أخطأ فجلب هذه الويلات كلها على البشرية، فآدم الثاني الأخير الذي هو أعظم من آدم الأول إذ أطاع الآب طاعة كاملة حتى الموت وبذبيحة قيمتها لا نهائية لسبب إتحاد طبيعته الإنسانية بلاهوته، وإذ صنع كل مسرة الآب، هل كل هذا لا يكفى لأجل تلك الخطية الذي صنعها آدم الأول؟! بمعنى إن الذي عمله آدم الجديد بالنسبة لما عمله آدم الأول عظيم جدا،ً ولا يقاس على الإطلاق. من أجل ذلك يقول: "لأَنَّهُ كَمَا بِمَعْصِيَةِ الإِنْسَانِ الْوَاحِدِ جُعِلَ الْكَثِيرُونَ خُطَاةً هَكَذَا أَيْضًا بِإِطَاعَةِ الْوَاحِدِ سَيُجْعَلُ الْكَثِيرُونَ أَبْرَارًا" (رو5: 19). إن النعمة والعطية والهبة التي في المسيح يسوع فاقت بكثير جدًا المأساة والخطية والغضب الإلهي المعلن بسبب خطية الإنسان، ونقول جميع الخطايا لجميع البشر في جميع الأزمنة لكل من يؤمن، إن المسيح إلهنا له المجد قد وفي خطية البشرية، بل إنه أرضى قلب الآب السماوي من ناحية الإنسان بصورة فاقت كل غضب الله بسبب خطية الإنسان،أي أن صورة الإنسان في نظر الله من خلال المسيح أصبحت محبوبه جدًا جدًا جدًا لدرجة إنها غطت أضعاف مضاعفة بما لا يقاس على خطايا البشر لذلك قال: "وَلَكِنْ لَيْسَ كَالْخَطِيَّةِ هَكَذَا أَيْضًا الْهِبَةُ" (رو5: 15). |
||||
26 - 03 - 2014, 06:09 PM | رقم المشاركة : ( 29 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب آدم (بين آدم الأول وآدم الثاني) - الأنبا بيشوي
ابني الحبيب الذي به سررت الهبة التي في المسيح يسوع فاقت كل تصورنا وكل تقديراتنا على الإطلاق. من أجل ذلك قال الآب السماوي عن ابنه الوحيد المتجسد: "هَذَا هُوَ ابْنِي الْحَبِيبُ الَّذِي بِهِ سُرِرْتُ" (مت3: 17). وقال بلسان أشعياء النبي: "هُوَذَا عَبْدِي الَّذِي أَعْضُدُهُ مُخْتَارِي الَّذِي سُرَّتْ بِهِ نَفْسِي. وَضَعْتُ رُوحِي عَلَيْهِ فَيُخْرِجُ الْحَقَّ لِلأُمَمِ لاَ يَصِيحُ وَلاَ يَرْفَعُ وَلاَ يُسْمِعُ فِي الشَّارِعِ صَوْتَهُ. قَصَبَةً مَرْضُوضَةً لاَ يَقْصِفُ وَفَتِيلَةً خَامِدَةً لاَ يُطْفِئُ. إِلَى الأَمَانِ يُخْرِجُ الْحَقَّ لاَ يَكِلُّ وَلاَ يَنْكَسِرُ حَتَّى يَضَعَ الْحَقَّ فِي الأَرْضِ وَتَنْتَظِرُ الْجَزَائِرُ شَرِيعَتَهُ" (اش42: 1-4). في الحقيقة لو كنا نعرف قيمة العطية التي في المسيح يسوع، فلن نشعر بالخذلان أو بالضعف، لكن نشعر بمنتهى القوة. إن النعمة المعطاة لنا في المسيح فاقت خطية آدم بمراحل كثيرة. لذلك فإن النعمة التي ستعطَى للمفديين أعظم بكثير من حياة الخطية، أي الحياة الأبدية في ملكوت الله الذي يقول عنها: "تَعَالَوْا يَا مُبَارَكِي أَبِي رِثُوا الْمَلَكُوتَ الْمُعَدَّ لَكُمْ مُنْذُ تَأْسِيسِ الْعَالَمِ" (مت25: 34). الملكوت أعظم بكثير جدًا من الفردوس الأول. وكرامة الإنسان بعد مجيء السيد المسيح أعظم بكثير جدًا من كرامته أيام أن خلق الله آدم في الفردوس، يكفى أن السيد المسيح بجسده الممجد المتحد باللاهوت قائم عن يمين العظمة في الأعالي كقول الكتاب: "لِكَيْ تَجْثُوَ بِاسْمِ يَسُوعَ كُلُّ رُكْبَةٍ مِمَّنْ فِي السَّمَاءِ وَمَنْ عَلَى الأَرْضِ وَمَنْ تَحْتَ الأَرْضِ، وَيَعْتَرِفَ كُلُّ لِسَانٍ أَنَّ يَسُوعَ الْمَسِيحَ هُوَ رَبٌّ لِمَجْدِ اللهِ الآبِ" (فى2: 10،11). |
||||
26 - 03 - 2014, 06:09 PM | رقم المشاركة : ( 30 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب آدم (بين آدم الأول وآدم الثاني) - الأنبا بيشوي
هل رد آدم إلى رياسته؟ فكون السيد المسيح ظهر في الجسد وبارك طبيعتنا فيه بهذه الصورة: معناها أنه قد أصبحت للإنسان كرامة تفوق بكثير الكرامة الأولى التي كانت له قبل السقوط. إذا كنا نقول إن المسيح رد آدم إلى رتبته مرة أخرى؛ ففي الحقيقة هذا تعبير يمكن أن نقول إنه مرحلي. بمعنى إنه ليس فقط رد آدم إلى رتبته مرة أخرى، بل إنه بدخول آدم إلى الملكوت بعد المجيء الثانيللسيد المسيح تكون مرتبته -في المسيح- قد فاقت بما لا يقاس المرتبة الأولى التي كان عليها، لذلك يقول: "وَلَكِنْ لَيْسَ كَالْخَطِيَّةِ هَكَذَا أَيْضًا الْهِبَةُ" (رو5: 15)، وستجد المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام المقالات والكتب الأخرى. أي أن العطية بسخاء جدًا تفوق كل ضعف الإنسان. ومن المعلوم طبعًا أن جسد القيامة الممجد سوف يكون في حالة أعلى بكثير من الحالة التي خُلق عليها أبونا آدم في الفردوس، والحالة التي آل إليها بعد السقوط. عن هذا يقول معلمنا بولس الرسول في حديثه عن القيامة في اليوم الأخير: "هَكَذَا أَيْضًا قِيَامَةُ الأَمْوَاتِ: يُزْرَعُ فِي فَسَادٍ وَيُقَامُ فِي عَدَمِ فَسَادٍ. يُزْرَعُ فِي هَوَانٍ وَيُقَامُ فِي مَجْدٍ. يُزْرَعُ فِي ضُعْفٍ وَيُقَامُ فِي قُوَّةٍ. يُزْرَعُ جِسْمًا حَيَوَانِيّاً وَيُقَامُ جِسْمًا رُوحَانِيّاً. يُوجَدُ جِسْمٌ حَيَوَانِيٌّ وَيُوجَدُ جِسْمٌ رُوحَانِيٌّ. هَكَذَا مَكْتُوبٌ أَيْضًا: «صَارَ آدَمُ الإِنْسَانُ الأَوَّلُ نَفْسًا حَيَّةً وَآدَمُ الأَخِيرُ رُوحًا مُحْيِيًا». لَكِنْ لَيْسَ الرُّوحَانِيُّ أَوَّلاً بَلِ الْحَيَوَانِيُّ وَبَعْدَ ذَلِكَ الرُّوحَانِيُّ. الإِنْسَانُ الأَوَّلُ مِنَ الأَرْضِ تُرَابِيٌّ. الإِنْسَانُ الثَّانِي الرَّبُّ مِنَ السَّمَاءِ. كَمَا هُوَ التُّرَابِيُّ هَكَذَا التُّرَابِيُّونَ أَيْضًا وَكَمَا هُوَ السَّمَاوِيُّ هَكَذَا السَّمَاوِيُّونَ أَيْضًا. وَكَمَا لَبِسْنَا صُورَةَ التُّرَابِيِّ سَنَلْبَسُ أَيْضًا صُورَةَ السَّمَاوِيِّ. فَأَقُولُ هَذَا أَيُّهَا الإِخْوَةُ: إِنَّ لَحْمًا وَدَمًا لاَ يَقْدِرَانِ أَنْ يَرِثَا مَلَكُوتَ اللهِ وَلاَ يَرِثُ الْفَسَادُ عَدَمَ الْفَسَادِ" (1كو15: 42- 50). وبهذا نفهم أن السيد المسيح قد أخذ لقب "آدم الثاني" وأن جسد القيامة للأبرار سوف تكون له صورة سمائية لا صورة ترابية. وذلك عند قيامة الأموات في اليوم الأخير. وذلك بالرغم من أن الأجساد الأصلية لابد أن تقوم ولكنها ستتغير. ففي ضوء هذه المعاني أي أناس ينبغي أن نكون نحن بقوة العطية الممنوحة لنا في المسيح كأولاد الله مدعوين لميراث الحياة الأبدية ربنا يعطينا أن نكون أبناء حقيقيين له ثابتين في المسيح إلى النهاية |
||||
|