24 - 03 - 2014, 07:17 PM | رقم المشاركة : ( 21 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب داود الملك التائب - الأنبا بيشوي
أجرة الخطية هي موت كثيرًا ما تتنوع الخطايا في نظر بعض الناس فيقولون عن بعضها خطايا كبيرة والبعض الآخر خطايا صغيرة، ويتساءلون هل تتساوى الخطايا عند الله، أو بمعنى آخر هل تتساوى عقوبة خطية بسيطة عابرة مع خطية كبيرة ثقيلة؟! الخطية عمومًا يمكنها أن تفقد الإنسان علاقته مع الله وتفقده حياته، "لأَنَّ أُجْرَةَ الْخَطِيَّةِ هِيَ مَوْتٌ.." (رو6: 23). لكن كما قلنا سابقًا أنه بقدر ما تكون الخطية سطحية وعابرة بقدر ما تكون قدرة الإنسان على التوبة والتحرر من سلطان الخطية أكبر. فليس الأمر مجرد حساب الخطية، لكن حقيقة الأمر هي: هل الإنسان يحيا مع الله أم لا يحيا معه، وليس الأمر هو ماذا يكون حساب الإنسان من جهة خطيته، فماذا يستفيد من هذا الحساب؟! الأهم من ذلك أن يعرف الإنسان هل هو محسوب ضمن جماعة أولاد الله أم لا..؟ هل هو مؤَهل لميراث ملكوت السموات، أم مع الذين يُطرَحون خارجًا؟ هل هو مع الخمس عذارى الحكيمات أم مع الخمس عذارى الجاهلات؟! |
||||
24 - 03 - 2014, 07:18 PM | رقم المشاركة : ( 22 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب داود الملك التائب - الأنبا بيشوي
أثر الخطية لا يهم إن كانت الخطية حُسبت أم لا، لكن المهم بالنسبة للإنسان الحريص على خلاص نفسه وأبديته هو أن يبحث ما هو كيانه في المستقبل كوارثٍ للملكوت السمائي. ليس الأمر هل حُسبتْ الخطية أم لم تُحسَب، لكن ما يحسبه الإنسان هو ما مدى تأثير هذه الخطية فيه؛ في كيانه الداخلى.. وما مدى التدمير الذي حدث كنتيجة لها، سواء في حياته هو أو في حياة الآخرين. ولا يهم إن كان في حالة دمار أم عمار، لكن الأهم من ذلك هو هل مصباحه فارغ أم مملوء بالزيت.. هذه هي التوبة الصادقة وهذا هو الاستعداد للملكوت.. |
||||
24 - 03 - 2014, 07:18 PM | رقم المشاركة : ( 23 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب داود الملك التائب - الأنبا بيشوي
خطورة العثرة قال ناثان النبي لداود: "أَنَّكَ قَدْ جَعَلْتَ بِهَذَا الأَمْرِ أَعْدَاءَ الرَّبِّ يَشْمَتُونَ" (2صم12: 14)... فمن الأمور التي أحزنت قلب الله في خطية داود هي إنه جعل أعداء الرب يشمتون، حيث إنه في جولة من هذه المعارك انهزم فيها جيش داود، وللأسف إن هذا كان بأمرٍ من داود نفسه!! لا تنظر إلى خطيتك وكأنها خطية وقتيه أو كأنها مسألة عابرة، لكن انظر إلى أبعادها وحجمها، وماذا يكون تأثيرها. فالعثرة التي من الخطية خطيرة جدًا. ولذلك عندما يفكر الإنسان في التوبة، يجب أن يفكر فيها من زاويتين: الزاوية الأولى: هي إنه لا يضمن أن حياته تستمر لكي يستطيع أن يتوب، لذلك يجب أن يتوب بسرعة لئلا يباغته الموت فجأة فيجده غير مستعد. والزاوية الثانية: إنه حتى لو كان الإنسان سيعيش إلى أن يتوب، لكن كم رصيد الخطايا التي فعلها، وما العثرات الكثيرة التي تكون قد انتشرت بسبب خطيته، لكي يحاول أن يصلحها.. هكذا يجد الإنسان الحمل قد ثقل عليه. لذلك من الأفضل له أن يبدأ التوبة فورًا، لكي يستطيع أن يطلب مراحم الله ويصلح ما قد فسد. بل ربما يستخدمه الله كإناء للكرامة ينشر القداسة ويغيِّر حياة الناس ويصلح ما أفسدته خطاياه قبل أن يتوب. |
||||
24 - 03 - 2014, 07:19 PM | رقم المشاركة : ( 24 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب داود الملك التائب - الأنبا بيشوي
نجنى من الدماء يا الله داود النبي في توبته قال في المزمور "نَجِّنِي مِنَ الدِّمَاءِ يَا اللهُ إِلَهَ خَلاَصِي فَيُسَبِّحَ لِسَانِي بِرَّكَ" (مز51: 14).. وماذا يعنى بعبارة نجنى من الدماء؟ بالنسبة لداود تعنى أن يغفر له خطية قتل أوريا الحثى. ولكن بالنسبة لمن يصلى الآن بهذا المزمور؛ هل هي تعنى أن لا يمسك الإنسان السكين لكي يذبح الناس..؟ كلا. لكنها تعنى أن مجرد العثرات، والظلم، والكراهية، وعدم المحبة، كل هذه دماء مسفوكة. أي إنسان تسببت له في عثرة ما، فدمه يُطلب من يدك. وإن قلت لله "نَجِّنِي مِنَ الدِّمَاءِ يَا اللهُ إِلَهَ خَلاَصِي فَيُسَبِّحَ لِسَانِي بِرَّكَ"، سيقول لك: "اِغْتَسِلُوا. تَنَقُّوا. اعْزِلُوا شَرَّ أَفْعَالِكُمْ" (إش1: 16). اغسل يدك من الدم، انظر من أعثرت، واغسل يدك من دمه.. لكن احذر... أن تفعل مثلما فعل بيلاطس الذي قال "إِنِّي بَرِيءٌ مِنْ دَمِ هَذَا الْبَارِّ. أَبْصِرُوا أَنْتُمْ" (مت27: 24)،وغسل يديه وفي نفس الوقت جلس على كرسي القضاء وحكم على السيد المسيح بالإعدام صلبًا!! وقال أنا بريء من دم هذا البار!! لكن العدل الإلهي لم يغسل هاتين اليدين الأثيمتين، وظل بيلاطس مسئولاً أمام الله عن هذه الجريمة الشنعاء؛ إذ كيف يحكم على إنسان في نفس الجلسة بالبراءة والإعدام في وقت واحد؟! وتهلل اليهود وقالوا "دَمُهُ عَلَيْنَا وَعَلَى أَوْلاَدِنَا" (مت27: 25). وقال السيد المسيح لبيلاطس "لَمْ يَكُنْ لَكَ عَلَيَّ سُلْطَانٌ الْبَتَّةَ لَوْ لَمْ تَكُنْ قَدْ أُعْطِيتَ مِنْ فَوْقُ. لِذَلِكَ الَّذِي أَسْلَمَنِي إِلَيْكَ لَهُ خَطِيَّةٌ أَعْظَمُ" (يو19: 11). إذا كان دمى مطلوب من يدك أنت يا بيلاطس، لكن هؤلاء اليهود سيُطلَب دمى من أيديهم أكثر وأكثر، لأنه إذا كنت أنت إنسانًا وثنيًا ورومانيًا مطالَب بأن تحفظ الحق بدرجة، لكن هؤلاء مطالبون بالأكثر أن يحفظوا الحق لأنهم قالوا إنهم حماة الحق وحماة الشريعة وشعب الله، فكان لابد أن يعرفوا كيف يسلكون بالاستقامة. |
||||
24 - 03 - 2014, 07:20 PM | رقم المشاركة : ( 25 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب داود الملك التائب - الأنبا بيشوي
إلى هذا أنظر هكذا مرت حياة داود النبي بظروف متنوعة، ظروف البر والقداسة والتسبيح والترنيم والطاعة الكاملة لله، كما مرت بظروف الخطية والندم والحزن والبكاء والتأديبات التي سمح بها الله له، حتى أن الرب قد سحقه بالحزن من أجل خلاص نفسه ومن أجل أبديته، ومن أجل أن يتنقى من الشر الذي سمح لنفسه بأن تتلوث به حياته. وإذا به بمشاعر التوبة المنسحقة يطلب من الله قائلاً: "قَلْباً نَقِيّاً اخْلُقْ فِيَّ يَا اللهُ وَرُوحاً مُسْتَقِيماً جَدِّدْ فِي دَاخِلِي" (مز51: 14). |
||||
24 - 03 - 2014, 07:21 PM | رقم المشاركة : ( 26 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب داود الملك التائب - الأنبا بيشوي
قلبًا نقيًا أخلق فيَّ يا الله بإيمان قوى طلب داود من الله في مزمور التوبة قائلاً: "قَلْباً نَقِيّاً اخْلُقْ فِيَّ يَا اللهُ وَرُوحاً مُسْتَقِيماً جَدِّدْ فِي دَاخِلِي" (مز51: 14). لأنه عرف من يستطيع أن يغفر الخطايا، كما أدرك أنه لا أحد يستطيع أن يخلق الإنسان من جديد مرة أخرى إلا مَنْ خلقه في البداية على صورته ومثاله. فلا يستطيع أن يخلقه من جديد إلا من كان لديه قوة الخلق. هكذا يقول السيد المسيح: "وَأَمَّا أَنَا فَقَدْ أَتَيْتُ لِتَكُونَ لَهُمْ حَيَاةٌ وَلِيَكُونَ لَهُمْ أَفْضَلُ" (يو10: 10).. مادام السيد المسيح هو الحياة فكيف نستطيع أن نحيا بدونه؟! كما قال عنه بولس الرسول: "لأَنَّنَا بِهِ نَحْيَا وَنَتَحَرَّكُ وَنُوجَدُ" (أع17: 28). وهو وحده الذي يستطيع أن يخلص، هكذا قال: "أَنَا أَنَا الرَّبُّ وَلَيْسَ غَيْرِي مُخَلِّصٌ. أَنَا أَخْبَرْتُ وَخَلَّصْتُ وَأَعْلَمْتُ وَلَيْسَ بَيْنَكُمْ غَرِيبٌ. وَأَنْتُمْ شُهُودِي يَقُولُ الرَّبُّ وَأَنَا اللَّهُ" (إش43: 11، 12).. وهو وحده الذي يستطيع أن يحطم الجحيم، والذي يستطيع أن يقهر الشيطان وكل قواته الشريرة. حين قال داود في توبته: "قَلْباً نَقِيّاً اخْلُقْ فِيَّ يَا اللهُ وَرُوحاً مُسْتَقِيماً جَدِّدْ فِي دَاخِلِي"(مز51: 14)، قد أدرك بروح النبوة أنه لا يستطيع أن يعيد الإنسان من الموت إلى الحياة إلا رب الحياة، لهذا جاء رب الحياة مخلصنا الرب يسوع الذي قال: "أَنَا هُوَ الطَّرِيقُ وَالْحَقُّ وَالْحَيَاةُ.." (يو14: 6). إن كان إنسان قد نزف دمه ومشرفًا على الموت، فلا علاج له أو لا حياة له إلا بعملية نقل دم. فالدم هو الحياة. لذلك كان من اللازم أن تُمنَح هذه الحياة من معطى الحياة الذي له سلطان الحياة ويستطيع أن يقيم من الأموات، الذي قال: "أَنَا هُوَ الْقِيَامَةُ وَالْحَيَاةُ. مَنْ آمَنَ بِي وَلَوْ مَاتَ فَسَيَحْيَا" (يو11: 25).. والروح القدس يأخذ من دم المسيح ويغسلنا. وحين قال داود النبي: "قَلْباً نَقِيّاً اخْلُقْ فِيَّ يَا اللهُ وَرُوحاً مُسْتَقِيماً جَدِّدْ فِي دَاخِلِي" (مز51: 14).. ماذا كان يعنى بنقاوة القلب؟ أو بمعنى آخر كيف يحيا الإنسان بقلبٍ نقى؛ بذلك القلب الذي قال عنه السيد المسيح "طُوبَى لِلأَنْقِيَاءِ الْقَلْبِ لأَنَّهُمْ يُعَايِنُونَ اللَّهَ" (مت5: 8). نقاوة القلب ربما يكون معناها عدم محبة الخطية، أي أن الإنسان لا يحب الخطية ولا يشتهيها ولا يفرح بها،أو تكون النقاوة بدرجة أعمق هي كراهية الخطية.. لأنه من الممكن أن يترك الإنسان الخطية ولكنه لا يكرهها. وهناك درجة أعلى من هذه وتلك، وهي أن نقاوة القلب هي الامتلاء من محبة الله.. ليس فقط عدم محبة الخطية ولا كراهية الخطية بل أيضًا محبة البر والالتصاق به؛ لذلك قال السيد المسيح إن أنقياء القلب يعاينون الله.. فنقاوة القلب معناها الاشتياق الحار نحو الله والالتصاق المستمر به. هذه هي حياة القداسة الحقيقية. ليست القداسة هي ترك الخطية فقط، لأنه من الممكن أن يترك الإنسان الخطية خوفًا من العقوبة، لكن ليست هذه هي حياة القداسة. فحياة القداسة هي كراهية الخطية، وليست مجرد الاشمئزاز من الخطية. ويكره الإنسان الخطية ليس في حياته الشخصية فقط، إنما في حياة الآخرين أيضًا. وليس معنى ذلك أن يكره الناس إنما يكره الشر والخطية الموجودة في العالم. كراهية الخطية تجعل للإنسان حساسية شديدة جدًا نحو الشر وهذا ما قال عنه الكتاب: "كُلَّ مَنْ وُلِدَ مِنَ اللهِ لاَ يُخْطِئُ، بَلِ الْمَوْلُودُ مِنَ اللهِ يَحْفَظُ نَفْسَهُ، وَالشِّرِّيرُ لاَ يَمَسُّهُ" (1يو5: 18). وقال أيضًا: "كُلُّ مَنْ هُوَ مَوْلُودٌ مِنَ اللهِ لاَ يَفْعَلُ خَطِيَّةً، لأَنَّ زَرْعَهُ يَثْبُتُ فِيهِ، وَلاَ يَسْتَطِيعُ أَنْ يُخْطِئَ لأَنَّهُ مَوْلُودٌ مِنَ اللهِ" (1يو3: 9). المولود من الله لا يخطئ هذه هي مرحلة ترك الخطية. أما المرحلة التالية هي لا يستطيع أن يخطئ.. لا يستطيع أن يخطئ بمعنى إنه مهما أتيحت له الفرص والظروف والضغوط لفعل الخطية، بل حتى لو هو نفسه فرضًا حاول أن يخطئ لا يستطيع!! هذه درجة عميقة من النقاوة والقداسة إذا وصل إليها الإنسان يستريح في حياته الروحية. فامتناعه عن الخطية ليس خوفًا إنما طبيعته الروحية لا تقبل أن تتعامل مع الخطية.. لماذا؟ لأن زرع الله ثابت فيه؛ الزرع الإلهي أي الطبيعة الجديدة التي أخذها في المعمودية، هذه الطبيعة الجديدة ثابتة بعمل الروح القدس في سر التثبيت. |
||||
24 - 03 - 2014, 07:22 PM | رقم المشاركة : ( 27 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب داود الملك التائب - الأنبا بيشوي
الذبيحة لله روح منسحق الروح القدس يأخذ من دم المسيح وينقينا ويقدسنا، كما قال السيد المسيح عنه: "ذَاكَ يُمَجِّدُنِي لأَنَّهُ يَأْخُذُ مِمَّا لِي وَيُخْبِرُكُمْ" (يو16: 14)... والروح القدس لا يعمل إلا في القلب المنسحق، كما قال داود النبي في مزمور التوبة: "الذبيحة لله روح منسحق، القلب المنكسر والمتواضع لا يرذله الله" (مز50: 17 في الترجمة القبطية): "ذَبَائِحُ اللهِ هِيَ رُوحٌ مُنْكَسِرَةٌ. الْقَلْبُ الْمُنْكَسِرُ وَالْمُنْسَحِقُ يَا اللهُ لاَ تَحْتَقِرُهُ" (مز51 :17 في الترجمة البيروتية). فعندما يجد الروح القدس أن الإنسان حزين على خطيئته يبدأ أن يطهره.. وإذا وجد الإنسان متألم بسبب الخطية، وهو يبكى ويتذلل أمام الله، فيطهره من أجل انسحاقه. فالروح القدس هو الذي يعطى النقاوة الكاملة.. نار الروح القدس تطهر الإنسان. وكيف ينسحق الإنسان؟ هناك مثل واضح في الانسحاق هو أهل نينوى وكيف انسحقو..؟ لبسوا مسوحًا وجلسوا في التراب وصاموا ثلاثة أيام لم يذُق الناس شيئًا وبكوا أمام الله، فرحمهم الله وغفر خطاياهم ورفع غضبه عنهم.. هذا هو مفهوم التذلل أمام الله،وهذا الانسحاق هو الذي يجعل الروح القدس يأخذ من دم المسيح ويغسلنا، فليس الصوم أو التذلل هو الذي غفر الخطية أو دفع ثمنها، لكن الذي دفع الثمن هو السيد المسيح على الصليب. النعمة تعمل في الإنسان المنسحق المتذلل في التراب يبكى ويقرع صدره كما فعل العشار الذي "وَقَفَ مِنْ بَعِيدٍ لاَ يَشَاءُ أَنْ يَرْفَعَ عَيْنَيْهِ نَحْوَ السَّمَاءِ بَلْ قَرَعَ عَلَى صَدْرِهِ قَائِلاً: اللهُمَّ ارْحَمْنِي أَنَا الْخَاطِئَ" (لو18 :13)، فكلما ثقلت الخطية يلزمها تذلل أمام الله أكثر. يقول الكتاب "َمَزِّقُوا قُلُوبَكُمْ لاَ ثِيَابَكُمْ وَارْجِعُوا إِلَى الرَّبِّ إِلَهِكُمْ لأَنَّهُ رَأُوفٌ رَحِيمٌ بَطِيءُ الْغَضَبِ وَكَثِيرُ الرَّأْفَةِ وَيَنْدَمُ عَلَى الشَّرِّ" (يؤ2 :13). معنى هذا الكلام في العهد الجديد أننا نبكى وننوح ونمزق قلوبنا من الحزن على الخطية، كل هذه العناصر والعوامل تؤدى إلى تحرك الروح القدس نحونا فيعطينا الغفران باستحقاقات دم المسيح. |
||||
24 - 03 - 2014, 07:22 PM | رقم المشاركة : ( 28 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب داود الملك التائب - الأنبا بيشوي
التوبة تقترن بالاعتراف وكما رأينا في توبة داود وكيف أقر بخطيئته أمام ناثان النبي، فالتوبة تقترن بالاعتراف.. وهدف ممارسة سر الاعتراف في الكنيسة هو لكي ينال الإنسان الغفران، وبعد أن يأخذ الحِل من الأب الكاهن يتقرب إلى الأسرار المقدسة ويتناول من جسد الرب ودمه لكي ينال غفران الخطية وينال الحياة الأبدية. إذ أن الخطية قد أدخلت عوامل الموت إلى حياته فيطلب الحياة من جسد الرب ودمه. |
||||
24 - 03 - 2014, 07:24 PM | رقم المشاركة : ( 29 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب داود الملك التائب - الأنبا بيشوي
مخدع التوبة أفضل مكان للتوبة والانسحاق هو المخدع الخاص، وأثناء صلوات القداس، وأثناء الاجتماعات الروحية.. يحاول الإنسان أن يتصرف بحكمة فلا يعيش حياته كلها في كآبة وحزن لدرجة أن يتعب الناس من رؤيته وأسلوبه، بل ربما هو نفسه يدخل في حالة من الكآبة الشديدة. فالأمر يحتاج إلى حكمة. إذا قضى الإنسان وقت القداس الإلهي في بكاء على خطاياه، لا يمكن أن يخرج ليمزح، وهذه نتيجة طبيعية. إنما يمكن أن يخرج فيرى فيه الناس طلاقة الوجه أو ابتسامة بسيطة ولا يستمر في حزن.. نريد أن نقول أنه لا يمكن أن يتحول الإنسان من مشاعر الحزن العميق إلى مشاعر الفرح بصورة مفاجئة. لذلك بعد أن يبكى الإنسان على خطاياه كثيرًا سيأتي وقت فيه يفرح، ويفرح معه الناس ويسعدوا بسعادته... لكن ينبغي أن نحترس من كثرة الضحك والمزاح بعد التناول من الأسرار المقدسة،أو بعد ممارسة سر الاعتراف أو جلسة لمحاسبة النفس، هناك أوقات يشعر فيها الإنسان أنه يعيش في مشاعر توبة معينة فلا يصح أن يضيعها.. من أجل ذلك فمن الأفضل -إذا أُتيحت للإنسان الفرصة- أن يسرع إلى مخدعه بعد التناول ليأخذ فترة هدوء مع النفس ويؤجِّل مقابلة الناس.. |
||||
24 - 03 - 2014, 07:25 PM | رقم المشاركة : ( 30 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: كتاب داود الملك التائب - الأنبا بيشوي
العين الباكية داود في توبته بكى كثيرًا، وامتلأت مزاميره بالأنين والدموع والحزن على خطاياه. وفي المزمور يقول: "تَعِبْتُ فِي تَنَهُّدِي. أُعَوِّمُ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ سَرِيرِي بِدُمُوعِي. أُذَوِّبُ فِرَاشِي" (مز6: 6). كما يقول الكتاب: "يَا لَيْتَ رَأْسِي مَاءٌ وَعَيْنَيَّ يَنْبُوعُ دُمُوعٍ فَأَبْكِيَ نَهَاراً وَلَيْلاً قَتْلَى بِنْتِ شَعْبِي" (أر1:9). ويقول القديس يوحنا الدرجي: }العين الباكية هي جرن متجددة لمعمودية التوبة{. كأن العين أصبحت مثل جرن المعمودية، جرن متجددة لمعمودية التوبة.. ونحن في صلاة الخدمة الثانية من نصف الليل نقول: }أعطني يا رب ينابيعدموع كثيرة، كما أعطيت منذ القديم للمرأة الخاطئة. واجعلني مستحقًا أن أبل قدميك اللتين أعتقتاني من طريق الضلالة{، أريد يا رب أن أغسل قدميك بالدموع. إذا كان إنسان يصلى صلاة نصف الليل وفي الخدمة الثانية يعوِّم مكان الصلاة بالدموع، ويقول مع داود النبي: "أُعَوِّمُ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ سَرِيرِي بِدُمُوعِي" (مز6:6).. هذا الإنسان يكون قد عاش بحق حياة التوبة، بل يمارس حياة التوبة باستمرار. يقول القديس الأنبا أنطونيوس: }أوقد سراجك بدموع عينيك{. ويقول أنبا موسى الأسود} :ينبغي لنا أن نجتهد بقدر استطاعتنا بالدموع أمام ربنا ليرحمنا بتحننه لأن الذين يزرعون بالدموع يحصدون بالفرح{. |
||||
|